1 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #31: دعوة لشرب القهوة في الخطيب

داخل محاكمة أنور رسلان #31: دعوة لشرب القهوة في الخطيب

محاكمة أنور رسلان

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 31 لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسة: 24 آذار/مارس، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط: [1]

اليوم السادس والستون للمحاكمة – 24 آذار/مارس، 2021

فضّلت الشاهدة التي استُدعيت في البداية لهذا اليوم عدم الحضور إلى كوبلنتس للإدلاء بشهادتها في المحكمة. وعلى الرغم من أن القضاة عرضوا عليها صراحة عدم الكشف عن هويتها، والسماح لها بتغطية وجهها جزئيًا، والحصول على المشورة القانونية والدعم المعنوي من شخص تثق به، إلا أن الشاهدة فضّلت عدم الحضور بسبب مشكلات تتعلق بالصحة النفسية ومخاوف بشأن سلامتها وسلامة عائلتها. وتم استدعاء كبير المفتشين الجنائيين، كنابمان، الذي كان قد أجرى مقابلة مع الشاهدة في وقت سابق، لإخبار المحكمة عن لقاء بين أنور رسلان والشاهدة في الخطيب. وأوضح أنه بحسب الشاهدة كان أنور على علم بما يجري في الفرع وكان يتولى منصبًا رفيعًا. ورغم أن الشاهدة كانت تعتقد أن أنور حاول مساعدتها في العثور على سيارتها المصادرة، إلا أنها كانت مقتنعة بأنه لعب دورًا في الجرائم التي ارتُكبت في الخطيب.

اليوم السادس والستون للمحاكمة – 24 آذار/مارس، 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:35 صباحًا بحضور خمسة أشخاص وصحفيَّين. لم يطلب أي من الصحفيَّين المعتمدَين الحصول إلى الترجمة العربية. ومثل الادّعاء العام المدّعيان العامان كلينجه وبولتس. لم يكن محامي المدعي كروكر حاضرًا. وانضم المحامي بوكر، أحد محامي دفاع أنور، متأخرا عشر دقائق.

افتتحت القاضي كيربر الجلسة من خلال مشاركة مذكرة قدمتها محامية الشاهد فون دير بيرنس نيابة عن موكلها، الشاهد الذي استُدعي للجلسة التالية. نظرًا لأن أيًا من الأطراف لم يطلب الإدلاء ببيان حول هذه المسألة، تابعت القاضي كيربر موضحةً أن القضاة سيوافقون على أجزاء كبيرة من طلب الدفاع لتقديم أدلة في المحكمة، بتاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر 2020. وأضافت أن الدليل، وهو محادثة على الفيسبوك بين P17 وأبو أكرم، موجود بالفعل في ملف القضية باللغة العربية، بالإضافة إلى ترجمته الألمانية. ولذلك فإن مترجمي المحكمة الفوريين سيقيّمون جودة الترجمة في المحكمة، وسيعملون بصفتهم خبراء لغويين؛ وهي ممارسة أُجريت بالفعل عدة مرات. شكر محامي الدفاع بوكر القضاة، موضحًا أن الهدف من طلب ترجمة الدردشة وتقديمها كدليل في المحكمة هو تقييم محتواها، وبالتالي سيكون تقييم الترجمة المتوفرة حاليًا كافيًا. [2]

أوضحت القاضي كيربر كذلك أن القضاة سيتلون الآن الترجمة الألمانية لرسالة البريد الإلكتروني باللغة الإنجليزية التي تلقاها القضاة من الشاهدة التي استُدعيت في البداية لهذه الجلسة. وأضافت كيربر أن هذا سيوضح أسباب عدم مثول الشاهدة في المحكمة وقيام القضاة، عوضًا عن ذلك، باستدعاء ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية (BKA) الذي أجرى مقابلة معها سابقًا عند التحقيق في قضية أنور.

[ما يلي هي نُسخة مُعاد صياغتها لرسالة البريد الإلكتروني كما تُليت في المحكمة، بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه في المحكمة].

عزيزتي الفاضلة شميت [كما ورد]،

لقد تلقيت استدعائك للإدلاء بشهادتي بصفتي شاهدة في المحكمة. إلا أنني أرجو منكم قبول اعتذاري عن عدم إدلائي بشهادتي في المحكمة، بناءً على الأسباب التالية:

بعد التحقيق [الاستجواب من قبل الشرطة الجنائية الاتحادية (BKA)] في [حُجبت المعلومات] في آب/أغسطس 2019، تدهورت صحتي النفسية بشكل كبير.

على الرغم من الإجراءات الوقائية [حماية الشهود] إلا أنني أشعر بالقلق على سلامة عائلتي ووالديّ المسنَّين، اللذين ما زالوا يعيشون في سوريا، في المناطق التي يسيطر عليها النظام الإجرامي.

كما أشعر بالقلق على سلامتي الشخصية وسلامة ابنتي، في ظل وجود المعارضة السورية المتطرفة خارج سوريا. حيث يعتقد جميعهم أن السيد أنور ر.، المنشق وعضو الطائفة السنية، بريء. ويسيطر عليهم الفكر الطائفي وأعتقد أنهم يحسبونني علويةً رغم أني أعيش حياة علمانية.

أؤكّد بموجب هذا على جميع الأقوال التي أدليت بها أثناء جلسة الاستماع مع الشرطة الجنائية الاتحادية بشأن [حُجبت المعلومات].

