2 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #43: لا توجد حالات اختفاء قسري

داخل محاكمة أنور رسلان #43: لا توجد حالات اختفاء قسري

محاكمة أنور رسلان

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 43 لمراقبة المحاكمة

تواريخ الجلسات: 18 و19 آب/أغسطس، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط:[1]

اليوم السادس والثمانون – 18 آب/أغسطس، 2021

استمعت المحكمة بدءًا إلى شهادة السيد أوكوتوتش، وهو مفتش شرطة يبلغ من العمر 26 عامًامن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا الذي استجوب P17 وP18. وقرأ السيد أوكوتوتش رسالة البريد الإلكتروني التي تلقاها من أحد أفراد عائلة طبيب مفقود اعتُقل في الفرع 251.

وبعد ذلك، استمعت المحكمة إلى شهادة P44 وهو طالب هندسة مدنية في أوائل الثلاثينيات من عمره من جامعة دورتموند التقنية. ووصف كيف اعتُقل مع خاله وابن خاله في محطة وقود على طول أوتوستراد دمشق – حمص. وقد اقتيد إلى موقع مجهول ليومين ثم إلى فرع الخطيب لثلاثة أيام. وعلى متن الحافلة المتوجهة من الموقع المجهول إلى الخطيب، تمكن P44 من استخدام هاتفه المحمول الذي كان يخفيه للاتصال بشقيقه. وبينما كان ينحني إلى أسفل لإجراء المكالمة دون أن يُرى، لمح P44 من النافذة شخصًا يعتقد أنه أنور. ولم ير ذلك الرجل مرة أخرى.

اليوم السابع والثمانون – 19 آب/أغسطس، 2021

تحدث P45 إلى المحكمة مرتديًا قناعًا للوجه ورأسه مغطى جزئيًا خوفًاعلى أسرته في سوريا. وشرح كيف أيقظته القوات الحكومية عند الساعة الخامسة فجرًا في شهر آب/أغسطس 2012. وجمعوا قرابة 100 فرد من قريته ممن تظاهروا ضد الأسد، وأرسلوا القرويين إلى فرع الخطيب. وعلى الرغم من تعرض P45 والقرويين الآخرين للضرب والإهانة في طريقهم إلى الفرع، إلا أنهم لم يتعرّضوا لسوء المعاملة عند وصولهم إلى الخطيب، وذلك بفضل تدخّل اثنين من وجهاء القرية تربطهما علاقات قوية بالمسؤولين الحكوميين واللذين قاما بتأمين إطلاق سراحهم بعد ثلاثة أيام بشرط أن يعبّر أهالي القرية عن دعمهم للأسد.


اليوم السادس والثمانون – 18 آب/أغسطس، 2021

بدأت المرافعات في تمام الساعة 9:30 صباحًا بحضور سبعة أشخاص، وممثل واحد من الصحافة، ورسام قاعة المحكمة. ومثل الادّعاء العام كل من ريتشر وبولتس. ولم يحضر محامو المدّعين بانز، ومحمد، ورايجر.

شكرت القاضي كيربر المترجم الشفوي الذي سبق له العمل لصالح فريق الدفاع عن الغريب، وذلك لقاء موافقته على أن يحلّ محل أحد مترجمي المحكمة في هذه الجلسة.

وتُليت على الشاهد حقوقه وواجباته.

شهادة السيد أوكوتوتش

أفادت القاضي كيربر أن السيد أوكوتوتش قد حقق مع [P17] و[P18]، وأنه تلقى رسالة من شقيق P17. وسألته عمّا إذا زوده أولئك الشهود بأي وثائق أثناء التحقيق معهم، فأقر السيد أوكوشتوش ذلك قائلًا إنه قد وصلته رسالة عبر البريد الالكتروني أيضًا في شهر أيلول/سبتمبر [حُجِبت المعلومات].

رفعت كيربر نسخة ورقية من تلك الرسالة، وعرضتها على السيد أوكوتوتش، وسألته عمّا إذا كانت تلك هي الرسالة التي وصلته، فأقر ذلك، قائلًا إنها وصلته في شهر أيلول/سبتمبر [حُجِبت المعلومات].

سأل القاضي فيدنير السيد أوكوتوتش عمّا إذا أرسل شقيق P17تلك الرسالة له أم لا، فأقر ذلك.

سأل فيدنير السيد أوكوتوتش عن كيفية تصرفه بتلك الرسالة، فقال إنه طبع نسخة منها، وأرسلها إلى المترجم.

سأل فيدينر السيد أوكوتوتش عمّا إذا قام مترجم مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا بترجمة الرسالة إلى الألمانية، فأقر ذلك.

سُمح للشاهد بالانصراف في تمام الساعة 9:38 صباحًا.

أفادت كيربر أنه وصلت إلى المحكمة نسخة من نص ترجمة الرسالة التي أرسلها شقيق P17والتي تحمل تاريخ [حُجِبت المعلومات].

***

[ما يلي هو إعادة تمثيل لرسالة البريد الالكتروني بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه في المحكمة.]

إلى من يهمه الأمر:

اسمي [حُجِب الاسم]، وولدت في [حُجِبت المعلومات]. نوّد أن نُفيد حضرتكم بأن شقيقي [حُجِب اسمه] ولد في [حُجِب الاسم]، وعمل طبيبًا في مشفى المجتهد الكائن في دمشق. وأُلقي القبض عليه في المشفى، واعتُقل في الفرع 251. وليس لدى عائلته معلومات عن مكانه حتى هذه اللحظة، ولم نستلم جثته، أو مقتنياته الشخصية، أو شهادة وفاته.

[حُجِب الاسم]

[حُجِب التاريخ]

***

P44 طالب في أوائل الثلاثينيات من عمره، ويدرس تخصص الهندسة المدنية في [حُجِبت المعلومات]، وحضر في المحكمة برفقة محاميته د. أوميشين، وأُعلم بحقوقه وواجباته كشاهد. ولا تربطه بالمتهم أي صلة قرابة عن طريق النسب أو المصاهرة، وأعطى المحكمة عنوان محاميته.

شهادة P44

أشارت القاضي كيربر إلى أنه تناهى إلى علم المحكمة أن P44مرتبط بفرع الخطيب، وذلك بناء على شهادته التي أدلى بها أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة. طلبت كيربر منه أن يوضّح ما الذي حصل معه، فأوضح أنه سلك طريق دمشق-حمص السريع متوجّهًا إلى قريته [حُجِب اسمها] في شهر تموز/يوليو. وتوقف لتعبئة الوقود من إحدى محطات المحروقات، حيث كانت دورية تابعة لفرع الخطيب موجودة هناك (لم يعرف هويتهم بادئ الأمر، ولكنه عرف لاحقًا أنهم يتبعون لفرع الخطيب). واعتقلوه في غرفة صغيرة لا يعرف مكانها. وألقوا به في حافلة، واقتادوه إلى فرع الخطيب. وتم اعتقاله مع خاله، وابنٍ لخالٍ آخر. ومكث P44 في الفرع ثلاثة أو أربعة أيام فقط قبل أن يُطلق سراحه. واُفرج عن ابن خاله بعد مرور أسبوعين، وعن خاله بعد مرور أٍسبوعين آخرين. وأورد P44 تفاصيل من قبيل أنه أقام في [حُجِبت المعلومات]، وهو مكان ليس ببعيد عن فرع الخطيب.

سألت كيربر P44عمّا إذا كان بإمكانه أن يحدد اليوم الذي تم اعتقاله فيه، فقال إنه اعتقل في شهر تمّوز/يوليو 2012.

