5 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #44: "وقاحة!" محامي الدفاع يشكك في دور أنور البنّي

داخل محاكمة أنور رسلان #44: "وقاحة!" محامي الدفاع يشكك في دور أنور البنّي

محاكمة أنور رسلان

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 44 لمراقبة المحاكمة

تواريخ الجلسات: 25 و26 آب/أغسطس، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافاً للتعذيب.

داخل محاكمة أنور رسلان: “وقاحة!” محامي الدفاع يشكك في دور أنور البنّي

يسرد تقرير مراقبة المحاكمة رقم 44 الصادر عن المركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين 88 و89 من محاكمة أنور رسلان في كوبلنتس. في اليوم الأول، أدلى المدّعي بشهادته حول اعتقاله في الخطيب، الذي قضى خلاله تسعة أيام في مستشفى حرستا حيث رأى جثثاً مكوّمة في المرحاض. وفي اليوم الثاني، أدلى مدّعٍ آخر بشهادته حول اعتقاله في الخطيب في صيف عام 2012. وأوضح أن اعتقاله كان قصيراً نسبياً وأقل عنفاً بسبب الرشاوى التي دفعتها عائلته. وشكك الدفاع في الشهادتين مشيراً إلى علاقة المدّعين بأنور البنّي. اقرأ المزيد هنا.

الملخّص/أبرز النقاط:

اليوم الثامن والثمانون – 25 آب/أغسطس، 2021

أدلى P46، كاتب ومخرج سوري يبلغ من العمر 30 عاماً، بشهادته حول اعتقاله في فرع الخطيب، حيث مكث أيضاً في مشفى حرستا لعدة أيام. كما أخبر المحكمة عن ظروف الاعتقال السيئة في الفرع والتعذيب الذي تعرض له أثناء التحقيق. وأوضح أن مجرد بقائه في زنزانةٍ في فرع الخطيب كان تعذيباً كافيا، إلا أن التعذيب الفعلي على أيدي الكوادر الطبية والسجّانين في المشفى كان أسوأ. وأدلى الشاهد بشهادته باللغة الألمانية على الرغم من توفير المحكمة للترجمة الفورية من خلال المترجمين الذين اضطروا بدورهم إلى ترجمة شهادته إلى اللغة العربية للمتّهم. وشكك الدفاع في قيام P46 بالتعرّف على أنور باعتباره الضابط صاحب القرار في فرع الخطيب بسبب علاقة الشاهد بأنور البنّي.

اليوم التاسع والثمانون – 26 آب/أغسطس، 2021

أدلى P47، رجل سوري يبلغ من العمر 32 عاماً، بشهادته حول اعتقاله في فرع الخطيب الذي كان قصيراً نسبياً بسبب الرشاوى التي دفعتها عائلته. وأخبر الشاهد المحكمة عن ظروف الاعتقال السيئة في الفرع والتعذيب الذي تعرض له هو ورفاقه المعتقلين. ووصف كذلك كيف لمح بعض الضباط في الفرع عندما نُقل إلى فرع آخر. وقال للمحكمة إنه متأكد بنسبة 60% أن أحد الضباط الذين بدا أنه كان يصدر الأوامر كان أنور رسلان. واستجوب الدفاع الشاهد حول علاقته بأنور البنّي، مشككا في تعرّف الشاهد على هوية أنور رسلان. وقال الشاهد للمحكمة إنه كان متردداً في الحديث عن عمله والأشخاص الذين يعرفهم لأن الناس في سوريا تعرّضوا للتهديد بسبب المعلومات التي نوقشت في المحكمة والتي وصلت إلى الجمهور.

يوم المحاكمة 88 – 25 آب/أغسطس، 2021

بدأت الجلسة الساعة 9:30 صباحاً بحضور أربعة أشخاص وصحفي واحد. ومثّل الادعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. وحل المحامي بيير محل محامي المدّعين د. أوميشين وحل الدكتور ستول محل محامي المدّعين د. كروكر. وانضم محاميا المدّعين رايجر ومحمد بعد استراحة الغداء.

رافق P46 محاميه الدكتور ستول.

شهادة P46

تم إبلاغ P46، وهو كاتب وممثل كوميدي ومخرج سوري يبلغ من العمر 30 عاماً، انضم إلى المحاكمة كمدّع، بحقوقه وواجباته كشاهد. ونفى وجود أي علاقة تربطه بالمتهمين سواء بالدم أو الزواج.

قرّر P46، ولغته الأم هي العربية، الإدلاء بشهادته باللغة الألمانية مما خلق بعض حالات اللبس طوال إدلائه بشهادته. عرض عليه القضاة أن يتحدث باللغة العربية وأن يستمع إلى أسئلتهم عبر الترجمة الفورية إلى اللغة العربية.

استجواب من قبل القاضي كيربر

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن المحكمة علمت من خلال استجواب P46 من قبل الشرطة أنه دخل في خلاف مع النظام السوري وتم اعتقاله. طلبت منه أن يسرد الأحداث في المحكمة بناء على ما يتذكره. وصف P46 أنه قبل عام 2011 تعرّض للاعتقال عدة مرات بسبب أنشطته وتنظيمه للمظاهرات. قال للمحكمة إنه خمّن أن الاعتقالات الثلاثة الأولى لن تكون ذات أهمية [للمحاكمة] لأنه اعتُقل في مكان آخر [ليس فرع الخطيب] رغم أنه تعرض أيضاً للتعذيب أثناء هذه الاعتقالات. ارتبط آخر اعتقال لـP46 بفرع الخطيب. وأوضح أنه في 17 حزيران/يونيو، 2012 كان يقيم في منزل أحد أصدقائه لأن منزل عائلته الذي يبعد 20 كيلومتراً عن دمشق تعرّض للقصف. لذلك مكث في منزل صديقه في [حُجبت المعلومات]. وأشار إلى أنه بعد ساعتين، قام رجلان يرتديان ملابس مدنية بالطرق على الباب وطلبا رؤية بطاقة هويته. أوضح P46 للمحكمة أنه أخبرهما أنه كان يعيش في الحقيقة في مكان آخر، لكن أنشطته كانت سبباً كافياً لهما لمراقبته واعتقاله. وجاء ستة أو سبعة جنود ووضعوا كيساً بلاستيكياً فوق رأس P46 قبل أن يسحبوا قميصه فوق رأسه ويأخذونه إلى الطابق السفلي. قال P46 إن يديه كانتا مقيدتين بشرائط بلاستيكية وتم اقتياده داخل سيارة. ثم نُقل بعد ذلك إلى مبنى جديد كان لا يزال قيد الإنشاء. وتم إخراجه من السيارة في الشارع حيث تعرّض للضرب وتم تصويره أثناء تعرّضه للضرب. قال P46 إنه قيل له أن يقول إن بشار هو إله، وأن يقول بأنه هو نفسه ابن عاهرة وأن “هم” [الجنود] يمكنهم اغتصاب والدته. وتابع P46 ليصف كيف نُقل بعد ذلك إلى داخل المبنى حيث تُرك لوحده لعدة ساعات. ونظراً لعدم وجود مرحاض، اضطر P46 إلى التبول في سرواله. ثم اضطر P46 إلى خلع ملابسه وتعرّض لضرب بقضبان معدنية وأنابيب بلاستيكية، وتم إطفاء أعقاب السجائر على جسده. قال P46 إن الجنود استمتعوا بتعذيبه وأرادوا منه أن يعترف بأنه كان يخطط لهجمات بالقنابل في [حُجبت المعلومات]. كما فحصوا كاميرته وفتشوا هاتفه وجهات الاتصال المخزنة فيه. وبحسب P46، ازدادت شدة التعذيب بعد ذلك، وتعرّض لتعذيب جنسي. وحاولوا إدخال عصا في شرجه وهددوه من الخلف. قال P46 إنهم أرادوا منه أن يعترف بأنه كان يصنع قنبلة. وأوضح للمحكمة أن صديقه الذي كان يقيم في شقته درس الكيمياء. لذلك بدت الوثائق الموجودة في شقته كخطط حول كيفية صنع قنبلة بالنسبة لأشخاص لا يعرفون شيئاً عن المواد الكيميائية.

[حضر شخص آخر وجلس في الشُرفة المخصصة للجمهور في المحكمة.]

قالت رئيسة المحكمة كيربر للشاهد إن عليه إبلاغ المحكمة حينما يحتاج إلى استراحة، والأمر نفسه ينطبق على المترجمين الفوريين في المحكمة.

ثم سألت كيربر عن ملابس الجنود. قال P46 إن اثنين منهم لا يشبهان الجنود،[2] ولا الآخرون. ولكن وفقاً لـP46، كانوا يتصرفون مثل الجنود. أوضح P46 أنه يوجد في سوريا ما يسمى “الشبيحة”، وهي جماعة لا تنتمي للجيش بل تتعاون معه عن طريق اعتقال الناس واضطهادهم.

سألت كيربر عمّا إذا كانت هذه المجموعة بمثابة ميليشيا. فأكد P46 ذلك.

أرادت كيربر أن تعرف ماذا كان يرتدي الأشخاص الذين اعتقلوا P46. قال P46 إن الأشخاص الذي كانوا عند بابه كانوا يرتدون ملابس مدنية، وانضم ثلاثة أو أربعة أشخاص يرتدون بناطيل عسكرية فيما بعد. وأوضح P46 أنهم، مع ذلك، لم يكونوا من أفراد الجيش. بل كانوا ينتمون إلى مجموعة كانت على سبيل المثال تدير نقاط تفتيش خاصة بها لكنهم كانوا يرتدون ملابس ويحملون أسلحة من الجيش.

تابع P46 إفادته بالقول إنه [عندما وصل إلى موقع الإنشاءات] كانت هناك محادثة قصيرة بين شخصين. عرف P46 أحدهما والذي قال لـP46 أن يخبر”هم” بكل ما يريدون سماعه حتى يخرج في أسرع وقت ممكن. قال P46 إنه بعد يوم واحد من التعذيب، قال قائد المجموعة – الذي رآه في اليوم السابق أمام الباب – للآخرين أن يقتلوا P46 على الطريق السريع. أوضح P46 للمحكمة أن هناك طريقاً سريعاً كبيراً بالقرب من ذلك المكان يؤدّي إلى المطار. تم نقل P46 إلى سيارة مرسيدس حمراء حيث كان عليه أن يجلس في المقعد الخلفي مع رجلين يجلسان بجانبه. طلب هذان الرجلان من P46 أن يأخذهما إلى منزله حتى يتمكنا من اغتصاب والدته وربما قتلها بعد ذلك. قال P46 إنهما أشارا إلى طلب مماثل فيما يتعلق بشقيقته. كان P46 يشعر بخوف شديد، ولم يستطع التعامل مع الموقف. عندما تم إخراج P46 من السيارة، استطاع أن يسمع صوت سيارات تسير على الطريق السريع. لم يكن يعرف ماذا أرادا أن يفعلا به. كل ما كان يأمله هو أن يعثر شخص ما على بطاقته الشخصية حتى يمكن التعرف عليه لاحقاً لأنهم كانوا في مكان بعيد جداً. قال P46 إنه اضطر إلى الركوع عندما سمع رصاصة. استغرقه الأمر بضع ثوانٍ ليدرك أنها كانت مجرد لعبة. عندما أخبر P46 الرجلين أنه كان يريد الموت، سارعا إلى الضحك عليه وقالا له إنه لن يكون الأمر بهذه السهولة. ثم توجهوا بالسيارة إلى دمشق واستغرقت الرحلة نحو ثلاثين دقيقة.

وصف P46 أنه عند وصولهم، لم يكن هناك جنود، بل كانوا يرتدون ملابس مدنية. ولم يكن P46 يعرف مكان وجوده. تم اقتياده نحو سطح مبنى واضطر إلى تسليم جميع متعلقاته. كان P46 بالكاد يستطيع المشي بسبب التعذيب، وكان جسده بأكمله مصبوغاً باللونين الأزرق والأسود. وعندما أخبر P46 الأشخاص في ذلك المكان أنه لم يحصل على أي طعام لمدة يوم ونصف، قيل له إنه يتعين عليه أولاً تنظيف السطح قبل أن يحصل على الطعام. أخبر P46 المحكمة أنه سأل هذا الرجل عن مكانه، لكنه أجاب ببساطة، “مرحباً بك في سويسرا” وضرب P46 على رأسه. قال P46 إنه نظف الأرضية بالكامل وتمكّن من رؤية الجبال المحيطة بدمشق. لذلك تمكن من معرفة أنه كان موجوداً في جهاز المخابرات في عربين. وأضاف P46 أنه يعرف أيضاً الموقع من كيس الطعام الذي رآه في المطبخ عندما ذهب هناك أيضاً للتخلص من الأوساخ التي جمعها من السطح. كان الكيس من مطعم يعرفه لأنه ذهب إلى مدرسة قريبة من ذلك المكان. بعد أن انتهى P46 من تنظيف السطح، وُضِع في غرفة صغيرة أسفل السلم. قال P46 إن الغرفة كانت قذرة للغاية ومليئة بالقمامة. غير أنه وجد فيها بعض الطعام القديم وتناوله. ووصف أن الأرز واللبن الذي حصل عليه لاحقاً كانا أفضل وجبة في حياته لأنه لم يأكل لفترة طويلة قبل ذلك.

واصل P46 إفادته بالقول إن حافلة وصلت في المساء. نُقل هو ومعتقلون آخرون إلى هذه الحافلة الصغيرة. كان هناك حوالي عشرة إلى خمسة عشر شخصاً في الحافلة. وعندما وصلوا إلى وجهتهم، اضطروا للنزول إلى الطابق السفلي حيث كان ينتظر جنود آخرون وكان المعتقَلون يُستقبلون “بحفلة ترحيب”. أشار P46 إلى أنه أصيب بجروح بالغة خلال هذه “الحفلة” حيث أصيب في وجهه بعقب بندقية، بل وفقد أحد أسنانه. بعد ذلك، بدأ الأشخاص في الفرع بتسجيل المعلومات الشخصية للجميع. كان على المعتقلين تسليم جميع متعلقاتهم بما في ذلك الساعات والمجوهرات. ثم أخبر الجنود P46 أنه على وشك الموت، لذلك سيبقى في الفرع ليلة واحدة قبل نقله إلى المشفى. قال P46 إنه نُقل إلى زنزانة صغيرة حيث رأى شخصاً ميتاً في يومه الأول. اعتقد المعتقلون الآخرون في البداية أن الشخص كان نائماً. عندما أدركوا أنه كان ميتاً، طرقوا الباب. قال السجانون للمعتقلين إن عليهم ترك الشخص يموت وألا يطرقوا الباب مرة أخرى إلا بعد وفاته. تم إخراج الجثة من الزنزانة فقط عندما توفي الشخص. قال P46 إنه لا يعرف ما حدث للجثة.

في اليوم التالي، اقتيد P46 إلى سيارة أجرة برفقة جنديين. أخبر P46 المحكمة أنه افترض أن سائق التاكسي كان متعاوناً. أقلّته السيارة إلى مشفى حرستا. أشار P46 كذلك إلى وجود شخص آخر معه. كان جالساً خلف P46، ولم يتمكن في البداية من رؤية هذا الشخص لأنه كان معصوب العينين وكان عليه أن يضع رأسه بين رجليه. ولكن عندما غادر P46 السيارة، أدرك أن هناك شخصاً آخر. عندما وصلوا إلى المشفى، تم تسجيل معلوماتهم الشخصية مرة أخرى وتم نقلهم إلى الطابق السادس. أخبر P46 المحكمة أن هناك عدة غرف في هذا الطابق، بدا له كما لو أن هناك غرفة لكل فرع [من فروع المخابرات]، وكانت إحدى الغرف مخصصة لفرع الخطيب. كان هناك جنديان مع معتقلين في غرفة. كان الأمر نفسه في كل غرفة على الرغم من كونها فروعاً مختلفة، على سبيل المثال المخابرات الجوية.

أرادت كيربر أن تعرف كيف عرف P46 ذلك. قال P46 إنه استرق السمع لمحادثات جرت بين الجنود. كان من الصعب التحدث في المشافي، لكن في بعض الأحيان كان أحد الجنود يغادر غرفته ويذهب إلى غرفة أخرى للتحدث مع أحد زملائه. أوضح P46 كذلك أنه تم إعطاء رقم لكل معتقل. لم يُسمح لأحد سوى استخدام هذا الرقم، بغضّ النظر عن السؤال. [قدّم P46 بعض الأمثلة على الأسئلة مثل “ما اسمك؟”، “من أين أتيت؟”، وتكون الإجابة دائماً على سبيل المثال “رقم 36”]. طبقاً لـP46، فقد تم تقييد المعتقلين إلى سرير وتم تقييد كل اثنين منهم بربط قدميهما معاً بحيث كان على شخصين تقاسم سرير واحد.

سألت كيربر عن عرض السرير. قال P46 إن عرضه كان حوالي مترا واحدا وعليه شخصان أو ثلاثة.

سألت كيربر المترجمين الفوريين عمّا إذا كانوا يريدون أخذ استراحة. [كان على أحدهم أن يترجم فوراً شهادة P46 من الألمانية إلى العربية للمتّهم]. قال المترجمون الفوريون إنهم كانوا قادرين على الاستمرار لبعض الوقت.

واصل P46 الإدلاء بشهادته بالقول إنه ذهب إلى المرحاض في المشفى في صباح اليوم التالي. كان يُسمح للمعتقلين باستخدام المرحاض مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، لكن الجنود كان يقررون موعد السماح بذلك. عندما استخدم P46 المرحاض لأول مرة، أدرك أن هناك جثة لطفل وجثة أخرى في أحد المراحيض، لذلك كان على P46 استخدام مرحاض آخر. عندما عاد من المرحاض، قابل رجلاً آخر[3] أخبره أنه سيتم إلقاء جميع الجثث هناك. لم يصدّقه P46 في البداية ولكنه أدرك بعد ذلك أن هناك المزيد والمزيد من الجثث كل يوم. أوضح P46 أنهم كانوا جميعاً من أعمار مختلفة، وكان بعضهم لا يزال على قيد الحياة ولكن مع ذلك تم إلقاؤهم هناك مع جثث أخرى. ذكر P46 أنه مكث في المشفى لأكثر من أسبوع، حوالي تسعة أو عشرة أيام. لم يتلقّ أي دواء خلال هذه الفترة، لكن كل الممرضين والأطباء والجنود عذّبوه 24 ساعة في اليوم. وبحسب P46، فإن شقيق أحد الجنود مات في حماة، فاستخدم الجندي المعتقلين للتنفيس عن غضبه. فكان يضربهم على أيديهم ثلاثمائة مرة، ويضربهم على مكان إصابتهم ويدوس على جروحهم المفتوحة. قال P46 إن الجندي استمتع في إيلامهم.

أرادت كيربر أن تعرف كيف تم ضُرب P46. قال P46 إنه كان هناك أنبوب. طلب P46 مساعدة المترجم الذي أوضح أن P46 كان يتحدث عن أنبوب بلاستيكي يُستخدم عادة لمياه الصرف الصحي. أضاف P46 أنه كان هناك أيضاً كابل يتكون من كابلات متعددة، لذلك كان سميكاً جداً، وكانت الأجزاء المعدنية بارزة. قال P46 إنه تعرض للتعذيب بهذه الأدوات. قال P46 إن التعذيب في المشفى كان مختلفاً عن الفرع. ففي هذا الأخير، أرادوا الحصول على معلومات، لذلك كانت شدة التعذيب تقل كلما حصلوا على معلومات. لكن شدة التعذيب في المشفى لم تنخفض ​​أبداً، كان الأمر يتعلق فقط بتعذيب الناس.

أرادت كيربر معرفة المزيد عن الممرضين والأطباء الذين ذكرهم P46 للتو. أوضح P46 أن الممرضين يأتون إلى الغرف مرتين أو ثلاث مرات في اليوم. كانوا يدخنون داخل الغرف، وكانوا يطفئون أعقاب السجائر على جلد المعتقلين، ثم يقولون “أوه، هذا لا يؤلم على الإطلاق”. كان هناك طبيب واحد فقط يزور P46. وفي بعض الأيام لم يحضر على الإطلاق. كلما جاء الطبيب، كان يضرب المعتقلين ويهينهم بالقول إنهم يجب أن يموتوا جميعاً. قال P46 إنه لا توجد إنسانية في المشفى وأن الناس هناك ينظرون إلى المعتقلين على أنهم أعداء.

ذكر P46 أنه في أحد الأيام كان أحد المعتقلين في غرفته يعاني من مشاكل في القلب وطلب العلاج من الجندي. أوضح P46 أن هذا الجندي كان الذي بدأ في تعذيب الجميع بعد وفاة شقيقه. لم يتلق الشخص الذي طلب الدواء أي شيء، وبعد حوالي 23 ساعة توقف عن الحركة. كان جسده بارداً وبمجرد أن أدرك P46 ذلك، أخبر الجندي. أضاف P46 أنه كان عليهم دائماً ارتداء عصابات العين ولم يُسمح لهم بخلعها إلا في المرحاض. عندما أخبر الجندي عن جسد زمليه المعتقل البارد، طُلب من P46 النهوض من على السرير لكن الشخص الذي كان مقيداً إلى P46 لم يتحرك.

أرادت كيربر معرفة ما حدث ليدي P46. قال P46 إن يديه كانتا مقيدتين خلف ظهره وكانت قدماه مقيّدتين بقدمي الشخص الآخر. لذلك كان لديه مساحة للجلوس في السرير. عندما فعل ذلك، لم يتحرك الشخص الآخر. ثم جاء الجندي وتساءل “هل أنت ميت أم تتظاهر بأنك ميت؟” فضرب الشخص بكابل، لكن الشخص لم يتحرك. ثم ذهب الجندي إلى الهاتف واتصل بشخص من “قسم التبريد”. وعندما حضروا، شربوا أولاً مشروب المتّة مع الجندي وتحدثوا معه لمدة ساعة. ثم فكوا قيد الشخص وجذبوه إلى الأرض وسحبوه إلى خارج الغرفة. قال P46 إن هذا كان الإجراء المعتاد: كانت الجثث تُسحب على الأرض ولم توضع على نقالة. قال P46 كذلك إنه لا يعرف ما إذا كان هذا الشخص قد نُقل إلى المرحاض أم إلى غرفة التبريد.

أرادت كيربر أن تعرف كيف خرج P46 من المشفى. قال P46 إنه بعد أيام قليلة أُعيد إلى فرع الخطيب.

سألت كيربر عمّا إذا كان قد تم إخبار P46 عن سبب خروجه من المشفى، على سبيل المثال: فيما إذا كانت حالته قد تحسنت. فأكّد P46 ذلك [أن حالته تحسنت]، قائلاً إنه تمكن من الوقوف والتأمت إصاباته قليلاً. غير أن جروحه المفتوحة التأمت بنفسها ولم يتم علاجها بأي شكل من الأشكال. ثم أُعيد إلى الخطيب في حافلة مع ثلاثة أو أربعة أشخاص آخرين. طلب P46 استراحة قصيرة.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

أرادت كيربر أن تعرف كيف علم P46 أنه أعيد إلى الخطيب عندما غادر المشفى. أوضح P46 أن جميع المعتقلين كانوا يعرفون مكان وجودهم، باستثناء أولئك الموجودين في الحبس الانفرادي، لأنهم لم يكونوا على اتصال بمعتقلين آخرين.

