3 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #29: "أنا لست أنا".

داخل محاكمة أنور رسلان #29: "أنا لست أنا".

محاكمة أنور رسلان

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 29 لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسات: 10 و11 آذار/مارس، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط:[1]

اليوم الثالث والستون للمحاكمة – 10 آذار/مارس، 2021

بعد إعلان الحُكم في محاكمة إياد الغريب نهاية شباط/فبراير، استمرت محاكمة أنور رسلان. حيث استمعت المحكمة إلى شهادة P28، وهو رجل يبلغ من العمر 55 عامًا كان موظفًا حكوميًا في مختبر للتحاليل الطبية في سوريا. وشرح كيف تم اعتقاله عند نقطة تفتيش في مسقط رأسه، حرستا، في عام 2012 لكونه على قائمة المطلوبين. ونُقل P28 إلى فرع الخطيب حيث احتُجز في "زنزانة الموت" مع أكثر من مائة معتقل آخر. ووصف الزنزانة بأنها مظلمة وتفتقر إلى الهواء، مثل القبر.

اليوم الرابع والستون للمحاكمة – 11 آذار/مارس، 2021

مثل الشاهد P29 أمام المحكمة ولم يتم الكشف عن معلوماته الشخصية. ووصف كيف أكّد عناصر نقطة التفتيش أن عيبًا في بطاقة الهوية الخاصة به كان مرتبطًا بشيخ كان قد أمر الناس بإتلاف هوياتهم للتعبير عن معارضتهم للحكومة السورية. وفي الطريق إلى فرع الخطيب، توقف عناصر الأمن في مكان عشوائي حيث أمروا P29 ومعتقلين آخرين بالنزول من الحافلة. ثم ألقوا بأعقاب السجائر على ظهور المعتقلين وضربوهم. ووصف P29 تعرّضه للتحرش الجنسي من قبل العناصر الذين داعبوا شعر رأسه وأقحموا الجزء الأمامي من سبطانة البندقية في دُبر الشاهد.

يوم المحاكمة الثالث والستون – 10 آذار/مارس 2021

بدأت الجلسة في تمام الساعة 9:30 صباحًا بحضور خمسة أشخاص، وممثلين اثنين من الصحافة.

ترافع محامي المدّعين شتيفان كوون بالنيابة عن بانز. ولم يتمكن أحد مترجمي المحكمة الشفويين الحضور إثر إصابته بوعكة صحية، فتولى مترجم جلسات إياد الغريب سابقا القيام بالترجمة الشفوية عوضا عنه.

شهادة P28

وُلد P28 [حُجب اسمه] في الأول من كانون الثاني/يناير 1966. وحضر رفقة محاميه السيد رايجر. وتُليَت عليه التعليمات، وحقوقه كشاهد.

استجواب من قبل رئيسة المحكمة القاضي كيربر

سألت رئيسة المحكمة القاضي كيربر P28 عمّا إذا كان يريد أن يُعطي المحكمة عنوان إقامته، فرفض P28 ذلك.

سألت كيربر P28 عن وظيفته، فقال P28 إنه عمل في إحدى مختبرات التحاليل الطبية، وإنه لا يعمل حاليًا. وتطوّع بصفة سائق عند الصليب الأحمر الألماني مدة سنتين.

سألت القاضي كيربر P28 عمّا إذا كانت تربطه بالمتهم صلة قرابة عن طريق المصاهرة أو النسب، فنفى P28 ذلك.

سألت كيربر P28 عن سبب خلافه مع النظام، وعن كيفية اعتقاله، فقال P28 إنه كان يعمل فني مختبرات في [حُجبت المعلومات]، حيث أوكلت إليه مهمة إجراء التحاليل الطبية. وفي يوم من الأيام، كان يقود السيارة متوجهًا من العمل إلى المنزل رفقة زوجته. وكان هناك العديد من نقاط التفتيش (الحواجز الأمنية) المنتشرة في كل أنحاء بلدته حرستا لا سيما عند مداخلها، حيث كانت سوريا تشهد يومها، ولا تزال، الكثير من القلاقل الأمنية. وطلب الضباط المسؤولون عن أحد الحواجز الأمنية التي اعتاد P28 التردد عليها إبراز بطاقات الهوية الشخصية لكل من يمر بتلك النقطة. واعتاد P28 أن يبرز بطاقة عضويته في النقابة (حيث كان موظفًا لدى الدولة). وعلى غير العادة، قام الضباط بعرض بطاقة P28 على قائد نقطة التفتيش في ذلك اليوم، وتفاجئ عندما عاد الضابط، وأمره بأن ينزل من السيارة، ثم اقتاده إلى القائد الذي أخبره أنه [مطلوب]. سأل P28 قائد النقطة عن السبب، فقال القائد إنه لا يعرف، ولكن من المؤكد أن اسمه مدرج على قائمة الأشخاص المطلوبين. وأضاف القائد أنه يرى ذلك الأمر غريبًا، وأنه يرجح أن يكون الأمر تشابه أسماء لا أكثر، فأعاد له بطاقة هويته، وسمح له بالمغادرة. وأخبر P28 عناصر الأمن أن بوسعهم التوجه إلى مكان عمله [وهو مشفى الشرطة الذي كان نقطة لتوزيع المعتقلين على الفروع] في حال كانت هناك دواعٍ أمنية [أو من أجل إزالة الُّلبس فقط].

تفاجئ P28 عندما أمر العناصر زوجة P28 بأن تغادر (بدون السيارة)، وأعطى أمرًا للعناصر بتقييد يدي P28، وتغطية وجهه بقميصه، ثم اقتاده إلى مشفى الشرطة. ووُضع P28 رفقة أشخاص آخرين على متن حافلة مخصصة لنقل المجرمين والمعتقلين، وظلّ مقيد اليدين، ومغطّى الرأس طيلة مدة الرحلة. وفي الأثناء، دنا شخص منه، وأزال القميص عن وجهه، وسأله عن اسمه، وعمّا إذا كان P28 يعرفه. استغرب P28 من ذلك السؤال، وأجاب قائلًا إنه لا يعرفه، فقال الرجل: "أنا الي لازم تعرفني!". وعند سؤال P28 الرجل عن السبب، رد الرجل قائلًا: "ستعرف ذلك في الفرع". وتم اقتياد P28 والمعتقلين الآخرين إلى فرع الخطيب.

أمر العناصر المعتقلين بأن يصطفوا في طابور بمواجهة الحائط في الباحة الخارجية وهم مقيّدو الأيدي. وسمع المعتقلون أحد السجانين يتساءل قائلًا: " لماذا كل هذا العناء سيدي؟ لما لا تدعنا نقتلهم وننهي الأمر؟". وبعد برهة، أُدخل المعتقلون إلى الفرع حيث تم استقبالهم على نحو سيء هناك. وأمر أبو غضب P28 بأن يتجرد من ثيابه، ويتخذ وضعية القرفصاء، ثم أخذ مقتنياته، وزجّ به في "زنزانة الموت". وقال P28 إنه يشعر كما لو أنه لا يزال معتقلًا فيها إلى الآن. وكانت شبيهة بالقبر، إذ كانت مظلمة، وتراوح عدد المعتقلين فيها بين 130و140 شخصًا، ولم يكن فيها مصدر إنارة أو نافذة. ويبلغ عرض الزنزانة 3 – 3,5 متر، فيما يبلغ طولها 5-6 متر. ووقف P28 طيلة ستّ ساعات على إحدى قدميه، ثم على الأخرى. واحتوت الزنزانة على دورة مياه. وكان باب الزنزانة مزودًا بفتحة تهوية من الأسفل يبلغ قياسها 30*50 سنتيمتر، فتخلل عبرها إلى الزنزانة القليل من الهواء والضوء الخافت. واستُخدم جهاز شفط الهواء كنظام للتهوية. وشعر المعتقلون كما لو أنهم يختنقون، وعادةً ما عاقبهم السجانون بإغلاق فتحة التهوية، مما جعلهم غير قادرين على التنفس. وكان سقف الزنزانة رطبًا جدًا، ومغطى بقطرات المياه، كما انتشر القمل في الزنزانة. وكانت الأوضاع الصحية رديئة جدًا، حيث كان جميعهم مرضى، وأصيب معظمهم بالحمى والأمراض الجلدية. ومكث P28 في تلك الزنزانة أسبوعًا واحدًا، وخضع للتحقيق مرتين في الأثناء، وتعرض للضرب خلالهما، ولا يزال يعاني من الضرر الجسدي الذي لحق به جراء تعرضه للضرب على أذنه، حيث يسمع أصوات طنين وغيرها من الأصوات، كما أنه لا يستطيع النوم. ويتناول مضادات الاكتئاب في بعض الأحيان. [توقف P28 عن الحديث، فسادت لحظة صمت].

سألت كيربر P28 عمّا إذا كان يحتاج لأن يأخذ استراحة أم لا، فقال P28 إنه يرغب في الاستراحة، وشرب الماء.

***

[استراحة مدة 15دقيقة]

***

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أشار القاضي فيدنير إلى واقعة اعتقال P28 عند نقطة التفتيش، وسأل P28 عن التاريخ الذي حصل فيه ذلك، فقال P28 إنه اعتقل مساء يوم 19 أيار/مايو 2012.

أشار فيدنير إلى أن P28 قد تحدث عن نقاط التفتيش أو الحواجز الأمنية أثناء استجوابه من قبل الشرطة الألمانية (حيث أوضح متى تم نصب تلك الحواجز في حرستا، وعددها). وسأل فيدنير P28 عمّا إذا كان يتذكر ذلك، فأوضح P28 أنه قد تم نصب الحواجز في الفترة الواقعة بين نهاية العام 2011 وبداية العام 2012. وكان هناك الكثير منها بحيث نُصبت في جميع شوارع البلدة ومنها الشارع الذي يقع فيه منزله. وتمركزت دبابات، ونُصبت أسلحة رشاشة عند كل حاجز بحيث يتعذر على أي أحد أن يرد على نيرانها إذا اقتضى الأمر. وداهم العناصر المتركزون في نقاط التفتيش الكثير من الأماكن بدون الحصول على تصريح أو إذن، ولم يتمكن أحد من الاعتراض على ذلك. مثلًا، كانت نقطة التفتيش الكائنة قرابة منزل P28 متجرًا قبل أن يتم سلبه ونهبه. (وفي العام 2012، أي بعد اعتقال P28) تمركز أحد القناصة في مركز الشرطة لاستهداف الأشخاص وقتلهم في الشارع. وشاهد P28 بأم عينه شابًا يُقتل في الشارع، ولكن، لم يتمكن [P28 والأشخاص الآخرون] من نقله خوفًا من نيران القناصة. [ولم يوضح P28 ما إذا قُتل ذلك الشاب بنيران القناصة أم لا]. وتمركز القناص في ذلك الموقع عقب خروج مظاهرات تندد بنصب الحواجز العسكرية. وظلت نقاط التفتيش متمركزة على مداخل البلدة، ولكن أُزيلت الحواجز داخل البلدة في نهاية المطاف.

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث أوضح وجود ما يقارب 200 نقطة تفتيش في حرستا، فقال P28 إن تلك النقاط قد قسمت البلدة في وقت من الأوقات. وأضاف أنه من الممكن أن يكون قد بالغ في تقدير عدد نقاط التفتيش الفعلي، ولكنها كانت منتشرة فعلا في سائر أنحاء البلدة، بحيث كان من غير الممكن السير مسافة 300 متر من دون المرور بإحداها. ورُفعت تلك النقاط لاحقا بعد أن انحسرت موجة الاحتجاجات، فيما ظلت حواجز أخرى موجودة على مداخل البلدة.

سأل فيدنير P28 عن التاريخ الذي جرى فيه نصب المزيد من نقاط التفتيش في إثر اندلاع المظاهرات، فقال P28 إنه قد تم نصب المزيد من نقاط التفتيش في العام 2012، ولكنه لا يذكر الشهر على وجه التحديد. وزاد عدد الحواجز أثناء مدة اعتقاله، ويرجح أن يكون قد حصل ذلك في شهر آذار/مارس أو نيسان/أبريل [2012].

