داخل محاكمة أنور رسلان #37: السجّان: "لا إله إلا بشار الأسد"
المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا
التقرير 37 لمراقبة المحاكمة
تواريخ الجلسات: 16 و17 حزيران/يونيو، 2021
تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافاً للتعذيب.
الملخّص/أبرز النقاط:[1]
اليوم الخامس والسبعون – 16 حزيران/يونيو، 2021
أدلى المدّعي P34، وهو رجل سوري يبلغ من العمر 34 عاماً، بشهادته بشأن اعتقاله في فرع الخطيب، وكذلك اعتقال شقيقه في الفرع نفسه. كما وصف P34 ظروف الاعتقال السيئة بشكل عام في الفرع وقال إنه سمع أشخاصاً يتعرضون للتعذيب بالصدمات الكهربائية كل يوم. وأوضح للمحكمة أن أخته أخبرته أن شقيقهما المعتقل في فرع الخطيب، قد حقق معه أنور رسلان وهدده باعتقال واغتصاب أخته إذا لم يعترف. كما أظهر P34 للمحكمة صورة من ملفات قيصر تُظهر صهره الذي يُزعم أنه توفي في فرع الخطيب.
اليوم السادس والسبعون – 17 حزيران/يونيو، 2021
أدلى P35، رياضي سوري سابق، بشهادته عن اعتقاله في فرع الخطيب وعن العواقب الجسدية والنفسية الاجتماعية لاعتقاله 13 مرة في سوريا. وأقرّ القضاة أنه كان من الصعب على P35 الإدلاء بشهادته في المحكمة وتذكُّر التفاصيل بسبب الصدمة النفسية والاجتماعية التي نجمت عن الاعتقالات المتعددة والتعذيب. وتعرّف P35 على رسلان كرئيس للتحقيقات في الفرع 251 وأنه يتمتع بصلاحيات ونفوذ على نطاق واسع.
اليوم الخامس والسبعون – 16 حزيران/يونيو، 2021
بدأت الجلسة في تمام الساعة 9:30 صباحاً بحضور ستة أشخاص، واثنين من ممثلي الصحافة. ولم يطلب أي من الصحفيين المعتمدين الحصول على خدمات الترجمة الشفوية إلى اللغة العربية. ومثّل الادّعاء العام المدّعيان العامّان كلينجه وبولتس. ولم يحضر محامي المدعين د. كروكر الجلسة، وحضر محامي المدعين كلايار بدلاً من خُبَيْب علي محمد.
أدّى المترجم الشفوي الجديد لدى المحكمة القسم القانوني أمام المحكمة، وتم إعلامه بواجباته كخبير لغوي في المحاكمة.
قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إن محامي المدّعين بانز الذي حضر رفقة P34 قد أرسل مؤخراً صورةً للمحكمة، وطلب بانز أن يوّضح الأمر لكل الأطراف. وقال بانز إن موكّله قد تطرّق للحديث عن صهره أثناء استجوابه من قبل الشرطة [مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا]. وتشاور بانز وP34 بعد التحقيق، وأخبره P34 أن عائلته تعرفت على هوية صهره في إحدى الصور في مجموعة صور قيصر. وأرسل P34 الصورة إلى بانز الذي اعتقد بدوره أن P34 قد أرسل الصورة لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، ولكنه لم يفعل ذلك على ما يبدو. وبالتالي، أرسل بانز الصورة إلى القضاة بصورة مباشرة، كي يتم إدراجها في ملف القضية، وتكون متاحة لاطلاع جميع الأطراف عليها. سلّمت القاضي كيربر رئيسة المحكمة النُّسَخ الملونة من الصورة لجميع أطراف القضية.
شهادة P34
حضر P34 رفقة محاميه، وتم إعلامه بحقوقه وواجباته كشاهد. وأوضح P34 أنه يبلغ من العمر 34 عاماً، ويعمل مختص رعاية في إحدى مدارس الأطفال ذوي الإعاقة.
استجواب من قبل القاضي كيربر
أوضحت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أنه سيتعين على P34 أن يعيد أمام المحكمة أقواله التي سبق له وأن أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة في نهاية العام المنصرم. وطلبت من P34 أن يصف سبب اعتقاله في سوريا، وكيفية حصول ذلك. وأضافت أن القاضي فيدنير سيطرح على P34 المزيد من الأسئلة حسب الاقتضاء. سأل P34 عمّا إذا كان ينبغي له أن يسرد كيفية اعتقاله، أو أن يصف ذلك بشكل عام، فقالت القاضي كيربر إنه ينبغي له أن يخبر المحكمة عن كيفية اعتقاله، وعمّا حصل من أمور عقب اعتقاله.
أوضح P34 أن المظاهرات قد انطلقت في شهر آذار/مارس 2011، وشارك شقيقه وخاله وغيرهما من الأشخاص فيها. وانطلقت مظاهرات في مدينة دمشق القديمة، وفي الحميدية. وقال P34 إنه تم اعتقال شقيقه وخاله في إحدى المظاهرات، وتسنّى للعائلة أن تعرف أنه تم اقتيادهما إلى فرع الخطيب، ومكثا فيه شهراً واحداً. وبدت آثار التعذيب وسوء المعاملة واضحة للعيان على جسديهما عند الإفراج عنهما. وبعد أن أفرج عن شقيق P34، بدأ في تنظيم المظاهرات ضد بشّار الأسد والتي سرعان ما عمّت أنحاء البلاد كافّة. وقال P34 إنه قد شارك في المظاهرات في [حُجِبت المعلومات]، وإن شقيقه قد نظّم مظاهرات على نطاق واسع، وهو ما يرجّح أن يكون السبب وراء ظهور اسم شقيقه في إحدى قوائم المطلوبين. وكان شقيقه محطّ اشتباه دائم، وألّحت السلطات في طلبه، وإلقاء القبض عليه.[2] وأوضح P34 أنه شارك رفقة أشقائه الآخرين في المظاهرات أيضاً، ما أدّى إلى إدراج أسمائهم في تلك القوائم أيضاً. وقام عناصر من الجيش بمداهمة المنزل أواخر شهر تمّوز/يوليو 2011. وقال P34 إن أولئك العناصر قد كانوا من الجيش، وحملوا بنادق كلاشينكوف الآلية. وحطموا الباب، وداهموا الشقة، واقتادوه رفقة شقيقيه إلى الطابق السفلي من الفرع. وأوضح P34 أنه شاهد ثلاث حافلات صغيرة، إضافة إلى سيارات من طراز جيب أمام القافلة وخلفها.
قاطعت القاضي كيربر رئيسة المحكمة قائلةً إن الإيماءة التي بدرت من P34 دفعتها إلى استنتاج وجود أسلحة أيضًا، وسألت عمّا إذا حمل الأشخاص في سيارات جيب أسلحة أيضًا، فقال P34 إنه كان هناك مركبة نصف نقل مزوّدةً بسلاح كبير. وسأل كيربر عمّا إذا ينبغي له أن يوضح التفاصيل كافة، فأقرت كيربر ذلك.
مضى P34 في حديثه واصفاً أنه قد تمت مصادرة هاتفه وهواتف أشقائه، بالإضافة إلى مَحافظهم. ولم يكن P34 يرتدي سوى سترة/قميص داخلي وسروال داخلي. وكان حافي القدمين، وتم تقييد يديه إلى ظهره، وتعصيب عينيه. وقال P34 إن العناصر أمسكوا به من رقبته، واقتادوه إلى الطابق السفلي، وزجّوا به في إحدى الحافلات. وكان عناصر من الجيش بانتظاره داخل الحافلة، وحمل أحدهم سلاحاً. وأوضح P34 أن أحد أولئك العناصر الذي كان يرتدي حذاءً عسكريًا (بسطاراً) قد داس على قدميّ P34 كونه كان حافيًا. وتعرض هو وأشقاؤه للضرب في كل مرة حاولوا أن يرفعوا رؤوسهم فيها. وقال P34 إنهم وصلوا إلى وجهتهم بعد مرور ساعة تقريباً، ولم يتمكن من مشاهدة أي شيء سوى أنه اقتيد إلى الطابق السفلي. ووقف في أحد طوابير الانتظار في الممر، وقال P34 إنه ثمّة زنازين في القبو. وأخبر المحكمة أيضاً أنه قد أُجبر مع أشقائه على خلع سراويلهم الداخلية، والاستلقاء أرضاً، قبل أن يبادر الحراس إلى تفتيش فتحة الفرج للتأكد من أنهم لا يحملون شيئًا داخلها. وقال P34 إنه تمت مصادرة الأشياء التي وجدت بحوزة المعتقلين.
اقتيد P34 وأشقاؤه بعد ذلك إلى إحدى الزنازين الجماعية التي كانت مكتظّةً جدًّا لدى وصولهم إليها، ثم دخل شخصان يحملان هراوتين، وشرعا في ضرب المعتقلين الواقفين في الصفوف الأمامية. وسمعوا صرخات أشخاص يتعرضون للصعق بالكهرباء بعد إغلاق الباب. وانتظر P34 وأشقاؤه أن يتم التحقيق معهم. وأضاف P34 أنه عندما زُجّ بهم في الزنزانة، تم اتهام الكثير من الأشخاص بحيازة القنابل والأسلحة. ومضى واصفاً أنهم حصلوا على الطعام مرتين في اليوم، ولكنه لم يكن "شيئًا يُذكر". وقال إنهم كانوا جوْعى على الدوام، ولم يحصلوا سوى على الطماطم، والخبز فقط. وأُلقيَ بمعتقلين جدد في الزنزانة كل يومين أو ثلاثة أيام، واعتُقل نحو 125 شخصاً في نفس الزنزانة الصغيرة. وقال P34 إنه شاهد بين المعتقلين طفلاً يبلغ من العمر 8 أو 9 أعوام، ورجلا مسنّا يبلغ من العمر 80 عاماً تقريباً، وذلك في اليوم الأول لاعتقاله في تلك الزنزانة. وأخبر المحكمة أنه تم اقتياد بعض المعتقلين للتحقيق عند إعادة آخرين منه. ولم يكن في الزنزانة ماء، وأجبروا على شرب الماء من دورة المياه. وبحسب P34، اضطر المعتقلون إلى النوم وقوفا لضيق المكان.
قال P34 إنه مكث في الزنزانة خمسة أيام، أو أكثر، وسمع صراخ الأشخاص على الدوام طيلة تلك المدة. وبعد بضعة أيام، تم اقتياده إلى الممر، وتقييد يديه، وتعصيب عينيه، ثم أُجبر على أن يقف هناك حيث سمع صراخ الأشخاص وهم يتعرضون للتعذيب. وبعد ذلك، تم اقتياده إلى غرفة وقف فيها شخص خلفه وهو يحمل هراوة. وقال P34 إنه لم يتمكن من أن يشاهد الكثير مما دار حوله، ولكنه شاهد أنه كان هناك شخص يجلس خلف مكتب. وأُجبر P34 على أن يجثو على ركبتيه، وطُرحت عليه أسئلة عن مشاركته في المظاهرات من عدمها، وعمّا إذا قام بالتخطيط للقيام بأي شيء ضد الحكومة أم لا، فنفى كل ذلك، وتلقى ضربةً من الخلف في كل مرة أجاب فيها على السؤال بالنفي. كما سُئل عمّا إذا أدار موقعاً إلكترونيًّا معارضاً للنظام أم لا، فنفى ذلك، وتعرض للضرب في كل مرة أجاب فيها نافيًا مل يوجه إليه. وقال P34 إنه اقتيد إلى إحدى الممرات عقب التحقيق معه، وأُجبر على أن يقف هناك وهو مطأطئ رأسه، وتعرض للضرب في كل مرة رفع رأسه فيها. واقتيد إلى ممر آخر حيث أُجبر على أن يجلس فيه على الأرض نحو ساعتين قبل أن تتم إعادته لنفس الزنزانة التي اقتيد منها. وقيل له إنه سيتم الإفراج عنه وعن أشقائه في غضون يومين أو ثلاثة.
اقتيد هو وأشقاؤه إلى إحدى الممرات، ونزلوا بضع درجات كي يصلوا إلى ذلك الممر. وأوضح P34 أنه اعتقد أنه سيتم الإفراج عنهم حينها، ثم جرى نقلهم إلى زنزانة أصغر حجمًا. ومكث P34 وأحد أشقائه في نفس الزنزانة، بينما اقتيد شقيقه الآخر إلى زنزانة مختلفة. ووصف P34 أن عدد المعتقلين في الزنزانة الصغيرة قد تراوح بين 35 أو 36 معتقلاً، ومكثوا فيها مدة يومين. وأشار P34 إلى أنه التقى رجلين مسنّين هناك، مضى على اعتقال أحدهما في تلك الزنزانة 9 سنوات، بينما مضى على اعتقال الآخر 12 سنة، من غير أن تصدر في حقهما لوائح اتهام أصوليا، ولم يمثُلا أمام قاضٍ قطّ. ووصف P34 حالة شخص آخر من دوما في نفس الزنزانة، وقد بدت آثار التعذيب واضحة على سائر أنحاء جسده الذي كان مُخضرًّا ومُزرقًّا. وبحسب P34، لم يكن ذلك الشخص قادراً على الكلام أو تناول الطعام، ولم يتم إعطاؤه علاجات أبداً. وقال P34 إنه من الواضح بمجرد النظر إلى ذلك الشخص أنه على وشك أن يلقى حتفه ما لم يُنقَل إلى أحد المشافي. وقال P34 إن ذلك الشخص قد كان في نفس الزنزانة معه قبل أن يتم نقلهما إلى الزنزانة الصغيرة معاً.
قال P34 إن مدة اعتقاله في الفرع بلغت ما مجموعه 11 يوماً، واقتيدوا بعدها إلى خارج الزنزانة، ليُقال لهم إنه بوسعهم أن يعودوا إلى منازلهم. وأضاف P34 أنه تم اقتياد الشخص الذي بدت آثار التعذيب واضحة على جسده خارج الزنزانة كل يومين، وما يلبث أن يعود "وقد تفاقمت معاناته". وبقي ذلك الشخص في المعتقل حتى بعد أن تم الإفراج عن P34 وأشقائه. وافترض P34 أن ذلك الشخص قد تُوفي هناك كونه لم يتلق العلاج أبداً. وأخبر P34 المحكمة أنهم أُجبروا على أن يصعدوا [من الزنزانة] إلى الطابق العلوي حيث تجمّعوا هناك [وذلك عند اقتراب موعد الإفراج عنهم]، وتم تقييد أيديهم بأسلاك. وأوضح P34 أن الشخص الذي أخبرهم أنه بوسعهم أن يعودوا إلى المنزل قد قال ذلك وهو مبتسم. ولكن، زُجّ بهم في حافلات، وجرى تعصيب أعينهم. ووصف P34 أنه تمكن من أن يشاهد القليل وهم في الطريق. وتشابه الموقف مع نظيره السابق [الذي حصل لحظة اقتيادهم من المنزل إلى الفرع]: ورافقت القافلة العسكرية سيارات أخرى، وكان هناك شخص بانتظارهم على باب الحافلة، وكان أحدهم مسلّحًا، مرتديا زيا معينا. وقال P34 إنه تفاجأ عندما اقتيدوا إلى فرع أمن الدولة.