سألت كيربر P44عمّا إذا كان يعرف اليوم على وجه التحديد، فقال إنه اعتُقل في سوريا أثناء الثورة. وسُميّت تلك الجُمعة "ببركان دمشق"، وهو اليوم الذي أسفر عن خراب دمشق. وكان يتم تسمية أيام الجُمَع بالاعتماد على الوضع السياسي السائد فيها.

طلبت كيربر من P44 أن يورد تفاصيل اعتقاله داخل فرع الخطيب، فأوضح أنه اقتيد [برفقة آخرين] إلى الفرع على متن حافلة تُقّل 24 راكبا (ما يعرف بحافلة الهوب هوب). وزُجّ به في زنزانة بمساحة 3*3 أمتار، ولم يكن فيها دورة مياه أو مكان للاستحمام، وكان فيها نحو 20-24 شخصًا. وفي اليوم الثاني على اعتقاله، "طرقوا" الباب وقالوا إنه ينبغي أن يواجه الجميع الحائط، ثم قدّموا الطعام، وغادروا الزنزانة. ولم يحقق أحد مع P44. وتم استدعاؤه، والإفراج عنه في نهاية المطاف.

سألت كيربر P44 عن مدة اعتقاله، فقال: "أسبوع واحد".

أشارت كيربر إلى أن P44 قال إنه اعتقل ثلاثة أيام، فقال: "لا، إنه مكث في فرع الخطيب ثلاثة أيام، ويومين في مكان آخر لا يعرف موقعه".

سألت كيربر P44 عن طريقة معرفته بأن ذلك المكان هو فرع الخطيب، فقال إنه عرف ذلك عندما شاهد المكان عقب الإفراج عنه، حيث أقام بالقرب منه، وعرف الشارع، فلطالما تجوّل [في المنطقة] عندما كان في الجامعة.

سألت كيربر P44عمّا إذا شاهد المتّهم داخل سوريا، فقال إنه ليس متأكدًّا تمامًا من ذلك، ولكن عندما زجوا بهم في الحافلة، أمروا الجميع بأن يوجّهوا رؤوسهم نحو الأرض. وكانت مقاعد الحافلة الخلفية مرتفعة، لذا طأطأ رأسه، بحيث تمكنوا من مشاهدة قدميه فقط. [أوضح P44 كيف اختبئ خلف مساند المقاعد المرتفعة]. وكان بحوزته هاتف جوّال، فاتّصل بشقيقه، وأخبره بأنه اعتقل. وخفض رأسه كي لا يشاهده أحد [أثناء إجرائه تلك المكالمة]. [وجلس بقرب إحدى النوافذ]، وشاهد شخصًا ما عندما نظر خارجًا. واعتقد أن أوصاف ذلك الشخص تطابق أوصاف أنور التي وُصفت له عقب الإفراج عنه.

طلبت كيربر من P44 أن يعيد سرد ذلك الموقف، وأن يوضح من زوّده بأوصاف أنور، فأوضح أنه شاهد شخصًا [عندما ألقى نظرة من نافذة الحافلة]. وبعد أن أُفرج عنه، أعطاه [كلّ من ابن خال P44 وخاله] أوصاف أنور، وقال:" إذًا، لا بدّ أن ذلك الشخص الذي شاهدته من النافذة هو أنور".

سألت كيربر P44كيف خلص إلى تلك النتيجة، فقال إن [ابن خاله وخاله] قد وصفا أنور على أنه شخص يتراوح سنّه بين 45 عامًا و55 عامًا، ذو شعر خفيف، حليق اللحية، ولديه شامة على خدّه.

طلبت كيربر من P44 [أن يصف الشخص الذي شاهده]، فقال إن [ما وصفه للتوّ] هو ما شاهده، ألا وهو: شخص خفيف الشعر، حليق اللحية، وذو شامة على خده، وبدا من وجهه وكأن سنّه يتراوح بين 45 عامًا و55 عامًا.

سألت كيربر P44 عن أي شقّ شاهد من جسم ذلك الشخص، فقال إنه كان جالسًا، وكانت النافذة على يمينه.

سألت كيربر P44 عن الجهة التي كان ذلك الشخص مقابلا لها، [فأوضح ذلك باستخدام يديه]، قائلًا: "كانت محطة المحروقات "هنا"، ومحطة الحافلات "هناك"، وكان "الرجل" يتحدث مع الجنود خلف الحافلة، وكان يميني باتجاه الشق الأيمن لذلك الرجل".

***

[رسم مراقب المحاكمة المخطط التالي لعرض المشهد الذي وصفه P44].

***

سألت كيربر P44عمّا ارتداه ذلك الشخص، فقال إنه ارتدى ثيابًا مدنية.

سألت كيربر P44عمّا إذا أجاب شقيقه مكالمته، فقال إن شقيقه أخبره بأن يتكلم مع أحد ضباط الدورية، فأخبر شقيقه أنه حاول أن يفعل ذلك، ولكن تم توبيخه. وأخبره شقيقه بأن يُعلم شخصًا يدعى كفاح (أو أبو كفاح) من يكون شقيقه في حال شاهده. وكان شقيقه يعرف شخصًا ما في فرع الخطيب، واتّصل به، وأُعلم أن P44 [قد اعتقل] من قبل دورية تابعة لفرع أمن الدولة، وأن كفاحًا فيها. ولم يتمكن P44 من مشاهدة أي شخص أو أن يرفع رأسه.

سألت كيربر P44عمّا إذا عرف شقيقه بمكان اعتقاله، أو أنه عرف فقط أن الدورية تتبع لأمن الدولة، فقال إن [شقيقه] عرف أن الدورية تتبع لفرع الخطيب، ولكنه لم يعرف مكان اعتقال شقيقه كونه لم يتم اقتياده إلى فرع الخطيب بادئ الأمر.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أشار القاضي فيدنير إلى أن P44 شاهد شخصًا في محطة المحروقات وأنه يُحتمل أن يكون ذلك الشخص هو أنور، وسأله عمّا إذا شاهد ذلك الشخص داخل الفرع مرة أخرى، فقال: "كلا".

سأل فيدنير P44عمّا إذا شاهد ذلك الشخص مرة أخرى أثناء اعتقاله، فقال: "لا، لقد لمحته في تلك المرة فقط". [وبعد أن أفرج عنه]، عاد إلى القرية التي ينحدر منها، ثم توجّه إلى لبنان، ولم يشاهد ذلك الشخص مجددًا.

أشار فيدنير إلى أن P44 اقتيد إلى فرع الخطيب بعد أن أُلقي القبض عليه، وسأله عمّا إذا عرف أنه [كان في فرع الخطيب] عندما هاتَف شقيقه، فقال إن شقيقه أخبره عن كفاح، ولم يخبره أي شيء عن فرع الخطيب. ولم يعرف أنه كان في فرع الخطيب إلا عندما أُفرج عنه.

سأل فيدنير P44كيف عرف أن الشخص [الذي شاهده من النافذة] يعمل في فرع الخطيب، فقال إنه عندما تم الإفراج عنه، أخبره شقيقه أنه كان في فرع الخطيب، ولكنه لم يُعتقل فيه بادئ الأمر. وعندما تحقق شقيقه من أمر اعتقال P44 في فرع الخطيب، تحدث مع [كفاح] الذي أوضح بدوره أن [الدورية] تتبع للفرع.

سأل فيدنير P44عمّا إذا كان صحيحًا أنه اعتقل في مكان ما لمدة يومين قبل أن يتم نقله إلى فرع الخطيب، فأقر ذلك.

سأل فيدنير P44عمّا إذا كان ذلك المكان في دمشق، فقال إنه لا يعرف، [وفي حال لم يكن المكان في دمشق]، فإنه ليس بعيدًا عنها.