قال P46 للمحكمة إنه يريد أن يقول شيئاً عن المشفى: في يومه الأول في الخطيب التقى برجل [معتقل] يعاني من إصابات خطيرة في قدميه بسبب أسلوب التعذيب “الفلقة”. أوضح P46 أنه عندما يتم تعذيب شخص بهذه الطريقة، يتم تقييد قدميه وضربهما بكابل أو بأنبوب. وقد أصيب هذا الشخص تحديداً بجروح خطيرة في قدميه نتيجة أسلوب التعذيب هذا والتهبت جروحه. وتم نقله أيضاً إلى المشفى أثناء وجود P46 هناك. عرف P46 هذا الشخص عندما جاء إلى المشفى لأنه كان يعرفه جيداً حيث كان عليه مساعدته في الذهاب إلى المرحاض عندما كانا لا يزالان معتقلين في الخطيب معاً. قال P46 إن هذا الشخص كان على الأرجح من مؤيدي الأسد لأنه كان لديه على ذراعه وشم باسل الشقيق المتوفّى لبشار الأسد. لذلك أطلق عليه المعتقلون الآخرون اسم أبو باسل. أوضح P46 أنه من الشائع في سوريا تسمية الناس “أبو” التي تعني “والد فلان”. قال P46 إنه أدرك أن هذا الشخص [الذي جاء إلى المشفى من بعده] هو أبو باسل. كان في حالة سيئة للغاية وتوفي في النهاية في المشفى بعد يومين أو ثلاثة أيام. وفقاً لـP46، توفي بسبب الغرغرينا.

سألت كيربر عمّا إذا كان قد مات بينما كان P46 لا يزال في المشفى. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنه يعرف أن جثة هذا الشخص قد تُركت في السرير لبعض الوقت قبل نقل الجثة إلى مكان آخر. أوضح P46 أن الجثث تبقى في مكانها دائماً لعدة ساعات قبل أن يتم نقلها إلى المرحاض. قال إنها طريقة للضغط على الأشخاص الآخرين هناك، وذلك بإخافتهم من خلال إظهار الجثث لهم. تابع P46 الإدلاء بشهادته قائلاً إن هذا الشخص [أبا باسل] لم يكن حتى معارضاً للأسد بل اعتقل وعذب بشدة بسبب تشابه في الأسماء. عندما أدركوا لاحقاً أنهم اعتقلوا الرجل الخطأ، تلقّى معاملة أفضل.

قالت كيربر إن المحكمة سمعت في السابق عن شخص يحمل وشماً لأحد أفراد عائلة الأسد. وسألت P46 عمّا إذا كان من الشائع في سوريا أن يحمل الناس مثل هذه الوشوم. قال P46 إنه لم يكن شائعاً، ولكن هناك العديد من الأشخاص ممن يحملون مثل هذه الوشوم. التقى هو نفسه بثلاثة أو أربعة منهم.

أشار القاضي فيدنير إلى وفاة أبي باسل في المشفى وسأل P46 أين أصيب بتلك الجروح. بحسب P46، فقد أصيب أبو باسل أثناء التحقيق معه في الخطيب. أخبر أبو باسل P46 أنهم فقط بعد أن أدركوا أنهم اعتقلوا الشخص الخطأ، اعتذروا له وقدّموا له الطعام. ومع ذلك، أمر الشخص المسؤول بإرساله إلى المشفى قبل الإفراج عنه حتى تتحسّن حالته أولاً.

شجعت القاضي كيربر P46 على الاستمرار. مضى P46 في وصف كيف أُعيد إلى فرع الخطيب [من المشفى] ونقله إلى ما يسمى بـ “الزنزانة المفتوحة”. [أوضح المترجم أن P46 كان يشير إلى الزنزانة الجماعية]. وصف P46 الزنزانة بأنها عبارة عن “ممر ضخم” وفي نهايته مرحاض. استوعبت هذه “القاعة الضخمة” عدة مئات من الأشخاص، ولم يتمكن أحد من الجلوس. كان على المعتقلين الجدد الوقوف في منتصف الزنزانة، فيما حصل أولئك الذين مكثوا هناك لفترة أطول على مساحة في زوايا الزنزانة. بعد بضعة أسابيع في الزنزانة، حصل P46 على مساحة بجوار المرحاض حيث كان يسمع باستمرار أصوات الصراخ بسبب التعذيب. قال P46 إن سماع صرخات التعذيب هذه كان أسوأ من التعذيب نفسه لأن المرء كان يتساءل باستمرار متى سيأتي دوره.

وصف P46 كذلك أنه خلال الفترة التي قضاها في فرع الخطيب نُقل مرة واحدة بالسيارة إلى القسم 40. وفي هذا القسم تعرّض للتعذيب والاستجواب من قبل جنديين أو ثلاثة جنود وضابط تحقيق. قال P46 إن جميع الأسئلة كانت حول الصور من الكاميرا الخاصة به، وتحديداً الأسماء والأماكن التي تظهر بالصور. أوضح P46 للمحكمة أنه بسبب اعتقاله ثلاث مرات قبل هذا الاعتقال، كان يعرف بالفعل كيفية التعامل مع التحقيقات. كلما قدّم معلومات، انخفضت شدة التعذيب. لم يُفصح سوى عن الأسماء التي كانت معروفة بالفعل [لأجهزة المخابرات] أو أسماء قتلى. قال P46 إنه تم التحقيق معه مرتين ومرة ​​في فرع الخطيب.

سألت كيربر عمّا إذا كان التحقيقان اللذان ذكرهما P46 قد حدثا في القسم 40. فأكد P46 ذلك، قائلاً إنه تم التحقيق معه مرتين في القسم 40 ومرة ​​في فرع الخطيب. وأضاف [بخصوص التحقيق معه في فرع الخطيب] أنه نُقل من زنزانته إلى الطابق الأول حيث اضطر إلى الانتظار أمام غرفة. تعرّض شخص آخر للتعذيب داخل هذه الغرفة قبل أن يحين دور P46. قال P46 للمحكمة إنه تم وضع كيس بلاستيكي فوق رأس ذلك الشخص ثم تم إشعال الكيس. فسقط البلاستيك الساخن على وجه ذلك الشخص. قال P46 إنه اضطر للاستماع إلى هذا الشخص وهو يتعرّض للتعذيب لمدة ثلاثين دقيقة قبل أن يتم اصطحابه هو نفسه إلى تلك الغرفة. وصف P46 أنه في هذه اللحظة، كان مستعداً لإخبارهم بأي شيء، لكنهم بدأوا في البداية بسؤاله عن الأسلحة. أوضح لهم أنه لا يملك أي أسلحة. حاول أيضاً أن يشرح أنه لم يؤدِ الخدمة العسكرية الإلزامية، لذلك لن يعرف كيفية استخدام الأسلحة. ثم تعرّض P46 للضرب على أيدي عدة أشخاص. بعد ذلك طلب أن يشرب بعض الماء. قيل له أن يشرب من قنينة خاصة بمكيّف الهواء. أوضح P46 للمحكمة أن أنظمة التكييف في سوريا تتألف من جهازين، واحد داخل المبنى والآخر في الخارج. وأن الجهاز الموجود داخل المبنى يخرج منه ماء قذر. اضطر P46 أن يشرب هذا الماء القذر. ثم تعرض للضرب بالكابلات والأنابيب حتى يخبرهم بما يريدون سماعه. وطبقاً لما قاله P46، فقد أرادوا منه أن يعترف بأنه قتل جندياً. غير أن P46 لم يرغب في تجريم نفسه، لذلك لم يعترف أبداً بأي شيء لم يفعله. تحدّث فقط عن الأنشطة التي قام بها. استنتج P46 أن هذه الأساليب [تعذيب الناس حتى يعترفوا بأي شيء] ربما نجحت بشكل جيد مع آخرين.

أرادت كيربر أن تعرف مكان وقوع هذه الحادثة عندما اقتيد P46 إلى الطابق العلوي، وعندما استمع إلى الشخص الآخر وهو يتعرض للتعذيب بكيس بلاستيكي ثم تعرّضه هو نفسه للضرب. سألت إذا كان ذلك في القسم 40 أو فرع الخطيب. قال P46 إن ذلك كان فرع الخطيب.

سألت كيربر إذا كان معصوب العينين. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنه كان قادراً على الرؤية قليلاً.

سألت كيربر عمّا إذا كان قادراً على رؤية حادثة كيس البلاستيك. أوضح P46 أن الشخص الذي تعرض للتعذيب بالكيس البلاستيكي أخبر P46 عن ذلك بعجالة وهو في طريق عودته إلى الزنزانة. تم نقل هذا الشخص في وقت لاحق إلى المشفى أيضاً. قال P46: “لقد قاموا [الأشخاص أثناء التحقيق] أيضاً بإحراق أذنه بالبلاستيك” وسقط البلاستيك الساخن على ظهره وكتفيه. قال P46 إنهم كانوا يغنون أغنية عربية عن الثلج أثناء قيامهم بذلك.

أرادت كيربر معرفة ما حدث بعد ذلك، بعد أن تم نقله إلى القسم 40. قال P46 إنه بعد 27 يوماً تم إعادته إلى الخطيب. لم يتم التحقيق معه بعد ذلك ولكن طُلب منه الحضور وأخذ متعلقاته. ذكر P46 أنه اضطر إلى الصعود إلى الطابق العلوي حيث كان حوالي ستين معتقلاً راكعين تحت أشعة الشمس. جاءت حافلة أو اثنتان، وحصل المعتقلون على متعلقاتهم الشخصية. قال P46 إنهم اعتقدوا أنهم سيؤخَذون إلى المحكمة. وفي تلك اللحظة أيضاً رأى P46 صديقه الذي أقام في شقته [عندما تم القبض على P46]. لم يكن صديقه يعرف مكانه لأنه كان في الحبس الانفرادي لمدة عشرين يوماً. تم نقل جميع المعتقلين إلى الحافلات. تم عصب أعينهم واضطروا إلى وضع رؤوسهم بين أرجلهم. ظنوا في البداية أنهم سيؤخَذون إلى المحكمة، لكن الحافلة قطعت مسافة أطول، لذلك كان من الواضح أنه سيتم نقلهم إلى مكان آخر. قال P46 إنهم نُقلوا إلى كفر سوسة.

قال P46 للمحكمة إنه يفترض أن كفر سوسة كان أكبر فرع [في التسلسل الهرمي للفروع] وأعلى من الخطيب. غير أنه لم يكن متأكداً بسبب وجود العديد من فروع أمن الدولة. ومضى P46 بالقول إنهم تعرّضوا لتعذيب شديد عندما غادروا الحافلة. ثم اضطروا إلى النزول إلى طابق سفلي. كان عليهم أولاً الجلوس مباشرة أمام الباب قبل أن ينزلوا إلى مكتب حيث كان عليهم تسليم متعلقاتهم الشخصية وتم توزيعهم على زنازين مختلفة. قال P46 إنه استعاد متعلقاته من فرع الخطيب، لكنه لم يسترد كل شيء. لذلك سأل عن بقية متعلقاته وتعرض لتعذيب شديد نتيجة لذلك. تم تقييد يديه بشرائط بلاستيكية وتم تعليقه في المرحاض لمدة يومين بينما استخدم الآخرون المرحاض كالمعتاد. قال P46 إنه كان عارياً في الأيام الثلاثة الأولى. تمزق جلد يديه لأن وزن جسده سحبه إلى الأسفل. قال P46 إنه لم يكن وحيداً. كان هناك مع ستة أو سبعة أشخاص آخرين. تم إنزاله ليلاً وإعادته إلى الزنزانة. قال P46 إن يديه كانتا مقيّدتين دائماً بشرائط بلاستيكية، وكان إما معلقاً أو كانت يداه مقيّدتين. كان دائماً معصوب العينين وكانت هناك كاميرتان داخل الزنزانة. ومع ذلك، لم يعرف المعتقلون ما إذا كانت الكاميرات تعمل أم لا.

وصف P46 أنه من هذه الزنزانة كان بإمكان المرء دائماً سماع صوت “حفلات الترحيب” كلما وصل معتقلون جدد وتم الترحيب بهم بالتعذيب. وتم أخذ P46 للتحقيق في مرحلة ما. واقتيد إلى الطابق العلوي حيث كان هناك ممر طويل يؤدي إلى ساحة. وبعد بضع مئات من الأمتار، اضطر إلى الصعود إلى الطابق العلوي ووصل إلى ممر يلتف حول المنزل. وتم استجوابه في غرفة في نهاية ذلك الممر وطُرحت عليه نفس الأسئلة. وأضاف P46 أن الهدف من الأسئلة التي وجهت إليه في الخطيب كان دائماً الاعتراف بأنه قتل شخصاً، ونظّم مظاهرات، وتلقى أموالاً من الخارج. قال P46 إنه كان من المفترض أن يعترف بهذه الأشياء من أجل صدور حكم أو أي شيء من هذا القبيل. وبعد أسبوعين – بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من التحقيق – أخِذ P46 إلى المحكمة. رأى القاضي في هذه المحكمة ندوب P46. وأضاف P46 أنه كان قد غادر لتوه الفرع عندما أخِذ إلى المحكمة. لقد تعرّض لتعذيب شديد، وكان بإمكان المرء أن يرى أن الإصابات حدثت مؤخراً. وتم تقييد يديه بشرائط بلاستيكية وتعرّض لضرب مبرح. وصف P46 كذلك أن الجو كان شديد الحرارة داخل الزنزانة بسبب وجود كثير من الناس. كان المعتقلون يرتدون سراويل داخلية فقط، لأن الجو كان حاراً جداً. ولمعاقبة المعتقلين، كانت أيديهم تُقيَّد في كثير من الأحيان خارج الزنزانة حيث كان الجو بارداً، بينما كان عليهم الوقوف داخل الزنزانة حيث كان الجو حاراً.

أرادت كيربر أن تعرف أين حدث ذلك. قال P46 إنه حدث في كفر سوسة. كما رأى ذلك يحدث في الخطيب، لكن ذلك لم يحدث له هو نفسه. قال P46 إن المرء كان قادراً على رؤية الإصابات في يديه وظهره. قال إن بعض المظاهرات زادت بسبب التعذيب. وأضاف P46 أنه أطلق سراحه من المحكمة التي كانت مسؤولة عن محيط دمشق.

سألت كيربر عمّا إذا كان P46 يعني محكمة ريف دمشق. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنه رأى العديد من الأشخاص يقفون أمام مبنى المحكمة يحملون صور أحبائهم. وسألوا الآخرين عمّا إذا كانوا قد رأوا أحباءهم، لأن الكثير منهم لا يعرفون شيئاً عن مصير ومكان أفراد عائلاتهم. قال P46 إن عائلته لم تكن تعرف مكان وجوده أيضاً. ولم يُسمح له بالاتصال بهم أو التواصل معهم بأي طريقة أخرى. ذات مرة سرق قطعة من الصابون في المرحاض وترك أرقام هواتف أفراد عائلته على الصابون. ثم أعطى الصابون لأول شخص غادر الفرع لإبلاغ عائلته.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان هذا الشخص قد اتصل بالفعل بعائلة P46. فأكّد P46 ذلك، قائلاً إن أسرته حاولت الاتصال به بعد ذلك. دفعوا 10,000 يورو لإطلاق سراحه. قال P46 إنه أخبر والدته قبل إلقاء القبض عليه أنه ينبغي ألا تدفع كامل المبلغ قبل إطلاق سراحه. وأوضح أن كثيرين في سوريا استغلوا الوضع، وتلقّى محامون وموظفو مخابرات رشاوى. عرض أحد الضباط المساعدة مقابل المال، لكن عائلة P46 لم تدفع له.

أراد القاضي فيدنير معرفة من الذي عرض المساعدة على P46. قال P46 إنه لا يعرف بالضبط، ولكن الرجل الذي أعطاه P46 قطعة الصابون عرض المساعدة.

أرادت القاضي كيربر معرفة ما إذا كانت عائلة P46 قد سألت عن مكان وجوده. فأكّد P46 ذلك، مضيفاً أن أسرته سألت مرات عديدة. وأوضح أنه كان مصاباً بسرطان الدم في طفولته، فذهبت والدته إلى طبيبه للحصول على سجلّه الطبي. ثم توجهت إلى جميع فروع المخابرات، بما فيها الخطيب، وحاولت إطلاق سراحه. وعند فرع الخطيب، طُلِب منها المغادرة لدى وصولها إلى الباب. قالوا لها ببساطة إن P46 لم يكن معتقلاً وليس في الفرع.

أرادت كيربر معرفة المزيد عن سرطان الدم الذي كان لدى P46. قال P46 إنه كان مصاباً بسرطان الدم عندما كان في السادسة إلى الحادية عشرة من عمره. حاولت والدته أن تثير هذه المسألة مع الفروع لحثهم على إطلاق سراحه.

سألت كيربر عمّا إذا كان سرطان الدم لدى P46 قد شُفي واختفى تماماً. قال P46 إنه تلقى علاجاً كيميائياً. حاولت والدته كل شيء لتحريره. لذلك ذهبت إلى الفروع بسجله الطبي على أمل أن يتعاطفوا معها. غير أن ذلك لم يجدِ نفعاً.

أرادت كيربر أيضاً معرفة ما إذا كان لا يزال بإمكان المرء رؤية آثار الشرائط البلاستيكية على يدي P46. قال P46 إنها اختفت بالكامل تقريباً؛ يمكن للمرء أن يرى مجرّد آثار خفيفة على يديه.

سألت كيربر إذا كان يمكن للمرء أن يرى أي آثار أخرى. قال P46 إنه بإمكان المرء رؤية ندوب على كتفه لأن الكابل الذي ضُرِب به مزّق جلده ولحمه. ويمكن للمرء أن يرى أيضاً آثاراً على قدميه.

عندما شمّر P46 الكم الأيسر من قميصه لإظهار ندوبه، قالت القاضي كيربر إن المحكمة عاينت بصرياً الندوب على كتف P46. وأضاف P46 أن لديه ندوباً جرّاء تعرّضه للضرب ببندقية.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P46 قد لاحظ سبب نقله إلى المشفى. أوضح P46 أنه كان هناك شخص [في فرع الخطيب] يقرّر من يحصل على الدواء ومن يُنقل إلى المشفى. لذلك كان يُعرض المعتقلون على هذا الشخص. كان موجوداً في الطابق السفلي حيث كانت الزنازين. كان يُؤخَذ المرء من الزنزانة إلى شخص يُدعى “أبو شامة” إشارة إلى “وحمة”. قال P46 إنه في كل مرة يغادرون الزنزانة، كانت أعينهم معصوبة، لذلك لم يتمكن P46 من رؤية وجه هذا الشخص بالتفصيل. وعادة ما كان هذا الشخص يشارك بشكل فاعل في تعذيب الجرحى من المعتقلين بالضغط على مكان إصاباتهم. قال P46 إنه نُقل في اليوم التالي.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان هذا الإجراء [فحص ونقل المعتقلين المرضى والجرحى] قد حدث عدة مرات. قال P46 إن هذا الشخص كان مسؤولاً أيضاً عن توزيع الأدوية. كان المعتقلون يُرسلون إليه مرتين على الأقل في الأسبوع ويُسألون مرة ​​أو مرتين في الأسبوع عن الدواء.

أرادت كيربر معرفة المزيد عن المظهر الجسدي لهذا الشخص. وسألت عن مكان الوحمة. قال P46 إن الوحمة كانت على وجه الشخص، لكنه لا يعرف أين بالضبط.

سألت كيربر عن قوام الشخص. قال P46 إنه كان نحيفاً وأطول قليلاً من P46. كان يرتدي قميصاً وبنطالاً، ملابس مدنية. كان شعره رمادياً. وأضاف P46 أنه في يومه الأول [في الفرع] لم يكن قادراً على الوقوف، فرأى الشخص من أسفل. نظر إلى وجهه مباشرة مرة واحدة فقط. قال P46 إنه كان يرتعد خوفاً في هذا الموقف.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان الشخص قال أي شيء وله لهجة معينة. قال P46 إن الشخص حاول التحدث باللهجة العلوية، والتي تستخدم بشكل أساسي من قبل جميع الناس تقريباً في الشمال [الغربي]. ولكن P46 أدرك أن هذه لم تكن لهجته الأصلية. وأضاف P46 أنه ذهب إلى المدرسة مع أشخاص يتحدثون هذه اللهجة، لذلك كان قادراً على معرفة متى يحاول الناس التصنّع. وفقاً لـP46، كان الشخص يتحدث “بلهجة بيضاء”.

سألت كيربر ما الذي يعنيه P46 “باللهجة البيضاء”. قال P46 إنها اللهجة المستخدمة في دمشق وحمص، ويسهل فهمها أكثر من اللهجة المستخدمة في الشمال أو في الجنوب. قد يستخدم الأشخاص في هذه المناطق أحياناً كلمات لا يفهمها الآخرون.

قالت كيربر مازحة أن الأمر نفسه يحدث في ألمانيا مع الناس من بافاريا. سألت كيربر عمّا إذا كان P46 قد تعرّف على المدّعى عليه. فنفى P46 ذلك.

طلبت كيربر استراحة قصيرة للمترجمين وللجميع.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

أوضحت القاضي كيربر أن لدى القضاة بعض الأسئلة الإضافية وينبغي على P46 إخبارهم عندما يحتاج إلى استراحة، وبعد ذلك ستأخذ المحكمة استراحة أطول للغداء.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أراد القاضي فيدنير معرفة عدد المرات التي رأى فيها P46 الشخص الذي قرّر مصير المعتقلين المرضى والجرحى. فأجاب P46 أن هذا الرجل فحصه في المرة الأولى. عندما عاد P46 من المشفى، أخبر الحراس أنه يعاني من ألم وطلب الحصول على دواء. قال P46 إنه أراد فقط الخروج من الزنزانة. وكانت تلك المرة الثانية التي التقى فيها بالرجل، لكن P46 لم يحصل على أي دواء. أوضح P46 أن مقصده كان الخروج من الزنزانة، لأنه لم يغادر الزنزانة حتى لاستخدام المرحاض لأن المرحاض كان داخل الزنزانة. خلص P46 إلى أنه رأى هذا الرجل مرتين. ووصف للمحكمة كذلك أن المعتقلين ذهبوا إلى هناك في مجموعات. في بعض الأحيان كان هناك طبيب أيضاً، لكن الشخص الآخر هو من يتخذ القرارات. اقتصر عمل الطبيب على علاج الجروح المفتوحة التي احتاجت إلى غُرز على الفور. غير أن P46 سمع ذلك من آخرين فقط. قال P46 إنه عندما ذهب لرؤية الرجل للمرة الثانية، لم ير وجهه.

