2 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #32: "جنازة المخرج السينمائي"

داخل محاكمة أنور رسلان #32: "جنازة المخرج السينمائي"

محاكمة أنور رسلان

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 32 لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسة: 7 نيسان/أبريل، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط: [1]

اليوم السابع والستون للمحاكمة – 7 نيسان/أبريل، 2021

في معرض شهادته، قال P31 [تم حجب الاسم]، وهو صحفي سوري يبلغ من العمر 34 عامًا، إن شخصًا، حدّد هويته لاحقًا على أنه أنور رسلان، صفعه على وجهه في شارع عندما كانت قوات الأمن تمنع مظاهرة في شباط/فبراير 2011. وبحسب الشاهد، كان هذا الشخص يراقب جنازة مخرج سينمائي وناشط بارز، إلى جانب مرؤوسين من عناصر قوات الأمن. وعندما تم اعتقال الشاهد واستجوابه في الفرع 251، كان الشخص الذي حدّد هويته على أنه أنور رسلان حاضرًا في إحدى جلسات التحقيق، وضرب الشاهد بقبضة يده. كما أخبر الشاهد المحكمة عن التعذيب المستمر وظروف الاعتقال السيئة في الفرع التي كانت موجودة في آذار/مارس 2011.

اليوم الثامن والستون للمحاكمة – 8 نيسان/أبريل، 2021

بعد أن أجاب الشاهد على أسئلة الادعاء العام، قدّم محامي الدفاع عن أنور طلبًا للحصول على أدلة إضافية. حيث حاجج محامي الدفاع بأنه سيكون من الضروري سماع خمسة شهود جدد من أجل إثبات أن أنور لم يشارك قط في أي "أنشطة قمعية" ضد المعارضة خارج الفرع 251، كما أنه لم يقم قطّ بضرب أحد أعضاء المعارضة المزعومين. وسيصدر رد على هذا الطلب من قبل القضاة في غضون الأسابيع المقبلة.


اليوم السابع والستون للمحاكمة – 7 نيسان/أبريل 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:35 صباحًا، بحضور خمسة أشخاص ومُمَثِّلَين اثنين من الصحافة.ولم يطلب أي من الصحفيَّين المعتَمَدَين الحصول على الترجمة للّغة العربية. ومثل الادّعاء العام المدعيان كلينجه وبولتس. ولم يكن محاميا المدعين كروكر وبانز حاضرَين. وحضر رينيه كليير بديلًا للمحامي خبيب علي محمد.

قبل أن تستدعي القاضي كيربر رئيسة المحكمة الشاهد، أبلغت الأطراف أن شاهدًا آخر يفضل عدم الإدلاء بشهادته في المحكمة. وأضافت بأن القضاة سيكونون على اتصال بالشاهد فيما يتعلق بتدابير الحماية وترتيبات السفر وما إلى ذلك، غير أنه قد يتم إلغاء إحدى الجلسات المقبلة.

شهادةP31

رافق P31 محاميتُه أنطونيا فون دير بيرنس. وقبل أن تنتقل القاضي كيربر إلى الشاهد، قامت بسؤال أنطونيا عمّا إذا كان موكلها سيكون مرتاحًا للنطق باسمه. فأكّدت أنطونيا ذلك. فانتقلت القاضي كيربر إلى P31،موضحةً أنه بإمكانه ضبط مستوى صوت سماعات الأذن وأن يريح نفسه قبل بدء الاستجواب. شكرت كيربر P31 على استعداده للإدلاء بشهادته في المحكمة وقامت بتلاوة التعليمات. P31 هو صحفي سوري يبلغ من العمر 34 عامًا، وقد نفى وجود أي علاقة قرابة مع المتهم سواء بالنسب أو المصاهرة.

استجواب من قبل القاضي كيربر

طلبت القاضي كيربر أولًا من P31 تقديم لمحة عامة عن كيفية دخوله في نزاع مع "النظام"، مضيفةً أن المحكمة كانت تعلم بالفعل أن P31 قد شارك في الحراك ضد النظام، وأرادت معرفة المزيد عن عمل وأنشطة P31. فأوضح P31 أنه قبل اندلاع الثورة كان يعمل صحفيًا في سوريا. وبعد اندلاع الثورة في تونس، شارك في مظاهرات أمام السفارات التونسية والمصرية والليبية في دمشق. وقال إنه في هذا الوقت "كان من الصعب، بل من الجنونيّ التظاهر"، لأن دمشق كانت تحت سيطرة السلطات الأمنية. وقال إنه لم يشارك سوى عدد قليل في مظاهرات قبل 2011، رغم وجود بعض المظاهرات. حيث كان يأمل دائما في المشاركة في ذلك [المظاهرات] وفي ثورة في سوريا. عمل P31 في صحيفة الحياة، وهي صحيفة مقرها لندن، وعمل لاحقًا في صحيفة النهار، وهي صحيفة مقرها بيروت، تم حظرها لاحقًا في سوريا. وأوضح P31 أن النظام السوري كان يحظر صحفًا معينة، حيث تم حظر إما كلتا الصحيفتين [الحياة والنهار] أو إحداهما. وقد تلقى خلال عمله كصحفي العديد من الاستدعاءات من الأجهزة الأمنية السورية. وأوضح أنه كثيرا ما كانت الأجهزة الأمنية تلجأ إلى عائلته عندما كان لا يزال يعيش معهم. حيث كانت جميع الاستدعاءات تتعلق بعمله ودائمًا ما كان يتم استجوابه بشأن عمله.

أشار P31 إلى أنه كانت هناك دعوة للتظاهر أمام البرلمان في شباط/فبراير 2011. حيث كان هناك [أمام البرلمان] مع مجموعة من الناس، غير أنه كان هناك العديد من أفراد قوات الأمن، فقرر هو والمجموعة التظاهر بأنهم كانوا يسيرون بجوار البرلمان، على الرغم من أنهم أرادوا التظاهر في الواقع. وأوضح P31 أنهم كانوا قريبين من مبنى البرلمان، عندما أوقفت قوات الأمن بعضهم وطلبوا بطاقات الهوية الخاصة بهم ومعلوماتهم الشخصية. ولم يكن بحوزة اثنين من أصدقائه بطاقات هوية، وعندما أوقفتهما قوات الأمن، تم سحبهما جانبًا. فاقترب P31 من قوات الأمن ليسألهم لماذا أوقفوا صديقيه. وأوضح أنه في هذا الوقت [مطلع شباط/فبراير 2011] لم تكن هناك مظاهرات كثيرة بعد، لذا لم يكن لدى الناس خبرة في التعامل مع قوات الأمن. فضربه رجال الأمن وأمروه بالمغادرة. كما وصف P31 أنه في وقت ما بعد هذا الحادث، ذهب إلى جنازة مخرج سينمائي بارز لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو. وأوضح أن المتوفى كان صديقًا له و"مهمًا للناس في سوريا الذين فكروا بشكل مختلف".

وفي الجنازة تعرف على بعض رجال الأمن الذين ضربوه في الحادث السابق. ثم قرر تصويرهم من مسافة بعيدة. وقال P31 إن أنور رسلان كان هناك وأنه [P31] التقط صورة له وحفظها على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. ووفقًا لـP31، فقد كان أنور هناك [بالقرب من البرلمان] عندما تعرض P31 للضرب على يد عناصر أنور. وقال P31 إنه لا يستطيع أن يقول السبب، ولكن كانت صورة أنور مهمة إلى حد ما بالنسبة له، لذلك قرر حفظها على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. وحدثت الكثير من المظاهرات في دمشق بعد الجنازة. وقال P31 إنه أيضًا ظهر على التلفزيون في منتصف آذار/مارس. وفي [حُجِبَت المعلومات] آذار/مارس 2011، قامت قوات الأمن باقتحام منزله في دمشق. وأشار P31 إلى أنه كان في حالة صدمة واعتقد أن حياته على وشك الانتهاء. حيث قامت قوات الأمن بضربه وإهانته وتفتيش منزله. وكان الضرب قاسيًا للغاية واستمر حتى فتشت قوات الأمن مكانه بالكامل. وبعد ساعة أو ساعتين أو ثلاث ساعات (لم يتذكر P31 بالضبط)، تم نقله بحافلة إلى فرع الخطيب. وعندما وصل إلى فرع الخطيب نُقل إلى ساحة[2] "مغطاة" [مسقوفة] حيث كان عليه الانتظار. وحمل رجال الأمن الذين فتشوا مكانه العديد من الحقائب، حيث أخذوا جميع متعلقاته: من أقراص مدمجة وأقراص فيديو رقمية ووثائق وكتب بالإضافة إلى جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. وقال P31 إنه في هذه المرحلة، لم يكن يعرف التهمة الموجهة إليه. حيث اعتبر نفسه صحفيًا ظهر على التلفاز بين الحين والآخر. وبينما كان عليه الانتظار، حاول تخيّل ما قد يريده الضبّاط منه. قال P31 إنه شعر أن هذا قد يساعده أثناء التحقيق في وقت لاحق. وكان يبلغ من العمر 29 عامًا في ذلك الوقت وكانت تلك أول تجربة له في أحد مراكز الاعتقال.

قال P31 إنه اضطر إلى الانتظار في الساحة لبعض الوقت قبل أن يتم اصطحابه إلى الداخل حيث تم تجريده من ملابسه، وسُئل أسئلة حول الأشياء التي تم أخذها من منزله. وأوضح P31 أنهم عثروا على العديد من الأوراق النقدية في منزله لأنه يقوم هو وزميله في الشقة بجمع الأوراق النقدية الأجنبية كهواية. وقام ضباط الأمن بضربه وأرادوا معرفة بلد المنشأ لكل ورقة نقدية. غير أنه لم يكن يعرف بلد كل ورقة نقدية، لذلك بدأ بقول اسم أي بلد. واستمر الضبّاط في ضربه مرارًا وتكرارًا، حتى أُعيد إلى الساحة حيث كان عليه الوقوف والانتظار لساعات. أوضح P31 أن الشباب العراقيين الذين تم اعتقالهم في إحدى الحدائق اضطروا أيضًا إلى الوقوف والانتظار في هذه الساحة. وبشكل عام، فقد وصل الكثير من الأشخاص إلى هذه الساحة بينما كان على P31 الانتظار هناك. وقال P31 بأنها كانت ساحة طويلة، حيث يتعين على كل واصل جديد الانتظار فيها قبل نقل الفرد إلى زنزانة.

