3 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #24: نظرة واضحة للخطيب

داخل محاكمة أنور رسلان #24: نظرة واضحة للخطيب

محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 24 لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسة: 13 و14 كانون الثاني/يناير، 2021

>>التقرير 25

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط:[1]

اليوم الخامس والخمسون للمحاكمة – 13 كانون الثاني/يناير، 2021

سُمح لـP26 بإخفاء المعلومات الشخصية بسبب مخاوف بشأن سلامة عائلته وأدلى بشهادته حول اعتقاله مرتين في الخطيب. وأخبر المحكمة عن وجود تعذيب مستمر، واكتظاظ الزنازين، فضلًا عن سوء التغذية والظروف الصحية المروّعة. ونظرًا لأنه لم يكن لدى أي من الأطراف أي أسئلة أخرى، استمر القضاة في تلاوة ترجمة تقرير هيومان رايتس ووتش.

اليوم السادس والخمسون للمحاكمة – 14 كانون الثاني/يناير، 2021

واصل القضاة تلاوة الأجزاء الأخيرة من تقرير هيومن رايتس ووتش، قبل أن يدلي ألكسندر فراي، المفتش الجنائي في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية (BKA) بشهادته بشأن المستندات المبرزة في قضية إياد. وعُرِضت صور بطاقة هوية إياد الخاصة بإدارة المخابرات العامة أمام المحكمة. وأضيفت إفادة إياد، التي تمت تلاوتها في المحكمة في اليوم الواحد والخمسين للمحاكمة، رسميًا إلى ملف القضية كدليل وتمت تلاوتها مرة أخرى.


اليوم الخامس والخمسون للمحاكمة – 13 كانون الثاني/يناير، 2021

بدأت الجلسة متأخرة بواقع 10 دقائق لأسباب فنية، ونظرا لتأخر أحد القضاة جراء أزمة السير. وحضر الجلسة خمسة أشخاص وصحفيان في شرفة الجمهور.[2]وحضر د. بير شتوله عوضا عن محامي المدعين، د. باتريك كروكر، فيما حضرت شارلوت فورستر-بالدينيوس عوضا عن محامي المدعين خبيب علي محمد.

شهادة P26

رافق P26 في هذه الجلسة محاميتُه أنتونيا فون دير بيرنس، وأحد أصدقائه الذي جلس في شرفة الجمهور. ذكرت القاضي كيربر رئيسة الجلسة أن محامية الشاهد، أنتونيا، قد قدمت طلبا لدى المحكمة بتاريخ 8 كانون الثاني/ يناير، 2021 تطلب فيه السماح لموكلها بإخفاء المعلومات الشخصية التي من شأنها أن تكشف عن هويته الحقيقية، لاعتبارات تتعلق بخوفه على سلامة أفراد عائلته. وتلت القاضي كيربر نص الطلب الذي جاء فيه أن P26 يلتمس من المحكمة إخفاء المعلومات المتعلقة بهويته نظرا لوجود مخاوف منطقية إزاء احتمال تعرض أفراد عائلته للاعتداء كونهم يقيمون داخل سوريا. ولقد وقعت اعتداءات من هذا القبيل بحقهم في الماضي، حيث تم استدعاء والد P26 مرتين، وخضع للتحقيق بشأن مكان وجود ابنه. وتكرر نفس الأمر مع أشقائه، ما اضطرهم إلى الفرار ومغادرة سوريا. وأورد الطلبُ أيضا أن الشاهد حرص على عدم الاتصال بأفراد عائلته منذ أن غادر سوريا كي لا يشكل ذلك تهديدا لسلامتهم.

قال محامي أنور، بوكر، إنه لم يتلق الطلب المذكور، وطلب من المحكمة أن تزود جميع أطراف القضية بمثل هذه الطلبات أو الالتماسات حسب الأصول. وأضاف أنه لا توجد لديه مشكلة حتى الساعة في عدم حصوله على نسخة من الطلب المذكور.

ولم يعترض أي طرف من أطراف القضية على الطلب المقدم من P26. أعلنت القاضي كيربر رئيسة الجلسة أنه بموجب أحكام المادة 68 (3) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، قررت المحكمة أن تسمح للشاهد P26 أن يخفي المعلومات التي قد تُفضي إلى الكشف عن هويته نظرا لوجود مخاوف منطقية تكفي للافتراض بأن حياة أفراد عائلته، وسلامتهم الجسدية، وحريتهم سوف تكون معرضة للخطر كونهم يقيمون داخل سوريا. أضاف القاضي كيربر أن شهودا آخرين سبق لهم وأن أثاروا مخاوف مشابهة. وتُليت التعليمات على P26 وتم إعلامه بحقوقه كشاهد. وقال P26 إنه لا تجمعه أي علاقة بالمتهمين عن طريق المصاهرة أو النسب.

استجواب من قبل القاضي كيربر

استهلت القاضي كيربر رئيسة المحكمة الاستجواب بالإشارة إلى أن P26 قد أدلى بإفادته في ثلاث مناسبات أمام الشرطة الفرنسية والألمانية. وأضافت أنه لا يزال يتعين عليه أن يكرر قول كل شيء له علاقة بمواجهته مع النظام في سوريا، والمناسبات التي تم حبسه فيها. طلبت القاضي كيربر منه أن يبدأ بسرد قصته وحسب. قال P26 إنه شكل مجموعة ناشطين مع بعض أصدقائه، وإنهم كانوا يتحركون سلميا ضد النظام السوري. وإنه اعتُقل في المرة الأولى بتاريخ [حُجبت المعلومات] في شارع 29 أيار بدمشق.

قاطعته القاضي كيربر مستفسرةً عن السنة التي تم اعتقاله فيها أول مرة. فقال P26 إن ذلك كان في عام 2011.

