
داخل محاكمة علاء م #102: جانٍ مُضْطَهِدٌ أَمْ مُضَلَّلٌ مُغَفَّل؟
محاكمة علاء م.
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الثاني بعد المئة
تاريخ الجلسة: 3 نيسان / أبريل 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الثاني بعد المئة الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الحادي والثمانين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في بداية الجلسة، قُرئ جزءٌ من مقابلة إعادة التوطين التي أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في [حُجب المكان] مع المدّعي P8 عامَ 2015. كان يعمل [حُجبت المعلومة] ويمكث هناك أسبوعين تقريبا كلَّ مرة. ووصف عمليات تفتيش متكررة للمنازل خلال مداهمات موسّعة عامَ 2011 وقعت بعدما وصل المتمردون إلى مدينته واندلعت الاشتباكات. وفي إحدى الهجمات، أُصيب ابنه بطلق ناري في [حُجبت المعلومة] عندما كان في الخارج أثناء الاشتباكات. ونُقل الصبي إلى مشفيَين ثم خُبِّئ عند أصدقاء، إذ وَرَد أنّ الرجالَ المصابين من موطنه كانوا يُعتقلون ويُقتلون. وهربت الأسرة مرات عدّة، وكانت تتكوّن من P8 وزوجته وأطفاله وأمه وزوجة أخيه: فبعد وصول المتمردين، انتقلوا عبر عدة بلدات ومدن، وأقاموا لفترة وجيزة عند معارفهم، ثم طُردوا، وهربوا مجدّدا في نهاية المطاف. وأظهرت المقابلة سنينَ من الخوف والمعاناة وانعدام الاستقرار التي عاشها P8 وعائلتُه.
تحوّل الاهتمام لاحقا في الجلسة إلى أنشطة المتهم على فيسبوك. كشفت المنشوراتُ والتعليقات من عام 2011 إلى عام 2014 عن موالاة وإخلاص شديدَين لنظام الأسد. ففي أحد التعليقات الأكثر لفتا للانتباه، كتب علاء: «نعم، للأسد! نعم لإعدام كلّ خائن ميدانيّا! نعم للتدمير الشامل للإرهاب!» وبجّلت منشوراتٌ أخرى الأسدَ على أنه «زعيمُ الكون وسيّدُه» واحتَفَت بتحطيم الوعاء على رأس أوباما. شابَ حضورَ علاءٍ على الإنترنت خطابٌ عنيف وتهديداتٌ وتمجيدٌ لقوة النظام.
اليوم الحادي والثمانون بعد المئة - 3 نيسان / أبريل 2025
في بداية الجلسة، نوقِشت البياناتُ الختامية لجميع الأطراف وكذلك الحكمُ.
بعد ذلك، استُدعيت الخبيرةُ اللغوية بيرجيت كُون، P10، إلى منصّة الشهود. ترجمت السيدةُ كُون وقرأت محاضرَ مقابلة إعادة التوطين التي أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في [حُجب المكان] مع P8 عامَ 2015. وبعد أن أجرى المدعي العام [حُجبت المعلومة] للجرائم الخاصة مقابلةً مع P8 في [حُجب الزمان] 2020، شارك المحضرَ مع حجب بياناته الشخصية.
قُسّمت المقابلةُ إلى عدة أقسام:
- بيانات تعلّق بالقضية
- رقم القضية: [حُجبت المعلومة]
- الاسم: [حُجبت المعلومة]
- البيانات الشخصية
- مولود في [حُجبت المعلومة]
- المهنة: [حُجبت المعلومة]
- ناجٍ من العنف / التعذيب
- مسجل في [حُجبت المعلومة]
- الخدمة العسكرية: [حُجبت المعلومة]
أوضحت مقابلةُ إعادة التوطين التي أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أسبابَ حصول P8 على صفة لاجئ في [حُجب المكان]. أنهى مقدّمُ الطلب، P8، [حُجبت المعلومة]. خلال هذه الفترة، كُلّف [حُجبت المعلومة]؛ ولم يكن السجناء ضمن مهامه. لم يكن لدى مقدم الطلب [حُجبت المعلومة] ولم يشارك في [حُجبت المعلومة].