أرادت القاضي كيربر معرفة ما إذا كان P31 يعني أن الساحة "مغطاة" بالناس أو بسقف. فقال P31 أن الساحة كان بها سقف من الحديد المموج. وكانت هناك أيضًا نوافذ تطل على الساحة. حيث يمكن للمرء أن يسمع صراخًا قادمًا من جهة النوافذ. حيث افترض P31 أن الناس يتعرضون للتعذيب في الغرف خلف النوافذ. وخمن أن هذه الغرف كانت غرف تحقيق. وأشار P31 إلى أن هذا الوضع [الانتظار في الساحة، وسماع صراخ التعذيب] كان "بداية الفظائع". وقال إنه كان بإمكان المرء أن يسمع العديد من صرخات التعذيب المختلفة، حيث صاح أحد الرجال، "لماذا اغتصبت زوجتي؟". وبعد أن انتظر في الساحة لمدة ساعة، نُقل P31 إلى زنزانة منفردة بحجم 1.5متر x مترين. وعلى الرغم من أن المنفردات تستخدم عادة لشخص واحد فقط، قال P31 إنه كان هناك رجلا مسنا داخل الزنزانة عند وصوله. وقام بسؤال الرجل عن المدة التي قضاها في الزنزانة وعندما أجاب الرجل "15"، خاف P31 لأنه افترض أنه كان يقصد لسنوات. غير أن الرجل المسن قال إنه مكث هناك لـ15 يومًا "فقط".

أشار P31 إلى أن التحقيق الأول بدأ في نفس الليلة بعد وصوله. حيث كانت يداه مقيدتين خلف ظهره وكانت عيناه معصوبتين. وكان على P31 الاستلقاء على الأرض مع توجيه وجهه وبطنه إلى الأرض. وتم إخبار P31 أنه سيكون مسؤولًا عن مقدار الضرب الذي عليه تحمله، لأنه سيتعرض للضرب كلما كذب. وكانت الأسئلة الأولى حول اسمه وعائلته ووظيفته. كما سُئل عمّا إذا كان قد تلقى أموالًا من الخارج لتنظيم مظاهرات. قام P31 بتحديد مجموعات مختلفة من الأسئلة: المعلومات الشخصية والعائلة والأنشطة المتعلقة بالمظاهرات. وبعد ذلك تعرض للتعذيب والضرب. ووفقًا لـP31، كان حوالي ثلاثة أشخاص حاضرين، حيث قاموا بضربه على ظهره ورأسه بكابل. ثم أُعيد إلى زنزانته. وبعد ذلك بيوم واحد، قام الضباط بمعاينة الكمبيوتر المحمول الخاص بـP31 وسألوه أسئلة حول منشوراته ورسائله النصية. وقال P31 إنهم [الموظفين في الفرع 251] يريدون معرفة ما إذا كان P31 يعمل مع وسائل إعلام "معادية" أو وكالات أخرى قد تكون معادية للنظام. فأخبرهم P31 أن كل ما كتبه تم نشره في صُحف، وبأنه لا يخفي شيئًا. وأشار P31 إلى أنه تم استجوابه أيضًا عن أسباب نشره لبعض المقالات في بعض الصحف ولماذا كتبها في المقام الأول. قال P31 للمحكمة إنه كانت هناك جلسات منفصلة [تحقيقات] متعلقة بأمور معينة على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. حيث قام المحققون بمراجعة جميع الوثائق الموجودة على جهاز الكمبيوتر الخاص به خطوة بخطوة. وتعرض لتعذيب شديد خلال هذه التحقيقات. حيث وصف P31 كيف وُضِع في "كرسي تعذيب" وهو ممدد على الأرض ويداه مقيدتان وعيناه معصوبتان عندما تعرض للضرب بالسياط على جميع أنحاء جسده. قال P31 إن هذا كان صعبًا بشكل خاص لأن الضرب استمر لفترة طويلة. وافترض أنه تعرض للضرب من قبل عدة أشخاص وطلب منهم التوقف لعدة مرات. غير أنه طُلب منه الوقوف، وهو ما لم يكن قادرًا على القيام به. ثم طُلب منه الزحف إلى الخارج وطُرد في النهاية وأُعيد إلى زنزانته. أرادت القاضي كيربر معرفة مكان يدي P31 عندما تم تقييدهما. فقال P31 إنهما كانتا مقيدتين خلف ظهره.

سألت كيربر كيف عاد P31 بالضبط إلى زنزانته، لأنه لم يكن قادرًا على المشي. فقال P31 إنه لا يتذكر بالضبط كيف عاد إلى زنزانته. حيث تذكر أنه طُرد من الغرفة وتم استدعاء سجّان لإعادته إلى زنزانته. وكان على هذا السجّان أن يتأكد من أن P31 كان معصوب العينين وقام بإنزال رأسه وهو في طريقه إلى الزنزانة. وأوضح P31 أن السجّان نزع عصابة عينيه لأن P31 لم يكن قادرًا على المشي. حيث كان مرهقًا للغاية، فكان عليه الزحف طوال الطريق إلى الزنزانة. وتذكر P31 مجموعة من السجّانين كانوا يجلسون في غرفة في منتصف الطريق في طريق العودة إلى زنزانته. حيث كان السجّانون يضحكون على "صحفي لا يستطيع المشي".

أشارت كيربر إلى أن P31 لم يكن معصوب العينين في طريق العودة وسألته عمّا إذا كانت يداه ما تزال مقيدتين خلف ظهره، وكيف زحف بالضبط إلى زنزانته. قال P31 إن يديه لم تكونا مقيدتين في طريق العودة إلى الزنزانة. ثم تُرك وحده لبضعة أيام قبل أن يتم التحقيق معه مرة أخرى. وفي هذه المرة، أراد ضباط التحقيق معرفة كيف ومع من كان P31 يعمل. وأرادوا معلومات عن زملائه. أشار P31 إلى أنه خلال إحدى التحقيقات التالية كان يقف في غرفة التحقيق عندما كان الشخص الذي صوره حاضرًا أيضًا. حيث تم خلع عصابة عيني P31. وأوضح P31 أنه عندما تم العثور على الصورة [التي التقطها لأحد ضباط الأمن في الجنازة] على جهاز الكمبيوتر الخاص به، تم التحقيق معه بشأنها. وتم نزع عصابة عينيه وكان أنور رسلان هناك. وقال P31 إن أنور دعاه "ابن العاهرة" وبدأ في ضربه.

سألت كيربر عمّا إذا كان أنور رسلان في الصورة على كمبيوتر P31 المحمول. فأكّد P31 ذلك، مضيفًا أنه عندما سُئل أثناء التحقيق [في الفرع 251] لماذا التقط الصورة وما إذا كان يريد إيذاء الشخص، أجاب بأن هذا الشخص ضربه [بالقرب من مبنى البرلمان]. وأخبر P31 المحكمة أنه التقط الصورة لأنه كان يأمل أن تتم محاسبة الشخص على ذلك في يوم من الأيام. وأوضح P31 أنه قال أثناء التحقيق إنه لا يعرف من هو هذا الشخص وأنه كان يعمل في الفرع. ولم يتعرف عليه إلا في الجنازة وهو يقف مع ضباط أمن آخرين من حوله وبدا أنه شخص مهم، وقال P31 إنه صُدم عندما اكتشف أن هذا الشخص كان يعمل في الفرع حيث تم اعتقاله. كان يخشى من الانتقام. قال P31 إنه تعرض إلى عدة تحقيقات في الفرع. وبعد أن استجوبوه [ضباط التحقيق في الفرع 251] حول الأمور العامة، أرادوا بعد ذلك معرفة كيف كان P31 يعمل بالضبط [كصحفي].

قال P31 إنه بعد بضعة أيام أُخرِجَ من زنزانته ليلًا ونُقل إلى كفرسوسة، فرع أمن الدولة. وقال أحد السجّانين هناك لـP31 أنه كان من الممكن أن يصبح صحفيًا، لكنه دمر حياته المهنية. ثم بدأ السجّان بضربه. وأضاف P31 أنه نُقِل بسيارة إلى كفرسوسة. كان وحده في السيارة [المعتقل الوحيد]، وكان معصوب العينين ويداه مقيدتين خلف ظهره.[3] وتابع P31 موضحًا أنه عند وصوله إلى كفرسوسة، تم تسجيل متعلقاته الشخصية التي نُقِلت أيضًا من فرع الخطيب قبل نقله إلى زنزانة تحت الأرض. وقال إن هذا المكان كان قذرًا ومخيفًا، وإن السجّانين هناك كانوا أكثر وحشية من السجّانين السابقين [في الفرع 251]. ووفقًا لـP31، كان يمكن للمرء أن يسمع صراخ الناس إثرَ التعذيب طوال الوقت. وقد رأى العديد من الأشخاص يأتون إلى الزنزانة وقد تعرضوا للتعذيب بطريقة وحشية قبلها. حيث اعتقل كثير منهم في مظاهرات في دوما ودمشق. وكانوا قد تعرضوا لإصابات وملطخين بالدماء.

وقال P31 بأنه حتى القُصّر، الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا، كانوا في زنزانته في فرع الخطيب. وعندما وصل P31 إلى كفرسوسة، وصل مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا في نفس الليلة. وقال P31 إنهما تعرضا للضرب المبرح. حيث أراد السجّانون ببساطة سماع صراخهما. قال P31 إن السجانين ضربوهما بعصي سوداء على رأسيهما وجسدهما. وأشار P31 كذلك إلى أنه تعرض للضرب في كفرسوسة وهو في طريقه من الزنزانة إلى المرحاض، بينما لم يتعرض للضرب في الخطيب أبدًا في طريقه إلى المرحاض. غير أنه في كفرسوسة كان السجّانون يدخلون الزنزانة كل ساعة ويضربون المعتقلين بالهراوات. وفي بعض الأحيان، طُلب منهم [المعتقلين] الوقوف في مواجهة الحائط. حيث كان عليهم البقاء في هذه الوضعية لساعات. قال P31 للمحكمة إنه تم التحقيق معه مرتين في كفرسوسة. حيث أراد المحققون التحقق من أقواله في [فرع] الخطيب. وصف P31 أنه "لم يكن هناك تعذيب فعلي" أثناء التحقيق في كفرسوسة. حيث أراد الأشخاص هناك ببساطة التحقق مما سبق وأن قاله في الخطيب. غير أنه كان يتعرض للضرب في زنزانته كل يوم وكل ساعة في كفرسوسة. وقال P31 إن الأمر كان مخيفًا للغاية ولم يشعر أبدًا بالخوف كما شعر في هذا المكان [كفرسوسة]. وأشار P31 إلى أنه في إحدى الليالي نُقل هو ومعتقلون آخرون إلى ساحة، حيث اضطروا جميعًا إلى الوقوف. كان هناك الكثير من الناس، حوالي 100 شخص. تم وصفهم بالخونة والمجرمين [من قبل السجّانين] وتم إبلاغهم أن الرئيس أصدر عفوًا، لذلك كان لهم الحرية في المغادرة. قال P31 إنه كان من المفترض أن يتم نقلهم بالحافلات، حيث استخدم العديد من الأشخاص الحافلات، غير أن P31 قرر ركوب سيارة أجرة إلى بيت أحد أصدقائه. وأضاف أنه منذ ذلك الوقت لم يعد إلى شقته.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

أوضحت القاضي كيربر لـP31 أنه ليس لديها أسئلة عامة أخرى في الوقت الحالي، غير أن القاضي فيدنير سيطرح الآن أسئلة أكثر تفصيلًا.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

سأل القاضي فيدنير متى نشر P31 مقالات لأول مرة كصحفي. فقال P31 إنه درس في جامعة دمشق قبل أن يبدأ العمل كصحفي في [حُجِبَت المعلومات]. وفي حوالي [حُجِبَت المعلومات] بدأ العمل لـ[حُجِبَت المعلومات] وفي [حُجِبَت المعلومات].