سأل فيدنير P44عمّا إذا تعرض لسوء المعاملة أو الشتم منذ لحظة إلقاء القبض عليه، وحتى وصوله إلى فرع الخطيب، فقال إنه تعرض للشتم وهو في الحافلة، ومحطة المحروقات. وتعرض للضرب في المحطة فقط، وليس في الحافلة. وعرف سبب اعتقاله لاحقًا، حيث دار "قتال" [استخدم المفردة الإنجليزية fighting] بين النظام والجيش السوري الحر. واعتقد ضباط الدورية أنه أحد أفراد [الجيش السوري الحر]، فاعتقلوه.

سأل فيدنير P44عمّن أخبره أن ذلك هو سبب اعتقاله، فقال إنه تبين بعد مغادرتهم المحطة أن اشتباكًا قد اندلع بين الطرفين، وأن المحطة تعرضت لأضرار.

سأل فيدنير P44عمّا إذا افترض [أن ذلك هو سبب اعتقاله]، فقال: "نعم"، وأقر ذلك فيما بعد كل من ابن خاله وخاله.

أشار فيدنير إلى أنه تم اقتياد P44 إلى فرع الخطيب، وطلب من P44 أن يصف الأوضاع فيه، فقال إن [المعتقلين أمروا بالتجرد من ثيابهم خلا سراويلهم الداخلية]، وتم تفتيشهم، وتعصيب أعينهم، واقتيادهم إلى القبو، وبدأ ذلك منذ لحظة دخولهم الفرع.

سأل فيدنير P44عمّا إّذا أُعيدت ثيابه إليه، فقال: "كلّا"، وإنه قد ارتدى "بيجامة" وخفّافة، وسروالًا رياضيا.

سأل فيدنير P44عمّا إذا خضع للتحقيق، فقال: "كلّا".

سأل فيدنير P44عمّا إذا تعرض لسوء المعاملة أو الضرب، فقال إنه لم يتحدث معه أحد في الفرع إلى أن تم استدعاؤه للإفراج عنه.

سأل فيدنير P44عمّا إذا سمع من المعتقلين الآخرين شيئًا عن تعرضهم لسوء المعاملة، فقال: "بالطبع"! وإنه لم يسمع ذلك فحسب، بل وشاهده أيضًا [أي شاهد تعرض أشخاص لسوء المعاملة]. وسمع من ابن خاله وخاله عن تعرض أشخاص [لسوء المعاملة].

سأل فيدنير P44عمّا إذا كان معه في الزنزانة معتقلون تعرضوا لسوء المعاملة، فقال إن كل من اعتقل في محطة المحروقات قد زُجّ بهم في نفس [الزنزانة].

سأل فيدنير P44عمّا إذا شاهد تعرض أشخاص لسوء المعاملة داخل الزنزانة، فقال: "كلّا"، وإنه لم يشاهد [تعرض أحد لسوء المعاملة]، ولم يسمع بحصول ذلك أثناء وجوده هناك.

سأل فيدنير P44عمّا إذا شاهد آثارًا تدل على تعرض المعتقلين لسوء المعاملة عندما وصل إلى الفرع، فسأل كيف له أن يشاهد آثارًا من ذلك القبيل وقد كانت الغرفة فارغة [قبل أن يدخلها برفقة المعتقلين الآخرين].

سأل فيدنير P44عمّا إذا استُدعي المعتقلون الآخرون لأسباب بخلاف التحقيق معهم، من قبيل الإفراج عنهم مثلا، فقال إنه هو الشخص الوحيد الذي تم الإفراج عنه.

سأل فيدنير P44 عن مدة مكوثه في الفرع، فقال إنه بقي فيه ثلاثة أيام.

أشار فيدنير إلى إفادة P44 التي أدلى بها أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة، والتي قال فيها إن أقاربه تعرضوا للتعذيب. وسأله عمّا إذا كان يقصد أن أقاربه تعرضوا للتعذيب أثناء مدة اعتقاله أم بعد أن أُفرج عنه، فقال إنه سبق له وأن ذكر أنه لم يتعرض لأي شيء [وأخبر المترجم الشفوي أنه يُحتمل أن فيدنير يشير إلى فترة لاحقة في حديثه].

أشار فيدنير إلى أن P44 قد اعتقل في الصيف، أي عندما كانت درجات الحرارة مرتفعة. وطلب منه أن يصف الأوضاع في الزنزانة، وعمّا إذا استطاع أن ينام فيها، فقال إن الزنزانة [تتألف من قسمين]: تبلغ مساحة القسم الأول 3*3 مترًا، فيما تبلغ مساحة القسم الثاني 50*60 سنتيمترًا، وهو مخصص لدورة المياه ومكان الاستحمام، ويفصل بينهما ربع جدار. وتمكن P44 من أن يستلقي فيها في حال لم يتواجد أي شخص قبالته. ولكن، كونها احتوت نحو 20-24 شخصًا، لم يتمكن أحد من الاستلقاء فيها، إلا إذا ظلّ [من يقابله] واقفًا. وفي حال أرادوا جميعًا أن يستلقوا على الأرض، لتوجب عليهم النوم على جنوبهم متراصين.

سأل فيدنير P44 عن جودة الهواء في الزنزانة، فقال إنهم قبعوا في قبو، و[رشح من سقفه] الماء المتسرب من الطابق العلوي، لذا كان الهواء مشبعًا بالرطوبة. ولم يكن هناك نوافذ كونهم كانوا في القبو. وعانى P44، وابن خاله وخاله من مشاكل جلدية بعد الإفراج عنهم. وغطّت البثور جلودهم، وأًصيبوا بالحكّة [ولكن لا يعني ذلك إصابتهم بالجرب فعلًا]. وأصيب ابن عمّه بالقمل.

سأل فيدنير P44 عن الإضاءة في الزنزانة، فقال إنه لم يوجد فيها كهرباء.

سأل فيدنير P44عمّا إذا كان هناك ضوء في الزنزانة، أم أنها كانت معتمة، فقال إنه كان هناك ضوء في الممر، ولكن كانت الزنزانة معتمة. وكانت هناك قضبان معدنية على باب الزنزانة، وفتحة (كُوّة) تهوية يمكن إغلاقها، ولكنّها ظلت مفتوحة في أغلب الأحيان. وعندما تحدث [المعتقلون] مع بعضهم البعض، صرخ شخص ما عليهم قائلا: "اخرسوا"!

سأل فيدنير P44عمّا إذا أحسّ بما كان يحصل [خارج الزنزانة]، فقال إنه لم يسمع إلا أصوات الجنود في الطابق السفلي.

سأل فيدنير P44 عن الماء والطعام، فقال إنه يوجد [ماء وطعام]، ولكنه لم يكن كافيًا.

طلب فيدنير من P44 أن يوضّح ذلك، فقال إنهم أحضروا لهم ثلاث زجاجات ماء بسعة 1.5 لتر لكل واحدة منها. وتألفت وجبة الفطور من ثلاث حبات زيتون، وقطعة حلاوة في بعض الأحيان. وتناولوا البرغل أو الفريكة كوجبة غداء أحيانًا.

سأل فيدنير P44عمّا إذا أوضح له أحد ما السبب وراء الإفراج عنه، فقال إنه [هو، وابن خاله وخاله] قد أُفرج عنهم من خلال ما لديهم من صِلات ومعارف، حيث هاتَف شقيقه أحد الأشخاص بالنيابة عنه، بينما كان لشخص آخر يد في الإفراج عن خاله وابن خاله. وقام أحد أخوال P44 الآخرين بدفع المال لقاء الإفراج عن خال P44وابن خاله.

سأل فيدنير P44عمّا إذا قام هو بدفع أي مبلغ، فقال إن شقيقه قد دفع المال لقاء الإفراج عنه.