أوضح P34 أن الفرع أشبه ما يكون بمثابة مدينة قائمة بذاتها. وبعد أن دخلوا من بوابة المدخل الرئيسة، انعطفوا يسارًا، ونزلوا من الحافلة. وتجمعوا في إحدى الساحات الخارجية، وتزامن ذلك مع مجيء أحد السجانين الذي انهال بالضرب على بعض المعتقلين. وقال P34 إنهم أُجبروا على أن ينتظروا هناك مدة تراوحت بين الساعتين والأربع ساعات، وذلك قبل أن يقوم السجانون باقتيادهم إلى الطابق السفلي، وزجّهم في زنازين مختلفة تنخفض عن مستوى الطابق السفلي. أضاف P34 أن مساحة تلك الزنازين تبلغ 2*1 متر، واعتُقل فيها 25 شخصاً، مكثوا فيها وقوفا نظرًا لضيق المكان. كما أضاف P34 أن السجانين اعتادوا دخول الزنزانة على الدوام، قبل أن ينهالوا بهراواتهم على المعتقلين. وقال P34 إنه تم حلق رؤوسهم في أحد الأيام قُبيل حلول شهر رمضان بقليل.
علاوةً على ذلك، أوضح P34 أنهم حصلوا على الطعام مرتين في اليوم، ولكنه كان رديئا، وقذرًا، وبكميات غير كافية. وقال إنه فقد 20 كغ من وزنه في غضون 20 يومًا. وقال إن القواعد المطبّقة في الفرع صارمة جدًّا، حيث سُمح لهم بأن يستخدموا دورة المياه مرتين في اليوم فقط، أو لربّما مرة واحدة فقط لا أكثر. وقال إنهم وقفوا في صفّ انتظار إلى جانب سجانين يحملون الهراوات في كل مرة أرادوا فيها أن يقضوا حاجتهم، وقام السجانون بضرب المعتقلين في طريقهم إلى دورة المياه، ولدى العودة منها. وأضاف P34 أنهم مُنحوا نحو خمس أو ستّ ثوانٍ لقضاء حاجتهم، وإلا فسرعان ما ينهال السجان بالضرب على من يستغرق وقتًا أطول من ذلك لقضاء حاجته. وقال P34 إنهم تعرضوا للضرب بالهراوات في طريق العودة من دورة المياه إلى الزنزانة أيضًا.
وصف P34 أيضًا أحد السجانين الذي تصرف بوحشية مع المعتقلين، وانهال عليهم بالضرب كلما كان مزاجه سيئا. وأشار P34 إلى قيام أحد المعتقلين في إحدى المرات بكتابة كلمة "الله" على جدار الزنزانة مستخدمًا الدم، بحسب ما يذْكُر. وعندما رأى ذلك السجّان المكتوب على الجدار، قام بضرب جميع المعتقلين قائلًا: "ليس هناك إله سوى بشار الأسد". علاوةً على ذلك، أشار P34 إلى أنه بعد أن مكث في تلك الزنزانة مدة يومين، تم تعصيب عينيه، واقتياده إلى أحد ممرات القبو، ويعتقد P34 أنهم توجّهوا إلى مبنًى آخر عبر نفق ما. ثم صعدوا الدرج إلى الطابق الأول أو الثاني، وصولًا إلى غرفة مكتب، وكان أحد السجّانين بانتظارهم عند الباب. قال P34 إنهم اقتيدوا إلى المكتب، وأُجبروا على أن يظلوا واقفين. ووُجهت إليه أسئلة حول مشاركته في المظاهرات من عدمها، وعمّا إذا نظّم أنشطة معادية للنظام. وقال P34 إن هاتف شقيقه كان بحوزة المحقق، وسأله عن أسماء بعض الأشخاص من قائمة جهات الاتصال. اعتقد P34 بادئ الأمر أن ذلك الهاتف هو هاتفه، ولكنه عرف فيما بعد أنه هاتف شقيقه. وأجاب P34 بالنفي على كل تلك الأسئلة، وأخبر المحكمة أنه لم يُعِر أي شيء اهتمامًا. ويعتقد P34 أنه محظوظ لأن مزاج المحقق كان جيّدًا، حيث كان يشاهد التلفاز، ويغير القنوات أثناء التحقيق مع P34. وتم اقتياده إلى الزنزانة مجددًا بعد التحقيق معه. أوضح P34 أنه اعتُقل في فرع الخطيب مدة 11 يومًا بالإضافة إلى 9 أيام في هذا الفرع.
وصف P34 أنه جلس في الزنزانة إلى أن قام السجانون بقراءة قائمة بأسماء بعض المعتقلين. وكان P34 معتقلًا رفقة شقيقه الأكبر في نفس الزنزانة، بينما أودع شقيقهم الأصغر سنًّا في زنزانة مختلفة. ومع ذلك، نادوا على اسم شقيقه الصغير، وعلى اسم P34 أيضًا، وتفاجأ عندما عرف أنه سيتم الإفراج عنه. ووصف P34 أن كلّ من نودي عليه عُصِبت عيناه، وقيّدت يداه إلى ظهره، واقتيد إلى الطابق العلوي، وأُجبر نحو 8 أو 10 أشخاص على أن ينتظروا في ساحة خارجية. وكان هناك ضابطان في الساحة الخارجية رفقة اثنين من عناصر الجيش، وأخبروا المعتقلين أنه قد وقع عليهم الاختيار كي يتم الإفراج عنهم، ولكن، ينبغي لهم أن يسعوا جاهدين للحيلولة دون أن يتم اعتقالهم مرة أخرى، وإلا، "فهم" يعرفون ما الذي سيحلّ بهم. وقال P34 إن الضباط أخبروهم أيضًا بأن يكونوا دائمًا في صف "الوطن الأم". ودفعوا المعتقلين للصعود في إحدى حافلات الركوب الصغيرة التي لم تكن فيها مقاعد، وأزالوا قيود اليدين، وعصابات العيون. وقال P34 إن ذلك الأمر قد حصل في ساعات الليل. وسارت بهم حافلة الركوب الصغيرة مسافة 500 متر تقريبًا، وتوجهوا بهم خارج الفرع إلى أحد الشوارع، وتوقفوا هناك فجأة، وركلوا المعتقلين للنزول من الحافلة. وأوضح P34 أن ذلك الموقف غريب كونه لم يكن يرتدي سوى قميص وسروال – أي الثياب التي كان يرتديها عندما تم اعتقاله. وكان حافي القدمين، ولم يُفلح في إيقاف أي سيارة حيث توزع المعتقلون في اتجاهات مختلفة، إلى أن رضي سائق إحدى سيارات الأجرة أن يتوقف، ويقلّه إلى المنزل. وأضاف أنه أدرك بعد ركلهم للنزول من حافلة الركوب الصغيرة، أنه صبح في حي البرامكة بدمشق.
أخبر P34 المحكمة أن والديه لم يعرفا شيئا عن مكان وجود أبنائهما، فحضنوا بعضهم البعض عندما عادوا إلى المنزل، وانهمرت دموع والديه. وأشار P34 إلى أن شقيقه (الذي لم يدخل المنزل منذ أن اعتقل P34 وأشقاؤه الآخرون) قد عاد إلى المنزل أيضًا. وقال P34 إنه الشخص الوحيد من بين أشقائه الذي تم الإفراج عنه، بينما تم نقل شقيقيه الآخرين إلى فرع ثالث، ويُرجّح من أوصافه أنه أحد الفروع العسكرية القريبة من مطار دمشق. وقال P34 إنه تتم معاملة المعتقلين على نحو سيء جدًّا في ذلك الفرع، حيث وُضعوا في حفرة، وتم رشّهم بالمياه العادمة. وتم الإفراج عن شقيقيه بعد 20 يومًا من تاريخ الإفراج عنه. وأشار إلى أنه تعافى قليلاً بعد الإفراج عنه؛ حيث كان قد فقد بعض الوزن أثناء فترة اعتقاله. وأضاف P34 أنه كان يخشى أن ينام في المنزل، وانتابه شعور بالخوف والقلق الدائميْن. وعلاوةً على ذلك، قال P34 إنه كان قد وضع مبلغ 100 يورو تقريبًا في محفظته، ولكنها أُعيدت إليه فارغة بعد أن أُفرج عنه.
شكرت القاضي كيربر P34 على ما قدمه من أوصاف، وسألته عن تاريخ الإفراج عنه، فقال P34 إنه قد أُفرج عنه في منتصف شهر آب/أغسطس 2011، أثناء شهر رمضان.
أرادت كيربر أن تعرف كيفية معرفة P34 بأن الفرع الأول الذي اعتقل فيه هو فرع الخطيب، فقال P34 إنه عرف ذلك من الأشخاص المعتقلين معه، حيث كانوا قادرين على تمييز الشوارع. وأخبره بعض المعتقلين الذي كانوا قبله في الزنزانة أنهم في فرع الخطيب. وأضاف P34 أنه قد قيل له بعد الإفراج عنه إنه كان معتقلًا في فرع الخطيب كون ذلك الفرع هو المسؤول عن المنطقة التي يقيم فيها.
أشارت كيربر إلى أن الشهود الآخرين قد ذكروا أسماء بعض السجانين، وسألت P34 عمّا إذا كان يعرف أسماء بعض السجانين أو أحدهم، فقال P34 إنه لا يتذكر الأسماء على نحو جيد، ولكنه يذكر أن أحد السجانين كان يُنادى بلقب ميماتي [أضاف المترجم موضحًا أن هذه الكلمة تعني "حميماتي" باللغة الألمانية].
سألت كيربر P34 عمّا إذا كان ذلك اللقب مشتقًا من أحد المسلسلات التي تعرض على التلفاز، فأقر P34 ذلك، مضيفًا أنه ليس متأكدًا من ذلك تمامًا كون ذلك قد حصل قبل 10 سنوات.
***
[استراحة مدة 15 دقيقة]
***
استجواب من قبل القاضي فيدنير
قال القاضي فيدنير إن لديه المزيد من الأسئلة الأكثر تفصيلًا يوّد أن يطرحها على P34، وسيستهل بسؤاله عن مشاركته في المظاهرات قبل أن يتم اعتقاله. أراد فيدنير أن يعرف كيف تعاملت قوات الأمن السورية مع تلك المظاهرات، فقال P34 إنه شارك في المظاهرات جميعها، لا سيما تلك التي كانت في [حُجِبت المعلومات] على وجه التحديد. وأطلقت قوات الأمن النار على المحتجّين باستخدام بنادق الكلاشينكوف الآلية في كل مظاهرة، كما أغلقت الشوارع، وجلبت مركبات حربية ثقيلة إلى مواقع المظاهرات أيضًا. وأضاف P34 أن بعض الأشخاص قد لقي حتفه، بينما اعتقل آخرون. وحضر الكثير من المتظاهرين جنازة كل من يلقى حتفه في تلك المظاهرات، وهتفوا بشعارات مناهضة لبشار الأسد. وبحسب P34، شهدت الجنائز وجودا كثيفا لقوات الأمن أيضًا، وأطلق عناصرها النار على المشيعين أيضًا.
سأل فيدنير P34 عمّا إذا شارك في جنازة من ذلك القبيل، فنفى P34 ذلك، مضيفًا أنه شارك في مظاهرات أُطلق النار فيها على الأشخاص.
أراد فيدنير أن يعرف زمن اندلاع تلك المظاهرات، ومكان حصولها، فأوضح P34 أن تلك المظاهرات قد حصلت في الميدان، وحيّ القدم. وأشار إلى أن الأشخاص تجمعوا بالقرب من مسجد الحسن بعد صلاة الجمعة في إحدى المظاهرات التي اندلعت في الميدان، وهتفوا بشعارات ضد بشار الأسد، فما كان من قوات الأمن إلا أن أطلقت النار على المحتجّين "بشكل جنوني". وقال P34 إنه كان خائفًا جدًا أثناء تلك الواقعة. كما أشار إلى مظاهرة أخرى في الميدان في أحد أيام الجُمَعة أيضًا. وبحسب P34، استخدمت قوات الأمن القنابل الدخانية ضد المحتجّين.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا حصلت تلك الوقائع قبل اعتقال P34 أم بعده، فأقّر P34 أن ذلك قد حصل في شهر أيار/مايو أو حزيران/يونيو [2011]، أي قبيل اعتقاله. ولقي خاله حتفه برصاص أحد القناصين أثناء إحدى المظاهرات في حيّ القدم. وتحولت جنازته إلى مظاهرة، وقامت قوات الأمن بضرب المشيعين.
سأل فيدنير P34 عن زمن حصول ذلك، فقال P34 إن ذلك حصل في صيف عام 2011، ولكنه لا يذكر التاريخ على وجه التحديد.
مضى فيدنير في استجوابه بسؤال P34 عمّا إذا اقتيد إلى فرع الخطيب مباشرة عقب إلقاء القبض عليه، أو إلى مكان آخر بادئ الأمر، فقال P34 إنه اقتيد رفقة أشقائه في الصباح الباكر إلى حافلات توجّهت بهم إلى فرع الخطيب.
أشار فيدنير إلى قول P34 للشرطة الألمانية إنه يعتقد أنه كان في الجسر الأبيض بعد أن ألقي القبض عليه، فأوضح P34 أنه كان يفترض أن فرع الخطيب يقع في الجسر الأبيض، ولكنه سأل شخصًا طالما شارك في المظاهرات مع أشقائه، يُرجّح بأنه اعتقل في فرع الخطيب أيضًا، وذلك بحسب الأوصاف التي قدمها عن الزنازين في مكان اعتقاله. وأخبر ذلك الشخص P34 أن فرع الخطيب يقع على مقربة من مشفى الهلال الأحمر، وليس في الجسر الأبيض. وأضاف P34 أنه لم يكن يعرف فرع الخطيب نظرًا لكثرة الفروع الموجود في دمشق. وبحسب P34، إن نفس الشخص الذي أخبره عن مكان فرع الخطيب كان قد أخبره عن أنور أيضًا، وأنه قد خضع مع شقيقه للتحقيق على يد أنور أيضا.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا التقى P34 أنورَ أثناء فترة اعتقاله، فنفى P34 ذلك، مضيفًا أنه لم يتمكن من مشاهدة أي شيء حوله كونه كان معصوب العينين.
مضى فيدنير في حديث سائلًا P34 عن الأوضاع في المعتقل، وأشار إلى قول P34 إن نحو 125 شخصًا اعتقلوا في زنزانة واحدة، وسأل P34 عن مساحة تلك الزنزانة، فقال P34 إنها بطول 6 أو 7 أمتار تقريبًا، وبعرض متر واحد أو مترين. وظلّ كل من فيها واقفين على الدوام، ولم يتمكن أحد من أن يستلقي على ظهره كي ينام. وقال P34 إنها كانت مكتظة جدًّا، وتعيّن عليه أن يستلقي على جنبه فقط دون حراك كي يتمكن من النوم.
سأل فيدنير عن جودة الهواء داخل الزنزانة مع الأخذ بالاعتبار أن الفترة الزمنية موضوع الحديث تزامنت مع ذروة فصل الصيف، فقال P34 إنه لم يكن هناك هواء باختصار، وإنه أُصيب بطفح جلدي. وكانت الأوضاع داخل الزنزانة سيئة جدًّا، وكانت درجة الحرارة مرتفعة جدًّا، فعمد المعتقلون إلى التلويح بقمصان النائمين منهم، وذلك بُغية تهوية المكان. وخلص P34 إلى أن الأوضاع في المعتقل لا تُطاق.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كانت الزنزانة معرضة لأشعة الشمس، فنفى P34 ذلك.
سأل فيدنير P34 عمّا إذا كان يتم إطفاء المصباح ليلًا، فنفى P34 ذلك، مضيفًا أنه كان يظل مضاءً على الدوام.