حيث افترضت بناءً على الموقف [اجتماعها/التحقيق معها من قبل أنور رسلان في مكتبه في الفرع 251] يوم الخميس 12 أو 19 نيسان/أبريل، 2012، بناءً على أنه خلال الاجتماع؛ أُعطي السيد أنور ر. ورقة ليوقعها. وتمكنت من رؤية أنها كانت شهادة وفاة لمعتقل توفي تحت التعذيب في الفرع 251. قال السيد أنور ر. إنه لا ينبغي تسليم الجثة إلى الأسرة على الفور، لمنعهم من دفنها بعد صلاة الجمعة في اليوم التالي.

أشكركم على جهودكم لتحقيق العدالة والمساءلة ومحاربة الإفلات من العقاب. وأريد أن أقدم تعازيّ واحترامي لجميع الضحايا.

مع تحيات،

[حُجب الاسم]

قالت القاضي كيربر إنه بعد أن تلقت المحكمة هذا البريد الإلكتروني في مطلع آذار/مارس، اتصل القاضي فيدنير بالشاهدة مرة أخرى. قالت كيربر إنها ستترجم وتلخص بنفسها رد الشاهدة بتاريخ 17 آذار/مارس، 2021. وقالت كيربر إن الشاهدة شكرت القاضي فيدنير على كلامه المشجع وأوضحت أنها لا تستطيع القدوم إلى كوبلنتس لأنها ليست مستعدة نفسيًا للتعرض للأمر مرة أخرى.

سأل فراتسكي محامي دفاع أنور القاضي كيربر عمّا كتبه القاضي فيدنير للشاهدة، حيث كانت تشير إلى "كلامه المشجع". فقالت القاضي كيربر إن المحادثة بأكملها كانت باللغة الإنجليزية ويمكن العثور عليها في ملف القضية. وأضاف القاضي فيدنير أنه أخبر الشاهدة أن المحكمة يمكن أن تدعمها بالنسبة لترتيبات السفر، وأن لديها إمكانية أن يرافقها محام ومترجم وأن بإمكانها طلب فترات راحة أثناء الإدلاء بشهادتها.

أضافت القاضية كيربر أن فيدنير عرض على الشاهدة عدم الكشف عن هويتها والسماح بتغطية وجهها جزئيًا، وأن يرافقها محامٍ، بالإضافة إلى شخص تثق به للحصول على الدعم المعنوي، وأن المحكمة ستغطي جميع النفقات، وأن المحكمة ستوفر لها مترجمًا فوريًا أثناء الإدلاء بشهادتها، وأن بإمكانها طلب فترات راحة وأن المحكمة ستتولى جميع ترتيبات السفر.

استدعت القاضي كيربر الشاهد الذي استُدعي بدلًا من الشاهدة الأولى نظرًا لعدم وجود أي أسئلة أو اعتراضات أخرى على هذه التلاوة غير الرسمية.

شهادة المفتش كنابمان

أُبلِغ كبير المفتشين الجنائيين كنابمان، الذي أدلى بشهادته في المحكمة عدة مرات، بحقوقه وواجباته بصفته شاهدًا. وأوضحت القاضي كيربر كذلك، كما ذُكر سابقًا عندما استدعي، أن شهادته الحالية يجب أن تركز على مقابلة الشاهدة التي أجراها مع [حُجب الاسم]، التي استُدعيت في البداية للإدلاء بشهادتها في المحكمة في هذا اليوم. [3]

استجواب من قبل القاضي كيربر

أرادت القاضي كيربر أولًا معرفة متى وكيف أجريت الجلسة مع الشاهدة. فأشار كنابمان إلى أنه بعد استجوابه للشاهد (P3) في [حُجبت المعلومات]، أخبر هذا الشاهد الشرطة الجنائية الاتحادية عن صديقة تعيش في باريس. حيث إنه قال إن أنور رسلان استجوبها أيضًا، لكنه لم يستطع تقديم المزيد من المعلومات. اتصل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بعد ذلك بزملائهم الفرنسيين وفي النهاية عقدوا جلسة استماع مع صديقة P3، [حُجب الاسم] [الشاهدة] في باريس في [حُجبت المعلومات].

سألت كيربر عمّا إذا أُبلغت الشاهدة بحقوقها وواجباتها. فأكّد كنابمان ذلك، مضيفًا أنها أُبلغت بذلك بموجب القانون، كما هو الحال مع كل شاهد.

[ملاحظة من مراقب المحاكمة: دخل ثلاثة أشخاص قاعة المحكمة وجلسوا في شرفة الجمهور. وسألهم أحد ضباط المحكمة عمّا إذا كانوا مُستدعين بصفتهم شهودًا. نفى ثلاثتهم ذلك، مشيرين إلى أنهم حضروا للتحدث مع أنور بعد الجلسة.]

سألت كيربر إلى متى استمرت الجلسة. فقال كنابمان إن الشاهدة استُجوبت من الساعة 2 بعد الظهر وحتى الساعة 10 مساءً.

أرادت كيربر معرفة ما إذا أُعيدت ترجمة شهادة الشاهدة لها. فأكّد كنابمان ذلك. سألت كيربر عمّا إذا أضافت الشاهدة أي تصحيحات على شهادتها بناءً على المحضر المُعاد ترجمته. فأكّد كنابمان ذلك مرة أخرى، موضحًا أن هذه التصحيحات يمكن العثور عليها في المحضر على شكل تعديلات مكتوبة بخط اليد.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