سأل فيدنير P44عمّا إذا سأل شقيقه لاحقًا كيف قام بتأمين الإفراج عنه، فقال: "كلّا". وامتلك شقيقه وكالة لبيع السيارات في دمشق، وكان لديه معارف وصلات من خلال زبائنه. ولكن، لا يعرف P44 [طبيعة صلة شقيقه بمعارف في فرع الخطيب].

أشار فيدنير إلى أن P44قد ذكر اسم أنور أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة، وسأله عمّا قاله حينها عن أنور، فأوضح أن ضباط ومحققي أجهزة المخابرات الجوية، وفرع الخطيب معروفون. وإن المخابرات الجوية وفرع الخطيب هما [الفرعان] المعنيان باعتقال الأشخاص. على سبيل المثال، لا بدّ أن يعرف P44ضُباطًا من خلال صلاته ومعارفه إذا أراد أن يُفرج عن شقيقه إذا اعتُقل. كما أن المعتقلين السابقين يعرفون أسماء الموظفين، أو أوصافهم على الأقل.

سأل فيدنير P44: "وماذا عن اسم أنور؟"، فلم يفهم السؤال.

سأل فيدنير P44عمّا إذا كان يعرف ذلك الاسم في سوريا، فقال إن [اسم أنور] كان معروفًا، ولكنه لم يعرف أنور إلا بعد أن أُفرج عنه من المعتقل، وليس قبل ذلك. [وتم تداول] أسماء من عملوا في الفروع. [لم يُترجم كامل نص الجملة الأخيرة من إجابة P44].

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

استجواب من قبل المدّعين العامين

أشارت بولتس إلى أن P44 لم يسترجع ثيابه، وأنه لم يرتدِ سوى سروال، وخفّافة، وما إلى ذلك. وسألت P44 عمّا إذا كان يرتدي تلك الثياب [أثناء اعتقاله]، أو قبل اعتقاله ولم تُعَد إليه، فقال إنه تم تفتيشه، ومصادرة ثيابه، ونزل إلى الطابق السفلي دون ثيابه، ولكنها أُعيدت إليه بالطبع عندما [أُفرج عنه].

سألت بولتس P44عمّا كان يرتديه في الزنزانة، فقال إنه ارتدى سروالًا داخليًّا فقط.

سألت بولتس P44عمّا إذا ارتدى بقية المعتقلين سراويل داخلية أيضًا، فقال: "نعم ولا. يعتمد ذلك على العسكري؛ حيث يبادر إلى مصادرة ثياب المعتقلين إذا أعجبته [ثم ضحك قليلًا]".

أشارت بولتس إلى أن P44 اعتقل في القبو ثم أُفرج عنه. وسألته عن المكان الذي اقتيد إليه، وكيف تم الإفراج عنه، فقال إنه اقتيد من الزنزانة إلى الطابق العلوي. وأُمر بالتوقيع على وثيقة (لم يطّلع على فحواها)، ونهوه أن ينظر خلفه. وأُفرج عنه بعدها، واتصل بشقيقه، وأخبره بذلك. ثم استقلّ سيارة أجرة متوجّهًا إلى القرية التي يُقيم فيها.

سألت بولتس P44عمّا [إذا وقّع على تلك الوثيقة] أمام الزنزانة، فقال: "لا"، وإنه صعد إلى الطابق العلوي إلى أحد الأشخاص الذي يقوم بمهام تشبه مهام السكرتاريا، ثم وقّع على الوثيقة. ولم يعرف P44 ذلك الشخص، ولا إذا كان في مكتب أم لا لأنه كان معصوب العينين.

سأل ريتشر P44كيف وقّع على الوثيقة وهو معصوب العينين، فقال إن [أحد السجانين] قد أمسك بيده، وأمره قائلًا: "طُج حافرك" [وهي عبارة دارجة بالعامية في سوريا كناية عن الطلب من المخاطب التوقيع على ورقة، ولكن بنبرة تنمّ عن الاستهزاء والسخرية].

سأل ريتشر P44عمّا إذا عرف فحوى الوثيقة التي وقّع عليها، فنفى ذلك.

أشار ريتشر إلى أن P44 ذكر مصطلح "حفل الاستقبال" أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة، وسأله عمّا يقصد بذلك، فقال إنه تحدث مع محاميه عن ذلك أثناء فترة الاستراحة. حيث يتعرض للضرب كلّ من يعتقل لدى أجهزة المخابرات الجوية أو فرع الخطيب، وهذا هو ما يسمى "[بحفل] الاستقبال".

سأل ريتشر P44عمّا إذا تعرض للضرب أم لا، فقال إنه تعرض للشتم والضرب في محطة المحروقات، فيما كيلت له الشتائم وهو في الحافلة.

سأل ريتشر P44[عمّا إذا تعرض هو والمعتقلون الآخرون للضرب قبل نقلهم بالحافلة إلى فرع الخطيب]، فقال إنهم [تعرضوا للضرب] فور نزولهم من الحافلة.

سأل ريتشر P44 عن الطريقة التي [تعرضوا للضرب]، فقال إن خاله وابن خاله لم يتعرّضا للضرب، حيث تعرض واحد من كل ثلاثة أشخاص للضرب [لا على التعيين].

سأل ريتشر P44عمّا إذا تعرض للضرب عندما نزل إلى الطابق السفلي في فرع الخطيب، فقال إنه تعرض للضرب فقط عندما نزل من الحافلة. ولم يضع أحد يده عليه عندما نزل إلى القبو.

أشار ريتشر إلى أن P44 ذكر أصنافًا من الطعام مثل الزيتون والبرغل، وأن الزيتون كان فاسدًا، بحسب ما قاله أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة، فلم يتذكر ما [إذا كان الزيتون محفوظًا في الماء أم لا]، ولكن، يتذكر أنه ليس بإمكان أي أحد [أن يتناول ذلك الطعام إذا كانت الظروف مختلفة].

قال ريتشر إن P44ذكر أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة أنه اقتيد عندما أُفرج عنه إلى آمر السجن الذي حمل رتبة رقيب أول. وسأل ريتشر P44 كيف عرف ذلك، وعمّا إذا كان ذلك الشخص قد أخبره [عن رتبته]، فقال إنه لم يتم ذكر [الرتبة]، ولكن، كان وجود مساعد أول أو رقيب أول في مكتب آمر السجن أمرًا متعارفًا عليه. ولا يحيط بكثير من المعرفة عن الرتب، كما أنه لا يذكر أنه أشار إلى رتبة "رقيب أول" تحديدًا [أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة]، ولكن، عادةً ما يحمل [آمر السجن] رتبة مساعد أول.

سأل ريتشر P44عمّا إذا كان قوله إن [رتبة الشخص هي مساعد أول أو رقيب أول] هو من باب الاستنباط، فقال: "بكل تأكيد"!

قال ريتشر إن P44وصف الزنزانة أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة، وذكر أن دورة المياه تقع في القسم الخلفي عند إحدى زوايا الزنزانة، وأن الجدار الموازي لدورة المياه منخفض نوعًا ما، فأوضح أنه قال [أثناء تلك المقابلة] إن دورة المياه تقع في الزاوية الخلفية للزنزانة، وإن الجدار [الموازي لدورة المياه] لم يكن مرتفعًا إلى مستوى السقف، وإنه لم يكن هناك باب، وأضاف أن الجدار كان بعرض 180 سم إلى مترين.

سأل فيدنير P44 عمّا إذا تعرض للضرب عندما وصل إلى فرع الخطيب، فقال إنه سُئل عن نفس الأمر لتوّه، وعمّا إذا ينبغي له أن يجيب مرة أخرى.

قالت كيربر إن فيدنير يسأل لأن لديه سؤالًا على سبيل المتابعة، فسأل P44 عمّا إذا كان السؤال يدور حول تعرضه للضرب في محطة المحروقات أو على متن الحافلة.

