1 min read
برنامج "فيلق الترحيب" ومحاولات لإعادة توطين اللاجئين

برنامج "فيلق الترحيب" ومحاولات لإعادة توطين اللاجئين

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 19 كانون الثاني/يناير 2023عن برنامج رعاية خاص جديد، بعنوان "فيلق الترحيب" (Welcome Corps)، والذي يتيح للمجموعات المكونة من خمسة مواطنين أمريكيين بالغين أو أكثر (تسمى مجموعات الرعاية الخاصة، أو (PSGs)) تقديم طلب لرعاية اللاجئين لإعادة توطينهم في مجتمعاتهم. حيث يلتزم الرّعاة بجمع الأموال (2,275دولارًا أمريكيًا لكل فرد من أفراد الأسرة المعاد توطينهم) لدعم اللاجئين خلال فترة الأشهر الأولى التي يقضونها في الولايات المتحدة. كما يتعهّد الرّعاة في إطار هذا البرنامج بتقديم "الخدمات الأساسية" لأول 90يومًا بعد إعادة التوطين. ويشمل ذلك الاستقبال في المطار عند الوصول، ومساعدة العائلات التي أعيد توطينها حديثًا في العثور على سكن مناسب وتأثيثه، والحصول على وظائف والمستندات الحكومية اللازمة، ومساعدة الأطفال في الالتحاق بالمدرسة. حيث تجسّد هذه الخدمات بشكل وثيق الخدمات التي تقدمها وكالات إعادة التوطين، التي تكون مسؤولة عادةً عن مساعدة اللاجئين المعاد توطينهم. مما يطرح السؤال عن سبب إطلاق برنامج "فيلق الترحيب".

يهدف البرنامج، الذي يديره مكتب وزارة خارجية الولايات المتحدة لشؤون السكان واللاجئين والهجرة (برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة (USRAP))، بالشراكة مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية واتحاد من ست منظمات متخصصة في إعادة توطين اللاجئين وحمايتهم، إلى إعادة توطين ما لا يقل عن 5,000 لاجئ في عامه الأول. وقد رُحّب به كواحد من أبرز الابتكارات في تاريخ برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة. ويفصّل الموقع الإلكتروني لبرنامج "فيلق الترحيب" المتطلبات اللازمة للرّعاة الذين يأملون في المشاركة في البرنامج، والتي تشمل إجراءات التدقيق الأمني الإلزامية والالتزامات المالية للرّعاة وغيرها من المتطلبات المتوقعة. ويمكن للرعاة المحتملين أيضًا طرح أسئلتهم خلال جلسات تثقيفية مباشرة، تُعقد أسبوعيًا عبر منصة زوم (Zoom).

وفي ضوء الإخفاقات الأخيرة للحكومة الأمريكية في إعادة توطين العدد المستهدف من اللاجئين (تم إعادة توطين 25,000 لاجئ فقط في السنة المالية 2022، على الرغم من أن الهدف كان 125,000 لاجئ)، يمكن استخدام البرنامج كأداة لمساعدة الحكومة الأمريكية في الوصول إلى أهدافها الحالية لقبول اللاجئين. وما يدعو إلى التفاؤل هو أن متحدثًأ في جلسة تثقيفية ذكر أن المتقدمين لبرنامج "فيلق الترحيب" سيعززون هدف إدارة الرئيس جو بايدن لتحسين برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، وأن اللاجئين الذين أعيد توطينهم عبر برنامج "فيلق الترحيب" ينبغي أن يُيسِّروا المزيد من عمليات إعادة التوطين، تفوق الأهداف السنوية للحكومة الأمريكية. وأكد مصدر آخر متخصص في قانون اللاجئين وإعادة التوطين هذا الرأي، مشيرًا إلى أنه مع هدف الرئيس جو بايدن لتحسين برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، يمكن أن يؤدي إعادة توطين اللاجئين عبر برنامج "فيلق الترحيب" إلى المزيد من عمليات إعادة التوطين بشكل يفوق الأهداف الحكومية في السنوات المقبلة للبرنامج.