طلب القاضي فيدنير من كنابمان أن يصف أولًا الوضع العام لجلسة استماع الشاهدة، لا سيما ما يتعلق بالتواصل مع المترجم الشفوي. فأوضح كنابمان أنهم استخدموا مترجمًا شفويًا للمقابلة كما هو معتاد. وفي هذه الحالة بالذات، كان المترجم الشفوي هو [حُجب الاسم] الذي عمل مع الشرطة الجنائية الاتحادية عدة مرات قبل ذلك وكان دائمًا ما يقوم بعمل جيد في نظر ضباط الشرطة الجنائية الاتحادية. لم توفر الشرطة الفرنسية مترجمًا للترجمة الفورية من اللغة الألمانية إلى العربية، ولهذا السبب رافق [حُجب الاسم] الشرطة الجنائية الاتحادية.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت الشاهدة قادرةً على التواصل مع المترجم أم كانت هناك أي علامات تدل على سوء التواصل. فقال كنابمان إنه لم تكن هناك علامات على سوء التواصل. وتمامًا كما هو الحال في كل استجواب، سأل ضباط الشرطة الجنائية الاتحادية الشاهدة عمّا إذا كانت قادرة على التواصل مع المترجم؛ وأُجيب على السؤال بالإيجاب. أضاف كنابمان أنه لم تكن هناك مشاكل متعلقة بالترجمة طيلة الاستجواب.

تابع فيدنير وسأل عن الجو العام للمقابلة، عمّا إذا كانت الشاهدة متوترة أو متعاونة. فأوضح كنابمان أن الشاهدة كانت كثيرة الكلام. فلم يكن بحاجة لطرح العديد من الأسئلة وكانت تجيب عادة بطلاقة وبأسلوب مفهوم.

أراد فيدنير معرفة ما إذا استغرقت المقابلة وقتًا طويلًا نسبيًا. فأشار كنابمان إلى ما قاله سابقًا، بأن المقابلة استغرقت من الساعة 2 بعد الظهر وحتى الساعة 10 مساءً، مضيفًا أن ذلك شمل إعادة الترجمة والتصحيحات على المحضر. وأخذوا استراحة عند الساعة 8:20 مساءً تقريبًا قبل أن يبدؤوا في إعادة ترجمة المحضر إلى الشاهدة.

سأل فيدنير كنابمان عن محتوى مقابلة الشاهدة. وأشار إلى أقسام منطقية مختلفة من المقابلة وسأل كنابمان عمّا قالته الشاهدة للشرطة الجنائية الاتحادية عندما طُلب منها تقديم معلومات شخصية. فأوضح كنابمان، باختصار، أن المقابلة كانت مقسمة تقريبًا إلى أربعة أقسام: معلومات عن الشاهدة، وأنور رسلان والخطيب، وإياد الغريب، وأسئلة عامة. وأضاف أن الأقسام الثلاثة الأولى تناولت الموضوع الفعلي وأن القسم الأول الذي كان متعلقًا بالشاهدة كان طويلًا نسبيًا. حيث تحدثت الشاهدة كثيرًا وقرر كنابمان أن مقاطعتها لن تكون فكرة سديدة، لذلك استمرت في الحديث. ومن بين أمور أخرى، قالت إنها ولدت في دمشق. ونشأت في عائلة "يسارية سياسيًا". وبعد تخرجها من المدرسة الثانوية، درست الاقتصاد لمدة عام، قبل أن تدرس الدراما لأربع سنوات. ثم عملت الشاهدة كممثلة وتلقت بعد ذلك تدريبًا كمخرجة سينمائية. أضاف كنابمان أنها قالت عن نفسها إنها كانت من أفضل الممثلات في سوريا.

سأل فيدنير كنابمان عمّا إذا تحدثت الشاهدة أيضًا عن سبب مغادرتها سوريا. فقال كنابمان إن الشاهدة غادرت سوريا في نيسان/أبريل 2013. وكانت خائفة من أن تُعتقل مجددًا، حيث تعرضت للاعتقال من قبل واستجوبت من قبل جهاز المخابرات في نيسان/أبريل 2012. أوضح كنابمان أن الشاهدة اعتُقلت في مظاهرة. وأنها لم تشارك في المظاهرة لكنها دعمت أصدقاءها الذين شاركوا. حيث قامت بذلك من خلال مساعدتهم على الفرار من قوات الأمن بسيارتها والتحدث إلى قوات الأمن ومحاولة منعهم من اعتقال آخرين. قال كنابمان إن الشاهدة قالت للشرطة الجنائية الاتحادية إنها نُقلت إلى قسم حافظ مخلوف في الجسر الأبيض، والذي حددته الشرطة الجنائية الاتحادية على أنه القسم 40. وكان عليها البقاء هناك لمدة 6 ساعات وحُقق معها هناك. وأضاف كنابمان أن الشاهدة ذكرت أن قناة الجزيرة غطت هذه الحادثة أيضًا. ثم استُجوبت في الخطيب حيث التقت أنور رسلان. واعتُقلت بعدة ذلك من قبل إدارة المخابرات الجوية ومرة أخرى عندما استُجوبت حول طلبها لمغادرة البلاد. إلا أنها لم تستطع تذكر مكان التحقيق الأخير. قال كنابمان إن الشاهدة أخبرت الشرطة الجنائية الاتحادية أيضًا أنها قبل أن تتمكن من تقديم طلبها للمغادرة، كانت محظورة من السفر ولم يُسمح لها بالعمل لمدة عام تقريبًا.

أراد فيدنير معرفة ما إذا وصفت الشاهدة نفسها بأنها معارِضة. فأكّد كنابمان ذلك.

تابع فيدنير وسأل كنابمان عن الصلات بين الشاهدة وأنور رسلان. فأشار كنابمان إلى أنهما سألاها عن أنور رسلان بعد أن طلبا منها تقديم معلوماتها الشخصية. ومن بين مجموعة صور، عرضا عليها ثماني صور مختلفة، وسألاها عمّا إذا تعرفت على أي شخص. فأشارت دون تردد إلى الصورة الثانية – صورة أنور – وحددته على أنه أنور رسلان، الشخص الذي التقت به في الخطيب.

