1 min read
داخل محاكمة علاء م #31: إن كان السؤال من فضّة .. فالجواب عنه من ذهب!

داخل محاكمة علاء م #31: إن كان السؤال من فضّة .. فالجواب عنه من ذهب!

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الحادي والثلاثون

تاريخ الجلسة: 10 و 12 كانون الثاني / يناير 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة الحادي والثلاثون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين التاسع والأربعين والخمسين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. خُصّص يوم المحاكمة الأول من السنة لاستجواب P11 الذي شهد آنفًا في كانون الأول / ديسمبر. تقصّى القضاة التباينات التي تولّدت من كلٍّ من إفاداته السابقة وشهادة P8 والتي تتعلق بالتفاصيل الهامة للأحداث التي زُعم أنها وقعت أثناء اعتقالهما. ورغم أن المحكمة أبلغت الشاهد مرارًا وتكرارًا عن سبب طرحهم للأسئلة المعمّقة وأنهم ملزمون بتدارس أي أوجه تضاربات، بدا P11 منزعجًا وواجه صعوبات في الرد بدقة. وحامت مسألة كبرى حول ما إذا كان ابن عم P11 قد تعرض للضرب، وزمان حدوثه، وعدد المرات التي وقع فيها.

كُرّس اليوم الثاني لإتمام استجواب القضاة لـ P11. ورغم أن القضاة قدّروا أن يوم المحاكمة كان سينتهي في وقت مبكر، استدعت مواضيع عدة مزيدًا من التمحيص. اعتزم القضاة إيضاح بعض التفاصيل المتعلقة بالوقائع التي حدثت في سوريا وبالمغادرة النهائية منها. وإضافة إلى ذلك، تحرّى القضاة عن الذين تواصل معهم P11ويُحتمل أنه تحدّث إليهم بخصوص مضمون المحاكمة، لكي يستشفّ القضاة معلومات عن احتمالية تأثير ذلك على الشاهد. بزغت إحدى اللحظات الحاسمة عندما عرض القضاة على P11 مجموعة صور لثلاثة رجالٍ بينهم علاء، وسألوه عما إذا كان قد رأى مجموعة الصور تلك سابقًا. فأكد P11ذلك وقال إنها عُرضت عليه أثناء استجواب سابق. ولكن القضاة أخبروه أن الأمر في الحقيقة لم يكن كذلك.

أبرز النقاط:

اليوم التاسع والأربعون - 10 كانون الثاني / يناير  2023

بسبب إعادة تعرض الشاهد لصدمة نفسية قبل عطلة عيد الميلاد [انظر تقرير المحاكمة رقم 29] ، بدأ القضاة الجلسة الأولى من العام بالتأكّد من أن P11 كانت على ما يرام، وأبلغوه أن المحكمة ملزمةٌ بطرح أسئلة مفصلة وبأنهم يدركون بأن إثارة هذه الذكريات قد يكون مؤلمًا. ثم استأنف القضاة الاستجواب وأرادوا معرفة الظروف التي حصل فيها P11على أسماء الطبيبَين اللذين تطرّق لذكرهما سابقًا ومكان ولادتهما. وجابه القضاة P11 بإفاداته السابقة وبأجزاءٍ من شهادة P8 كلما برزت بعض التباينات. وتركّز اهتمام القضاة على كيفية حصول الشاهد على معلومات معينة ووقت حصوله عليها، وعلى ما إذا كان الشاهدان (P8 و P11) على اتصال بعد مغادرة سوريا. ولم يتمكن الشاهد من توضيح جميع التباينات، رغم المساعدة المتكررة التي قدمها القضاة له عن طريق طرح تفسيرات محتملة.

نظرًا لزعم المتهم بأنها مسألة اختلاط في تحديد الهوية، سأل القضاة الشاهد عما إذا كان لديه أي معلومات تدعم هذا الزعم. على سبيل المثال، سألوا عما إذا كان الانتقامُ لمقتل ابن عمهم قد أُخذ بعين الاعتبار. وعلاوة على ذلك، جرى تقييم جميع جهات الاتصال المحتملة تقييمًا مفصّلًا لأن عدة أشخاص، منهم وسائل الإعلام، كانوا قد تواصلوا مع P11. وأكد P11 للقضاة أنه رفض في معظم الحالات التواصل معهم بعد بدء المحاكمة. كما عرض عليه القضاة صورًا لأشخاص لم يستطع التعرف عليهم.