قالت القاضي كيربر إنه ما من سبب يجعل P26 متوترا، وإن عليه أن يتابع حديثه. فتابع P26 قائلا إنه اعتُقل رفقة عدد من الأشخاص، ولكنه لا يذكر كم كان عددهم على وجه التحديد. وقال إنهم أُجبروا على ركوب حافلة صغيرة تعرضوا فيها للضرب والتعذيب. وحسب أقوال P26، فلقد تعرضوا للضرب بشكل متواصل منذ لحظة صعود حافلة الركوب الصغيرة وإلى أن وصلوا إلى الفرع 40. كما قال إن الضرب الذي تعرض له كان مؤلما جدا، لا سيما بعد تعرضه للضرب على رأسه أكثر من مرة، وسائر أنحاء ظهره، ووصولا إلى منطقة الرأس. وقال P26 إن أحد ا في السجانين في الحافلة جلس عليه كي يتمكن من ضرب شخص آخر. وأخبر السجان ذلك الشخص أن عليه أن يخبره عندما يغرز المسمار في ظهره. وقال P26 بعد ذلك إن السجان استمر في ضربه على رأسه أولا قبل أن ينهال بالضرب على وجهه أيضا. وقال إنه يتذكر قيام عدد من الأشخاص بضربه طوال الوقت إلى أن وصلوا إلى محطتهم الأولى، الفرع 40. كما أضاف P26 إنه أمضى بضع ساعات فقط في مسيرة اعتقاله [في المحطة الأولى قبل نقله مجددا]. وطلب السجانون من جميع المعتقلين إبراز بطاقات الهوية الخاصة بهم بادئ الأمر. وأُجبروا على الوقوف في طابور داخل ممر طويل وهم معصوبو الأعين، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم. وقال P26 إنه تم استدعاء المعتقلين واحدا تلو الآخر لدخول إحدى الغرف التي كان فيها ثلاثة أشخاص. وكان المكان يعج بالحركة الدائبة. وقال P26 إن أحد الأشخاص [في تلك الغرفة] داس رأسه بقدمه وسأله عن اسمه على الرغم من أن بطاقة الهوية كانت بحوزة ذلك الشخص. ثم سأله عن المزيد من المعلومات، وصعقه بالكهرباء من دون سبب وفق ما قاله P26. ووُصلت أسلاك جهاز الصعق بالكهرباء بقدم P26 قبل أن تُفتح الدارة الكهربائية لمدة دقيقة في كل مرة وبشكل متكرر. وطرحوا عليه عدة أسئلة، وصعقوه بالكهرباء أكثر من مرة، قبل أن يمسكوه بخشونة ويلقون به إلى الممر الطويل مجددا. وقال P26 إنه اضطُر للوقوف بمواجهة الجدار في الممر إلى أن فرغوا [السجانون] من باقي [المعتقلين الجدد]. وقال P26 إنه قد تم نقله بعد ذلك إلى فرع الخطيب. كما أخبر P26 المحكمة أيضا أن مدخل الفرع 40 ومخرجه كان عبارة عن درج ينهال فيه السجانون بالضرب على جميع المعتقلين سواء أكان ذلك أثناء نزول الدرج أم صعوده. واستخدم السجانون كل ما وقعت أيديهم عليه لضرب المعتقلين وعن طريق تسديد اللكمات لهم واستخدام الهراوات. وقال P26 إنهم اضطروا إلى نزول الدرج [في الفرع 40]، وإنه كانت معهم امرأة زميلة معتقلة هناك. وحسب ما أفاد به، اقتيدت المجموعة بعد ذلك إلى فرع الخطيب على متن حافلة ركوب صغيرة حيث استمر الضرب والتعذيب التعسفي داخلها. وعندما وصلوا إلى فرع الخطيب، اضطُروا إلى التوجه إلى الأسفل بنزول بضع درجات، ومن ثم الوقوف في منطقة تم تفتيشهم فيها بدنيا بالتزامن مع تعرضهم للضرب أيضا. وأضاف أن المرء تعرض للضرب بصرف النظر عمّا فعله أو لم يفعله. وقال P26 إنه حتى الأشخاص الذين تولوا قص الشريط البلاستيكي لنزع القيود عنهم انهالوا عليهم بالضرب بالمقصات التي بأيديهم أو طعنوهم بها. وقال P26 إنه قد تمت مصادرة جميع المقتنيات الشخصية للمعتقلين، وتم إعداد محضر بجميع تفاصيلها. واستذكر قائلا إنه تم جلبهم بعد ذلك إلى إحدى الزنازين. وأضاف أنها كانت الزنزانة رقم 13 إن لم تخنه ذاكرته. وأوضح أن سقف الزنزانة كان عاليا، مضيفا أن يديه كانتا لا تزالا مقيدتين عندما تم جلبه إلى الزنزانة مع إجباره على ألا يرفع بصره عن الأرض. وأمسك السجان برأس P26 وضربه بالجدار عند اقتياده إلى الزنزانة. وقال P26 إن السجان قد ألقى به إلى داخل الزنزانة، وإنه عند تلك اللحظة رفع رأسه للمرة الأولى وألقى نظرة قبل أن يُغمى عليه. وأوضح P26 أن المعتقلين الآخرين داخل الزنزانة قد وضعوه جانبا وحملوه إلى دورة المياه التي كانت داخلها وفقا لما قاله P26، موضحا أنها لم تكن مرحاضا بمعنى الكلمة وإنما عبارة عن مجرد فتحة في أرضية الزنزانة. وقال إن زملاءه المعتقلين قد حملوه ووضعوه جانب تلك الفتحة. ومن الواضح أنه ظل بتلك الحالة [فاقدا الوعي] ليلة واحدة أو اثنتين. وقال P26 إنه جرى اقتياده عقب ذلك للتحقيق. وقال أيضا إنه لا يزال يتذكر وجود فتىَ (صبي) في السابعة عشرة من عمره وقد انغرز برغي معدني في ظهره، وإنه تعرض للضرب على منطقة وجود البرغي تحديدا داخل حافلة الركوب الصغيرة [في الطريق إلى الفرع 40]. وقال إن ذلك الفتى نفسه قد تعرض للضرب وهو خلفه مباشرة، وذلك أثناء خضوع P26 للتحقيق أيضا. ووفقا لما أفاد به P26، كان التحقيق سطحيا، وتعرض في الأثناء للجلد على ظهره بالسوط على الدوام. ولكنه لم يعرف مدى قسوة الضرب الذي تعرض له الفتى خلفه، وإن كل ما يعرفه أنه قد تعرض للضرب فعلا. قال P26 إنه أنكر المشاركة في إحدى المظاهرات، وإنه أخبر المحقق أنه كان يعمل في أحد المكاتب القريبة من المكان. كما قال إن باقي الأسئلة كانت سطحية، وإنه تعرض للضرب مجددا. ثم غادر المحقق، وعندما عاد إلى الغرفة اُعيد P26 إلى زنزانته. وأضاف P26 أنه لم يوقّع على أي أوراق أو يبصم عليها أثناء التحقيق وبعده. كما أوضح أنه مكث في الزنزانة سبعة أيام تقريبا، وأن أشخاصا آخرين من مناطق أخرى [غير دمشق] تم إيداعهم في تلك الزنزانة أيضا، مضيفا أن أولئك الأشخاص قد حُملوا إلى داخل الزنزانة وقد غطت الدماء سائر أنحاء أجسادهم. وظل أحدهم فاقدا للوعي مدة ثلاثة أو أربعة أيام وفق تقدير P26. وقال إن ذلك الشخص لم يعد قادرا على أن يتذكر اسمه جراء ذلك. كما أضاف أن أشخاصا من أعمار مختلفة كانوا معتقلين في تلك الزنزانة. وكان أحد أولئك المعتقلين يعاني من الصرع، وأُصيب بنوبات بشكل متكرر، ولكن لم يقدم له أحد [من السجانين] أي مساعدة. وقال P26 إنه بعد مضي أسبوع واحد، تم نقله إلى فرع أمن الدولة [الفرع 285]. ثم سأل القضاة في المحكمة عمّا إذا كان ينبغي له أن يمضي في حديثه أم لا.