أشار فيدنير إلى أن المحكمة كان عليها في السابق التعامل مع مجموعات مختلفة من الصور التي استُخدمت أثناء مقابلات الشهود للتعرف على المُتّهم. سأل كنابمان عن رقم [غير مسموع] هذه المجموعة. فأكّد كنابمان ذلك، مضيفًا أنها كانت نفس المجموعة التي استخدمتها الشرطة الجنائية الاتحادية سابقًا. وتابع موضحًا أنه بعد أن تعرفت الشاهدة على أنور في الصورة، طلب منها هو وزميله تقديم مزيد من المعلومات عنه وعن علاقتها به. فأشارت الشاهدة إلى اعتقالها في نيسان/أبريل 2012 وأوضحت لكنابمان أن صديقًا لها هو من كان يقود سيارتها بدلًا عنها. حيث اعتُقل أيضًا وصودرت سيارتها. قالت الشاهدة إنها أيضًا اضطرت للبقاء في الفرع 40 حيث تعرضت للضرب لمدة ست ساعات. وبعد إطلاق سراحها، ذهبت لصديق لاستخدام الإنترنت. وكان ذلك عندما اكتشفت، وفقًا لوسائل الاعلام، أن صديقها [الذي قاد سيارتها] اعتُقل أيضًا. قال كنابمان إن ذلك كان عندما علمت الشاهدة أن سيارتها صودرت كذلك. حيث بدأت في البحث عن سيارتها وتلقت مكالمة بعد بضعة أيام. وقال لها المتصل أن تأتي إلى الخطيب لشرب القهوة.

أراد فيدنير العودة إلى الوقت الذي حددت فيه الشاهدة أنور في صورة أثناء مقابلتها مع الشرطة الجنائية الاتحادية. سأل فيدنير كنابمان كيف تعرفت الشاهدة عليه بالضبط. فقال كنابمان إنها قالت على الفور إنها تعرف الشخص الموجود في الصورة وأنها حتى ذكرت الاسم، على الرغم من أن كنابمان وزميله لم يسألا حتى عن أي اسم في هذه المرحلة.

اقتبس فيدنير من محضر الشرطة الجنائية الاتحادية لمقابلة الشاهدة، والتي قالت الشاهدة خلالها إنها تعرف الشخص الموجود في الصورة الثانية. وأضافت أن بشرته "في ذلك الوقت" كانت أفتح، وأن اسمه أنور رسلان. طلب فيدنير من كنابمان تقديم بعض المعلومات حول الوحمة التي ذُكرت في هذا الموقف. فأشار كنابمان إلى أنه في هذا الموقف، ابتسمت الشاهدة لأن جميع الصور أظهرت أشخاصًا لديهم وحمة في نفس المكان على وجوههم. وعندما سألت عمّا إذا كان هذا عن قصد، أجاب كنابمان وزميله بالإيجاب.

أراد فيدنير معرفة ما قالته الشاهدة عن الخطيب. فقال كنابمان إنها استقلت سيارة أجرة للوصول إلى الفرع. وشرحت له ولزميله أنها كانت بشكل عام خائفة من جهاز المخابرات. وأن الخطيب لم يكن يعني لها سوى الرعب. ووصلت إلى البوابة قبل أن يُسمح لها بدخول المجمع. وأضاف كنابمان أن الشاهدة أوضحت له أنها لم تكن متأكدة تمامًا من بعض ما حدث. فعلى سبيل المثال، لم تستطع تذكر ما إذا كانت برفقة شخص في طريقها إلى مكتب أنور داخل الفرع، أو ما إذا كانت تمشي بمفردها. إلا أنها كانت قادرة على تقديم الكثير من التفاصيل في مواقف أخرى. ووفقًا للشاهدة، فإن بعض المواقف "نُقِشت في ذاكرتها". وصف كنابمان كذلك أن الشاهدة سمعت أصوات ضرب وهي في طريقها إلى مكتب أنور. وأوضحت أنها علمت فيما بعد بأشخاص يتعرضون للتعذيب هناك. لذلك حددت الأصوات التي سمعتها على أنها أصوات ضرب. إلا أنها لم تستطع تحديد ماذا كانت تلك الأصوات في ذلك الحين. وكان عليها الصعود إلى الطابق العلوي للوصول إلى المكتب. والتقت على الدرج بسجّان ومعتقل معصوب العينين وبوجه منتفخ. قال كنابمان إن الشاهدة أوضحت لاحقًا أن هذه كانت اللحظة التي ربطت فيها بين الصوت الذي سمعته والأشخاص الذين يتعرضون للتعذيب. ووصفت كذلك أن الجزء العلوي من جسد المعتقل كان عاريًا ومتورمًا جزئيًا. وكان نحيلًا للغاية. كما وصفت الشاهدة أن النوافذ كانت مفتوحة وتمكنت من سماع أصوات الضرب. وبدا لها الضجيج في البداية وكأن شخصًا كان ينظف سجادة. وقالت إنها شعرت بالخوف من السجّان بسبب مزيج الأصوات التي سمعتها في هذه اللحظة والمعتقل الذي بدا أنه تعرض للتعذيب.

