داخل محاكمة علاء م #34: أسطوانةٌ مشروخة
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الرابع والثلاثون
تاريخ الجلسات: 20 و 21 و 23 شباط / فبراير 2023
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
يسرد تقرير المحاكمة الرابع والثلاثون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الرابع والخمسين والخامس والخمسين والسادس والخمسين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. بعد أن تُليت ترجمةٌ لتقريرٍ نُشر على زمان الوصل، أدلى علاءٌ ببياناتٍ واجترّ حججًا غابرة مشدّدًا فيها على براءته. وفي اليوم التالي، أدلى P12، زميل علاءٍ السابق، بشهادته في المحكمة وقدّم تفاصيل حول العمل في مشفى حمص العسكري ورأيه في شخصية علاء وسمعته. كما طرح القضاة أسئلة لتقييم ما إذا كان افتراض علاءٍ للأسباب التي دعت أحدهم لاتهامه زورًا يتوافق مع ذكريات P12 عن ذلك الشخص، ولكن P12لم يؤيّد ذلك الافتراض. وفي ثالث أيام هذا الأسبوع، فسّر الشاهد بعض المخططات وصور الأقمار الصناعية وعقّب على مقاطع فيديو يُزعَم أنها تُظهر المشفى وساحة السجن. وقبل إنهاء الجلسة، استُجوب P12 حول دوافعه لمغادرة حمص. وجابهه القضاة حين حاد ما أدلى به في شهادته عن المعلومات التي أفاد بها في مقابلة اللجوء.
أبرز النقاط:
اليوم الرابع والخمسون - 20 شباط / فبراير 2023
كان قد قُرّر سابقًا أن تكون جلسة هذا اليوم قصيرة، وعلى ما يبدو أن ذلك كان السبب وراء غياب العديد من الممثّلين. وبالنسبة لفريق الدفاع، حضر المحامي بون ووصل المحامي العجي قرابة منتصف الجلسة.
طلب القضاة في بداية الجلسة من خبيرة لغوية قراءة ترجمة مقالٍ نشره زمان الوصل باللغة الإنجليزية. ونُشر المقال المُعَنوَن بـ "ألمانيا تتهم طبيبًا سوريًّا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية" في 11 آب / أغسطس 2021، ودار حول التُّهم التي وجّهها المدعي العام الاتحاديّ (GBA) إلى علاء م. وأحال المقال إلى محاكمة كوبلنتس على سبيل المقارنة. وأورد شهادات لزميل طبيب وخالد أحمد ومحمد وهبي ومحمد فجر.
بينما أراد القضاة قراءة المقال باللغة الألمانية لإضافته رسميًّا إلى الإجراءات، إذ طلب علاءٌ من القضاة أن يدليَ ببيان حول المحتوى. وأوضح أن المقال نُشر ابتداءً باللغة العربية، وأشار إلى وجود تناقضات في الترجمة في النسخة الإنجليزية. وخاض في مزيد من التفاصيل حول سبب عدم مصداقية بعض إفادات الشهود، وتلا أجزاء من المقال وعقّب عليها. وكرّر علاءٌ نفس الادعاءات التي أثارها سابقًا محاججًا بأنه لم يكن موجودًا في الأماكن والأوقات المعنيّة. إضافة إلى ذلك، قدم حججًا لكشف هوية الشاهد الذي استخدم اسمًا مستعارًا في مقال زمان الوصل. وأوضح للمحكمة سبب اعتقاده بأنه يعرف الهوية الحقيقية لذلك الشخص وعرّض به. وردّد قائلًا: "أنا متأكدٌ من أن الشهود قد تعرضوا للتعذيب، ولكن لا علاقة لي بذلك".