قالت القاضي كيربر قبل ذلك إن لديها سؤالا واحدا على درجة من التفصيل، وسألت P26 عن الصبي، وعما إذا كان هو نفس الفتى الذي كان على متن الحافلة، واثناء التحقيق. فأقر P26 ذلك، مضيفا أن الحافلة [الصغيرة] كانت تقل حوالي 16 شخصا ذلك اليوم. كما أوضح P26 أنه جلس وسط الحافلة على المقعد بجانب الممر الفاصل بين المقاعد، وأن أحد السجانين اضطر للدوس عليه كي يتمكن من الوصول إلى ذلك الفتى.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف بالضبط كيف تعرض الفتى للضرب، وكيف تم استخدام البرغي المعدني المذكور. فقال P26 إنه لم يشاهد البرغي، ولكن [السجان] أخبر الفتى أن يعلمه عندما يصبح البرغي مغروزا في ظهره.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف ما إذا استُخدم برغي أم مسمار في الواقعة. فقال P26 إنه سمعهما يتحدثان عن برغي معدني.

قالت كيربر إنها كانت تعتقد [في ضوء ما ورد في إفادات P26 في الشرطة] أنه تم استخدام عصى خشبية مزودة بمسامير في طرفها. فأقر P26 أنه كان بحوزتهم هراوة مزودة بمسامير أثناء وجودهم على متن الحافلة الصغيرة. وأضاف أنه كان بحوزتهم سياط، وهراوات بلاستيكية، وصاعقات، ونوع من أنواع الأحزمة أيضا. وافترض P26 أن الفتى قد ضُرب بالعصى المزودة بمسامير.

اعترض القاضي فيدنير، وسأل عمّا إذا كانت واقعة البرغي قد حدثت في وقت لاحق أو على متن الحافلة أيضا. فقال P26 إن الواقعة حدثت على متن الحافلة، مضيفا أنه تذكر أن الفتى الواقف خلفه [أثناء التحقيق] كان هو نفس الفتى المذكور على متن الحافلة.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف ما إذا قد تم الإفراج عن P26 عقب اعتقاله في المرة الأولى. فأنكر P26 ذلك، موضحا أنه قد جرى نقله إلى أمن الدولة [الفرع 285]. وقال إنه التقى هناك بآخرين شاركوا في نفس المظاهرة، واعتُقلوا في نفس وقت تعرضه للاعتقال. ولكنه لم يشاهد الفتى هناك، موضحا أنه لا يعلم ما حصل لذلك الفتى.

سألت القاضي كيربر P26 عمّا حصل له بعد ذلك. فقال P26 إنهم لم يفعلوا شيئا في الحافلة [أي أن السجانين لم يضربوا المعتقلين]. ولكن كان المعتقلون معصوبي الأعين، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم. وعندما وصلوا إلى أمن الدولة [الفرع 285]، حظوا باستقبال "عادي نسبيا". ووفقا لما قاله P26، تم تسجيل معلوماتهم الشخصية خارج المبنى، وفي مساحة أشبه ما تكون بالساحة الخلفية للمبنى جلس فيها أحد الضباط خلف طاولة مكتب. واضطر المعتقلون واحدا تلو الآخر إلى التوجه إلى تلك الطاولة كي يتم تسجيل معلوماتهم، وتسليم مقتنياتهم الشخصية. وقال P26 إنهم تعرضوا بعد ذلك للضرب "قليلا" قبل أن يتم إيداعهم في الزنزانة. وأضاف أن ما تعرضوا له كان مجرد "ضرب للاستقبال والترحيب". وقال P26 إنه يعتقد أن الزنزانة كانت تسمى "الزنزانة الشمالية"، وأنها كانت صغيرة نسبيا، ولكنها اكتظت بأكثر من 60 معتقلا داخلها. وقال إنه ثمة الكثير من الأشخاص ممن لم يتم التحقيق معهم أبدا، ولم يلحق بهم أي أذى. وأوضح P26 أنه قد خضع للتحقيق شخصيا بعد أسبوع واحد فقط. وُطرحت عليه أسئلة "غريبة". على سبيل المثال، أرادوا معرفة كم دفع ثمنا لمنزله. وقال إنه من الغريب أنه لم يتعرض للضرب أثناء التحقيق. قال P26 إنهم قد سألوه أيضا عن راتبه الشهري، ولم يسألوه شيئا عن المظاهرات. كما أوضح أنه في كل مرة يعود المعتقلون فيها من التحقيق إلى الزنزانة، اعتاد السجانون أن يدخلوا وأن يقف جميع المعتقلين في مواجهة الجدران. ثم ينتقي السجانون أحد المعتقلين وينهالون عليه ضربا. وأضاف P26 أن نفس الأمر تكرر أيضا في كل مرة نشب فيها شجار داخل الزنزانة أو إذا حدثت جلبة فيها. ووفقا لما أفاد به P26،اعتاد السجانون دخول الزنزانة أحيانا من دون سبب يستدعي ذلك. وقرروا في إحدى المرات أن ينهالوا بالضرب على مسنًٍ سبعيني. فقال المعتقل الذي يقف إلى جانب P26 إنه عليهم أن يضربوه هو بدلا عن ذلك المسن. وقال P26 إن السجانين قد انهالوا بالضرب على الاثنين معا. وأوضح P26 أن طريقة تعرضهم للضرب كانت تقتضي أن يستلقي المعتقل أرضا، قبل أن تُرفع قدماه باستخدام البندقية. ثم يبدأ الضرب على أخمص القدمين بعصى خشبية. وأشار P26 أيضا إلى أنه يتذكر حصول إعدامات أثناء اعتقاله لدى أمن الدولة [الفرع 285]. ففي عصر أحد الأيام، كانت الزنزانة تهتز. وداهم السجانون الزنزانة، وصرخوا قائلين إنه يتعين على الجميع أن يستلقوا أرضا ويبقوا هادئين. فقال P26 إنهم قد انصاعوا جميعا للأمر، ولم يأتوا بحركة أو يصدروا صوتا. ثم جلبوا لهم وجبة الغداء. وأوضح P26 قائلا إنه ثمة فتحة مغطاة بصفيحة معدنية يتم نزعها ومن ثم إعادة وضعها [بعد إعطائهم وجبة الغداء من خلالها]. وأوضح أن كل شيء عاد إلى طبيعته بعد تلك الواقعة. وقال P26 إنهم لم يتمكنوا من النوم في إحدى الليالي جراء وصول الكثير من المعتقلين الجدد إلى الزنزانة المجاورة لزنزانتهم، وتعرض أولئك المعتقلين للضرب طوال الليل.