تدخل فيدنير متسائلا عمّا إذا قالت الشاهدة أي شيء آخر عن التعذيب في الخطيب. فقال كنابمان إنها لم تر دمًا لكنها تذكرت أن وجه المعتقل والجزء العلوي من جسده كانا متورمين. كما وصف كنابمان أن الشاهدة شعرت بالخوف عندما كانت على الدرج. ثم دخلت غرفة الانتظار، ودخل حينها ضابط مسن الغرفة وأخذها إلى غرفة أخرى. كان بإمكانها رؤية مكتب وسرير في هذا المكتب. دخل ضابط شاب الغرفة للبحث عن شيء. وكان يرتدي ثيابًا مدنية، ووفقًا للشاهدة، كانت ملامحه بريئة. وأوضحت أن هذا الضابط لم يبدُ كعضو في جهاز المخابرات. إلا أنه قام على ما يبدو بتغيير ملابسه بعد أن غادر الغرفة، وعاد بعد ذلك مرتديًا زيًا رسميًا وبدا عليه الغضب. أخبرت الشاهدة كنابمان أنها في هذه اللحظة "أصبحت تتوقع الأسوأ".

سأل فيدنير كيف فسّر كنابمان وزميله الجملة الأخيرة [توقعت الأسوأ]. فقال كنابمان إنه يصعب الإجابة عن هذا سؤال. وأنه بدا أنها توقعت حدوث بعض الأفعال العنيفة. وأضاف أنه بالنظر إلى أنه كان هناك سرير، فيمكن للمرء أن يفترض أمورًا تتعلق بحدوث اغتصاب. إلا أن ذلك ليس سوى تفسيره الشخصي. ولم تذكر الشاهدة أي شيء في هذا الصدد.

طلب فيدنير من كنابمان مواصلة أوصافه السابقة. فقال كنابمان إن الشاهدة كانت خائفة ونادت على ضابط. إلا أنه كان عليها الانتظار في هذا المكتب قبل أخذها إلى مكتب أنور رسلان. وعندما سُئلت الشاهدة عن موقع المكتبين، قالت إن مكتب أنور كان على الجانب الأيمن من الدرج بينما كان المكتب الأول على الجانب الأيسر. إلا أنها لم تكن متأكدة إن كانا في نفس الطابق.

تدخل فيدنير قائلًا إن هناك تعديلًا مكتوبًا بخط اليد على محضر الشرطة الجنائية الاتحادية. وبحسب هذا التعديل قالت الشاهدة إنها أُخذت الى مكتب أنور الواقع على يسار الدرج. وكان مكتب الضابط الأول على الجانب الأيمن. إلا أنها لم تستطع تحديد ما إذا كانا في نفس الطابق. فأكّد كنابمان ذلك، مضيفًا أن التعديل المكتوب بخط اليد أُضيف عندما أُعيدت ترجمة محضر شهادتها إلى الشاهدة. تابع كنابمان موضحًا أن أنور كان هناك عندما دخلت الشاهدة مكتب أنور. وأنه كان ودودًا للغاية وقدم لها القهوة. وقال كنابمان إن الشاهدة ذكرت له أنهم "على الأقل لم يكذبوا بشأن القهوة".

أراد فيدنير معرفة ما إذا وصفت الشاهدة الجو السائد في هذا الموقف. فقال كنابمان إنها قدمت أوصافًا مفصلة.

اقتبس فيدنير من محضر الشرطة الجنائية الاتحادية الذي قالت فيه الشاهدة إن أنور كان ينتظر في مكتبه. وأنه كان ودودًا للغاية وصافحها. فأكّد كنابمان ذلك. وبناءً على طلب القاضي فيدنير، تابع كنابمان مشيرًا إلى وصف الشاهدة الجزء الداخلي من مكتب أنور. حيث قالت إنه كان هناك مكتب في الخلف، وخلفه نافذة وصورتان وكانت إحداهما معلقة على الحائط. واحدة لحافظ الأسد وواحدة لبشار الأسد. وكان هناك كرسيان أمام المكتب وأمامهما أريكة وطاولة صغيرة. وقالت إنها جلست على الأريكة. أشار كنابمان إلى أنه عندما رسمت الشاهدة رسمًا توضيحيًا للمكتب أثناء مقابلتها معهم، أوضحت أنها جلست في البداية على الأريكة مع أنور. ثم تركها جالسة على الأريكة عندما ذهب إلى مكتبه ليعمل على شيء. وجلست على الكرسي الأيمن أمام مكتبه في نهاية الاجتماع.

قالت القاضي كيربر إن المحكمة ستلقي الآن نظرة على هذا الرسم التوضيحي. أضاف كنابمان أنه عندما طُلب منها وصف الرسم، قالت الشاهدة إنه ربما كان هناك كومبيوتر على المكتب، إلا أنها لم تستطع الجزم بذلك على وجه اليقين.

[ما يلي هو نسخة مُعاد إنشاؤها للرسم التوضيحي المعروض في المحكمة، بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من رؤيته وسماعه].

سأل فيدنير عمّا أخبرت الشاهدة كنابمان عن محتوى محادثتها مع أنور. فقال كنابمان إنه وفقًا للشاهدة، فقد أشاد أنور بعملها بدايةً. وقال إن ابنته كانت معجبة بأحد أدوارها على وجه الخصوص. قالت الشاهدة إن أنور كان يعرف تفاصيل كثيرة عنها وكان من الواضح أنه حضّر جيدًا. ولم يخطئ إلا عندما افترض أن [حُجِب الاسم]، وهو مخرج سوري مشهور، كان والدها. وقال أنور إنه يُكنّ احترامًا كبيرًا له ولدوره في المجتمع. ووفقًا للشاهدة، كان هذا الخطأ الوحيد الذي وقع فيه أنور بالنسبة للمعلومات المتعلقة بها. ثم سألها أنور عن رأيها في بعض الممثلين، وكان بعضهم مواليًا للنظام وبعضهم معارضًا. وقال كنابمان إن الشاهدة ذكرت ثلاثة أسماء بهذا الصدد أثناء مقابلتها معهما، إلا أنه لم يستطع تذكرها.