خُصّصت الساعات التالية من الجلسة لمعرفة عدد المرات التي تعرض فيها ابن عم P11 للضرب قبل وفاته ووقت حدوث ذلك. ولم يتم حلُّ عُقَد أوجه عدم الاتساق بين شهادته وإفاداته السابقة على نحو مُرضٍ. وأُصيب القضاةُ بالإحباط لأن P11 ناقض نفسه تارة ولم يجب على الأسئلة بشكل مباشر تارة أخرى. وفي نهاية المطاف، صاغ رئيس المحكمة أسئلته بشكل واضح وطلب أجوبة دقيقة حول ما إذا كان الضرب قد وقع وعدد المرات التي حدث فيها. بالإضافة إلى ذلك، قدم القضاة لـ P11 تفسيرات محتملة للتباينات مرة أخرى، ولكن P11 لم يتمكن من دحض أوجه عدم الاتساق بشكل تام. وكان لا بد من منح فترة استراحة لتخفيف حدة التوتر بين الأطراف.

بعد استراحةٍ مهدّئةٍ، استأنف القضاة الاستجواب بالانتقال إلى موضوع آخر. وتمحور اهتمامُهم حول أحد المعارف الذي يُزعم أنه اعتقل مع P11 وطلبوا تفاصيل عما حصل بينهم. ومرة أخرى، نشأت تضاربات لم يستطع الشاهد التوفيق بينها. غير أنه اتضح أن الشاهد لم يستطع أن يفهم تمامًا أن هناك تناقضات قد تنشأ بسبب أخطاء الترجمة أو سوء الفهم، رغم أن القضاة أبلغوه مرارًا بمختلف الاحتمالات. ولذلك أسفر الجزء الأخير من الجلسة عن مشكلات مماثلة عندما أراد القضاة معرفة ظروف التعرف على جثة ابن عمه. ومع ذلك، أعطى الشاهد انطباعا حيًّا عن المعاملة اللاإنسانية لمن يُتوفى من المعتقلين. كما كان على الشاهد أن يحدد هوية ابن عمه في صورةٍ لم تُعرض على الحضور، لاحتمال أن المتوفى كان يظهر فيها بشكل مشوه.

اليوم الخمسون - 12 كانون الثاني / يناير  2023

واصل القضاة استجواب P11 وخططوا لاختتامه في هذا اليوم حتى يتسنى للمدعين العامين وفريق الدفاع المضيّ قدمًا في طرح أسئلتهم في اليوم التالي. طُلب من الشاهد إحضار هاتفه المحمول وتمت معاينة بعض الصور. فمن ناحية، كان القضاة مهتمين بما إذا كان لدى الشاهد صورٌ إضافيةٌ لابن عمه المتوفى. ومن ناحية أخرى، ساعدت الصور الشخصية في تأكيد توقيت بعض المعلومات التي لم يتمكن P11 من تذكرها.

ثم عاد القضاة إلى تناول موضوع الأحداث في سوريا. وسُئل الشاهد عن ظروف إخلاء سبيله من الشرطة العسكرية. ومرة أخرى، ظهرت تباينات تتعلق بتاريخ إخلاء السبيل، إلّا أن الشاهد تمكن من قشع الغمام عما أشكل عن طريق تقديم تفسيرات متسقة ومعقولة. ومع ذلك، بدا أن P11 كان يشعر بأنه قد أُسيءَ فهمُه وأوضح أنه ليس على دراية بالأسلوب الذي يتّبعه القضاة. وردًّا على سؤالٍ عما إذا كان قد خضع لمحاكمة في سوريا، شرح P11 الاختلافات بين عدة فروعٍ وأماكنَ ذكَرَها أثناء شهادته. أراد القضاة معرفة ما إذا كان عليه أن يمثل أمام قاضٍ في سوريا ومن كان معه في ذلك الحين. كما سأل القضاةُ P11 عن الطريق الذي سلكوه بعد إطلاق سراحهم وما إذا كانت هناك حواجز على الطرق أو نقاطُ تفتيش. فاقترح الشاهد أن يرسم مخطّطًا بيّن فيه جميع الأماكن المعنية وأسهب في إيضاح المواقع والمسافات والأحداث التي وقعت قياسًا على المنطقة التي رسمها. كما طرح فريق الدفاع أسئلةً أثار بعضُها نقاشًا حول ما إذا كان ينبغي السماح بطرحها. وأراد المدعون العامون معرفة الاستنتاج الذي كان يرمي الدفاع إلى الخروج به من الإجابة، وعارضوا السماح بإثارتها. غير أن القضاة سمحوا للدفاع بالمضي قدمًا ما دامت الأسئلة محددة بشكلٍ كافٍ. وظهر أحد محامي الدفاع بمظهر الذي لم يتابع الأحداث، إذ ظلّ يسأل عن المكان الذي اعتقل فيه الشاهد بالضبط، بينما كان جليًّا لبقية الأطراف أن P11 قد تم اعتقاله في عدة مواقع مختلفة.