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة عن مكان حدوث ذلك كله. فقال إن ذلك حدث في أمن الدولة [الفرع 285].

سألت القاضي كيربر عن الاسم الآخر الذي يُعرف به فرع أمن الدولة. فقال P26 إنه فرع تابع لإدارة المخابرات العامة في كفرسوسة. وأضاف أيضا أنه وبناء على الصرخات المختلفة التي سمعها، استطاع أن يخمن أن نحو 45 شخصا كانوا في الممر الواقع مباشرة أمام الزنزانة التي كان معتقلا فيها. قال P26 إنه تمكن هو وزملاؤه من مراقبة ما يحدث في الممر من خلال الفجوة الكائنة أسفل باب زنزانتهم. وقال أحد زملائه في الزنزانة إن المعتقلين الجدد كانوا من حمص.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف ما إذا كان فرع الخطيب أسوأ من فرع كفرسوسة أم العكس. فقال P26 إن تجربة اعتقاله الأولى في فرع الخطيب كانت أسوأ. وأما في المرة الثانية، فلقد كان الفرعان على نفس القدر من السوء. وأضاف P26 أن الفرعين كانا بنفس الدرجة من حيث قسوة الضرب المبرح.

طلبت القاضي كيربر من P26 أن يخبر المحكمة عن نهاية فترة اعتقاله الأولى والثانية. فقال P26 إنه ظل معتقلا مدة 21 يوما في فرعي الخطيب وكفر سوسة قبل أن يتم الإفراج عنه عقب صدور عفو. ثم صحح نفسه قائلا إن مدة اعتقاله وصلت في مجموعها إلى 28 يوما.

سألت القاضي كيربر عن موعد عودته إلى منزله، ومتى تم اعتقاله في المرة الثانية. قال P26 إنه اعتُقل في المرة الثانية بتاريخ 5 نيسان/أبريل، 2012، وإنه اعتُقل رفقة مجموعة من الأشخاص. ويذكر أنهم كانوا في أحد المكاتب يومها للعمل على أحد المشاريع لحظة تعرض المكان للمداهمة. قال P26 إن الأشخاص الذين داهموا المكتب حملوا بنادق آلية، وقاموا بتفتيش المكتب.