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، وأوضح فيها أن الحواجز الأمنية قد نُصبت في الشوارع الرئيسية بعد أن اندلعت المظاهرات فقط، أي قبل أن تنتشر في سائر أنحاء البلدة لاحقا. وافترض فيدنير أنه قد تم نصب المزيد من النقاط عقب اندلاع المظاهرات، فقال P28 إنه لا يتذكر التواريخ على نحو جيد، ولكن، كانت البلدة تخلو من نقاط التفتيش في وقت ما – بحيث نُصبت النقاط على مداخل البلدة وفي محيطها فقط – ولكنه غير متأكد من ذلك تمامًا، فقد مرت 10 سنوات منذ ذلك الحين.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا زاد عدد نقاط التفتيش اعتبارا من العام 2012، فقال P28 إنه قد تم نصب جميع تلك النقاط دفعة واحدة، وليس على نحو تدريجي. ودخلت في أحد الأيام قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة حرستا، وانتشر ما لا يقل عن 10 جنود من عناصرها في كل شارع من شوارعها. وانتشر الجيش بأكمله في البلدة من الساعة 6 صباحًا وحتى منتصف الظهيرة بزعم أنهم كانوا يبحثون عن مسلحين.

سأل فيدنير P28 عمّا حصل، وعمّا إذا تم اعتقال أشخاص أم لا، فقال P28 إنه قد تم اعتقال أشخاص في سائر أنحاء البلاد بشكل يومي. ودأب عناصر قوات الأمن على اعتقال كل من يجدونه في طريقهم عند اندلاع المظاهرات.

أشار فيدنير إلى إفادة P28 المتعلقة بوفاة أحد الأشخاص أثناء إحدى المظاهرات، فأوضح P28 أن مظاهرة قد اندلعت في السبيل [أحد أحياء حرستا]، وحاصرت قوات الأمن الموقع، وتوفي أربعة متظاهرين حينها. وكان من بين الضحايا شاب يتراوح عمره بين 15 و20 سنة، وقضى نحبه على الفور جراء إصابته برصاصة استقرت في القلب. وحاول P28 أن ينقل الجثة من الموقع، ولكنه لم يتمكن من ذلك نظرًا لفرض قوات الأمن حصارًا [على المتظاهرين]. وقامت [قوات الأمن] بمداهمة جميع المنازل واحدًا تلو الآخر بحثًا عن [المتظاهرين].

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث قال فيها إن تلك الواقعة قد حصلت في العام 2011، فقال P28 إنه لا يتذكر التاريخ على وجه التحديد، ولكن اندلعت المظاهرات في نهاية العام 2011، وبداية العام 2012. وتم نصب المزيد من نقاط التفتيش حينها. وبدأ الناس يسلحون أنفسهم [لم تتم ترجمة هذه الجملة شفويا].

سأل فيدنير P28 عن الاعتقالات التي حصلت عند نقاط التفتيش، وتحديدًا عمّا إذا استهدفت أشخاصًا بعينهم، أو إذا تمت بصورة عشوائية، فقال P28 إنها تمت بصورة عشوائية في الفترة التي اعتُقل فيها بحيث تم اعتقال جميع الأشخاص المارين بالشارع. وكانت قوات الأمن تحضر على الفور لدى سماعها باندلاع مظاهرة، ثم تبدأ باعتقال الجميع لا على التعيين. ولم يفرّقوا بين من شارك في المظاهرات أو من لم يشارك فيها، لأنها كانت إجراءات انتقامية لا غير.

أشار فيدنير إلى استجواب P28 من قبل الشرطة، حيث ذكر P28 فيها شيئًا عن دفع الرشوة، فقال P28 إن ذلك يتعلق بأحد أبناء عمومته الذي يبلغ من العمر 70عامًا ولديه ابن في الأربعين من عمره تقريبًا. حيث تم اعتقال الأب وابنه عند إحدى نقاط التفتيش، وطُلب من [أفراد العائلة] أن يدفعوا الرشوة لقاء الإفراج عنهما، فلم يدفعوا المبلغ المطلوب، فلقي الأب وابنه حتفهما بصورة مروعة.

سألت القاضي كيربر P28 عمّا إذا كان يعرف الفرع المسؤول عن اعتقال الأشخاص أم لا، فقال P28 إن مهمة إدارة نقاط التفتيش قد أوكلت إلى [مختلف الفروع]، ولم يكن يعرف الفرع المسؤول تحديدا عن إدارة نقطة تفتيش بعينها. واشتركت في ذلك قوات الأمن كافة، بالإضافة إلى الجيش، والفرقة الرابعة على وجه التحديد. وكان هناك نقاط تفتيش يرتدي عناصرها زيًا عسكريًا، بينما ارتدى آخرون ملابس مدنية في حواجز أُخرى.

سأل فيدنير P28 عن تاريخ الإفراج عنه، فقال P28 إنه قد أُفرج عنه مساء أحد أيام شهر تموز/يوليو 2012 في كفرسوسة.

سأل فيدنير P28 عن كيفية علمه بأنه كان معتقلًا لدى فرع الخطيب، فقال P28 إن المعتقلين داخل السجن مطّلعون على الأخبار أكثر من الأشخاص في الخارج، إذ يصل الخبر من الخارج إلى المعتقلين حتى قبل أن يصل إلى الأشخاص خارج المعتقل (ولكنه لا يعرف السبب وراء ذلك).

سأل فيدنير P28 عمّا إذا كان يقصد بقوله إن الآخرين معه أخبروه أنهم معتقلون في فرع الخطيب، فقال P28 إن المعتقلين كانوا على علم بأن الفرع المسؤول عن الأمن في حرستا هو فرع الخطيب، وذلك منذ لحظة اعتقالهم.

استشهد فيدنير بمحضر استجواب الشرطة قائلًا: "أقام P28 في حرستا، وعمل في دمشق، مما يعني أنه يعرف مدينة دمشق، وخطوط سير الحافلات فيها. وأخبره بعض المعتقلين الآخرين أنهم في فرع الخطيب". سأل فيدنير P28 عمّا إذا كان ذلك النص صحيحًا أم لا، فأقر P28 صحة ما ورد، وقال إن حرستا ليست بعيدة عن دمشق، حيث تفصل بينهما مسافة 9 كلم تقريبًا. ودرس في المعهد الصحي في دمشق، والكائن على بعد 400-500 متر من فرع الخطيب، وتنقّل بين دمشق وحرستا يوميًا على مدار سنتين. وعمل سائقا لسيارة أجرة في دمشق أيضًا، لذا، بإمكانه أن يتجول في المدينة وعيناه مغمضتان. وعليه، افترض أنهم متوجهون إلى فرع الخطيب [عندما وضعوه في الحافلة].

سأل فيدنير عن مدة اعتقال P28 في فرع الخطيب، فقال P28 إنه مكث فيه شهرا واحدا.

سأل فيدنير P28 عمّا حصل بعد ذلك، فقال P28 إنه قد تم نقله إلى مكان آخر، ويعتقد أن ذلك المكان هو نجها. ولم يكن متأكدًا من ذلك، ولكن أخبره المعتقلون الآخرون أن ذلك المكان هو نجها. وظل هناك أسبوعا واحدا، وخضع للتحقيق مرة واحدة. وتعرض للضرب في الأثناء، مما أدى إلى فقدانه الوعي. وبعد انتهاء الأسبوع، عاد إلى "زنزانة الموت" في فرع الخطيب مجددًا حيث مكث فيها مدة أسبوع قبل أن يتم نقله إلى زنزانة أخرى ذات ظروف أفضل نسبيًا.

سأل فيدنير P28 عن ظروف الاعتقال في الزنزانة الأخرى، فقال P28 إنها كانت مكتظة، وخاصة عندما جلب [السجانون] [معتقلين] جددا إليها، حيث جلبوا 20 أو 30 معتقلا إلى الزنزانة في بعض الأحيان. وكانت أوضاع المعتقلين الصحية سيئة.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا تم نقله إلى كفرسوسة عند اقتراب موعد الإفراج عنه، فأقر P28 ذلك. وأضاف أنه قد خضع للتحقيق مجددًا عندما أُعيد إلى فرع الخطيب من نجها، قبل أن يتم نقله إلى كفرسوسة. وتعرض للضرب أثناء التحقيق، ثم أمره المحقق بأن يوقع على [ورقتين أو ثلاث] بيضاء (لم يُكتب فيها شيء). وكان معصوب العينين أثناء التحقيق معه، كما كان مقيد اليدين، ومطأطئ الرأس جاثيًا على ركبتيه، وقد وقف خلفه سجان قام بتوجيه اللكمات إليه أثناء استجوابه من قبل المحقق. ودخل شخص إلى غرفة التحقيق أثناء الجلسة، وتحدث مع المحقق. وأخبر [المحقق] ذلك الشخص أن "[العناصر] يجلبون أشخاصًا لم يرتكبوا أي [خطأ]"، ثم استشاط المحقق غضبًا متسائلًا عن سبب قيامهم بذلك.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا حصل ذلك في كفرسوسة أو في فرع الخطيب، فقال P28 إن ذلك حصل في فرع الخطيب.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا كان قد وقّع على الأوراق حينها، فقال P28 إنه فعل ذلك، مضيفًا أنه قد خاطب [المحقق] قائلًا: "لم أرتكب أي خطأ، وأريد أن أضع حدًا لهذه المأساة. إذا كنت تريد قتلي، فافعل، ولكنني لم أرتكب أي شيء [خاطئ]".

سألت كيربر P28 عمّا إذا كان شخص ثالث موجودًا في الغرفة حينها، فقال P28 إنه يعتقد أن أحد أصدقاء المحقق قد حضر لبرهة.

سألت كيربر P28 عمّا إذا ميّز لكنة معينة أو لهجة كانوا يتحدثون بها، فقال P28 إنه ثمة مشكلة فيما يتعلق باللهجات في سوريا: إذ تغلب اللهجة الساحلية [الخاصة بالعلويين] على كل شخص ينضم إلى صفوف الجيش أو أجهزة الأمن، وكأن تلك اللهجة تُكسب صاحبها سلطة ونفوذًا ضمن إطار النظام. وعليه، ليس بإمكان المعتقلين أن يحددوا الأصول التي ينحدر منها الضباط بالاعتماد على لهجتهم فقط.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا سبق له وأن شاهد المحقق أم لا، فقال P28 إنه شاهد المحقق عقب انتهاء جلسة التحقيق. وأخبر P28 المحقق بأن يقوم بقتله أو الإفراج عنه، فرد عليه المحقق قائلًا إنه لن يقتله، وأمره بأن يوقّع بعض الأوراق البيضاء، ثم نزع المحقق عصابة العينين عنه [فشاهده حينها]، قبل أن يأمره بالانصراف.

طلب فيدنير من P28 أن يصف المحقق، فقال P28 إنه رجل أسمر البشرة في الأربعين أو الخمسين من عمره وقد غطى الشيب رأسه، ولم يكن طويل القامة. وكان يرتدي بذلة بنفس هذا اللون [أشار P28 إلى بذلته ذات اللون الرمادي].

سأل فيدنير P28 عمّا إذا كان قادرًا على التعرف على هوية الشخص الذي يجلس في الجهة اليمنى [أنور] بصفته المحقق، فقال P28 إنه لا يعتقد أن [أنور هو ذلك المحقق].

سأل فيدنير P28 عن كيفية الإفراج عنه، وعمّا إذا صدر قرار محكمة يقضي بذلك أم لا، فقال P28 إن آمر (مدير) السجن قد جاء [إلى الزنزانة] بعد التحقيق معه في فرع الخطيب بيوم أو اثنين. وعادة ما يحضر آمر السجن عند صدور قرار بنقل المعتقلين. وشاهده P28 مرتين، وكان يرتدي كمامة نظرًا لروائح المعتقلين الكريهة. ونادى على بضعة أسماء، من بينها اسم P28، كي يتم نقله إلى كفرسوسة. وجرى تقييد يديه بواسطة قيد بلاستيكي محكم، شعر معه كما لو أن يديه على وشك أن تُبترا من الرسغ من شدة إحكام القيد. وأعاد [أحد العناصر] لـ P28 مقتنياته (باستثناء الحزام) قبل أن يتم نقله إلى كفرسوسة. وقال P28 إنه مكث في فرع الخطيب ونجها مدة شهر وأسبوع تقريبًا، ومكث في فرع كفرسوسة مدة تزيد على 10 أيام (أو لربما 12-14 يومًا). وأما عن الأوضاع في كفرسوسة، فقد فاقت تلك السائدة في فرع الخطيب سوءًا، حيث وُضع في الزنزانة المزدوجة 54 معتقلًا. وأُطلق على الزنزانة اسم المزدوجة لأنها تتسع لشخصين فقط. وكانت الزنزانة مزودة بنافذة، ولكنها ظلت مغلقة على الدوام. وخضع للتحقيق على مدار ثلاثة أو أربعة أيام عقب وصوله إلى الفرع.