أراد فيدنير أن يعرف سبب إصابة P34 بحكة جلدية، فأوضح P34 أنه لم يكن هناك مياه وصابون، وأن الزنزانة امتلأت بالقاذورات.
سأل فيدنير P34 عمّا إذا سمع أًصوات صراخ معتقلين يتعرضون لسوء المعاملة، وعن عدد المرات التي سمع فيها تلك الأصوات، فقال P34 إنه سمع أشخاصًا يصرخون وهم يتعرضون للتعذيب بالصعق بالكهرباء كل يوم، كما أنه شاهد شخصًا من دوما وقد بدت آثار التعذيب واضحةً على سائر أنحاء جسده المخضرّ والمزرق. وأشار P34 إلى حالة شخص من نفس البلدة التي حاول P34 أن يفرّ منها [حين اعتقاله]. حيث أُلقي ذلك الشخص من الشرفة فأُصيب بكسر في قدمه، قبل أن يتم اعتقاله. وقال P34 إن الشخص الذي كان معه في الزنزانة كثيرًا ما تعرض للتعذيب، وكان بحاجةٍ للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
أراد فيدنير أن يعرف أساليب التعذيب التي مورست بحق ذلك الشخص، وعمّا إذا تعرّض لأي إصابات أم لا جرّاء ذلك، فأوضح P34 أن الكدمات قد غطت سائر أنحاء جسد ذلك الشخص، وأنه كان بالكاد قادرا على التنفس، ولم يكن قادرًا على تناول الطعام أو الشراب. وعمد إلى الاستلقاء على ظهره، وظنّ الآخرون أنه قد يفارق الحياة في أي لحظة.
سأل فيدنير عمّا إذا أخبر أحد السجانين عن حالة ذلك الشخص، وعمّا إذا كانوا على دراية بوضعه، فقال P34 إن أحدهم قد أخبر السجانين عن حالة ذلك الشخص بكل تأكيد، وكانوا يعرفون ذلك الشخص، وعلى علم بحالته الصحية فعلا.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا تحدث P34 مع الآخرين عن جلسات التحقيق، فقال P34 إن أشخاصًا من دوما قد أوضحوا ما حصل معهم في ذلك الشأن. وبحسب P34، انصبّ جلّ التركيز على الأشخاص من دوما، حيث كان بحوزة أحدهم ألعاب نارية، واتُّهم بالتالي بحيازة قنابل. وسُئل P34 عمّا إذا شارك في المظاهرات ضد بشار الأسد، أو إذا نظّمها مثلاً، كما سُئل عمّا إذا كان هناك أي صلة تربط بينه وبين أشقائه، وقناة الجزيرة، وعمّا إذا سجّل مقاطع من المظاهرات، وأرسلها إلى القناة. وخلص P34 إلى أن جلسات التحقيق مع المعتقلين لها جوانب متعددة، وتختلف طبيعتها من معتقل لآخر، حيث تعرّض بعض المعتقلين للتعذيب أكثر من غيرهم.
أشار فيدنير إلى قول P34 للشرطة الألمانية إنه تم كتابة بعض المعلومات عن المعتقلين في مكان ما، فقال P34 إنه تذكّر شخصًا اعتُقل مدة 9 سنوات، وآخر مدة 12 سنة.
قال فيدنير إن P34 أخبر الشرطة أنه تمت كتابة بعض المعلومات على أذرع بعض المعتقلين، فقال P34 إن بعض الأشخاص أخبروه عن ذلك.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا تحدث زملاء P34 المعتقلون معه عن أساليب تعذيب بعينها، فسأل P34 فيدنير عمّا إذا كان يشير إلى فترة الاعتقال في فرع الخطيب، فأقر فيدنير ذلك. وصف P34 أن معظم الأشخاص قد تعرضوا للتعذيب بالصعق بالكهرباء، وللضرب الجماعي. وسمع أيضًا بتعليق بعض الأشخاص من أقدامهم على الجدران.
سأل فيدنير P34 عمّا إذا كان من بين معتقلي الفرع مسنّون وأطفال أم لا، وعمّا إذا شاهدهم بنفسه، فقال P34 إنه شاهد مسنين، وأطفالا في أحد أيام اعتقاله.
أراد فيدنير أن يعرف أين شاهد P34 أولئك الأشخاص، وعن المدة التي أمضوها في الفرع، فأوضح P34 أنه تم اقتياد مجموعة إلى الزنزانة الجماعية في صباح أحد الأيام، وكان بينهم طفل، ولكنه لا يتذكر التفاصيل على وجه التحديد، ورجّح أن الطفل قد اقتيد إلى خارج الزنزانة في نفس اليوم.
سأل فيدنير P34 عمّا إذا كان ذلك الشخص مراهقًا أم طفلًا، وأشار إلى قول P34 إن عمر ذلك الطفل ما بين 8 و9 أعوام، فأقر P34 إفادته الثانية، وأوضح أن قوات الأمن تعتقل أفراد المنزل بأكمله عند تنفيذ المداهمات. وانطبق ذلك على الأهالي المقيمين في دوما على وجه الخصوص، واختلف الأمر من عائلة لأخرى: في حال كان عدد من أفراد العائلة الواحدة مطلوبين، يتم اقتياد العائلة بأكملها، وذلك لخلق نوع من الضغط عليهم.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا شاهد P34 نساء معتقلات في فرع الخطيب، فنفى P34 ذلك.
أراد فيدنير أن يعرف عدد المرات التي خضع P34 فيها للتحقيق، فقال P34 إنه خضع للتحقيق مرة واحدة في فرع الخطيب، وأخرى في فرع أمن الدولة.
أراد فيدنير أن يعرف مكان غرفة التحقيق في فرع الخطيب، وما إذا كانت تقع في منطقة الزنازين، أم في مكان آخر، فقال P34 إنه لا يذكر بالتفصيل، ولكنه يعتقد أن الغرفة كانت في منطقة الزنازين، أو لربما في الطابق العلوي. وأضاف أنها كانت قريبة من الزنازين. وأوضح P34 أنه حسب ما يذكر، تقع غرف التحقيق في نفس الطابق الذي تقع فيه الزنازين؛ إذ توجه يسارًا من زنزانته للوصول إلى غرفة التحقيق. وأضاف أنه تمكن من مشاهدة السقف من خلال عصابة العينين، وقد كان منخفضًا.
سأل فيدنير P34 عمّا إذا كان السقف منخفضًا على النحو الذي كان عليه في القبو حيث مكث معظم وقته في المعتقل، فأقر P34 ذلك، قائلًا إن ارتفاع سقف غرفة التحقيق هو نفس ارتفاع سقف الزنزانة.
أراد فيدنير أيضًا أن يعرف المكان الذي انبعثت منه أصوات الصراخ الذي سمعه P34 أحيانًا، وما إذا كان مصدره من منطقة السجن، أم من مكان آخر، فقال P34 إن الصراخ صدر من منطقة السجن. وكان هناك ما يشبه النافذة التي سُدّت بالطوب في أول زنزانة اعتقل فيها، وتمكن من سماع أصوات صراخ صادرة من ذلك الاتجاه، وكانت الأصوات قريبة جدًّا، وصدرت من معتقلين يتعرضون للتعذيب بالصعق بالكهرباء، حيث سمع P34 الصوت الذي يَصدر عن عملية الصعق.
سأل فيدنير P34 عن عدد الأشخاص الذين حضروا التحقيق مع P34، وذلك بناء على الأصوات التي سمعها كونه كان معصوب العينين، فقال P34 إن شخصًا ما وقف خلفه، بينما جلس آخر خلف طاولة المكتب. وأضاف أن الشخص الذي وقف خلفه هو أحد السجانين، وحمل هراوة بيده. وافترض P34 أن الشخص الذي جلس خلف طاولة المكتب كان ضابطا كونه هو الذي تولى طرح الأسئلة عليه.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا تلقى السجان أوامر بضرب P34، فقال P34 إنه لا يتذكر ذلك بشكل جيد، ولكنه يعتقد أن السجان والمحقق قد تواصلا بصريًّا فقط.
سأل فيدنير P34 عن أجزاء جسده التي طالها الضرب، فقال P34 إنه أُمر بأن يجثو على ركبتيه، ثم ضُرب على ظهره.
سأل فيدنير P34 عن مدة جلسة التحقيق، فقال P34 إنها استمرت نحو 10 دقائق.
أشار فيدنير إلى ما أخبر P34 الشرطة الألمانية به حول مصير صهره، وأراد أن يعرف ما بوسعه أن يخبر به المحكمة عن ذلك، فأوضح P34 أن المنطقة التي أقامت فيها عائلته واقعة تحت سيطرة الثوار. ونفذ سلاح الجو عددًا من الغارات الجوية على تلك المنطقة، وقصفها أيضًا. وقال P34 إن مصدر إطلاق النار هو منطقة عسكرية قريبة. وقرر الكثير من أهالي القرية أن يغادروا منازلهم، بخلاف صهر P34 الذي لم يرغب بمغادرة المنزل. وتم تطويق المنطقة، واستهدافها بالقصف جوا في نهاية المطاف.
سأل فيدنير P34 عن زمن حصول ذلك، فقال P34 إن ذلك حصل في مطلع العام 2012. وأوضح أن صهره كان يقيم في منزله، وفتح ورشة لصناعة الأقفال (وخراطة المفاتيح) في جزء منه. وكان لا يزال يعمل في حينها، واقتضى منه عمله أن يقوم بتوصيل بعض الأشياء، لذا كثيرًا ما كان يتنقل بالسيارة. وأضاف P34 أن عمل صهره تأثر بالوضع السائد بكل تأكيد. وعلى الرغم من أن P34 كان لا يزال في منزله في حينها، إلا أنه لم يتواصل كثيرًا مع صهره. وفي أحد الأيام، لم يعد صهره إلى المنزل بحافلته الصغيرة التي يستخدمها لتسيير أعماله، وتُركت شقيقته بمفردها في المنزل مع طفلتيها الصغيرتين. وقال P34 إن صهره اختفى مدة تراوحت بين شهر واحد وأربعة أِشهر، وعرف الجميع حينها أنه تم اعتقاله نظرًا لوجود نقطة تفتيش خارج المنطقة التي يقيم فيها. وتم اعتقال كل من يحاول عبور تلك النقطة. وعليه، افترضت العائلة أنه اعتقل هناك أيضًا. وأوضح P34 أن صهره لم يشارك في المظاهرات، ولكن شارك فيها بعض أقاربه ممن يحملون نفس اسم العائلة. وأخبر P34 المحكمة أنه يتم اعتقال كل من يريد أن يعبر إحدى نقاط التفتيش في حال كان اسم عائلته مطابقًا لاسم عائلة أحد المطلوبين.
رتّبت عائلة P34 أمور مغادرة شقيقته وبناتها الاثنتين (تبلغ إحداهما عامين، والأخرة ستة أعوام). وكان والدا P34 يقيمان في مكان آخر حينها، حالهما كحال بقية أفراد العائلة. وقُتل والد P34 في داريّا عندما اقتحمت الفرقة الرابعة المكان. وانتقلت شقيقته للعيش مع أفراد عائلتها الذين انتقلوا إلى حلب عقب وفاة الوالد بفترة قصيرة. وبعد مرور عامين أو ثلاثة أعوام، تم نشر صور قيصر، وعثرت العائلة على صورة لصهر P34 بين الصور المنشورة.
قالت القاضي كيربر إن المحكمة ستقوم الآن بالاطلاع على الصورة التي أرسلها محامي P34 السيد بانز إلى المحكمة.
[عُرضت في المحكمة صورة تُظهِر رأس شخص من المرجح أنه متوفى، على شاكلة صور قيصر التي سبق عرضها في المحكمة. (انظر تقرير المحاكمة رقم 36 - اليوم الأربعون، وتقرير المحاكمة رقم 17 - اليوم الواحد والأربعون)]
قال P34 إن صاحب الصورة هو صهره.
أراد القاضي فيدنير أن يعرف أين عثرت عائلة P34 على تلك الصورة، فقال P34 إن بعض أقاربه قد عثروا عليها على إحدى صفحات الانترنت. وأوضح أن هناك موقعا إلكترونيا للأشخاص الذين شاركوا في المظاهرات في سوريا، وينشر ذلك الموقع صورا ومواد على شاكلة صور قيصر. وتعرف أقاربه على صورة صهر P34 من بين مجموعة صور قيصر التي نشرها ذلك الموقع.
سأل فيدنير P34 عمّا إذا أخبر أحد أقاربه عن اعتقاله، وعن مكان اعتقاله، فنفى P34 ذلك، مضيفًا أنه لم يُسمَح لأحد أن يستفسر عن ذلك أبدًا. وأوضح P34 أن "عدم السماح للأشخاص بأن يستفسروا" يعني أن الأشخاص خافوا من أن يسألوا عن ذويهم أو معارفهم خشية أن يتم اعتقالهم أيضا. وأشار P34 إلى اعتقال أحد أشقائه مدة تقارب الشهر أو نحو ذلك، وقررت والدته أن تتوجه إلى فرع فلسطين، وأن تسأل عن ابنها، واعتقدت أنه لن يلحق بها أذى كونها امرأة مسنّة. ولكنها أُمرت عند المدخل أن تعود أدراجها إلى المنزل، وإلا سيتم اقتيادها إلى الداخل. وخلص P34 أنه لا يمكن لأحد أن يسأل عن مكان وجود ذويه.
أراد فيدنير أن يعرف أسوأ ما مر P34 به أثناء فترة اعتقاله، فقال P34 إن مجرد احتجاز الشخص هناك هو أسوأ شيء بكل بساطة. وكانت الزنزانة صغيرة جدًّا، ولم يكن هناك طعام، أو هواء، أو أشعة شمس. وقال P34 إن تجربة اعتقاله في فرع أمن الدولة كانت صعبة جدًّا لأن تلك الزنزانة كانت أشبه ما تكون بالقبر؛ إذ كانت صغيرة جدًّا، ولم يتمكن أحد من أن يستلقي فيها على ظهره، بخلاف ما هو عليه الأمر في فرع الخطيب.
سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة P34 عمّا إذا كان يحتاج لاستراحة، أو ما إذا كان بإمكان المدّعين العامين أن يطرحوا أسئلتهم عليه، فقال P34 إن بإمكانه أن يواصل الجلسة.
استجواب من قبل المدعين العامين
أشار المدعي العام كلينجه إلى أن P34 قد نُقل إلى زنزانة أخرى أثناء فترة اعتقاله في فرع الخطيب. وأراد أن يعرف المزيد عن مساحة تلك الزنزانة، وعدد المعتقلين فيها، وعن وجود النوافذ فيها من عدمه، وعن درجات الحرارة فيها، فقال P34 إن الجو العام كان حارًّا جدًّا، إلى درجة لا تطاق. وقال P34 إن الزنزانة صغيرة جدًّا، واعتقل فيها نحو 36 شخصًا. وكان هناك دورة مياه داخل الزنزانة، وكانت مجرد حفرة في الأرض، ولم يكن هناك أي مياه. وقال P34 إنه ليس متأكدًا تمامًا، ولكن لربما كان هناك صنبور أو ماسورة مياه وعلبة معدنية. وكانت الزنزانة ودورة المياه في حالة قذرة جدًا. ولم تكن هناك أي نوافذ، وإنما فتحة تهوية صغيرة فوق دورة المياه، وفي حال نظر شخص عبر تلك الفتحة، فسيكون بإمكانه أن يشاهد مباني كبيرة. وعليه، افترض P34 أن ذلك الفرع يقع في قلب مدينة دمشق.