سأل فيدنير ما إذا كانت مقالات P31 سياسية منذ البداية أم بعد بداية الانتفاضة في سوريا فقط. فأوضح P31 أن أعماله لم تكن سياسية على الإطلاق. حيث إنه في بداية حياته المهنية، نشر مقالات عن الفنون والعلاقة بين الفنون والمجتمع، مستخدمًا الفنون كوسيلة لوصف المجتمع. كانت أعماله تتعلق بالفساد وكيف يصور الفنانون الفساد، وكيف تناول الفنانون الموضوعات السياسية بشكل عام.

أشار فيدنير إلى إخبار P31 مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية (BKA) أنه نشر العديد من المساهمات السياسية بعد عام 2010. فقال P31 إن هذه [المساهمات السياسية] ستكون وصفًا أكثر تعقيدًا، وأوضح أنه لا يمكن للمرء معالجة القضايا السياسية بشكل مباشر. بدلًا من ذلك، يمكن للمرء أن يتحدث فقط عن الفنون والمجتمع. حيث إنه لا يمكن للمرء أن يكتب بشكل مباشر عن السياسة في سوريا. وأشار P31 إلى أنه قيل له في الجامعة أن النهار، الصحيفة التي كان يعمل بها، هي صحيفة محظورة، وصحيفة معارضة ومعادية.

سأل فيدنير عمّا عرفه P31 بشأن رد فعل قوات الأمن على المظاهرات عندما وثّق وشارك في مظاهرات في ربيع عام 2011. فأوضح P31 أنه شارك في مظاهرات في دمشق؛ وفي الغالب في الوقفات الاحتجاجية في الأماكن العامة أو أمام السفارات المصرية أو الليبية. وبعد 15 آذار/مارس 2011، نظم أقارب المعتقلين مظاهرة في دمشق. فجاء "الشبيحة" وبدأوا في ضرب المتظاهرين. فاضطر الجميع، ومنهم P31، إلى الفرار. وقال P31 إنه أجرى عدة مقابلات على التلفزيون في هذا الوقت تقريبًا في آذار/مارس 2011. حيث تحدث عن المظاهرات على قناة الجزيرة والعربية وغيرهما. واستخدم أحيانًا اسمه الحقيقي وأحيانًا استخدم اسمًا وهميًا بدلًا من ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان بإمكان المرء أن يقول إن P31 كان شخصية بارزة في سوريا. فقال P31 إن العديد من المحطات التلفزيونية نشرت اسمه عندما تم القبض عليه وتحدثت عن اعتقاله. وخلص P31 إلى أنه كان معروفًا جيدًا بين مجموعة معينة من الناس.

أشار فيدنير إلى أنP31 ربط اسم أنور رسلان بالأحداث التي وصفها للتو وسأل عمّا إذا كان P31 يعرف هذا الاسم بالفعل في آذار/مارس 2011. فنفى P31 ذلك، موضحًا أنه رأى هذا الشخص في ساحة عامة مع ضباط آخرين، غير أنه لم يكن يعلم أسمه. وأضافP31 أن عدد الأشخاص الذين شاركوا في مظاهرات في ذلك الوقت كان قليلًا نسبيًا. حيث كانت المظاهرات سلمية وقصيرة. وقام أفراد من قوات الأمن بانتقاء عدد قليل من الأشخاص من وقت لآخر فقط.

أوضح فيدنير أنه أراد معرفة ما إذا كان P31 يعرف اسم أنور رسلان أو اسم الشخص. فقال P31 إنه لم يكن يعرف اسم الشخص.

أشار فيدنير إلى قول P31 بأن الشخص الذي رآه في المظاهرة هو أنور رسلان. وسأل فيدنير P31 كيف حدّد هذا الشخص على أنه أنور رسلان. فأوضح P31 أنه كان هناك دائمًا ضباط أمن أو أفراد آخرون من قوات الأمن يراقبون الناس في مثل هذا النوع من الأنشطة [المظاهرات، الوقفات الاحتجاجية]. ولم يكن لدى P31 خبرة بالاعتقال في ذلك الوقت [آذار/مارس 2011] لذلك لم يكن يعرف أي أسماء، ولم يكن يعرف سوى وجوه رجال الأمن. حيث إنه عندما صوّر مقاطع فيديو والتقط صورًا لهذا الشخص [الذي عُرف لاحقًا باسم أنور رسلان] لم يكن يعرف اسمه. وخلص P31 إلى أن هذا كان من أكثر الأشياء جنونًا التي حدثت له على الإطلاق. وأنه قام بعد إطلاق سراحه بالتحدث مع أصدقائه عن الأحداث. حيث قاموا بذكر اسم أنور رسلان ووصف مظهره. وقال P31 إنه في هذه اللحظة [في المحكمة]، عندما يرى هذا الشخص، فإنه يعلم أنه أنور رسلان الذي كان هناك [في المظاهرة والجنازة وكمحقق في الفرع 251].

سأل فيدنير عمّا إذا كان هذا الشخص الذي حدده P31 على أنه أنور رسلان قد يكون حاضرًا في قاعة المحكمة. فأكّد P31 ذلك. سأل فيدنير P31 من يكون بالضبط. فأشار P31 إلى مقعد المتهم حيث كان يجلس أنور رسلان.

أراد فيدنير معرفة متى وأين رأى P31 هذا الشخص لأول مرة. فقال P31 إنه كان في [حُجِبت المعلومات] من شباط/فبراير، في عام 2011، في مظاهرة أمام مبنى البرلمان. وفي الواقع لم تحدث المظاهرة أبدًا بسبب وجود العديد من القوى الأمنية. وبدلًا من ذلك، سارت المجموعة أمام البرلمان إلى سينما الزهراء حيث تم اعتقال اثنين من أصدقائه.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها P31 الشخص الذي حدده على أنه أنور رسلان، أو ما إذا كان قد رآه بالفعل قبل هذا الحدث. فأوضح P31 أن المرة الأولى التي حَفظ فيها وجه أنور كانت في مناسبة كان فيها أنور يقف مع مجموعة من العناصر. حيث رأى P31 وأصدقاؤه أنور والمجموعة، وهم رأوا P31 وأصدقاءه. وأكد P31 أن هذا كان عندما حفظ وجه أنور. وفي وقت لاحق من الجنازة تعرف على هذا الشخص وأراد التقاط فيديو له. حيث كان ذلك عندما علم P31 أن هذا الشخص هو سبب اعتقال أصدقائه.

أراد فيدنير أن يعرف كيف كان أنور هو سبب اعتقال أصدقاء P31 وما الذي قاد P31 إلى هذا الافتراض. فأشار P31 إلى أنه هو ومجموعة من الأشخاص أرادوا التظاهر أمام البرلمان لكنهم قرروا بدلًا من ذلك السير بجانبه. تم إيقافهم من قبل ضباط الأمن وطلبوا هوياتهم ومعلوماتهم الشخصية. وعندما تم توثيق بياناتهم، سُمح لهم بالعودة إلى ديارهم. غير أنه لم يكن بحوزة اثنين من أصدقائه بطاقات الهوية الخاصة بهم، لذلك تم أخذهما إلى مدخل مبنى قريب. وهناك بدأ ضباط الأمن بضرب صديق P31. وقال P31 إنهم أخذوا أيضًا الشابة التي كانت مع صديقه إلى هذا المدخل. رأى P31 ذلك واقترب من ضابط لم يكن مشاركًا في الضرب، ولكنه كان يقف بجانب المجموعة. حيث كان P31 يقف على الرصيف المجاور لمدخل المبنى، بينما كان أصدقاؤه يتعرضون للضرب داخل المدخل [الرواق]. وطلب P31 من الضابط ألا يؤذي أصدقاءه وأن يتركهم يذهبون.

سأل فيدنير من الذي اقترب منه P31 بالضبط. فقال P31 إنه اقترب من ضبّاط الأمن، أنور رسلان وضابط آخر كان يقف بجانب أنور. حيث قام أحدهما بضرب P31 في الشارع وقال له أن يبتعد.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P31 قد تحدث إلى الشخص الذي حدده على أنه أنور رسلان. فأكّد P31 ذلك، موضحًا أنه يتذكر جيدًا أن هذا الشخص كان يرتدي سترة جلدية بنية اللون.

سأل فيدنير عمّا قاله هذا الشخص لـP31. قال P31 إنه قال له "أغرب عن وجهي!"

أراد فيدنير أن يعرف بالضبط ما كان يفعله هذا الشخص [الذي حدده P31 باسم أنور]؛ ما إذا كان يعطي أوامر أو كان يقف فقط. سأل فيدنير P31 كيف حدد رتبة هذا الشخص ووظيفته. أفاد P31 أنه كان من الواضح أن هذا الشخص كان ذا رتبة أعلى، لأنه عادة في المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية، كان الضباط يقفون خلف قوات الأمن النظامية التي لها وظيفة مختلفة. وفي هذا الوقت [مطلع 2011]، كان الضباط يرتدون ملابس مدنية لأن جميع السفارات في دمشق كانت لا تزال مفتوحة. ولم يكن النظام يرغب في إظهار العنف لأنهم كانوا تحت المراقبة [من قبل دبلوماسيين أجانب وموظفين في السفارات]. أشار P31 إلى أنه كان هناك عشرات من رجال الأمن في كل مظاهرة. حيث كانوا دائما يطلبون من المتظاهرين مغادرة المكان. وكانت بعض المظاهرات تستغرق وقتًا أطول. فعلى سبيل المثال، كانت هناك مظاهرة أمام السفارة الليبية حيث وقف الناس حوالي ساعتين للمطالبة بالحرية والعدالة. أضاف P31 أنه، مع ذلك، لم تكن أي من المظاهرات موجهة ضد بشار الأسد تحديدًا.