أرادات القاضي كيربر أن تعرف ما إذا كان P26 موجودا في المكتب لحظة تعرضه للمداهمة. قال P26 إنه كان قد وصل للتو لحظة تعرض المكتب للمداهمة، وأضاف أن أحد عناصر قوة المداهمة [المسلحين] وقف عند الباب لحظة وصول P26. ووفقا لما قاله P26، كان الذين داهموا المكتب مسلحين. وكانت قاعة المكتب على شكل زاوية قائمة أو شكل حرف "L" بالإنجليزية، وجلس الأشخاص في الزاوية، وجلس P26 إلى جانبهم. وكانت هناك غرفة مكتب أخرى مجاورة وفق ما قاله P26، ولكنها مغلقة. وأضاف P26 أن إحدى الزميلات تحدثت مع أحد المسلحين، وسألته عمّا كانوا يريدونه من المجموعة. وأصر أولئك الرجال على تفتيش المكتب، فحاول أحد أفراد مجموعة P26 أن يخفي بعض الأشياء. قال P26 إن ذلك الشخص عمد إلى إلقاء أجهزة الحاسوب المحمولة من النافذة. وأخذ P26 أحد الأجهزة اللوحية "آيباد" ووضعه في حقيبة، وأخفاها في المكتب. أوضح P26 أن عناصر المداهمة لم يعثروا على شيء بادئ الأمر، ولكن عاد قائد القوة ونظر خارج النافذة فشاهد الأجهزة ملقاة في الشارع. فتوجه أحد العناصر لجمع الأجهزة الموجود في الأسفل، وتمكنوا من العثور على الجهاز اللوحي "آيباد" في نهاية المطاف. وأوضح P26 أنه قد أخبرهم بادئ الأمر أن الجهاز اللوحي هو ملك له، فأُجبر على إدخال كلمة المرور الخاصة به. ورفض القيام بذلك في البداية، ولكن مع استمرار التهديدات (ولكن من دون أن يتعرض للضرب)، قام بإدخال كلمة المرور. قال P26 إنه بالتزامن مع إدخال كلمة المرور، بدأت إشعارات الرسائل التي بعثها إليه صديقه بالظهور على الشاشة مع ما تظهره من صور ومقاطع قصيرة مصورة للمظاهرات. فقرروا حينها أن يعتقلوه، وفقا لما قاله P26، وغطوا رأسه بسترته، وقيدوا يديه، وأدخلوه في سيارة. وقال P26 إنهم عادوا بعد ذلك وقد حملوا معهم كل الأجهزة، وجلبوا معهم جميع أفراد المجموعة التي كانت في المكتب. ثم توجهوا إلى الفرع 40، تماما كما حصل في المرة الأولى التي اعتُقل فيها. وأوضح P26 أن الفرع كان هذه المرة شبه خاوٍ على النقيض من المرة الأولى. ويتذكر أيضا أن الفرع كان مكتظا جدا اثناء فترة اعتقاله الأولى، وأن الممر كان يغص بالأشخاص الذين يتعرضون للضرب. ووفقا لما أفاد به P26، كان هناك ضابطان أو ثلاثة فقط عندما جرى اعتقاله في الفرع في المرة الثانية. ولم يكن بوسع المرء أن يسمع أو يرى شيئا. قال P26 إن الضباط بادروا إلى السؤال عن الأجهزة وغيرها من المتعلقات حتى قبل أن يقوموا بتسجيل معلوماته الشخصية. كما أوضح P26 أنه كان في إحدى الغرف بحضور شخص برتبة عقيد، أو على الأقل تلك هي الرتبة التي خاطبه بها الجندي على حد قول P26، الذي تابع وأخبر المحكمة أن جميع الأجهزة والمتعلقات المضبوطة من المكتب كانت بحوزة ضباط الفرع 40، وأن أسئلتهم الموجهة إليه وإلى أصدقائه كانت تتمحور حول تلك الأجهزة.  قال P26 إنهم لم يتوقفوا عن طرح الأسئلة على الرغم من أن كل شيء كان بحوزتهم. وتم التحقيق معه ومع أصدقائه واحدا تلو الآخر. وقال إن أحد الجنود وقف خلفه وضربة بركبته على أعلى عضلة الفخذ. وقال إنه قد سقط أرضا في إحدى المرات من شدة الضرب وليبادر ذلك الجندي برفعه للوقوف مجددا. قال P26 إنه لا يتذكر ما فعله ذلك العقيد، ولكن يتذكر أنه كانت تتم مساعدته على النهوض في كل مرة وقع فيها أرضا، ومن ثم يتم التحقيق معه مجددا. وأوضح P26 أنه قدّم إجابات كاذبة قبل أن يتم اقتياده إلى الأسفل عبر الدرج حيث قيل له إن عليه أن يقوم بإدخال كلمة المرور الخاصة بحسابه على فيسبوك. كما أوضح أن الزملاء في المجموعة اتفقوا على أنه إذا تعرض أحدهم للاعتقال، فسوف يبادر باقي أفراد المجموعة إلى حذف حسابه. وقال أيضا إنه كان هناك ثلاثة أشخاص في القبو. وانهال الجنود بالضرب عليهم على الدوام [أي P26 ورفاقه] لأنهم كانوا عراة الظهر أصلا. أوضح P26 أن الجنود ضربوه، ثم سكبوا الكحول على جراحه. واقتيد هو وزملاؤه إلى غرف مختلفة، وخضع P26 للتحقيق بشأن كلمة المرور الخاصة به مجددا. قال P26 إنه تعذر عليه الدخول إلى الحساب كونه قد تم حذفه قبل ذلك. ولكن لم يصدقه المحقق، واستمر في التحقيق. وقُيدت قدماه بحزام البندقية، وضُرب على أخمص القدمين (الفلقة). وقال P26 إنه اقتيد بعد ذلك إلى مكان فارغ أسفل الدرج رفقة بعض أفراد مجموعته. وأوضح P26 أنه لم يتمكن من النوم نظرا لضيق المكان. وتجدد الإجراء نفسه في صباح اليوم التالي، ولكن لم يُسمح [للسجانين] بوضع يدهم على أي شخص من مجموعة P26. وقال إنه لا يعلم لماذا حصل ذلك. ثم اقتيد أفراد المجموعة بعد ذلك إلى فرع الخطيب باستثناء زميلتهم. وأجبروا على التوجه إلى الأسفل عبر الدرج جين وصولهم إلى فرع الخطيب، واتضح لهم من فورهم أن الأشخاص الموجودين هناك لم تكن لديهم أدنى فكرة عن سبب وجود P26 وأفراد مجموعته في الفرع. وأوضح أنهم في الأثناء لم يكونوا معصوبي الأعين أو مقيدي الأيدي، وأن كل ما فعلوه حينها هو الجلوس والانتظار. واستفسر أحد السجانين عن أسمائهم، ولكنه لم يدونها على حد قول P26. وكان الممر الذي اضطروا للانتظار فيه ضيقا نسبيا، وفيه أشخاص صدرت بحقهم عقوبات عسكرية. وقال إن أولئك الأشخاص مكثوا هناك نحو خمسة أيام. وذكر مجددا أن موظفي فرع الخطيب لم يعرفوا سبب وجوده مع زملائه في الفرع، وأن التحقيق معهم كان سريعا نسبيا، ولكن لم يتم التحقيق معه شخصيا، ولا مع اثنين من زملائه. قال P26 إنه أُلقيت عليهم محاضرات ومواعظ حول التمييز بين الرأسمالية والليبرالية، وإنه من الواضح أن المعنيين في الفرع لم تكن لديهم أدنى فكرة عن سبب وجوده مع زملائه هناك. وقال إن الوضع كان مضحكا نوعا ما كونهم قد التقوا بأحد السجانين الذين "استقبلوهم ورحبوا بهم" حين وصولهم إلى الفرع 40. وقال إنه لن يشعر بأنه على ما يرام إذا لم ينهال بالضرب على شخص ما، ومع ذلك، فلقد عومل P26 وأصدقاؤه معاملة "عادية" لخمسة أيام على حد قول P26 في المحكمة.