قال فيدنير إن المرء يحتاج إلى توخي الحذر بشأن ما رآه بنفسه وما سمعه من آخرين. سأل P46 عمّا إذا كان قد رأى الطبيب بنفسه أو سمع عنه. قال P46 إنه في المرة الثانية [عندما عُرض P46 على الشخص الذي يقرّر بشأن المعتقلين المرضى والجرحى] كان ذلك الشخص برفقة طبيب. كان الطبيب يقف بجانب ذلك الشخص. ومع ذلك، لم يتحدث الطبيب مع P46. تحدث فقط مع الجرحى. قال P46 إنه تحدث إلى “الرجل” فقط. وعندما سأل P46 عمّا يحتاجه، أخبره P46 أنه يعاني من ألم في معدته ويريد دواء. ثم ضرب الرجل P46 وقال له ألا يتصرف مثل النساء.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هذا قد حدث في الطابق السفلي. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنه اقتيد من الزنزانة على بعد بضعة أمتار إلى ممر.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان هناك دائماً العديد من الأشخاص. أوضح P46 أنه كان هناك دائماً مجموعة من المعتقلين يُؤخذون من الزنزانة. كان يتم سؤالهم [من قبل السجّانين] فيما إذا كان لديهم مشاكل صحية. طبقاً لـP46، أراد العديد من المعتقلين الذهاب إلى المشفى لأنهم اعتقدوا أن الوضع سيكون أفضل. وقام الحراس بالفعل بتحديد من يحتاج للذهاب ومن لا يحتاج لذلك. ثم تم أخذ أربعة إلى خمسة معتقلين من الزنزانة واضطروا إلى الوقوف في طابور. قال P46 إن هذا الإجراء كان يحدث لكل زنزانة، واحدة تلو الأخرى.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هذا قد حدث في مناسبات أكثر من المرتين اللتين تم فيهما أخذ P46 من الزنزانة. قال P46 إن “الرجل” كان يضرب الجرحى على مكان إصابتهم بشكل مقصود ليؤلمهم أكثر.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هو الشخص نفسه دائماً. قال P46 إنه أبو شامة. في المرة الأولى لم يضرب، وإنما ضرب في المرة الثانية. قال P46 إن المعتقلين الجدد أرادوا الذهاب لرؤيته.

أشار فيدنير إلى أن P46 قال إنه كان معصوب العينين لكنه كان قادراً على رؤية بعض الأشياء من حوله. طلب من P46 أن يصف ما رآه. وصف P46 أنه اقتيد خارج الزنزانة وسار لبضعة أمتار في الممر. كان هناك رجل واقف يفحص الجرحى. كان بعضهم مصاباً بالتهابات، ولم يكن آخرون قادرين على المشي لأنهم تعرضوا للتعذيب بالكرسي الألماني. قال P46 إن المعتقلين الذين لم يتمكنوا من المشي رافقهم معتقلون آخرون. وتعرّض الأشخاص الجرحى للضرب، ولم يحظ بزيارة المشفى إلا أولئك الذين كانوا أنصاف أموات.

[قامت رئيسة المحكمة كيربر بتذكير امرأة من الحضور بأن الكمامات الواقية من كوفيد كانت إلزامية داخل المبنى وطلبت منها إعادة ارتداء الكمامة.]

طلب فيدنير من P46 وصف جسم الشخص الذي فحص المعتقلين الجرحى. قال P46 إن الشخص كان نحيفاً، وطويلاً، ولديه شعر رمادي، وكان شعره يتساقط، وكان أصلعا. قال P46 إن هذه كانت الأشياء الوحيدة التي رآها، ولم يستطع تذكرها بالتفصيل، مضيفاً أن ذلك حدث منذ وقت طويل وأنه لم يكن قادراً على التركيز في هذا الموقف لأن جُلّ تركيزه كان ينصب على كيفية الخروج من هناك وليس كيف بدا الشخص. لذلك لم يكن بوسعه أن يخبر المحكمة إلا بما تمكّن من رؤيته.

أشار القاضي فيدنير إلى أن P46 قال إنه لم يتعرّف على المتهم، وسأله عمّا إذا كان ذلك بسبب عدم قدرته على التذكر أو لأنه بدا مختلفاً [عن الشخص الذي وصفه P46]. قال P46 إن السبب لم يقتصر على ذلك، وإنما لأن ذلك حدث منذ وقت طويل، ولم يكن قادراً على النظر في عيني الشخص وهو معصوب العينين. قال P46 إنه يعرف أن الشخص لديه وحمة لأنه كان يُدعى أبو شامة. كان قادراً أيضاً على رؤية أن الشخص كان لديه شعر رمادي.

استشهد فيدنير بمحضر استجواب الشرطة لـP46 حيث قال إن الشخص الذي قرّر ما إذا كان الناس سيذهبون إلى المشفى أو يعالجهم الطبيب كانت لديه وحمة. ومع ذلك، لم يعرف P46 على وجه اليقين لأنه لم يُسمح له بالنظر إلى الشخص. أوضح P46 أنه كان عليه أن يواجه حائطاً وكان هذا الشخص واقفاً على يساره. في هذه الحالة، تمكن P46 من رؤية الوحمة. كان بإمكانه فقط رؤية الشخص من الجانب، هكذا تذكر الأمر. ذكر P46 أن وجهه كان باتجاه الحائط ولم يكن قادراً إلا على رؤية النصف الأيسر من وجه الشخص.

استشهد فيدنير مرة أخرى من محضر استجواب الشرطة لـP46 والذي قال خلاله إن الشخص الذي اتخذ قرارات بشأن المعتقلين المرضى لم يكن أصلعا بالكامل. كان لديه شعر رمادي على الجانبين. قال فيدنير إن هذا هو ما وصفه P46 للتو للمحكمة. وأشار كذلك إلى أنه عندما سُئل P46 عن صورة أنور، أخبر الشرطة أنه لم يكن يعرف أنور من قبل. قال P46 إنه عرفه من خلال وسائل الإعلام لكنه لم يعرفه أثناء اعتقاله أو بعد ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P46 قد رأى صوراً لأنور رسلان قبل استجواب الشرطة له في ألمانيا. فأكد P46 ذلك، قائلاً إنه شاهد صوراً في وسائل الإعلام لكنه لم يستطع تذكر الوجه.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P46 قد تعرّف على شخص في الصور التي عرضتها عليه الشرطة. فأكد P46 ذلك، قائلاً إنه أدرك على الفور أنه من المحتمل أن يكون أنور رسلان. ومع ذلك، لم يكن يعرف الاسم من قبل لكنه تعرّف على الوجه في استجواب الشرطة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P46 قادراً على ربط الصورة بالشخص الذي رآه في المعتقل. قال P46 إنه لا يستطيع معرفة ما إذا كان هو نفس الشخص لأنه لم يكن قادراً على رؤيته جيداً.

ذكر فيدنير أنه عندما عرضت الشرطة على P46 الصورة رقم 2، قال P46 إنه لم يكن متأكداً مما إذا كان الشخص الموجود في الصورة يشبه الشخص الذي رآه في المعتقل، لم يتعرّف عليه. قال P46 للمحكمة إنه قال ذلك للشرطة لأنه لم يستطع استبعاد أي احتمال.

أراد فيدنير معرفة إذا كان P46 قادراً على تذكر ما إذا كان الشخص الذي اتخذ قرارات بشأن المعتقلين المرضى والذي ضرب المعتقلين كان يرتدي نظارات. قال P46 إنه في المرة الأولى التي رأى فيها الشخص عندما كان قادراً على إلقاء نظرة أفضل عليه، كان P46 منهكاً للغاية. وعندما رأى الشخص للمرة الثانية، كان الشخص يرتدي نظارة. قال P46 إنه كان متأكداً من ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف كيف عامل الآخرون هذا الشخص. قال P46 إنه كان يخاطَب بلقب “سيدي”. ووفقاً لما قاله P46، فإن الجندي الذي اقتاد المعتقلين إلى هذا الشخص كان يخاطبه دائماً بلقب “سيدي”.

أشار فيدنير إلى أن معتقلين آخرين اقتيدوا لرؤية هذا الشخص أيضاً، وسأل P46 عن عدد المرات التي حدث فيها ذلك. قال P46 إنه كان مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل. أحياناً كان يأتي أيام الأربعاء، وأحياناً لا يأتي. خلص P46 إلى أن ذلك كان يحدث مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P46 قد سمع عن كيفية اتخاذ القرارات بشأن معتقلين آخرين. قال P46 إن الأشخاص إما أُرسلوا إلى المشفى أو حصلوا على الدواء. كان هناك الكثير من الجرحى، وكان القرار بالنسبة لهم “حرستا”.

أراد فيدنير معرفة اسم المشفى. قال P46 إنه ذكر فقط اسم المكان وهو أيضاً اسم المشفى.

سأل فيدنير عمّا إذا كان الناس قد تم إرسالهم إلى مشاف أخرى أيضاً. نفى P46 ذلك، قائلاً إنهم أرسلوا فقط إلى هذا المشفى [حرستا] بحسب P46. قال P46 إنه كان على المعتقلين في هذا المشفى تسليم ملابسهم ولم يستردوها في نهاية إقامتهم. في المشفى كانوا يرتدون الرداء الخاص بالمشفى فقط. لذلك يمكن للمرء أن يعرف الأشخاص الذين جاؤوا من المشفى لأنهم كانوا يرتدون الرداء الخاص بالمشفى.

سأل فيدنير عمّا إذا كانوا يرتدون رداء المشفى الاعتيادي. فأكّد P46 ذلك، مضيفاً أن الرداء كان أبيضاً مع نقط زرقاء أو خضراء. على الرغم من أن اسم المشفى لم يكن مكتوباً على الرداء، إلا أن الأشخاص الذين ارتدوا هذا الرداء قالوا إنهم كانوا في مشفى حرستا.

أراد فيدنير معرفة المدة التي قضاها P46 في المشفى تقريباً. قال P46 إنه مكث هناك حوالي تسعة أيام، أقل من أسبوعين.

أكد فيدنير أن P46 أبلغ الشرطة بالمثل. وسأل P46 عمّا إذا كان من الصحيح أن المعتقلين في المشفى لم يتلقوا أي علاج. أوضح P46 أن الشيء الوحيد الذي رآه في هذا الصدد خلال أيامه التسعة هو حصول شخص واحد على باراسيتامول. وبخلاف ذلك، تم تعذيبهم ببساطة، حيث تم إطفاء أعقاب السجائر على جلدهم أو تعرّضوا للضرب على موضع إصاباتهم. قال P46 إن هذا قام به ممرضون وجنود (حرّاس).

سأل فيدنير عمّا إذا كان P46 وجد أي مغزى من وراء إقامته في المشفى. لم يفهم P46 السؤال. كرّر فيدنير سؤاله متسائلاً عمّا إذا كان P46 رأى أي سبب لإقامته في المشفى. قال P46 إنه ربما كان الأمر يتعلق بوضع الأشخاص في سرير حقيقي حتى يتمكنوا من التحسن وكان الهواء أفضل من الهواء داخل الزنازين. ومع ذلك، كان التعذيب في المشفى أسوأ وعديم الجدوى حيث لم يكن هناك تحقيق. قال P46 إنهم أرادوا فقط محاولة تخويف الناس أكثر وجعلهم يرون جثثاً. كانت استراتيجية لتخويف الناس حتى يعترفوا.

أشار فيدنير إلى أن P46 ذكر أن إحدى الجثث التي رآها في المرحاض كانت جثة طفل. وسأل P46 كم كان عمر الطفل. قال P46 إن الطفل كان يبلغ من العمر حوالي اثني عشر أو أربعة عشر عاماً. قال P46 إن الجثث التي رآها بعد ذلك كانت في الغالب لرجال مسنين تم إلقاؤهم هناك برداء المشفى. قال للمحكمة إنه تجنب النظر إلى الجثث. وفي مرة واحدة فقط عندما أدرك أن أحدهم لا يزال على قيد الحياة، حاول التحدث معه. ثم استدعى أحد الحراس الذي قام بضرب ذلك الشخص.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P46 قد رأى نساء في المشفى أيضاً. نفى P46 ذلك، قائلاً إنه لم ير نساء في المشفى، ولكن في فرع الخطيب، رأى نساء، كنّ معتقلات في زنازين خاصة.

أشار فيدنير إلى أن P46 أخبر الشرطة أنه تم إطفاء حوالي 200 سيجارة على جسده أثناء إقامته في المشفى. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنه ربما كان العدد أكبر من ذلك. كان يتم إطفاء ما بين خمسة عشر إلى عشرين سيجارة بجسده كل يوم لمدة تسعة أيام. قال P46 إنه سمع أنه تم فعل ذلك أيضاً مع معتقلين آخرين، وكان الأشخاص في المشفى يدخنون دائماً. أوضح P46 أنه نظراً لأنه كان عليه أن يرتدي عصابة على عينيه حتى عندما كان في السرير، فلم يعرف أبداً ما الذي كان يحدث حوله بالضبط. تبدو 200 سيجارة كثيرة ولكن إذا أجرى أحدهم الحسابات، سيدرك المرء أن ذلك هو العدد الصحيح. قال P46 إنها كانت مائة سيجارة أو أكثر، ولكن تم فعل ذلك أيضاً مع آخرين وكان الحرّاس يتناوبون كل ست ساعات.

أشار فيدنير إلى قول P46 إنه تعرّض للتعذيب على أيدي ممرضين وحرّاس. وسأل P46 عمّا إذا كان قد تعرّض للتعذيب على أيدي أطباء. قال P46 إنه في تسعة أيام لم يتحدث معه سوى طبيب واحد. وفي نهاية محادثتهم، أطفأ سيجارة في قدم P46. لم يُعطه الطبيب أي دواء أو تشخيص. وصف P45 أنه كان هناك عادة ممرضان أهانا المعتقلين وقالا إنهم يجب أن يموتوا. كان الحرّاس هم من يقومون بالتعذيب ولم يكن لدى الأطباء وقت.

طلب فيدنير من P46 شرح كيف أدرك أن أبا باسل توفي في مشفى حرستا. قال P46 إنه وصل إلى المشفى بعد P46 بقليل، بعد يوم أو يومين تقريباً. وكان P46 يعرفه أصلاً، لذلك تعرّف عليه. بعد يومين أو ثلاثة أيام من وصوله، أصيب بحمّى شديدة. هذا ما قاله الشخص الذي بجانبه [بجانب أبو باسل] للحارس.

خلص فيدنير إلى أن أبا باسل كان في سرير مختلف ولكن في نفس غرفة P46. أوضح P46 أنه كان هناك ثمانية إلى عشرة أسرة في كل غرفة. ذكر الشخص الذي كان في نفس السرير مع أبي باسل الحمّى ولم يسمعوا أي شيء آخر ذلك المساء. حاول الحارس إيقاظه بالضرب وقال مازحاً إن أبا باسل كان يتظاهر فقط. ثم أجرى مكالمة وأخبر الأشخاص على الطرف الآخر من الخط أن هناك هدية لهم وعليهم الصعود للحصول عليها. وحضروا في نهاية المطاف وسحبوا الجثة على الأرض وأخذوها خارج الغرفة.

قال فيدنير إن لديه بعض الأسئلة بخصوص التسلسل الزمني. أراد أولاً أن يعرف أين ومتى تم اعتقال P46 من قبل، لأنه ذكر أنه تم القبض عليه عدة مرات قبل اعتقاله في الخطيب. قال P46 إنه ذات مرة اعتُقل في مظاهرة في دمشق في 11 أيلول/سبتمبر. وأضاف أن هذا التاريخ معروف للعالم لسبب مختلف، لكن في سوريا سيكون الأمر أسوأ لأنه كان عيد ميلاد [بشار] الأسد. كرّر P46 أنه اعتُقل في مظاهرة في ذلك اليوم.

خلص فيدنير إلى أن ذلك حدث في عام 2011. قال P46 إنه كان في “المخابرات السياسية” لمدة أسبوعين. وفي المرة الثانية التي قُبِض عليه فيها، كان في مقهى مع صديقة مطلوب القبض عليها. عندما كانا يهمّان بالمغادرة، جاء جندي ووضع سلاحاً في ظهر P46 وأخذه. اقتيد إلى المخابرات الجوية في حرستا حيث تم اعتقاله قرابة شهرين وتعرّض لتعذيب شديد. بعد وقت قصير من إطلاق سراحه، قُبض عليه في مظاهرة مع أحد الصحفيين. كان الصحفي سويسرياً وتم اقتيادهما إلى كفر سوسة. وبحسب P46، تم الإفراج عن الصحفي بعد يومين بينما أمضى P46 عدة أسابيع في الفرع. قال P46 إنه كان فرعاً من فروع الأمن العسكري، ويعتقد أنه كان الفرع 215، ومع ذلك، فهو لم يكن متأكداً من الرقم نظراً لوجود العديد من الفروع.

قال فيدنير لا بأس، لقد أراد فقط الحصول على نظرة عامة تقريبية من P46. أضاف P46 أنه تم الإفراج عنه في منتصف حزيران/يونيو قبل أن يتم القبض عليه للمرة الرابعة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان صحيحاً أن اعتقاله الرابع كان في حزيران/يونيو [حُجِبت المعلومات] 2012 وأنه نُقل إلى موقع الإنشاءات لمدة يومين قبل نقله. قال P46 إنه أمضى يوماً واحداً في فرع الخطيب، ثم نُقِل إلى المشفى وأعيد إلى الخطيب.

سأل فيدنير P46 عن القسم 40. قال P46 إنه لم يقض ليلة هناك، كان عليه فقط تنظيف السطح لمدة خمس إلى ثماني ساعات قبل نقله إلى زنزانة أسفل الدرج ثم نقله إلى الخطيب بالحافلة.

خلص فيدنير إلى أن P46 كان في القسم 40 في [حُجِبت المعلومات] في حزيران/يونيو. فأكّد P46 ذلك.

سأل فيدنير ما إذا كان صحيحاً أن P46 مكث في الخطيب ليلة واحدة قبل نقله إلى المشفى حيث مكث تسعة أيام. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنه تم نقله بعد ذلك إلى الخطيب.

سأل فيدنير متى أفرج عن P46 واقتيد إلى كفر سوسة. قال P46 إن ذلك ربما كان في تموز/يوليو [حُجِبت المعلومات].

خلص فيدنير إلى أن P46 أعيد إلى الخطيب. فأكد P46 ذلك، قائلاً إن ذلك كان في تموز/يوليو [حُجِبت المعلومات] [نفس التاريخ الذي ذكره للتو].

سأل فيدنير عن تاريخ إطلاق سراح P46. قال P46 إنه كان في منتصف آب/أغسطس. مكث هناك [في فرع الخطيب] حوالي 27 يوماً قبل نقله إلى سجن آخر.

قال فيدنير إنه بناءً على ما قاله P46 للتو كان ذلك في مطلع آب/أغسطس. وأشار إلى أن P46 قال للشرطة إنه مكث في الخطيب حتى شهر آب/أغسطس تقريباً [حُجِبت المعلومات] قبل نقله إلى كفر سوسة. قال P46 إن ذلك كان منتصف آب/أغسطس، ومع ذلك، لم يتمكن من تذكّر التاريخ الدقيق في الوقت الحالي.

أشار فيدنير إلى أن P46 نُقل إلى موقع الإنشاءات بعد اعتقاله حيث تعرّض حينها لسوء معاملة شديدة. وسأل P46 عمّا إذا كان الكيس البلاستيكي الذي تم إشعاله قد حدث في وقت لاحق أم في موقع الإنشاءات. قال P46 إن التعذيب بدأ بالفعل في موقع الإنشاءات، لكن حادثة الحرق وقعت في الخطيب بعد وقت قصير من عودته من المشفى.

قال فيدنير إنه فهم من استجواب P46 من قبل الشرطة أن الحادثة وقعت بالفعل في موقع الإنشاءات. قال P46 إن ذلك حدث في موقع الإنشاءات أيضاً. ومع ذلك، لم يكن الأمر مشابهاً لما حدث في الخطيب. لم يُصَب بجروح بالغة في موقع الإنشاءات. هناك تم إحراق الكيس البلاستيكي فقط، لكنهم لعبوا بالنار فقط لإخافة P46. وفقاً لـP46، كان الأمر سيئاً جداً في وقت لاحق في الخطيب. اضطر إلى خلع ملابسه حتى أصبح عارياً وحاولوا إدخال أنبوب ماء بجسمه من الخلف. هدّدوا بالقيام بذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P46 عارياً تماماً أم في سرواله الداخلي. قال P46 إنه كان عارياً تماماً.

سأل فيدنير ما إذا حاول الشبيحة تصوير P46. فأكّد P46 أنهم قاموا بتصويره بهواتف ذكية وعرضوا عليه المقاطع. وكان قد تم تصويره عندما ترجّل من السيارة في الشارع. قال P46 إنه اعتقد أن آخرين سيرونه أيضاً. كان ذلك أشبه بالعرض.

سأل فيدنير ما إذا كان P46 قد تعرض لتحرش جنسي في الخطيب على سبيل المثال مثل تعرّضه للتحرش في موقع الإنشاءات. ذكر P46 أنه اضطر مرة أخرى إلى خلع ملابسه عند وصوله والجلوس بوضعية القرفصاء ثلاث أو أربع مرات حتى يمكن تفتيشه. وتعرّض للضرب من الخلف والأمام، ولم يحدث شيء آخر. أضاف P46 أن شخصاً آخر أخبره أن كيساً مليئاً بسائل قد تم ربطه بقضيبه حتى يتم سحب القضيب إلى أسفل. قال P46 إنه كان متأكداً من حدوث ذلك على هذا النحو لأن ذلك الشخص لم يكن ليخبره بذلك إذا لم يكن قد حدث على هذا النحو.

سأل فيدنير P46 عن قصص أخرى مماثلة سمع بها. قال P46 إنه تذكّر للتو أن رجلاً قُبض عليه عند نقطة تفتيش مع ابنه البالغ من العمر ستة أو سبعة أعوام واحتُجز مع ابنه في نفس الزنزانة التي كان فيها P46. أراد الطفل أن يلعب وسط كل الأشخاص المعذبين. قال P46 إن الطفل رأى كل شيء. وقيل إنه كان هناك طفلان في زنزانة أخرى. وتم نقل هذين الطفلين من الخطيب إلى كفر سوسة مع P46. كانا يبلغان من العمر أربعة عشر وثلاثة عشر عاماً وكان قد مضى على اعتقالهما سبعة أو ثمانية أشهر. قال P46 إنهما أخبراه بقصتهما. كانوا في نفس الزنزانة في كفر سوسة وتحدث P46 معهما. كان أحدهما معتقلاً في الحبس الانفرادي في الخطيب منذ اعتقاله قبل نقله إلى كفر سوسة.

أراد فيدنير أن يتأكد من وجود طفل يبلغ من العمر ست سنوات وسأل P46 عمّا إذا كان قد تم إطلاق سراح الطفل. قال P46 إنه تم استدعاء الطفل مع والده، لكن P46 لم يعرف ما حدث بعد ذلك. تم استدعاؤهما بعد حوالي عشرة أيام.