[ملاحظة: حَجَب المعلوماتِ الواردةَ بين (قوسين هلالَين) المدعي العامُّ [حُجبت المعلومة]، أمّا المعلوماتُ الواردةُ بين [قوسين معقوفَين] فحَجَبَها المركزُ السوري للعدالة والمساءلة]. كان يعيش هو وزوجته في (حُجبت المعلومة). وكان يعمل [حُجبت المعلومة]، وعادة ما كان يمكث هناك أسبوعين تقريبا كلَّ مرة.
خلال مداهمات موسّعة، فتّش الجنود منزله في [حُجب المكان] ثم غادروا. وفي إحدى الهجمات، أُصيب ابنُه بعيار ناري [حُجبت المعلومة] حينما كان خارج المنزل أثناء الاشتباكات. فنُقل أولا إلى [حُجبت المعلومة]، ثم لاحقا إلى [حُجبت المعلومة]. بناءً على نصيحة الأطباء، أُحيل الصبي للمكوث مع أصدقاء، إذ كان يرِدُ أنّ الرجالَ المصابين من بلدتهم كانوا يُعتقلون ويُقتلون.
بعد وصول المتمردين، اندلعت الاشتباكات في [حُجب المكان] في تشرين الأول / أكتوبر 2011. فانتقل مقدّمُ الطلب وعائلتُه إلى (حُجبت المعلومات)، حيث اعتُقل مقدّمُ الطلب و(حُجبت المعلومات)، وفُتّش المنزلُ مرةً أخرى. بعد ذلك، هربت الأسرة إلى [حُجب المكان]، ثم إلى [حُجب المكان] للمكوث عند معارفهم، لكنهم نزحوا وانتقلوا إلى [حُجب المكان] حيث مكثوا شهرا تقريبا. في النهاية، هرب مع أمه وزوجة أخيه وزوجته وأطفاله إلى [حُجب المكان]، وواصلوا هروبهم في [حُجب الزمان] 2012 عبر المعبر الحدودي في [حُجب المكان].
وفصّل محضرُ المقابلة أنّ مقدّمَ الطلب كان يخشى على حياة أسرته إن عادوا إلى سوريا، لا سيما بسبب خطرِ أن يُعَدّ معارضا للحكومة في مسقط رأسه.
بخصوص التحليل القانوني، عُدَّ خوفُ مقدّمِ الطلب مبرَّرا، ودعمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي خلصت إلى أنّ مقدّمَ الطلب يستوفي المعايير التي تؤهّله للحصول على صفة اللاجئ بناءً على [حُجبت المعلومة]. وحاججت المفوضيةُ بأنه لا توجد احتمالات واقعية للعودة الطوعية إلى سوريا. كان مقدّمُ الطلب يعيشُ وعائلتُه في [حُجب المكان] في ظروف معيشية متزعزعة محفوفة بالمخاطر. وأقرّت المفوضية بأنّ مقدّمَ الطلب لم يتمكن من العثور على عمل منتظم في حين أنه المعيل الوحيد لعائلته وزوجة أخيه وأطفالها.
وفقا للمحضر، حاججت المفوضيةُ السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعد ذلك بضرورة النظر في إعادة توطين مقدّمِ الطلب في بلد آخر. وأوضحت أنه سُجن سابقا لشهر، ضُرب خلاله بالأسلاك وصُعق بالكهرباء. وتوفي شقيقُه نتيجة إساءة معاملة مماثلة، وعانى مقدّمُ الطلب من اضطراب ما بعد الصدمة.
وخلصت المفوضيةُ السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنّ هناك حاجةً إلى حماية قانونية ونفسية. وقد ساءت الأوضاع في [حُجب المكان] كثيرا: إذ هدّد السكانُ المحليّون مقدّمَ الطلب وضيّقوا عليه، وكان ذلك غالبا بسبب التوترات بين الطوائف الدينية. وتفاقمت هذه التوترات بسبب عدد اللاجئين السوريين الكبير في البلاد. وظلت العلاقات بين [حُجبت المعلومة] والسوريين صعبة بسبب عوامل تاريخية.