وكما هو الحال مع أي برنامج للهجرة، يمكن أن يتعرّض برنامج "فيلق الترحيب" لإساءة الاستخدام، بالنظر إلى الحوافز. ومن دواعي القلق الأخرى المحتملة، أن وزارة الخارجية تسعى من خلال هذا البرنامج إلى زيادة عدد اللاجئين المُعاد توطينهم في الولايات المتحدة عن طريق إضافة سُبل أخرى لإعادة التوطين، على الرغم من حقيقة أن سُبل إعادة التوطين الحالية قد تكون كافية إذا تم تزويدهم بما يكفي من الموارد، وإذا لم يخضع برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة وعمليات دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (USCIS) للتأخيرات البيروقراطية في تدقيق اللاجئين أمنيا، وحالات التأخير المطولة للمقابلات القنصلية، وإغلاق السفارات، وهو ما أعاق إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.

لقد أثار البرنامج اهتمامًا كبيرًا - حيث ورد أن أكثر من 500شخص قد سجّلوا لحضور جلسة تثقيفية واحدة، وأن الموقع الإلكتروني اجتَذَب الآلاف من الزوار الفرادى في أسبوعه الأول. ويبدو أن برنامج "فيلق الترحيب" والمنظمات المرتبطة به يبذلون قصارى جهدهم لتزويد الرّعاة بالمعلومات والوسائل الكافية لمساعدة اللاجئين الذين أعيد توطينهم حديثًا، ولضمان بقاء اللاجئين الذين أعيد توطينهم عن طريق رُعاة خاصين آمنين، متضمنا ذلك إجراء عمليات التحقق من خلفية جميع الرّعاة المحتملين، ومراجعة شاملة لخطة كل مجموعة رعاية خاصة (PSG) لدعم أولئك الذين أعيد توطينهم. وشدّد كل من الموقع الإلكتروني لبرنامج "فيلق الترحيب" وجلسة تثقيفية عقدت في 2 شباط/فبراير على "العلاقات الدائمة" والإرشاد المستمر الذي يرجّح حدوثه بين مجموعات الرعاية الخاصة واللاجئين الذين يرعونهم، حتى بعد انتهاء فترة الدعم الإلزامي لمجموعات الرعاية الخاصة البالغة 90 يومًا.

غير أن هذه الوسائل لا توفر قدرًا كافيًا من الوضوح بشأن ما يحدث - للرعاة واللاجئين على حد سواء - عندما تنشأ مشاكل حتمية. فعلى سبيل المثال، قد لا تكون مجموعة الرعاية مناسبة للعائلة التي يتم مطابقتهم بها، أو قد ترغب عائلة أعيد توطينها في الانتقال إلى منطقة أخرى في الولايات المتحدة. كما أنه ليس من الواضح ما قد يحدث إذا انتهت فترة المساهمة المالية الإلزامية للرّعاة، ولم تكن عائلة اللاجئين التي يتم رعايتها قد أصبحت "مكتفية ذاتيًا" بعد. ومن المحتمل أن تكون وكالات إعادة التوطين المخصصة معتادة على التعامل مع مثل هذه الأمور، غير أن المواطنين العاديين قد يكونون أقل قدرةً على مجابهة مثل هذه التحديات.

ترد أدناه بعض ميزات البرنامج.

النقاط الرئيسية للأفراد الذين يسعون للحصول على إعادة التوطين:

  • في الأشهر الأولى من البرنامج (المرحلة الأولى)، سيكون اللاجئون المختارون لإعادة التوطين موجودين بالفعل ضمن خطة إعداد برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة. بعبارة أخرى، فإن الأفراد المؤهلين في المرحلة الأولى هم لاجئون مسجلون سبق إدراجهم والموافقة عليهم لإعادة التوطين في الولايات المتحدة.