وختامًا، لمّح علاءٌ إلى الشخص الذي يزعم أنه اتهمه زورًا، وأعرب علاءٌ عن قلقه منه لأن ذلك الشخص حوكم جنائيا في سوريا. ولإثبات ذلك، أبلغ علاءٌ القضاة بأن لديه وثيقة حصل عليها محاميه في سوريا تثبت "الطاقة الإجرامية" لذلك الشخص. وعلى حدّ قول علاء، فإن الوثيقة موقعة ببصمة تؤكد أن الشخص مدانٌ بسبع تهم بالسرقة. وختم علاءٌ قائلًا إنه لم يتمكن من الحصول على النسخة الأصلية، إلّا أنه يستطيع توفير نسخة منها.
انتهت الجلسة بإشعار القضاة استلامهم تصريحات علاءٍ وأبلغوه أن الجانب الأخير الذي أثاره يُعَدّ معلومةً جديدةً في القضية، وذكروا أن على فريق دفاعه بالتالي أن يطلب بشكل رسمي الأخذ بها كدليل.
اليوم الخامس والخمسون - 21 شباط / فبراير 2023
استأنف القضاة في هذا اليوم استجواب الشاهد P12، زميل علاء السابق في مشفى حمص العسكري، والذي سُئل عن تفاصيل حول العلاقة التي جمعتهما معًا في المشفى، وحول علاقات علاءٍ الأخرى وسلوكه الشخصي والمهني. لم يتمكن الشاهد من تقديم الكثير من المعلومات نظرًا إلى أنه لم يلتق بعلاءٍ إلّا في بضع مناسبات. كما أبدى القضاة اهتمامهم بالصلاحيات المسندة إلى الأطباء المقيمين، فسألوا عما إذا كان باستطاعتهم أن يصفوا أدوية ومطهرات ويحصلوا عليها وعلى الأدوات الطبية دون قيود، فأقرّ P12ذلك وشرح الإجراءات المتّبعة. وسُئل P12 عن سمعة علاءٍ بعد بدء النزاع، فذكر بأن سمعة علاءٍ اِستحالت من إيجابية عمومًا إلى أكثر سلبية بعد أن بدأ علاءٌ في تبوّؤ صفوف مؤيدي الحكومة.
إضافة إلى ذلك، أراد القضاة أن يعرفوا تفاصيل عن الشخص الذي زُعم أنه اتهم علاء زورًا، وأبدوا اهتمامهم بما إذا كان P12 قادرًا على جسّ نوع العلاقة بينهما. فاستحضر P12 بعض التفاصيل ولكنه أوضح أنه لم يتعاطى مع أي منهما. ثم استفسر القضاة من الشاهد عن ديانة ذلك الشخص واتهامات علاءٍ له بأنه متطرف، مشيرين إلى أن علاءً بنى ادعاءه بأنه اتُّهم زورًا على خلاف نشب بينهما خلال شهر رمضان. فوفقًا لما ذكره علاءٌ، كان قد خرق قاعدة ما وتعرض للتقريع والتوبيخ وهو ما أفضى إلى توجيه تلك الاتهامات. وكان ما ادّكره الشاهد هو أن هذا الزميل لم يكن مفرط التديّن وكان مسلمًا ملتزمًا، إلّا أنه لم يكن ليُمليَ على مسيحي كيفية التصرف. وأدلى الشاهد بشهادته بخصوص محادثات مع طبيبين آخرين من المشفى بعد مغادرتهما البلاد. وقدّمت إفادةٌ سابقةٌ معلوماتٍ عن لقاء وحوارات حول ما زُعم عن سوء معاملة مرضى وتعذيبهم في حمص. غير أنه ظهرت تبايناتٌ بين شهادة P12 وإفادته التي قدم تفسيرًا لها. وفي نهاية الجلسة، أجاب P12 على مزيد من الأسئلة حول إساءة معاملة المرضى في المشفى وما إذا كان يتذكر من قام بذلك. كما سأل القضاة عن مهام P12 وواجباته المحدّدة في السجن العسكري، وعن عدد المرات التي كان موجودا فيها هناك. وفي الختام، رسم الشاهد مخطّطًا للسجن العسكري والمحيط الذي يُزعم أن مريضًا قد دُفع فيه بعنف.