فيما يتعلق بالاعتداء الجنسي على معتقلين آخرين، أشار فيدنير إلى أن P46 أخبر الشرطة أنه سمع أن أشخاصاً تعرضوا للضرب على خصيتيهم بشريط مطاطي وتم إدخال أشياء في فتحة الشرج. فأكد P46 ذلك، قائلاً إنه سمع مثل هذه الأشياء لكنه لم يرها بنفسه. إذا روى رجال مثل هذه القصص فلن يكذبوا. وفقاً لـP46، قد يرى المرء أيضاً عواقب مثل هذه الأفعال عندما يبدأ الناس في البكاء بسببها. قال P46 إنه كان يصدق ما يقولونه. كما لا يمكن للمرء أن يعترف بمثل هذه الأشياء بسهولة. لكن إذا روى المرء مثل هذه القصص، فيمكنك تصديقها.

أشار فيدنير إلى قول P46 إن أشخاصاً تعرّضوا للشّبْح. أراد أن يعرف أين حدث ذلك وما إذا كان هناك عدة أشخاص. أوضح P46 أنه عندما يشبحون شخصاً ما، كان ذلك يحدث في ممر صغير أمام الزنزانة. وبحسب P46، فقد تم اعتقال جنود وموظفي الخطيب في هذا المكان أيضاً. قال إن العديد من الجنود أتوا من بلدات شاركت في الثورة، لذا لم يكن يُسمح لهم “بمغادرة المنزل”. في بعض الأحيان كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض عبر الباب. وكان هؤلاء الجنود معتقلين أيضاَ وكان الناس يُشبَحون في هذا الممر كلما كان فارغاً.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P46 قد رأى ذلك بنفسه. فأكد P46 ذلك، قائلاً إن ذلك حدث أمام باب الزنزانة مباشرة. وصف أن هناك نافذة صغيرة في باب الزنزانة. كلما فُتحت هذه النافذة، يمكن للمرء أن ينظر إلى الخارج. قال P46 إنه كان بإمكان المرء أيضاً رؤية ما كان يحدث أمام الباب من خلال الفجوة بين الباب والأرض. وفقاً لـP46، كثيراً ما تم اعتقال الموظفين [موظفي المخابرات] لأنه في عام 2012 حاول العديد منهم الانشقاق. وكان يتم اعتقالهم لمنعهم من الانشقاق. وصف P46 كذلك أنه كلما اضطر هؤلاء الموظفون المعتقلون إلى العمل، مثل توزيع الطعام أو الطبخ، كان هناك أشخاص مشبوحين [في الممر أمام الزنزانة]. وأضاف P46 أنه لم يكن يعرف في أي مكان آخر كانوا يُشبَحون أيضاً.

أراد فيدنير معرفة كيف كان الناس يُشبَحون، وما إذا كان هناك أداة. قال P46 إن هناك شيئاً ما على الحائط حيث تم تعليق الناس فيه. كانت أيدي الناس مقيدة بمرابط من الكوابل، وكانوا يُشبَحون على قضبان معدنية بارزة من الحائط. وكان فوق هذه القضبان سلسلة معدنية لجذب الناس إلى أعلى.

سأل فيدنير كم مرة حدث ذلك. قال P46 إنه يمكن اعتباره “إجراء روتينياً يومياً”. كان ذلك يحدث عندما يضطرون [المعتقلون في الممر] لطهي الطعام أو توزيعه. قال P46 إنه لم يكن يعرف من أين أتى أولئك المعتقلون. كانوا يُشبَحون لمدة ثلاث أو أربع ساعات في اليوم أثناء قيام الموظفين المعتقلين بالعمل. ثم يُصبح الممر فارغاً ويتم شبح معتقلين آخرين.

سأل فيدنير ما إذا كان P46 قريباً من باب الزنزانة عدة مرات. فأكد P46 ذلك، قائلاً إنه كان هناك كلما وصل الطعام. وأوضح للمحكمة أن المعتقلين لفترة طويلة كان تم اختيارهم لتوزيع الطعام على المعتقلين. لذلك، كان P46 يخرج [من الزنزانة] ويوزع الطعام. وعندما كان أمام الباب، كان يرى الناس مشبوحين. وبعد انتهاء الطعام وقيام P46 بإعادة الأطباق وما إلى ذلك، كان الموظفون [المعتقلون] يعودون.

أراد فيدنير معرفة ما إذا تم شَبْح P46 أيضاً. قال P46 إنه لم يُشبَح في الخطيب وإنما في كفر سوسة. وأضاف أنه في الخطيب تعرّض للضرب والتعذيب فقط.

قال فيدنير إن P46 ينبغي ألا يسيء فهمه، وأشار إلى أن P46 تعرض للضرب “فقط” في الخطيب. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنه كما سبق وأخبر المحكمة، فقد تعرّض للضرب واضطر إلى شرب الماء القذر. أما التعذيب الآخر [الذي تعرّض له] فقد حدث في مكان آخر. أضاف P46 أنه كان يوجد في الخطيب ما يسمى “الكرسي الألماني” الذي كاد أن يكسر العمود الفقري للأشخاص. وفقاً لـP46، لم يتمكن شخصان من الوقوف بسبب ذلك.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن الطرق الأخرى التي تم إخبار P46 عنها. [أخذ P46 لحظة للتفكير] أخبر P46 المحكمة عن رجل قال له “إنهم” [السجانون] حاولوا إدخال عصا في شرجه. كان هذا كل ما قال P46 إنه يمكنه تذكره. أضاف P46 أن هناك أيضاً شيئاً يسمى “الفلقة” سبق أن ذكره. قال كذلك إنه اعتبر قلة الطعام الذي حصلوا عليه بمثابة تعذيب. وفقاً لـP46، فقد حصلوا على زيتونة واحدة فقط لكل معتقل. وفي فترة ما بعد الظهر، حصلوا على قطعة خبز واحدة وحبة بطاطا واحدة وحبة طماطم واحدة لثلاثة إلى أربعة معتقلين. وفقاً لـP46، كان هذا كل ما يحصلون عليه يومياً. في بعض الأحيان كانوا يحصلون على الطعام مرتين أو ثلاث مرات في اليوم ولكنه كان دائماً قليلاً جداً. في معظم الأوقات، كانوا يحصلون على وجبتين فقط. أضاف P46 أنه لا توجد نظافة عامة على الإطلاق. ولا حتى حيوان يمكنه أن يعيش هناك [داخل الزنازين].

سأل فيدنير عمّا إذا كان P46 قد فقد بعض الوزن. فأكّد P46 ذلك، قائلاً إنه فقد 30 كيلوغراما. كان يتذكّر ذلك جيداً.

تحدث محامي P46 مع P46 ثم طلب استراحة.

***

[استراحة لمدة 70 دقيقة]

***

أشار القاضي فيدنير إلى أن P46 أخبر المحكمة بسوء معاملة معتقلين آخرين، على سبيل المثال، باستخدام الدولاب. وسأل P46 ماذا سمع في هذا الشأن وممّن سمع ذلك. قال P46 إنه سمع من معتقلين آخرين أنه تم استخدام هذا الأسلوب [الدولاب] مع الفلقة: حيث كان يُحشر الشخص في دولاب ويُضرب على قدميه. وفقاً لـP46، غالباً ما حدث ذلك أثناء التحقيقات. وصف P46 كذلك أنه كثيراً ما رأى معتقلين آخرين وقد فُصِلت أظافرهم عن أصابعهم أو أنه كانت هناك فجوة بين الأظافر والأصابع جرّاء استخدام قطعة من المعدن.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P46 قد رأى آثار هذه الأساليب. قال P46 إنه رأى أيديهم وليس كيف تم ذلك. ثم أخبره المعتقلون بالأمر ورأى P46 الضحايا وأيديهم.

قال فيدنير إنه لم يكن واضحاً تماماً بالنسبة له أين وقع الحادث الذي تعرّض فيه P46 نفسه لمعاملة سيئة بالكيس البلاستيكي وما هي تبعات ذلك. ذكر P46 أنه أبلغ المحكمة عن تعرّضه لتهديد من قبل مليشيات. ووُضِع كيس بلاستيكي محترق على جسده. حدث هذا أيضاً أثناء تحقيق في الطابق الأول. هناك، أخذ الجنود الذين ضربوه الكيس من الشخص الذي كان موجوداً قبل P46. قال P46 إنه شمّ رائحته. لم يستطع رؤيته بسبب عصابة العينين وإنما تذوقه. شعر P46 بالبلاستيك على ظهره وشمّ رائحته.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P46 قد أصيب بسبب ذلك. وصف P46 أنه عندما يحاول المرء أن ينزع البلاستيك من جسده، فإن ذلك يؤدي كذلك إلى نزع الجلد. ولكن هذه الجروح تلتئم مع مرور الوقت. قال P46 إن البلاستيك التصق بجسده وحاول تقشيره. وفقاً لما ذكره P46، وُضِع البلاستيك أيضاً على قدميه لأنه كان لديه إصابات فيهما.

فيما يتعلق بالشخص ذي الوحمة، أشار فيدنير إلى أن P46 وصف شخصاً للشرطة. ومع ذلك، لم يكن واضحاً بالنسبة لفيدنير ما إذا كان هذا الشخص هو الشخص الذي لديه الوحمة أم الطبيب. لذلك طلب فيدنير من P46 أن يصف الطبيب وسلوكه للمحكمة. قال P46 إنه لم يكن على اتصال مباشر بالطبيب لأنه كان يعالج المعتقلين. لذلك لم يتمكن P46 من رؤيته ولكنه أدرك من خلال المحادثات أنه طبيب. وفقاً لـP46، كان الشخص ذو الوحمة يُصدر الأوامر. كان هو المسؤول وليس الطبيب.

أشار فيدنير إلى أن P46 أخبر الشرطة، كما ذَكَر آنفا، أن الرجل ذا الوحمة قام بتقسيم المعتقلين. وكان الرجل الذي عالج المعتقلين في المعتقل يرتدي ثياباً مدنية. أخبر P46 المحكمة أنه ربما أسيء فهمه [أثناء استجواب الشرطة]. لم يتلقّ المعتقلون أي علاج طبي؛ لم يكن ذلك موجوداً. كان الشخص قد ألقى نظرة عليهم فقط وأعطى الأوامر للطبيب. في حال حدوث إصابات أو التهابات يتم تضميد الأشخاص.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن إصابات P46. وصف P46 أن ظهره كان فيه جرح مفتوح. واحتاج إلى غُرَز (تقطيب) لكن الرجل لم يقبل على الرغم من أن P46 كان ينزف، كان الجرح ملتهباً ومفتوحاً. لم يحصل P46 على دواء.

سأل فيدنير كيف أصيب P46. قال P46 إنه أصيب بكابل. حيث نزعت القطع المعدنية في الكابل أجزاء من اللحم.

كما أشار فيدنير إلى أن P46 أخبر الشرطة أن الشخص كان لديه سماعة طبيب. [استشار P46 مترجم المحكمة لفهم الكلمة الأخيرة] أوضح P46 أنه كان يتحدث عن الطبيب هناك، وليس “الشخص الآخر” [الشخص الذي كان يصدر الأوامر في الفرع].

سأل فيدنير كيف تصرّف الطبيب، وما إذا كان ودوداً على سبيل المثال. قال P46 إنه لم يكن ودوداً. يمكن للمرء أن يقول إنه كان مجبراً على فعل ذلك [فحص الناس]. كما أنه تعمّد ضرب الناس في موضع إصابتهم. قال P46 إنهم لم يتلقوا علاجاً طبياً مناسباً. “إنهم” [الأشخاص في الفرع/موظفو المخابرات] أرادوا ببساطة إبقاء المعتقلين على قيد الحياة لفترة أطول قليلاً. لم يتلقوا سوى القليل من المساعدة. تم خياطة (تقطيب) الجروح ولم يتم علاجها بشكل صحيح.

فيما يتعلق بسماعة الطبيب، أشار فيدنير إلى أن P46 أخبر الشرطة أنه غير متأكد مما إذا كان هذا الشخص طبيباً حقيقياً. فكان يضرب على موضع الجروح المفتوحة ولم يكن موجوداً هناك إلا مرة أو مرتين. قام بتضميد الناس وكان مسؤولاً عن عمليات النقل إلى المشفى. أخبر P46 المحكمة أن الشرطة أساءت فهمه. كان هناك شخصان. قام الطبيب فعلاً بضرب الناس. لكن الشخص الآخر كان هو المسؤول الوحيد عن عمليات النقل إلى المشفى.

سأل فيدنير P46 إذا كان قد رأى قتلى في الخطيب وإذا كان الأمر كذلك، فكم كان عددهم. قال P46 إنه متأكد من أن الشخص الذي رآه في يومه الأول [في الفرع] كان ميتاً. في وقت لاحق… [لم يكمل P46 الجملة].

خلص فيدنير إلى أن P46 رأى شخصاً واحداً ميتاً. أشار إلى أن P46 قال للمحكمة إن الجنود دخلوا الزنزانة وأخذوا الشخص من الزنزانة. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنهم جاؤوا بمجرّد أن طرق المعتقلون الباب لأنهم أدركوا أن الشخص توقف عن التنفس.

قال فيدنير “حسناً”. ومضى P46 يصف أنه عندما عاد من المشفى، واجه العديد من الأشخاص صعوبات بعد تعرضهم للتعذيب بسبب وجود الكثير من الأشخاص في غرفة واحدة. كان لديهم صعوبات في التنفس ولم يحصلوا على ما يكفي من الأوكسجين. بحسب P46، كان من الصعب التنفس بعد تعرض الشخص للتعذيب. كان هؤلاء الأشخاص يقعون مغشياً عليهم أو يقعون على الأرض. حاول آخرون وضع بعض الماء على وجوههم. ونجا بعضهم. أضاف P46 أنه عندما كان شخص يقع على الأرض، كان الآخرون يحاولون إنعاشه، لكن لم يكن هناك رد فعل. ثم كانوا يُقتادون إلى خارج الباب. قال P46 إنه لا يعرف ما كان يحدث لهم بعد ذلك. افترض P46 أنه تم أخذ حوالي خمسة عشر إلى عشرين شخصاً إلى خارج الزنزانة بهذه الطريقة. فقط إذا توقفوا عن التنفس، يتم نقلهم إلى خارج الزنزانة. لم يرجع أي منهم وظلت قمصانهم في الزنزانة. خلص P46 إلى أنه يخمّن أن خمسة عشر إلى عشرين شخصاً قد ماتوا بالتأكيد.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P46 أو غيره قد سأل يوماً عمّا حدث لهؤلاء الأشخاص أو حصلوا على أي ردود أفعال تفيد بأنهم ماتوا. قال P46 إنه بالنسبة للمعتقلين من الواضح أن هؤلاء الأشخاص ماتوا. لم يتلقوا أي إجابة ولم يتمكنوا من سؤال أي شخص. أوضح P46 أنه عندما يكون المرء داخل الزنزانة، لا يعرف الوقت أو اليوم، ولا يمكنه التمييز بين النهار والليل. كان كل شيء يحدث خارج الزمن. لذلك لم يعرفوا ما حدث خارج الزنزانة. وفقاً لـP46، لم يعرفوا ما إذا كان هؤلاء الأشخاص قد تم إنعاشهم أو تم نقلهم جثثاً.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك أشخاص لم يتم إخراجهم على الفور من الزنزانة وربما ماتوا. فأكّد P46 ذلك، قائلاً إن هناك ثلاثة أو أربعة أشخاص ماتوا في الليل. لم يكن هناك الكثير من السجّانين في ذلك الوقت، وربما بقي أولئك الأشخاص في الزنزانة حتى الصباح. وصف P46 أنه إذا مات شخص ما، كان المعتقلون الآخرون يُصلّون عليه على الرغم من أن السجّانين كانوا يدخلون الزنزانة على الفور عندما يبدأ أحدهم بالصلاة ويخرجون الشخص الذي قام بالصلاة إلى الخارج ليعذّبوه. قال P46 إنه ليس شخصاً متديناً، لكن آخرين كانوا كذلك، وكانوا يؤدّون دائماً صلاة الجماعة. قال P46 إن الصلاة كانت بمثابة تمرّدنا بغض النظر عن العواقب.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت أجساد هؤلاء الأشخاص [الذين على الأرجح أن يكونوا قد ماتوا] قد أصبحت باردة أو إذا كانت هناك علامات أخرى على وفاتهم. قال P46 إن أجسادهم كانت باردة وزرقاء أو بيضاء. وإن الأشخاص الذين بقوا في الزنزانة لفترة أطول ماتوا بالتأكيد. وكان هناك ما بين 10 إلى 15 ضحية أخرى كل يوم تقريباً. قال P46 إنه عندما جاء إلى ألمانيا في عام 2013، بدأ على الفور بتلقي العلاج للتعامل مع هذه الأشياء لأنه كان يعاني من هذه الكوابيس المرهقة. مع كل شخص [مات] كان P46 يتساءل متى سيأتي دوره. حاول محو هذه الأفكار من أجل المستقبل. لذلك لم يستطع التفكير في عدد محدد [للأشخاص الذين ماتوا].

شكر فيدنير P46.

استجواب من قبل الادّعاء العام

فيما يتعلق بالجثث، سأل المدعي العام كلينجه P46 عن عدد صلوات الجنازة التي يمكن أن يتذكرها. قال P46 إنه يتذكر بالتأكيد صلاة واحدة في الخطيب. أضاف أن الأشخاص في المشفى تعرّضوا للتعذيب في الخطيب. لكنهم ماتوا في المشفى بسبب تعرضهم للتعذيب في القسم 40 أو فرع الخطيب. وفقاً لـP46، كان هناك ثلاثة أو أربعة من هؤلاء الأشخاص على الأقل. كما تذكّر شخصاً واحداً في وحدة العناية المركزة لكنه لا يعرف ماذا حدث له. خلص P46 إلى أنه تذكر ثلاث أو أربع صلوات جنازة، لكن كان هناك آخرون تم إخراجهم أيضاً إلى الخارج، أكثر من عشرة أشخاص على الأقل.

خلص كلينجه إلى أن هناك ثلاث صلوات جنازة. فأكّد P46 ذلك، قائلاً إنه كان حاضراً عند أداء ما لا يقل عن ثلاث أو أربع صلوات جنازة.

أشار كلينجه إلى أن شخصين توفيا في المشفى: أبو باسل والشخص الذي تقاسم السرير مع P46. فأكد P46 ذلك، مضيفاً أنهما كانا قد ماتا بالتأكيد.

أشار كلينجه إلى قول P46 إنه استُقبِل بما يسمى “حفلة ترحيب” في فروع أخرى وسأله عمّا إذا كان هذا قد حدث في فرع الخطيب أيضاً. نفى P46، موضحاً أنه لم يكن هناك “حفلة ترحيب” له لأنه كان أصلاً في حالة سيئة للغاية عند وصوله. ولكن آخرين تعرّضوا للضرب. قال P46 إنه لم يتعرض للضرب كما ينبغي لأنه بال على نفسه ولذلك لم يرغب الناس في الفرع في لمسه. وفقاً لما ذكره P46، فإن كونه متسخاً كان السبب الوحيد لعدم تعرّضه للتعذيب. طُلِب منه أن يغتسل ونُقل إلى المشفى في اليوم التالي.

طلب كلينجه من P46 وصف الغرف في الفرع بإيجاز. قال P46 إنه لا يمكنه إلا وصف المكان الذي كان موجوداً فيه. كان عليه النزول إلى طابق سفلي حيث كان هناك ردهة كبيرة. كان هناك ردهة أخرى على اليسار تؤدي إلى الزنزانة الكبيرة. قال P46 إنه إذا كان يتذكر بشكل صحيح، فقد كان معتقلاً في الزنزانة رقم 25 في يومه الأول. إذا دخلها المرء، يمكنه أن يرى ردهة على اليمين وزنزانتين للنساء على اليسار. كان P46 معتقلاً في الزنزانة رقم 25. كانت مساحة هذه الزنزانة حوالي 5×5 أمتار وفيها مرحاض.

أضاف P46 أنه في الطابق السفلي على الجانب الأيمن كان هناك ما يشبه غرفة المكتب وبها طاولة مكتب كبيرة ويقف خلفها جندي. كان هذا هو المكان الذي كان على المعتقلين تسليم متعلقاتهم فيه. على اليسار كانت هناك زنزانة جماعية كبيرة. قال P46 إن هذا كان كل ما استطاع أن يراه. وعندما كان في الطابق الأول، لم يستطع رؤية أي شيء. اقتيد إلى الطابق السفلي واقتيد إلى اليمين مرة أخرى.

بالإشارة إلى الزنزانة الكبيرة التي تبلغ مساحتها 5×5 أمتار حيث كان على P46 قضاء الليلة الأولى، أراد المدعي كلينجه معرفة ما إذا كانت بها نافذة، وما إذا كان هناك ضوء وقدر كاف من الأكسجين. قال P46 إنه لم تكن هناك نافذة. كان المرحاض في مؤخرة الزنزانة. وكان صغيراً جداً مع قليل من الضوء فقط. كانت الجدران صفراء ومغطاة بالدماء. قال P46 إن الزنزانة لم تكن نظيفة، وبسبب عدم وجود مساحة كافية، كان على المعتقلين أن يناموا “ورؤوسهم عند أقدام المعتقلين الآخرين”. وكان عليهم الاستلقاء على جانبهم. وقام “الشاويش” الذي كان بمثابة الرئيس داخل الزنزانة بتنظيم كيفية نوم المعتقلين وكان مسؤولاً عن توزيع الطعام. وفقاً لـP46 كان هناك ما لا يقل عن ستين شخصاً داخل هذه الزنزانة.

سأل كلينجه عن الزنزانة الجماعية الأكبر. قال P46 إن هذه الزنزانة كانت أكبر بثلاث أو أربع مرات من الزنزانة الأخرى. كانت أصغر من قاعة المحكمة في كوبلنتس لكنها لا تزال كبيرة. تذكّر أنه في إحدى المرات اضطر هو نفسه إلى إحصاء عدد المعتقلين. أحصى 179 معتقلا. أخبر P46 المحكمة أنه في بعض الأحيان يكون هناك عدد أكبر من الأشخاص إذا كانت هناك اعتقالات كبيرة، لكن بعضهم بقي لبضعة أيام فقط. في بعض الأحيان كان هناك أكثر من مائتي شخص وأحياناً مائة فقط. قال P46 إنه نام بجوار المرحاض مباشرة. كان هناك مرحاض وصنبور ماء على الجانب الأيمن في مؤخرة الزنزانة. وعندما كان يُفتَح الباب ويحصلون على الطعام، كان يذهب أمام الباب. كما كان للزنزانة نافذة مغطاة بالبلاستيك السميك. كان بإمكان المرء أن يرى قليلاً عندما يحل الظلام أو تكون الشمس مشرقة. خلص P46 إلى أن الأمور كانت على هذا النحو.

