
داخل محاكمة علاء م #101: الْمَزَّة 601: مَسْلَخٌ لا مَشْفى
محاكمة علاء م.
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الأول بعد المئة
تاريخ الجلسة: 20 آذار / مارس 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الأول بعد المئة الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثمانين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. عُرض خلال الجلسة مقطعُ فيديو عن الناشط السوري مازن الحمادة باللغة العربية مع ترجمة إلى الإنجليزية، وترجمته إلى الألمانية الخبيرةُ اللغويةُ السيدةُ بيرجيت كُون، P10. قدّم مازن شهادةً مؤثرةً عن التعذيب الشديد. وأبلغ عن كسور في أضلاعه وعنف جنسي وإساءة معاملة في مشفى 601 العسكري حيث أُعطي الرقم 1858. وقال: «601 ليس مشفى، إنه مسلخ». واختتم شهادته بالجملة التالية: «عائلتي مفقودة حاليا بسبب بشار الأسد».
بعد الفيديو دليلا، قُرئ مقال من صحيفة Süddeutsche Zeitung المحليّة، والذي وصف وفاةَ مازن قبل سقوط النظام بأربعة أيام فحسب بأنها لحظة رمزية. وعُبّر عن جنازته بأنها تكريم للثورة. إضافة إلى ذلك، نوقش مقطعُ فيديو تفحّصه مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألماني (BKA) ويتعلق بالمشافي العسكرية والمتهم. وأنهى محامي الدفاع إندريس الجلسة بتعليق فارغ لم يردّ عليه أحد.
اليوم الثمانون بعد المئة - 20 آذار / مارس 2025
في بداية الجلسة، كان علاء يضع قناع كوفيد FFP-2 لأنه كان مصابا بنزلة برد. رغم أنه كان يتماثل للشفاء، إلّا أنه لم يرغب في إصابة أي شخص بالعدوى. وصف رئيس المحكمة هذا السلوك بأنه وجيهٌ وفيه مراعاةٌ للآخرين.
بعد ذلك، استُدعيت بيرجيت كُون، P10، الخبيرةُ اللغويةُ في اللغة الإنجليزية، إلى منصة الشهود وتلقّت تعليمات قانونية من رئيس المحكمة الذي أوضح بأنه رغم أنّ الجميع يفهمون الأدلة باللغة الإنجليزية، إلّا أنّ قانون الإجراءات الجنائية الألماني يتطلب ترجمتها من أجل ضمان سير الإجراءات القانونية بصورة سليمة. ثم عُرض مقطعُ فيديو باللغة العربية مع ترجمة باللغة الإنجليزية، وترجمته السيدةُ كُون إلى اللغة الألمانية.
ركّز الفيلم الوثائقي على قصة الناشط السوري مازن الحمادة الذي كان يعمل في شركة فرنسية وينتمي إلى عائلة من الطبقة الوسطى ذات ميول سياسية يسارية تعارض النظام فعليّا. في الفيديو، يروي مازن تجاربه ويصف بداية الاحتجاجات عام 2011 بعبارات مثل: «عندما كنت ترى المظاهرات، كان قلبك يطير» أو «بدأ الناس يستخدمون عقولهم، وهو ما كان ممنوعا في السابق».
في آذار / مارس 2012، أوصل مازن وبعضٌ من أصدقائه أغذيةَ أطفال إلى حي محاصَر، فاعتقلتهم قواتُ الأمن. نُقل بدايةً إلى وحدة أمنية في المزة قربَ المطار.
وأخبر عن التعذيب قائلا: «وضعوني على الأرض وكسروا أضلاعي». وتابع قائلا: «شبحوني على النافذة وضربوني». وأضاف: «كنت عاريا ووضعوا مشبكا حلقيّا بمقبض حول ذَكَري، ثم شدّوه حتى شعرت وكأن ذَكَري كان يتقطّع. ومن الخلف، كان أحدهم يُدخل قضيبا في فتحة شرجي». واستحضر مازن أنه أصيب إصابات بالغة بسبب التعذيب جعلته يبول دما. وأُجبر تحت التعذيب على الإدلاء باعتراف باطل. وعندما سُئل مازن عن رأيه في هؤلاء الأشخاص، قال إنّ الله سيحاسبهم والقانونُ كذلك، وإنّ أصدقاءه الذين قُتلوا سيحصلون على العدالة.