سأل فيدنير عمّا إذا كان الشخص الذي حدده P31 على أنه أنور رسلان لم يرتدِ زيًا رسميًا في الحادثة التي وقعت بالقرب من البرلمان. فنفى P31 ذلك، موضحًا أنه من الطبيعي أن يرتدي أفراد القوات الأمنية ملابس مدنية حتى داخل مراكز الاحتجاز.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P31 يعرف اسم هذا الشخص. فنفى P31 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان من الصحيح أن P31 شاهد هذا الشخص مرة أخرى في الجنازة، بعد أيام قليلة فقط من الحادثة التي وقعت بالقرب من البرلمان. فأكّد P31 ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف في أي مرحلة تعرّف P31 على هذا الشخص على أنه أنور رسلان. فقال P31 إنه تواصل مع الأشخاص الذين شاركوا في المظاهرات قبل آذار/مارس 2011 لأنه أراد معرفة اسم هذا الشخص. أخبره هؤلاء الأشخاص بعد ذلك بأن اسمه أنور رسلان.

خلص القاضي فيدنير بأن P31 عرف اسم الشخص من أشخاص آخرين. فأكّد P31 ذلك.

استشهد فيدنير بمحضر استجواب P31 لدى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية حيث ذكر P31 أن أفراد قوات الأمن كانوا حاضرين في كل مظاهرة أو وقفة احتجاجية مرتبطة بالربيع العربي. كان "هو" [شخص يُعرف باسم أنور] هناك أيضًا. ووجهت إليه عناصر أخرى في الأجهزة الأمنية لقب "عقيد" بينما أطلق عليه مجموعة المتظاهرين اسم "أنور". سأل فيدنيرP31 عمّا إذا كان يمكنه تذكر هذه العبارة. فنفى P31 ذلك، موضحًا أنه في وقت [المظاهرات] أطلق الناس على هذا الشخص لقب "الشرير"، وبعد إطلاق سراحه فقط، عرف P31 اسم الشخص.

أراد فيدنير معرفة متى عرف P31 بالضبط اسم هذا الشخص، بعد اعتقاله أو في وقت سابق خلال حديث مع أصدقائه. فقال P31 إنه سمع الاسم من الأصدقاء، وبأنه لم يشهد أبدًا استدعاء هذا الشخص باسمه، وبأنه أثناء الاعتقال، رأى P31 وجه الشخص فقط، ولكنه لم يكن يعرف اسمه بعد.

استشهد فيدنير بمحضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، قائلًا إن P31 رأى الشخص الذي حدده على أنه أنور رسلان بالفعل قبل المظاهرة بالقرب من البرلمان. غير أن التواصل الأول مع هذا الشخص حدث في محاولة التظاهر هذه بالقرب من البرلمان. وسأل فيدنيرP31 عمّا إذا كان قد رأى أنور مرة أخرى قبل اعتقاله. فقال P31 إن هذا [الموقف الموصوف في محضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية] هو الموقف الذي كان يشير إليه في وقت سابق عندما تحدث عن وقفة احتجاجية في دمشق. حيث رأى هذا الشخص لأول مرة في هذه المناسبة. ثم حدث التواصل المباشر الأول عن قرب أثناء [محاولة] التظاهر، وكان التواصل الثاني أثناء الاعتقال.

تدخلت القاضي كيربر، متسائلةً عمّا إذا كان دائمًا نفس الأشخاص هم الذين يشاركون في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية. فأكّد P31 ذلك.

أرادت كيربر معرفة العلاقة بين هؤلاء الأشخاص، سواء كان لديهم جميعًا نفس الوظيفة أو إذا كان هناك أي اتصال أو قواسم مشتركة أخرى. فقال P31 إنهم كانوا جميعًا نشطاء، مضيفًا أنه لم يكن هناك سوى عدد قليل منهم في دمشق.

سأل القاضي فيدنير ما إذا كان P31 كان على اتصال مباشر مع الشخص [المحدد باسم أنور] في الجنازة. فنفى P31 ذلك، موضحًا أنه لم يره إلا من مسافة بعيدة.

ذكر فيدنير أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية عرض على P31 عدة صور وسأل P31 عمّا إذا كان قد تعرف على أي شخص من هذه الصور. فقال P31 إنه تعرف على نفس الشخص الذي كان يتحدث عنه للتو في المحكمة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان يمكن أن يكون هو نفس الشخص الموجود أيضًا في قاعة المحكمة. فأكّد P31 ذلك.

أشار فيدنير إلى أنه بعد تفتيششقة P31 واعتقاله، تم نقله إلى [فرع] الخطيب. سأل فيدنيرP31 كيف عرف أن هذا المكان هو [فرع] الخطيب. فأوضح P31 أنه لم يعرف على الفور، لأنه كان معصوب العينين في طريقه إلى الفرع. ولم يعلم ذلك إلا من "المعتقلين الذين نُقلوا إلى هناك" من بعده. وأضاف P31 أن للفرع رقمًا، لكنه لم يتذكره. حيث تم استدعاء بعض الأشخاص من قبل الفرع قبل اعتقالهم، لذلك كانوا يعرفون مكانهم وكان بإمكانهم إخبار P31.

طلب فيدنير من P31 توضيح ما كان يقصده بقوله "المعتقلين الذين نُقلوا إلى هناك". فقال P31 إنه وصف الأشخاص برفاقه المعتقلين لأن بعضهم استُدعيَ إلى الفرع قبل إلقاء القبض عليهم، واعتُقل آخرون في مظاهرات وتعرفوا على الفرع من الطريق إلى هناك.

طلب فيدنير من P31 أن يصف وصوله إلى الفرع. فأوضح P31 كيف نُقل من شقته إلى الفرع في حافلة. حيث تم اصطحابه أولًا إلى ساحة قبل نقله إلى غرفة. وكان للساحة سقف حديدي مموج(الزينكو)، وتم نقله من هذه الساحة إلى المكان الذي تم تفتيشه فيه. نُقِلَ إلى غرفة تشبه المطبخ، حيث كانت غرفة تم تخزين الكثير من الخبز فيها وبها مغسلة في منتصف الغرفة. وتم تفتيشه في هذه الغرفة وكان عليه أن يوقع على أن الأشياء الشخصية التي كان عليه تسليمها هي ملك له.

سأل فيدنيرP31 عمّا إذا كان عليه خلع ملابسه. فأكّد P31 ذلك، مضيفًا أنه لم يُسمح له بالمغادرة إلا بملابسه الداخلية. وأنه اضطر بعدها إلى الجلوس بوضعية القرفصاء مرتين، وهي حركة معتادة يستخدمها السجّانون للتأكد من أن الشخص لم يخف أي أشياء.

أراد فيدنير معرفة ما إذا تم التحقيق مع P31 على الفور أم تم نقله أولًا إلى زنزانة. فأوضح P31 أنه كان عليه أولًا العودة إلى الساحة الطويلة حيث كان عليه الانتظار لساعات. ووصل المزيد والمزيد من الناس إلى هناك بينما كان عليه الانتظار، لدرجة أنه كان هناك عشرات الأشخاص في الساحة. ثم نُقل إلى زنزانة. وأضاف P31 أنه تم تصوير جميع المعتقلين في الساحة.

سأل فيدنير عن مكان زنزانة P31: في القبو، أم في الطابق الأرضي [الطابق الأول] أم في الطابق العلوي. فوصف P31 أن الساحة والزنازين كانت في نفس المستوى، في الطابق الأرضي. وكانت هناك بضع درجات تؤدي إلى داخل المبنى، ولكنها لم تؤد إلى صعود الشخص إلى طابق آخر. وأضاف P31 أنه كان هناك زنازين جماعية في [فرع] الخطيب ذات ممر في المقدمة يؤدي إلى المنفردات. وأشار P31 إلى أنه عندما احتُجز في إحدى المنفردات واضطر إلى استخدام المرحاض، نُقل خارج الزنزانة إلى غرفة مقابل المنفردات.

أراد فيدنير معرفة مكان إجراء التحقيق، وما إذا اضطر P31 إلى الصعود إلى الطابق العلوي أو النزول إلى القبو. فأوضح P31 أن غرفة التحقيق كانت تقع في نفس الطابق. حيث كان عليه أن يمشي في الممر وهو قادمٌ من زنزانته المنفردة، ويمر من غرفة السجّانين، ويذهب إلى مكان مثل الساحة حيث توجد غرفة التحقيق. وفي بعض الأحيان، كان يضطر إلى الصعود إلى الطابق العلوي حيث يوجد المزيد من غرف التحقيق. وقال P31 إنه في اللحظة التي يتم فيها إخراج الفرد من زنزانته، لا يمكنه أن يشعر بأي شيء. حيث يتم تعصيب عينيه أمام باب الزنزانة مباشرة، وتقييد يديه خلف ظهره. ثم يضطر الفرد إلى الذهاب إلى غرفة التحقيق بهذا الشكل [معصوب العينين ويداه مقيدتان خلف ظهره]. وأضاف P31 أن عصابة العينين سمحت للفرد فقط بالتعرف على الطريق الذي يتعين عليه أن يسلكه، وهذا هو السبب الذي جعل P31 يصف الطريق. وأضاف أنه في إحدى المرات، عندما تعرض لتعذيب شديد لدرجة أنه لم يكن قادرًا على المشي، تم نزع عصابة عينيه، فتمكن من رؤية غرفة التحقيق وأجزاء من الطريق بين غرفة التحقيق والزنزانة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان يتعين على P31 الصعود إلى الطابق العلوي أو النزول إلى القبو في طريق العودة إلى زنزانته بعد التحقيق. فقال P31 إنه عادة ما يكون في نفس الطابق، غير أنه كان عليه في بعض الأحيان الذهاب إلى طابق مختلف.

سأل فيدنير عمّا إذا كان التحقيق الذي كان أنور رسلان حاضرًا فيه حدث في نفس الطابق الذي توجد فيه الزنازين أو في مكان آخر. فقال P31 إنه بقدر ما يتذكر، فقد كان عليه استخدام الدرج. حيث كان التحقيق في غرفة مختلفة عن المعتاد.

طلب فيدنير من P31 وصف الغرفة [التي حدث فيها التحقيق مع أنور]. فقال P31 إنه لا يمكنه تذكّر سوى أنه كان هناك طاولة مكتب. حيث كان مرهقًا جدًا في ذلك الوقت لدرجة أنه لم يكن قادرًا على حفظ المزيد من التفاصيل. وافترض أنه كان هناك نافذة، وأن المكتب كان خشبيًا وبأنه كان هناك كراسي أيضًا.

أراد فيدنير معرفة عدد الأشخاص الذين حضروا هذا التحقيق بالإضافة إلى P31. فقال P31 إنه كان المعتقل الوحيد في هذا التحقيق وكان على الأقل ثلاثة سجانين حاضرين، ورافق أحدهم P31 إلى الغرفة.