أرادت القاضي كيربر أن تستوضح بشأن ما إذا ظل P26 وأصدقاؤه في الممر طوال الأيام الخمسة. فأقر P26 ذلك.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف أيضا إذا تحدث P26 مع الأشخاص الذين ذكر أنه قد أُوقعت بحقهم عقوبات عسكرية. لم يفهم P26 السؤال، فأوضحت القاضي كيربر أنها تشير إلى الأشخاص الذين كانوا يقفون في الممر وتحدث P26 عنهم للتو. أوضح P26 أنهم ليسوا جميعا من عناصر فرع الخطيب أو الفرع 40 بالضرورة، ولكنهم كانوا ضباطا أُوقعت عليهم أشكال من العقوبة.  كان بينهم جنديان، وشرطي من أحد مراكز الأمن في دمشق بينما كان الرابع أحد عناصر الفرع.

سألت القاضي كيربر P26 إذا كان قد تحدث مع أولئك الأشخاص أم لا. فقال P26 إنه تحدث فقط مع أحدهم، وكان عنصرًا في الفرع 40.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف إذا كان لدى ذلك الشخص علم بهوية الثلاثة الآخرين. فقال P26 إنهم لم يكونوا معصوبي الأعين أو مقيدي الأيدي، وبالتالي كان بإمكانهم أن يتحدثوا مع بعضهم البعض.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف ما ارتكبه هؤلاء الأشخاص، ونوع العقوبة التي أوقعت بحقهم. أضافت القاضي كيربر أنها مهتمة أن تعرف المزيد عمّا كان يحصل داخل أجهزة النظام. قال P26 إنهما لم يتحدثا عن التفاصيل، وإن العقوبة التي أوقعت بحق الشرطي كان عبارة عن الحبس 14 يوما لتغيبه عن عمله بدون تقديم عذر حسب الأصول. وقال P26 إنه لا يعرف أي شيء عن الثلاثة الآخرين. ولم يرغب أحدهم بالحديث مع أحد أصلا. وعموما فلقد كانوا جميعا حذرين جدا في انتقاء كلماتهم خوفا من وجود من يسترق السمع أثناء الحديث على حد قول P26.

سألت القاضي كيربر عمّا حدث بعد ذلك، أي بعد أن أمضوا 5 أيام في ذلك الممر. قال P26 إن أحد أصدقائه كان على وشك أن يتم الإفراج عنه حيث توجه لاستلام مقتنياته ومن ثم المغادرة. ولكن لم يعثروا على مقتنياته الشخصية، وأدركوا أخيرا من أين جاء هو وأصدقاؤه، وطلبوا استلام مقتنياتهم من الفرع 40. وقال P26 إنه في تلك اللحظة أدركوا سبب وجوده مع أصدقائه هناك [أي فرع الخطيب]. وأوضح P26 أنهم اضطُروا جميعا للمكوث ولم يسمح لهم بالمغادرة جراء ذلك. وسأل الضباط جميع أفراد المجموعة عن الأجهزة والمتعلقات العائدة له، ثم أودعوا أفراد المجموعة في زنازين مختلفة. وقال P26 إنه أودع في زنزانة رفقة اثنين أو ثلاثة من أفراد مجموعته بادئ الأمر. وبدت الزنزانة التي كانوا فيها وكأنها صالة طعام (كافتيريا) تم تعديلها لأغراض احتجاز الأشخاص، ولها سقف معدني من "الزينكو "على ارتفاع كبير. وعلى حد قول P26، كانت هناك نافذة في تلك الزنزانة تطل على مكتب مدير السجن. كما كان هناك ثلاث غرف للتحقيق، ولم تبد الزنزانة في واقع الأمر وكأنها تشبه الزنازين المعهودة. وأضاف P26 أنه كان في الزنزانة السيراميك، واحتُجز فيها ما بين 100 و200 شخص. قال P26 إن دورة المياه (الحمام) في تلك الزنزانة كانت معطلة، وهو ما أدى إلى حصول حادثة مضحكة نوعا ما. وذكر P26 أن أحد المعتقلين اضطر لاستخدام المرحاض ولكن المقعدة كُسرت بمجرد جلوسه عليها، وتسبب له بجروح في إليته. ولكن ذلك لم يكن هو الجزء المضحك في تلك الحادثة على حد قول P26، حيث جرى استبدال مقعدة المرحاض بعدها، وفتح مدير السجن النافذة وألقى خطابا عن كرم النظام وبشار الأسد على الرغم من جحود المعتقلين. قال P26 إن الوضع كان غريبا جدا. وأوضح أيضا أن التحقيق الأول معه لم يستغرق طويلا، حيث وُجهت له أسئلة للاستفسار عن اسمه، قبل أن يُضطر إلى الانتظار في الخارج [أي خارج غرفة التحقيق]، ومن ثم يتم اقتياده إلى زنزانة مختلفة. كانت الزنزانة الأخرى صغيرة نسبيا، بمساحة 4*5 متر تقريبا، ولكن ذلك لم يحل دون الزج بنحو 65 شخصا فيها. قال P26 إنه يبدو أن تلك الزنزانة كانت تستخدم كمكتب فيما مضى، ولكن سُدت نوافذها بالطوب. وكانت ضيقة جدا بحيث ما كان بوسع المرء أن يطأ أرضيتها بكلتا قدميه في وقت واحد، ما اضطرهم إلى الوقوف على قدم واحدة لفترة معينة ثم رفعها والوقوف على القدم الأخرى لفترة وهكذا دواليك. أضاف أيضا أن الطريقة الوحيدة للنوم كانت أثناء الوقوف على إحدى القدمين، واستمر الحال كذلك طوال ثلاثة أو أربعة أيام. ولخص P26 الوضع قائلا إن ذلك هو السبب الذي دفع ببعض المعتقلين في تلك الزنزانة إلى أن يُجن أو يفقد عقله.