سأل كلينجه عمّا إذا كان هناك مساحة أكبر أو أقل للمعتقلين في الزنزانة الجماعية. قال P46 إنه كان هناك مساحة أكبر قليلاً، لكن الوضع كان متبايناً. عندما عاد من المشفى مصاباً بكدمات، كان الآخرون متفهمين، وسُمِح له بالجلوس وكان لديه مساحة أكبر. بخلاف ذلك، لم يكن هناك مكان تقريباً وكان الناس يرتدون سراويل داخلية فقط لأن المكان كان حاراً للغاية وكان الناس يتعرّقون كثيراً. قال P46 إنه كان من الصعب عليه رؤية أن الكثيرين فقدوا عقولهم. حيث استخدم رجل حذاءه كهاتف. وعندما كان P46 يجلس بجوار المرحاض، طلب منه معتقل آخر أن يفتح المرحاض، قائلاً إن زوجته وأطفاله معه ويريد المغادرة. وبسبب عدم وجود أكسجين، تعرّض الناس للتعذيب، ونظراً لانعدام الأمل في أن يُفرَج عنهم، فقد البعض عقولهم. وفقاً لـP46، فقد الكثيرون عقولهم لمجرّد أنهم كانوا في ذلك الوضع.

سأل كلينجه عن الأمراض والجرب والقمل. قال P46 إن كل شخص تقريباً كان مريضاً. كانت البطانيات داخل الزنزانة مليئة بالقمل، وكاد المرء أن يراها. كان على المعتقلين نزع القمل من ملابسهم وسراويلهم الداخلية وقتله. قال P46 إنهم اضطروا في كثير من الأحيان إلى تدليك بعضهم البعض لأنه لم يعد لديهم عضلات بسبب قلة الحركة.

تحدث محامي P46 إلى P46 على عجالة.

طلب كلينجه من P46 وصف الحالة العامة للمعتقلين. قال P46 إن كل شخص كان مصاباً بالقمل وكان يتضور جوعاً. ظهرت عليهم علامات التعذيب الشديد، لكن العديد منهم لم يتمكنوا من التحدث عن الأمر. افترض P46 أن هذا بسبب تعرّضهم “لجرائم جنسية”. والتهبت الإصابات بسبب قلة النظافة. لذلك مات كثير من الناس أو اضطروا إلى بتر أطراف.

أشار كلينجه إلى أن P46 ذكر وجود زنزانة للنساء. قال P46 إنه ذات يوم عندما كان في زنزانته وحصلوا على طعام، أغلق الحراس النافذة [الموجودة في الباب]. قال آخرون إنها كانت تُغلَق حتى لا يتمكنوا من رؤية النساء. غالباً ما كان P46 يسمع أصوات نساء عندما كنّ يسلمن متعلقاتهن لأن زنزانته كانت بجوار الباب، لذا تمكن من سماع ما كان يحدث هناك. كما اعتُقِلت صديقة P46 في الفرع واحتُجِزت في زنزانة. كانت في زنزانة منفردة. قال P46 إنه لم ير من قبل أن هناك العديد من الزنازين المنفردة على اليمين. لم يكن متأكداً مما إذا كان هناك سبع أم سبعة عشر. لم يبلغ عرضها حتى متراً واحداً وكانت لها أبواب صغيرة. قال P46 إنه قيل له أيضاً إن النساء في بعض الأحيان كن يفقدن الوعي ويؤخذن إلى الخارج. ذات مرة كان بإمكان المرء أن يسمع صراخاً من زنزانة أخرى لأن امرأة تعرّضت للضرب في الردهة. لذلك بدأ آخرون في إصدار أصوات عالية.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P46 قد شهد تعرّض نساء لسوء المعاملة. افترض P46 “أنهم” حاولوا القيام بذلك في مكان آخر، ولكنه شاهد ذلك مرة واحدة فقط. صرخت هذه المرأة بصوت عالٍ وحاولت الدفاع عن نفسها. سمع P46 ذلك. كانت هذه هي المرة الوحيدة التي شاهد فيها شيئاً من هذا القبيل لكنه أدرك “أنهم” حاولوا القيام بذلك [تعذيب نساء وإساءة معاملتهن] في مكان بعيد. كما قاموا بتغطية الباب حتى لا يرى أحد ما كان يحدث.

أراد كلينجه أن يعرف متى وأين تم التحقيق مع P46 في الخطيب وكيف تم التحقيق. أوضح P46 أنه بعد مكوثه في المشفى عاد إلى القسم 40 لمدة يوم أو يومين. بعد يومين من عودته إلى الخطيب، تمت “دعوته” مرة أخرى. تم اقتياده من الزنزانة الجماعية، ثم استدار يساراً، ثم يميناً، ثم إلى الطابق العلوي، ثم اتجه إلى اليمين في الطابق الأول.

سأل كلينجه عمّا إذا كان ذلك في الطابق الأول أو الطابق الأرضي. قال P46 إن الأمور ستكون مختلفة بعض الشيء في سوريا: كان هناك قبو ثم طابق أول. لم يفصل بينهما سوى بضع درجات.

سأل كلينجه كيف وصل P46 إلى هناك، وما إذا كان معصوب العينين. قال P46 إن شخصاً نادى على اسمه، وكان معصوب العينين وكانت يداه مقيدتين. كان يرافقه أحدهم واقتيد إلى الطابق العلوي. ثم اضطر إلى الركوع داخل الغرفة. حينها سمع صوت الشخص الآخر.

سأل كلينجه ما إذا كان على P46 الانتظار أمام أو داخل غرفة. قال P46 إنه اضطر إلى الانتظار في الردهة. وعندما دخل، كان عليه أن يذهب إلى الجانب الأيسر. سُئل في البداية بضعة أسئلة، وإذا لم تعجبهم إجاباته، كانوا يقولون إنهم “سينعشون ذاكرته”. فعل ذلك ثلاثة أو أربعة أشخاص. لم يستطع P46 معرفة ما إذا كان ضابط التحقيق قد شارك أيضاً.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P46 قد سمع شيئاً ما عندما كان عليه الانتظار. فأكّد P46 ذلك، قائلاً إنه سمع الرجل الذي وُضِع كيس بلاستيكي على وجهه.

سأل كلينجه إذا علم P46 عن ذلك لاحقاً. فأكد P46 ذلك، قائلاً إن الرجل أخبره بذلك. سمع P46 صوت صرخات.

سأل كلينجه عن المدة التي سمع فيها P46 الرجل الآخر يصرخ. قال P46 إنه مع عصابة العينين وأشياء أخرى سيكون من الصعب تقدير الوقت. ربما مرت ثلاثين دقيقة، لكن كان من الصعب تحديد الوقت. كان يشعر بأن الدقيقة الواحدة تمرّ وكأنها ساعة.

قال كلينجه إنه كان يعلم أنه سيكون من الصعب تحديد الوقت، لكنه أراد أن يعرف كم استمر التحقيق مع P46. قال P46 إنه كان بالتأكيد أكثر من ساعة واحدة. طُرِحت عليه أسئلة أولاً، ثم تم استدعاء أشخاص، ثم تعرّض للضرب. بعد ذلك اضطرّ إلى الانتظار في الردهة لفترة قصيرة ثم تم التحقيق معه مرة أخرى.

أراد كلينجه أن يعرف كيف تم تعذيب P46. طلب P46 استراحة قصيرة للتشاور مع محاميه. [أجريا محادثة قصيرة في مقعديهما وكانت الميكروفونات مغلقة.] بناء على طلب P46، كرّر كلينجه سؤاله. قال P46 إنه تعرض للضرب بكابلات وأنابيب. تسبب الأنبوب الأخضر الكبير في كثير من الألم. أضاف P46 أن الكابل كان في الواقع أربعة كابلات مرتبطة ببعضها البعض، هكذا كان يُطلق على الكابل، لكن P46 افترض أن هناك أكثر من أربعة كابلات مجدولة ببعضها البعض. قال P46 إنه لم يستطع رؤية كل شيء بسبب عصابة العينين ولكن الكيس أضرمت فيه النار أيضاً.

سأل كلينجه كيف عاد P46 إلى الزنزانة. قال P46 إنه طُلِب منه العودة واقتاده شخص واحد.

سأل كلينجه كيف كان حال P46. قال P46 إنه نفدت كل طاقته تقريباً لأنه تعرّض للتعذيب على يد أكثر من شخصين. كان بالكاد قادراً على المشي لأن قدميه كانتا زرقاوين تماماً. دفعه أحد الجنود وقام جندي آخر بالتعليق على عيني P46. تعرّض للضرب على رأسه.

سأل كلينجه P46 عمّا إذا كان لا يزال يعاني من آثار طويلة المدى. لم يفهم P46 السؤال. سأل كلينجه عمّا إذا كان P46 يتلقى علاجاً جسدياً أو نفسياً. قال P46 إنه لم يعد يتلقّى علاجاً. كان لا يزال يعاني من الكوابيس على الرغم من العلاج، لأن العلاج لم يساعد في كل شيء. كانت ندوبه تذكّره دائماً بما حدث له وللآخرين. خلص P46 إلى أنه، بخلاف ذلك، كان بخير.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

استجواب من قبل محامي الدفاع

أراد محامي الدفاع فراتسكي معرفة ما إذا كان P46 تحدث عن موضوع شهادته قبل الإدلاء بشهادته في المحكمة. سأل P46 عمّا إذا كان فراتسكي يشير إلى الإفادات العامة أو إلى حديث P46 مع الأصدقاء.

قال فراتسكي إنه يريد أن يعرف بشكل عام. قال P46 إنه تحدث علناً عن التعذيب الذي واجهه لأنه كان لديه لقاءات علنية في هذا الصدد.

أراد فراتسكي معرفة ما إذا كان P46 قد تحدث إلى أشخاص معينين. أراد P46 معرفة إلى من كان يشير فراتسكي تحديداً.

سأل فراتسكي عمّا إذا كان P46 قد تحدّث مع أنور البُنّي. قال P46 إنه قابل البُنّي مرة في مكتبه. وطلب من P46 أن يخبر الشرطة ومحاميه بكل شيء.

أراد فراتسكي أن يعرف ما إذا كان P46 قد حصل على معلومات من البُنّي لم تكن لديه من قبل. نفى P46 ذلك، قائلاً إنه أخبر المحكمة فقط بالأشياء التي عاشها بنفسه.

[بناءً على طلب P46، خلع فراتسكي كمامة كوفيد التي كان يرتديها حتى يتمكن P46 من فهم ما كان يقوله]

أشار فراتسكي إلى أن P46 قال للمحكمة إنه لم يكن يعرف اسم الرجل [أنور رسلان] عندما كان في سوريا. فأكّد P46 ذلك. أراد فراتسكي أن يعرف كيف عرف P46 الاسم. أوضح P46 أن المعتقلين في السجن لا يعرفون أسماء الأشخاص الموجودين هناك وإنما يطلقون عليهم ألقاباً. “إنهم” [موظفو المخابرات] يعرفون كل شيء ولكن المعتقلين لا يعرفون شيئاً. وفي معظم الأوقات، لم يروا ضابط التحقيق لأنهم اضطروا إلى ارتداء عصابات للعين. لم يُسمح للمعتقلين بطرح الأسئلة أو الاطلاع على محاضر التحقيق. كان يتعين عليهم التوقيع على مستندات في نهاية التحقيق دون معرفة ماهيتها.

سأل فراتسكي متى وممّن عرف P46 اسم الرجل. قال P46 إنه علم من وسائل الإعلام وليس من البُنّي. ذكرت وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزة العربية الاسم ولكن عندما نزل P46 إلى الشوارع، لم يتمكن من ربط الاسم. قال P46 إن الاسم لا علاقة له به. لقد أخبر المحكمة فقط بما مرّ به ولم يتحدث عن الأمر مع أشخاص آخرين.

أشار فراتسكي إلى أن P46 قال للشرطة إن البُنّي أخبره أن الشخص الذي في الصورة يعمل في فرع الخطيب. أخبر P46 المحكمة أنه لا يتذكر قول شيء من هذا القبيل.

أشار فراتسكي إلى أن P46 ذكر القسم 40 وسأله كم مرة تم التحقيق معه هناك وكم مرة تم التحقيق معه في فرع الخطيب. قال P46 إنه تم التحقيق معه مرتين في القسم 40. نُقل إلى هناك مرة واحدة. قال P46 إنه تم التحقيق معه ثلاث مرات: مرة في الخطيب ومرتين في القسم 40.

سأل فراتسكي عمّا إذا تم نقل P46 مرة واحدة إلى القسم 40 للتحقيق معه فقط. قال P46 إنه في المرة الأولى، لم يتم التحقيق معه هناك، تم نقله إلى القسم من قبل ميليشيات.

أراد فراتسكي أن يعرف ما الذي كان مختلفاً في القسم 40 وفرع الخطيب. قال P46 إنه لا يستطيع الإجابة حقاً لأنه لا يعرف الرابط بينهما. ومع ذلك، غالباً ما كان يتم نقل المعتقلين إلى القسم 40، وكان يتم التحقيق معهم هناك، وثم يتم إعادتهم إلى الخطيب. لم يستطع P46 تحديد سبب القيام بذلك.

سأل فراتسكي عمّا إذا كان P46 يعرف في ذلك الوقت أن الاثنين كانا فرعين مختلفين. قال P46 بالنسبة له إنها كلها أجهزة مخابرات وكلها تعاونت مع بعضها البعض. لم يدرك وجود اختلافات. وفقاً لـP46، كان يتم نقل الشخص ذهاباً وإياباً. كانت الأسئلة وحالات العنف هي نفسها ولكن لن يعرف المرء أوجه الاختلاف. لا أحد كان يعرف متى سيتم أخذه وإلى أي مكان وكيف.

قال فراتسكي إنه يريد العودة إلى موضوع “البُنّي”، مشيراً إلى أن P46 أبلغ الشرطة أنه قبل أن يرى صورة أنور رسلان في وسائل الإعلام، كان على اتصال بالمحامي البُنّي. قال P46 إنه لم يكن هو من كان على اتصال بالبُنّي ولكن أحد زملائه الطلاب قام بعمل فيلم عن البُنّي وقام P46 بتحريره لكنه لم يكن على اتصال بالبُنّي. لم يقابله إلا عندما أراد أن يدلي بشهادته عن الخطيب.

قال محامي المدّعي بوكير إن [البُنّي] محام وناشط سوري في ألمانيا قام بجمع شهادات أشخاص. فأكّد P46 ذلك.

سأل بوكر عمّا إذا كان قد جمع شهادة P46 أيضاً. قال P46 إنه عرف عنه [البُنّي] لأن [قيام البُنّي بجمع الشهادات] كان معروفاً بين أفراد الجالية السورية. وفقاً لـP46، فإن كل فرد في الجالية السورية في ألمانيا يعرف المحامين والمنظمات الداعمة للسوريين. لذلك فإن البُنّي معروف داخل الجالية السورية.

قال بوكر إنه فهم أن P46 أراد أن يصنع فيلماً عن البُنّي وشاهد خلال ذلك صورة أنور رسلان. نفى P46، قائلاً إنه لم يصنع الفيلم بنفسه، وإنما قام فقط بتحرير النسخة النهائية من الفيلم. كان الفيلم عن موضوع مختلف، عن عائلة البُنّي. لكن البُنّي ذكر في الفيلم أنه قُبِض عليه عام 2006 واحتُجِز في الخطيب. وعندما كان الفيلم جاهزاً وعرضوه على البُنّي، أخبره P46 أنه هو نفسه كان معتقلاً في الخطيب أيضاً وتأثر بعمل البُنّي. قال P46 للبُنّي إنه أراد الإدلاء بشهادته كذلك، وأوصى البُنّي بأن يلتقي P46 مع محامين.

أراد بوكر معرفة المزيد عن صورة المتهم. قال P46 إنها لم تظهر في الفيلم. في أيار/مايو أو نيسان/أبريل 2020 عندما غطت وسائل الإعلام المحاكمة، سمع P46 اسم أنور رسلان.

قال بوكر إنه لم يكن يشير إلى الاسم بل إلى صورة المتهم. قال P46 إنه لم ير صورة أنور رسلان. التقى بالبُنّي في مكتبه فقط في أيلول/سبتمبر 2020. كان هذا أول لقاء شخصي بينهما، ولم ير P46 صورة، وإنما تحدثا فقط.

أشار بوكر إلى أن P46 أخبر الشرطة أن البُنّي أخبره أن الشخص الموجود في الصورة عمل في الخطيب. استنتج بوكر أن كل شيء قد كُتِب بشكل خاطئ في المحضر.

تدخّل محامي المدعي، شارمر، قائلاً إنه يعترض على ما قاله بوكر للتو. أوضح P46 للمحكمة لمدة عشر دقائق أي أجزاء من المحضر كانت صحيحة وأيها كانت غير صحيحة.

قالت رئيسة المحكمة كيربر إنها لن تسمح بإفادة بوكر إلا إذا كان سيطرح سؤالاً، ولكن لا شيء غير ذلك.

وافق بوكر واستشهد من محضر استجواب الشرطة لـP46 والذي قال P46 فيه إنه إذا سأله المرء عمّا إذا كان يعرف الشخص الموجود في الصورة من اعتقاله أو من البُنّي، فيجب أن يقول إنه كان معصوب العينين في ذلك الوقت ولم يستطع الرؤية إلى من الأسفل. قال P46 إنه لم يُجر أي محادثة مع البني حول المحاكمة. كان مجرد وسيط بين P46 ومحاميه. تحدثا عن الفيلم عندما أخبره P46 أنه يريد أن يقول ما رآه. طلب منه البُني عندئذ الاتصال بمحام. قال P46 إن أحداً لم يُملِ عليه ما يقوله وما لا يقوله في المحكمة. [التفت محامي P46 إليه وأجريا محادثة قصيرة]

قال محامي الدفاع، بوكر، إنه يود أن يعاين التوقيع. قالت القاضي كيربر إن المحكمة ستعاين بصرياً الأحرف الأولى على صفحة من المحضر وسألت P46 عمّا إذا كان هذا هو توقيعه. فأكّد P46 ذلك.

قال بوكر إنه كان هناك تصحيحات بخط اليد [باللغة الألمانية] على تلك الصفحة، وسأل P46 عمن كتب هذه التصحيحات. قال P46 إنه كان هو من فعل ذلك.

طلب بوكر من P46 شرح ما حدث بعد استجواب الشرطة وما وقّع عليه P46. قال P46 إن الاستجواب استغرق أكثر من ثماني ساعات وانتهوا في الساعة 6 مساءً. ثم أعطِي أوراقاً ليقرأها. قال P46 إنه قرأها ولكن لم يعد يفهم كل جملة بعد مرحلة ما. لم يسأل عن ذلك، فلم تكن لغته الأم على أي حال. قال P46 إنه سُمح له بقراءة كل شيء وبذل قصارى جهده. لقد فهم كل شيء في الغالب ووقّع.

قال بوكر إن الاستجواب انتهى في الرابعة مساءً. قال P46 قد يكون هذا هو ما حدث.

فيما يتعلق بالانتباه أثناء القراءة، أراد بوكر التحدث عن الصفحة الثالثة إلى الأخيرة من محضر الاستجواب حيث تم شطب جملة. سأل P46 عمّا إذا كان قد حذف تلك الجملة. [كان P46 ومحاميه يتناقشان بينما كان بوكر يطرح سؤاله] فأكّد P46 أنه هو الشخص الذي شطب هذه الجملة. لا يزال يتذكر أنهم ناقشوا الجملة، وربما أسيء فهمه. قال P46 إنه يريد إضافة شيء فيما يتعلق بمسألة الصورة: عندما عرضت عليه الشرطة الصورة، قال P46 إنه تعرّف على الشخص لأنه رآه في وسائل الإعلام، وليس لأنه قابله شخصياً.

استجواب من قبل القاضي كيربر

قالت القاضي كيربر إن جملة واحدة مفقودة من إشارة الدفاع إلى محضر الاستجواب: أخبر P46 الشرطة أنه عندما رأى الصورة اتضح له على الفور أنه كان يعرف الشخص. قالت كيربر إنها ستتلو النص الكامل من المحضر:

[فيما يلي إعادة صياغة للنص بناءً على ما سمعه مراقب المحاكمة في المحكمة]

س: هل رأيت شخصياً أنور رسلان عاد عندما كنت في السجن؟

ج: لستُ متأكداً. لكن كان هناك شخص يفحص المعتقلين المرضى ويتخذ قرارات بشأنهم. كان لديه وحمة على اليسار. اضطررت إلى خفض عيني ولم أستطع النظر إليه.

قال P46 إنه يمكنه تذكر ذلك.

واصلت كيربر التلاوة من المحضر:

ج: قبل نشر صورة أنور رسلان على الملأ، كنتُ على اتصال بالمحامي البُنّي. لقد صنعت فيلماً عنه. عندما رأيت الصورة أدركت أنني أعرف هذا الشخص. قال البُنّي إنه [الشخص] كان يعمل في الخطيب. يجب أن أقول إنه كان عليّ أن أخفض عيني وأنني كنت خائفاً.

قال P46 إنه لم يقل قط أنه رأى صورة عند البُنّي أو أن البُنّي أخبره بما عليه أن يقوله.

سألت كيربر عمّا إذا كان P46 قد تحدّث مع البني عن صورة أنور رسلان. قال P46 إنه لم يفعل قطّ. بعد الفيلم تحدثا عن الخطيب. قال P46 إنه لا يعرف سبب توثيق ذلك في المحضر على هذا النحو.

أرادت كيربر معرفة المزيد عن العلاقة بين اسم أنور رسلان والشخص الذي رآه P46 أثناء وجوده في المعتقل. قال P46 إنه عندما شاهد الصورة في وسائل الإعلام، كان يعرف الشخص وليس الاسم. ثم أدرك أن هذا هو الشخص الذي كان موجوداً في المعتقل.

سألت كيربر متى توصّل P46 إلى هذا الربط. قال P46 إن هذا حدث في ألمانيا. إذ لم ير صورة في سوريا.

خلصت كيربر إلى أن P46 رأى الصورة في سياق التغطية الإعلامية للمحاكمة. فأكّد P46 ذلك.

سألت كيربر عمّا إذا كان الفيلم يتعلق بهذه المحاكمة. قال P46 إن الفيلم كان عن عائلته [عائلة البُنّي]. تم تصويره في بداية عام 2020.

استجواب من قبل محامي الدفاع

سأل فراتسكي عمّا إذا كان من الصحيح أن P46 نظر إلى صورة للمتهم مع البُنّي أو شاهد صورة للمتهم عندما كان مع البُنّي. قال P46 إن هذا كان صحيحاً. كان البُنّي يتوسط فقط، ولم يتحدثا عن أنور أو عن معاناة P46.

استجواب من قبل محامي المدعين

سأل د. ستول، محامي P46، عمّا إذا كان P46 قد سمع اسم أنور عندما رأى الصورة. قال P46 إن الاسم ربما ورد في المقال لكنه سمع بالاسم فقط فيما يتعلق بالمحاكمة.

صُرِف P46 كشاهد في الساعة 3:15 مساءً.

قالت القاضي كيربر إن أيام المحاكمة المقرر إجراؤها في 29 و30 أيلول/سبتمبر و6 و7 و13 و14 تشرين الأول/أكتوبر ستتم في القاعة التي عُقدت فيها المحاكمة في السابق.

أضافت كيربر أن المحكمة أعدّت إفادة بناء على طلب الدفاع بتاريخ 19 آب/أغسطس، 2021. وكان على المحكمة أيضاً أن تبت في طلب قبول محامي أحد الشهود لمحامٍ يريد تمثيل شاهد دون الإفصاح عن هوية الشاهد.