أشار فيدنير إلى أن P44 نُقل من محطة المحروقات إلى فرع الخطيب بالحافلة. وأراد أن يعرف ما إذا تعرض P44للضرب في الفترة الواقعة بين نزوله من الحافلة ودخوله إلى الزنزانة، فقال P44 إن الجميع، وفيهم هو نفسه، تعرضوا للضرب والشتم. ولم يتعرض خاله وابن خاله للضرب [أثناء "حفل الاستقبال"]، ولكنهما تعرّضا للضرب داخل الزنزانة، بخلاف P44.

سأل فيدنير P44 عن الأداة التي استخدمت في ضربه، فقال إنه تعرض للضرب بخرطوم مياه بلاستيكي محشو بشيء ما. ولم يعرف ما هي تلك الأداة إلّا لاحقًا (كونه كان معصوب العينين)، وذلك عن طريق مقطع فيديو شاهده على موقع يوتيوب.

طلب فيدنير من P44 أن يصف الموقف آنف الذكر، وأين ضُرب بالتحديد، فقال إنه ضُرب على كتفه، ولم يعرف من قام بضربه. ويُرجّح أن ذلك الشخص يعمل في الفرع أو أنه [أحد الموظفين الذين نقلوا المعتقلين إلى الفرع بالحافلة]، ولم يستطع أن يُخمّن من هو على وجه التحديد.

سأل فيدنير P44عمّا إذا تسبب الضرب بإيقاع إصابات أو جروح بالمعتقلين، فقال إنه قد نجم عن ذلك الضرب كدمات، وليس جروحا.

استجواب من قبل محامي الدّفاع

أشار فراتسكي إلى قول P44 إنه اعتقل في محطة المحروقات، وسأله عمّا إذا كانت تلك المحطة مكانًا معروفًا، فقال إنها معروفة، وإنها أشهر محطة واقعة على الطريق الواصل بين حمص ودمشق.

أشار فراتسكي إلى قول P44 إن المحطة قد تعرضت لأضرار، وسأله عمّا إذا كان بوسعه أن يصف ما الذي يقصده بذلك، فقال إن الشقّ المواجه لحمص هو الذي [تعرض لأضرار]، حيث آل مبنى المتجر (سوبرماركت) إلى السقوط.

افترض فراتسكي أن P44 توجه إلى تلك المحطة على فرض أنها تعمل وتفتح أبوابها، فسأل P44 فراتسكي [مستنكرًا]: "أتعتقد أنني قمت بمعاينتها؟"

أوضح فراتسكي أنه كان يسأل على إثر قول P44 إن المحطة قد دُمّرت بالكامل، وسأل لماذا لم يهمّ بالمغادرة منها، فقال إنه لا يعرف، ولكنه عرف [هو، وابن خاله وخاله] أنهم وقعوا في الفخّ عندما وصلت الحافلة.

سأل فراتسكي P44 عن سبب ذهابه إلى محطة المحروقات على الرغم من أنها دُمّرت، وأنه لم يحتج إلى تعبئة الوقود، فسأل P44 [مُستنكرًا]: "من قال إني لم أرغب بتعبئة الوقود؟" أشارت أوميشين أن P44 قد قال إن المتجر قد دُمّر، فأوضح [مستخدمًا يديه] قائلًا: "هذا هو المتجر، وهذه هي محطة المحروقات". وعندما شاهدوا الحافلات متوجهة إلى محطة المحروقات، قال خال P44: "خير".

سأل فراتسكي P44عمّا إذا ذهب إلى محطة المحروقات لتعبئة الوقود، فأقّر ذلك.

سأل فراتسكي P44 عن عدد ضبّاط [الدورية] التي كانت في محطة المحروقات، فقال إنه لا يعرف، لأنه عندما دخل [هو، وخاله وابن خاله] المحطة، صرخ عليهم أحد الضباط، وركض آخر باتجاههم، آمرًا إيّاهم بأن يواجهوا الجدار. وألقوا بهم في مبنى قريب يشبه الكوخ. وشاهد ضابطين أو ثلاثة ضبّاط.

سأل فراتسكي P44عمّا إذا كان الشخص الذي لمحه هو أحد أولئك الضباط الثلاثة، فقال إنه لا يعرف.

قال فراتسكي إن P44 "شاهد ثلاثة أشخاص..." فقاطع كروكر مشيرًا إلى قول P44 إنه شاهد "شخصين أو ثلاثة أشخاص". وأشار شارمر إلى أن المكان الذي شاهد فيه P44أولئك الأشخاص يختلف عن المكان الذي توقفت فيه الحافلة.

سأل فراتسكي P44عمّا كان يرتديه أولئك الأشخاص، فقال إن أولئك الأشخاص الثلاثة ارتدوا ثيابًا مدنية، وكان أحدهم يرتدي بنطال "جينز" أزرق اللون. وعندما ذكر شقيقه اسم كفاح، وصف هيئته، وهو ما دفع P44 أن يعتقد أن الشخص [الذي كان يرتدي الجينز] هو كفاح.

أشار فراتسكي إلى قول P44 إنه شاهد ثلاثة أشخاص بثياب مدنية، وإنه شاهد عددًا من الجنود أيضًا. وطلب من P44 أن يوضح ذلك، فقال إن ضباط أجهزة المخابرات لا يرتدون زيًّا رسمياًّ. وعندما سمع شخصا يصرخ، [اعتقد أن ذلك الشخص] يعمل مع الجيش أو الشبيحة، بمعنى أنهم عملوا مع الدولة، وارتدوا ثيابًا مدنية.

أشار فراتسكي إلى أن P44قال إن أحد الأشخاص تحدث مع آخرين خلف الحافلة، فأوضح أن الشخص المقصود هو الشخص الذي لمحه.

سأل فراتسكي P44عمّا إذا كان ذلك الشخص ينظر [إلى الجنود خلف الحافلة]، فأوضح P44 أنه كان يتحدث على الهاتف وهو مطأطئ الرأس، وكان يرفع رأسه بين الفينة والأخرى كي يتأكد من أنه لم يشاهده أحد، وكانت تلك هي اللحظة التي التفت ذلك الشخص فيها.

أشار فراتسكي إلى قول P44 إن محطة المحروقات تقع على الطريق بين حمص ودمشق. وسأله عن المسافة التي تفصل بين دمشق والمحطة، فتساءل P44عمّا يحمله ذلك السؤال من أهمية لفراتسكي.

قالت كيربر إنه يتعين على P44 أن يجيب على السؤال، فقال إنه لا يعرف، ولكن، لربما تبعد نحو 10-20 كم. وأضاف [مستخدمًا يديه لإيضاح إجابته] أن "هنا دمشق، وهنا حرستا، وهنا الضاحية [ضاحية حرستا]، التي تليها محطة المحروقات".

أشار فراتسكي إلى قول P44 أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة إنه اعتقل مدة أسبوع واحد، ولكنه قال في المرافعة إنه اعتقل ثلاثة أيام فقط، فقالت أوميشين إن ذلك غير صحيح، وأوضح P44 أنه قال إنه اعتقل خمسة أيام أو أسبوعا، وإنه [اعتقل في مكان ما مدة يومين، وفي فرع الخطيب] مدة ثلاثة أيام.

سأل فراتسكي P44عمّا إذا كان من الصحة بمكان أنه اعتقل مدة يومين في المكان الذي لا يعرف موقعه، ومدة ثلاثة أيام في فرع الخطيب، فقال: "نعم، إن ذلك صحيح بكل تأكيد".