طلب فيدنير من P31 أن يصف الوضع وكيف كان الشخص الذي حدده على أنه أنور رسلان يتصرف. قال P31 إنه نُقل إلى غرفة كان عليه أن يقف فيها. كان عليه أن يجثو أو يستلقي على بطنه أثناء التحقيق عادة. وبعد دخول P31 إلى الغرفة بفترة وجيزة، سأله أحدهم عن الشخص الذي احتفظ P31 بصورته على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. وعندما قال P31 إنه لا يعرف، تم نزع عصابة عينيه وضربه أحدهم بقبضته.

أراد فيدنير معرفة من ضرب P31. فقال P31 أنه كان نفس الشخص، أنور رسلان. ثم كان على P31 أن يجثو.

سأل فيدنير أين ضُرِبَ P31. فقال P31 إنه ضُرِبَ في وجهه. ثم سُئل عن سبب التقاطه للصورة وأمور أخرى متعلقة بالصورة. قال P31 إنه في هذه اللحظة شعر وكأن حياته في خطر، لأن الشخص الموجود في الصورة كان جالسًا أمامه مباشرة وكان حرًا في فعل أي شيء يريده. وقال P31 إن هذا الشخص كان يريد معرفة كل شيء عن الصورة. وبأن محققا آخر استجوبه مرة أخرى بشأن الصورة في اليوم التالي.

تدخل بوكر محامي دفاع أنور قائلًا إن لديه سؤالًا يتعلق بمن هو بالضبط الشخص الذي ضرب P31 بقبضته، ومن الذي خلع العصابة عن عيني P31. فقال القاضي فيدنير إن هذا لن يكون الوقت المناسب لبوكر ليقوم بطرح الأسئلة، غير أن فيدنير كان على وشك طرح أسئلة مماثلة على أي حال. فسأل فيدنير P31 من الذي خلع عصابة عينيه. قال P31 إنه نفس الشخص الذي ضربه بقبضته. حيث سأل هذا الشخص أولًا عن الشخص الذي قام P31 بحفظ صورته على جهاز الكمبيوتر الخاص به، ثم نزع العصابة عن عينيه وضربه على وجهه. سأل فيدنير عمّا إذا كان أنور رسلان. فأكّد P31 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان هناك مزيد من الضرب أثناء هذا التحقيق. فأكّد P31 ذلك موضحًا أن عدة أشخاص بدأوا بضربه عندما تم تعصيب عينيه مرة أخرى وطُلِبَ منه أن يجثو. وأنه في جلسة التحقيق هذه، طُلب من P31 ألا يكذب. وأضاف P31 أنه عادة ما كان يتعرض لتعذيب شديد أثناء التحقيق وكان يهدد بالقتل أو بتقطيعه إلى أشلاء.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P31 قد تعرض للتهديد أثناء هذا التحقيق أيضًا. فأكّد P31 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P31 قد تعرّف على رتبة الشخص الذي حدده على أنه أنور رسلان، مقارنة بالأشخاص الآخرين الحاضرين في هذا التحقيق. فقال P31 إن الأشخاص الآخرين كانوا يستخدمون لقب "سيدي" لمخاطبة أنور، لذلك كان من الواضح أن أنور كان أعلى رتبة، لأن هذا اللقب يستخدم فقط بين الرتب المختلفة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان أنور قد قام بإعطاء أوامر. فلم يتذكر P31 ذلك، مضيفًا أنه كان جالسًا أو جاثيًا على الأرض أثناء تعرضه للضرب من قبل عدة أشخاص من عدة اتجاهات. ولهذا السبب لم يستطع معرفة من قال ماذا.

أشار فيدنير إلى أن P31 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية عن شخص آخر لم يستطع تصنيفه. فقال P31 إن ضابط التحقيق الذي ما زال P31 يتذكر صوته جيدًا كان هناك. وكان هناك أيضًا شخص أو شخصان عادة ما يحملان السياط. قال P31 إنه كان جالسًا أو حتى مستلقيًا على الأرض ويمكنه سماع خطوات أقدام الأشخاص وهمساتهم، لأنهم كانوا لا يريدون أن يسمع P31 ما كانوا يتحدثون عنه.

استشهد فيدنير بمحضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، قائلًا إن فيديو P31 [من الجنازة] أظهر شخصًا آخر كان في الغرفة [التحقيق] أيضًا. حيث كان هذا الشخص بين الأربعين والخمسين من عمره، ذا شعر داكن وشارب وسترة جلدية بنية اللون. قال P31 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنه لم يكن يعرف اسم هذا الشخص. فأكّد P31 ذلك للمحكمة.

سأل فيدنير عمّا فعله هذا الشخص أثناء التحقيق. فأوضح P31 أن هذا هو نفس الشخص الذي خلع عصابة عيني P31 وضربه على وجهه. وأوضح P31 أنه كان يشير إلى الشخص الذي التقط صورة له، ثم قام بضربه.

أشار فيدنير إلى أن P31 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أن أنور هو الشخص الذي ضربه في وجهه وأن هناك شخصًا أو شخصين آخرين في الفيديو كانا أيضًا في غرفة التحقيق مع P31. فأوضح P31 أنه كان يقصد وجود أكثر من شخص في غرفة التحقيق: الشخص الذي ضربه، واثنان يحملان السياط، وواحد رافق P31 إلى الغرفة.

قال فيدنير إنه فهم من الأوصاف السابقة التي قدّمها P31 أن الفيديو الذي قام P31 بتصويره في الجنازة أظهر شخصًا حدده على أنه أنور وأنه التقى به مرة أخرى أثناء التحقيق، وبأن هناك شخصًا آخر في هذا الفيديو كان حاضرًا أيضًا في التحقيق. فقال P31 إن التحقيق كان حول عمله ومنشوراته وأنشطته أثناء الثورة. كما تم التحقيق معه بشأن الفيديو والصور.

أشار فيدنير إلى أن P31 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أن أنور كان غاضبًا جدًا. وأراد فيدنير أن يعرف بالضبط ما فعله أنور، وما إذا كان قد رفع صوته. فقال P31 إنه ضربه على وجهه. وفقًا لـP31، فإن هذا سيكون كافيًا لوصف مثل هذا الشخص.

قال فيدنير إن P31 وصف سابقًا أنه سمع باستمرار أشخاصًا آخرين يصرخون من التعذيب، وسأل P31 عمّا إذا كان بإمكانه أيضًا سماع هذا الصراخ في غرف التحقيق. فقال P31 إن المرء يمكنه دائمًا سماع أصوات الصراخ هذه، حتى من داخل الزنازين. غير أنه أثناء التحقيق ركز على نفسه، محاولًا إيجاد طرقٍ لتقليل الضرب. وقال P31 إنه كان لا يزال بإمكانه سماع أصوات أشخاص يتعرضون للتعذيب، حيث كانت الأصوات تُسمع في كل مكان.

***

[استراحة لمدة ساعة]

***

قال القاضي فيدنير إنه يريد معرفة المزيد عن ظروف الاعتقال العامة في فرع الخطيب وإن لديه بعض الأسئلة الموجزة حول الوضع في كفرسوسة في مرحلة لاحقة. كان سؤال فيدنير الأول حول الزنازين الموجودة في الخطيب وعدد الأشخاص الموجودين في نفس زنزانة P31. فقال P31 إنه في البداية كان هناك شخص آخر، وهو رجل مسن. وتم نقل P31 لاحقًا إلى زنزانة أخرى.

أشار فيدنير إلى أن P31 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أنه كان هناك ثلاثة أشخاص، وفيهم P31، في زنزانة واحدة. فأوضح P31 أنه في يومه الأول كان هناك شخص آخر، وهو رجل مسن. وجاء الشخص الثالث في اليوم الثاني. وعندما تم نقل P31 إلى زنزانة أخرى، شارك الزنزانة مع العديد من الأشخاص الآخرين. وقال P31 إنه كان هناك حركة كثيرة فيما يتعلق بالقادمين الجدد وعمليات النقل. حيث إنه يتم نقل آخرين بناءً على عدد المعتقلين الجدد الذين يتم أخذهم إلى نفس الزنزانة. وقال P31 إنه لم يمكث في الزنزانة الجماعية لفترة طويلة. وبشكل عام، فإنه لم يمكث هناك لسنوات أو لشهور، وبسبب العديد من الصور المتغيرة، لم يستطع تذكر كل التفاصيل. وخلص P31 إلى أنه يتذكر أمورًا معينة أفضل من غيرها.

سأل فيدنير عن المدة التي مكثها P31 في الخطيب قبل نقله. فقال P31 إنه مكث هناك حوالي 12 إلى 13 يومًا. حيث تم اعتقاله في 28 آذار/مارس، غير أنه لم يتذكر التاريخ الدقيق لإطلاق سراحه. وأوضح أنه علم أنه نُقل بعد 12 يومًا، رغم أنه فقد إحساسه بالوقت.

قال فيدنير إن P31 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أنه مكث في الخطيب منذ [حُجِبت المعلومات]، وطلب من P31 تأكيد ذلك. فأوضح P31 أنه فقد إحساسه بالوقت. كان قادرًا على تمييز الليل والنهار، غير أنه فقد إحساسه العام بالوقت، لذلك يفترض أن الإطار الزمني الذي قدمه للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية بألمانيا قد تم حسابه. وعندما سأله القاضي فيدنير عمّا إذا كان يتحدث عن عام 2011، أكد P31 ذلك.

سأل فيدنير عن حجم الزنزانة الجماعية وعن عدد الأشخاص الذين كانوا موجودين فيها. فقال P31 إنه كان موجودًا في أكثر من زنزانة. حيث كان عدد الناس يختلف. ففي بعض الأحيان كان هناك عشرون شخصًا، وأحيانًا ثلاثون، قبل نقل بعضهم. وقال P31 إن الأشخاص كانوا "مكدسين" في هذه الزنازين. حيث كان عليهم النوم بالتناوب. غير أن العدد الدقيق للأشخاص كان يعتمد على اليوم.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانوا يوقَظون من نومهم في الليل. فقال P31 إن الكثير من الأمور كانت تحدث داخل الزنازين. ففي بعض الأحيان كان لا يُسمح للمعتقلين بالنوم. حيث كان عليهم الوقوف في طابور مواجهين الحائط. ووصف P31 هذا بأنه تعذيب نفسي.

أوضح فيدنير أن جميع أسئلته تتعلق بفرع الخطيب، مشيرًا إلى إفادة P31 لدى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، والتي تنص على أن الناس غالبًا ما يُوقَظون ليلًا ويجبرون على مواجهة الحائط، بحيث كان من المستحيل الحصول على قسط كافٍ من النوم. فأكّد P31 أن هذا ما قصده عند حديثه عن التعذيب الجسدي والنفسي.