قال محامي الدفاع بوكر إنه سيقترح بشكل غير رسمي استدعاء رئيس المفتشين الجنائيين شميدت بشأن استجواب P46. أضاف بوكر أنه في حال عدم نظر المحكمة في اقتراحه، فإنه سيصدر طلباً رسمياً مكتوباً.

قال محامي المدّعي، شارمر، إنه سيحتفظ بالحق في الإدلاء بإفادة بشأن شهادة P46.

رُفِعت الجلسة الساعة 3:20 مساءً.

ستستأنف المحكمة في 26 آب/أغسطس، 2021 الساعة 9:30 صباحاً.

يوم المحاكمة 89 – 26 آب/أغسطس، 2021

بدأت الجلسة الساعة 9:37 صباحاً بحضور جمهور من تسعة أشخاص وصحفي واحد. ومثّل الادّعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. وحضر المحامي بيير في مكان محامي المدّعين د. أوميشين وحضر الدكتور ستول في مكان محامي المدعين د. كروكر. وحضر محامو المدعين رايجر ومحمد وشارمر وشولتس أيضاً.

قالت القاضي كيربر إن المحكمة نظرت في اقتراح محامي الدفاع بوكر باستدعاء رئيس المفتشين الجنائيين شميت. استدعته المحكمة للحضور في 29 أو 30 أيلول/سبتمبر.

رافق P47 محاميه بانز.

شهادة P47

تم إبلاغ P47، رجل سوري يبلغ من العمر 32 عاماً يعمل لصالح [حُجِبت المعلومات] و[حُجِبت المعلومات] بحقوقه وواجباته كشاهد. ونفى أي علاقة تربطه بالمتهمين سواء بالدم أو بالزواج.

استجواب من قبل القاضي كيربر

قالت رئيسة المحكمة كيربر للشاهد إنه من خلال استجوابه من قبل الشرطة فإن المحكمة تعلم مسبقاً أنه كان في نزاع مع النظام وتم اعتقاله. ومع ذلك، كان عليه تكرار كل ذلك في المحكمة. طلبت كيربر من P47 أن يصف متى وكيف وأين تم القبض عليه ثم يصف اعتقاله. قال P47 كما يعلم الجميع، بدأت المظاهرات في عام 2011 [قال P47 في المرة الأولى 2012 قبل أن يصحح التاريخ إلى 2011]. في حزيران/يونيو 2012، كان P47 يجلس في حديقة مع بعض الأصدقاء. عندما همّوا بمغادرة المكان، فوجئوا بنقطة تفتيش متنقلة. قام أحد المفتشين بفحص بطاقات الهوية وأخبر رئيسه الذي خاطبه بلقب “سيدي” أن البطاقة مكسورة. أوضح P47 للمحكمة أنه تم إخبار الأشخاص في الاحتجاجات بضرورة كسر بطاقات الهوية الخاصة بهم في حالة تعرضهم للرقابة أو الاعتقال. لذلك لاحظ المفتش أن P47 وأصدقاءه كانوا على صلة بالاحتجاجات. قال أحد الأشخاص الآخرين عند نقطة التفتيش إنه ينبغي عليهم اصطحاب المجموعة إلى الفرع. أخبرهم P47 أنه وأصدقاءه كانوا طلاباً ولم يرتكبوا أي خطأ، ويمكنهم التحقق من سجلاتهم الجنائية. طلب P47 منهم الإفراج عنه وعن أصدقائه. بدأ الأشخاص عند نقطة التفتيش بإهانة P47 وأصدقائه. وطُلِب منهم الانتظار في زاوية حتى يتحقق المفتشون من كل شيء. بعد ثلاثين دقيقة سألوا المجموعة من منهم هو [الاسم الأول لـP47]. طُلِب من P47 أن يأتي معهم. تم وضعه داخل سيارة بها رشاش مثبت في مكان التحميل. ثم طُلب من أصدقاء P47 أن يأتوا معهم أيضاً. كان عليهم أن يذهبوا بسيارة P47 التي كان يقودها جندي. عندما وصلوا إلى الفرع، طُلِب منهم الانتظار وبعد خمس عشرة دقيقة… [لم يكمل الجملة].

سألت كيربر أي فرع كان. قال P47 إنه كان القسم 40.

سألت كيربر كيف عرف P47 ذلك. قال P47 إنه لم يكن بعيداً [عن مكان القبض عليهم]. عرفه من مدخله. وصف P47 كذلك أنهم وصلوا حوالي منتصف الليل عندما كان هناك تغيير في المناوبة. عندما طُلِب من P47 والآخرون مغادرة السيارة، كان الجنود يقفون على يسارهم ويمينهم، وضربوهم بأعقاب البنادق وأهانوهم من خلال نعتهم بالخونة والعملاء. قال P47 إنه لم يكن بوسعه الرؤية لأن قميصه سُحِب فوق رأسه.

عندما وصلوا إلى الداخل، اضطروا إلى تسليم متعلقاتهم. اضطر P47 إلى الانتظار لفترة أطول لأنه قال إنه كان يدرس في الجامعة. قال P47 للمحكمة إنه درس في لبنان، و”هم” كانوا قادرين على أن يروا من وثائق سفره أنه كان يسافر كثيراً بين لبنان وسوريا. أخبرهم P47 أنه كان يدرس الآن في سوريا وأظهر بطاقة هوية الطالب الخاصة به. قَبِلها الجندي، وعندما أراد P47 أن يعرف مكانهم، قيل له إنهم كانوا في مشفى.

بعد أن سلم P47 متعلقاته، كان عليه أن يصعد إلى الطابق العلوي في سُلّم ضيّق. عندما وصل إلى الطابق العلوي، تعرض للضرب من جميع الجهات. ثم اضطر إلى الانتظار في الردهة لمدة ساعتين تقريباً. ثم سمع P47 أحد أصدقائه يدخل الرواق أيضاً. كان بإمكان P47 سماع صوت صديقه من بعيد. كان يناقش مع ضابط سأل صديق P47 كيف كان مع هؤلاء الخونة الذين شنّوا حرباً ضدهم. فأجاب صديق P47 الضابط بأن P47 كان أحد أصدقائه المقرّبين ويعرفه جيداً وليس معارضاً. قال الضابط أثناء التحقيق [مع صديق P47] إنه كان يعمل مع إرهابيين. أخبر P47 المحكمة أن صديقه أراد إجراء مكالمة هاتفية. وفقاً لما ذكره P47، فإن الناس في الفرع تحدثوا إلى صديقه لأنه كان علوياً. أعطى الضابط هاتفاً محمولاً لصديق P47. أخبر والديه أنه لا ينبغي أن يقلقا عليه، حيث سيُطلَق سراحه في غضون ساعتين. قال P47 إنه سمع أيضاً كيف قال صديقه إن الآخرين، أي P47، لن يتم إطلاق سراحهم. قال P47 إن هذا حدث في غرفة قريبة من الردهة حيث كان P47 موجوداً. كان P47 يقف عند حائط في الردهة. جلس آخرون على الأرض وحصلوا على الماء. تم تحذيرهم من أنهم إذا أعطوا P47 الماء، فسوف يعاقبون. قال P47 إن اثنين من أصدقائه كانا من الطائفة العلوية، وبالتالي تعرّض هو نفسه للتمييز واقتيد إلى غرفة في حوالي الساعة 4 أو 5 صباحاً. قال P47 إنه كان بوسعه تخمين الوقت من ضوء الشمس. أوضح P47 كذلك للمحكمة أنه كان معصوب العينين، ولكن ليس باستخدام عصبة العينين وإنما تم سحب قميصه فوق رأسه. لذلك كان لا يزال قادراً على رؤية بعض الأشياء. بحسب P47، كان هناك ضابط في الغرفة وشخص آخر يهمس للضابط. بعد أن أخذا بيانات P47، سارعا إلى اتهامه بأنه كان يأتي ويذهب إلى لبنان. قالا إن P47 كان يجلب معدات طبية للمشافي الميدانية. قالا إنهما كانا على يقين من أن P47 كان يشارك في المظاهرات وينظم المظاهرات لكنهما أرادا فقط التركيز على المعدات الطبية وكيف جلبها P47 إلى سوريا. ذكر P47 أن شقيقه اعتقل ثلاث مرات: مرة في المخابرات الجوية ومرة ​​في أمن الدولة. نفى P47 جميع الاتهامات وقال إنه كان في الجامعة في لبنان معظم الوقت ولا علاقة له بأي من الاتهامات. ثم قام الرجل الذي كان يهمس قبل ذلك بسؤال P47 عن مكان نقل المعدات الطبية. قال P47 للمحكمة إنه لم يعترف بأي شيء ولم يقل إنه ذهب إلى مظاهرة. في البداية لم يتعرض للضرب، ولكن عندما أنكر كل شيء، أصدر أحدهم الأمر. قال P47 إنه أعطى إشارة، حيث أومأ برأسه. ثم جاء شخصان، أحدهما على يسار P47 والآخر عن يمينه وأخذا يضربانه حتى سقط P47 على الأرض. أصيب P47 بضربتين من كل جانب وضربه أحدهما على ركبته.

أشارت كيربر إلى أن قميصاً سُحِب فوق رأس P47 وسألته كيف كان قادراً على رؤية ما حدث. أوضح P47 أن قميصه كان رقيقاً جداً، وبالتالي كان قادراً على رؤية كل شيء. لم ير الأشخاص الذين ضربوه، لكنه رأى من أين يأتي الضرب. بعد ذلك، طُلب من أحدهم أن يُبعِد P47 عن المكان. قال “سيدي، سأجعله يعترف بكل شيء وسأفعل ذلك على طريقتي”. ولكن الضابط طلب منه ألا يفعل شيئاً لأن P47 سيتم نقله في صباح اليوم التالي. ثم اضطر P47 إلى الانتظار في الردهة. وقام الجنود الذين مرّوا بجانب P47 بضربه. في الصباح الباكر جاء جندي وسأل عن سبب وقوف P47 بينما كان صديقه جالساً على كرسي. وانزعج، وركل الكرسي الذي كان يجلس عليه صديق P47 وبدأ بالصراخ. جاء رجل آخر من إحدى الغرف وشرح كل شيء. عندما علم الشخص الآخر أن صديق P47 كان علوياً، لم يقل أي شيء. وصف P47 أنه كان يقف بين بابين في الردهة. ثم قام الشخص الذي صرخ بضرب P47 في وجهه فسقط أرضاً. كان لدى P47 حينها مشاكل في أذنه، وكان يعاني من طنين. ثم قال الجندي الآخر لزميله ألا يضرب P47 بهذه الطريقة. فأخذ أداة مرنة، نوعاً ما من الكابلات وبدأ بضرب P47. عندما سقط P47 على الأرض رأى أن قدميه كانتا تنزفان. قال للمحكمة إنه اكتشف فيما بعد أن ساقيه كانتا ترتطمان بدرج المشفى وبالتالي كانت قدماه مغطاتين بالدماء. قال P47 إن الضرب توقف بعد ساعة ونُقل في باص صغير أبيض.

عندما وصل P47 إلى الفرع الآخر، لم يكن يعرف ما إذا كان الخطيب أم لا، لكنه كان يعرف المنطقة. عندما دخل لم يكن يعرف مكانه. كان عليه أن يسلّم متعلقاته وخلع جميع ملابسه حتى أصبح عارياً. اقتيد P47 إلى زنزانة. فُتح الباب ودُفع إلى الداخل وكاد يسقط. كان الأشخاص داخل الزنزانة بلا قمصان ولا يرتدون سوى سراويل داخلية. قال P47 كان هناك الكثير من الناس، وكان الهواء سيئاً للغاية.

سألت كيربر عمّا إذا كانت زنزانة كبيرة وكم عدد الأشخاص بداخلها. قال P47 إن الزنزانة كانت مساحتها 20 متراً مربعاً [قال P47 أولاً “20 متراً” لذلك اضطر المترجم إلى أن يتحقق منه مما إذا كانت الزنزانة تبلغ 20 متراً مربعاً، أم كان طولها 20 مترا]. وفقاً لـP47، كان هناك مائة شخص بالداخل عندما وصل في الصباح الباكر. لم يكن هناك مكان وكان الناس يقفون بالقرب من بعضهم البعض. كانوا ينامون بالتناوب. أخبر P47 المحكمة أنه كان يعرف العديد من الأشخاص في الزنزانة من أوقات سابقة، حوالي عشرة أشخاص. سألهم أين كان، فقالوا له إنهم في فرع الخطيب. كما سألهم عن “الإجراءات” والخطوات التالية وماذا سيحدث له. أخبروه أنه سيؤخذ للتحقيق بعد يومين أو ثلاثة أيام ويجب على المرء أن يعرف ماذا سيقول هناك. قال P47 إن ما قالوه حدث، حيث تم نقله للتحقيق معه بعد ثلاثة أيام.

تم أخذه إلى الطابق العُلوي، الطابق الأول واقتيد إلى مطبخ، قاعة كبيرة. كان معصوب العينين وحاول إزالة العصبة [أظهر P47 للمحكمة كيف كان يتحرك]. كان قادراً على إزالة عصبة العينين قليلاً ورأى الحوض [المجلى] داخل الغرفة.

سألت كيربر P47 ما الذي فعله بالضبط بعصبة العينين، وكيف تحرك. فأكّد P47 أنه تحرك وقال إنه وقف أمام الحائط مباشرة.

سألت كيربر عمّا إذا كان قد حاول رفع عصبة العينين عن طريق استخدام الحائط. فأكّد P47 ذلك.

واصل P47 الشرح للمحكمة أنه اضطر إلى البقاء في المطبخ لمدة ساعتين تقريباً. خلال هذا الوقت، أدرك أن صديقه العلوي كان يقف خلفه تماماً. أدرك P47 ذلك لأن صديقه طلب ماء. عندما أدرك P47 أن صديقه كان هناك، اتفقا على قصة. ومع ذلك، لم يتم التحقيق مع P47 في هذه المناسبة، وبدلاً من ذلك اقتيد إلى الطابق السفلي.

قال P47 كان بإمكان المرء سماع الكثير من الصراخ “هناك”. وعندما وصلت المجموعة إلى الطابق السفلي، سأل P47 عمّا إذا كان بالإمكان أن يُحتجَز في نفس زنزانة صديقه. فأكد الضابط لـP47، واعتقد أنه قد سُمح له بالتواجد في نفس الزنزانة مع صديقه. فجأة بدأ الضابط بالصراخ ونعت P47 بالحمار. كان يحمل كابلاً في يده وبدأ في ضرب P47. كانت هناك مساحة أكبر بها طاولة فحاول P47 الهرب. قال P47 إنه كان يبلغ من العمر 22 عاماً في ذلك الوقت. خاطب الجندي بلقب “سيدي” وأخبره أنهما من نفس البلدة وأنه من عائلة [حُجبت المعلومات]. سأل الجندي P47 عن مسقط رأسه وعندما أخبره P47 أنه من [حُجِبت المعلومات]، غضب الجندي وضرب P47 بقوة أكبر. قال P47 إنه تعرّض للضرب حتى وصلا إلى باب زنزانته. فتح الجندي الباب ودفع P47 إلى الداخل. قال P47 إنه كان يعاني من ألم شديد وسأله الأشخاص في الزنزانة عمّا إذا كان قد اعترف بأي شيء. أخبرهم P47 أنه لم يتم التحقيق معه. وصف P47 أنه في المرة الثانية التي نُقل فيها للاستجواب، حدث نفس الشيء: كان عليه الانتظار في المطبخ. ثم اقتيد إلى غرفة. أخبر الضابط P47 أنه لا يريد صداعاً، لذا ينبغي على P47 التحدث. وأضاف أنه يعرف كل شيء إلا أنه يريد أسماء. فأجاب P47 الضابط بأنه لا يعرف ما الذي كان يتحدث عنه.

أخبر P47 المحكمة أنه علم بعد ذلك أنه قد تم ضرب أشخاص بجانبه. علاوة على ذلك، تم إسقاط P47 على الأرض، واضطر إلى الاستلقاء على بطنه وتعرض للضرب. قيل له إن بإمكانهم قتله بطلقة واحدة ولن يسأل عنه أحد. طُلب من P47 تقديم أسماء الأطباء والصحفيين الذين كانوا يعملون في نقاط التنسيق. قال P47 إنه نفى بالطبع كل شيء وتعرض للضرب بعقب البندقية. جاء ضابط التحقيق – عرفه P47 من صوته. كان قريباً من P47 الذي كان مستلقياً على الأرض. ركل الضابط P47 على رأسه فارتطمت ذقن P47 بالأرض وفقد P47 الوعي.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان السجّان أو ضابط التحقيق هو من ركل P47. قال P47 إنه كان ضابط التحقيق، فهو عرفه من صوته. قال P47 بعد ذلك إنه لم يستوعب ما جرى. سأل شخص ما إذا كان يجب أن يأخذ P47 ولكن قيل له أن P47 سيحصل على فرصة واحدة. أعطيت له ورقة وقلم لتدوين أسماء. سأل P47 عمّا إذا كان يجب أن يكتب أسماء وهمية لأنه لا يعرف أحداً. قيل له إن أمامه عشر دقائق لكتابة الأسماء لكن P47 لم يكتب شيئاً. أدرك الضابط ذلك بعد عشر دقائق، فجذب P47 لأعلى وصفعه على وجهه.

سألت كيربر عمّا إذا كان السجّان أو ضابط التحقيق هو من صفع P47. أوضح P47 أن السجّان هو من أدخله إلى الغرفة وحضر الضابط بعد عشر دقائق. وكان ضابط التحقيق هو أيضاً الذي أعطى P47 عشر دقائق. وعاد نفس الشخص بعد عشر دقائق، وعندما رأى الورقة البيضاء، صفع P47. ذلك الشخص نفسه هو من صفع P47. كان موجوداً مقابل P47 وكان يتحدث ويدوّن الملاحظات.

سألت كيربر من جذب P47 إلى أعلى: السجّان أم ضابط التحقيق. قال P47 إن ضابط التحقيق هو من ركل رأسه وعندما جلس P47 على الكرسي قال له أن يكتب الأسماء. سأل P47 عمّا إذا اتّضح الأمر الآن.

أعادت كيربر رواية ما حدث بالقول إن P47 كان ممدداً على الأرض عندما ركل ضابط التحقيق رأسه. ثم أعطي P47 عشر دقائق لتدوين الأسماء وجلس على كرسي لكنه لم يكتب شيئاً. ثم غادر ضابط التحقيق الغرفة. تدخّل P47 قائلاً إنه لم يكن يعرف مكان ضابط التحقيق.

تابعت كيربر بالقول إنه بعد عشر دقائق عاد ضابط التحقيق، أو لاحظ P47 أنه كان هناك. فأكّد P47 ذلك، قائلاً إن الضابط سار باتجاهه ولاحظ أن P47 لم يكتب شيئاً. كان P47 جالساً على كرسي فقام الضابط بجذبه إلى أعلى وصفعه.

قالت كيربر إنها فهمت الآن كل شيء. واصل P47 الشرح بأنه [السجّان] سأل عمّا إذا كان يجب أن يأخذ P47 معه. فأكد ضابط التحقيق ذلك. قال P47 إنه اعتقد عند تلك اللحظة أن التعذيب سيبدأ الآن ولكنه اقتيد إلى الطابق السفلي، ولم يحدث شيء. بعد يومين تم نقله إلى فرع آخر.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان ضابط التحقيق يتحدّث بلهجة معينة. قال P47 إنه تحدث بالعامية العلوية. تابع P47 أنه بعد ذلك تم نقله إلى فرع نجها. وفي طريقه إلى فرع نجها، نُقل إلى الخارج حيث كانت تنتظر حافلات خضراء. تم نقل المعتقلين إلى الحافلات في مجموعات. قال P47 إنه في تلك اللحظة تعرّف على شخص كان يعمل في الفرع [الخطيب]. وكان جار P47. عندما رأى P47، سأله عن سبب وجوده هناك. طلب منه P47 إبلاغ والديه بمكان وجوده، لكنه أخبر P47 أنه لا يمكنه فعل أي شيء من أجله وغادر. أخبر P47 المحكمة أنه لم يكن معصوب العينين أو أي شيء من هذا القبيل في الطريق نحو الحافلات، ومع ذلك، قيل له أن يخفض بصره.

جلس P47 في مؤخرة الحافلة في موضع مرتفع قليلاً. لم يجرؤ على النظر خارج النافذة. وصف P47 للمحكمة أنه بالنظر من موقعه في مؤخرة الحافلة، كان الباب على الجانب الأيمن. كان بإمكانه النظر بعينه اليسرى إلى الجانب حيث رأى أربعة أشخاص. افترض P47 أن أحدهم كان أنور رسلان. كان يقف هناك مع شخصين آخرين، وكان الشخص الثالث هو جار P47. قال P47 إنه نُقل بعد ذلك إلى نجها. قال إن ذلك كان في الوقت الذي أرادت فيه الأمم المتحدة زيارة السجون السورية.

تدخّل محامي الدفاع بوكر، وسأل P47 إلى أين تم نقله. قال P47 إنه نُقِل إلى نجها.

سألت كيربر عمّا إذا كان ذلك في الوقت الذي أرسلت فيه الأمم المتحدة مراقبين وطلبت من P47 أن يصف ما حدث بعد ذلك. قال P47 إنه عندما وصلوا [وصل المعتقلون إلى نجها] وصلوا في حوالي عشر حافلات. سمع P47 صوت طلقات نارية وطُلِب من المعتقلين أن يقفوا في طوابير. أخبر P47 المحكمة أنه كان بإمكانه سماع صوت طلقات نارية باستمرار. وعندما وصل، سمع الأمر “قم بتلقيم السلاح. أطلِق النار”. قال P47 إنه عندما جاء دوره – كان على الجميع الوقوف في صف أمام حائط – وسمع الأمر “أطلِق النار” اعتقد أنه سيموت. ثم أدرك هو والمعتقلون الآخرون أنه لم يحدث شيء وتم اقتيادهم إلى زنازينهم.

خلصت كيربر إلى أنه كان هناك أمر بإطلاق النار، وأطلق أحدهم النار. ثم سألت P47 عمّا حدث بعد ذلك عندما كان في المعتقل. قال P47 إنه لم يكن في زنزانة عادية. كان هناك حوالي أربعين شخصاً في الزنزانة، وعندما فُتح الباب، كان بإمكان المرء فقط رؤية أحذية مكدّسة في الزنزانة. ثم نُقل P47 إلى زنزانة أخرى حيث لم يكن أحد معتقلاً فيها على ما يبدو. قيل لـP47 أن ينظف ويزيل بيوت العناكب. ومكث في هذه الزنزانة سبعة أيام ولم يتعرض للضرب. قال P47 إن المعتقلين بالطبع كانوا يعانون من أمراض كثيرة. حيث عانى البعض من مشاكل في العيون، والبعض الآخر عانى من مشاكل جلدية ومن الجرب. ثم نُقل P47 إلى كفر سوسة وعندما وصل قيل له إنه لن يتعرض للتعذيب، بل إنه سيكون إجراء تأديبياً. اضطر المعتقلون إلى وضع متعلقاتهم في أكياس في أول قسم/فرع وتسليمها في كفر سوسة.