أراد فيدنير أن يعرف ما إذا صدر قرار الإفراج عن P28 عقب مثوله أمام إحدى المحاكم في سياق محاكمة رسمية مثلًا، فقال P28 إنه قد أُفرج عنه من كفرسوسة من غير أن يخضع لمحاكمة.

سأل فيدنير P28 عن الطعام والماء الذي حصل المعتقلون عليه، فقال P28 إن الطعام كان سيئًا إلى درجة لا توصف، وليس بإمكان الحاضرين في قاعة المحكمة أن يُقدموا ذلك الطعام لحيوان. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قُدم لهم الحساء في وعاء بلاستيكي بلا خبز أو معالق، كما كانت أصناف الطعام الأخرى رديئة أيضًا.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا كانت كمية الطعام المقدم لهم كافية أم لا، فقال P28 إن الطعام كان سيئًا للغاية، حيث فقد 30 كغم من وزنه. وكان وزنه 90 كغم حين اعتقاله، بينما بلغ وزنه 60 كغم عقب الإفراج عنه. وكال لهم السجانون الشتائم وهم يتناولون الطعام على الدوام، وقاموا بضربهم أيضًا. وكانت أوضاعهم الصحية سيئة جدًا، حيث مرض P28 مدة 15يومًا، وأُصيب بالحمى. ولم يكن هناك طبيب يقدم له العلاج، فما كان من المعتقلين إلا أن بللوا قميص P28 باستخدام ماء المرحاض، ووضعوه عليه لتخفيض درجة حرارته، وكرروا ذلك عدة مرات في اليوم. وأُصيب بالقمل، والجرب، والطفح الجلدي، وبعض البقع على الجلد التي كانت بحجم [قاعدة الكوب] تقريبًا، ولم يحصل على العلاج أبدًا. وانتشرت في حينها شائعة مفادها أن شخصًا قد توفي في "زنزانة الموت". واعتقد P28 أن [العناصر] خافوا [من حالة الوفاة المزعومة]، فهرعوا لاستدعاء الطبيب. وكانت تلك هي المرة الوحيدة [التي زار فيها طبيب السجن]، واستغرقت الزيارة نحو ساعة واحدة فقط. وكان من بين المعتقلين في الزنزانة [الخارجية] شخص تعرض لإصابات في قدمه وصدره. وألقى به [العناصر] قرب دورة المياه، مما أدى إلى تلوث جروحه بماء المرحاض. ولم يحصل ذلك الرجل على الرعاية الطبية اللازمة، حيث قام الطبيب بتضميد جروح قدمه فقط. وكان بعض المعتقلين مصابين بأمراض مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وعدوى القمل، وغيرها من الأمراض، فما كان من السجان إلا أن يسأل: "من يرغب بالتبرع بمبلغ من المال لتغطية نفقات أدوية [المعتقلين الآخرين]؟".

سأل فيدنير P28 عمّا إذا تلقى أحد من المعتقلين الرعاية الطبية أو حصل على العلاج اللازم، فقال P28 إنهم لم يحصلوا على شيء من ذلك.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا شهد بنفسه وفاة أحد الأشخاص أثناء اعتقاله، فقال P28 إنه لم يشاهد شيئًا من ذلك القبيل، ولكنه سمع عن حصول حالات وفاة بين المعتقلين. [وانتشر بين المعتقلين خبر مفاده أن] الطبيب قد حضر جراء وفاة أحد المعتقلين. ويعتقد P28 أن كل مَنْ يعيش في تلك الظروف مصيره الموت لا محالة إذا لم يتم الإفراج عنه، بينما يُكتب عمر جديد لكل مَن يتم الإفراج عنه.

سأل فيدنير P28 عن طبيعة المياه التي حصل المعتقلون عليها، فقال P28 إن جميع المعتقلين شربوا الماء من نفس القارورة، ولم تكن كميتها كافية، حالها في ذلك حال الطعام الذي أُعطي لهم.

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث أوضح أن المعتقلين حصلوا على قارورة مياه واحدة، ولم تكن تلك الكمية كافية، فكان P28 يغتسل باستخدام ماء المرحاض، فقال P28 إن ذلك صحيح، حيث اغتسل باستخدام ماء المرحاض كونه لم يملك أي خيار آخر. ولم يكن بإمكان [المعتقلين] أن يرتدوا ثيابهم جراء إصابتهم [بصعوبات] في التنفس.

طلبت كيربر من P28 أن يوضح المقصود "بماء المرحاض" في هذا السياق، وعمّا إذا كان يقصد بذلك نفس الماء الموجود في المرحاض، فقال P28 إنه ثمة خرطوم مخصص لتنظيف المرحاض، واستخدم ذلك الخرطوم كي يغتسل. وكثيرًا ما فاض المرحاض، فتعين على [المعتقلين] أن ينتظروا دورهم لاستخدام دورة المياه. وذات مرة، انتظر P28 دوره مدة أربع ساعات.

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث قال إن جودة الهواء في الزنزانة رديئة، وإن المعتقلين اشتكوا من سوء الأوضاع، فقال P28 إن [المعتقلين] في "زنزانة الموت" أوشكوا على الاختناق فقط في غضون دقائق معدودة من إغلاق السجانين فتحة التهوية، مما دفع بهم إلى الصراخ، فما كان من السجان إلا أن يوسعهم ضربًا باستخدام السلك أحيانًا. وذات مرة، قام السجان بضرب المعتقلين بسلك معرى، مما أدى إلى إصابتهم بالعديد من الجروح.

أشار فيدنير إلى قول P28 إن المعتقلين اشتكوا [من أنهم كانوا على وشك الاختناق]، فما كان من السجان إلا أن يرد عليهم قائلًا إنه يود لو يرى جميع المعتقلين جثثًا هامدة. قال P28 إن ذلك صحيح، وإن المعتقلين اشتكوا إلى السجان [من انعدام الهواء في الزنزانة]، وإن السجان رد قائلًا: "بدنا ياكم تموتوا!".

سأل فيدنير P28 عمّا إذا أوقع السجانون بالمعتقلين عقوبة جماعية، فقال P28 إن السجان دخل إلى الزنزانة في يوم من الأيام، وانهال بالضرب على المعتقلين بصورة عشوائية، وذلك جراء سماعه صوت ضجيج. ولم يكن بإمكان المعتقلين أن ينظروا إليه، كما تعين عليهم أن يُفسحوا له المجال كي يقف بينهم على الرغم من انعدام المساحة اللازمة للقيام بذلك، فما كان منهم إلا أن يتراصوا.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا تمكن المعتقلون من النوم أم لا، فقال P28 إنهم لم يتمكنوا من النوم أبدًا؛ فكثيرًا ما دخل [السجان] الزنزانة فجأة. ولا بد وأن كانت هواية ذلك السجان هي القتل، لا بل واستمتع وهو يقوم بذلك. وأوسع المعتقلين ضربًا إلى أن أوشكوا على الوفاة ولكنه لم يقتلهم فعلا. إن [السجانين] مجرمون بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

سأل فيدنير P28 عن الوضعية التي اتخذوها للنوم، فقال P28 إنهم ناموا فوق بعضهم البعض جراء الإرهاق، وانعدام المساحة – إلا في مناسبات قليلة حين يتم الإفراج عن أحد المعتقلين. وخاض المعتقلون في الزنزانة الخارجية معاناة من نوع آخر، حيث سمعوا أصوات صراخ الأشخاص الذين يتعرضون للتعذيب. وسمع P28 أصواتًا تشابه الصوت الناجم عن الصعق بالكهرباء، وكان ذلك مروعًا.

ذكّرت كيربر P28 بأن يطلب الحصول على فترة استراحة إذا كان يريد ذلك.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا كانت هناك مساحة كافية لنوم المعتقلين، فقال P28 إن النوم كان أمرًا صعبًا جدًا، حيث نام المعتقلون وهم جلوس. وبلغت مساحة الزنزانة 3*6 متر، وكان فيها نحو 120 شخصًا. وتعثّر P28 بالمعتقلين في حال أراد أن يذهب إلى دورة المياه. وعانوا جميعًا من ضغط نفسي هائل، وكانوا في حالة ترقب دائم خشية أن يتم قتلهم في أي لحظة. وتساءل P28 مستنكرا كيف يمكن له أن يخلد إلى النوم أصلا [في ظل تلك الأوضاع الصعبة].

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، وتطرق فيها إلى حالة معتقل عراقي الجنسية. قال P28 إن الحالة النفسية لذلك الشخص شهدت تدهورًا ملحوظًا جراء تعرضه للضرب المبرح، حيث تلون جسده بكدمات سوداء، وزرقاء، وحمراء داكنة اللون. كما كانت يداه منتفختين، ورشح من جلده الدم بدلًا من العرق. وكان يصرخ على الدوام، ويطرق باب الزنزانة مكررًا أنه لم يرتكب أي خطأ، وأنه يرغب في أن يتم الإفراج عنه. فما كان من السجان حينها إلا أن يقتاده خارج الزنزانة، ثم يعيده إليها بعد أن يوسعه ضربًا. وتعرض للضرب المبرح، فتغوط وتبول الدم، ولم يكن بإمكانه أن يتحكم في [وظائفه الجسدية].

سأل فيدنير P28 عمّا إذا تحدث المعتقلون مع بعضهم البعض عن أساليب التعذيب المستخدمة بحقهم، فقال P28 إنهم تحدثوا عن أساليب الصعق بالكهرباء، والضرب، والشّبْح [بحيث يتم تعليق المعتقل لساعات من يديه على نحو بالكاد تلامس فيه أصابع قدميه الأرض].

سأل فيدنير P28 عن أساليب التعذيب التي تعرض لها، فقال P28 إنه لم يتعرض للتعذيب، ولكن، تعرض شخص للتعذيب أثناء إحدى جلسات التحقيق. وبعد انتهاء الجلسة، حمله السجانون وألقوا به في الزنزانة، وكانت حالته مزرية.

أشار فيدنير إلى قول P28 إنه تعرض للضرب أثناء التحقيق معه في المرة الأولى، فقال P28 إن التعرض للضرب أمر معتاد، ولكن تتمثل المشكلة الرئيسية في الحالة النفسية السيئة. إنه لم يرتكب أي خطأ، ولم يتصور قط أن يتم اعتقاله، ومعاملته بصورة سيئة عند عبوره حاجزا أمنيا [أي نقطة التفتيش] كونه يعمل لدى الدولة. ولكنه تعرض للإهانة والضرب، حاله في ذلك كحال الآخرين.

سأل فيدنير P28 عن هوية الشخص الذي طرح عليه الأسئلة أثناء جلسة التحقيق، والذي ضربه أيضًا، فقال P28 إنه كان معصوب العينين، وشاهد ما حوله في نهاية التحقيق فقط، ولمدة لا تزيد على الدقيقة.

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث أوضح أنه "جثا على ركبتيه، وكان المحقق يجلس أمامه، وتعرض للضرب على قدميه، وساقيه، وسائر أنحاء جسده". وسأل فيدنير P28 عمّا إذا كان يتحدث عن الفلقة، فقال P28 إنه ثمة أكثر من نوع واحد للفلقة، ويتمثل أكثرها شيوعًا في استلقاء الشخص على الأرض، ورفع ساقيه إلى الأعلى.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا تعرض للفلقة أم لا، فقال P28 إنه تعرض للضرب بصورة عشوائية، وليس الفلقة على وجه التحديد.

قال فيدنير إن P28 وصف كيفية تعرضه للضرب من الخلف، وعلى أذنه أيضًا، فقال P28 إن ذلك صحيح، حيث جاءته معظم الضربات من الخلف.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا تحدث المحقق والشخص الذي ضرب P28 معًا، أو إذا كان هناك تعليمات أو أوامر تقضي بضرب P28، فقال P28 إنه يرجح وجود اتفاق مسبق بين المحقق والسجان، بحيث يقوم السجان بضرب P28 في حال لم ترق الإجابة للمحقق.

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث قال إن الأشخاص خاطبوا بعضهم البعض مستخدمين لقب "سيدي"، وأعطى أحدهم الأوامر مستخدمًا صيغة الأمر قائلا "افعل كذا وكذا". وسأل فيدنير P28 عمّا إذا كان ذلك صحيحًا، فقال P28 إن ذلك صحيح.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا كانت عائلته على علم بمكن وجوده، فقال P28 إنه لم يعرف أحد بمكان وجوده. وبشكل عام، يفترض الجميع أنه يتم نقل المعتقلين في حرستا إلى الفرع الداخلي (ولكن ليس بإمكانهم الجزم بذلك على وجه اليقين).