سأل كلينجه P34 عن جودة الهواء داخل الزنزانة، فقال P34 إنه لم يكن هناك أي هواء أصلًا، واقتصر الأمر على فتحة تهوية صغيرة، والكثير من الأشخاص المتكدسين في الداخل.
أراد كلينجه أن يعرف عمّا أذا أصيب المعتقلون بالحكّة أو الطفح الجلدي، أو الجرب، أو القمل، فقال P34 إنه يعتقد أنه ثمة أشخاص أصيبوا بالقمل والجرب. وأضاف أن الكثيرين قد عانوا من مشكلات جلدية نظرًا لاعتقالهم في زنزانة في مثل تلك الظروف.
سأل كلينجه P34 عمّا إذا شاهد جثثًا في فرع الخطيب، فنفى P34 ذلك.
أشار كلينجه إلى قول P34 للمحكمة إنه قد تم التحقيق مع شقيقه وأحد معارفه، وسأل P34 عمّا يعرفه بهذا الخصوص، فقال P34 إن الشخص الذي تحدث معه عن ذلك الأمر يقيم الآن في تركيا. ولم يكن P34 يعرف ذلك الشخص، وتعرف عليه فقط بعد أن اعتُقل رفقة شقيق P34 في آذار/مارس [2011]. واعتقل ذلك الشخص أيضًا رفقة شقيق P34، وخاله أيضًا. وقال ذلك الشخص إنه شاهد أنور، وخضع للتحقيق على يده. وعندما تداول P34 وذلك الشخص في أمر التحقيق، لاحظ P34 أن وصف غرفة التحقيق التي قدمها ذلك الشخص تتشابه وتلك التي خضع P34 نفسه للتحقيق فيها. كما قال له ذلك الشخص أن شقيقه قد خضع للتحقيق على يد أنور أيضا. وسأل P34 كلينجه عمّا يريد أن يعرفه أيضًا.
سأل كلينجه P34 عمّا حصل في جلسة التحقيق، وعمّا حصل في الأثناء، وعن كيفية معاملته، فسأل P34 كلينجه عمّا إذا كان يشير إلى جلسة التحقيق معه، فقال كلينجه إنه يتحدث عن جلسة التحقيق بقيادة أنور مع كل من شقيق P34 والشخص الآخر. قال P34 إنه لم يكن يعرف أن شقيقه كان في فرع الخطيب بادئ الأمر، وإنما علم ذلك من هذا الشخص، وهو ما أقرته شقيقة P34، حيث أخبرت العائلة أن المحقق كان صارمًا جدًا، وأن شقيقها وخالها قد تعرضا للتعذيب، وأُجبرا على التوقيع على ورقة قبل أن يتم الإفراج عنهما. [استشار P34 محاميه. وواصل الإدلاء بشهادته باللغة الألمانية، ولكنه عاود استخدام اللغة العربية على الفور]. وأوضح P34 أنه حصل على تلك المعلومات من شقيقاته، وليس من أقاربه. وأخبرته شقيقته، بعد التحقيق معه من قبل الشرطة الألمانية في بون، أن شقيقهم قد أُجبر على التوقيع على ورقة ما. ورفض أن يفعل ذلك بادئ الأمر، ولكن هدده أنور بأنه سيقوم باعتقال شقيقته، واغتصابها، فما كان من شقيقه إلا أن وقع على الورقة، وتم الإفراج عنه رفقةَ [حُجب الاسم] الذي اعتُقل مع شقيق P34 في آذار/مارس.
قاطع محامي الدفاع فراتسكي قائلًا إنه لم يفهم الجزء الأخير من إجابة P34، فقال P34 إن شقيقه قد وقّع على ورقة بمثابة اعتراف، وتم الإفراج عنه عقب قيامه بذلك. قاطع محامي الدفاع بوكر قائلًا إنه لم يفهم الجزئية التي تحدث فيها P34 عن الشخص الثالث، وقاطع محامي المدعين بانز قائلًا إنه ينبغي لبوكر أن يستخدم سماعاته، حاله كحال الآخرين، وأنه يطلب توضيحًا على الدوام كونه لا يستخدم سماعاته أبدًا، فردّ بوكر قائلًا إنه ليس بإمكان أي شخص أن يُجبره على استخدام السماعات، وإنه يريد توضيحًا بخصوص ما قاله P34 للتوّ فقط. قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إنه ينبغي للجميع التزام الهدوء، وكررت ما قاله P34 لتوّه، فأومأ P34 برأسه موافقا.
أراد كلينجه أن يعرف كيف عرفت شقيقة P34 عن أمر التهديدات آنفة الذكر، فقال P34 إن شقيقه قد أخبر شقيقته، وأقاربهم عن الأمر. وكان P34 ينهمك في العمل كثيرًا في حينها، ولم يعُد إلى المنزل إلا في ساعات الليل، لذا، لم يعرف كل ما دار في المنزل.
سأل كلينجه P34 عن وقت حصول جلسة التحقيق التي أجراها أنور، فقال P34 إن شقيقه اعتُقل في آذار/مارس 2011.
سأل كلينجه P34 عن وقت الإفراج عن شقيق P34، فقال P34 إنه قد تم الإفراج عن شقيقه بعد شهر واحد تقريبًا. وأضاف أن المظاهرة التي اعتقل شقيقه فيها قد حصلت في منتصف شهر آذار/مارس، وتم الإفراج عن شقيقه في منتصف شهر نيسان/أبريل تقريبًا.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كان P34 يعتبر نفسه ضحية للعنف الجنسي، أو ما إذا شاهد ضحايا آخرين تعرضوا للعنف الجنسي في فرع الخطيب، فنفى P34 ذلك.
استجواب من قبل محامي الدفاع
أشار محامي الدفاع السيد بوكر إلى قول P34 إنه قد تواصل مع شقيقته بعد استجوابه من قبل الشرطة الألمانية في بون. وسأل بوكر P34 عمّا إذا تم استجوابه من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، فأقر P34 ذلك.
سأل بوكر P34 عمّا إذا حصل ذلك في بون أو ماكنهايم، فقال P34 إن ذلك قد حصل في بون.
أراد بوكر أن يعرف ما إذا تم استجواب P34 في فصل الشتاء في العام 2020، فقال P34 إنه يعتقد أن ذلك حصل في ماكنهايم، ولكنه وصل إلى المحطة الرئيسة في بون.
سأل بوكر P34 عمّا إذا تم استجوابه في شهر كانون الأول/ديسمبر 2020، فقال P34 إنه يعتقد ذلك، مضيفًا أن الجو كان باردًا حينها، واستمرت جلسة الاستجواب منذ الصباح حتى ساعات المساء.
سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة محامي المدّعين عمّا إذا كانت لديهم أي أسئلة، فأومأ محامي المدّعين شارمر برأسه، قائلًا إنه يفضّل أن يحصل على فترة استراحة قبل أن يطرح ما لديه من أسئلة على P34.
***
[استراحة مدة 15 دقيقة]
***
استجواب من قبل محامي المدّعين
أشار محامي المدّعين السيد شارمر إلى قول P34 للمحكمة إنه أُجبر على نزع ثيابه، والاستلقاء أرضًا، حيث جرى تفتيش فتحة الفرج عقب اعتقاله لدى فرع الخطيب مباشرةً. واعتذر شارمر عن السؤال، ولكنّه نوّه إلى أهميته، وسأل P34 عمّا إذا مسّ أحد (فرجه) حينها، فقال P34 إنه يتذكّر ذلك الموقف بصورة جيدة: بعد أن أُجبر على التجرد من ثيابه، استلقى أرضًا. كما اُجبروا على اتخاذ وضعية القرفصاء، وقام السجانون بشتمهم في الأثناء. وأضاف P34 أنه لم يتعرض لأفعال ذات طابع جنسي أبدًا، ولكن يبعث ذلك الموقف على الشعور بالإهانة.
أراد شارمر أن يعرف المزيد من المعلومات عن الأوضاع الجسدية والنفسية للأطفال الذي شاهدهم P34 أثناء فترة اعتقاله، فأوضح P34 أنه لم يكن بإمكانه أن يتحدث معهم، حيث صادف ذلك يومه الأول في المعتقل، وكانوا جميعهم في حالة صدمة وخوف. وكان هناك الكثير من المعتقلين في الزنزانة، ولم يتحدث P34 معهم جميعًا.
أشار شارمر إلى قول P34 إنه يرجح أن صهره قد اعتُقل عند إحدى نقاط التفتيش. وسأل شارمر P34 عن مكان نقطة التفتيش تلك، فقال P34 إنه لا يستطيع تحديد النقطة نظرًا لوجود نقاط تفتيش في كل أنحاء المنطقة [التي أقامت شقيقته وزوجها فيها]. وثمة طريقان يتعين على القادم من المدينة أن يسلكهما وصولًا إلى منزل صهره من القدم، وطريقان آخران للقادم من سبينة، ويُعرف أحد تلك الشوارع باسم "شارع مصنع عدرا"، أو "شارع المصنع" ولكنه لا يذكر الاسم الرسمي للشارع. وأضاف أنه لا يعرف مكان وجود صهره، وما الذي كان يقوم به عند اعتقاله، وبالتالي، ليس بإمكانه أن يحدد نقطة التفتيش التي اعتقل عندها.
سأل شارمر P34 عن هوية المسؤول عن نقاط التفتيش، فقال P34 إنه لا يعرف، ولكن قال له آخرون إن فرع الخطيب مسؤول عن المنطقة التي يقيم فيها هو وعائلته، ولا ينفي ذلك مسؤولية بعض أجهزة المخابرات الأخرى أيضًا. وبحسب P34، كان للمخابرات الجوية نقاط تفتيش خاصة بها نظرًا لقيامها باعتقال الأشخاص أيضًا.
أراد شارمر أن يعرف ما إذا سمع P34 لاحقًا عن مكان اعتقال صهره أو وفاته، فقال P34 إنه هو وعائلته لا يعرفون المكان بالتأكيد، حيث شاهدوا الصورة فقط.
سأل شارمر P34 عمّا إذا تم إعلامه هو وعائلته بمكان وجود صهره أو وفاته، فنفى P34 ذلك، مضيفًا أن كل من يتم اعتقاله يختفي.
سُمح لـ P34 الانصراف بصفته شاهدا.
قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إن المدعين العامين وجدوا شاهدًا آخر، ورتبوا أمور الاستجواب معه. وتم استدعاء الشاهد كي يمثل أمام المحكمة بتاريخ 23 حزيران/يونيو. وتم توزيع نسخ من محضر استجواب ذلك الشاهد على الأطراف. وأوضحت كيربر أن أمر استدعاء الشاهد في 23 حزيران/يونيو من شأنه أن يعطي الأطراف الوقت الكافي للتحضير. وأضافت أن المحكمة واجهت صعوبة في ترتيب أمور مثول الشاهد الذي كان من المفترض أن يمثل أمامها في اليوم التالي، ولكنهم تمكنوا من التوصل إلى حلول، وسيدلي الشاهد بشهادته المقررة أمام المحكمة. علاوةً على ذلك، أوضحت كيربر أن المحكمة قامت باستدعاء شاهد من خارج البلاد بتاريخ 1 و2 تمّوز/يوليو، ولكنه لم يُجِب على محاولات القاضي كيربر للتواصل معه بعد. وعليه، قامت المحكمة باستدعاء ضابط مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا ذي الصلة تحسّبًا لعدم حضور الشاهد. وأضافت كيربر أنه ثمة الكثير من الشهود الذين لا يريدون أن يدلوا بشهاداتهم في المحكمة، ولكن، ستبذل المحكمة قصارى جهدها كي ترتب أمور إدلائهم بشهاداتهم في المحكمة.
قال محامي الدفاع السيد بوكر إنه اطّلع على المحضر الذي وُزّع عليهم، ولاحظ حجب الكثير من المعلومات، وأراد أن يعرف السبب وراء ذلك لتسهيل مهمة التحضير، فأوضح المدعي العام كلينجه أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين كان قد حوّل ذلك الشاهد إلى الادعاء العام. وذكر الشاهد أسماء أشخاص من شأنهم أن يكونوا معرضين للخطر، كما تم استجوابه بشأن أشخاص يُرجّح بأن يكونوا متهمين أيضًا. وعليه، اقتضت الحاجة أن يتم حجب أجزاء من شهادة ذلك الشاهد لغرض هذه المحاكمة. وقال كلينجه إن الأسباب وراء ذلك ستتضح عند الاطلاع على المحضر أيضًا.
رُفعت الجلسة في تمام الساعة 12:05 ظُهرًا.
اليوم السادس والسبعون – 17 حزيران/يونيو، 2021
بدأت الجلسة في تمام الساعة 9:40 صباحًا بحضور سبعة أشخاص، وممثلَيْن اثنَيْن من الصحافة. وسُمح لفريق تصوير مكوّن من ثلاثة أشخاص بتسجيل بعض المقاطع في قاعة المحكمة قبل بدء الجلسة. وسجّل الفريق أيضًا بعض المقاطع خارج القاعة، وتحديدًا لحظة خروج الأشخاص من قاعة المحكمة وقت الاستراحة، وعودتهم إليها بعد الاستراحة. ولم يطلب أي من الصحفيين المعتمدين الحصول على خدمات الترجمة الشفوية إلى اللغة العربية. ومثّل الادّعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. ولم يحضر محامي المدّعين خُبيْب علي محمد الجلسة.
طلبت القاضي كيربر رئيسة المحكمة من محامي المدعين السيد كروكر أن يوضّح ملابسات شهادة الشاهد اليوم أمام المحكمة، فأوضح د. كروكر أن محامية الشاهد المعتمدة كانت فون دير بيرينس مبدئيًّا، ولكنها أصيبت بوعكة صحية فجأة. وبالتالي، سيترافع المحامي كروكر أمام المحكمة بالنيابة عنها بصفته محاميا لذلك الشاهد.
ذكر محامي المدعين بوكر أن ملف القضية يحتوي على الكثير من أسماء المحامين ذوي الصلة لهذا الشاهد، ألا وهم: كاليك، وفون دير بيرينس، وهاكماك. واستفسر عن الأساس الذي من شأنه أن يُخوّل كروكر للترافع بصفة محامي الشاهد، فأوضحت القاضي كيربر أنه تم اعتماد فون دير بيرينس محامية للشاهد بادئ الأمر ولكنها أصيبت بوعكة صحية، لذا، سيَنوب كروكر عنها بموجب وكالة عدلية.
[تم استدعاء الشاهد كي يمثُل أمام المحكمة، ودخل من أحد الأبواب الجانبية للقاعة].
شهادة P35
قبل أن تستهل القاضي كيربر رئيسة المحكمة الجلسة بسؤال P35 عن معلوماته الشخصية، وإعلامه بحقوقه وواجباته كشاهد، سرعان ما بدأ بالنحيب. وقالت كيربر إنه بإمكان الشاهد أن يطلب فترة استراحة في أي وقت، وأن يستشير محاميه السيد كروكر إذا كانت لديه أي أسئلة. يقيم P35 الأربعيني ذو الجنسية السورية في [حُجِبت المعلومات] حاليًّا، ويعمل [حُجِبت المعلومات]، وتم إعلامه بحقوقه وواجباته كشاهد، ونفى ارتباطه بالمتهم عن طريق المصاهرة أو النسب. وأوضحت القاضي كيربر أن المحكمة بحاجة للاستماع إلى أقوال P35 التي سبق له وأن أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة الألمانية، ثم سلّمت مجريات الأمور إلى القاضي فيدنير. وغلب على الشاهد الانفعال العاطفي طوال فترة إدلائه بشهادته، وواجه صعوبة في تمالك نفسه، والتحكم بأعصابه.