إضافة إلى ذلك، واجه مقدّمُ الطلب خيارين لتمديد تصريح إقامته ذي الستة أشهر: كان عليه إما العودةُ إلى سوريا والدخول مجدّدا إلى [حُجب المكان] عبر المعبر الحدودي الرسمي (إذ انتهى تصريحُه الأول في [حُجب الزمان])، أو دفعُ رسوم التجديد (التي لم يتمكن من دفعها بسبب وضعه غير المستقر والخطِر).
حُدّدت أولويةُ إعادة التوطين في المحضر على أنها عاجلة. وقدّمت المفوضيةُ السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قضيةَ مقدّمِ الطلب وفقا لذلك. وصُنّفت زوجةُ أخيه على أنها «معرّضةٌ للخطر». ونظرا لأنها أمٌّ عزباءُ دون زوج، دعمت المفوضيةُ السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشدة إعادة التوطين المشترك لأنها كانت تعتمد كثيرا على معيل ذكر. وأشار المحضرُ إلى أنّ قضيتهم قُدّمت فعلا إلى [حُجب المكان] عامَ [حُجب الزمان]، ولكن السلطات [حُجبت المعلومة] رفضت الطلب بسبب عدم وجود آفاق للاندماج. وأُرفق بالطلب صفحةُ الإقرار الموقعة، وبطاقتا هوية مقدّمِ الطلب وزوجتِه، وجوازُ سفر مقدّمِ الطلب، ودفترُ عائلته، و[حُجبت المعلومة].
بعد انتهاء قراءة ترجمة المقابلة، صُرفت السيدةُ كُون دون أن تُحلَّف وعُقدت استراحة.
***
[استراحة لخمس وعشرين دقيقة]
***
بعد العودة من الاستراحة، قُرئت في المحكمة محادثاتٌ مترجمةٌ أخرى للمتهم من فيسبوك.
في 17 كانون الثاني / يناير 2012، تضمّنت المحادثةُ المُعَنْوَنةُ بـ «128 – [حُجب الاسم]» رسالةً مفصّلة أرسلها علاء «ميسو، نشّوب يتحدث. (...) أنا راضٍ جدا عن عملي، انتقلت إلى دمشق قبل شهرين. وأعمل في مشفى تشرين». وفي اليوم التالي، تابع: «مرحبا منسو، كيف حالك؟ هل تعلمين أننا انفصلنا، [حُجب الاسم] وأنا؟ [لمزيد من المعلومات عن التي يشير إليها علاء، يُرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #99]». وفي المحادثة التالية، تحدث المتهم و [حُجب الاسم] عن انفصاله عن صديقته السابقة.
بعد ذلك، تحوّلت الجلسةُ من التركيز على الأطراف الذين جَرَت معهم المحادثاتُ إلى فئةٍ أخرى على صفحته على فيسبوك بعنوان: «منشوراتُك وتسجيلاتُ دخولك ومقاطعُ فيديوهاتك». في 17 نيسان / أبريل 2014، نشر علاء: «سوريا رمز الفخر والمجد». في 7 حزيران / يونيو 2014، كتب: «لقد انتصر الأسد في الحرب العالمية... تصريح وزير الخارجية الفرنسي السابق». في 4 حزيران / يونيو 2014، نشر صورةً جديدة على صفحته مع التعليق: «مبروك، أيها الكبير، أنت قائدنا، أنت وحدك تمثّلنا، لا أحد غيرك» [ملحوظة: في 4 حزيران / يونيو 2014، فاز بشار الأسد بالانتخابات في سوريا، ويُرجّح أن يكون المنشور السابق تهنئةَ علاءٍ له]. تبع ذلك صورةٌ أخرى في 13 آب / أغسطس 2014 مع اقتباس: «من أجمل ما قاله الإمام علي عن الصبر». في 18 نيسان / أبريل 2014، شارك: «صورة لإصبعي النتن. لكل من أراد سقوط الأسد، أتمنى أن تتخَوزقوا». سابقا، في 25 كانون الأول / ديسمبر 2011، شارك علاء صفحةً قائلا: «بلدي ينزف، بلدي جريح. السماء تبكي وتصرخ عند ولادتك: يا مسيح، احمي سوريا الأسد».