سأل فيدنير P28 عمّا إذا حصلت جلسات التحقيق في القبو أو في مكان آخر، فقال P28 إن "زنزانة الموت" تقع في القبو، ولم تكن مزودة بأي نوافذ. وكان المهجع الخارجي [الزنزانة الخارجية] مزودة بنافذة في أعلى الجدار مما كان من شأنه أن يتيح [للمعتقلين] أن يشاهدوا السماء، ولكنها كانت مغلقة على الدوام، ولم يُسمح للمعتقلين بأن يفتحوها أبدًا.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا كانت غرفة التحقيق تقع في نفس الطابق الذي توجد فيه [زنزانة P28] أم إذا كانت في الطابق العلوي أو السفلي، فقال P28 إنه لا يتذكر مكانها.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا سمع أصوات صراخ أثناء جلسة التحقيق معه أم لا، فقال P28 إن سماع أصوات [الصراخ] أمر معتاد. ويعتقد P28 أن غرف التحقيق قريبة من بعضها البعض، ولكنه لم يكن متأكدًا مما إذا انبعثت تلك الأصوات من غرفة تحقيق أخرى أم من الممر. وأضاف أن ذلك السجن يُعد مكانًا لتعذيب الأشخاص، وليس للتحقيق معهم. وكان بإمكان المعتقلين في المهجع الخارجي [الزنزانة الخارجية] أن يسمعوا أصوات صراخ الأشخاص وهم يتعرضون للضرب.

قال فيدنير إن P28 ذكر أنه مصاب بطنين الأذنين. وطلب فيدنير من P28 أن يوضح الأمر، فقال P28 إن جسده لا يؤدي وظائفه بشكل طبيعي الآن، فهو مصاب بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، ويعاني من آلام في الظهر، وخضع لعملية قسطرة قلبية، ويتناول سبعة أدوية مختلفة. وليس بإمكانه أن يفلت من شعوره بالضغط النفسي؛ فلا يزال يتذكر المعتقلين الذين لم يرتكبوا أي ذنب. وكان من بين أولئك المعتقلين شاب مُقبل على الزواج، وتم اعتقاله عند إحدى نقاط التفتيش، ولم يتم الإفراج عنه حتى الآن. ووُجهت للمعتقلين شتى أنواع التهم، ابتداء من حمل السلاح والإرهاب، وانتهاء بالمشاركة في المظاهرات. وأما ذلك الشاب، فاتُّهم بحمل السلاح. إن ذلك الشاب هو أحد خمسة معتقلين لم يتم الإفراج عنهم حتى الآن، ويعرفهم P28 معرفة شخصية. وأضاف أن ثلاثة منهم هم أخوة غير أشقاء (من نفس الأب)، وأن من المستحيل أن يكونوا ما زالوا على قيد الحياة، هذا إذا لم يتم إعدامهم أصلًا.

أشار فيدنير إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث أوضح أن 90% من المعتقلين لم يرتكبوا أي خطأ. قال P28 إن ذلك صحيح، ولم يكن أي من المعتقلين الذين تحدث معهم في الزنزانة مع المسلحين. ولكن جلب [عناصر قوات الأمن] الأشخاص من الشوارع، وكان ضربًا من المستحيل حينها أن يعتقلوا المسلحين فعليًا.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا كان عناصر قوات الأمن يعرفون أن المعتقلين لم يرتكبوا أي خطأ، فتساءل P28 عمّا يتوقع أن تكون الإجابة، وتحديدًا في ضوء تفوّه عناصر الفرع بجُمل من قبيل: "لماذا تم جلبهم إلى هنا ما داموا لم يرتكبوا شيئا؟". إذًا، لا بد وأن الأشخاص قد اعتقلوا من الشوارع، وهو الأمر الذي تعرض له جميع أولئك المعتقلين.

سأل فيدنير P28 عمّا إذا سمع معتقلين يشتكون من كونهم لم يرتكبوا أي خطأ، فأقر P28 ذلك.

استجواب من قبل المدعي العام كلينجه

سأل المدعي العام كلينجه P28 عن أساليب التعذيب الأخرى التي ذكرها أثناء استجوابه من قبل الشرطة [مشيرًا إلى كلمة "بلاستيك" على وجه التحديد]، فقال P28 إنه تعرض للضرب بواسطة سلك مغلف بالبلاستيك.

قال كلينجه إنه يشير إلى أحد الأساليب الأخرى التي ذكرها P28 أثناء استجواب من قبل الشرطة، وعلى وجه التحديد عن "البلاستيك المذاب،"[2] فقال P28 إنه "شاهدهم" يسكبون البلاستيك المذاب على رأس أحد الأشخاص، وظهره، مما أدى إلى حرق قميصه، وجلده. وتعرض أحد المعتقلين الآخرين للحرق باستخدام الرذاذ المضغوط (الرش) بعد أن "أشعلوه" وسلطوا اللهب عليه، وحرقوه به. وشاهد P28 ذلك كله يحصل في [الزنزانة الخارجية].

أشار كلينجه إلى أن P28 قد ذكر أثناء استجوابه من قبل الشرطة وقوع محاولات انتحار في السجن، فقال P28 إن أحد المعتقلين حاول الانتحار. وأضاف أن بعض المعتقلين قد فقد عقله جراء الضغط النفسي. ووضع أحد المعتقلين يديه خلف ظهره، وتعمد ضرب رأسه بالجدار في محاولة للانتحار، فجاء السجان، واقتاد ذلك المعتقل إلى الخارج مدة نصف ساعة أو ساعة، ثم أعاده إلى الزنزانة. وظل يقوم بالحركة التالية طوال اليوم [مثّل P28 حركة الارتعاش السريعة (الرجفة) التي كان يقوم بها المعتقل]، وكان غير قادر على الكلام. ويعتقد P28 أنه أصيب بذلك جراء الصعق بالكهرباء، ولكنه لم يكن متأكدًا. وكانت حالة ذلك الشخص سيئة جدًا.

أشار كلينجه إلى العنف الجنسي، فقال P28 إنه لم يشاهد بنفسه حالات من العنف الجنسي بحق المعتقلين، ولكنه سمع بحصول شيئا منها. ولم يكن P28 متأكدًا مما إذا حصلت تلك الحالات في فرع الخطيب أم في فرع آخر. وسمع المعتقلون عن تعرض أشخاص للصعق بالكهرباء بوضع الأسلاك على الأعضاء التناسلية الذكرية.

سأل كلينجه P28 عمّا إذا كان صحيحًا أنه لا يعرف بحصول حالات عنف جنسي في فرع الخطيب من عدمها، فأقر P28 ذلك.

سأل كلينجه P28 عمّا إذا كان صحيحًا أنه كان بينهم معتقلات، فقال P28 إنه سمع أصوات معتقلات في "زنزانة الموت"، وكان هناك زنزانة للمعتقلات بالقرب منهم. وصرخت إحدى المعتقلات مخبرة P28 باسمها عقب خروجه من جلسة التحقيق، وطلبت منه أن يُخبر أقاربها عن مكان وجودها إذا تم الإفراج عنه. وقال P28 إنه لا يتذكر اسم تلك المعتقلة. وكان من بين المعتقلين شاب عمد إلى الجلوس على مقربة من فتحة التهوية، والنظر من خلالها، وأخبر المعتقلين ذات مرة أن السجانين اقتادوا امرأة عارية من إحدى الزنازين.

سأل كلينجه P28 عمّا يقصده بكلمة "عارية"، فقال P28 إنه كان عاريًا جراء سوء التهوية في الزنزانة، كحال جميع المعتقلين، حيث جلسوا على الأرض عراة. وكان هناك بطانيات في الغرفة الخارجية [الزنزانة الخارجية]، ولكن لم يستخدمها المعتقلون نظرًا لقذارتها، وتفشي القمل فيها.

سأل كلينجه P28 مجددًا عمّا يقصده بكلمة "عارية"، فقال P28 "إننا" ننحدر من مجتمع مسلم محافظ، وننظر إلى كل فتاة محجبة لا يُسمح لها بارتداء الحجاب [في المُعتقل] على أنها عارية. وكانت تُعد مَن ترتدي ثيابها الداخلية فقط بمثابة "العارية تمامًا"، كما يشير ذلك إلى أنه تعرضت للاعتداء الجنسي.

أشار كلينجه إلى إفادة P28 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث قال إن السجانين اقتادوا المعتقلات إلى الطابق العلوي للترفيه عن أنفسهم، فقال P28 إن ذلك صحيح، وإن [المعتقلين] علموا بذلك من الشاب الذي كان يجلس إلى جانب الباب.

سأل كلينجه P28 عمّا إذا سمع أصوات صراخ نساء أم لا، فقال P28 إنه سمع صوت صراخ امرأة وهو متوجه إلى جلسة التحقيق في محاولة منها لإعلامه بوجودها.

سأل كلينجه P28 عمّا إذا سمع عن حصول حالات عنف جنسي في فرع الخطيب أم لا، فقال P28 إنه سمع أن إحدى المعتقلات حملت أثناء وجودها في السجن، ولكنه غير متأكد مما إذا حصل ذلك في فرع الخطيب أم لا. وأضاف أن وجود حالات من العنف الجنسي في فروع الأمن أمر معتاد.

سأل كلينجه P28 عمّا إذا سمع بنفسه عن تعرض المعتقلات للتعذيب أو العنف الجنسي في فرع الخطيب، فقال P28 إن كل مَن يتم اعتقاله لدى فرع الخطيب أو فروع الأمن المختلفة يتعرض للتعذيب. وأضاف أن كل من يتم اعتقاله لدى أحد تلك الفروع مصيره الموت.

أراد كلينجه أن يتحقق مما إذا قال P28 إن المعتقلات تعرضوا للتعذيب في فرع الخطيب، وإنه سمع أصوات صراخهن في الفرع، فقال P28 إنه كان بإمكان المعتقلين أن يسمعوا أصوات [صراخ المعتقلات وهن يتعرضن للتعذيب]، ولكنه لم يشاهد ذلك.

سأل كلينجه P28 عمّا إذا سمع بنفسه صوت صراخ إحدى المعتقلات جراء تعرضها للتعذيب في الفرع، فقال P28 إنه لم يسمع صوت صراخ المعتقلات بنفسه. وحاولت إحدى المعتقلات أن تلفت انتباهه إلى وجودها في الفرع. ويعني ذلك أنه كانت هناك نساء معتقلات في فرع الخطيب.

قال محامي الدفاع السيد بوكر إنه ليس لدى الدفاع أي أسئلة.

لم يكن لدى محامي المدّعين أي أسئلة.

سمحت القاضي كيربر للشاهد بالانصراف.

سأل P28 كيربر عمّا إذا كان بإمكانه أن يختم الجلسة بالإدلاء بإفادة ختامية، وأجازت له ذلك، فقال P28 إن الأذى النفسي الذي تعرض له يفوق الأذى الجسدي، ولا يمكن مقارنة الأذى الجسدي بالأذى النفسي الذي يعاني منه الآن. ولا يزال يعيش في الزنزانة رقم 5 حتى هذا اليوم، ولا تزال عائلته تعيش في حالة من المعاناة والألم الشديدين. وكان ابنه في الخامسة من عمره عندما اعتُقل، ولم يكن بإمكانه أن ينام في غرفة مغلقة بمفرده، وذلك جراء الخوف الذي شعر به جراء اعتقال والده. ويبلغ ابنه 17 عامًا من العمر الآن، ولكنه لا يزال يعاني جراء معاناة والده، وهو ما ينطبق على باقي أفراد العائلة أيضا. ولا تزال صور [المعتقلين] عالقة في ذهن P28، كما أنه مصاب بطنين الأذنين، وهو الأمر الذي يسلب منه النوم ليلًا. وكثيرًا ما يواجه صعوبة في ضبط نسق تنفسه. وختم قائلًا: "أنا لست أنا".

شكرت القاضي كيربر P28، وأخبرته أنه قد تم الاستماع لما لديه.

رُفعت الجلسة في تمام الساعة 11:55 صباحًا.

ستُعقد الجلسة التالية في تمام الساعة 9:30 من صباح يوم 11 آذار/مارس 2021.

يوم المحاكمة الرابع والستون – 11 آذار/مارس 2021

بدأت الجلسات في تمام الساعة 9:30 صباحًا بحضور أربعة أشخاص، وممثلين اثنين من الصحافة.