سأل فراتسكي P44عمّا إذا كان يعرف كم من الوقت قد تستغرقه المسافة المقطوعة من محطة المحروقات إلى المكان الذي لا يعرف موقعه، فقال إنه يعرف أنهما ليسا بعيدين عن بعضهما كون الرحلة إلى هناك لم تستغرق الكثير من الوقت، ولكنه لا يعرف المدة الزمنية على وجه التحديد. ولم يكن بحوزته ساعة يد، ولم يتمكن من أن يشاهد ما يدور حوله.

طلب فراتسكي من P44 أن يصف مدة اعتقاله الأول (أي اليومين)، وأن يوضح تحديدًا ما إذا تعرض للضرب، أو الاعتقال في زنزانة، أو الحصول على الطعام، وما إلى ذلك، فقال إنه عندما اقتيد إلى [الموقع غير المعروف] ثم إلى فرع الخطيب، افترض أن [من اعتقلوه] كانوا من الشبيحة؛ لأنهم لو كانوا من فرع الخطيب، لنقلوه إلى مبنى الفرع مباشرة. ولكن، تعاونت أجهزة المخابرات الجوية مع الشبيحة أثناء الأحداث بغرض نقل المعتقلين [إلى الفروع]، ولذلك ظنّ P44أنه اقتيد إلى مقر الشبيحة بادئ الأمر. وتعرض للضرب، والشتم، ولم يقدم له الطعام هناك، قبل أن يُنقل إلى فرع الخطيب.

سأل فراتسكي P44 متى سمع للمرة الأولى باسم أنور، وأين، فقال إنه سمع باسمه مرة أثناء الأحداث، ولكنه لا يذكُر من أخبره عنه، ومتى حصل ذلك على وجه التحديد.

سأل فراتسكي P44عمّا إذا تحدّث عن هذه المرافعة مع أطراف أخرى قبل أن يأتي إلى الجلسة، فقال: "كلّا".

[لم يكن هناك المزيد من الأسئلة. سُمح للشاهد بالانصراف في تمام الساعة 11:33 صباحًا].

أعطت د. أوميشين عنوانها البريدي لكيربر، وأعلمت كيربر P44 أن الوثيقة تفوّض د. أوميشين بأن تُدرج عنوانها البريدي على أنه عنوانه، فوافق على ذلك.

أعلنت كيربر أنه سيتم تجديد قاعة المحكمة، لذا، لن تكون متاحة للاستخدام بغرض عقد الجلسات المقررة بالتواريخ التالية: 29 و30 أيلول/سبتمبر، و6 و7 تشرين الأول/أكتوبر، و13 و14 تشرين الأول/أكتوبر. بدلًا من ذلك، ستُعقَد تلك الجلسات في القاعة الكبيرة لمحكمة المقاطعة.

قامت بولتس بتلاوة تصريح الادّعاء العام بشأن الطلب الذي تقدم به كل من بانز، وشارمر، وكروكر بتاريخ 22 تمّوز/يوليو، 2021. ما يلي هو موجز الإفادة الذي أعدّه مراقب المحاكمة:

أورد المدّعون العامون تفاصيل من قبيل أنهم لن يؤيدوا الطلب بزعم أنه لم يستوفِ الشروط بموجب أحكام البند (1) من المادة 7 من مدونة الجرائم ضد القانون الدولي. ويرجع ذلك إلى جملة من الأسباب، تشمل استعلام العائلات كثيرًا عن أماكن تواجد أبنائهم. علاوةً على ذلك، لا يمكن أن نربط بين المعلومات الخاطئة التي أُعطيت لهم بالمتّهم أو موظفيه. وبحسب المدعين العامين، ما يفوق ذلك أهمية هو أنه لم يُقصَد بذلك إخراج أولئك الأشخاص من نطاق الحماية القانونية، وإنما جمع المعلومات عن الفارين من الخدمة فقط.

رُفعت الجلسات في تمام الساعة 11:55 صباحًا.

ستُعقد جلسة الاستماع التالية في تمام الساعة 9:30 من صباح يوم 19 آب/أغسطس، 2021.


اليوم السابع والثمانون – 19 آب/أغسطس، 2021

بدأت جلسة الاستماع في تمام الساعة 9:45 صباحًا بحضور 10 أشخاص، وممثل واحد من الصحافة، بالإضافة إلى رسام قاعة المحكمة. ومثّل الادّعاء العام كل من ريتشر وبولتس. ولم يحضر محاميا المدّعين محمد ورايجر.

قالت محامي الشاهد د. أوميشين إن الشاهد يريد أن يضع كمامة، ويغطي جزءًا من رأسه، وألّا يدلي بمعلوماته الشخصية خوفًا على سلامة عائلته في سوريا. [أعطى كروكر أوميشين معطفه كي تمرره للشاهد. واستخدم الشاهد قبعة المعطف لتغطية رأسه].

قالت القاضي كيربر إنه ثمة شاهد سيمثُل أمام المحكمة بتاريخ 1 أيلول/سبتمبر، وآخر بتاريخ 2 و3 من نفس الشهر. ولكن، سيحضر الشاهد الثاني الجلسة التي ستُعقد في 2 أيلول/سبتمبر فقط، وتُلغى بهذا الجلسة المقرر عقدها بتاريخ 3 أيلول/سبتمبر.

[دخل الشاهد قاعة المحكمة في تمام الساعة 9:57 صباحًا].

لم يُفصح P45 عن معلوماته الشخصية أمام المحكمة، ولم يذكر اسمه وسنّه. وسبق له وأن اعتقل عدة مرات في سوريا، منها في فرع الخطيب.

شهادة P45

طلبت كيربر من P45 أن يخبر المحكمة عن سبب اعتقاله في فرع الخطيب، فقال إن قوات الأسد داهمت المدينة التي كان يقيم فيها في تمام الساعة 5صباحًا من أحد أيام شهر آب/أغسطس 2012. وكان مع زوجته وأطفاله، عندما كسر نحو 7ضباط باب منزله، واقتحموه، وطرحوه على ظهره أرضًا. وركلوا رأسه وضربوه باستخدام أسلحتهم، بل ووجهوا سلاحًا باتجاه رأسه، وسألوه عن جيرانه. ثم اقتادوه إلى حافلة تتسع 24 راكبا. وجلس خلفه في الحافلة شخص وجه سلاحه إليه. ولم يتمكن من مشاهدة ما حوله كونهم قد غطوا رأسه بقميصه الداخلي. وتوجهوا إلى خارج القرية التي يقيم فيها. واعتقلوا نحو 100شخص، ثم اقتادوهم إلى فرع الخطيب.

[ملاحظة من مراقب المحاكمة: لم يكن صوت P45 واضحًا هنا، حيث كان مكبر الصوت بعيدًا عن فمه، كما أنه تعمّد تغيير صوته. وطلب بانز سماعة].

سألت كيربر P45 عمّا حصل في فرع الخطيب، وكم مكث فيه، فقال إنهم وصلوا الفرع معصوبي الأعين، واستغرق دخولهم إلى الفرع نحو ساعتين تقريبًا، وتعرضوا في الأثناء للضرب والركل. وعندما وصلوا إلى الساحة الخارجية للفرع، أمر [الضباط] [المعتقلين] بالنزول من الحافلة، والتجرد من ثيابهم، قبل أن يزجّوا بهم في زنزانة. واعتقل P45 ثلاثة أيام. وتدخل على وجه السرعة [عدد من الأشخاص الموالين للنظام] في القرية التي ينحدر منها. وأُجبر المعتقلون على التوقيع على تعهّد بأنهم لن يشاركوا في المظاهرات مرة أخرى، ثم أُفرج عنهم. ولم يتعرض P45 للتعذيب أثناء اعتقاله، وخضع عدد قليل من أولئك المعتقلين للتحقيق، ولم يتم التحقيق مع P45.