في الفيديو، أوضح مازن أنّ الانتهاكات كانت تحدث أيضا في المشافي. ففي مرة، نُقل إلى مشفى 601 بعدما ضُرب ضربا مبرّحا جعله يبول دما، وهناك أُعطي الرقم 1858. كانت الجثث ملقاةً على الأرض في دورة المياه. وشعر أنه جُنّ. وخلص إلى أنّ 601 لم يكن مشفى، بل مسلخا. وقال: «عندما سُئلت عن اسمي، قلت: مازن الحمادة. قال الحارس الأمني: لا، اسمك هو 1858. سألني مرة أخرى: ما اسمك؟ وأجبت: 1858». أُطلق سراح مازن الحمادة بعد سجن دام 18 شهرا، ولكن كثيرا من أفراد عائلته ما زالوا معتقلين. لم يكن يعرف ما إذا كانوا لا يزالون أحياء: «عائلتي مفقودة حاليا بسبب بشار الأسد».
بعد انتهاء ترجمة الفيديو، صُرفت السيدةُ كُون دون أن تُحلّف.
بعد ذلك، قُرئ مقالٌ مطبوع من صحيفة Süddeutsche Zeitung، بتاريخ 13 كانون الأول / ديسمبر 2024، عن مازن الحمادة. ونظرا لأن مازن توفي قبل تردّي النظام بأيام قليلة، وُصفت جنازته في دمشق بأنها احتفال بالنصر على النظام وتكريم للثورة، مع هتافات قديمة وجديدة، منها الهتافُ الشهير من باكورة أيام الثورة السورية: «الشعب يريد إسقاط النظام». واقتبست المقالة قول أحد المشاركين في جنازة الحمادة: «لقد مات مازن من أجل ثورة لا يزال بإمكانها أن تنجح».
وصف المقال كذلك سيرة مازن بعد اعتقاله الأول. إذ أُجبر تحت التعذيب على الاعتراف زورا بتهم ملفّقة مثل «حيازة أسلحة، وقتل، وانقلاب، وإرهاب». ثم هرب لاحقا إلى هولندا، حيث أصبح شاهدا رئيسيا. غير أنه عاد إلى سوريا عام 2020 بعد أن خدعه النظام بوعود كاذبة لإطلاق سراح أقاربه من السجن. توفي مازن الحمادة قبل اندحار النظام بأربعة أيام. ووفقا لمختصّ شرعي في علم الأمراض، توفي مازن بسبب صدمة كهربائية عنيفة، وكشف فحصُه أنّ معصمَيه الاثنين كانا مكسورين. واختُتم المقال بالجملة التالية: «2011 هو عامٌ لم يكن يتصوّر فيه السوريون المعاناةَ التي سيسبّبُها لهم بشار الأسد في الأعوام الـ 13 التالية».
بعد قراءة المقال، سأل رئيس المحكمة الأطراف عما إذا كان ينبغي أن تُقرأ ترجمةُ مقطع فيديو من قناة Halab Today TV والذي راجعه مكتبُ الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانيُّ (BKA) في 13 آب / أغسطس 2020 بصفته دليلا وثائقيّا. ورغم أنّ الفيديو لم يُعرض، إلّا أنه تضَمّن مقاطعَ فيها إشارةٌ إلى المشفى العسكري في حمص وإلى المتهم. وتضمّنت الموضوعات المذكورة في المقال أحداثا في قلعة الحصن، إضافة إلى عمليات النزوح والمآسي الحالية.
أنهى محامي الدفاع إندريس الجلسةَ بقوله: «أترأّس أنا كذلك ندوة في جامعة جوتِه في فرانكفورت. يصعب تحمّلُ ما رأيناه اليوم ويمكن بالكاد استيعابُه. هذه المحاكمة هي مثال بليغ على ذلك». لم يردّ أيٌّ من الأطراف على هذا التصريح. وبتأمّل تعابير وجوههم وسلوكهم، بدا أنّ هذا التعليق قد أثار سخطهم.
رُفِعت الجلسة في الساعة 10:38 صباحا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 3 نيسان / أبريل 2025، في العاشرة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.