بعد تلك الفقرة، عاينت المحكمةُ قِسمَ «التعليقات» المترجمة. في 7 كانون الثاني / يناير 2012، علّق علاء: «يتم ذلك بقوة الأسود والقمع والحذاء العسكري». في 20 كانون الثاني / يناير 2012، نشر المتهم: لكن بالروح والدم نفديك يا بشار». في 4 شباط / فبراير 2012، كتب أيضا: «دندن، ألا تريدين رؤية صورتي مع رئيسِ الكَون وسيِّده، الدكتور بشار، الشخص الأكثر رجولة في العالم، سيعطوني إياها في الأيام القادمة». بعد عامين، في 29 كانون الثاني / يناير 2014، علّق قائلا: «لكن الحقيقة هي أننا حطمنا الوعاء على رأس أوباما (النصر للأسد)»، تلاه تعليقٌ في 28 شباط / فبراير 2014 «صباحك أسدي».
قرأت القاضية أدْلْهوخ ما كتبه علاء في 8 نيسان / أبريل 2014: «عاش البعث وعاش الأسد، لأنه مصدر البعث». في 22 نيسان / أبريل 2014، مجّد المتهمُ الأسدَ قائلا: «بشار الأسد إلى الأبد، وربّي، وربّي، بالروح بالدم، أفديك يا كبير». وبعد يومين، في 24 نيسان / أبريل 2014، نشر علاء ما يلي: «لن أصوت لأحد سواك... حتى لو أحرقوني بالنار... الأسد إلى الأبد».
منذ أيار / مايو 2014 فصاعدا، استفحل خطابُ العنف في منشورات المتهم: ففي 8 أيار / مايو 2014، علّق قائلا: «مع الأسد، فاتح العرب القذرين!» في 3 حزيران / يونيو 2014، في إشارة إلى الثورة، شارك علاء ما يلي: «الطائر، النسر السوري، يحلق فوق داريا ويصوّت. بإذن الرّب، سنتحرر، نحن الأصواتُ العظيمة، من خنازير الفَورة». وفي 22 أيلول / سبتمبر 2014، علّق قائلا: «الرئيس الأسد، خلال زيارته لمشفى 601، حفظك الربُّ ذخرا». وجاء في تعليق آخر: «نعم للأسد! نعم للإعدام كل خائن ميدانيّا! نعم للتدمير الشامل للإرهاب!» وكان آخرُ منشور قُرئ في يوم المحاكمة هذا وشاركه علاءٌ على فيسبوك في 29 تشرين الأول / أكتوبر 2011، هو ما يلي: «لا وفّقهم الرّب، شعبٌ من الحمير والخنازير، يجب حرقهم في الفرن».
بعد التبصّر في هذه المحادثات والمشاركات التي قدّمت نظرةً عميقةً عن ولاء علاء للنظام، انتقل القضاة إلى وثائق أخرى وطلبوا قراءتها ذاتيّا. تضمّنت الوثائق ما يلي:
1) محضر استجواب الشرطة لـ P8 عامَ 2020، بالإضافة إلى محاضر استجواب P8 في 10 و 11 و 18 و 20 تشرين الأول / أكتوبر 2023
2) محضر استجواب الشرطة لـ P4 في 23 حزيران / يونيو 2020، وفي 11 و12 و26 تموز / يوليو 2020، وفي 3 تشرين الأول / أكتوبر 2024
3) محاضر استجواب P1 في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) بتاريخ 3 و5 و9 و17 و24 أيار / مايو 2022
أجمع أطراف الدعوى على قراءة هذه الوثائق ذاتيا.
رُفِعت الجلسة في الساعة 12:37 ظهرا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 29 نيسان / أبريل 2025، في العاشرة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.