-- في هذه المرحلة، يتم وصل مجموعات الرعاية الخاصة مع عائلات اللاجئين بناءً على حجم الأسرة التي يمكن لمجموعة الرعاية الخاصة دعمها، واللغات التي يتم التحدث بها، والموارد المحددة المتاحة في مجتمع مجموعة الرعاية الخاصة.

--  يشير الموقع الإلكتروني لبرنامج "فيلق الترحيب" إلى أن العديد من اللاجئين الذين سيتم إعادة توطينهم في المرحلة الأولى سيأتون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والذين كانوا ينتظرون إعادة التوطين منذ عدة سنوات.

  • سيتمكن الرّعاة الخاصون من ترشيح لاجئين محددين لبرنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة للنظر في إعادة توطينهم في المرحلة الثانية من البرنامج، والتي من المتوقع أن تبدأ في منتصف عام 2023.

-- لا يحتاجاللاجئون الذين تم ترشيحهم للنظر في إعادة توطينهم في المرحلة الثانية إلى أن يكونوا ضمن خطة إعداد برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة.

-- سيكون تقديم طلب مجموعات الرعاية الخاصة الذي يَذكر اللاجئين الذي يرغبون في رعايتهم بمثابة إحالة اللاجئ إلى برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة.

-- يرجى العلم أن إعادة التوطين خلال المرحلة الثانية من برنامج "فيلق الترحيب" لن تكون فورية (اقترح أحد المصادر إطارًا زمنيًا لمدة عامين تقريبًا)، نظرًا للوقت المطلوب لاستيفاء إجراءات برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة. وتبيّن أن اللاجئين من أي جنسية، ومنهم السوريون، مؤهلون للترشح لإعادة التوطين خلال المرحلة الثانية. غير أن اللاجئين المحالين إلى برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة للنظر في أمرهم سيخضعون في المرحلة الثانية "لمعايير البرنامج التي وضعتها الحكومة الأمريكية."

-- ستتوفر المزيد من التفاصيل عن هذه المرحلة. حيث تم توجيه الحاضرين في جلسة برنامج "فيلق الترحيب" التثقيفية للانضمام إلى قائمة البريد الإلكتروني لتلقي المزيد من التحديثات حول المرحلة الثانية.

النقاط الرئيسية للرعاة المحتملين:

  • يجب أن تثبت مجموعات الرعاية الخاصة أنها جمعت 2,275 دولارًا نقدًا لكل فرد من أفراد الأسرة المكفولين لإعادة توطينهم (حوالي 10،000 دولار أمريكي لعائلة مكونة من أربعة أفراد) ومساعدة عينية، من أجل دعم اللاجئين الذين أعيد توطينهم حديثًا لمدة 90 يومًا.
  • يجب على جميع أعضاء كل مجموعة رعاية خاصة الخضوع لعمليات التحقّق من الخلفية والتوقيع على مدونة قواعد السلوك قبل تقديم طلب مجموعتهم.

-- تؤدي بعض التهم أو الإدانات، ومنها الجرائم التي تنطوي على سلوك عنيف، أو اعتداء، أو اتجار بالبشر، أو انتحال الشخصية، أو تعاطي المخدرات إلى نزع الأهلية عن الأفراد وبالتالي لا يحق لهم أن يكونوا رُعاة.

  • يجب على راعٍ محتمل واحد على الأقل لكل مجموعة رعاية خاصة الحصول على تدريب "أساسيات برنامج فيلق الترحيب" عبر الإنترنت، ويجب على المجموعة تقديم "خطة ترحيب" توضح بالتفصيل خطتها لدعم اللاجئين الذين ترعاهم.
  • سيتمكن مقدمو الطلبات من مجموعة الرعاية الخاصة من الحصول على دعم في تقديم الطلبات والتوجيه من قبل "منظمات الدعم" ذات الخبرة طوال عملية تقديم الطلبات والرعاية.

لقطة شاشة لعملية تقديم طلب (من جلسة تثقيفية عقدت في 2 شباط/فبراير)

______________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.