طلبت القاضي كيربر من P26 أن يشرح ما الذي يعنيه بقوله إن "البعض قد جُن أو فقد عقله". قال P26 إن بوسعه أن يورد مثاليْن على ذلك. تتعلق الواقعة الأولى بشاب يبلغ من العمر 19 أو 20 عاما بدأ فجأة بالصراخ على P26. وقال P26 إن ذلك الشخص صرخ عليه قائلا "أنا لم أكن معك في تلك الصورة، انظر إلى هاتفي". وقال P26 إنه لم يفهم ما الذي كان ذلك الشخص يتحدث عنه كونه تلفظ بأشياء من دون أن يكون سياقها واضحا. وعلى حد قول P26، قال ذلك الشخص جملة من قبيل "أنا لم أقم بخيانتك". قال P26 إن ذلك الوضع استمر ليومين، وإن ذلك الشخص تلفظ بألفاظ نابية وشتائم كثيرة. وفي الواقعة الثانية، تظاهر أحد المعتقلين بأنه يقود سيارة داخل الزنزانة، كما لو أنه كان ينقل ركابا إلى منطقة أخرى، وقال: "كلا، لا يمكننا أن نسلك هذا الطريق لأن هناك حاجزًا عسكريًا (نقطة تفتيش)، وعلينا أن نعود أدراجنا".

سألت القاضي كيربر ما إذا كان ذلك الشخص يتظاهر بأنه سائق سيارة أجرة. فأقر P26 ذلك، وأضاف إن الوضع كان غريبا جدا.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف ما إذا عاد أولئك الأشخاص إلى صوابهم لاحقا. فأقر P26 ذلك، موضحا أن الأشخاص عادة ما عادوا إلى طبيعتهم، ولكن لم يتذكروا شيئا إذا أخبرهم أحد بما بدر منهم. وقال P26 إن مثل تلك الحالات استمرت لمدة يومين أحيانا. ثم قال أيضا إن المعتقلين تراهنوا فيما بينهم حول هوية الشخص التالي الذي سوف يصبح مجنونا ويفقد عقله. قال P26 إنه أصيب بحمى شديدة في إحدى المرات (حيث بلغت حرارته 40 درجة مئوية)، ولم يكن يعرف ما يدور حوله، وحينها قال له الآخرون أن دورك قد حان لكي تفقد عقلك. وعلى حد قول P26، فيبدو أنه تحدث حينها عن رغبته بالعودة إلى منزله أثناء معاناته من الحمى، وأضاف أنه لا يعلم إن كان ذلك صحيحا أم لا، وأن كل ما يتذكره هو معاناته من الحمى الشديدة، وأنه كان مستلقيا في حجر أحدهم الذي حاول أن يبرد حرارة جبهته. وأسهب P26 واصفا أنه مكث في تلك الزنزانة مدة أسبوعين تقريبا قبل أن يتم اقتياده للتحقيق. وأُجري التحقيق في الطابق الأول أو الثاني، على حد قول P26، لأنه صعد بضع درجات فقط إلى الأعلى، ما يعني أن غرفة التحقيق كانت في الطابق الأول [أو الطابق الأرضي بالأحرى لأن P26 قال إن الزنازين كانت في القبو]. كما قال P26 إنه لم يكن معصوب العينين حين دخوله غرفة أشبه ما تكون بالمطبخ (نظرا لوجود حوض/مغسلة داخلها). ثم جُلب إلى غرفة التحقيق. وقال P26 إنه كان بوسعه أن يسمع صرخات أشخاص بين الفينة والأخرى، فافترض أن بعض الأشخاص يتعرضون للضرب بينما لم يتم ضرب الآخرين. وقال P26 إنه كان معصوب العينين حين دخوله غرفة التحقيق، وإنه اضطُر إلى الجثو على ركبتيه، وتم تقييد يديه خلف ظهره. ووفقا لما قاله P26، فلقد سألوه عن اسمه، وكلما أنكر ما يُسئل عنه كان يتعرض للجلد بالسوط، أو للركل، أو الضرب باللكمات على رأسه، ولكن لم يتم صعقه بالكهرباء. قال P26 إنه اضطر أن يبصم على وثيقة من دون أن يعرف محتواها، وذلك قبل أن تتم إعادته إلى الزنزانة في الطابق السفلي. وعلى حد قول P26، جُلب صبي يبلغ من العمر 14 عاما إلى زنزانتهم، وذلك بعد أن عاد لتوه من جلسة التحقيق معه. وقال P26 إنه كان من المعتاد أن يتعرض المعتقل للضرب أثناء اقتياده إلى الزنزانة. ولكنهم ألقوا بذلك الفتى إلى داخل الزنزانة قبل أن يتم اقتياده إلى خارجها مجددا بعد 30 دقيقة. وأوضح P26 إن ذلك الفتى كان يتم اقتياده وضربه بشكل متكرر كل 30 دقيقة ولمدة يومين على التوالي. وعندما سأله عن سبب معاملتهم له علىأهذا النحو، قال الفتى إنه عند وصوله إلى الفرع كانت يداه مقيدتين خلف ظهر، وأنه أوقع كرسي المحقق بعدما اصطدم به من غير قصد، وإن ذلك هو سبب تعرضه للضرب بشكل متكرر. وقال P26 إنه في كل مرة عاد فيها الفتى إلى الزنزانة، كانت قدماه تنزفان دما. وحاول P26 أن يعمل على تبريد قدمي الفتى وأن يخفف من ألمه. وأخبر الفتى P26 أنهم كانوا يبحثون عن شقيقه، وأن ذلك هو السبب الذي أدى إلى التحقيق معه بادئ الأمر. وقال P26 إن الفتى اختفى في أحد الأيام. وعلى حد قول P26 فلقد تم اقتياده مجددا [أي P26 نفسه] إلى أمن الدولة [الفرع 285] بعد 21 أو 23 يوما من اعتقاله. وقال إن تلك المجموعة قد تم تفريقها عند وصولها هناك، وأن شخصا واحدا فقط من أفراد مجموعته كان برفقته عندما أخذوا P26 جانبا وسألوه عن اسمه. وقال إنه اقتيد بعدها إلى المنفردات حيث كانت أبعاد تلك الزنزانة حوالي 2*3 متر اعتُقل فيها نحو 20 شخصا. وأضاف أنه وكما حصل في فرع الخطيب كان هناك شخص يعاني من سلس البول في الزنزانة، وأنه تبول على باقي المعتقلين على الدوام. وقال P26 إنه تم الإفراج عنه بعد أسبوع واحد.