أراد فيدنير معرفة ما إذا وصفت الشاهدة الموقف مع أنور على أنه استجواب أم محادثة عادية. فأوضح كنابمان أن الشاهدة ظنت بأنه لم يكن استجوابًا كلاسيكيًا بل محادثة عادية. إلا أنها شعرت أيضًا أنه كان أشبه "بلعبة القط والفأر". ولم تكن متأكدة من نوايا أنور وحاولت "حماية نفسها"، إلا أنها لم تخفِ أنها كانت مع المعارضة. ووفقًا للشاهدة، لم يوجّه أنور أي اتهامات.

سأل فيدنير كيف ذُكر اسم حافظ الأسد خلال محادثة الشاهدة مع أنور. فأشار كنابمان إلى قول الشاهدة إن أنور تحدث بشكل إيجابي عن حافظ الأسد. وأنها اعتقدت أن أنور كان من أنصار النظام القديم. أوضح كنابمان أن الشاهدة أخبرته بأن عائلتها كانت يسارية في المقابل، وأن والدها اعتُقل لمدة أربعة أشهر وكذلك عمتها لمدة أربع سنوات، عندما كان حافظ الأسد في السلطة. لذلك كانت تحمل شكوكًا كثيرة تجاه مؤيدي النظام القديم.

اقتبس فيدنير من محضر الشرطة الجنائية الاتحادية الذي قالت فيه الشاهدة إن أنور أشاد بأساليب الرئيس القديم حافظ الأسد. لذلك كان عليها توخي الحذر بما كانت ستقوله. فأكّد كنابمان ذلك، مضيفًا أن المحادثة بين الشاهدة وأنور وصلت بعد ذلك إلى نقطة تحول عندما قال أنور إنه عُثر على جواز سفرها. وأوضحت الشاهدة للشرطة الجنائية الاتحادية في هذا الصدد أن جواز سفرها كان في سيارتها. حيث عُثر عليه عندما صودرت سيارتها. غير أن أنور لم يذكر السيارة أو [صديقها] الناشط. وعندما سألت الشاهدة أنور أين يمكنها أن تجد سيارتها، قال إنه لم يكن يعرف، لكنه أخبرها عن المكان الذي لن تجدها فيه. حيث كانت إدارة المخابرات الجوية هي المكان الوحيد المتبقي [الذي لم يذكره أنور]. وظنت أن أنور حاول بطريقة ما مساعدتها وإعطائها تلميحًا. لذلك افترضت أن سيارتها كانت مع إدارة المخابرات الجوية.

سأل فيدنير عمّا إذا ذكرت الشاهدة أشخاصًا آخرين شاركوا أو حضروا أثناء محادثتها مع أنور. فقال كنابمان إن الشاهدة نفت ذلك عندما سُئلت عنه، إلا أنها وصفت دخول موظف عندما جلس أنور على مكتبه وتحدث معه. وكان ضابطا كبيرًا في السن وقام بإحضار عدة وثائق. وقال كنابمان إنه سأل الشاهدة أيضًا عن محتوى المحادثة بين أنور وهذا الضابط. فأشارت الشاهدة إلى أن هذا حدث عندما كان عليها الانتظار على الأريكة لأن الضابط الكبير في السن أحضر عدة أوراق لأنور. ثم سأل أنور الضابط متى حدث "هذا". فأجاب الضابط "اليوم سيدي". وأجاب أنور بدوره بأنه يجب "تسليمه [الجثة] يوم السبت، بسبب صلاة الجمعة غدًا". ووفقًا للشاهدة، سأل أنور الضابط أيضًا "من الغبي الذي فعل هذا". واستنتجت الشاهدة أنهما كانا يتحدثان عن معتقل توفي في الاعتقال، وأن أنور كان يوقع أوراقًا لتسليم الجثة.

اقتبس فيدنير من محضر الشرطة الجنائية الاتحادية، الذي قالت فيه الشاهدة إن أنور وقّع على وثيقة وأخبر الضابط ألا "يسلم الجثة اليوم، بسبب صلاة الجمعة غدًا". قالت الشاهدة إنها لم تعرف ما كان موضوع المحادثة، لكنها فهمت من السياق وخلصت إلى أن أنور وقّع حينها على شهادة وفاة. فأكّد كنابمان ذلك، مضيفًا أن الشاهدة قالت إنها كانت خائفة في هذا الموقف. وقالت كذلك إن أنور ظل صامتًا لفترة بعد أن غادر الضابط. ثم سألها إذا كانت خائفة. ووفقًا للشاهدة، فقد نفت ذلك وقالت إنها كانت حزينة. وأجاب أنور أنه "في مثل هذه الأوقات الفوضوية، يموت الصالح والطالح على حد سواء".

سأل فيدنير عن موقف آخر عندما دخل شخص ثالث مكتب أنور [أثناء محادثته مع الشاهدة]. فقال كنابمان إنه كانت هناك بالفعل حادثة أخرى عندما دخل ضابط شاب بأكمام مرفوعة إلى الغرفة. وصفت الشاهدة أنه كان يلهث وأخبر أنور " أُنجزت المهمة سيدي". وقال كنابمان إن الشاهدة تذكرت أن أنور شكره. وقالت كذلك إن الضابط الشاب بدا وكأنه قد عذب شخصًا للتو.