بعد ثلاثة أو أربعة أيام في كفر سوسة، اقتيد P47 للتحقيق. بحسب P47، لم يكن في كفر سوسة نفس العدد الذي كان “هناك” [في الخطيب]. أخبر ضابط التحقيق P47 أن الأمر بلغ حدّه الآن. سأله P47 ماذا يريدون منه أن يفعل؛ ما إذا كان ينبغي أن يكذب أو يقول الحقيقة. قيل له أن الحقيقة ستكون في كتابة الأسماء. قال P47 إنه لا توجد أسماء وسأله من أين عليه أن يأتي بها. ثم أخبر الضابط P47 أنه إذا لم يقدّم أي أسماء، فلن يخرج. ولكن إذا قدّم أسماء، فلن يحدث له شيء ولن يتعرض للضرب. قال P47 إنه لم تكن هناك أسماء، فتعرّض للضرب. سأل أحدهم “سيدي، هل آخذه حتى يعترف؟” لكن الضابط نفى، قائلاً إن P47 سيعترف في ذلك المكان. عندما لم يعترف P47، تعرض للضرب مرة أخرى واقتيد إلى الحمام حيث كانت هناك حافة صغيرة، وألقي به في حوض استحمام. أعطى أحد الأشخاص أمراً بوصل الطاقة الكهربائية، وعندما صعقته الكهرباء، فقد P47 وعيه. قال P47 إنه أصيب بصدمة كهربائية عبر الماء.

سألت كيربر عمّا إذا كان هناك حفرة في الأرض بعمق خمسة سنتيمترات تقريباً مليئة بالماء حيث تعيّن على P47 الوقوف فيها. وسألت P47 إذا كان واقفاً أم مستلقياً. قال P47 إنه جلس في البداية ثم استلقى على جانبه.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان P47 قد تعرض للصدمة الكهربائية هناك. فأكّد P47 ذلك، قائلاً إنه عندما سمع أحدهم يقول “قم بتشغيل الطاقة الكهربائية” لم يكن يتوقع أن تكون هناك كهرباء للتعذيب وإنما الطاقة الكهربائية العادية. قال للمحكمة إنه لا يعرف كم من الوقت بقي مستلقياً هناك. ثم أُعيد إلى حيث كان. أخبر الضابط P47 أن ما حدث للتو لم يكن شيئاً وأنه يريد المساعدة. كما طلب الضابط من P47 أن يستمع إليه لأنه بمجرد مغادرة P47 لهذا المكان، لن يعود بإمكانه فعل أي شيء من أجله. أخبره P47 أنه ليس لديه أي أسماء، ولم يعرف سوى شخصاً واحداً كان في المظاهرات وكان أحد أبناء عمومته من جانب عائلة والده قد شارك في المظاهرات. أوضح P47 للمحكمة أن أحد الأسماء التي ذكرها هو اسم صديق شارك بالفعل في المظاهرات لكنه قُتل في مظاهرة. كما قُتل ابن عمه عندما جاءت [القوات الحكومية] إلى منطقتهم. تعرّض ابن عم P47 للتعذيب وتم تشويه وجهه. عندما “ألقوا به”، تعرفت الأسرة على جسده وليس وجهه.

قبل أن تأخذ المحكمة استراحة، طلبت كيربر من P47 أن يصف كيف غادر كفر سوسة. أشار P47 إلى وجود رجل مسن في زنزانته. مات بسبب مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ولم يحصل على أي دواء. ومضى على وفاته يوم واحد قبل نقل جثته. ألقي القبض عليه “لأنهم” أرادوا إرغام ابنه على تسليم نفسه. قال P47 إنه استطاع رؤية ما كان يحدث في الزنزانة المقابلة لزنزانته. كان يسمع الكثير من الصراخ والضرب من زنزانته. كما وصف P47 أن صبياً يبلغ من العمر 17 عاماً من اللاذقية احتُجز في نفس الزنزانة أيضاً. تم القبض عليه لأنه لم يكن بحوزته بطاقة هوية. قال P47 إنهم لم يهتموا ما إذا كان الأشخاص في سِنّ الأحداث أم لا.

قال P47 إنه بعد أن ذكر اسمين أُعيد إلى زنزانته. وقال للمحكمة إنه لا يريد التحدث عن تعذيب زملائه المعتقلين لأن هذا كان أمراً معروفاً بالفعل. نادى شخص على اسم P47 وطُلب منه الاستعداد ليتم إطلاق سراحه. قام هو وستة أو سبعة معتقلين آخرين بحزم متعلقاتهم. قيل لـP47 أنه تم الإفراج عنهم بعفو من بشار الأسد. وقيل له كذلك أن هذه ستكون آخر مرة له في الفرع، وستكون الأمور “مختلفة” في المرة القادمة. قال P47 إنه عندما ذهب لاستعادة متعلقاته، أدرك أنه كما لو كان في ورشة/كراج. حيث كان هناك شيء يشبه الرافعة. اعتقد أنه كان في ورشة/كراج لأنه كان هناك خطافات وسلاسل أيضاً. قال P47 إن الناس هناك تعرضوا لأنواع مختلفة من الضرب وكان من الواضح أن العاملين هناك يشربون الكحول. تعرّض شخص للشّبْح وتعرّض آخر للتعذيب على الكرسي الألماني. لم يكن على P47 أن يضع عصبة العينين في هذا المكان. تم وضع P47 على طاولة وضُرب وعُذَّب بالدولاب. قال P47 إن الصوت كان مرتفعاً جداً وكان بوسع المرء أن يسمع صدى الصوت من كل مكان.

سألت كيربر P47 ما الذي كان يقصده بصدى الصوت. بالنسبة لها كان الصدى هو انعكاس الصوت إذا صرخ المرء. فأكّد P47 ذلك، قائلاً إن الناس كانوا يصرخون ويمكن للمرء أن يسمع صدى صوتهم يتردد مراراً وتكراراً.

خلصت كيربر إلى أنه كان في كراج كبير. فأكّد P47 ذلك، موضحاً أن الكراج في سوريا يعني بالأحرى مكاناً كبيراً.

قالت كيربر إن المكان كان أشبه بقاعة كبيرة إذاً. قال P47 إنه أطلق عليه اسم الكراج بسبب الكابلات التي كان من الاعتيادي رؤيتها في ورش العمل. أضاف P47 أنه نسي أن يشرح في وقت سابق عندما تحدث عن التحقيقات أنه كان عليه أن يوقّع عدة أوراق فارغة مع بصمة إصبعه. وبما أنه كان معصوب العينين، لم يكن قادراً على رؤية ما كان يوقّع عليه. قال P47 إنه أطلِق سراحه بعد ذلك في الشارع حافي القدمين.

أرادت كيربر معرفة كيف عاد P47 إلى المنزل. قال P47 إنه استقل سيارة تاكسي. كما تم الإفراج عن أصدقائه. انتظروه، واستقلوا سيارة تاكسي إلى [حُجِبت المعلومات].

أعلنت القاضي كيربر استراحة لمدة 15 دقيقة.

***

[استراحة لمدة 20 دقيقة]

***

استجواب من قبل القاضي فيدنير

قال القاضي فيدنير إن لديه بعض أسئلة المتابعة لـP47. أراد أولاً الحصول على لمحة عامة عن الوقت الذي أمضاه P47 في المعتقل وطلب منه التواريخ وفترات الاعتقال. خمّن P47 أنه تم اعتقاله لمدة ثمانية أيام تقريباً.

سأل فيدنير عن التواريخ، مضيفاً أنه يريد أن يعرف متى تم القبض على P47 ومتى تم نقله من القسم 40 إلى الفرع 251. قال P47 إنه يعتقد أنه تم القبض عليه في حزيران/يونيو [حُجِبت المعلومات] واقتيد إلى القسم 40 حيث أمضى ليلة واحدة قبل نقله إلى الفرع 251.

سأل فيدنير متى تم نقل P47 تقريباً إلى نجها بالحافلة. قال P47 إن التاريخ الدقيق كان حزيران/يونيو [حُجِبت المعلومات] لكنه لم يكن متأكداً تماماً.

أشار فيدنير إلى أن P47 أخبر الشرطة أنه تم القبض عليه في حزيران/يونيو [حُجِبت المعلومات]، كما قال للتو في المحكمة. أخبر P47 الشرطة أيضاً أنه نُقل [من الخطيب] في حزيران/يونيو [حُجِبت المعلومات] 2012. أخبر P47 المحكمة أنه لا يتذكر التواريخ الدقيقة، لقد كان يقوم بالحساب فقط: تم القبض عليه في [حُجِبت المعلومات] حزيران/يونيو وقضى نحو أسبوع في الخطيب.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك سوء معاملة فيما يتعلق بنقل P47 إلى الخطيب منذ اللحظة التي غادر فيها السيارة حتى وصوله إلى الزنزانة. سأل P47 عمّا إذا كان فيدنير يتحدث عن نجها.

نفى فيدنير، موضحاً أنه كان يتحدث عن النقل من القسم 40 إلى الفرع 251. وأضاف أن المحكمة استمعت إلى شهود آخرين بشأن حفل استقبال، يسمى “حفلة الترحيب”. قال P47 إنه هو نفسه لم يتعرض للتعذيب “هناك” ولم يتعرّض للتعذيب في الطريق.

طلب فيدنير من P47 وصف المبنى عندما دخل الفرع لأول مرة وسلم متعلقاته. طلب فيدنير من P47 أن يصف انطباعه الأول عن وصوله إلى سجن الخطيب. قال P47 إن ما يمكن أن يتذكره هو أنه اضطر إلى نزول بضعة درجات إلى طابق سفلي ثم اتّجه يميناً. كانت هناك كابلات وأدوات تعذيب معلقة على الحائط إلى اليمين. كان في الجهة المقابلة مباشرة طاولة مكتب وضابط وتعيّن على P47 تسليمه متعلقاته.

أراد فيدنير معرفة نوع أدوات التعذيب التي شاهدها P47. قال P47 إنه لا يعرف بالضبط؛ كانت الأدوات معلقة على الحائط. كان هناك شريط لاصق على الحائط، وكابلات معلقة على الحائط بشريط. كان هناك أربعة أو خمسة أشياء وكابلات وعصا. قال P47 إن هذا ما رآه قبل اقتياده إلى الزنزانة. لم يعرف في البداية سوى المنطقة على اليمين لأن هذا كان الطريق إلى الزنازين الجماعية. وفقاً لـP47، كانت هناك غرفة خلف طاولة المكتب مباشرةً. وكان باب الغرفة مفتوحاً أو كانت بدون باب. عندما طلب P47 من أحد السجانين البقاء في نفس الزنزانة مع صديقه، كان يمشي خلف صديقه، ووصل إلى زاوية ذات باب حديدي. كان هناك ممر طويل واستدار P47 إلى اليمين. وعندما صرخ الحارس على P47، عاد أدراجه.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك فحص جسدي أو تفتيش جسدي في البداية، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تم إجراؤه. قال P47 بالطبع، كان عليهم خلع ملابسهم كلها ثم الجلوس بوضعية القرفصاء والوقوف عدة مرات وتم تفتيش بطونهم.

سأل فيدنير عمّا إذا كان المعتقلون عراة بالكامل ولا يرتدون سراويل داخلية. فأكد P47 ذلك، قائلاً إنه كان عليهم جميعاً خلع ملابسهم بشكل جماعي ورأى الجميع بعضهم البعض.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان هناك نوع من الاعتداء الجنسي أو سوء المعاملة أو الإذلال في الخطيب. قال P47 إنه لم يكن هناك شيء من هذا القبيل بالنسبة له شخصياً. غير أنه سمع كيف قال أحدهم أثناء التحقيق “أجلِسه على قنينة [زجاجة]”.

سأل فيدنير عمّا اعتقد P47 أنه حدث هناك. قال له P47 إن الأمر يبدو كأنه إكراه واغتصاب.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان معتقلون آخرون في الخطيب قد أخبروا P47 عن أساليب التعذيب وسوء المعاملة. قال P47 بالطبع إنهم تحدثوا عن تجاربهم لبعضهم البعض. قال العديد من الأشخاص الذين جاءوا إلى الزنزانة إنهم جُرّدوا من ملابسهم، وتم إطفاء أعقاب السجائر في مؤخرتهم. قال P47 إن شخصاً يعيش الآن في [حُجِبت المعلومات] اعتُقِل معه. وفقاً لـP47، فقد تم اقتياد زوجة أحد المعتقلين إلى الفرع واضطرت إلى خلع ملابسها أمامه.

أراد فيدنير معرفة أساليب التعذيب الأخرى، وما إذا أخبر شخص ما P47 عن أي شيء آخر غير الضرب. كما سأل فيدنير P47 عمّا إذا كان الأمر نفسه قد حدث في كفر سوسة. قال P47 بصراحة إنه لم ير شيئاً، لكنه سمع صوات الصراخ والضرب. وفقد بعض الناس عقولهم. تذكر P47 رجلاً لعن روح حافظ الأسد. تم أخذه وضربه، وكان الدم يغطي جسمه كله.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P47 قد سمع صوت صراخ دون انقطاع. فأكّد P47 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان قد سمع ذلك أيضاً عندما اقتيد إلى الطابق العلوي للتحقيق. فأكّد P47 أنه سمعه أيضاً في الطابق العلوي.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P47 قد رأى أو سمع أشخاصاً يقولون إنهم شُبِحوا. قال P47 إنه رأى ذلك في كفر سوسة. تحدث عن ذلك مع المعتقلين الآخرين وشاهده في كفر سوسة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان لم ير الشَّبْح في الخطيب. نفى P47، قائلاً إنه تم إخباره بذلك عندما كان في الزنزانة الجماعية.

سأل فيدنير عمّا إذا كان ذلك في الخطيب. فأكّد P47 ذلك، مضيفاً أنه شاهد ذلك [أشخاصاً يتعرضون للشَّبْح] في كفر سوسة. أما في الخطيب، فقد قيل له الكثير عن ذلك الأسلوب. تم شبْح شخص من حرستا وكانت أصابع قدميه بالكاد تلامس الأرض. هذا ما قيل لـP47. قال P47 إنه كان يعرف الأشخاص من حرستا. جاء نحو عشرة منهم إلى الخطيب. تحدث P47 معهم لأنهم يعرفون بعضهم البعض. وفقاً لـP47، تم اتهامهم بأنهم إرهابيون.

قال فيدنير إن لديه سؤالاً بشأن ظروف الاعتقال العامة في الخطيب، موضحاً أنه كان يشير إلى الزنزانة وحدها. وقال لـP47 إنه إذا لم يستطع التفريق [بين ما حدث في الخطيب وفي السجون الأخرى] فعليه أن يخبر المحكمة. سأل P47 عن الأكل؛ ما الطعام الذي حصلوا عليه وإذا كان كافياً. قال P47 إنه سبق وأخبر المحكمة بأنه كانت هناك غرفة بمساحة 20 متراً مربعاً بها حوالي مائة شخص. فيما يتعلق بالطعام، كان هناك طبق واحد لثمانية أشخاص. كان الخبز قديماً وسيئاً، وبالكاد كان باستطاعة المرء ابتلاعه. كما حصلوا على زيتون وقطعة صغيرة من الحلاوة. قال P47 إن هذا كان في الخطيب. وأضاف قائلاً إنه بصراحة، لقد نسي معظم الأشياء ولكن هذا ما أمكنه أن يتذكره.

قال فيدنير إن ذلك كان كافياً وشكر P47. أضاف P47 أن المعتقلين كانوا يرتدون سراويل داخلية فقط. لم يكن هناك هواء [داخل الزنزانة] وأصيب الناس بالجرب. كان الجو حاراً جداً وكان المعتقلون يخلعون ملابسهم طواعية ولم يُجبروا على ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الناس يرتدون أحذية. قال P47 إنه كانت هناك أحذية في الزنزانة الجماعية، لكن لم يكن أحد يرتديها. استخدموها كوسائد.

سأل فيدنير كيف كان الناس ينامون. وصف P47 وضع النوم إما على شكل تكوّر [ينكمش الشخص على نفسه] أو “على شكل حرف T”. قال P47 إن الأخير كان مثل طريقة تخزين السيوف لتوفير المساحة. في حالة المعتقلين، كانوا ينامون ورؤوسهم عند أقدام المعتقلين الآخرين. وأضاف P47 أن المساحة كانت صغيرة جداً وأن الكثير من الناس كانوا ينامون في المرحاض الموجود داخل الزنزانة الجماعية. كل من أراد استخدام المرحاض كان عليه أن يفعل ذلك أمام الآخرين.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك ضوء داخل الزنزانة أو يدخل من خلال نافذة. فأكّد P47 أن باب الزنزانة كان به نافذة بها قضبان. كان الضوء يدخل من خلال هذه النافذة.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت النافذة مفتوحة للخارج أم مغطاة. قال P47 إنه في الخطيب كانت هناك فتحة تطل على الخارج في المرحاض. كانت في المرحاض لكن لم تكن تطل على شارع أو شيء من هذا القبيل وإنما على مباني أخرى في فرع الخطيب.

سأل فيدنير P47 عن المعتقلين الآخرين الجرحى وما إذا كانوا قد تلقوا علاجاً طبياً. قال P47 بصراحة، كما سبق وأن أخبر المحكمة، كان الناس يموتون داخل الزنزانة ولم يأت أحد.

لكن فيدنير قال إن هذا لم يكن في الخطيب. فأكّد P47 ذلك، قائلاً إن هذا حدث في كفر سوسة.

قال فيدنير إنه أراد فقط أن يعرف عن الخطيب، وسأل P47 عن الحالة الصحية للمعتقلين الذين كانوا معه هناك. قال P47 إن المعتقلين في الخطيب غالباً ما كانت لديهم جروح مفتوحة أو التهابات يمكن للمرء أن يراها بوضوح. كل من طلب العلاج يُنقل إلى الخارج ويعاقب. قال P47 إنه لاحظ هو وآخرون أن “العلاج” كان يحدث في الخارج.

سأل فيدنير عمّا إذا كان الطبيب قد جاء، وكان بإمكان الناس أن يذهبوا لرؤيته. نفى P47 ذلك، قائلاً إن ذلك لم يحدث في زنزانته.

قال فيدنير إنه لم يقصد بالضرورة أن ذلك حدث داخل الزنزانة، وإنما إذا كان بإمكان الناس الذهاب لرؤية الطبيب. قال P47 إنه لم يسمع عن حدوث ذلك. قال إنهم كانوا يستخدمون مقولة “مُت قبل أن تطلب الدواء”. إذ لن يستفيد المرء شيئاً من ذلك [من طلب الدواء]. بدلاً من الحصول على الدواء، كان الناس يؤخذون ويضربون ويموتون في النهاية.

سأل فيدنير عن حالات وفاة في الخطيب. نفى P47 أنه رأى أي حالات وفاة.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الناس قادرين على الاغتسال؛ إذا كان لديهم صابون أو أي لوازم أخرى. قال P47 إنه أراد أن يقول شيئاً: قام أحد المعتقلين بتهريب قطعة صابون إلى داخل السجن. لم يعرف P47 كيف حدث ذلك، لكن الحراس اكتشفوا الأمر في النهاية. كانوا يعرفون أن هناك صابوناً داخل الزنزانة الجماعية وكانوا يعرفون من يمتلكها. ومع ذلك، فقد عاقبوا جميع المعتقلين داخل الزنزانة، فقط بسبب قطعة صابون. وصف P47 كيف اضطر الجميع للوقوف أمام الحائط وتم غمرهم جميعاً بالماء. حدث هذا فقط بسبب قطعة صابون. قال P47 إن هذا حدث في ساعات الصباح حوالي الساعة 4 صباحاً. حتى المعتقلون المسنون اقتيدوا وبكى أحدهم حتى جاء الطعام.

أخبر فيدنير P47 أنه ينبغي عليه إخبار المحكمة كلما احتاج إلى استراحة. ومضى يسأل P47 كم مرة تم التحقيق معه في الخطيب. قال P47 إنه اقتيد مرتين وحُقِّق معه مرة واحدة.

أعاد فيدنير تلخيص ما جرى قائلاً إنه في المرة الأولى التي اقتيد فيها P47 إلى الطابق العلوي، كان عليه الانتظار، لكن لم يحدث شيء. في المرة الثانية، اقتيد إلى الطابق العلوي وحُقِّق معه. فأكد P47، قائلاً إنه حُقِّق معه في مرة، ولم يُحقّق معه في مرة أخرى.

أشار فيدنير إلى أنه تم استجواب P47 من قبل الشرطة الألمانية في تموز/يوليو وكان هناك محضر تحقيق أيضاً. وفقاً لهذا المحضر، لم يقدم P47 معلومات إلى ضابط التحقيق. لذلك قال ضابط التحقيق إنه سيعطي P47 يومين قبل أن يتم التحقيق معه مرة أخرى. سأل فيدنير P47 إذا كان هذا صحيحاً أم لا. أوضح P47 أن ذلك لم يحدث في الخطيب. اقتيد هناك ذات مرة إلى الطابق العلوي، ولم يتم التحقيق معه، ثم أعيد إلى الطابق السفلي. في المرة الثانية، تم التحقيق معه وأعطي وقتاً لكتابة أسماء. لم يكن لديه يومان لذلك.

خلص فيدنير إلى أنه قد مُنح وقتاً أثناء التحقيق. فأكّد P47 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت عائلة P47 حاولت إطلاق سراحه عن طريق تقديم رشوة لأشخاص. قال P47 بالطبع فعلوا.

سأل فيدنير P47 متى عرف عن ذلك الأمر، وماذا قيل له عنه. أخبر P47 المحكمة أن ما حدث هو أنه عندما تم القبض على P47، علمت عائلته أنه كان في مظاهرات، وتعاون مع التنسيقيات، وصور أفلاماً، بعضها عُرض على قناة الجزيرة. وفقاً لـP47، كان هناك شخصان معروفان نسبياً: ديب زيتون، رئيس شعبة الأمن السياسي في ذلك الوقت، ومحمد خلوف. قال P47 إن عائلته كانت تعرف هؤلاء الأشخاص من خلال والده وشقيقه اللذين كانا يعرفانهما جيداً. لقد حاولا الاتصال بهما، على أمل أن يتمكنا من إطلاق سراح P47. وفقاً لـP47، قيل لوالده إنهما لا يستطيعان مساعدته في إطلاق سراح P47 على الفور ولكن في تسريع العملية. قالوا إنه إذا لم يكن هناك شيء ضد P47، فسيتم إطلاق سراحه قريباً.

سأل فيدنير عمّا إذا كان قد تم دفع المال. فأكّد P47 ذلك.

سأل فيدنير P47 عمّا إذا كان يعرف كم المبلغ الذي تم دفعه. قال P47 إنه تم دفعه على دفعات. تم دفع الدفعتين الأولى والثانية وتم دفع الدفعة الثالثة عند الإفراج عنه. قال P47 إنه كان هناك وسيط حصل على سبعة أو ثمانية ملايين ليرة سورية.