شهادة P29

طلبت محامية الشاهد من القاضي كيربر رئيسة المحكمة أن تسمح لموكلها بأن يرتدي الكمامة، وأن يمتنع عن إعطاء المحكمة أي معلومات شخصية من شأنها أن تعرض حياته وحريته للخطر.

سألت كيربر محامية الشاهد عن الأسباب التي قد تعرّض الشاهد للخطر، فقالت المحامية إن موكلها يخشى أن تتلقى عائلته تهديدات، وهو الأمر الذي حصل مع أحد الشهود السابقين.

سمحت كيربر للشاهد بأن يرتدي كمامته، وألا يزود المحكمة بمعلوماته الشخصية. وقالت كيربر إنه سبق لها وأن استلمت رسالة من المحامية في هذا الشأن.

جرت تلاوة التعليمات على مسمع من P29، كما تُليت عليه حقوقه كشاهد.

استجواب من قبل القاضي كيربر رئيسة المحكمة

سألت كيربر الشاهد عمّا إذا كانت تربطه بالمتهم صلة قرابة عن طريق النسب أو المصاهرة، فقال P29: كلّا.

سألت كيربر P29 عن سبب خلافه مع النظام، وعن كيفية اعتقاله، فقال P29إنه شارك في المظاهرات التي اندلعت في شعلان، والقابون، ودوما، وغيرها من الأماكن، ولكن لم يتم اعتقاله على خلفية مشاركته [في تلك المظاهرات]. وكان P29 في طريق العودة إلى منزله من الجسر الأبيض، وذلك بتاريخ 12 أيار/مايو 2012. وكان هناك نقطة تفتيش في منطقة سبع بحرات، وتم توقيفه عندها لأن بطاقة هويته تالفة جزئيا، ويُعزى ذلك إلى خطأ مصنعي أتلف الجزء الذي يظهر اسم والده عليه في البطاقة. وعلى الرغم من أنه كان يحمل معه "الويكسي" [وكان عناصر الحاجز -أو نقطة التفتيش- يعرفونه]، إلا أنهم اتهموه بأنه أحد الإسلاميين المتشددين، لأن أحد المشايخ، الشيخ العرعور، طلب من الناس أن يكسروا بطاقات الهوية الخاصة بهم في بادرة للاحتجاج على النظام. وعلاوةً على ذلك، تنحدر أصول P29 من حمص المعروفة بمناوئتها للنظام. وحاول P29 أن يوضح الأمر لعناصر نقطة التفتيش، إلا أنهم استدعوا دورية كي تقتاده إلى الفرع. ولم يتعرض P29للتعذيب كي يُدلي بأي اعتراف، وهو ما أكدّ عليه في كل مرة تحدث فيها مع الشرطة. ولكن، كانت ظروف الاعتقال صعبة منذ لحظة نقله بواسطة سيارة (من طراز ميتسوبيشي) من نقطة التفتيش إلى الفرع. وتلقى صفعة (قبل أن يدخل السيارة)، وكانت صفعة قوية ولكنها رفعت من قدرته على تحمل المزيد من الصفعات لاحقا. وفي الأثناء، حاول أن يصب جل تركيزه على معرفة وجهتهم في السيارة، وافترض أن [الوجهة] ستكون فرع الخطيب الكائن بالقرب من مبنى مجلس الوزراء. وركن السائق السيارة في مكان ما، حيث كان معتقلون آخرون بانتظارهم هناك. وبعد أن نزلوا من السيارة، طرحه ضبّاط من ذوي الرتب المتدنية أرضًا، وانهالوا عليه بالركل، وتحرشوا به جنسيًا. وكان شعره حينها أطول مما هو عليه الآن [ملاحظة من مراقب المحاكمة: كان شعر P29وقت الجلسة متوسط الطول، ووصل إلى مستوى كتفيه]، فداعب الضباط شعره وصدره، ووجهوا بندقية إلى فتحة دُبره وهم يقفزون، ويرددون شعارات مؤيدة لبشار الأسد، ثم أمروا المعتقلين بركوب حافلة صغيرة، وساروا بهم طريقًا طويلًا. وقام الضباط بفتح باب الحافلة كلما توقفوا عند نقطة تفتيش، وخاطبوا عناصر تلك النقطة قائلين: "أحضرنا لكم عراعير [وهي كلمة تستخدم للحطّ من شأن مؤيدي الشيخ العرعور]". وبعد ذلك، بدأوا بفعاليات "حفل الاستقبال".

سألت كيربر P29عمّا إذا حصل [حفل الاستقبال] على متن الحافلة أم في الفرع، فأوضح P29 أن حفل الاستقبال المبدئي قد حصل على متن الحافلة، بينما أُجري الحفل الرئيسي في الفرع.

قال بوكر إنه لم يفهم الكلمة التي ذكرها P29 لتوه، وطلب من المترجم الشفوي أن يوضحها، فقال المترجم إن "العرعور" هو اسم الشيخ، "والعراعير" هي صيغة الجمع لمصغر كلمة العرعور.

قال P29إنه لم يتعرض للتعذيب حين وصوله رفقة المعتقلين الآخرين إلى فرع الخطيب. وكان مقيد اليدين بواسطة قيد بلاستيكي، وظل على حاله مدة ساعة أو اثنتين [ولم يذكر مكان وجوده في الأثناء]، قبل أن يتم اقتياده إلى الطابق العلوي كي يتم عرضه على أحد الضباط من ذوي الرتب المتدنية الذي أخبر P29أنه سيمكث [في الفرع] لبعض الوقت. وطلب [الضابط] من P29 أن يعطيه كلمات السر الخاصة بصفحته على موقع فيسبوك، وعناوين البريد الإلكتروني، فأعطاه P29 كلمات السر الصحيحة، ولكنه بدّل حرفًا واحدًا في كل منها، ثم اقتيد إلى زنزانته. وطلب [المعتقلون] من P29 أن يخلع حذاءه كونهم يتناولون الطعام، ويؤدون الصلاة [في الزنزانة]. ويُرجح P29 أن يكون عدد المعتقلين قد وصل إلى 100 معتقل تقريبًا أثناء الأيام الأولى من اعتقاله (لا يتذكر بالضبط). وكانت الزنزانة طويلة، واحتوت غرفة صغيرة على الجانب الأيمن، بالإضافة إلى دورة مياه. وكانت مكتظة جدًا، ولم يكن هناك مساحة كافية لنوم المعتقلين، مما يعني أن المعتقلين الجدد إما لم يجدوا مكانًا للنوم، أو أنهم تبادلوا الأماكن مع المعتقلين القدامى. ولم يكن بإمكان P29 أن يجلس داخل الزنزانة لمدة خمسة أيام. ودفع الضغط النفسي بالمعتقلين إلى أن يشكلوا أحلافًا، وقسّموا أنفسهم إلى مجموعات وفقًا للمدينة التي تنحدر أصولهم منها (أي إذا كانوا من دمشق، أو حمص، أو حماة، أو حرستا، وما إلى ذلك). وانتاب الجميع الخوف من السجان على الدوام، ويُطلق على ذلك السجان لقب "ميماتي" نسبة إلى شخصية في أحد المسلسلات التركية. وبعد مرور أربعة أو خمسة أيام، بدأ P29 يتخيل أنه يعيش في أحد برامج تلفزيون الواقع. وأراد أن يخلد إلى النوم، وبدأ بالصراخ، وبالطرق على باب الزنزانة الحديدي، فحاول المعتقلون أن يثنوه عن فعل ذلك، ولكنهم لم يفلحوا، وكانوا خائفين جدًا كون خوض الشجارات في الزنزانة أمر ممنوع. وبعد ذلك، جاء السجان جالبًا معه السوط، وخاطب المعتقلين بلهجة أهل الساحل (أي لهجة "العلويين")، فرد عليه P29 بلهجة مماثلة في بادرة منه لتحدي السجان، وقال: "إذا كنت تعتقد أنك قادر على أن تتحدث بهذه اللهجة، فأنا أتقنها أفضل منك". وشعر المعتقلون بالذعر حينها، إذ كانت تلك هي المرة الأولى التي يدخل فيها السجان إلى [الزنزانة]. ثم أمر السجان أحد المعتقلين قائلًا: "قم وقف، ودع هذا الحمار ينام مكانك". وكانت المساحة المخصصة لدورة المياه صغيرة جدًا، وفيها مرحاض (عربي)، ونام P29بجانبه، لا بل وأصبح مكان النوم المقدس بالنسبة له، ولم يكن ليتخلى عنه تحت أي ظرف من الظروف. وقال P29 إنه لم يتعرض للتعذيب بصورة مباشرة، ولكنه خضع للتحقيق بعد واقعة صراخه داخل الزنزانة.

سألت كيربر P29 عن تاريخ اعتقاله، فقال P29 إنه حاول أن ينسى ذلك التاريخ، ولكن تشير صفحته على موقع فيسبوك إلى أنه اعتُقل بتاريخ 12 أيار/مايو 2012 وحتى 26 أيار/مايو 2012.

سألت كيربر P29عمّا إذا كان يعرف الأسباب وراء عدم تعرضه للتعذيب، فقال P29إنه طلب من أحد أصدقائه [قبل أن يتم اعتقاله] ألا يقوم أحد بإنشاء صفحة على موقع فيسبوك تنادي بالإفراج عنه كونه لم يكن بطلًا [إذ عمد أفراد عائلة الأشخاص المعتقلين وأصدقائهم إلى إنشاء صفحات على موقع فيسبوك كي يطالبوا بالإفراج عن الشخص المعتقل]. وأجرى الكثير من أصدقاء P29غير المؤيدين للمعارضة اتصالات أملًا بالإفراج عن P29، كما استطاعوا ترتيب أمور لقاء بين والدة P29 وأحد الأشخاص المرتبطين بحافظ مخلوف. وتوسلت والدته لذلك الشخص، وتم الإفراج عن P29 بكفالة في نهاية المطاف، وذلك بعد أن وقع على أوراق فارغة (بيضاء)، ودفع مبلغًا من المال.

سألت كيربر P29عمّا إذا كان من الصحة بمكان أنه [قد أُفرج عنه] جراء العلاقة التي تربط بين الشخص الذي تواصلوا معه، وحافظ مخلوف، فقال P29 إن ذلك صحيح.

سألت كيربر P29عمّا إذا جرى دفع الفدية لقاء الإفراج عنه، فقال P29 إن ذلك لم يحصل.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أشار القاضي فيدنير إلى إفادة P29 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة الفرنسية، والتي أوضح فيها أنه كان ناشطًا لدى اندلاع المظاهرات بادئ الأمر. وسأل P29 عمّا تمكن من رصده عقب الإفراج عنه، فقال P29 إنه قد تم استخدام العنف بحق الأشخاص منذ اندلاع شرارة [الثورة] الأولى في سوريا. كما يتذكر أنه شاهد واقعة إطلاق نار مباشرة للمرة الأولى على الإطلاق، وذلك على إثر إحدى المظاهرات التي اندلعت في دوما. وكان ساذجًا كون أصوله تنحدر من المدينة، فاستلقى على الأرض [وتظاهر بأنه ميت]، وسحبه الناس. وكان قد بُح صوته مع نهاية المظاهرة التي خرجت لتشييع 13 شهيدا في القابون.

سأل فيدنير عن تاريخ اندلاع [المظاهرات في القابون]، فقال P29 إنه لا يتذكر التاريخ على وجه التحديد، ولكنها اندلعت بين عامي 2011 و2012.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان موجودًا لحظة سقوط [13 قتيلًا] أم لا، فقال P29إنه لم يكن هناك، وأضاف أن ذلك الحدث هو جنازة [مظاهرة] لتشييع جثامين أولئك القتلى البالغ عددهم 13 شخصا.

أشار فيدنير إلى محضر استجواب P29 من قبل الشرطة، وتحديدًا إلى إفادته بأن تلك المظاهرة اندلعت بتاريخ 15تموز/يوليو 2011، وسأله عمّا إذا كان ذلك صحيحًا أم لا، فقال P29 إن ذلك صحيح، وإنه قد شارك في تلك الجنازة [المظاهرة].