استجواب من قبل القاضي فيدنير
استهلّ القاضي فيدنير الاستجواب بالطلب من P35 أن يدلي بمعلومات عامة عن خلفيّته، وعن أسباب معارضته للنظام، وعدد مرات اعتقاله، والأماكن التي اعتقل فيها، فقال P35 إنه كان يعمل [حُجِبت المعلومات]، وكان أحد أفراد المنتخب الوطني السوري. وينحدر P35 من عائلة معروفة في سوريا تعمل في التجارة، وكان هو شخصية معروفة أيضًا. وأوضح أنه قام هو وأفراد عائلته بالتعبير عن آرائهم السياسية جهرًا، وذلك ابتداءً من العام 2001. وتفاجأوا جدًّا بتوريث الرئاسة في سوريا من الأب لابنه. وعليه، تم إقصاؤه من المنتخب الوطني بسبب رأيه السياسي المستقل على الرغم من أنه كان بطلًا للعرب. وأوضح أنه كان صغيرًا في حينها، وبدأ النظام بملاحقته قضائيًّا على خلفية آرائه السياسية. وتم اعتقاله في الفرع 251 في العام 2007، والتقى أنور في مكتبه، وذلك في أول أيام اعتقاله لدى الفرع.
[طلب P35 استراحة لمدة دقيقة واحدة]
قال فيدنير إنه يريد أن ينتهز الفرصة كي يطرح سؤالًا بسيطًا على P35، وأراد أن يعرف ما إذا اعتُقل P35 قبل العام 2007 أيضًا، فقال P35 إنه اعتُقل لدى الأمن العسكري قبل العام 2007.
أراد فيدنير أن يعرف وقت حصول ذلك، وما إذا كان P35 لا يزال فردًا من أفراد المنتخب الوطني السوري في حينها، فأوضح P35 أنه تم إقصاؤه من المنتخب في العام 2011، وتعرض لتعذيب مهول في عامي 2011 و2012، مما أفضى إلى إصابته بضبابية في الذاكرة ويتعذر عليه أن يتذكر كل شيء، واستدعى حصوله على الرعاية الطبية اللازمة جراء ذلك.
قال فيدنير إنه لا بأس في ذلك، وطلب من P35 أن يواصل سرد الأحداث التي حصلت في العام 2007، فقال P35 إن شخصين قد قاما بالإشراف على جلسات التعذيب [في الفرع 251]، وكان أنور رئيس قسم التحقيق في الفرع في حينها. وقال P35 إنه تعرض للصعق بالكهرباء، ولاتزال النُدَب الناجمة عن ذلك واضحة للعيان على سائر أنحاء جسده، حيث عرضها على الشرطة الألمانية. كما تعرّض للتعذيب بأسلوب الشّبْح. ووصف P35 أنه تم تقييده، وتعليقه. وأضاف أنه أضحى يتناول أدوية وعلاجات على خلفية تلك التجارب التي مر بها.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا حصل ذلك في الفرع 251، فأقر P35 ذلك، قائلًا إن ذلك حصل في فرع الخطيب، والذي يُعرَف أيضًا باسم الفرع 251.
سأل فيدنير P35 عن السنة التي حصل فيها ذلك، فقال P35 إن ذلك حصل في العام 2007، بحسب ما يذْكُر.
أراد فيدنير أن يعرف سبب اعتقال P35، فأوضح P35 أنه اتُّهم بأنه مُعارِض، وبالتجسس لصالح بلدان أجنبية.
أراد فيدنير أن يعرف كيفية اعتقال P35، أي إذا ما استُدعيَ للتوجّه إلى مكان ما، أم إذا تم اقتياده مثلًا، فقال P35 إن عناصر من دوريات قوات الأمن قد داهموا منزله، وعصبوا عينيه، وزجّوا به في سيارتهم، واقتادوه معهم. وأضاف P35 أنه اعتُقل 13 مرّة، وهو ما من شأنه أن يصيبه ببعض الارتباك.
طلب فيدنير من P35 أن يحاول تذكّر بعض التفاصيل، وأراد أن يعرف كيفية علم P35 بأنه معتَقَل لدى فرع الخطيب، فقال P35 إنه عرف ذلك وهو في إحدى نقاط التجمع في الفرع، حيث أخبره المعتقلون الآخرون أنهم في الفرع 251.
أراد فيدنير أن يعرف كيف بدا ذلك المكان، فوصف P35 أن الأوضاع كانت سيئة جدًّا، في ظلّ أصوات الصراخ، والتعذيب، والشتائم.
سأل فيدنير P35 عن المكان الذي اقتيد إليه عقب اعتقاله، وعمّا إذا اقتيد إلى أحد السجون، فقال P35 إنه تم اقتياده إلى المكان الذي وصفه لتوّه. طلب فيدنير من P35 أن يصف ذلك المبنى، والزنازين فيه، فأوضح P35 أن باب الزنزانة معدنيّ، ومزوّد بفتحة تهوية صغيرة. وسأل P35 فيدنير عمّا إذا ينبغي له أن يصف السجن أيضًا، فأقر فيدنير ذلك، فقال P35 إن ذلك حصل قبل 14 عامًا، ولقد نسي الكثير من التفاصيل.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كان السجن في الطابق العلوي أم السفلي، فقال P35 إن السجن والزنازين في الطابق السفلي، بينما يقع مكتب [أنور] في الطابق العلوي.
سأل فيدنير عن مساحة تلك الزنازين، فأوضح P35 أنه اعتقل بادئ الأمر في إحدى الزنازين الجماعية الكبيرة، ثم نُقِل إلى إحدى المُنفردات.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كان هناك معتقلون آخرون معه أيضًا، فأقر P35 ذلك، مضيفًا أنه كان هناك الكثير من المعتقلين معه.
أراد فيدنير أن يعرف تفاصيل جلسة التحقيق معه التي بإمكان P35 أن يتذكرها، فقال P35 إنه يتذكر أنه التقى [أنور] في الفرع، وأنه سُئل عن سبب محاولاته الرامية إلى تخريب البلد، وعن الجهة التي يتخابر معها، فقال P35 إنه أُمر بأن يدلي باعترافاته، وبخلاف ذلك فهو يعرف تمام المعرفة نوع المعاملة التي سيلقاها. وقال P35 إنه نفى كل شيء، فاقتاده السجّانون، وقاموا بتعذيبه.
سأل فيدنير P35 عن مكان المكتب، والمكان الذي اقتيد إليه عقب جلسة التحقيق، فأوضح P35 أنه كان معصوب العينين، واقتيد إلى الطابق العلوي ويداه مقيدتان إلى الخلف. وخلص P35 إلى أن مكتبه [أي أنور] يقع في الطابق العلوي.
أراد فيدنير أن يعرف الطابق الذي يقع فيه ذلك المكتب، فقال P35 إنه يقع فوق السجن في الطابق العلوي، وكان كبيرًا، ولكنه لا يعرف رقم الطابق على وجه التحديد.
سأل فيدنير P35 عمّا كان بإمكانه أن يشاهده في ذلك المكتب من خلال عصابة العينين، فأوضح P35 أن عصابة العينين تحركت من مكانها، وطُلب منه لاحقًا أن يزيلها. وشاهد هاتفًا، وجهاز اتصال لاسلكيّ على طاولة المكتب.
أراد فيدنير أن يعرف المزيد عن قطع الأثاث، والأدوات الموجود في غرفة المكتب، فقال P35 إن المكتب كبير، وواسع، وطويل، ويوجد فيه بعض قطع الأثاث، ولكنه لا يتذكرها على وجه التحديد.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا شاهد كراسي أو أريكة في المكتب، فقال P35 إنه قد نسي التفاصيل.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كان P35 واقفًا، أو جالسًا، أو جاثيًا على ركبتيه، فقال P35 إنه كان واقفًا، مضيفًا أن يديه كانتا مقيدتين بادئ الأمر، ولكن نُزعت القيود من يديه لاحقا.
سأل فيدنير P35 عن عدد الأشخاص الذي كانوا في الغرفة، فقال P35 إن شخصًا واحدًا اقتاده إلى المكتب، ولكنه لا يعرف ما إذا ظلّ ذلك الشخص داخل غرفة المكتب أم لا.
أشار فيدنير إلى قول P35 إن أنور كان في المكتب، وسأل P35 عن كيفية قيامه بتحديد هوية أنور، والجزم بأن ذلك الشخص هو أنور، فأوضح P35 أنه لا يعرف أنور بشكل شخصي، ولكنه عرف أن أنور كان رئيس مكتب التحقيق، وذلك أثناء عمل P35 تاجرًا. وأضاف P35 أنه ثمة سجّان ساعده، وأخبره أن المحقق هو أنور.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان بإمكانه أن يتعرف على ذلك المحقق بين الحضور، فأقر P35 ذلك.
أراد فيدنير أن يعرف الشخص الذي قام P35 بتحديده، فقال P35 إنه تعرّف على أنور من وحمته، مضيفًا أن أنور بدا مختلفًا بعض الشيء حينها.
طلب فيدنير من P35 أن يصف لقاءه بأنور، أي كيف سار ذلك اللقاء، وعمّا سُئِل، وكيف تصرّف أنور، فقال P35 إن أنور قد انفعل، ممّا حدا بالسجّانين أن يعرضوا عليه اقتياد P35 معهم.
سأل فيدنير P35 عن المعلومات التي أراد المحقق أن يعرفها، فقال P35 إن المحقق سأله عن سبب انضمامه للمعارضة، والطرف الذي يؤيده، وعن الجهات التي يتخابر معها في بعض البلدان الأجنبية.
أراد فيدنير أن يعرف إجابات P35 على تلك الأسئلة، فأخبر P35 المحكمة أنه لم يكن لديه سبب كي يدمّر وطنه الأم ومسقط رأسه.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا أدلى بأي اعترافات، فقال P35 إنهم يجبرون الأشخاص على أن يدلوا باعترافاتهم.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا حصل ذلك مع P35 أثناء التحقيق معه، فقال P35 إنه لم يقترف أي جُرم، لذا لم يرَ سببًا قد يدفع به لأن يدلي باعتراف. وقال [أنور] إن السجّانين يعرفون الطريقة التي سيتعاملون بها مع P35. وبحسب P35، قرع أنور الجرس، وجاء السجّانون، فأخبرهم أنور أن يعاملوا P35 بالطريقة المناسبة، ثم اقتادوه كي يقوموا بتعذيبه.
سأل فيدنير P35 عن الجوّ الذي ساد أثناء ذلك الحوار، وأراد أن يعرف ما إذا كان أنور ودودًا أم فظا، فأوضح P35 أن النظام يتصرّف طبقًا لسياسة "العصا والجزرة"، وأن ما وجده في نهاية ذلك الحوار هو العصا فقط.
أراد فيدنير أن يعرف ما قد يكون بمثابة الجزرة إذًا، فقال P35 إن أنور ابتسم ابتسامة صفراء، وأضاف P35 أنه أمره بأن يقف.
أشار فيدنير إلى أن P35 وصف للشرطة الألمانية كيفية سير مجريات التحقيق. واستشهد فيدنير بأحد أقوال P35 الواردة في محضر استجوابه من قبل الشرطة، حيث قال: "تم اقتيادي إلى الطابق العلوي عند الساعة السابعة مساءً تقريبًا، وكنتُ معصوب العينين، والتقيت أنور هناك، أخبرني بأنه يريد أن يساعدني، ولكن يتوجّب عليّ أن أُخبره بكل الأمور التي قمتُ بها لقاء ذلك، ثم تداولنا في الأمر"، فأقّر P35 ذلك، مضيفًا أن الابتسامة التي وصفها لتوّه تعني أنه سيحصل على المساعدة إذا أدلى باعترافاته فقط.
أشار فيدنير إلى أن P35 قد سُئِل أثناء التحقيق عمّا إذا كان يتخابر مع أي جهات أمريكية أو أوروبية. ووفقًا لفيدنير، نفى P35 الأمر، وقال إنه يناضل لنيْل حقوقه فقط. وسأل فيدنير P35 عمّا إذا كان يتذكر تفاصيل الموقف، وتحديدًا تلك المتعلقة بسياق أمر "منع السفر" الصادر بحقه، فقال P35 إنه قد صدر أمر منع سفر بحقّه فعلا، ولم يُسمح له بمغادرة البلاد إلا بموافقة الفرع.
أشار فيدنير أيضًا إلى قول P35 للشرطة الألمانية إنه أخبر أنور عن الإجحاف الذي ينطوي عليه أمر منع السفر الصادر بحقه من أجهزة المخابرات، وعن استيائه من اضطراره للتقدم بطلب لدى السلطات في كل مرة يريد مغادرة البلاد فيها، فسأل أنور P35 عمّا إذا أراد أن يدلي بأي اعترافات، فنفى P35 ذلك. فما كان من أنور إلا أن قرع الجرس، وجاء أبو محمد، واقتاد P35 إلى القبو. فأقّر P35 ذلك، قائلًا إن أنور قد قرع الجرس، واقتيد إلى القبو على إثر ذلك.
استشهد فيدنير مجددًا بأحد أقوال P35 الواردة في محضر استجوابه من قبل الشرطة، حيث قال: "سألني [أي أنور] عن الجهة التي أريد أن أبيعها البلد، فقلتُ إنني أناضل لنيل حقوقي، والإصلاح السياسي. سألني أنور عمّن أكون لأطالب بأمور كتلك. ولم تكن يداي مقيدتين أثناء مناقشة الأمر مع أنور، ولكن كنتُ معصوب العينين. وقام أنور بنزع عصابة العينين، وأكملنا النقاش وجهًا لوجه"، فأوضح P35 أن عصابة العينين تحركت من مكانها بادئ الأمر، وجرى إزالتها فيما بعد.
واصل فيدنير الاستشهاد بأقوال P35 الواردة في محضر الشرطة، قائلًا: "طالب الكثير من الأشخاص بعمليات الإصلاح في عامي 2006 و2007. وأخبرته [أي أنور] أنني أطالب بذلك أيضًا، وبدأنا بمناقشة الأمر، ثم سألني عمّا إذا كنت أرغب بأن أدلي بأي اعتراف، فنفيت ذلك. فما كان منه إلا أن قرع الجرس، ونادى على أبي محمد، آمرًا إياه أن يتصرف بما يراه مناسبًا، فانصاع للأمر مؤديًّا التحية، مضيفًا أنه يعرف ما الذي ينبغي له أن يفعله"، فأوضح P35 للمحكمة أن تلك طريقة لإصدار أمر باستخدام التعذيب. ولم يكن بإمكان أحد أن يفعل أي شيء قبل أن يحصل على موافقة أنور بصفته رئيسًا لقسم التحقيق. وكان من المعروف أنه يُعطي الأوامر.