سأل فيدنير عمّا إذا كان الطعام كافيًا. فقال P31 إن الطعام لم يكن جيدًا، ولكنهم كانوا يحصلون على ثلاث وجبات في اليوم، في الصباح وفي الظهيرة وفي المساء. حيث كان يتم إعطاؤهم البيض وحساء العدس والخبز في المساء. وكانوا يحصلون أيضا على الطعام في وقت الظهيرة. قال P31 إن الطعام كان كافيًا، ولكنه كان مقززًا. ووصف كذلك أن كمية الطعام كانت تعتمد على الزنزانة. ففي الزنزانات الجماعية، كانوا يحصلون على حصة واحدة لجميع المعتقلين، لذلك غالبًا كان الفرد الواحد لا يحصل على كثير من الطعام، بينما في المنفردات كان كل معتقل يحصل على نصيبه الخاص، لذلك كانت الكمية كافية.

أما فيما يتعلق بالظروف الصحية في الفرع، سأل فيدنير P31 عمّا إذا كانت هناك مرافق صحية على الإطلاق، وما إذا كانت نظيفة، وما إذا كان يُسمح للأشخاص باستخدامها. قال P31 إنه سُمح للفرد باستخدام المرحاض، ولكن، لم يكن لديك سوى دقيقة واحدة للذهاب إلى هناك ومغادرته مرة أخرى. وإذا استغرق الفرد وقتًا أطول، كان السجانون يقومون بفتح الباب والصراخ في وجهه ليغادر. ولم يكن هناك خيار للاغتسال أو الاستحمام. ولم يتذكر P31 ما إذا كان هناك صابون على الإطلاق. وسُمح له باستخدام المرحاض ثلاث مرات في اليوم، ولكن الرائحة كانت سيئة للغاية. وأوضح P31 أنه كان هناك الكثير من الناس، ولم يتمكن أي منهم أن يغتسل، لذلك كان هناك رائحة قوية. وقال P31 إن هذه الرائحة المثيرة للاشمئزاز للأشخاص الذين لم يغتسلوا لأيام، حُفرت في ذاكرته.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك علاج طبي في فرع الخطيب. فقال P31 إن بعض المعتقلين تلقوا حبوب الدواء وعلاجات. حيث إنه سمع بمثل هذه القصص المتعلقة بمرض السكري. كما سمع أشخاصًا يطلبون أدوية من السجّانين. ولم يكن P31 نفسه بحاجة إلى حبوب الدواء أو العلاج، لذلك لم يطلبها أبدًا.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P31 قد شاهد معتقلين مصابين أو مرضى يحتاجون إلى علاج طبي. فقال P31 إنه كان هناك مجموعات مختلفة من المرضى: كمرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري والقلب. حيث طلب هؤلاء الأشخاص حبوب دواء معينة، غير أن P31 لم يلاحظ ما إذا كانوا قد حصلوا عليها أم لا. وشهد P31 أيضًا أشخاصًا، معظمهم من دوما وضواحي دمشق، أصيبوا بكسور. حيث كان بعضهم يضع ضمادات. وأضاف P31 أنهم كانوا مغطَّين بالدماء وينزفون من رأسهم أيضًا. حيث كان من الواضح أنهم تعرضوا للضرب المبرح.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هؤلاء الأشخاص قد تلقوا علاجًا طبيًا أم تُركوا دون تدخل. فقال P31 إنهم كانوا يضعون ضمادات. ولكنهم كانوا يتألمون. وأضاف أن الأفراد المصابين بالأمراض المزمنة كانوا يطلبون دواء. وقال P31 إنه لا يعرف ما إذا كانت الضمادات تعتبر كعلاج طبي مناسب. كما أنه شاهد أشخاصًا من الواضح أنهم "أصيبوا بالجنون". حيث كانوا يصرخون، وكانوا يواجهون مشاكل صعبة عندما جاء السجانون وبدأوا في ضربهم. غير أن P31 لم يستطع معرفة ما إذا كان هؤلاء الأشخاص مرضى بالفعل أم لا. كما أنه لم ير أي أطباء. وخلص P31 إلى أنه بالرغم من أنه رأى بعض الأشخاص يتلقون حبوب دواء وآخرين يضعون ضمادات، إلا أنه لم يقابل طبيبًا في فرع الخطيب.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P31 قد شاهد تعرُّض معتقلين آخرين للتعذيب وما هي أساليب التعذيب التي تم تطبيقها في الفرع. فوصف P31 كيف رأى معتقلين يعودون إلى الزنزانة بعد التحقيق معهم بكدمات في جميع أنحاء أجسادهم. حيث كانوا يتعرضون للضرب بالكابلات وكانت كامل أجسامهم حمراء. وأشار P31 إلى أحد رفاقه المعتقلين من الأردن. وكانت بشرته أغمق من P31 وتعرض لضرب مبرح. حيث قال السجانون لهذا الشخص إنه يستطيع تحمل الكثير. وأشار P31 إلى "مواقف مجنونة" أخرى عندما وصل أشخاص من دوما إلى الزنزانة، وكان من الواضح أنهم تعرضوا لضرب مبرح قبل ذلك. حيث قال P31 إنه حاول هو ومعتقلين آخرين "إعادتهم للوقوف على أقدامهم". وأوضح P31 كذلك أنه شاهد بنفسه وهو في طريقه إلى المرحاض كيف تم تقييد أيدي المعتقلين إلى أبواب زنازينهم، حتى لا يتمكنوا من الجلوس. وخلص P31 إلى أن الهدف هو تحطيم الأشخاص نفسيًا.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هذا في الخطيب. فأكّد P31 ذلك موضحًا أنه في وقت لاحق في كفرسوسة تعرض أحد الأشخاص الذين كان يمكث معهم في الزنزانة للتعذيب بنفس الطريقة التي حصلت في الخطيب [تقييد يديه إلى باب الزنزانة]. وعندما كان P31 في الخطيب، رأى بنفسه كيف تم تقييد أيدي الناس إلى أبواب المنفردات التي كانوا محتجزين فيها.

أراد فيدنير أن يعرف ما الذي تم فعله بالضبط لهؤلاء الأشخاص. فأوضح P31 أن الأبواب الحديدية للمنفردات بها نوافذ صغيرة يستخدمها السجّانون لمراقبة المعتقلين من الخارج أو للسماح بدخول بعض الهواء داخل الزنزانة. تم إغلاق هذه النوافذ وربط أصفاد المعتقلين بالقضبان. قاموا بذلك حتى لا يتمكن الناس من الجلوس. وقال P31 إنه فهم لاحقًا بأن هذا استُخدِم كعقاب. غير أنه عندما كان لا يزال في الخطيب، لم يتعرض أي معتقل كان يشاركه في زنزانته للتعذيب بهذه الطريقة، فلم يستطع أن يسأل أحدًا ولم يكتشف ذلك إلا لاحقًا.

سأل فيدنير عن الارتفاع الذي تم تقييد أيدي الناس به إلى قضبان النوافذ، وما إذا كان عليهم الوقوف. فقال P31 إن النوافذ كانت بمستوى العين. ففي المنفردة التي احتُجز فيها، كان على المرء أن يقف لينظر عبر النافذة. وتوقع P31 أن النوافذ كانت على ارتفاع يتراوح بين 160 و170 سم. وأضاف أن وظيفة هذه النوافذ هي ليفتحها السجّانون ويراقبوا المعتقلين.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P31 يعرف عن طرق التعذيب الأخرى مثل الصدمات الكهربائية أو الدولاب (إطار سيارة). فأكّد P31 أنه تم استخدام الصدمات الكهربائية والدولاب لتهديد الناس. وقال P31 إنه شاهد أشخاصًا يتعرضون للجلد والتعذيب على بساط الريح. وأوضح P31 أنه وُضع ذات مرة داخل دولاب وتعرض للضرب. وفي مرة أخرى، هُدد بالتعرض للصعق بالكهرباء على أجزاء معينة من جسده حتى "لا يعود قادرًا على إنجاب الأطفال". وأكد P31 أن هذا حدث في فرع الخطيب بناءً على طلب القاضي فيدنير.

طلب فيدنير من P31 بأن يصف الموقف عندما تم تعذيبه باستخدام الدولاب. فأوضح P31 أن هذا حدث أثناء التحقيق حيث لم يكن قادرًا على الوقوف أو المشي بعد ذلك. فقد وُضع في دولاب [إطار سيارة] وضُرب مرتين أو ثلاث مرات. ولكن، لم يكن هذا شديدًا مثل الاستخدام المنتظم لهذه الأساليب. وقال P31 إنه تعرض في بعض الأحيان للتهديد بتثبيت قضيبين معدنيين على جسده لصعقه بصدمات كهربائية.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت عائلة P31 قد أُبلغت بمكان وجوده. فنفى P31 ذلك.

أراد فيدنير كذلك معرفة ما إذا كان P31 قد تعرض للضرب وهو في طريقه للتحقيق. فقال P31 إنه تعرض للضرب في الطريق في الخطيب. وأنه لا يمكن للمرء أن يقول بأن عمليات الضرب هذه كانت منظمة. حيث كان يتعرض الفرد للضرب [بصورة تعسفية] على رأسه بالعصي أو يضرب رأسه بالحائط. وقال P31 إن هذا لم يكن شديدًا مثل التعذيب والضرب الذي تبع ذلك فيما بعد [في كفرسوسة]. قال P31 إن الطريق من زنزانته إلى المرحاض كان طويلًا للغاية في كفرسوسة وأن الفرد كان يتعرض للضرب المبرح في الطريق.

وفيما يتعلق بفرع الخطيب، أراد فيدنير معرفة ما إذا كان بإمكان P31 قول أي شيء عن التسلسل الهرمي بين السجّانين والمحققين. فقال P31، بصفته معتقلًا في هذا الفرع، فإنه كان يتعرض للضرب من قبل السجّانين يوميًا. حيث كانوا هم الأشخاص الوحيدين الذين تواصل معهم المعتقلون إما في الطريق إلى المرحاض أو عندما كانوا يحصلون على طعام. ووفقًا لـP31، فقد كان هناك أيضًا أشخاص يعملون في الموارد البشرية أو في قسم المستندات حيث يتم تسجيل وتخزين الأغراض الشخصية للمعتقل. حيث قام القسم الثاني بسؤال P31 عن والده وأقاربه الآخرين. وأضاف P31 أنه كان هناك أيضًا محققون وكُتّاب محاضر.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الأشخاص يتصرفون بطريقة معينة بحيث أمكن لـP31 من معرفة ما إذا كان هناك نوع من التسلسل الهرمي. فقال P31 إنه لم يكن على دراية بالرتب. ولكن بعض الأشخاص كانوا يخاطبون آخرين بلقب "سيدي". وأوضح P31 أنه كمعتقل، كان تواصله الوحيد مع السجّانين.