سألت كيربر P45 كم مكث في المعتقل، فقال إنه مكث ثلاثة أيام.

أشارت كيربر إلى مَحضر التحقيق مع P45 من قبل الشرطة، والذي قال فيه إنه اعتقل مدة 20 يومًا، فأوضح أنه اعتقل 20 يومًا في المنطقة – الفرع 227، ونوّه إلى احتمالية وجود خطأ في [الترجمة الشفوية].

[ملاحظة من مراقب المحاكمة: انطوت الجلسة على عدد من المفارقات بين الأقوال التي أدلى بها P45 أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة وفقًا لمَحضر المقابلة، وأثناء جلسة الاستماع. وكان لدى مراقب المحاكمة انطباع بأن مَحضر المقابلة يعكس وجود مسائل تتعلق بالترجمة، وهو ما تقدم به P45. على سبيل المثال، تُرجمت كلمة "المنطقة" إلى "الخطيب" أثناء تحقيق الشرطة، ولعل ذلك يُعزى إلى اعتقاد المترجم أن "المنطقة" تعني "المنطقة المحيطة بالخطيب"].

استجواب من قبل القاضي فيدنير

سأل القاضي فيدنير P45 عمّا إّذا كان تعرض للاعتقال في آب/أغسطس 2012، فأقّر P45 ذلك.

أشار فيدنير إلى إفادة P45 التي أدلى بها أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة، والتي قال فيها إنه اعتقل في كفر سوسة في تمّوز/يوليو أو آب/أغسطس 2012، فقال P45 إنه [اعتقل] في كفرسوسة في العام 2018، فيما تم توقيفه في الخطيب في آب/أغسطس 2012.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا حصل ذلك في تمّوز/يوليو أو آب/أغسطس 2012، فقال إن ذلك حصل في آب/أغسطس 2012.

سأل فيدنير P45 عن سبب مداهمة منزله، واعتقاله، فقال إنه اعتقل كون مدينته من أوائل المدن التي تظاهرت ضد الأسد.

سأل فيدنير P45 كيف عرف أنه معتقل في فرع الخطيب على الرغم من كونه معصوب العينين [في طريقه إلى الفرع]، فقال إن المعتقلين الآخرين أخبروه بذلك، كما أنه ميّز تلك المنطقة عقب الإفراج عنه؛ حيث سبق له وأن درس في إحدى المدارس الابتدائية والثانوية الكائنة في المنطقة.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا تمكن من تمييز المبنى، فقال: "بالطبع!"، وإنه درس في تلك المنطقة مدة ست سنوات. وأخبره المعتقلون بأنه في فرع الخطيب، وتأكّد من ذلك عندما أُفرج عنه.

أشار فيدنير إلى أن P45 قد تعرض لسوء المعاملة في الطريق إلى الفرع، وسأله عمّا إذا تعرض لذلك أيضًا عندما وصل إلى هناك، فقال: "كلّا". عندما وصلوا إلى فرع الخطيب، نزلوا [من الحافلة]، وخلعوا ثيابهم، واتّخذوا وضعية القرفصاء.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا أُعيدت ثيابه له، فقال: "نعم"، حيث أُعيدت له قبل أن يتّخذ وضعية القرفصاء، واقتيد إلى زنزانته.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا أُعيدت كلّ ثيابه له، فقال إنه ارتدى قميصه الداخلي، وسرواله الداخلي، وبنطاله، بدون حذاء في المعتقل.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا أُعيدت ثيابه له، فأقر ذلك.

طلب فيدنير من P45 أن يصف ما الذي حصل أثناء اعتقاله، فقال إنه كان معصوب العينين، واقتيد إلى الطابق السفلي (ونزل نحو 5أو 6 درجات) حيث يقع القبو. وبلغت مساحة الزنزانة تقريبًا 9 أمتار مربعة أو 3*3م، وزُجّ فيها نحو 27معتقلًا. وكانت هناك نوافذ في أعلى جدران الزنزانة، وهو ما سمح بمرور أشعة الضوء إليها. وكانت تلك الزنزانة مهجعًا [أي زنزانة جماعية]، ووجد في زاويتها دورة مياه. وقُدمت لهم وجبة واحدة هي عبارة عن بطاطا أو كوسا مسلوقة.

أشار فيدنير إلى إفادة P45 والتي جاء فيها أن 27شخصًا اعتقلوا في زنزانة تبلغ مساحتها 3*3 م، وإلى أنه قال شيئًا مختلفًا أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة، فقال P45 إن مساحة الزنزانة الكائنة في المنطقة تبلغ 12*3 م، وتراوح عدد المعتقلين فيها ما بين 70 إلى 80شخصًا. وافترض وجود التباس بخصوص فرع الخطيب والمنطقة.

سأل فيدنير P45 [عن أوجه المقارنة بين المنطقة والخطيب]، فقال إن مساحة الزنزانة في فرع الخطيب تبلغ 3*3م، واعتقل فيها 27شخصًا.

سأل فيدنير P45 عن عدد الأشخاص المعتقلين من القرية التي ينحدر منها، فقال إن عددهم قد بلغ نحو 100 شخص على وجه التقريب.

أشار فيدنير إلى إفادة P45 التي أدلى بها أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة، والتي قال فيها إن 68 رجلًا [من قريته] قد اعتقلوا، فقال إن أولئك الأشخاص اعتقلوا في فرع المنطقة، وبلغ عدد المعتقلين نحو 100أو أقل. وأضاف أن ذلك قد حصل قبل 10 سنوات، لذا، ليس بإمكانه أن يتذكّر الكثير من التفاصيل.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا كان أولئك الأشخاص البالغ عددهم 27 شخصًا من قريته، وإذا ما اعتقلوا في تلك الزنزانة البالغ مساحتها 3*3 م، فقال إن كل من في المهجع تنحدر أصوله من قريته.

سأل فيدنير P45 عن أعمارهم، فقال إنه يعتقد أن أعمارهم تتراوح بين 16 و45 عامًا.

أشار فيدنير إلى أن P45 وصف كيف دخل الضوء إلى الزنزانة من الخارج، فقال إن ذلك صحيح، حيث أن الزنزانة مزودة بنوافذ [في أعلى الجدار]، ويُطلق عليها في سوريا اسم "المندلون".

سأل فيدنير P45 عمّا إذا كان بإمكانه أن يشاهد أي شيء في الخارج، فنفى ذلك قائلًا إنه تمكن من سماع أصوات فقط.

استشهد فيدنير بإفادة P45 الواردة في نص مقابلته مع الشرطة، حيث قال: "يوجد مصباح مضاء على مدار الساعة، ولم نتمكن من تمييز الليل من النهار"، فأشار P45 إلى أن المترجم الشفوي الذي ترجم جلسة التحقيق مع الشرطة قد أخذ بكلمة "المنطقة" على أنها "المنطقة المحيطة بالخطيب".

سأل فيدنير P45 عمّا إذا كانت المعلومات الواردة في الاقتباس السابق تتعلق بحادثة اعتقال مغايرة، فأقر ذلك.

سأل فيدنير P45 عن الوضعية التي اتخذها للنوم في الزنزانة، وجودة الهواء فيها، فقال إنها كانت مزودة بباب معدني، ودورة مياه في إحدى الزوايا. وكان من ضروب المستحيل أن يستلقي المعتقلون على ظهورهم فيها، حيث كانوا يقفون أو يتخذون وضعية القرفصاء فيها أكثر الأحيان. وكان من بينهم معتقل يعاني من صعوبات في التنفس، فنادوا السجّان وأخبروه [عن حالة ذلك الشخص]، فما كان من السجّان إلا أن دخل الزنزانة، وركل صدر ذلك الشخص، وسأله: "أتشعر بتحسّن الآن؟"

سأل فيدنير P45 عمّا إذا شهد على تلك الحادثة، فقال: "نعم".