سأل فيدنير P29عمّا إذا شاهد بنفسه أي استخدام للعنف أثناء المظاهرات أم لا، فأشار P29 إلى عدد من المظاهرات التي اندلعت في الميدان، حيث سمع صوتًا بعيدًا لإطلاق عيارات نارية على الأشخاص، وشاهد سقوط جرحى بينهم في إثرها [ملاحظة من مراقب المحاكمة: لم تتم ترجمة جملة "شاهد سقوط جرحى بينهم"]. [وتم استخدام العنف في المظاهرات حتى قبل الثورة] وعلى سبيل المثال، تم استخدام العنف في المظاهرات التي تندد بحكم القذافي، والتي اندلعت أمام السفارة [الليبية]. وتساءل P29 عن السبب وراء استدعائه كي يمثل أمام المحكمة كونه لم يمرّ بالكثير؛ فشتان ما بين تجربة اعتقاله البالغة 13 يومًا وتجارب الآخرين في المُعتقل.

قال فيدنير إنه قد تم اعتقال P29 عند إحدى نقاط التفتيش، ثم جرى اقتياده إلى مكان ما حيث تعرض للعنف هناك، وذلك قبل أن ينتهي به المطاف في فرع الخطيب، ويتم الإفراج عنه من الجسر الأبيض. وسأل فيدنير P29 عمّا إذا بإمكاننا القول إن اعتقاله والإفراج عنه قد حصلا في نفس المكان أم لا، فقال P29 إنه قد أُفرج عنه بتاريخ 26 أيار/مايو للمرة الأولى، وذلك قبل أن يتم اقتياده بواسطة سيارة إلى الجسر الأبيض، والإفراج عنه من هناك. وفي اليوم التالي، توجّه إلى فرع الخطيب مجددًا كي يحصل على أوراقه.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان متأكدًا من أن ذلك المكان هو الجسر الأبيض، وإلى أي مدى، فقال P29 إنه متأكد من ذلك بنسبة 80%، على الرغم من أنه كان يعتقد بادئ الأمر أن ذلك المكان هو مجلس الوزراء، ولكن لم يكن الأمر كذلك.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان بإمكانه أن يتذكر واقعة ذات صلة بالكلمة المفتاحية "سجائر" أم لا، فقال P29 إنه يتذكر واحدة بالطبع؛ حيث قام الضباط برمي أعقاب سجائرهم على ظهور المعتقلين كي يعرفوا ما إذا كان من شأن تلك الأعقاب أن تحرق جلود المعتقلين أم لا، [وحصل ذلك أثناء وجودهم في المكان الذي توقفوا فيه لبرهة قبل أن يتوجهوا إلى فرع الخطيب].

سأل فيدنير P29عمّا إذا تعرض لذلك أيضًا، فقال P29: "بالطبع!"

سأل فيدنير P29 عن كيفية علمه بأنه في فرع الخطيب، فقال P29إنه عرف ذلك عقب الإفراج عنه فقط. ففي المُعتقل، لم يعرف الكثير [من المعتقلين] أماكن وجودهم، ولم يعرفوا الوقت أيضًا، فاعتقد بعضهم أنهم في فرع الخطيب. وتيقّن P29 من أنه كان معتقلًا لدى فرع الخطيب عندما توجّه إلى الفرع في اليوم التالي (عقب الإفراج عنه من الجسر الأبيض)، إذ شاهد ما يدل على ذلك على الباب الذي دخل منه. وعليه، كان بإمكانه أن يرسم [للشرطة الفرنسية أو الألمانية] مخططًا يوضح المكان المحيط به هناك.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان بإمكانه أن يتذكر تفاصيل ذات صلة بالفرع، من قبيل موقعه مثلًا، فقال P29 إن الفرع في القبو، ويوجد فيه باب حديدي، ودرَج في الجهة اليمنى، بالإضافة إلى مجموعة درجات أخرى. وثمة مكان مخصص لوضع مقتنيات المعتقلين الشخصية، ويقع بالقرب من ذلك المكان مكتب الضابط الذي حقق معه.

سأل فيدنير P29 عن مكان جلسة التحقيق، فقال P29إنها حصلت إما في الطابق الأرضي، أو الطابق الأول.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان يتذكر غرفة التحقيق أم لا، فقال P29 إن [ذاكرته] قد تجاوزت صورة ذلك المكان تمامًا، ولكنه يتذكر أنه أخبر الشرطة الألمانية (وليس الفرنسية) عن وجود ستائر خضراء اللون، وصور لحافظ الأسد، وبشار الأسد (كما هو الحال في بقية الدوائر الحكومية)، ومكتب بني اللون مزخرف باللون الذهبي.

أشار فيدنير إلى إفادة P29 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة، حيث قال إنه كان معتقلًا في القبو، وأن جلسة التحقيق معه قد حصلت في الطابق الأول. [تشاور P29 مع محاميته]. قال P29إنه لا يزال مصممًا على إجابته السابقة، أي أن ذلك قد حصل إما في الطابق الأرضي (دون مستوى سطح الأرض) أو الطابق الأول.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان موجودًا بمفرده في غرفة التحقيق أم لا، فقال P29 إنه كان بمفرده، وكان معصوب العينين بادئ الأمر. وكان المحقق لطيفًا، ولم ينعته بألقاب سيئة. وطلب منه [المحقق] أن ينزع عصابة العينين، ثم طرح عليه بضعة أسئلة غير ذات صلة باعتقال P29. وشعر في حينها أن [المحقق] كان قد تلقى اتّصالًا من الأطراف التي سعت جاهدة للإفراج عنه.

سأل فيدنير P29عمّا إذا تلقى المحقق اتصالًا أثناء جلسة التحقيق، فقال P29 إن ذلك لم يحصل، وإنه شعر أن المحقق قد تلقى ذلك الاتصال قبل بداية الجلسة.

سأل فيدنير P29 عن أسباب اعتقاده بذلك، فقال P29 إن ذلك يُعزى إلى أسلوب المحقق في الكلام، وهيئة P29نفسه عند عودته من جلسة التحقيق إلى الزنزانة بالمقارنة مع الهيئة التي عاد بها المعتقلون الآخرون من التحقيق. علاوة على ذلك، حصل على دواء لأمراض القلب بعد مرور ساعتين فقط، بينما لم يحصل المعتقلون الآخرون من ذوي الإصابات الخطيرة على العلاج أبدًا. وأشار P29 إلى أن أحد المعتقلين أُصيب بصداع شديد، ولم يحصل ذلك الشخص على الدواء قط، فما كان من أحد الشيوخ الموجودين بينهم إلا أن يرقيه، حيث وضع يده على رأسه، وبدأ يتلو آيات من القرآن. وما أن عرف السجان بذلك، دخل إلى الزنزانة، وضربهم، وقال لهم: "هكذا يختفي ألم الصداع".

أشار فيدنير إلى قول P29 إنه قد لقي معاملة أفضل من تلك التي لقيها الآخرون، وإن المحقق كان لطيفًا معه، ثم سأله عن موضوع الحديث الذي دار بينهما أثناء جلسة التحقيق، فأشار P29إلى أن المحقق قد قال إن P29 من عائلة طيبة، بخلاف المعتقلين الآخرين. [توقف P29 عن الحديث لبرهة]، واعتذر قائلًا إنه لا يتذكر التفاصيل.

قال فيدنير إن الشرطة عرضت عليه صورًا أثناء استجوابه من قبلها، فقال P29 إن ذلك صحيح.

أشار فيدنير إلى أنه سبق لـP29 وأن حدد هوية أحد أصحاب تلك الصور على أنه المتهم، وسأله عن كيفية قيامه بذلك، فاعترض بوكر على طريقة صياغة السؤال.

أعاد فيدنير صياغة السؤال، وسأل P29 عمّا إذا كان بإمكانه أن يحدد هوية أنور بصفته أحد أصحاب تلك الصور، وعمّا إذا شاهده في سوريا، فقال P29 إنه لا يريد أن يتحدث عن شخص [بعينه]، ولكن، كان أنور في حينها [أي أثناء استجواب P29 من قبل الشرطة] قيد الاعتقال، وانتشرت صورته على مواقع الانترنت كافة. وعليه، اعتقد P29 أن من شأن ذلك الأمر أن يؤثر على إجابته. وكان P29 ممنوعًا من السفر عقب الإفراج عنه، وكان عليه أن يراجع الضابط المسؤول عنه في كل مرة يريد أن يُسافر فيها. وتعين على P29 أن يتوجه إلى مكتب ضابط آخر كون الضابط الذي كان مسؤولًا عنه قد انشقّ عن النظام. وكان الضابط المسؤول عنه أساسًا من منطقة الباب، وهو ما يتعارض وإشارة وسائل الإعلام إلى [منطقة الحولة، أي المنطقة التي تنحدر منها أصول أنور].

سألت كيربر P29عمّا إذا قام بالتعرف على أنور بوصفه الضابط المسؤول عنه، فقال P29: "كلّا!"

سألت كيربر P29عمّا إذا تعرف على أنور بوصفه الضابط ذي الصلة بالإفراج عن P29، فقال P29 إن الضابط الذي أفرج عنه على صلة بحافظ مخلوف.

سأل فيدنير P29عمّا إذا تعرف على أنور بوصفه الضابط الذي حقق معه، فقال P29إنه لا يذكُر ذلك.

قال فيدنير إنه يسأل كونه قد سبق لـ P29 وأن قال أثناء استجوابه من قبل الشرطة إن بإمكانه أن يحدد أوجه شبه بين الشخص صاحب الصورة، والمحقق الذي حقق معه في فرع الخطيب، فقال P29 إن ذلك صحيح، ولكنه يشك في مدى مصداقية أقواله. وطلب P29 من فيدنير أن يضع نفسه مكانه، وأن يتخيل أنه في سوريا ويمثل أمام محقق بوسعه أن يُنهي حياته بلحظة. أخبر [المحقق] P29 أن ينزع عصابة العينين، ولذلك أفاد بوجود أوجه شبه بين الاثنين، ولكنه غير متأكد تمامًا.

سأل فيدنير P29عمّا إذا سمع أصوات صراخ أشخاص جراء تعرضهم للتعذيب أثناء وجوده في غرفة التحقيق، فقال P29: "نعم سمعت!"

سأل فيدنير P29 عن مصدر تلك الأصوات، فقال P29 إن المسافة بين المكاتب والقبو لم تكن كبيرة. وأشار إلى حصول شيء أثناء جلسة التحقيق، حيث سأل [المحقق] P29: "هل تعرضت للتعذيب؟". قال P29 إنه وجد ذلك الأمر مضحكًا [عقب انتهاء جلسة التحقيق معه]، فمن ضروب المستحيل ألا يسمع المرء ًاصوات صراخ الأشخاص وهم يتعرضون للتعذيب.

سأل فيدنير P29عمّا إذا ضحك حقًا أم لا، فقال P29إنه لم يضحك.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان مصدر تلك الأصوات هو القبو، فقال P29 إن ذلك صحيح.

سأل فيدنير P29 عن عدد المرات التي خضع فيها للتحقيق، فقال إنه خضع للتحقيق مرة واحدة.

سأل فيدنير P29عمّا إذا شاهد آثار التعذيب بادية على أجساد المعتقلين الآخرين أم لا، فقال P29 إنه يتذكر واقعة دون غيرها لتعذيب شخص لا يذكر اسمه. وكان ذلك الشخص شاويش الزنزانة – وهو منصب يشغله أحد المعتقلين – ووقعت على عاتقه مهمة منع المعتقلين من إيقاظ السجان ليلًا. وفي إحدى الليالي، أيقظ المعتقلون السجان، فما كان من السجان إلا أن اقتاد الشاويش، وحلق له شعر رأسه ولحيته، وانهال عليه بالضرب. وكان بإمكان المعتقلين أن يسمعوا صوت صراخ الشاويش. وعندما أعاد السجان الشاويش إلى الزنزانة، قال: "أريد أن أخلد إلى النوم الآن". وكثيرًا ما قام [أحد السجانين] بالدخول إلى الزنزانة كي ينهال بالضرب على المعتقلين.

سألت كيربر P29عمّا إذا كان يريد أن يحصل على فترة استراحة أم لا، فقال P29: "نعم أريد!"

***

[استراحة مدة 10 دقائق]

***

سأل فيدير P29عمّا إذا كان صحيحًا أنه لم يتعرض للعنف أثناء التحقيق معه أم لا، فقال P29 إن ذلك صحيح.

سأل فيدنير P29عمّا إذا تعرض للعنف وهو في طريقه إلى غرفة التحقيق، فقال P29 إنه تعرض لبعض المضايقات.

طلب فيدنير من P29 أن يصف تلك المضايقات، فقال P29 إنه قد تعرض للدفع، والشتم.