أراد فيدنير أن يعرف المدة التي مكثها P35 في فرع الخطيب قبل أن يتم التحقيق معه، فقال P35 إنه لا يعرف.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا حصل ذلك على الفور، أم بعد برهة من الزمن، فقال P35 إنه يعتقد أن ذلك حصل بعد اعتقاله في الفرع مدة يومين.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا تعرض P35 للضرب أو التعذيب قبل التحقيق معه، فأقر P35 ذلك، قائلًا إنه تعرض للضرب عددًا من المرات من قبل.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تعرض للضرب قبل أن يتم التحقيق معه، فقال P35 إنه تعرض للضرب قبل التحقيق، ولكنه تعرض للتعذيب الفعلي بعد التحقيق معه.
أراد فيدنير أن يعرف ما الذي حصل بعد التحقيق مع P35، فقال P35 إنه تعرض لتعذيب مهول، وتكرر ذلك على نحو يومي.
سأل فيدنير P35 عمّا حلّ به على وجه التحديد، فقال P35 إنه تعرض لكل أساليب التعذيب المعروفة، من قبيل الشّبْح، والصّعق بالكهرباء على قدميه، والكرسي. [عرض P35 آثار التعذيب الواضحة على رسغيه]
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تم تعليقه، فأقر P35 ذلك.
أراد فيدنير أن يعرف مكان حصول ذلك، فقال P35 إن ذلك حصل في القبو.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تعرض للضرب أثناء تعليقه من السقف، فأقّر P35 ذلك، مضيفًا أنه تعرض للضرب على الدوام. وقال السجانون: "خذ أيها [حُجِبت المعلومات]".
أراد فيدنير أن يعرف الأعضاء التي تعرض P35 للضرب عليها، فقال P35 إنه تعرض للضرب على بطنه، وظهره، وسائر أنحاء جسده.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تعرض للضرب على قدميه، فقال P35 إنه اضطُر للخضوع لعملية جراحية في [حُجِبت المعلومات] على خلفية ذلك. ولا تزال الآثار واضحة للعيان، ولديه وثائق طبية إثباتا ذلك.
أشار فيدنير إلى أن P35 قال للشرطة الألمانية إنه مكث في المنفردة مدة تسعة أيام، وإن قدميه نزفتا لثمانية أيام، وإنه احتاج بالتالي لبطانية جديدة كل يوم، فقال P35 إنه لا يتذكر التفاصيل، ولكنه يتذكر وجود الدم.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا تعرض P35 للتعذيب في الفرع 251 باستخدام أساليب أخرى أيضًا، فقال P35 إنه تعرض للتعذيب بالدولاب، وتعرض للضرب، من بين جملة أمور أخرى.
طلب فيدنير من P35 أن يصف الدولاب، فأوضح P35 أن كلمة "الدولاب" تعني "العَجَل/الإطار". سأل فيدنير P35 عن كيفية تعرضه للتعذيب باستخدام ذلك الأسلوب، فقال P35 إنهم ضغطوا جسمه عنوةً داخل الدولاب، ثم تعرّض للضرب.
أشار فيدنير إلى أن P35 قد أخبر الشرطة أنه تعرّض للتعذيب بالكرسي، وطلب منه أن يصف ذلك الأسلوب، فأوضح P35 أنه يوجد منطقة مفرغة تتوسط مقعد الكرسي، وأنه يتم إدخال جسم الضحية عنوة في تلك المنطقة المفرغة، وأضاف أن ذلك الأسلوب معروف باسم الكرسي الألماني.
أراد فيدنير أن يعرف مدة اعتقال P35 في الفرع، وعدد المرات التي تعرض فيها لسوء المعاملة، فقال P35 إنه مكث في الفرع مدة ثمانية أشهر، وتعرض في الأثناء للتعذيب كثيرًا، ولكنه لا يذكر عدد المرات على وجه التحديد.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تعرض للتعذيب فورًا عقب التحقيق معه من قبل أنور، فأقر P35 ذلك.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا تعرض المعتقلون الآخرون للتعذيب أيضًا، وكيف كانت أحوالهم وأوضاعهم، فقال P35 إنه من المستحيل أن يتم اعتقال أحد الأشخاص لدى ذلك الفرع من غير أن يتعرض للتعذيب. وتعرض المعتقلون الآخرون للتعذيب على نحو أكثر تكرارًا وشدة، لا بل قد تم تحطيمهم. وأضاف P35 أن أحد المعتقلين قد قضى نحبه تحت التعذيب.
سأل فيدنير P35 عمّا حلّ بذلك الشخص، فقال P35 إن ذلك الشخص تعرض للتعذيب، ثم قيل لـي إنه أُصيب بنزيف دماغي، وتوفيّ على إثر إصابته بسكتة دماغية.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا شاهد ذلك الشخص، فقال P35 إنه شاهده ممددا على الأرض.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان ذلك الشخص جثّة هامدة حينها، فأقر P35 ذلك، قائلًا إن السجّانين حملوه خارجا.
أراد فيدنير أن يعرف المزيد عن الأحوال العامة في المعتقل، وتحديدًا عن تلك المتعلقة بالطعام والنظافة الشخصية، فقال P35 إن الطعام المقدم لم يكن نظيفًا أو جيدًّا. وأصيب جميع المعتقلين بالقمل، وكانوا دائمي التعرق بسبب اكتظاظ الزنزانة بأعداد كبيرة من المعتقلين. وكانت الزنزانة قذرة.
استشهد فيدنير بمحضر الشرطة مشيرًا إلى قول P35 إن وجبة الفطور كانت عبارة عن سبع حبات زيتون، وصنف آخر، بينما كانت وجبة الغداء من البرغل والحساء، وأما وجبة العشاء فكانت من الخبز والبيض، بالإضافة إلى الأرز في بعض الأحيان. ومع ذلك، لم تكن كمية الطعام كافية، وفقد الكثير من المعتقلين من أوزانهم بشكل ملحوظ. فأقر P35 ذلك.
سأل فيدنير P35 عن مساحة الزنزانة التي اعتُقل فيها، فقال P35 إنه نسي. وكانت المنفردة صغيرة جدًّا، ولكنه لا يعرف مساحة الزنزانة الجماعية الكبيرة تمامًا.
أراد فيدنير أن يعرف مساحة المنفردة الصغيرة، وما إذا كان فيها بمفرده، فقال P35 إنه اعتقل بمفرده فيها، بينما اعتقل رفقةَ الكثير من المعتقلين في الزنزانة الجماعية.
استشهد فيدنير بمحضر استجواب P35 من قبل الشرطة مجددًا، والذي قال خلاله إن مساحة المنفردة تبلغ 1*1.5 متر تقريبًا، وإنها بارتفاع 2 متر. ولم يكن بإمكانه أن يستلقي على الأرض فيها. وكانت معتمة على الدوام، واستخدمت فتحة التهوية الصغيرة بغرض استدعائه من قبل السجانين فقط، فأقر P35 إفادته، قائلًا إن الزنزانة كانت صغيرة على ذلك النحو.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا فقد P35 وعيه جراء التعرض للتعذيب، فأقر P35 ذلك، قائلًا إنهم قاموا حينها بلّفه داخل بطانية.
سأل فيدنير P35 عن أسلوب التعذيب الذي أفضى إلى فقدانه للوعي، فقال P35 إنه كان يتعرض للصعق بالكهرباء، وأوسع ضربًا أيضًا.
استشهد فيدنير بمحضر استجواب P35 من قبل الشرطة مجددًا، وإلى إفادته بأنه تعرض للركل والتعذيب على أيدي أربعة أو خمسة أشخاص في غرفة التعذيب، حيث ضربه أبو محمد وعلي، وقاموا بتعذيبه باستخدام الصعق بالكهرباء إلى أن فقد إحساسه بساقيه، وفقد P35 وعيه بعد ذلك، فقاموا بلّفه ببطانية، وأعادوه إلى الزنزانة، وتعرض للتعذيب في اليوم التالي. فأقر P35 ذلك، مضيفًا أنه تعرض للتعذيب على نحو يوميّ.
استشهد فيدنير بأقوال P35 للشرطة، وتحديدًا أنه أُجبر على أن يجلس على كرسي، قبل تعرضه للضرب، حيث أرادوا منه أن يدلي باعترافاته، وضربوه بالأسلاك المجدولة على ساقيه، وقدميه، وظهره. وسكبوا الماء عليه عندما فقد وعيه، وقاموا بتعليقه من سيخ معدني مدة خمس أو ستّ ساعات. وتعرض للتعذيب بالصعق بالكهرباء لسبعة أو ثمانية أيام، وقام عليّ بزيادة قوة التيار الكهربائي، ولكن أخبره أبو محمد بأن يهدّئ من روعه كي لا يتسبب بمقتله. فأقر P35 ذلك، مضيفًا أن عليّا هو الشخص الذي تولى تنفيذ معظم جلسات التعذيب.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كان P35 معصوب العينين أثناء تعرضه لسوء المعاملة، فأوضح P35 أنه عادة ما كان معصوب العينين، ولكن تحركت عصابة العينين من مكانها في بعض الأحيان جراء التعرض للضرب، وكان بإمكانه أن يشاهد الأشخاص من حوله. وكانت تلك هي المناسبة التي شاهد فيها عليّا وأبا محمد. [شرح P35 للمحكمة كيف تحركت عصابة العينين من مكانها].
سأل فيدنير P35 عمّا إذا التقى أنور في الفرع مرة أخرى، فقال P35 إنه التقى أنور قبل أن يتم الإفراج عنه.
أراد فيدنير أن يعرف كيف سار ذلك اللقاء، فقال P35 إنه نسي، ولكنه أُجبر على ارتداء عصابة العينين، والتوقيع على ورقة، وأُجبر على أن يبصم عليها.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كانت حالته أثناء ذلك اللقاء تنمّ عن أنه تعرض للتعذيب، فأقر P35 ذلك، قائلًا إن آثار التعذيب كانت واضحة للعيان على سائر أنحاء جسده.
أراد فيدنير أن يعرف ماذا كان P35 يرتدي، فقال P35 إنه لا يعرف، ولكن من الممكن أنه كان يرتدي نفس القميص الذي كان يرتديه عند اعتقاله.
أراد فيدنير أن يعرف سبب الإفراج عن P35، فقال P35 إنه قد تم الإفراج عنه بعد دفع الرشوة.
سأل فيدنير P35 عن كيفية دفع تلك الرشوة بالتفصيل، فقال P35 إنه لا يعرف نظرًا لأن أقاربه رتبّوا كلّ تلك الأمور.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا أخبره أحد عن ذلك الأمر، فقال P35 إنه تناهى إلى علمه أن الجميع كانوا يبحثون عنه، ويحاولون الحصول على معلومات عنه. وأضاف P35 أنه لا يعرف أي تفاصيل في ذلك الشأن كونها قد حدثت قبل 14 عامًا.
ذكر فيدنير شقيق P35، وسأله عن عمله، فقال P35 إن شقيقه قد عمل مديرًا عامًّا لـ[حُجِبت المعلومات]، وقد زود ذلك المكان القصر الرئاسي ببعض الخدمات أيضًا.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا أخبره أحد عن الرشوة المدفوعة، فأوضح P35 أنه علم بأمر دفع مبلغ من المال، ولقي على إثره معاملة أفضل، لا بل سُمح له بأن يستحم.
استشهد فيدنير باستجواب P35 من قبل الشرطة، والذي قال فيه إن عائلته لم تكن تعرف مكان وجوده، وبحثوا عنه طوال خمسة أو ستة أشهر تقريبا. وكان شقيقه تاجرًا، وعلى تواصل بـعائلة [حُجب الاسم] التي كانت بدورها على تواصل مع أنور. ودفع شقيق P35 مبلغًا قوامه 15,000 ليرة سورية لقاء الإفراج عن P35، وخفّت حدة التعذيب التي تعرض لها P35 على ذلك الأساس. وأخبر المحقق P35 أنه محظوظ جدًّا، ثم أجبر على أن يوقع على ورقة، وقيل له إن المحكمة تنظر في وثائقه، وإنه سيتم الإفراج عنه في القريب العاجل. فأقر P35 ذلك، مضيفًا أن بوسعه أن يتذكر بعض تلك الأمور فقط.
أراد فيدنير أن يعرف تفاصيل ذات صلة بإمكان P35 أن يتذكرها، فقال P35 إنه يعرف أن شقيقه قد تدخّل، وأنه لقي معاملة أفضل على إثر ذلك، وإنه وقّع على ورقة ما. وقال إن ذلك هو كل ما بإمكانه أن يتذكر من تفاصيل.
سأل فيدنير P35 عن زمن لقائه بأنور للمرة الثانية بعد أن اعتُقل، فقال P35 إنه لا يعرف.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا بلغت تلك المدة خمسة أشهر، فقال P35 إنه لا يعرف.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا انطوى اللقاء الثاني على أي اختلاف، أو إذا كان أشبه ما يكون بجلسة تحقيق، وعن الجوّ السائد حينها، فقال P35 إن ذلك اللقاء قد كان أفضل من اللقاء السابق.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا جرى التحقيق معه، فقال P35 إنه لا يعرف، وأن كل ما يعرفه هو أن الظروف كانت أفضل مما كانت عليه في المرة الأولى.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كان بإمكان P35 أن يتذكر أي تفاصيل عن الرعاية الطبية التي حصل عليها لعلاج إصابات قدميه، فقال P35 إنه كان بحاجة لرعاية طبية لقدميه، وإنه قد حصل عليها في أحد المشافي.
استشهد فيدنير بمحضر استجواب P35 من قبل الشرطة، مشيرًا إلى قوله إنه التقى أنور مجددًا في مكتبه بعد مرور خمسة أشهر تقريبًا عندما تدخل التجّار في الأمر، وذلك عندما سُئل عمّا إذا التقى أنور مجددًا في الفرع. وقال إن أنور قد قدم له الشاي حينها، وإن اللقاء كان يختلف عن اللقاء السابق. وقال أنور إنه يريد أن يساعد P35 الذي أخبر أنور بدوره أن قدميه مصابتان. وقال أنور إنه سيتلقى العلاج اللازم في اليوم التالي. وقبل أن يتلقى العلاج، قيل له إنه جرى إرسال وثائقه إلى المحكمة. وأوضح P35 للمحكمة أن العلاج الذي حصل عليه لم يكن كافيًا، حيث حصل على الأسبرين والمسكنات فقط لا غير، ولم يتلقَ العلاج الفعلي اللازم في حينها. واقتصر العلاج الذي حصل عليه حينئذ على مسكنّات الألم فقط كونه لم يستطع النوم.
أراد فيدنير أن يعرف ما الذي حصل بعد ذلك، وكيفية الإفراج عن P35، فقال P35 إنه مثُل أمام المحكمة، حيث صدر قرار الإفراج عنه هناك.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان بإمكانه أن يتذكر الثياب التي كان أنور يرتديها، فقال P35 إنه يعرف ولكنه لا يتذكر الآن.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان يرتدي زيًّا معينًا، فقال P35 إنه لا يتذكر، مضيفًا أن ذلك قد حصل قبل 14 عامًا.
أشار فيدنير إلى قول P35 للشرطة الألمانية إن أنور شغل منصبًا رفيعًا في الفرع، وهو ما بإمكاننا أن نعرفه من الزي الذي يرتديه. وسأل فيدنير P35 عمّا إذا كان بإمكانه أن يتذكر الأمور على نحو أفضل عندما تم استجوابه من قبل الشرطة في العام 2019، فأقر P35 ذلك، مضيفًا أنه لا يزال يخضع للعلاج حاليا. وأضاف أنه اعتقل في العام 2012، وأن التعذيب الذي تعرض له لا يزال يلقي بظلاله عليه إلى اليوم. ونسي الكثير من التفاصيل في غضون سنتين فقط، وأضاف أنه يقول الحقيقة.
قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أنهم سيفرغون من الجزء الأول من شهادة P35 بعد ساعة من إدلائه بشهادته، وأن بإمكان القضاة أن يواصلوا طرح الأسئلة بعد استراحة قصيرة.
***
[استراحة مدة 15 دقيقة]
***
قالت القاضي كيربر إنها تأمل أن يكون P35 قد استعاد بعضًا من عافيته أثناء فترة الاستراحة.
مضى القاضي فيدنير في استجواب P35 مشيرًا إلى أقواله لدى الشرطة الألمانية بشأن تعرضه للاعتقال في الفرع 251 في مناسبة أخرى. وسأل فيدنير P35 عن وقت حصول ذلك، فأوضح P35 أنه اعتقل 13 مرة، وأنه قد يواجه مشكلة في معرض إجابته على ذلك السؤال لأن تكرار تعرضه للاعتقال غير مرة قد يخلق بعض الخلط والتشويش. وقال P35 إنه يبذل قصارى جهده كي يتذكر، ولكن ذلك ليس بالأمر السهل. وقال إنه تذكر أمور دون غيرها عندما استشهد فيدنير بإفاداته الواردة في المحضر. وإنه تعرض للتعذيب، والضرب، والاعتقال 13 مرة. وبحسب P35، أخبره الأطباء في [حُجِبت المعلومات] أنه كان بالإمكان أن "يفقد صوابه" جراء التعذيب الذي تعرض له، وأن الأمر ما كان ليقتصر على فقدان جزء من الذاكرة وحسب. وقال P35 إنه يتلقى الرعاية الطبية اللازمة منذ ستة أعوام ونصف، وإن تلك الرعاية تهدف إلى إعادة تأهيله كي يتمكن من أن يعيش حياة طبيعية. وقال P35 إنه يحاول القيام بأي شيء لتجاوز الأمر، وإنه أراد المثول أمام المحكمة عندما شاهد أن ألمانيا قد ألقت القبض على أنور كونه قام بمهام الإشراف أثناء فترة اعتقال P35. وأضاف أنه صادق في قوله إنه نسي بضعة أمور.
قال القاضي فيدنير إنه لا بأس في ذلك الأمر، وأن القضاة لا ينتقدونه على ذلك أبدًا. وقال فيدنير إنه ينبغي لـP35 أن يبذل قصارى جهده كي يتذكر التفاصيل، لا أكثر. ومضى في حديثه سائلًا P35 عن زمن اعتقاله في الفرع 251 للمرة الثانية، وعمّا إذا حصل ذلك قبل اندلاع النزاع السوري الداخلي أم لا، فقال P35 إنه اعتقل قبلها، حيث كان يملك حصّة ملكية في إحدى الصحف التابعة للمعارضة [لم يذكر المترجم الاسم العربي للصحيفة، ولكنه ترجم اسمها إلى اللغة الألمانية].
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تولى تحرير المقالات لتلك الصحيفة أيضًا، فأوضح P35 أنه اعتقل لأنه كتب مقالة بعنوان "[حُجِبت المعلومات]"، وبناءً على ذلك، أمر علي مملوك أن يتم اعتقاله في كفرسوسة.
أشار فيدنير إلى قول P35 للشرطة إنه اعتقل في العام 2010، وسأل P35 عمّا إذا كان ذلك صحيحًا، فأقر P35 ذلك.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان هناك صلة بين اعتقاله المرة الثانية والصحيفة آنفة الذكر، فأقر P35 ذلك.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا اعتقل P35 أو إذا تم استدعاؤه للحضور إلى الفرع فقط، فقال P35 إنه يذكر أنه تم استدعائه للحضور إلى الفرع.
أراد فيدنير أن يعرف رقم الفرع أو اسمه، فقال P35 إنه الفرع 251.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا توجّه إلى هناك من تلقاء نفسه طواعية، فقال P35 إنه توجّه إلى هناك كونه لم يقترف أي شيء، ولم يرَ أي سبب قد يحول دون توجهه إلى الفرع.
سأل فيدنير P35 عن مدة اعتقاله، فقال P35 إنه اعتقل لبضعة أيام.
أشار فيدنير إلى قول P35 للشرطة إنه اعتقل ثمانية أيام، فأقر P35 ذلك، قائلًا إنه اعتقل ثمانية أو تسعة أيام.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان بإمكانه أن يعقد مقارنة بين اعتقاله هذه المرة، واعتقاله في العام 2007، فقال P35 إنه لا مجال للمقارنة، إذْ كان التعذيب مهولًا في العام 2007.
سأل فيدنير P35 عمّا كانت الأمور عليه في العام 2010، فكرّر P35 قائلًا إنه لا مجال للمقارنة.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كانت تجربة اعتقاله في العام 2010 أفضل أم أسوأ من العام 2007، فقال P35 إن تجربة اعتقاله في 2007 كانت أسوأ بكثير.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا اعتُقل في إحدى المنفردات أم في زنزانة جماعية في العام 2010، فقال P35 إنه نسي.
استشهد فيدنير بمحضر استجواب P35 من قبل الشرطة، وتحديدًا بقوله إنه اعتُقل في إحدى الزنازين الجماعية مجددًا، ولكنها كانت أفضل بكثير: حيث بلغت مساحتها 40 مترًا مربعًا، واعتقل فيها 20 شخصًا فقط، وكان هناك دورة مياه عند إحدى زوايا الزنزانة، بينما كان الطعام المقدم، وأحوال النظافة الشخصية السائدة في العام 2010 بنفس السوء التي كانت عليه في العام 2007. وأخبر P35 المحكمة أنه لا يتذكر الكثير من التفاصيل، ولكن كانت المرة الثانية أفضل من الأولى.
أشار فيدنير إلى قول P35 للشرطة أن السجانين كانوا أفضل في المرة الثانية أيضًا، فأقر P35 ذلك.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا التقى P35 أنور أثناء اعتقاله الثاني في الفرع 251، فقال P35 إنه ليس بإمكانه أن يتذكر. وسأله فيدنير عمّا إذا كان يتذكر أي شيء، فقال P35 إنه بذل قصار جهده كي يتذكر أي تفاصيل، ولكنه لم ينجح في ذلك.
قال فيدنير إن بإمكانه أن يوفر السياق بُغية توضيح المسألة لـP35، وأشار إلى قول P35 للشرطة إنه التقى أنور مجددًا، وأخبره أن الأوضاع في البلد انزلقت إلى الأسوأ، فأقر P35 أنه سأل أنور عمّا إذا كان يتذكر لقاءهما في العام 2007، وأخبره أن البلد قد أصبحت الآن [أي في العام 2010] أسوأ حالًا. وأضاف P35 أن بإمكانه أن يتذكر الآن.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا حقق معه أنور أو استجوبه، فاستذكر P35 أنه أخبر أنور أن البلد يرزح تحت ضغوط كبيرة أمريكيًّا ودوليًّا، وأن عليهم أن يحاولوا القيام بإصلاح البلد ومؤسساته. وقال P35 إن ذلك هو كل ما بوسعه أن يتذكر.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان معصوب العينين عندما التقى أنور، مضيفًا أن بإمكان P35 أن يخبر المحكمة إذا كان غير قادر على تذكر الأمر، فقال P35 إنه يتذكر أنه كان معصوب العينين، ولكنه غير متأكد من ذلك تمامًا.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا سمع صوت أنور أم لا، فقال P35 إنه غير متأكد، ولكنه يعتقد أنه سمعه وهو يتحدث مع شخص عبر الهاتف أو جهاز اللاسلكي.
استشهد فيدنير بمحضر استجواب P35 من قبل الشرطة، حيث أقر P35 للشرطة إنه تعرض للتعذيب بحضور أنور، وأوضح أنه سمع صوته أثناء تعرضه للتعذيب. وبحسب P35، كان معصوب العينين، وتعرض للضرب بأسلاك في العام 2010، وكرر أنور الأمر بضربه مرتين، صارخًا: "كمان!" وسمع P35 صوت أنور مرتين في غضون 15 أو 20 دقيقة. وسأله أنور مرّة واحدة عمّا إذا يريد أن يدلي بأي اعترافات، فقال P35 إنه لم يسمع صوت أنور بعد ساعة واحدة من تعرضه للتعذيب وعند اقتياده إلى الزنزانة. فأخبر P35 المحكمة أن ذلك لم يحصل في مكتب أنور، وإنما في الطابق السفلي.
خلص فيدنير إلى أنه بإمكان P35 أن يتذكر الأمر الآن، فقال P35 إن بإمكانه أن يتذكر بعض الأمور فقط. وكان معصوب العينين، وسمع بعض الأصوات. وكان بإمكانه أن يتذكر أن عليًّا هو الشخص الذي تولى تعذيبه مرة أخرى.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كان بإمكان P35 أن يشاهد أنور بطريقة أو بأخرى، فقال P35 إنه سمع صوته، ولكن ليس بإمكانه أن يتذكر ما إذا شاهده أم لا، ولكن عادة ما يقوم السجّانون بتعذيب أحد المعتقلين بأمرٍ من أنور.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا سمع إصدار الأوامر، فنفى P35 ذلك.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تعرض معتقلون آخرون للتعذيب أيضًا، وإذا كان P35 بمفرده مع أولئك الأشخاص، وعندما سمع الأصوات التي وصفها، فقال P35 إن أشخاصًا كانوا يتعرضون للتعذيب بجانبه، وسمع صراخهم.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كانوا في نفس الغرفة أم في مكان آخر، فقال P35 إنهم لم يكونوا بعيدين جدًّا عنهم، وإنما كانوا على مقربة منه.
سأل فيدنير P35 عمّا حصل له وللآخرين، فقال P35 إنه لا يعرف الأسلوب الذي استخدم في ضرب الآخرين، ولكنه سمع أصوات صراخهم.
سأل فيدنير P35 عن الأسلوب الذي تعرضوا للضرب به، فقال P35 إنهم تعرضوا للضرب بالأسلاك.
أراد فيدنير أن يعرف كيف تم الإفراج عن P35، فقال P35 إنه نسي، وليس بإمكانه أن يتذكر الآن.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا ساهم دفع الرشوة في الأمر مجددًا، فقال P35 إنه لا يعرف.
استشهد فيدنير مجددًا بمحضر استجواب P35 من قبل الشرطة. عندما سألت الشرطة P35 عن كيفية الإفراج عنه، أخبرهم أن أحد زملائه في الصحيفة يعرف موظفًّا سابقًا في الفرع 251، وتقاضى ذلك الشخص رشوة، فأُفرج عن P35 بموجب أمر صادر عن أنور. وبحسب P35، ما كان شيئ ليحصل دون أن يوعز أنور بذلك، حيث يُصدر أنور أوامر باعتقال الأشخاص، والإفراج عنهم. ولم يلتقِ P35 أنور مجددًا، وتم الإفراج عنه، وعاد إلى منزله بواسطة سيارة أجرة. أخبر P35 المحكمة أنه يعرف أن شخصًا قد تدخل في الأمر، وأنه اعتقل مدة قصيرة فقط.
أراد فيدنير أن يعرف عن التبعات التي لحقت بجسد P35 أثناء مدة اعتقاله، وإذا كان قد تعرض للتعذيب وسوء المعاملة أم لا، فأوضح P35 أنه أُجريت له 21 عملية جراحية في [حُجِبت المعلومات]. وأنه تعرض للتعذيب في أغلب الأحوال، وأُجريت له 11 عملية جراحية على إثر التعذيب الذي تعرض له. وأضاف P35 أنه لا يزال يتلقى الرعاية الطبية، والاستشارات النفسية والاجتماعية منذ ستة أعوام ونصف. وتعرّض للتعذيب بأساليب مُروّعة في كل فرع اعتقل فيه. وبحسب P35، تتم ترقية الضباط كلما ارتكبوا مزيدًا من جرائم التعذيب. وأوضح P35 أن حافظ الأسد قد أسس هذا الفرع [أي الفرع 251]، قبل أن يتولى ابن أخيه بشار سليمان قيادة الفرع لاحقًا، وينقل أنور إلى الفرع. وقال P35 إن أنور كان "يتفنن" في تعذيب الأشخاص، وكان يبتسم وهو يُعطي الأوامر بتعذيب الأشخاص. وقال P35 إنه لا مجال للمقارنة، ولكن أيُعقل أن يحصل شيء دون موافقة القاضي الذي يرأس المحكمة؟! وتابع قائلًا إن هذه مقارنة في غير محلها، ولكن كان أنور رئيسًا للفرع، وكان هو المسؤول.
سأل فيدنير عن كيفية علم P35 بأن أنور كان يتفنن بتعذيب الأشخاص، فأوضح P35 أن أحد أصدقائه كان يعمل تحت إمرة علي مملوك، وأخبره أنه لا يمكن لأحد أن يلمسه دون موافقة أنور. كما أخبر ذلك الشخص P35 أنه لا يمكن أن يتخذ أحد القرار دون موافقة أنور.
سأل فيدنير P35 عن منصب علي مملوك، فقال P35 إنه كان رئيسًا لإدارة المخابرات العامة.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا كان P35 يتذكر ردود أفعاله، وردود أفعال المعتقلين الآخرين الذين تعرضوا لسوء المعاملة في الفرع 251، فقال P35 إن الكثير من المعتقلين كانوا في حالة يُرثى لها، وسمع بوفاة بعضهم.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا شاهد جثثًا، فنفى P35 ذلك، مضيفًا أن معلوماته تقتصر على ما سمعه من الآخرين.
أشار فيدنير إلى أن P35 قد أخبر الشرطة عن وجود جثث أثناء اعتقاله في الفرع 251 في العام 2010، فقال P35إنه شاهد شخصًا ممددا على الأرض، ولكنه غير متأكد مما إذا كان قد شاهده في العام 2007 او 2010.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا يتذكر حصول أي محاولة لإنعاش أحدهم، فنفى P35 ذلك.
أشار فيدنير إلى أن P35 قد أخبر الشرطة الألمانية أنه لم يشاهد أي جثث في العام 2007، ولكن توفي ثلاثة أشخاص في الزنزانة الجماعية في العام 2010، حيث تعرض أحدهم للضرب على رأسه، واُعيد إلى الزنزانة، ومات فيها. وحاول P35 أن يجري التنفس الاصطناعي لذلك الشخص. فأقر P35 للمحكمة أنه حاول القيام بذلك، ولكن تعرض ذلك الشخص للضرب على رأسه، مما أفضى إلى إصابته بنزيف داخلي، وفشلت محاولة التنفس الاصطناعي، وقضى ذلك الشخص نحبه. وبحسب P35، نُقل ذلك الشخص إلى خارج الزنزانة. وأضاف P35 أنه لا يعرف المزيد من التفاصيل.
سأل فيدنير P35 عن اسم ذلك الشخص، فقال P35 إن اسمه هو [حُجب الاسم]، ولكنه غير متأكد، ولا يرغب في أن يدلي بأي أقوال غير صحيحة.
أشار فيدنير إلى قول P35 للشرطة إن المعتقلين طلبوا استدعاء الطبيب، والذي حضر بدوره بعد ساعتين، ثم حملوا جثة [حُجب اسم الشخص] إلى خارج الزنزانة، فقال P35 إنه لا يستطيع أن يتذكر ذلك.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا قضى أشخاص آخرون نحبهم جراء التعذيب، فقال P35 إنه قد شاهد ذلك الشخص فقط، ولكنه سمع عن وفاة أشخاص آخرين.