سأل فيدنير P47 إذا كانت عائلته تعرف مكانه وإذا سألوا عن مكان وجوده. قال P47 إنهم سألوا ولكن لم يتم إخبارهم بأي شيء. قيل لهم فقط إنه إذا لم يكن هناك شيء ضده فسيطلق سراحه. يمكنهم فقط تسريع العملية، بحيث لا يصاب أي شخص بأذى – بمعنى أنه لن يتم تعذيب P47. قال P47 إنه لاحظ ذلك لأنه زار أربعة فروع مختلفة في غضون شهر واحد. لم يتم حتى التحقيق مع آخرين في هذا الوقت.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P47 يعرف إذا كانت عائلته قد استعلمت عنه في فرع الخطيب. قال P47 إنهم سألوا عنه في جميع الفروع. قيل لهم دائما إنه لم يكن هناك. لم تعرف عائلته مكانه حتى تم الإفراج عنه، رغم أن جاره رآه.

أشار فيدنير إلى أنه عندما تم نقل P47 وغادر فرع الخطيب، رأى شخصاً ربطه بأنور رسلان. طلب فيدنير من P47 أن يصف كيف يبدو هذا الشخص. قال P47 إنه كان طويلاً وله لحية ويرتدي بدلة. قال P47 إنه يعرف الاسم، كان جاره. “كان لديه شعر في الوسط لكنه كان أصلع من الجانبين”. كان يرتدي ملابس سوداء.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هذا هو نفس الشخص الذي ذكره P47 سابقاً فيما يتعلق بهذه المحاكمة، الشخص الذي كان يقف مع مجموعة. قال P47 أنه كان نفس الشخص بالضبط. وأضاف أنه يعرف الاسم لكنه لن يخبره علانية في المحكمة لكن يمكنه تزويد المحكمة بالاسم.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P47 يتحدث عن جاره. فأكّد P47 ذلك، قائلاً إن هذا الشخص تطوع للعمل لدى أجهزة المخابرات، لكن P47 لم يعرف ذلك إلا بعد الثورة. كان يعمل في المخابرات الجوية.

قال فيدنير إنه سيحاول الأمر بطريقة مختلفة: ذكر أن الشرطة استجوبت P47 وعرضت عليه أيضاً صوراً. وسأل P47 إذا كان يتذكر. فأكّد P47 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P47 قد تعرّف على شخص في هذه المناسبة أو تعرّف على أوجه تشابه. قال P47 كان هناك عدة أشخاص. تعرّف على شخص واحد في صورة واحدة. عندما قال إن هذه الصورة مشابهة لمشهد الحافلة وربط…[لم يكمل P47 الجملة]

سأل فيدنير P47 من كان هذا الشخص. إذا كان جاره أو شخص آخر. سأل P47 من الشخص الذي كان فيدنير يتحدث عنه. قال إنه تحدث من قبل عن جاره لكن الشخص الموجود في الصورة كان شخصاً آخر.

سأل فيدنير أين رأى P47 هذا الشخص من قبل. قال P47 إنه رآه عندما كان في الحافلة.

طلب فيدنير من P47 وصف هذا الشخص وما هي الملامح التي تعرّف عليها. قال P47 إنه يمكنه تحديد هذا الشخص بسبب الوحمة “في هذا المكان” [لم يتمكن مراقب التجربة من رؤية المكان الذي كان يشير إليه P47 على وجهه]. كان يرتدي ملابس سوداء. كان الشخص الذي في الصورة يرتدي ملابس سوداء أيضاً.

طلب فيدنير من P47 وصف الموقف وتحديد مكان الأشخاص الآخرين. قال P47 إنه سيشرح للمحكمة [كان P47 يصف المشهد بيديه على الطاولة أمامه. لم يتمكن مراقب المحاكمة من رؤية المكان الذي يشير إليه P47]: كان باب الفرع “هناك”، وكانت الحافلة “هناك”، وكان الشارع “هناك”. كانت السيارات مصطفة في “هذه” المنطقة من الباب إلى “هناك”. كانت “هناك” سيارة وكان الضابط يقف أمامها. كانت “هذه” المنطقة فارغة. كان “هناك” عدد قليل من الموظفين والزهور. غادر الناس من الباب، وكان عليهم التجمّع والوقوف بجانب الزهور. كان هذا هو المكان الذي رأى P47 فيه جاره. قال P47 أن هذا ما شاهده من الحافلة وسأل عمّا إذا كان ينبغي أن يصف الشخص.

قال فيدنير إنه يتذكر أن P47 ذكر مجموعة من أربعة ضباط وسأله كيف عرف بأنهم كانوا ضباطاً. قال P47 إنه لم يسمع أي شيء ولكن يبدو أن شخصاً ما كان يعطي أوامر ويتحدث إلى الجنود.

سأل فيدنير عمّا إذا كان الشخص الموجود في الصورة موجوداً هناك أيضاً. فأكّد P47 ذلك، قائلاً إنه كان هناك، كان متأكداً بنسبة 80% من ذلك.

طلب فيدنير من P47 أن يستدير يميناً [إلى مقعد المدّعى عليه] ويقول ما إذا كان قد تعرّف على شخص ما. قال P47 إنه يعتقد أن الشخص يبدو مختلفاً بعض الشيء الآن.

أراد فيدنير معرفة ما الذي يبدو مختلفاً الآن. قال P47 أن الشخص كان لديه شعر أكثر وأن وجهه كان أسمك. لقد رأى الشخص للحظة قصيرة فقط. قال P47 إنه لم يكن متأكداً مما إذا كان هذا هو الشخص الذي رآه أم لا.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P47 بالتالي غير متأكد. فأكّد P47 ذلك، مضيفاً أن الوحمة كانت العامل الحاسم لجعله يقول إنه عرف الشخص.

شكر فيدنير P47. وسألت كيربر P47 عمّا إذا كان بحاجة إلى استراحة. نفى P47. وعندما سألت كيربر المترجمين الفوريين عمّا إذا كانوا بحاجة إلى استراحة، فقالوا إنهم ليسوا بحاجة إلى استراحة.

لم يكن لدى المدّعين العامين أسئلة لـP47.

استجواب من قبل محامي الدفاع

قال محامي الدفاع، بوكر، إنه أراد الإشارة إلى محضر استجواب P47 من قبل الشرطة. قال المترجم الفوري المجاور لـP47 إن P47 أخبره للتو أنه بحاجة إلى استراحة قصيرة “للذهاب إلى مكان ما”.

***

[استراحة لمدة دقيقتين لـP47 لاستخدام المرحاض]

***

قال بوكر إنه أراد الاستشهاد من محضر استجواب الشرطة لـP47. عندما تحدث P47 إلى الشرطة حول الصورة رقم 2، قال إنه تعرف على الشخص الموجود في الصورة رقم 2. سبق أن رآه عندما كان معتقلاً في فرع الخطيب. لقد رآه مرة واحدة فقط. تساءل بوكر عمّا إذا كان هذا صحيحاً. قال P47 بصراحة، كان صحيحاً أنه رآه في الفرع. غير أنه رأى لاحقاً صورة على الإنترنت.

سأل بوكر P47 عمّا إذا كان قد رأى الشخص مرة أخرى قبل شهادته في المحكمة. قال P47 إنه رأى الشخص للتو فقط.

ذكر بوكر أنه عندما سألت الشرطة P47 عن مدى تأكده من التعرّف على الهوية، أخبرهم P47 أنه متأكد بنسبة 60-70% من أن الشخص في الصورة رقم 2 هو أنور رسلان. سأل بوكر عمّا إذا كان هذا صحيحاً. فأكّد P47 ذلك، قائلاً إذا كانت الشرطة قد كتبت ذلك في المحضر، فلا بد أن يكون صحيحاً. [بدأ أطراف القضية والقضاة والجمهور بالضحك].

قال بوكر إنه في أسفل الصفحة التالية من محضر الاستجواب، مكتوب أن الشرطة سألت P47 عن عمل أنور رسلان في سوريا في ذلك الوقت. أخبر P47 الشرطة أنه قبل مواجهته للمحاكمة في كوبلنتس، لم يكن يعرف شيئاً. كان يعلم فقط أنه كان هناك رئيس لفرع الخطيب. فأكّد P47 ذلك للمحكمة.

أشار بوكر أيضاً إلى أنه عندما سُئل P47 عمّا إذا كان الشخص في الصورة رقم 2 رئيس الفرع، قال إنه لا يعرف. قال P47 إن هذا كان صحيحاً بالطبع لأنه لم يكن يعرف شيئاً “عنه” [عن أنور].

قال بوكر إنه في الصفحة السابقة من المحضر، سُئل P47 عمّا يعنيه اسم أنور رسلان بالنسبة له. ثم أجاب P47 إجابة لم تكن واضحة لبوكر: قال P47 إذا كانت [الشرطة] سألته هذا السؤال من قبل، فإن الشخص لم يكن يعني أي شيء بالنسبة له. ولكنه يعني شيئاً له الآن. أضاف بوكر أنه يمكنه تقديم نص مرجعي أكثر شمولاً إذا لزم الأمر، في حالة عدم تمكن P47 من التذكر من هذا النص القصير من المحضر. طلب محامي P47، بانز، من بوكر تقديم النص المرجعي الكامل.

قال بوكر إنه كان يفضل تجربة الأمر على هذا النحو قبل أن يقوم بالإشارة إلى النص المرجعي الطويل. كرّر بوكر أن P47 أخبر الشرطة أنه إذا طُرح عليه هذا السؤال من قبل، فلن يعني هذا الشخص شيئاً بالنسبة له، لكنه يعني شيئاً له الآن. قال بوكر إنه يود معرفة ما يعنيه P47 عندما قال “إنه يعني الآن شيئاً بالنسبة لي”. قال بوكر أيضاً إنه يمكنه توفير مزيد من السياق لـP47 إذا لم يتذكر. سأل P47 المحكمة عمّا أراد بوكر معرفته منه؛ إذا كان يريد أن يعرف ماذا يعني أنور بالنسبة له.

قال بوكر إن الجملة كانت مكتوبة في المحضر وإن P47 سيكون قادراً على توضيحها. قال P47 إنه يستطيع بالطبع التوضيح: لم يكن يعرف شيئاً عن أنور رسلان، لذلك لم يكن يعني له شيئاً. ولكن إذا كانت لديه وظيفة وعرف P47 أنه بهذه الصفة كان قادراً على قتل الناس أو إطلاق سراحهم، فعندئذ سيكون لديه مشكلة ليس فقط مع هذا الشخص ولكن مع الآخرين أيضاً.

قال بوكر حسناً، وسأل P47 عمّا إذا كان يشير فقط إلى أنور أو بشكل عام عندما يعرف شيئاً من هذا القبيل [أن شخصاً ما لديه اختصاصات معينة]. أوضح P47 أنه بغض النظر عمّا إذا كان أنور أو غيره قد فعل ذلك، فسنكون “نحن” جميعاً أبناء لسوريا. إذا علم الناس أن شخصاً ما يفعل مثل هذه الأشياء… سيعرف الجميع في سوريا أن موظفاً كهذا يمكن أن يُحدث فرقاً. قال P47 إنه كان يتحدث عن النظام بأكمله ككيان واحد. كان أنور مجرّد عضو، جزءاً من ذلك النظام. أوضح P47 أنه بشكل عام ليس لديه مشاكل مع أشخاص لا يعرفهم. ولكن إذا علم بوجود شخص “هناك” وفعل شيئاً ما، فسيواجه مشكلة. قال P47 إنه علم من صديق أنه “هو” [أنور] رئيس التحقيقات. واجه العديد من أصدقاء P47 التعذيب في الخطيب. قال P47 إنه رأى الوضع بنفسه. لذلك، وبطبيعة الحال، غيّر رأيه عندما علم أنه “هو” [أنور] كان الشخص المسؤول عن الاعتقالات.

قال بوكر إنه أراد العودة إلى سؤاله وأشار إلى أن P47 أخبر الشرطة أنهم إذا طرحوا عليه هذا السؤال من قبل، فلن يعني أي شيء لـP47، لكنه يعني له شيئاً الآن. قال بوكر إن P47 قدّم إجابة طويلة في المحكمة وفهم بوكر من ذلك ما يلي: “من قبل، لم أكن أعرف شيئاً عن أنور، لكن عندما سمعت أشياء عنه، أصبحت الأمور مختلفة.” قال بانز، محامي P47، هكذا بالضبط ينبغي للمرء أن يفهم إفادة موكله. أضاف بانز أنه كان هناك عندما استجوبت الشرطة P47 ويمكنه تأكيد أن الأمر كله كان يتعلق بالاسم. قال بوكر إنه لن يحتاج إلى الإشارة إلى نص مرجعي آخر الآن، كانت الأمور على ما يرام بالنسبة له.

أشار محامي الدفاع، فراتسكي، إلى أن P47 أخبر المحكمة في بداية شهادته أنه يعمل لصالح منظمة ويهتم بالأطفال اللاجئين. سأل فراتسكي P47 عمّا إذا كان ذلك صحيحاً. قال P47 إنه لم يعمل مع أطفال وإنما مع سوريين، وسأل فراتسكي عمّا يعنيه بكلمة “أطفال”.

أشار فراتسكي إلى أن P47 كان يعمل في وظيفتين مختلفتين وطلب منه تقديم التفاصيل. قال P47 إنه لم يرغب في التحدث عن ذلك، وسأل عن سبب رغبة فراتسكي في معرفة ذلك. [تحدث محامي P47 مع P47 على عجالة] قال P47 إنه لا يريد التحدث عن ذلك لأنه لم يكن يعلم أنه سيتم نشره للجمهور. وأضاف أن المعلومات الواردة من المحاكمة ستنشر للجمهور وسيتعرض الناس بعد ذلك للتهديد. قال P47 إنه أخبر الشرطة بماهية ومكان عمله، لكنه لا يرغب في إجابة سؤال المحامي [محامي الدفاع] لأنه عرف الهدف من السؤال.

طلب محامي P47 استراحة.

أخبرت القاضي كيربر محامي الدفاع، فراتسكي، أنه إذا أراد أن يسأل عن علاقة P47 بشخص معين، فعليه أن يطرح السؤال على ذلك النحو.

سأل فراتسكي P47 عمّا إذا كان اسم البُنّي مألوفاً له. قال P47 إنه بالطبع كان مألوفاً له.

طلب فراتسكي من P47 أن يشرح من يربط بهذا الاسم وما إذا كان على اتصال بهذا الشخص. فأكّد P47 أنه كان على اتصال بهذا الشخص وأنه كان على صلة بهذا الشخص بسبب عمله الخاص. قال P47 إنه ذكر بالفعل أنه يعرف ما كان يوحيه فراتسكي بسؤاله. كان يعلم أنه أراد الحديث عن البُنّي. سأل P47 ما ذنب البُنّي أن جميع الأشخاص الذين يأتون إلى هذه المحكمة كانوا معتقلين هناك [في الخطيب].

قال محامي الدفاع بوكر إن هذا لن يكون وقت السؤال في كلا الاتجاهين، مضيفاً أنه لا يرغب في طرح أسئلة مضادة. وقال بانز، محامي P47، لبوكر إنه لا يستحسن تعليمات كهذه وطلب التحدث إلى موكله. أجاب بوكر أن هذه لم تكن تعليمات وإنما مخاطبة ودودة. تدخلت رئيسة المحكمة القاضي كيربر قائلة إنه بما أن الجميع يريدون الشيء نفسه، فإن المحكمة ستأخذ استراحة لمدة خمس دقائق.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

سألت كيربر عمّا إذا بقيت أي أسئلة بدون إجابة.

قال فراتسكي إنه كان لديه بعض الأسئلة القصيرة التي يرغب أيضاً في الحصول على إجابات قصيرة لها. أشار فراتسكي إلى قول P47 إنه كان على صلة بالبُنّي وخلص إلى أن P47 كان يعمل لدى البُنّي. قال P47 إنه لم يكن يعمل لديه بل معه.

قال فراتسكي إن الإجابة على سؤاله ستكون “نعم” إذن. نفى محامي P47. أضاف P47 أنه يعمل مع البُنّي.

أراد فراتسكي أن يعرف متى التقى P47 أو تحدث مع البُنّي آخر مرة. قال P47 أنه فعل ذلك في اليوم السابق.

سأل فراتسكي عمّا إذا كانا في اليوم السابق قد تحدثا أيضاً عن الموضوع الذي نوقش في المحكمة في هذا اليوم بالذات. تدخّل محامي P47 بانز قائلاً إنه كانت هناك علاقة موكّل بين P47 والبُنّي. قال فراتسكي إنه لم يكن على علم بأن البُنّي قد حصل على رخصة للعمل كمحام في ألمانيا. قال بانز إن الرخصة لن تكون ضرورية ليمثل البُنّي P47 في مسائل قانونية؛ كان P47 يعمل مع البُنّي أيضاً.

سأل فراتسكي P47 عمّا إذا كان قد رأى صورة أنور مع البُنّي أو عند البُنّي. اعترض بانز على السؤال. قال فراتسكي إنه يتمسّك بسؤاله ويطلب اتخاذ قرار بشأنه. سأل بانز ما هو سؤال فراتسكي تحديداً. سأل فراتسكي ما إذا كان P47 رأى صورة أنور عندما كان مع البُنّي أو عندما كان في بيت/مكتب البُنّي. قال P47 إنه سيجيب: مثل أمام المحكمة في هذا اليوم بالذات للإدلاء بشهادته ورواية قصته، بعيداً عن البُنّي. ولم يروِ قصته لأنور البُنّي. في البداية، لم يكن البُنّي يعرف شيئاً [عن قصة P47]. فيما يتعلق بالصورة، قال P47 إنه لم يرها في أي مكان، إلا مرة واحدة على الإنترنت.

أشار محامي الدفاع بوكر إلى أنه عندما لم يرغب P47 في الإجابة على سؤال، قال إن هناك أشخاصاً تعرّضوا للتهديد بسبب معلومات نوقشت في المحكمة. سأل P47 من الذي سيتعرض للتهديد وأين ومِن قبل مَن. قال محامي P47 بانز إن هذا يتعلق بالعمل الذي كان موكله يقوم به مع البُنّي والذي من خلاله كان لديه إمكانية الوصول إلى معلومات سرية.

قال بوكر إنه يود أن يُعزَل من منصبه كمحامي دفاع إذا كان عليه العمل بهذه الطريقة. قال إنه سيطرح سؤاله بطريقة أبسط: أشار إلى قول P47 إنه على علم بأشخاص يتعرضون للتهديد بسبب معلومات نوقشت في المحكمة، وسأله عمّا إذا كان يعرف ذلك بنفسه أو سمعه من آخرين. قال P47 إنه في الواقع لا يريد التحدث عن أشياء سرية. يمكنه أن يقول فقط إن أشخاصاً في سوريا سيتعرضون لتهديد بالفعل.

قال بوكر إنه يجب أن يكون لدى P47 فهم أفضل لمحاكمة دستورية. سيكون من الصفاقة ألّا يتمكن المرء من طرح أسئلة من هذا القبيل في محاكمة كهذه. قال P47 قبل أن يطرح بوكر سؤالاً، إنه هو نفسه يود أن يجيب على سؤال. [أشار محامي P47 إلى أنه يريد التحدث إلى P47] نفى بوكر رغبة P47؛ وتدخلت رئيسة المحكمة القاضي كيربر قائلة إن بانز سيتعامل مع هذا الموقف. [أجرى P47 ومحاميه بانز نقاشاً قصيراً.]

أشار بوكر إلى قول P47 في المحكمة إنه كان يعلم بالفعل أن فراتسكي يريد التحدث عن البُنّي. سأل بوكر P47 كيف عرف ذلك. قال P47 إنه كان هناك العديد من المحادثات بين السوريين حول حقيقة أن العديد من الشهود جاءوا [إلى المحكمة/المحاكمة] عبر أنور البُنّي. يعرف الجميع ذلك.

قال بوكر إنه ليس لديه المزيد من الأسئلة الآن.

تم صرف P47 كشاهد. أوضحت له كيربر أن له الحرية في المغادرة أو الجلوس بين الحضور أو البقاء في منصة الشهود بينما تناقش المحكمة بعض الأمور الإدارية.

قالت رئيسة المحكمة كيربر فيما يتعلق بتحليل قناة اليوتيوب [حُجِبت المعلومات] الذي عرض المدعي العام ريتشر إجراؤه في إحدى الجلسات السابقة: فإن المحكمة لديها التحليل الآن. لخّصت كيربر أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية لم يكن قادراً على تحديد صلة [بين قناة اليوتيوب] وأنور رسلان أو فرع الخطيب. وقالت كيربر إن التحليل سيضاف إلى ملف القضية وسيتم تزويد الأطراف به.

مضت كيربر لتعلن أنها ستتلو قرار القضاة:

[ما يلي هو إعادة صياغة للقرار بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

تم رفض طلب محامي الدفاع بوكر بتاريخ 24 و30 حزيران/يونيو 2021 للوصول إلى ملف التحقيق الهيكلي الذي أجراه مكتب المدعي العام الألماني.

رفض القضاة الطلب للأسباب التالية:

  • وفقاً لرئيس المفتشين الجنائيين دويسنج (المحقق الرئيسي في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية) والمدعي العام الاتحادي الألماني، فإن التحقيق الهيكلي هو تحقيق بدأ في أيلول/سبتمبر 2011 فيما يتعلق بالنزاع السوري. إنه تحقيق في جرائم يُحتمل أن تكون خاضعة للملاحقة القضائية. يتضمن التحقيق عدة مئات من الملفات، وشهادات شهود يصل عددها إلى رقم من ثلاث خانات، وتحليلات لمواد مفتوحة المصدر.
  • لا يُنصح بالوصول إلى الملف وفقاً للمادة 244 (2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. لا توجد أسباب واضحة للاعتقاد بأنه يتضمن نتائج أخرى ذات صلة بالمتهم بالإضافة إلى لائحة الاتهام العلنية الصادرة في 18 تشرين الأول/أكتوبر، 2019. ولم تُقدِّم شهادات مفتشي الشرطة ولا شهادات الشهود الآخرين أو أي ظروف أخرى أسباباً للاعتقاد بأن يتضمن المزيد من النتائج ذات الصلة. تمت إضافة جميع التحقيقات الإضافية ذات الصلة بهذه المحاكمة إلى ملف القضية من قبل مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني ومكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. ولم تشر الملفات التي طلبها القضاة إلى أي صلة بهذه القضية. ولا يشير الطلب أيضاً إلى أي نتائج إضافية.
  • بدون الوصول إلى الملف، لا يمكن إجراء معاينة للملفات.

رُفِعت الجلسة في الساعة 12:37 بعد الظهر.

ستُستأنف المحاكمة في 1 أيلول/سبتمبر، الساعة 9:30 صباحاً.

[2] ملاحظة من مراقب المحاكمة: استخدم P46 مصطلح “جندي” طوال شهادته لوصف عناصر قوات الأمن والسجّانين والموظفين في فروع المخابرات.

[3] ملاحظة من مراقب المحاكمة: استخدم P46 مصطلح “الرجل” [بالألمانية “Typ”] طوال شهادته لوصف زملائه المعتقلين أو أشخاص ينتمون إلى مجموعة معينة وصفها للتو.

______________________________________________

لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.