أشار فيدنير إلى إفادة P29 التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة: وقال فيها إنه "تعرض للشتم على طول الطريق المؤدي إلى غرفة التحقيق من الزنزانة، كما تعرض للعنف الجنسي على أيدي السجانين الذين وضعوا أصابعهم في فتحة شرجه. ولكنه لم يتعرض للتعذيب".

طلب فيدنير من P29 أن يتحدث عن الأمور ذات الصلة بالكلمة المفتاحية "العقوبة الجماعية". أشار P29إلى أنه حاول أن يتفادى التعرض للتعذيب [في الطريق إلى فرع الخطيب]، حيث اضطُر مكرها على سب الذات الإلهية كي لا يُتهم بأنه من الإسلاميين، ولكن أبدى العناصر ردود فعل غريبة إزاء ذلك الأمر، حيث ما زادهم ذلك إلا غضبًا، وانهالوا عليه بالضرب قائلين: "لا يُسمح لك بأن تسب الذات الإلهية قبل أن نأمرك بذلك". وذات مرة، أمر الضباط [المعتقلين] بأن ينزلوا من الحافلة، وأن ينبطحوا على الأرضية المكسوة بالحصى، ثم داس الضباط على المعتقلين. كما تذكر P29أنهم تعرضوا للضرب على الدوام.

أشار فيدنير إلى استجواب P29 من قبل الشرطة، وعلى وجه التحديد إلى واقعة تتعلق بدخول أحد السجانين إلى الزنزانة. فقال P29 إن تلك الواقعة هي ما سرده لتوه قبل الاستراحة، حيث دخل [السجان] الزنزانة حاملًا بيده سوطًا وأدوات أخرى، ثم انهال بالضرب على المعتقلين، وكال لهم الشتائم، واستمر في ذلك إلى أن تجمعوا في زوايا الزنزانة. وأشار P29إلى سجان آخر يُدعى ميماتي [نسبة إلى شخصية في إحدى المسلسلات التركية وفقًا لما أفاد به أحد الشهود]، وآخر يُدعى أبا غضب أو أبا الجماجم. واعتذر P29 عن عدم قدرته على تذكر الكثير من التفاصيل، وقال إن المرء ينسى التفاصيل التي حصلت داخل الفرع.

قال فيدنير إنه لا بأس في ذلك، وأخبر P29 أنه سيقوم الآن بذكر كلمات مفتاحية، وعلى P29 أن يتحدث عنها حيثما أمكن ذلك. وذكر فيدنير الكلمة المفتاحية "الأسلاك المعراة"، فقال P29إنه لا يتذكر التفاصيل، ولكن لا تزال آثارها ظاهرة للعيان على ظهره. وأردف موضحًا أن بعض المشاهد تعاود الظهور أمامه في بعض الأحيان، ولكن ليس في هذه اللحظة.

ذكر فيدنير الكلمة المفتاحية "الكهرباء" وأشار إلى أحد أقوال P29التي أدلى بها أثناء استجوابه من قبل الشرطة: "إن أكثر الأساليب وحشية التي تم استخدامها لتعذيب بعض المعتقلين أثناء جلسات التحقيق هي سكب الماء على الجسد، ثم وضع الأسلاك الكهربائية عليه، حيث تظل أجساد المعتقلين ترتجف حتى بعد انتهاء الجلسة، كما ترك ذلك آثارًا على ظهورهم. وشاهد P29أحد المعتقلين معه في الزنزانة يتعرض للتعذيب بذلك الأسلوب، كما سمع عقب الإفراج عنه بتعرض آخرين للتعذيب بذلك الأسلوب" فرد P29سائلا: "متى قلتُ ذلك؟"

رد فيدنير على السؤال قائلًا إن P29 أخبر الشرطة الألمانية بذلك، فقال P29 إنه قال ذلك في واقع الأمر، ولكن في سياق مختلف بعض الشيء. وسبق له وأن سمع بتعرض أشخاص للتعذيب باستخدام الكهرباء في السجن، ولكنه لم يشاهد ذلك. والتقى إحدى صديقاته المقربات التي تعمل في القصر الرئاسي وذلك بعد أن أُفرج عنه، وأخبرته عن أسلوب التعذيب بالماء والكهرباء. وشاهد P29 آثار إصابات الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب بالكهرباء، ولكنهم لم يُخبروه عن ذلك.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان أولئك الأشخاص موجودين في فرع الخطيب، فقال P29: "نعم!"

سأل فيدنير P29 عن الطعام والماء في السجن، فقال P29 إن أرضية [الزنزانة] كانت [نظيفة] كون المعتقلين يتناولون الطعام، ويؤدون الصلاة عليها. وقُدمت لهم أطباق تحتوي بعض الطعام المطبوخ إلى جانب أكياس من الخبز. وعمد المعتقلون إلى استخدام الأكياس البلاستيكية كمفرش لوضع الطعام عليها. وبحسب ما يتذكره، كانت كمية الطعام المقدم كافية، وحصلوا على ثلاث وجبات في اليوم. وتكونت وجبة الفطور من الحواضر (وتحديدًا من اللبنة، والبيض أحيانًا).

سألت كيربر P29عما إذا فقد بعضا من وزنه في المعتقل، فقال P29إنه فقد 8 كغم من وزنه في غضون 13 يومًا.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان يعد فرع الخطيب "فرع ٥ نجوم" بالمقارنة مع غيره من الفروع، فأقر P29 ذلك.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان يعرف عن الأوضاع السائدة في الفروع الأخرى، فقال P29 إن الكثير من أصدقائه قد تم اعتقالهم في فرع فلسطين، وفرع المخابرات الجوية. وحصل المعتقلون في فرع الخطيب على الماء داخل الزنازين، كما أُتيحت لديهم سبل تساعد في المحافظة على النظافة الشخصية. وبحسب ما قاله له صديقه الذي تم اعتقاله في فرع فلسطين، فإن الزنازين في فرع الخطيب أكبر من تلك الموجودة في فرع فلسطين. وأما عن فرع المخابرات الجوية، فلطالما "سمعنا" عن الأوضاع السائدة فيه. كثيرًا ما تعرض المعتقلون في فرع الخطيب للعقوبة الجماعية، وللضرب جراء أسباب تافهة، ولكن، تكرّر إيقاع العقوبة الجماعية بمعتقلي المخابرات الجوية كل بضع ساعات، كما تعرّض [المعتقلون في الفروع الأخرى] للضرب بسبب أو بغير سبب.

سأل فيدنير P29 عن السبب الذي حال دون تعرضه للعنف أثناء التحقيق بحسب اعتقاده، فقال P29 إنه لم يتعرض للعنف بسبب تدخل أصدقائه.

سأل فيدنير P29عمّا إذا كان لا يزال يعاني من إصابات جراء اعتقاله، فقال P29 إن بعض الأطباء النفسيين أخبروه بأنه غير مصاب بأمراض سريرية [ناجمة عن اعتقاله]. وقال P29 إن جسر أسنانه قد سقط أثناء فترة اعتقاله، ولكن لم يحصل ذلك جراء الاعتقال. وكثيرًا ما يفكر P29 في أول حفل الاستقبال تعرض له، ولكن من ناحية فلسفية، لا نفسية؛ إذ كيف لأشخاص لا يعرفونه أن ينهالوا عليه بالضرب؟!

أشار فيدنير إلى قيام السجان بإدخال إصبعه في شرجه، وطلب منه أن يؤكد مدى صحة ذلك، فأقر P29صحة ذلك الأمر.

سأل فيدنير P29عمّا إذا دخل إصبع السجان بأكمله في شرجه، فنفى P29ذلك، قائلًا إن مقدمة البندقية هي التي دخلت في شرجه، وإن ذلك قد حصل أثناء حفل الاستقبال، ولكن كان يرتدي سرواله الداخلي.

سأل فيدنير P29عمّا إذا حصل ذلك في الجسر الأبيض قبل أن يتم اعتقاله لدى فرع الخطيب، فقال P29 إنه غير متأكد مما إذا حصل ذلك في الجسر الأبيض، ولكن حصل ذلك الأمر في أول مكان توقفوا فيه قبل أن يصلوا إلى فرع الخطيب. وأضاف أنه أحس بالإهانة جراء قيام الحراس بمداعبة شعره وصدره، وأن كل ذلك غير منطقي.

سأل فيدنير P29عمّا إذا حصل ذلك الأمر أيضًا قبل وصوله إلى فرع الخطيب، فأقر P29 ذلك، مضيفًا أن فعل "البعوصة" قد حصل لاحقًا (واعتذر P29 عن تلفظه بتلك الكلمة السوقية).

سأل كلينجه P29عمّا إذا شعر بالخوف عقب الإفراج عنه أم لا، فقال P29إنه انتابه شعور بالخوف [في كل مرة غادر فيها منزله]، وذلك لأن الخطأ المصنعي في بطاقة هويته لا يزال ظاهرًا، وكون أصوله تنحدر من إحدى المناطق المؤيدة للمعارضة. وكان يخشى أن يطلب منه الضباط أن يمكث في فرع الخطيب في كل مرة توجه فيها إلى الفرع [حيث تم استدعاءه عددًا من المرات بعد الإفراج عنه، وذلك قبل أن يغادر سوريا].

استجواب من قبل محامي الدفاع بوكر

سأل محامي الدفاع السيد بوكر P29 عن عدد المرات التي خضع فيها للتحقيق في فرع الخطيب، فقال P29 إنه خضع للتحقيق مرة في الجسر الأبيض (على يد الضابط ذو الرتبة المتدنية الذي طلب منه كلمات السر الخاصة بحساباته الإلكترونية)، وأُخرى في فرع الخطيب.

أشار بوكر إلى استجواب P29 من قبل الشرطة، وتحديدًا إلى قوله إنه قد خضع للتحقيق مرتين على الأقل على يد المحقق نفسه، فقال P29إنه لا يتذكر ما إذا خضع للتحقيق مرتين.

كرر بوكر أقوال P29 مستشهدًا بمحضر استجوابه من قبل الشرطة، فقال P29 إنه يعتقد أن تلك الإفادة صحيحة، ولكنه لا يتذكر أي شيء بخلاف طلب المحقق منه أن ينزع عصابة العينين.

أشار بوكر إلى قول P29 إنه يخلط بين موكّله، وإياد الغريب، فقال P29 إنه لا يتذكر السبب الذي دفعه لأن يقول ذلك.

سأل بوكر P29عمّا إذا قال إن أصول موكّله تنحدر من دير الزور، فأوضح P29 أن الناس تداولوا خبرًا مفاده أن أنور من دير الزور، ولكنه أشار إلى أن أصول الضابط المنشق تنحدر من الباب، وهي إحدى مناطق ريف حلب.

أشار بوكر إلى استجواب P29 من قبل الشرطة الألمانية، وتحديدًا إلى قوله إن "أنور من دير الزور(وكفى)"، وإلى أنه قد أدلى بقول مختلف تمامًا اليوم. وسأله بوكر عمّا إذا كان يعتقد أن ذلك يؤثر على [النص الذي قام بتلاوته من] المحضر، فقال P29 إن ذلك قد يؤثر على تقييمه للأمور، بحسب فهمه لها.

أشار بوكر إلى أن P29 قد سُئل عمّا إذا كانت أصول المحقق تنحدر من دير الزور، واعتذر عن الإجابة كونه لا يعرفها، فقال P29 إن ذلك صحيح، ولكنه لا يعرف السبب الذي يجعل دير الزور عالقة في ذاكرته.

قاطع شارمر قائلًا إن الشاهد لم يقُل ذلك اليوم، وطلب من بوكر أن يكّف عن إرباك الشاهد.

سأل بوكر P29 عن كيفية تثبته من تعرض الأشخاص للتعذيب أثناء جلسات التحقيق من عدمه، فقال P29 إنه متأكد من ذلك كونه قارن مظهره عقب عودته من التحقيق مع مظهر الأشخاص الآخرين عقب عودتهم من التحقيق. وكان هناك فتى يبلغ 16 أو 17 عامًا من العمر، ووصل إلى فرع الخطيب قبل وصول P29بيومين، ودائمًا ما تظاهر بأنه صلب وقوي. وفي يوم من الأيام عندما أُفرج عن P29، انهمرت دموع الفتى. وحاول P29 أن يتذكر اسمه كونه كان بريئًا. وقال P29 إنه لو تعرض لنصف التعذيب الذي تعرض له ذلك الفتى لقام بتفجير نفسه لا محالة. وأضاف أن هناك شيء يحصل على نحو منهجي لا محالة.