سأل فيدنير P45 عمّا إذا شاهد معتقلين آخرين يتعرضون لسوء المعاملة داخل فرع الخطيب، فقال إن السجّان ضرب [الشخص الذي تحدّث عنه للتوّ] على صدره، وسأله عمّا إذا كان يشعر بتحسن بعدها.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا كان هناك حالات أخرى، فقال إن تلك هي الحالة الوحيدة التي حصلت أثناء اعتقاله مدة ثلاثة أيام، وإن أولئك المعتقلين كانوا مدللين نظرًا لارتباط القرية التي ينحدرون منها بالنظام.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا تمكن من النوم، وفي حال ردّ بالإيجاب، كيف أمكنه ذلك، فقال P45 إنه نام متّخذًا وضعية القرفصاء. وأما بقية المعتقلين، فظلوا واقفين في أغلب الأحيان، ولم ينَم أحد منهم كونهم كانوا دائمي الانشغال بالتفكير في مصيرهم.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا تمكن من أن ينال قسطًا من النوم طيلة الأيام الثلاثة، أو إذا ما أُجبر على اتخاذ وضعية القرفصاء أثناء النوم، فقال إنه عادة ما تم اقتياد خمسة أشخاص للتحقيق، مما أتاح لهم [مجالًا] لمدّ أرجلهم، ولكن ليس للاستلقاء بشكل كامل.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا خضع للتحقيق، فقال: "كلّا".

سأل فيدنير P45 عمّا إذا [أخبره] المعتقلون الآخرون بما حصل أثناء التحقيق معهم، فقال إنهم أخبروه برؤوس الأقلام فقط. وكانوا يتهامسون فيما بينهم، وإذا سمعهم السجّان، ضرب الباب قائلًا: "ممنوع الكلام!" وطُرح عليهم أسئلة تتعلق بأسمائهم، وأعمارهم، ومشاركتهم في المظاهرات من عدمها، ومعارفهم.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا ذكر المعتقلون تعرضهم للعنف أثناء التحقيق معهم، فقال إنهم [لم يتعرضوا للعنف] نظرًا لوجود مسؤولين ذوي رتب رفيعة من القرية التي ينحدرون منها، ولوجود [علاقة] بين أولئك المسؤولين والنظام.

طلبت أوميشين استراحة.

***

[أُعلن عن استراحة لمدة 10 دقائق، ولكنها استمرت 25 دقيقة]

***

سأل فيدنير P45 عمّا إذا سأله أحد ما عن الأشخاص الآخرين المعتقلين في المنطقة – الفرع 227 أثناء التحقيق معه من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، فأقّر ذلك.

قال فيدنير إن P45 قد سُئل عن أعمار المعتقلين، فقال إن أعمارهم تتراوح بين 16 و70 عاما من العمر.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا كان ذلك في فرع المنطقة، فقال إن ذلك يتعلق بالفرع 227.

قال فيدنير إن P45 قد سُئل عن الوجبات التي قُدّمت لهم أيضًا، فقال إنه تم تقديم وجبتين للمعتقلين في المنطقة، بواقع واحدة في الصباح، وأخرى في المساء، فيما لم يُقدم لمعتقلي الخطيب سوى وجبة واحدة.

أشار فيدنير إلى إفادة P45 أن الزنزانة التي اعتقل فيها في فرع الخطيب كانت قذرة، وإنه لم يتمكن من النوم فيها. وسأله عمّا بوسعه أن يضيف من تفاصيل تتعلق بفرع الخطيب، فقال إن الزنزانة كانت ضيقة، وكانت جدرانها قذرة. ولم تُقدّم لهم سوى وجبة واحدة، ولم تكن كمية الطعام كافية. وامتنع المعتقلون عن تناول تلك الوجبة بسبب الوضع السائد، والضغوط النفسية، وانشغالهم بالتفكير في مصيرهم.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا تعرض المعتقلون للضغوط النفسية فقط، وليس الأذى الجسدي، فقال إن المعتقلين [الذين تنحدر أصولهم من قريته] لم يتعرضوا لضروب الأذى الجسدي أثناء مدة اعتقاله، حيث كانوا "مدللين" نظرًا لارتباط بعض أفراد تلك القرية بالنظام.

سأل فدينير P45 عن كيفية الإفراج عنه، فقال إن اثنين من أعيان القرية تدخلا بسرعة لإنقاذ المعتقلين من أهالي القرية. وكان أحدهما يحمل رتبة لواء في الجيش، فيما كان الآخر نائبًا في مجلس الشعب. والتقيا بالمعتقلين، وتحدثا عن الحس الوطني، وطلبا منهم التعهد بعدم المشاركة في المظاهرات مجددًا، وأن يؤيدوا الأسد. وبعد ذلك، وقع المعتقلون على ورقة بيضاء.

سأل فيدنير P45 كيف عاد إلى منزله، فقال إنه عاد بواسطة الحافلات التي تتسع 14 راكبا والتي جلبها اللواء والنائب لنقل المعتقلين إلى القرية.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا شاهد وجوه موظفي فرع الخطيب، فقال: "لا"، وإن الموظفين حرصوا كل الحرص على ألا يشاهد [المعتقلون] وجوههم. وكان يتم تعصيب أعين المعتقلين عند دخولهم الفرع ومغادرتهم منه. ولم يحضر موظفو الفرع عندما التقى اللواء والنائب بالمعتقلين.

سأل فيدنير P45 عمّا إذا حصل ذلك الاجتماع [مع اللواء والنائب] داخل الزنزانة، فقال: "لا"، وإنما حصل خارج الزنزانة داخل قاعة، أي حيث تم الإفراج عنهم.

أشار فيدنير إلى أن P45 قد سُئل عمّا إذا عرف شيئًا عن طبيعة مسؤوليات فرع الخطيب، فقال إنه لا يعرفها.

أشار فيدنير إلى إفادة P45 التي قال فيها إن فرع الخطيب مسؤول عن حفظ أمن الدولة، فأجاب أنه كان يتحدث بشكل عام، وإنه ليس على إطلاع بتفاصيل الفرع، وحيثياته. وعلى الرغم من أن الجميع يعرفون اسم فرع الخطيب، لم يعرف P45 عنه أي شيء قبل اعتقاله.

[لم يكن هناك المزيد من الأسئلة].

[سُمح للشاهد بالانصراف في تمام الساعة 11:15 صباحًا].

وزعت القاضي كيربر نسخًا من بيانات المدّعين العامين التي أدلوا بها اليوم السابق، وقام فراتسكي أيضًا بتلاوة إفادة.

تقدّم الدفاع بطلب لاستدعاء [حُجِب الاسم] ليمثل أمام المحكمة كشاهد، بوصفه قد عمل في القسم 40 قبل أن ينشقّ عن النظام. وبحسب الدفاع، بوسع ذلك الشاهد أن يوضح كيف قامت الفرقة الرابعة، والقسم 40، وحافظ مخلوف بصفته رئيسًا للقسم المذكور بالتدخل في أعمال فرع الخطيب ومهامه، وبيان مدى سطوتهم ونفوذهم على الفرع. كما ساق الدفاع حججًا مفادها أنه بإمكان الشاهد أن يوضح مدى النفوذ والسلطة اللتين مارسهما الضباط من العلويين على نظرائهم السُنّة في الفرع.

رُفِعت الجلسة في تمام الساعة 11:24صباحًا.

ستُعقَد جلسة الاستماع التالية في تمام الساعة 9:30 من صباح يوم 25 آب/أغسطس 2021.


[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

______________________________________________

لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.