أراد فيدنير معرفة ما إذا ذكرت الشاهدة أي شيء عن ذاكرتها. فأكّد كنابمان ذلك، موضحًا أن الشاهدة كانت تذكر بين الحين والآخر أن بعض المواقف نُقِشت في ذاكرتها. حيث استطاعت تذكر الكثير من التفاصيل في هذه المواقف.

اقتبس فيدنير من محضر الشرطة الجنائية الاتحادية، مشيرًا إلى أن كنابمان وزميله طلبا من الشاهدة تقديم مزيد من التفاصيل حول كيف حددت أن الشخص كان أنور رسلان وكيف عرفت اسمه. فقال كنابمان إنهما سألاها بالفعل كيف عرفت أن هذا الشخص كان يُدعى أنور رسلان. فأجابت بأنها لم تكن متأكدة متى عرفت اسمه، لكنها كانت متأكدة من أنها عرفت اسمه عندما كانت لا تزال في سوريا. ولم تكن متأكدة مما إذا تعرفت على اسمه أثناء محادثتهما وقدمت لكنابمان وزميله ثلاثة خيارات لكيفية معرفتها باسمه. فإما أنه عرّف بنفسه أو كانت هناك لوحة تعريفية مكتوب عليها اسمه على الباب أو المكتب. والخيار الثالث هو أن يكون الشخص الذي اتصل بها ذكر اسم أنور عندما قال لها أن تأتي إلى الخطيب. أشارت الشاهدة أيضًا إلى أن أنور أعطاها رقمه في نهاية محادثتهما. لذلك لا بد من أنها عرفت اسمه في هذه المرحلة.

اقتبس فيدنير من محضر الشرطة الجنائية الاتحادية مؤكدًا لما قاله كنابمان للتو. ثم سأله فيدنير عمّا إذا أُعيدت ترجمة هذا الجزء أيضًا إلى الشاهدة. فأكّد كنابمان ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت الشاهدة على اتصال بأنور في وقت لاحق أيضًا. فأشار كنابمان إلى قول الشاهدة إنها علمت بانشقاق أنور في نهاية عام 2012. ثم اتصل بها عبر تطبيق المسنجر على الفيسبوك في عام 2015. واعتقدت في البداية أنها كانت صفحة شخصية مزيفة، لكنه ذكر محادثتهما [التي جرت بينهما في الخطيب]. إلا أن الشاهدة لم ترد على رسائله، وفي الوقت الذي أجرت فيه الشرطة الجنائية الاتحادية مقابلة معها، لم تستطع تذكر محتوى رسائل أنور.

أراد فيدنير معرفة ما إذا طلب كنابمان من الشاهدة تحديد الشخص الذي تحدثت معه في الخطيب كذلك. فأوضح كنابمان أنه وزميله أطلعاها على الصور التي ذُكرت من قبل للمرة الثانية، وطلبا منها صراحة تحديد الشخص الذي أجرت معه المحادثة، دون ربطه باسم معين. وتعرفت الشاهدة مرة أخرى على الشخص الموجود في الصورة الثانية [أنور]، موضحةً أنه كان ممتلئًا أكثر وأن بشرته كانت أفتح في ذلك الوقت. قالت أيضًا إنه كان أطول منها بقليل، ولكن الفرق لم يكن كبيرًا.

أراد فيدنير معرفة ما حدث بعد تحديد الهوية. فقال كنابمان إنهما سألا الشاهدة بعد ذلك عن إياد الغريب.

سأل فيدنير عن الملابسات الخارجية لمحادثة الشاهدة مع أنور في فرع الخطيب. وأوضح كنابمان أنه عندما سئلت عن موعد ومكان المحادثة، قالت الشاهدة إنها حدثت بين عشرة وخمسة عشر يومًا بعد المظاهرة واستغرقت ثلاث ساعات تقريبًا.

خلص فيدنير إلى أن ذلك حدث في نيسان/أبريل 2012. فأكّد كنابمان ذلك، مضيفًا أنه كان بعد اعتقالها الأول.

أراد فيدنير معرفة ما إذا تابعت الشاهدة أخبار أنور. فقال كنابمان إن الشاهدة أخبرته والشرطة الجنائية الاتحادية أنها لم تتابع ما آل إليه أنور، ولم تسمع عنه أي أخبار.

قال فيدنير إنه لأغراض المحاكمة الحالية، لا يتعين تقييم قسم مقابلة الشاهدة الذي تناول إياد في المحكمة. وبدلًا من ذلك، سأل كنابمان عمّا إذا سأل هو وزميله الشاهدة أسئلة إضافية حول أنور في نهاية المقابلة. فقال كنابمان إنهما سألا الشاهدة كما هو مُعتاد في نهاية مقابلات الشهود عمّا إذا كان هناك أي شيء آخر تود التحدث عنه ولم يكونا قد سألاها عنه بعد. فأخبرتهما أنها ظنت أن أنور حاول بطريقة ما مساعدتها من خلال ذكر جميع الأماكن التي لن تتمكن فيها من العثور على سيارتها. إلا أنها أضافت على الفور أنها متأكدة من مشاركته في الجرائم التي ارتُكبت في الفرع بحكم منصبه.

استجواب من قبل الادّعاء العام

أشار المدّعي العام كلينجه إلى أن الشاهدة وصفت طول أنور. وسأل كنابمان كم كان طول أنور وفقًا للشاهدة. فقال كنابمان إنهما لم يطلبا منها تقديم رقم. وأشار إلى أن الشاهدة قالت إن أنور كان أطول منها بقليل. كما أوضح كنابمان أن الشاهدة لم تكن قصيرة ولا طويلة. وإذا كان سيقول رقمًا، فقد يكون الفرق أكبر أو أقل من 10 سم. والشيء الوحيد الذي يمكن أن يقوله هو أن الشاهدة كانت أقصر منه، وأشار إلى أنهما كانا يتحدثان أثناء الاستراحة. ربما كان طوله 1.85م.