أراد فيدنير أن يعرف ما الذي سمعه P35 على وجه التحديد، فقال P35 إنه سمع أن أشخاصًا قد توفوا لأن أرضية السجن كانت حمراء اللون، وامتلأت ببقع الدم الناجمة عن النزيف الذي أُصيب به المعتقلون جراء التعذيب.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان يتحدث عن غرفة بعينها، فقال P35 إنه يتحدث عن الممر بشكل رئيسي، إذ تعرض الأشخاص للشّبْح هناك. وعليه، غطت بقع الدم أرضية الممر.
خلص فيدنير إلى أنه تم تعليق الأشخاص هناك، وسأل P35 عمّا حصل هناك على وجه التحديد، فوصف P35 أنه ثمة سيخ معدني معلق على الجدار يتم تعليق الأشخاص عليه بواسطة الأصفاد. وتم تعليقهم على ارتفاع 20 سم من الأرضية لأربع أو خمس ساعات.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تعرّضوا للضرب وهم معلقون، فأقر P35 ذلك، موضحًا أنهم تعرضوا للضرب بالأسلاك على سائر أنحاء الجسد.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا شاهد آخرين يتعرضون لذلك، فقال P35 إنه هو نفسه قد تعرض لذلك، كما إنه شاهد آخرين يمرون بالشيء نفسه عندما تحركت عصابة العينين من مكانها، وسمع أصوات صراخ أيضًا.
وفيما يتعلق بالجثث، أشار فيدنير إلى قول P35 للشرطة إنه سمع عليًّا يطلب من أبي محمد أن يُبلغ رئيس الفرع كي يحضر نظرًا لوفاة شخصين، وذلك عندما أحضروا الطعام للمعتقلين. فقال P35 إنه لا يتذكر ذلك، ولكنه سمع بالأمر.
أشار فيدنير إلى أن P35 لا يزال يعاني من تبعات اعتقاله للمرة الأولى في الفرع 251 في العام 2007، وتحديدًا فيما يتعلق بقدميه، فقال P35 إن الندب لا تزال واضحة للعيان، وإن بإمكانه أن يريها للمحكمة.
طلب فيدنير من P35 أن يصفها بدلًا من ذلك، فقال P35 إنه تعرض للصعق بالكهرباء على قدميه، كما تعرض للضرب عليهما أيضًا. وعليه، خضع لثلاث عمليات جراحية في [حُجِبت المعلومات]. وأضاف P35 أن الدم احتقن في قدميه حينها.
أشار فيدنير إلى قول P35 للشرطة إنه كان بحاجة ماسة للرعاية الطبية عقب الإفراج عنه في العام 2007، وذلك جرّاء إصابات قدميه. وخضع لزراعة الجلد، وتلقّى العلاج حتى العام 2010، فأقر P35 ذلك، موضحًا أنه بحاجة للعلاج على الدوام، وأن الآثار لا تزال واضحة على قدميه.
سأل فيدنير P35 عمّا مر به من تجارب عند اندلاع النزاع الداخلي في سوريا في العام 2011، فلم يعرف P35 ما الذي كان يشير إليه فيدنير في حديثه. طلب فيدنير من P35 أن يصف كيفية تعامله مع النزاع، ومع حوادث اعتقاله، فأوضح P35 أنه شارك في المظاهرات، وتمتع ببعض النفوذ والتأثير، واعتقل في عامي 2011 و2012. واعتُقل رفقةَ آخرين في فرع فلسطين مدة شهر واحد، وأُفرج عنه ذات مرة مدة يومين. وقال P35 إنه اعتقل ثلاث مرات، وتدخل كوفي عنان أحد أعضاء وفد الأمم المتحدة، ورتب أمور الإفراج عنه. وقال P35 إنه التقى وفد الأمم المتحدة أثناء زيارته إلى سوريا، وأخبروه بأن يغادر البلاد، وإلا سيتم اعتقاله مجددًا.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا تعرض P35 للتعذيب في فرع فلسطين أيضًا، فقال P35 إنه تعرض لأفظع ضروب التعذيب في فرع فلسطين.
أراد فيدنير أن يعرف ما إذا وقع ذلك في العام 2012، فقال P35 إن معظم تلك الأحداث وقعت في ذلك العام.
سأل فيدنير P35 عمّا تعرض له على وجه التحديد، فوصف P35 إنه تعرض للصعق بالكهرباء على نحو يومي، وأنه انهار بدنيا ونفسيا.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا تعرض جميع المعتقلين لتلك المعاملة في فرع [فلسطين]، فقال P35 إن الجميع تعرض للتعذيب، ولكن كان هو وبعض المعتقلين الآخرين قادة الثورة.
خلص فيدنير إلى أن P35 تعرض هو دون غيره لمعاملة سيئة، فأقر P35 ذلك.
أشار فيدنير إلى أن P35 قد ذكر أنه أحد قادة الثورة، وسأله عمّا إذا أوكلت له أي مهام ضمن نطاق المعارضة، فقال P35 إنه كان ناشطًا، وقاد عددًا من المظاهرات، وطبع المنشورات وكتب محتواها، ونسّق أمور المظاهرات، و"كانوا" بالتالي غاضبين جدًا منه. واضطُر P35 والناشطون الآخرون للتكيف مع ممارسات قوات الأمن تجاه الناشطين.
سأل فيدنير P35 عن الفترة الزمنية التي حصلت فيها تلك المظاهرات، فقال P35 إنها امتدت من العام 2011 وحتى العام 2012.
سأل فيدنير P35 عن الوقت الذي اندلعت فيه تلك المظاهرات، فقال P35 إنها اندلعت بتاريخ 15 آذار/مارس، [2011].
سأل فيدنير P35 عن رد فعل النظام تجاه تلك المظاهرات، فأوضح P35 أن النظام كان دكتاتوريًّا، وكان رد فعله هستيريًّا كونه لم يتوقع من الأشخاص أن يتظاهروا ضده. وقال P35 إن تلك المظاهرات كانت بمثابة صدمة للنظام.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا لدية أدلة ملموسة، فقال P35 إنهم أطلقوا النار على المتظاهرين.
أراد فيدنير أن يعرف متى حصل إطلاق النار على وجه التحديد، فقال P35 إن ذلك بدأ بتاريخ 18 آذار/مارس، [2011] فصاعدًا.
سأل فيدنير P35 عن مكان حصول حوادث إطلاق النار تلك، فقال P35 إنها حصلت في الميدان، وداريا، ودمشق، وريف دمشق. وقال P35 إنه حضر أثناء تلك المظاهرات أيضاً.
سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان يعرف شيئًا عن مسألة تشكيل مجموعة تنسيق للتعامل مع المظاهرات – بصفته أحد الناشطين – فأقر P35 ذلك، قائلًا إن علي مملوك والوزيرين تركماني وآصف شوكت قد شكّلوا مجلسا. وقال P35 إنه لا يعرف ما الذي حصل من وراء الستار لأنه لم يكن موجودا هناك، ولكنهم أعطوا الأوامر.
سأل فيدنير P35 عن زمن تشكيل ذلك المجلس، فقال P35 إنه قد شُكّل بعد انطلاق المظاهرات الأولى على الفور، وأعطى المجلس أوامر بخصوص تنفيذ الاعتقالات، وعمليات إطلاق النار.
أراد فيدنير أن يعرف اسم ذلك المجلس/ مجموعة التنسيق، فقال P35 إنه أُطلق عليها اسم "الخلية". سأل فيدنير P35 عمّا إذا كان يقصد خلية إدارة الأزمات، فقال P35 إنها خلية الأزمات. [قاطع أحد مترجمي المحكمة الشفويين قائلًا إن الاختصار "خلية الأزمات" الذي استخدمه P35 لتوّه هو اختصار شائع لخلية إدارة الأزمات].
أشار فيدنير إلى أن P35 كان لاعبًا رياضيًا محترفًا، وسأله عن التبعات البدنية لاعتقاله، فقال P35 إن جسده قد تغير كثيرًا، حيث بلغ وزنه 140 كغ بادئ الأمر، ولكنه فقد الكثير من وزنه لاحقا.
أشار فيدنير إلى أن P35 أخبر الشرطة أن وزنه بلغ 66 كغ بعد اعتقاله المرة الأخيرة، فقال P35 إن وزنه بلغ 140 كغ بسبب جرعات الكورتيزون اللازمة للعمليات الجراحية. وأنه أجرى عملية تكميم للمعدة.
لم يكن لدى المدّعين العامّين المزيد من الأسئلة لـ P35.
استجواب من قبل الدفاع
قال محامي الدفاع بوكر إن لدى الدفاع بضعة أسئلة فقط. واستهلّ بالإشارة إلى أن P35 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أنه اعتقل في فرع الخطيب في العام 2010. وأراد بوكر أن يعرف ما إذا أخبر P35 مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا عن الشخص الذي أمر بالإفراج عنه، فقال P35 إنه لا يتذكر.
أراد بوكر أن يستشهد بأحد أقوال P35 الواردة في محضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، ولكن قاطعته القاضي كيربر رئيسة المحكمة قائلةً إن القاضي فيدنير قد استشهد بتلك الجزئية سابقًا. قال بوكر إنه لا بد وأنه قد فاته ذلك بعد أن غادر قاعة المحكمة لبعض الوقت أثناء الجلسة. وأضاف أنه لا يزال يريد أن يسأل P35 عن كيفية علمه بهوية الشخص الذي أمر بالإفراج عنه. وسأل بوكر P35 عمّا إذا كان يتذكر استجوابه من قبل الشرطة أصلًا، فأومأت القاضي كيربر برأسها كناية عن الموافقة. وسأل بوكر P35 عن كيفية علمه بأن أنور أمر بالإفراج عنه، فقال P35 إنه لا يتذكر.
استشهد بوكر بمحضر استجواب P35 من قبل الشرطة، حيث أجاب عند سؤاله عن لقائه بأنور موضحًا أنه لم يكن يعرف اسم أنور، على الرغم من كونه رئيسًا للفرع، ويتمتع بالكثير من النفوذ في البلاد. فقال P35 إنه لم يفهم. أوضح بوكر أنه استشهد بمحضر التحقيق مع P35 من قبل مكتب الشرطة الجنائية بألمانيا، وأراد أن يعرف ما إذا كان صحيحًا أن P35 قد قال ذلك حقًا أم لا يتذكر. كرر بوكر الاقتباس، مخبرًا P35 أنه يريد أن يعرف ما إذا كان P35 يتذكر قوله ذلك، فقال P35 إنه لا يتذكر.
أشار بوكر إلى قول P35 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا إنه حتى الوزراء ما كان بوسعهم أن يتحدوا أوامر أنور، فأوضح P35 أن قوات الأمن هي التي تبسط سيطرتها على سوريا.
سأل بوكر P35 عمّا إذا كان هو الذي قال تلك الجملة الصادمة، فقال P35 إنه لا يتذكر، ولكن بسطت قوات الأمن سيطرتها على سوريا.
كرر بوكر الجملة، وسأل P35 عمّا إذا كان بإمكانه أن يعلّق على فحوى تلك الجملة أم لا، وعمّا إذا كان يعرف عن ذلك الأمر [أي حقيقة أن الوزراء ليس بإمكانهم أن يتحدوا أنور]، فقال P35 إنه يعرف أن قوات الأمن بسطت سيطرتها على كامل سوريا. وتمتع أنور بسلطة تفوق تلك التي يتمتع بها رئيس الوزراء لأن أجهزة المخابرات العامة هي الجهة المسؤولة عن إدارة البلد.
أشار بوكر إلى التقارير الطبية التي ذكرها P35 سابقًا، قائلًا إنه يوّد أن يلقي نظرة عليها، ويريد أن يطلع على وجه الخصوص على تلك التي تتعلق بفجوات الذاكرة التي يعاني منها P35. وقام بوكر بسؤال محامي الشاهد السيد كروكر عمّا إذا كان بإمكان المحكمة أن تتطلع على التقارير، فقال P35 إن بإمكانه أن يسلّمها للمحكمة.
أشار محامي الدفاع فراتسكي إلى أن P35 ذكر أن علي مملوك هو رئيس إدارة المخابرات العامة، وأن أحد أصدقائه يعمل تحت إمرة علي مملوك، فأقر P35 ذلك.
أراد فراتسكي أن يعرف المزيد عن صديق P35، فقال P35 إن صديقه قُتل لأنه حذّر P35 من احتمال اعتقاله بعد أن أصدر أنور [مؤشرا بيده باتجاه أنور] وحافظ مخلوف أوامر تقضي بتصفية P35.
أراد بوكر أن يعرف كيف علم P35 بذلك، فقال P35 إن صديقًا له قد اتصل به، وأخبره أن صديقه [حُجب الاسم] قد اعتقل على أيدي أنور وحافظ مخلوف.
سأل فراتسكي P35 عن الفترة التي عرف فيها ذلك، فقال P35 إنه يعرف ذلك منذ العام 2012.
سأل فراتسكي P35 عن مصدر معلوماته، فقال P35 إن صديقه اتّصل به، وحذّره. وأخبره شقيق صديقه عن اعتقاله ومقتله أيضًا.
سأل فراتسكي P35 عمّا إذا نسي كونه لم يخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا عن ذلك، فقال P35 إنه أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا قائلا: لا بد أن يكون ذلك مذكورًا في المحضر.
أراد فراتسكي أن يعرف الفترة التي عرف P35 فيها عن صدور أمر بتصفيته، فقال P35 إنه في شهر حزيران/يونيو [حُجِبت المعلومات] 2012. وتم الإفراج عنه من فرع فلسطين، ولكن تمت مداهمة منزله بعد ساعتين فقط. وأضاف P35 أنه أخبر الشرطة عن ذلك.
قالت القاضي كيربر إنها ستقوم الآن بتلاوة تقارير P35 الطبية، وسأل محامي الدفاع بوكر عن اللغة التي كتبت بها تلك التقارير، فأوضح محامي الشاهد كروكر أن التقارير مكتوبة باللغة الفرنسية وبخطّ اليد. وقال إنه سيلقي عليها نظرة رفقة موكّله في البداية، وذلك بُغية انتقاء التقارير التي يودون تسليمها للمحكمة.
قالت القاضي كيربر إن جلسة طرح الأسئلة على P35 ستنتهي بذلك. قاطع محامي الدفاع بوكر قائلًا إنه لا بأس في انتقاء التقارير أولًا، ولكنه يحبذ أن يحصل ذلك في لحظة هدوء، كما أنه يرغب في الحصول على ترجمة لتلك الوثائق.
سُمح لـP35 بالانصراف كشاهد.
قالت القاضي كيربر إن المحكمة تعرف أن P35 واجه صعوبة في الإدلاء بشهادته أمامها. وأعربت عن امتنانها لحضوره أمام المحكمة، وأعربت عن شكرها للشاهد باللغة العربية.
رُفعت الجلسة في تمام الساعة 11:50 صباحًا.
ستُعقد الجلسة التالية بتاريخ 23 حزيران/يونيو، 2021.
[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] والمعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون”. يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضراً لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.
[2] ملاحظة من مراقب المحاكمة: قال P34 إن شقيقه كان مطلوباً لدى المخابرات، ولكن، قام المترجم الشفوي بترجمة ذلك على أن السلطات ألّحت في طلبه، والبحث عنه. وعمد P34 إلى تصحيح المترجم الشفوي عدداً من المرات أُثناء إدلائه بشهادته.