أشار فيدنير إلى قول P31 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أن المحققين كانوا مسؤولين عن إعطاء أوامر بإجراء تحقيق أو اتخاذ قرار بعدم حدوث أي شيء للمعتقل. كما قال P31 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أنه كان يبدو أن المعاملة قد تم الاتفاق عليها مسبقًا وبأن الغاية التي كان يضمرها المحققون هي من يحدد مصير المعتقل. وقال P31 للمحكمة إن هذا هو ما قصده عندما وصف أن السجّانين خاطبوا ضباط التحقيق بلقب "سيدي". وكان السجّان الذي رافق المعتقلين من الزنازين إلى غرف التحقيق أقل رتبة من ضباط التحقيق.

قال فيدنير إن P31 أيضًا قام بإخبار مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية عن التسلسل الهرمي بما يفيد بأن الأشخاص ذوي الرتب الأعلى كانوا يستخدمون نبرة صوت قاسية مع الموظفين ذوي الرتب الأدنى؛ حيث مارسوا سلطتهم لفظيًا. وأخبر P31 القضاة أنه كان يشير إلى هذا عندما تحدث عن لقب "سيدي". حيث إنه استخدم هذا المصطلح فقط للتوصل إلى استنتاجات حول رتب الأشخاص.

قال فيدنير إن المحكمة كانت مهتمة بشكل خاص بتجارب P31 في فرع الخطيب وطُلب منه أن يقول ما إذا كان الخطيب هو الأسوأ أم أن فروع المخابرات الأخرى كانت هي الأسوأ. فقال P31 إن تجربة كل [فرع] كانت سيئة. وقال إنه تعرض للضرب أكثر من غيره وكان عليه أن يتعرض لأكبر قدر من الألم في حياته عندما كان في فرع الخطيب. وفي وقت لاحق في كفرسوسة، تعرض للضرب والإهانة من قبل السجانين، غير أن هذا "كان جزءًا من ذلك فقط". وأوضح P31 أنه عند اعتقاله للمرة الثانية بعد أشهر، تم نقله إلى الفرع 215. حيث أصيبت يده وتم استدعاء طبيب لوضع ضمادات. وكان عليه البقاء في هذا الفرع لمدة 60 يومًا.

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة P31 عمّا إذا كان بحاجة إلى استراحة. فقال P31 إنه كان يعاني من صداع ويواجه وقتًا عصيبًا لتذكر الأمور، لذلك كان يرغب في الحصول على استراحة.

تدخل بوكر محامي دفاع أنور قائلًا إنه وزميله لن يكون لديهم أي أسئلة للشاهد، لأنهما كانا بحاجة إلى التحدث إلى موكلهم أولًا.

ونظرًا لأن المدعيَّين العامّين أشارا إلى أنه ليس لديهما سوى عدد قليل من الأسئلة، أمرت القاضي كيربر باستراحة قصيرة قبل اختتام الجلسة بعد أسئلة المدعيَّين العامّين.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إن محامية P31 أخبرتها بأن صداع P31 قد ازداد سوءًا. لذلك قررت كيربر اختتام الجلسة لهذا اليوم ومتابعة أسئلة المدعيّن العاميّن والدفاع في اليوم التالي.

رُفِعَت الجلسة الساعة 2:15 بعد الظهر.

اليوم الثامن والستون للمحاكمة – 8 نيسان/أبريل 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:30 صباحًا بحضور ستة أشخاص ومُمثّلَين من الصحافة. ولم يطلب أي من الصحفيَّين المعتَمدَين الحصول على الترجمة الفورية للّغة العربية. ومثّل الادّعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. ولم يكن محاميا المدعين كروكر ومحمد حاضرين.

تلت القاضي كيربر رئيسة المحكمة التعليمات على مسامع P31 مرة أخرى قبل انتقالها للمدعين العامين.

استجواب من قبل المدعي العام

أشار المدعي العام كلينجه إلى المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في مطلع عام 2011 وسأل P31 عمّا إذا كان معروفًا أن بعض الأشخاص هناك كانوا ينتمون إلى قوات الأمن. فأكّد P31 ذلك، موضحًاأنه يمكن للمرء أن يعرف أنهم من أفراد قوات الأمن لأنهم كانوا دائمًا على الهاتف. وأضاف أن "المرء يعرف كيف كانوا يتصرفون". وقال P31 إن بعض النشطاء المشاركين في هذه المظاهرات قد تم استدعاؤهم بالفعل من قبل المخابرات، لذا فهم يعرفون بعض الأشخاص. حيث كانت العبارة الشائعة لهذه الاستدعاءات والاستجوابات العامة هي "لشرب فنجان من القهوة".

سأل كلينجه عمّا إذا كانت الأجهزة التي ينتمون إليها معروفة أيضًا: سواء لأجهزة المخابرات العامة، أو للمخابرات العسكرية، أو للمخابرات الجوية أو للأمن السياسي. فقال P31 إنه يريد التحدث عن قصته الشخصية: حيث تمت دعوته بالفعل [في مطلع عام 2011] من قبل الأمن السياسي وفرع فلسطين. لذلك كان يعرف بعض الناس هناك. كما تم استدعاء أصدقائه وكانوا يعرفون بعض موظفي المخابرات أيضًا. وبالإضافة إلى ذلك، كان على المرء أن يضع في اعتباره أن قوات الأمن في سوريا لا تختبئ. حيث إن نهجهم هو التحكم في كل شيء. وكان هذا هو سبب خوف P31 وأصدقائه.

أشار كلينجه إلى [محاولة] التظاهر في [حُجِبَت المعلومات] من شباط/فبراير 2011 وسأل P31 عمّا إذا كان يعرف جهاز المخابرات التي ينتمي إليه الأشخاص. فأوضح P31 أنه في هذا اليوم أرادت مجموعة من الناس التجمع أمام مبنى البرلمان في دمشق. لذلك التقى حوالي عشرين إلى ثلاثين شخصًا في [حُجِبَت المعلومات]. فدخل شخص إلى المقهى وأخذ P31 إلى الخارج، وطلب بطاقة هوية P31، ووثق بياناته وأعاده إلى الداخل. ولم يكن P31 يعرف إلى أي جهاز كان ينتمي هذا الشخص، ولم يكن يرتدي شارة أو أي شيء آخر للتعرف عليه. وبعد أن غادر P31 والمجموعة المقهى، تم إيقاف بعض أصدقاء P31 وطلبوا بياناتهم الشخصية أيضًا. حيث كانت العديد من الحافلات تنتظر خارج المقهى على جانبي الشارع. قال P31 إنه هو وأصدقاؤه كانوا يعرفون أن الشباب في الحافلات كانوا من الشبيحة. وكان المقهى قريبًا من البرلمان، على بعد حوالي 30 مترًا في آخر الشارع. غير أن P31 والمجموعة كانوا خائفين للغاية بسبب جميع الحافلات والضباط، لدرجة أنهم قرروا متابعة السير وعدم القيام بالمظاهرة كما هو مخطط. طلبت بعض القوات الأمنية من الناس بطاقات الهوية الخاصة بهم وبياناتهم، وكان آخرون ينتظرون في الحافلات. واصلت المجموعة السير حتى وصلوا إلى سينما الزهراء، على بعد حوالي 100 متر من الطريق. قاموا بتفقّد ما إذا كان بإمكانهم القيام بمظاهرتهم هناك لكنهم قرروا عدم القيام بذلك. وأوضح P31 أنهم لم يكونوا يسيرون كمجموعة واحدة كبيرة، بل في أزواج أو مجموعات صغيرة من ثلاثة أشخاص. وقد تم إيقاف اثنين من أصدقائه عند زاوية الشارع واقتيدا إلى مدخل مبنى مجاور. فذهب P31 في اتجاههم. وقال P31 إنه كان هناك الكثير من الأشخاص يرتدون ملابس مدنية، وكان من المستحيل تحديد الفرع الذي ينتمون إليه، ما لم يتم استدعاء أحدهم من قِبَل هذا الفرع من قبل وبالتالي معرفة بعض الوجوه.

سأل كلينجه عن اسم المخرج السينمائي الذي قام P31 بالتقاط صور وتصوير مقطع فيديو في جنازته. فقال P31 إن اسمه [حُجِبَت المعلومات].

أراد كلينجه أيضًا معرفة ما إذا كان P31 قد حفظ ملفات الفيديو أو الصور على جهاز الكمبيوتر الخاص به والجهاز الذي التقط الصور/ مقاطع الفيديو به. فقال P31 إنه قام بالتصوير بكاميرا فيديو من نوع سوني في الجنازة، ما يسمى بالكاميرا المحمولةباليد. حيث قام بتصوير موكب الجنازة الذي كان يحمل التابوت والأشخاص الذين يسيرون خلفه. وقال P31 إن العديد من الأشخاص حضروا الجنازة: من فنانين وسياسيين، وكذلك قوات الأمن. وقام بتصوير فيديو للأحداث وأثناء تصويره تعرف على الشخص الذي ضربه في شارع مفتوح من قبل. لذلك التقط صورة لهذا الشخص. وفي وقت لاحق، عندما كان P31 في المنزل، قام بحفظ ملف الصورة على جهاز الكمبيوتر الخاص به. وقال للمحكمة إنه كان خائفًا ومتوترًا في هذه اللحظة لأن مجرد وجوده في الجنازة كان يمثل مشكلة. وبالإضافة إلى ذلك، قام أيضًا بتصوير قوات الأمن، الذي لم يكن بالأمر السهل في سوريا.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P31 بناء على ذلك قد التقط صورة شاشة لهذا الشخص المحدد من ملف الفيديو. فنفى P31 ذلك، موضحًا أنه استخدم كاميرته لتقريب الصورة على الشخص. حيث أوقف الفيديو والتقط صورة. وأضاف P31 أن الكاميرا كانت تسمح بتصوير مقطع فيديو والتقاط صور في نفس الوقت.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P31 قد قام باستخدام خاصية التقريب بالكاميرا والتقاط الصورة في الجنازة. فأكّد P31 ذلك.

سأل كلينجه ما إذا كان أنور رسلان ظاهرًا بوضوح. فأكّد P31 ذلك.

