1 min read

آراء السوريين حول الهُدن المحلية

تقرير المركز القادم يصدر في توقيت ممتاز على هامش مبادرة الأمم المتحدة في حلب

ستيفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا متحدثاً في أول مؤتمر صحفي له في جنيف. 10 تشرين الثاني/ أكتوبر 2014. صور الأمم المتحدة / جان مارك فيري

في محاولة لإغاثة السكان المحاصرين في مدينة حلب، دعا مبعوث السلام للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، إلى وقف إطلاق النار بين جيش الحكومة السورية والمجموعات المسلحة المختلفة والقوات الإسلامية التي تسيطر على أجزاء مختلفة من المدينة. وعلى الرغم من أن ردود الأفعال الأولية كانت ضد هذا الاقتراح، إلا أن وقف إطلاق النار المحلي أو الهدن المحلية بين الحكومة ومجموعات مسلحة ليست جديدة. مع وجود أكثر من 40 هدنة حالياً في المدن من حماة إلى القامشلي، عن طريق التفاوض، وبدون ضغوط من الحكومات الأجنبية أو الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن عدداً من الإتفاقات المحلية لوقف إطلاق النار قد إنهار بسرعة، غير أن اقتراح دي ميستورا الأخير يركّز على فعالية تلك الاتفاقات التي لا تزال صامدة، مع الكثير من التساؤلات في المجتمع الدولي ما إذا كان بإمكان هذه الهدن المحلية توفير مسار للاستقرار في سوريا.

لكن، في حين ساهمت إتفاقات وقف إطلاق النار المحلي بتخفيف عدد الضحايا من المدنيين داخل المناطق المحدودة التي يتم تنفيذها، تفتقر الاتفاقيات لأي ذكر للعدالة والمساءلة، ويعتقد بعض السوريين أن الهدنة هي مجرد استراتيجية من قبل حكومة الأسد لترسيخ سيطرتها على المناطق. في فبراير، قال المركز السوري للعدالة والمساءلة أن التفاوض حول وقف إطلاق النار يتم في كثير من الأحيان بعد أن تقوم قوات الأسد بتجويع المجتمعات المحلية وإخضاعها، وتجبر المقاتلين الذين يسيطرون على المدن إلى تسليم أسلحتهم مقابل الطعام، ومنح الأسد السيطرة على المنطقة.

وبغض النظر عن نوايا الأسد الفعلية، فإن السؤال حول ما إذا كانت الهدن المحلية تتمتع بالقدرة على تعزيز المصالحة بين المدنيين العالقين بين الفصائل المتحاربة جدير بالبحث. هل ينظر السوريين داخل وخارج المناطق المحاصرة للهدنة بشكل إيجابي؟ وهل حسّن وقف إطلاق النار العلاقات بين الجماعات المتحاربة المختلفة ومؤيديهم؟ هل يتعامل المدنيون والمقاتلون الذين كانوا متحاربين سابقاً معاً بموجب الهدنة؟

قبل إقتراح دي ميستورا لوقف إطلاق النار في حلب، كان المركز السوري للعدالة والمساءلة يسعى بالفعل للإجابة على هذه الأسئلة. كجزء من سلسلة من المشاورات العامة مع السوريين، نشر المركز في كانون الثاني/يناير 2014 تقريراً حول وجهات نظر السوريين بشأن العدالة الانتقالية. التقرير، مسح آراء السوريين من مجموعة واسعة من الخلفيات والانتماءات السياسية عن وجهات نظرهم بشأن المساءلة والعدالة والنموذج الذي يجب أن يأخذ به في المستقبل.

أظهرت نتائج التقرير حول جميع آليات العدالة الانتقالية أن السوريون كانوا في صالح تسوية عن طريق التفاوض لإنهاء العنف. ونتيجة لذلك، بدأ المركز بحثاً آخر عبر سلسلة ثانية من المشاورات العامة من أجل تحديد كيف ينظر السوريون لوقف إطلاق النار المحلي المعمول به حالياً، وإذا كانوا يرغبون في رؤية المزيد من الهدن المحلية، وكيف غير وقف إطلاق النار العلاقة ووجهة نظر بين الأطراف المتنازعة.

يأمل المركز السوري للعدالة والمساءلة أن نظرة عميقة إلى هذه المناطق المجمدة (بموجب الهدن) على نطاق صغير سوف تعزز فهم دي ميستورا حول الأوضاع بخصوص مبادرته في حلب، وسوف تنقل المخاوف السورية إلى واجهة النقاش. وكما هو الحال دائما، يؤكد المركز على أهمية ضمان أن تدابير العدالة والمساءلة هي جزء من الإتفاق في نهاية المطاف، إذا ما حصل أي إتفاق.

الرجاء، ترقبوا تقريرنا الذي سيصدر في توقيت مناسب لمعرفة وجهات النظر السورية حول وقف إطلاق النار والهدن المحلية. لمزيد من المعلومات أو لتقديم الآراء، يرجى مراسلة المركز على البريد الإلكتروني [email protected].