سأل بوكر P29عمّا إذا كان في جعبته أي تفسير آخر للأمر، فقال P29إنه شاهد كيف انهمرت دموع المعتقلين في نجها، وكيف عاد المعتقلون من التحقيق وهم غير قادرين على الوقوف على أقدامهم، وخلص إلى أن ذلك كافيًا [للتوصل إلى أن كل شيء يحصل على نحو منهجي].

سأل بوكر P29 عن مدى تكرار خضوعه للتحقيق، فقال P29 إنه خضع للتحقيق مرةً في الجسر الأبيض، و[مرة أخرى] عندما أزال عصابة العينين.

سأل بوكر P29عمّا إذا خضع للتحقيق أكثر من مرة واحدة في فرع الخطيب، فقال P29 إنه لا يتذكر.

استجواب من قبل محاميّ المدّعين

أشار محامي المدّعين شارمر إلى قول P29 إنه قد اعتُقل في الجسر الأبيض، وإنه تعرض للعنف بعد ذلك في مكان ما حضر فيه عناصر من فرع الخطيب. وسأل شارمر P29 عن كيفية توصله إلى أن أولئك العناصر يعملون لدى فرع الخطيب، فطلب P29 من شارمر أن يُعيد طرح السؤال من غير المقدمة.

كرر شارمر طرح السؤال على P29، فقال P29إنه عرف لاحقًا المزيد من المعلومات عن سلسلة القيادة [الخاصة بأجهزة المخابرات، وكيفية عملها]. وقال إنه ليس بإمكان عناصر المخابرات العسكرية أن يلقوا القبض على أحد الأشخاص، وأن يقوموا بنقله إلى فرع آخر بعد ذلك. وتناهى إلى علم P29 أن المخابرات العامة تُدير نقطة التفتيش الآنفة الذكر.

سأل شارمر P29عمّا إذا سبق له وأن اعتُقل لدى الفرع 40 أم لا، فقال P29إنه لا يحفظ أرقام الفروع عن ظهر قلب، ولكنه أخبر الشرطة أثناء جلسة الاستجواب أنه كان معتقلًا لدى "فرع الخطيب"، كما أخبرهم برقم الفرع.

حاول شارمر أن يُنعش ذاكرة P29، وذلك عن طريق الاستشهاد بمحضر استجوابه من قبل الشرطة، وقال: "كانت يدا P29مقيدتين إلى الخلف، وقام [العناصر] برمي أعقاب السجائر على [المعتقلين]، والتصقت أعقاب السجائر بجلود المعتقلين أحيانًا وتسبب لهم ببعض الحروق. وصرخ P29 بعد أن رموا عقب السيجارة الثاني عليه، فأخبروه أنه يصرخ مثل "النساء"، وشرع أحدهم بمداعبة صدره، بينما قام آخر بإدخال مقدمة البندقية في شرجه"، فقال P29 إن ذلك صحيح.

أشار شارمر إلى أن P29 كان ينام بجانب المرحاض العربي، وسأل عمّا إذا استخدم المعتقلون الآخرون المرحاض في الأثناء، فقال P29إنه من المستحيل أن يتسع ذلك المكان لأكثر من شخص واحد، ومع ذلك، تشارك المكان مع أحد الأشخاص الذي تُوفي في فرع آخر لاحقًا.

سأل شارمر P29عمّا إذا سمع من معتقلين آخرين عن حصول حالات عنف جنسي، فقال P29 إنه سمع بحالات من ذلك القبيل.

طلب شارمر من P29 أن يصف ما سمعه، فقال P29 إن أشخاصًا بدينين اعتُقلوا في فرع الخطيب (قبل أن يتم اعتقاله فيه)، وتعرضوا للتحرش الجنسي أثناء مدة اعتقالهم في الفرع.

سأل المدّعي العام كلينجه P29 عمّا إذا كان بإمكانه أن يصف المقصود بالتحرش الجنسي، فقال P29 إنه يقصد بشكل عام أفعالًا على شاكلة مداعبة الصدر، والحلمات، والأذنين. وأضاف أنهم "كانوا يلتصقون بأجساد المعتقلين من الخلف" [في إشارة إلى اقتراب عناصر الفرع من المعتقلين من الخلف بما ينم عن فعل جنسي].

سأل كلينجه P29 عن مكان حصول ذلك، فقال P29 إن ذلك حصل في الجسر الأبيض.

سأل كلينجه P29 عن عدد الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش الجنسي، فقال P29إنه لا يذكُر العدد.

سأل كلينجه P29 عن أقل عدد بوسعه أن يتذكره، فقال P29 إنه قد تعرض [ما لا يقل عن] شخصين آخرين للتحرش الجنسي.

سأل محامي الدفاع بوكر P29 عمّا إذا شاهد حصول تلك الحالات أم إذا أخبره أحد عن حصولها، فقال P29إنه شاهد ذلك عندما وقف في طابور الانتظار بالقرب من باب الفرع، حيث قام السجان بمداعبة صدر أحد الأشخاص الذي كان واقفًا بالقرب منه. وأضاف P29 أنه لا يتذكر جميع الأشخاص، أو المشهد بأكمله.

سأل بوكر P29عمّا إذا شاهد حصول واقعة المداعبة أم إذا سمع بحصولها فقط، فقال P29 إنه قد شاهدها.

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة P29 عمّا إذا سمع من معتقلين آخرين في فرع الخطيب عن حصول حالات العنف الجنسي، فقال P29إنه لا يتذكر، مضيفًا أنه من النادر في ثقافته أن يقوم الأشخاص الذين سبق لهم وأن تعرضوا [للعنف الجنسي] بالخوض في الأمر.

طلب محامي الدفاع فراتسكي من P29 أن يوضح كيفية معرفته بمكان الجسر الأبيض، وفرع الخطيب، وأن يخبر المحكمة عن مدى تأكده من مكان الفرعين، فقال P29 إن رسم [خريطة ذهنية] عقب الإفراج عنه استغرق منه وقتًا طويلًا، وأضاف أنه كان متأكدًا منها بنسبة 70% - 80% لا أكثر، ولكنه تأكد منها تمامًا فقط بعد أن عاود زيارة الفرع. وخلص إلى أنه اعتُقل في الجسر الأبيض بادئ الأمر، وذلك بعد أن حلل تحركات السيارة التي نقلته إلى هناك.

سأل فراتسكي P29عمّا إذا كان متأكدًا من استنتاجه السابق بنسبة 70% - 80% على الأقل، فقال P29 إن متأكد تمامًا من أنه كان في فرع الخطب، بينما لا تزال لديه بعض التساؤلات بشأن وجوده في الجسر الأبيض.

قال محامي الدفاع بوكر إن P29 ذكر اسم P6 أثناء استجوابه من قبل الشرطة الألمانية، فقال P29 إنه يعتقد أنه طلب من الشرطة الألمانية ألا تُدرج اسم P6 الكامل.

سأل بوكر P29عمّا إذا التبس عليه الأمر بالظن أن P6 هو أحد أقارب أنور وليس من أقارب إياد الغريب، فأوضح P29 أن الأمر قد اختلط عليه جراء الأخبار التي انتشرت بين الناس، وأن ذلك الاسم قد ذُكر في سياق قراءة أحد المنشورات فقط.

قال القاضي فيدنير إن P29 ذكر أوجه الشبه بين أصحاب الصور التي عرضتها الشرطة الألمانية عليه أثناء استجوابه، وتلك العالقة في ذاكرته، فاستذكر P29 أنه قال ذلك في حينها، ولكن ليس بإمكانه أن يتذكر الأمر على نحو جيد الآن.

عاود فيدنير إنعاش ذاكرة P29 عن طريق استشهاده بمحضر استجوابه من قبل الشرطة، وقرأ ما يلي: "لم يكن بإمكان P29 أن يتعرف على الشخص صاحب الصورة الأولى، ولكن يشبه الشخص صاحب الصورة الثانية المحقق الذي حقق معه في فرع الخطيب. وبدا P29غير متأكد من ذلك، ولكنه اعتقد في حينها أن الشخصين يشبه أحدهما الآخر"، فأقر P29 ذلك.

واصل فيدنير الاستشهاد بالمحضر قائلًا: "لم يتعرف P29 على أصحاب الصور الأخرى. وتوجّه P29 إلى فرع الخطيب ثلاث مرات تقريبًا، وذلك عقب الإفراج عنه. وقيل له في إحدى تلك المرات أن الضابط المسؤول عنه الذي تنحدر أصوله من الباب قد انشقّ عن النظام"، فأقر P29ذلك.

سأل فيدنير P29عمّا إذا أخبره أحد أنه سيتم سؤاله عن المعنى الذي يحمله اسم "أنور رسلان" بالنسبة له، فأقر P29ذلك.

قال فيدنير: "ردّ P29 قائلًا إن صور [أنور] منتشرة على جميع المواقع الإلكترونية، ولكنه بدا غير متأكد مما إذا كان أنور هو الشخص الذي حقق معه في فرع الخطيب. وسُئل P29 عمّا إذا سبق له وأن شاهد الصورة رقم 2 على مواقع الانترنت أو وسائل الإعلام، فقال P29إنه لم يشاهدها من قبل، وإن [إجاباته] غير مرتبطة بما شاهده على الإنترنت، وإنما تستند فقط إلى الذكريات ذات الصلة بفرع الخطيب. كما كان بإمكان P29 أن يتذكر وجود صورة لبشار الأسد"، فأقر P29 ذلك.

قال محامي الدفاع بوكر إنه سبق لـ P29 وأن سُئل عن فرع الخطيب، وذلك أثناء استجوابه للمرة الثانية في فرنسا. ولم يكن بإمكانه في حينها أن يتذكر وجه المحقق. فسأل بوكر P29عمّا إذا كان اسم "أنور" مألوفًا بالنسبة له قبل جلسة الاستماع، فقال P29 إنه لولا الجلسة، لما كان سيتذكر أي معلومات ذات صلة بأنور أبدًا.

سأل بوكر P29عمّا إذا كان يتذكر عدد الحاضرين في جلسة الاستماع أم لا، فقال إنه لا يذكُر ذلك.

قال بوكر إن محضر الاستجواب يُشير إلى وجود ثلاثة أشخاص أثناء الجلسة، وسأل P29عمّا إذا كان هناك مترجم شفوي أم لا، فقال P29إنه يتذكر، ولكن لا يرغب في أن يُجيب على السؤال. [توقف P29 عن الحديث لبرهة، واستشار محاميته]. ثم سأل P29بوكر عمّا إذا كان يقصد السؤال عن جلسة الاستماع الأولى أو الثانية.

قال بوكر إنه يقصد جلسة الاستماع الثانية، فقال P29 إنه لا يتذكر.

قال بوكر إن أربعة أشخاص قد حضروا تلك الجلسة، وهم: P29، واثنان من المحققين، ومترجم شفوي واحد. فقال P29 إن ذلك صحيح: سيدة، وشاب، ومترجم شفوي.

سأل بوكر P29عمّا إذا وصف المحقق على أنه شخص نحيل، ويرتدي ثيابًا مدنية، فسأل P29 بوكر عمّا إذا كان يُشير إلى الضابط السوري الذي حقق معه.

قال بوكر إنه يقصد ذلك الشخص، فأوضح P29 أنه قد يكون قال شيئًا من ذلك القبيل، وأنه يتمنى لو أن بوسعه أن يحدد هوية ذلك الشخص، ولكن لم يكن بإمكانه أن يفعل ذلك.

سأل بوكر P29عمّا إذا تحدث المحقق بلهجة علويّة أم لا، فقال P29: "سيدي، لا أتذكر التفاصيل ذات الصلة بجلسة التحقيق الأولى، ففي حينها، كنت قد أتممت نحو خمسة أيام من الوقوف المتواصل، وكنت قد شارفت على الجنون!"

سُمح للشاهد بالانصراف.

أشار محامي المدّعين شارمر إلى أن قيام شهود [مثل P29] بالإدلاء بشهاداتهم من شأنه أن يعزز الطلب الذي تقدم به مع د. كروكر إلى عناية المحكمة، والذي يتعلق بالعنف الجنسي المنهجي الموجه ضد الشعب السوري.

رُفعت الجلسة في تمام الساعة 12:15ظُهرًا.

ستُعقد جلسة المحاكمة التالية في تمام الساعة 9:30 من صباح يوم 17 آذار/مارس 2021.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

[2]    ملاحظة من مراقب المحاكمة: عادةً ما استخدم الأطراف بعض "الكلمات المفتاحية" لإنعاش ذاكرة الشهود بشأن فحوى إفاداتهم التي أدلوا بها للشرطة.

______________________________________________

لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.