أراد كلينجه أيضًا معرفة ما إذا كان P31 يقف جانبًا أو وسط الحشد. فقال P31 إنه كان وسط الحشد، مضيفًا أنه في اليوم السابق – بعد شهادته في المحكمة – حاول العثور على ملف الصورة في مكان ما في رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به. غير أنه تمت مصادرة جهاز الكمبيوتر الخاص به عندما تم القبض عليه في عام 2011. ولكنه لم يعثر على الملف. وأوضح P31 أيضًا أنه في ذلك الوقت في سوريا، كان من الخطر حفظ أي ملفات لأنه عند كل اعتقال يتم استجواب الشخص حول حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وكلمات المرور لجميع الأجهزة والحسابات. وقال P31 إنه لم يستعد جهاز الكمبيوتر الخاص به بعد إطلاق سراحه، مضيفًا أنه كان يفضل العثور على الملف لأنه كان سيوضح الكثير.

قال كلينجه إن P31 أجاب للتو على سؤاله التالي واستمر في سؤال P31 عن مكان تصنيف أنور رسلان في التسلسل الهرمي في الخطيب. فقال P31 إنه كان يشعر بأن هذا الشخص [أنور رسلان] كان ذا رتبة عالية. حيث إن المكتب الذي تم فيه التحقيق معه أثناء وجود هذا الشخص لم يكن غرفة التحقيق المعتادة. وكان من الواضح لـP31 أن الشخص كان ذا رتبة أعلى من ضباط التحقيق والسجّانين. وأوضح P31 أن هذا بات واضحًا له أيضًا عندما رأى الشخص خارج الفرع؛ حيث كان واقفًا ومحاطًا برجال الأمن ومن طريقة تعامل هذا الشخص معهم.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P31 قد لاحظ أي أوامر صادرة من هذا الشخص [أنور رسلان]. فقال P31 إنه وصف بالفعل مواقف مختلفة داخل الفرع عندما تمت مخاطبة أنور بلقب "سيدي". ولكن P31 كان خائفًا لدرجة أنه لم يلاحظ ما إذا كان أنور قد أعطى أي أوامر.

سأل كلينجه عمّا إذا كان شخص ذو رتبة أعلى قد أعطى أوامر للشخص الذي قام P31 بتحديده على أنه أنور. فأوضح P31 أنه أثناء التحقيق لم يكن هناك سوى محقق وسجّان واحد أو اثنين. وكان جميعهم يخاطبون أنور بلقب "سيدي".

أراد كلينجه توضيح ما إذا كان جميع الأشخاص الثلاثة في التحقيق لديهم رتب أدنى من أنور. فأكّد P31 ذلك.

سأل كلينجه P31 عمّا إذا كان شاهدًا على عنف جنسي أو كان ضحيةً له في فرع الخطيب. فنفى P31 ذلك، مضيفًا أنه شاهد كيف أُجبر المعتقلون على خلع ملابسهم، وشَهِد تهديدات بتعقيم الفرد باستخدام الصدمات الكهربائية.

أشار كلينجه إلى أن اعتقال P31 في فرع الخطيب كان في وقت مبكر نسبيًا، وسأل عمّا إذا كان P31 قد شهد أشخاصًا يموتون داخل الفرع أو شاهد جثثًا هناك. فنفى P31 ذلك.

أراد كلينجه لآخر مرة معرفة ما إذا كان P31 قد عانى من أي تبعات جسدية أو نفسية لاعتقاله. فنفى P31 ذلك.

لم يكن لدى محاميّ الدفاع ولا محامي المدعين أي أسئلة.

صُرف P31 كشاهد.

كانت القاضي كيربر رئيسة المحكمة على وشك اختتام الجلسة عندما طلب محامي الدفاع بوكر قراءة طلب للحصول على أدلة إضافية. وأوضح أن الطلب قُدم للتو إلى المحكمة كتابةً. فسمحت كيربر لبوكر بالاستمرار. فذكر محامي المدعي العام، شارمر، أنه لم يكن أي من أطراف القضية على علم بطلب بوكر، وأنهم لم يحصلوا على نسخة مسبقًا. فاعتذر بوكر، موضحًا أنه نظرًا لمحدودية الموارد، لم يتمكن محامي الدفاع من إرسال نسخة إلى جميع الأطراف قبل يوم المحاكمة، ولكن، كان من المفترض أن الجميع قد تلقى بريدًا إلكترونيًا ذا صلة في هذه الأثناء.

[ما يلي هو إعادة صياغة لطلب محامي الدفاع، بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه في المحكمة عند قراءة الطلب.]

بعد شهادة P31 في المحكمة، يطلب الدفاع من المحكمة الحصول على أدلة إضافية على شكل شهادة خمس شهود وإجراء معاينة لمخططين.

I. يطلب الدفاع الاستماع إلى اثنين من موظفي دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND) كخبراء، ومعاينة مخططين تم إرفاقهما كمرفقين لتقرير الدائرة الذي صاغه الشاهدان.

ليتم سماعهما كخبراء:

  • [حُجب لاسم]
  • [حُجب لاسم]

ليتم معاينته:

  • مخطط بتاريخ 16 حزيران/ يونيو لعام 2016، يوضح هيكلية إدارة المخابرات العامة السورية.
  • ملاحق إضافية للتقرير ذي الصلة الذي صاغته دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية.

II. يطلب الدفاع من المحكمة استدعاء وسماع ثلاثة شهود إضافيين.

  • [حُجِب الاسم]، يقيم حاليًا في تركيا
  • [حُجِب الاسم]، يقيم حاليًا في تركيا
  • الشاهد “Z080421” الذي طلب عدم الكشف عن هويته

التبرير:

I. قام [حُجبَ الاسم] الذي يعمل في قسم تدابير الحماية الذاتية في دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، بصياغة تقرير للوكالة يشرح بالتفصيل هيكلية إدارة المخابرات العامة السورية. حيث تم إرسال هذا التقرير إلى كبير المفتشين الجنائيين في الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية [الآن] دويسنج. وشارك [حُجب الاسم] في صياغة هذا التقرير بصفته كاتبًا.

يتناول التقرير هيكلية إدارة المخابرات العامة السورية بالتفصيل وحدد القسم 40 كقسم فرعي للفرع 271. كما بين بالتفصيل أن القسم 40 تم تكليفه بمراقبة المظاهرات والحركات المعادية وأعضاء الحركات المعارضة للنظام. وتم تأكيد هذه المهمة أيضًا من قبل العديد من الشهود خلال المحاكمة الحالية: حيث شهد دويسنج في 24 نيسان/أبريل 2020بأن القسم 40 كان قسمًا فرعيًا لامركزيًا من المخابرات العامة؛ وشهد أنور البُنّي في 4 حزيران/يونيو 2020 أن القسم 40 كان يعمل في دمشق فقط. وشهد P5 في 2 تموز/يوليو 2020 كيف قام القسم 40 بالذهاب إلى المظاهرات لمراقبتها وقمعها.

يرى الدفاع أنه من الضروري الاستماع إلى الخبراء المذكورين وقراءة المرفقات ذات الصلة بالتقرير المذكور أعلاه لأن P31 زعم في شهادته في 7 نيسان/أبريل 2021 أنه التقى أنور رسلان – موظف الفرع 251 – في مظاهرة أمام البرلمان في دمشق. وبعد ذلك في جنازة. كما أن شهادة P31 في المحكمة أظهرت العديد من التناقضات فيما يتعلق بإفادته السابقة في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بتاريخ [حُجبت المعلومات]. وأنه من المستحيل أن يرى P31 أنور رسلان في مظاهرة، بسبب نقص كفاءة أنور بهذا الخصوص. لذلك فإن الطلب الحالي للحصول على الأدلة له قيمة كبيرة حيث إنه لم يكن من الممكن أن يرى P31 أنور في المظاهرة ثم يتعرف عليه لاحقًا.

II. عمل [حُذف الاسم] كسجّان في الفرع 251 منذ شباط/فبراير 2011 حتى نيسان/أبريل 2011 على الأقل. وسيكون قادرًا على الشهادة بأن أنور – لم يكن قبل هذا الوقت أو بعده – خارج الفرع على الإطلاق، وبأنه لم يكن حاضرًا في أي مظاهرات. ويمكنه أيضًا أن يشهد على أن أنور كان يقوم بخدمة داخلية فقط ولم يشارك أبدًا في أي أنشطة قمعية بقيادة الدولة أو أنشطة مماثلة ضد المتظاهرين خارج الفرع.

كان [حُجب الاسم] يعمل في الفرع 251 منذ بداية شباط/فبراير 2011 على الأقل. وسيكون قادرًا على الشهادة بأن أنور – لم يكن قبل هذا الوقت أو بعده – خارج الفرع على الإطلاق، وبأنه لم يكن حاضرًا في أي مظاهرات. ويمكنه أيضًا أن يشهد بأن أنور كان يقوم بخدمة داخلية فقط ولم يشارك أبدًا في أي أنشطة قمعية بقيادة الدولة أو أنشطة مماثلة ضد المتظاهرين خارج الفرع.

عمل "Z080421" في الفرع 251 في مطلع عام 2011. وسيكون قادرًا على الشهادة بأن أنور – لم يكن قبل هذا الوقت أو بعده – خارج الفرع على الإطلاق، وبأنه لم يكن حاضرًا في أي مظاهرات. ويمكنه أيضًا أن يشهد بأن أنور كان يقوم بخدمة داخلية فقط ولم يشارك أبدًا في أي أنشطة قمعية بقيادة الدولة أو أنشطة مماثلة ضد المتظاهرين خارج الفرع.

ويشير الدفاع إلى أن P31 حدد أنور رسلان بشكل خاطئ ولم يتمكن من التعرف على وجهه. حيث إن موقف التحقيق الذي وصفه P31 في 7 نيسان/أبريل 2021 لا يتوافق مع شخصية أنور ورأيه تجاه المعارضة.

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة الدفاع عمّا إذا كان "Z080421" موجودًا في ألمانيا أو في الخارج. فأوضح بوكر أن هذا الشخص موجود في الشرق الأوسط، لكنه ليس في تركيا ولا سوريا. وأضاف بوكر أنه يمكن للقضاة العثور على مزيد من المعلومات حول هذا الأمر في رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها الدفاع إلى المحكمة للتو.

رُفِعَت الجلسة الساعة 10:15 صباحًا.

ستكون المحاكمة القادمة في 14 نيسان/أبريل، 2021.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

[2] ملاحظة من مراقب المحاكمة: استخدم المترجم المصطلح "مغطاة" [بالألمانية: " [bedeckt. أوضحت القاضي كيربر لاحقًا أن P31 كان يعني أن الساحة كانت مسقوفة.

[3] ملاحظة من مراقب المحاكمة: اعتذرت القاضي كيربر لـP31 لمقاطعته، عندما حذرت أحد أفراد الجمهور لارتداء كمامة الوجه الخاصة بفايروس كورونا بشكل صحيح.

______________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.