كما أشار رئيس المحكمة إلى أن أحداثًا أخرى قد وقعت ما بين إخلاء السبيل ومغادرة سوريا، وخُصّص الوقت المتبقي من الجلسة لها. وأدلى الشاهد بشهادته حول مزيد من التجارب المريرة التي مرّ بها. كانت إحداها تتعلق بوفاة ابنه الذي كان يبلغ من العمر أربع سنوات والذي توفي بُعَيد إطلاق سراح الشاهد لأنه لم يُسمح لهم بالمرور من نقطة تفتيش والعثور على مساعدة عاجلة في المشفى. أقر القضاة بأن هذا قد يكون جزءًا من عمل النظام وأعربوا عن تعازيهم. ثم تحدث الشاهد عن مجريات أحداث أخرى أدت إلى اعتقال النظام السوري للشاهد وتعذيبه. وذكر أن وطأة الضرب الأعتى التي قاساها كانت في المخابرات العسكرية والفرع 215 قبل أن يتمكن أخيرًا من مغادرة البلاد والوصول إلى البلد المجاور محمولًا على نقالة مشفى.

[استشرى في قاعة المحكمة إحساسٌ بوحشية النظام وتعسّفه خلقته رواية الشاهد]. وبما أن الأحداث الأخيرة لم تكن لها صلةٌ مباشرةٌ بلائحة الاتهام، أوقف القضاة التحقيق في تفاصيل التعذيب الثاني وأقرّوا بالمعاناة التي كان على الشاهد تحمُّلها.

كُرِّس الجزء الأخير من الجلسة لمعرفة الذين كان الشاهد على اتصال بهم بعد بدء إجراءات المحاكمة، وكذلك لتوضيح أي مسائل تتعلق بالصحة. وأكد P11 أن عدة قنوات إعلامية اتصلت به، وكذلك فعل شخصٌ تابعٌ للسفارة السورية. وشدّد القضاة النّيّقون في التدقيق حول أي تأثير محتمل على الشاهد، وطرحوا أسئلة مفصلة عن الأشخاص والصحف الذين تواصلوا مع P11، وعن تقارير على فيسبوك وزمان الوصل، وعن منظمات أخرى فيما يخصّ إجراءات المحاكمة. وكان القضاة مهتمين بشكل خاص بما إن كان P8 و P11 تحدثا فيما بينهما حول  أمور تتعلق بمضمون المحاكمة. وظهرت لحظة حرجة عندما أراد القضاة التبيّن مما إذا كان P11 قد شاهد صورًا للمتهم قبل الإدلاء بشهادته. وفي الوقت الذي غطّت فيه وسائل الإعلام محاكمة علاء م. بشكل مكثف وانتشرت فيه الصور على فيسبوك، زلّ P11 حول صورٍ أخرى عُرضت عليه في المحكمة وأكّد أنه رأى إحداها، إلّا أن ذلك لم يكن ممكنًا وفقًا للقضاة. وعندما سُئل الشاهد عما إذا اتصل به أو بأسرته شخصٌ آخر، أوضح للمحكمة أن المخابرات العسكرية هدّدت شقيقته في سوريا وأخبرتها أن أشقائها لن يكونوا بمأمن أينما حلّوا وارتحلوا.

قبل أن يُنهيَ القضاة استجوابهم ويصرفوا الشاهد، سُئل P11 عن حالته الصحية. فقد أدى التعذيب في سوريا وكذلك السكتة الدماغية التي تعرض لها مؤخرًا إلى مشاكل صحية خطيرة وفقدان للذاكرة. ومن المفترض أن القضاة كانوا يهدفون إلى تحديد ما إذا كان الضرر الجسدي الطويل الأجل مرتبطًا بسوء المعاملة أو كانت باعثًا عليه. وقال الشاهد إن الضرب المبرح الذي تعرض خلال اعتقاله الثاني تسبب في اختلال المشي الذي يعاني منه اليوم. وتم تباحث ما إذا كان ينبغي استشارة الأطباء الذين عالجوه بعد إصابته بالسكتة الدماغية.

___________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.