سأل كلينجه عمّا إذا قالت الشاهدة أي شيء عن انتمائها الإثني. فقال كنابمان إنها أخبرتهم أنها علوية، إلا أنها تعيش حياة علمانية فعليًا.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار محامي الدفاع فراتسكي إلى قول الشاهدة إن أنور أعطاها رقمه. وقال فراتسكي إن هذا ليس أمرًا اعتياديًا. حيث افترض أن كنابمان لم يعطِ الشاهدة رقمه بعد مقابلتهما معها. أراد فراتسكي معرفة ما إذا سأل كنابمان الشاهدة عن الغرض من إعطاء أنور رقمه لها. فأوضح كنابمان أنه وفقًا للشاهدة، أخبرها أنور أن عليها الاتصال به. وشعرت أنه أراد مساعدتها بطريقة ما.

سأل فراتسكي عمّا إذا لم يسأل كنابمان وزميله الشاهدة أسئلة إضافية حول شعورها بأن أنور حاول مساعدتها. نفى كنابمان ذلك.

قال محامي الدفاع بوكر إن أسئلة زميله أدت في الواقع إلى سؤال آخر من طرفه. بالإشارة إلى شعور الشاهدة بأن أنور حاول مساعدتها، سأل بوكر كنابمان عمّا إذا كانت الشاهد قادرة على معرفة ما عناه كنابمان وزميله بأسئلتهما وما إذا كانت قادرة على مجاراتهما. فقال كنابمان إن هذا سؤال عام للغاية. حيث كانت الشاهدة دائمًا قادرة على متابعة أسئلتهما والإجابة عليها. إلا أنه لم يعتقد بأنها كانت تتمتع بمهارات خاصة في معرفة الغرض من بعض الأسئلة. قال كنابمان إنه لا يعرف ما الذي أراد بوكر معرفته منه فعليًا.

فأجاب بوكر قائلًا إنه هو نفسه لا يعرف ذلك بالضبط. وأشار مرة أخرى إلى أن الشاهدة شعرت أن أنور أراد مساعدتها. قال بوكر إن هذا ليس سوى افتراض شخصي وسأل كنابمان عمّا إذا كانت هناك أي مؤشرات موضوعية تسمح بمثل هذا الاستنتاج. فقال كنابمان إنه لا يمكنه إلا أن يشير إلى ما قالته الشاهدة للشرطة الجنائية الاتحادية. ولم يطرح المزيد من الأسئلة حول هذا الموضوع. إلا أنها بمجرد أنها ذكرت أنها شعرت برغبة أنور في مساعدتها، أضافت أيضًا أنها متأكدة من مشاركته في الجرائم في الخطيب. وأضاف كنابمان أن الشرطة الجنائية الاتحادية علمت من شهود آخرين أن أنور كان لديه على ما يبدو "نقطة ضعف" بالنسبة للفنانين. إلا أن الشاهدة لم تذكر شيئًا من هذا القبيل.

أراد بوكر معرفة ما إذا وجدت الشاهدة سيارتها بالفعل في إدارة المخابرات الجوية. فقال كنابمان إنهم لم يتحدثوا عن سيارتها بالتفصيل. وعندما سُئلت عن مصير صديقها [الذي قاد سيارتها] قالت إنه كان معتقلًا في إدارة المخابرات الجوية.

أشار محامي الدفاع فراتسكي إلى أن الشاهد الذي أبلغ الشرطة الجنائية الاتحادية عن صديقته لم يكن على علم بتفاصيل محادثتها مع أنور. فأكد كنابمان ذلك، مضيفًا أنه لا يمكنه أن يضيف أي شيء ملموس في ذلك الصدد.

أشار المدعي العام كلينجه إلى بيان كنابمان حول نقطة ضعف أنور بالنسبة للفنانين وأراد معرفة ما إذا تحدثت الشرطة الجنائية الاتحادية مع شهود (فنانين) آخرين اتصل بهم أنور. فأكّد كنابمان ذلك، مضيفًا أنهم مع ذلك لم يُعدّوا أي أسئلة محددة لهم. وأشار إلى قول أحد الشهود للشرطة الجنائية الاتحادية إنه تلقى معاملة خاصة [في الفرع 251] وأن أنور اتصل به ليسأل عن صحته. حيث قال هذا الشاهد حرفيًا إنه "تلقى معاملة خمس نجوم".

لم يكن لدى أي من محامي المدّعين أي أسئلة لكنابمان.

صُرف كنابمان لهذا اليوم.

رُفعت الجلسة الساعة 10:40 صباحا.

ستعقد جلسات الاستماع القادمة في 7 نيسان/أبريل، 2021.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود

[2] ملاحظة من مراقب المحاكمة: بما أن المترجم الفوري الذي ساعد سابقًا محامي دفاع إياد الغريب، استعان بأحد مترجمي المحكمة، تلت القاضي كيربر التعليمات المتعلقة بدوره والتزامه عند العمل بصفته خبيرًا لغويًا، وتقييمه لجودة وصحة الترجمات في المحكمة.

[3] ملاحظة من مراقب المحاكمة: لغرض هذا التقرير، سيُستخدم مصطلح "شاهدة" لوصف السيدة الذي أجرى المفتش كنابمان مقابلة معها كجزء من تحقيقات مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في قضيتي أنور وإياد الغريب. وسيُشار إلى الشاهد الفعلي لهذه الجلسة، كبير المفتشين الجنائي كنابمان، باسمه.

______________________________________________

لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.