اليوم السادس والخمسون - 23 شباط / فبراير 2023
واصل القضاة في اليوم السادس والخمسين من المحاكمة استجواب الشاهد P12، وطرحوا أسئلة توضيحية حول المخطّطات التي رسمها الشاهد في الجلسة السابقة وقارنوها بتلك التي رسمها أثناء استجواب الشرطة. ولمقارنة الأقوال، طلب القضاة من P12 تحديد موقع جميع المباني على صور الأقمار الصناعية فلم يتذكر الشاهد إلّا مواقع معينة. وبعد أن فرغ القضاة من أسئلتهم، أثار موسى سؤالين بخصوص الصور، فأراد أن يعرف ما إذا كان الشاهد قادرًا على أن يشير إلى مكان العيادات الخارجية، وهو ما نفاه الشاهد. ثم سأل موسى عن مكان المبنى الإداري، فبيّنه الشاهد على الصور.
عرض القضاة بعد ذلك ستة مقاطع فيديو قصيرة وطلبوا من الشاهد أن يعقّب على مضمونها، وسألوا عما إذا كانت المقاطع تُظهر المشفى أو السجن العسكري في حمص. [كانت مقاطع الفيديو المعروضة أجزاءً من فيلم الجزيرة الوثائقي]. صُوّرت بعض المقاطع سرًا، ويُزعم أنها من داخل المشفى، وأظهرت مرضى مقيّدين ومعصوبي الأعين. كما أظهرت مشاهدُ أخرى منطقةً خارجيةً بها عسكريون وجثثٌ على الأرض. وأراد القضاة معرفة ما إذا كان الشاهد قادرًا على تحديد ما إن كانت المنطقة هي السجنَ العسكري في حمص، والذي زاره عدة مرات لعلاج المرضى، وفقا لشهادته، فتذكّر P12 بعض المناطق وأكد بعض التفصيلات. ورغم أنه لم يستطع الجزم بأن هذا هو السجن العسكري، فقد حدد مناطق معينة وأكد تفاصيل أخرى.
أبدى القضاة مزيدًا من الاهتمام بموعد مغادرة الشاهد لمدينة حمص والسبب الذي دفعه لذلك، فأوضح الشاهد أنه انتقل إلى مشفى تشرين بعد تفاقم الأوضاع وأنه غادر بمساعدة شخص كان رئيس وحدة جراحة العظام والرضوض آنذاك والذي أصبح لاحقًا رئيس إدارة الخدمات الطبية في تشرين. أفاد P12 بأنه غادر بسبب المعاملة الوحشية للمرضى إضافة إلى موقفه "المحايد"، وأوضح أنه لم يحظ بنظرة إيجابية: لا من الحكومة، ولا من الأصدقاء والمجتمع لأنه كان يعمل في مشفى عسكري. وعندما سأله القضاة عما إذا كانت هناك أي أسباب أخرى أثّرت على قراره بالمغادرة، نفى ذلك. فجابهه القضاة بمقابلة طلب لجوئه التي جرت في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، والتي ذكر فيها أنه غادر بسبب تهديداتٍ من المعارضة، فأوضح الشاهد أن المعارضة تواصلت معه وطلبوا منه أن يعمل طبيبًا معهم، ولكنه رفض وفضّل مغادرة البلاد.
وختامًا، رسم مخططًا لغرفة الطوارئ وأوضح مكان غرف الجراحة وأسِرّة الطوارئ. كما طرح علاءٌ بعض الأسئلة، ونظرًا لأن مضمون بعضها تعدّى تناول موضوع المخطّطات، قاطعه رئيس المحكمة كولر وأبلغه بتدوين الأسئلة وطرحها حينما يحين دور استجواب فريق الدفاع. وبالرغم من انصياع علاءٍ لأوامر القاضي، كان من الملاحظ أنه كان يخالف P12 في كثير من النقاط وأنه كان يود إثارة تلك النقاط على الفور. تجدر الإشارة إلى أن القانون الألماني لا يسمح للمتهم بتوجيه أسئلة إلى الشهود إلّا بعد أن ينتهي القضاةُ والمدّعون العامّون وممثّلو المدعين من أسئلتهم.
______________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.