شكرت القاضي كيربر رئيسة الجلسة P26 منوهةً بأنه لا يزال لديها عدد آخر من الأسئلة كي تطرحها عليه. قال P26 إن ما أخبر به المحكمة للتو هو مجرد ملخص مقتضب لتجربته أثناء الاعتقال. قالت القاضي كيربر إن الملخص الذي تفضل به كان وافيا، وإنها أرادت أن تعرف ما إذا تمكن من مشاهدة المحقق أثناء التحقيق معه في المرة الثانية في فرع الخطيب. فنفى P26 ذلك.

سألته القاضي كيربر نفس السؤال حول التحقيق معه في المرة الأولى. فنفى P26 ذلك أيضا.

أرادت القاضي كيربر أن تعرف ما إذا شاهد أحد المحققين عموما. فنفى P26 ذلك.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا ابتكر المعتقلون ألقابا للإشارة بها إلى سجانين بعينهم. فأكد P26 ذلك، وأضاف أن أحد السجانين من حمص كان يُنادى باسم "علي". وأما الآخر الذي دأب على جلب الفتى المذكور كل 30 دقيقة فكانت كنيته "أبا غضب". وأضاف P26 أن أبا غضب كان معروفا بكونه أكثر السجانين قسوة ووحشية.

أرادت كيربر أن تعرف ما إذا كان P26 يعرف عن أساليب وطرق تعذيب معينة مستخدمة في فرع الخطيب من قبيل الدولاب، والكرسي الألماني، أو تعليق الأشخاص من أذرعهم مع بقاء أقدامهم معلقة بالهواء على مسافة 10 سم من الأرض. أضافت كيربر أنه تناهى إلى مسامع المحكمة شيء من هذا القبيل بخصوص أساليب تعذيب مشابهة من أشخاص آخرين سبق وأن اعتُقلوا لدى فرع الخطيب. قال P26 إنه لم يشاهد الكرسي الألماني، ولكنه شهد على استخدام أسلوب الدولاب في زنزانته. وقال إن السجان أبا غضب دخل الزنزانة رفقة سجان آخر وانهالوا ضربا على المعتقلين بشكل عشوائي لا على التعيين. وحينها أجبرا أحد المعتقلين على أن يقحم جسده عنوة داخل الدولاب. وقال P26 أن تلك الواقعة هي التي كان شاهدا فيها على استخدام الدولاب، وأضاف أنه سمع الكثير من الصرخات الصادرة عن أشخاص آخرين.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا شاهد P26 سلاسل أو آلية معينة لتعليق الأشخاص من السقف. فنفى P26 ذلك.

أرادت كيربر أن تعرف المزيد عن توفر العلاج في الفرع 251. فقال P26 إنه توفر شكل من أشكال العلاج، ولكنهم لم يحصلوا على العلاج الكافي. وأضاف أنه إذا احتاج أحدهم شيئا ما، كانوا يجلبون له أي دواء متوفر لا على التعيين.

سألت القاضي كيربر P26 عمّا إذا تلقى هو أي علاج عندما أُصيب بالحمى. فقال P26 إنه تلقى حقنة يومها.

سألته القاضي كيربر عمّا إذا كان يعرف ما هي المادة التي تم حقنه بها. فنفى P26 ذلك.

***

[استراحة لمدة 20 دقيقة]

***

استجواب من قبل القاضي فيدنير

شكر القاضي فيدنير P26 على الوصف المفصل الذي أورده، وقال إنه سوف يحاول أن يطرح عليه مجموعة من الأسئلة تراعي التسلسل الزمني للأحداث، مع التركيز على فرع الخطيب والتحقيق معه هناك. سأل القاضي فيدنير أولا عن سبب اعتقال P26، وأراد أن يعرف ما الذي شاهده في مظاهرات عام 2011، فيما يتعلق بالقبض على المشاركين فيها، وإطلاق النار عليهم. قال P26 إنه اعتُقل المرة الأولى على هامش مظاهرة في شارع 29 أيار. وقال إن تلك المظاهرات كانت تُعرف باسم "مظاهرات النت". وأوضح P26 أنه كان أحد أعضاء مجموعة نظمت المظاهرات عند إحدى دور السينما في دمشق. وبدأوا يطلقون هتافات حين قدوم قوات الأمن، وانهال عناصرها بالضرب على المشاركين في المظاهرة. وأوضح P26 أنه جرت العادة في حال اعتقال متظاهرين من الشباب أن تبادر المشاركات إلى إخبار قوات الأمن أن أولئك الرجال هم أشقاؤهن، أو رفاقهن وما إلى ذلك. كما قال P26 أنه بادر إلى الفرار بادئ الأمر ذلك اليوم عندما سمع صوت إطلاق النار، وعرف أن الفتيات سوف يحاولن أن ينتزعن الشباب من أيدي عناصر قوات الأمن، فقرر أن يعود أدراجه. وحسب ما قاله P26، تعرض الجميع للضرب يومها لأن عناصر قوات الأمن كانوا مسلحين. ويتذكر P26 أن أحد العناصر كان مسلحا ببندقية آلية بينما حمل الآخر بندقية عادية. وحينها تم إلقاء القبض على جميع من كان في المظاهرة.

أشار فيدنير إلى أن P26 قد ذكر سقوط الكثير من الأشخاص قتلى في المظاهرات، وسأله عمّا إذا شاهد بعينه مقتل أحد في تلك المظاهرات. فأقر P26 ذلك. فطلب منه فيدنير أن يعطي المزيد من التفاصيل. قال P26 إنهم اضطروا في إحدى المرات إلى إعادة [جثة] أحدهم إلى أسرته بالسيارة. أوضح P26 أنهم شاهدوا بقعة ضوء حمراء منبعثة من بندقية أحد القناصة وقد صوبها على جسد ذلك الشخص، فما كان من الجميع إلا أن فروا بعيدا عنه. وبعد ذلك بفترة وجيزة، أصبح ذلك الشخص جثة هامدة. وحصل ذلك في شهر رمضان على حد قول P26.

استفسر القاضي فيدنير عن السنة التي حصلت فيها تلك الواقعة. فقال P26 إن ذلك حصل عقب اعتقاله في المرة الأولى وقبل اعتقاله في المرة الثانية، ولكنه لا يذكر التاريخ الدقيق بالتحديد، وأن كل ما يذكره هو أنهم نقلوا جثة ذلك الشخص في المقعد الخلفي للسيارة، وذهبوا بها إلى عائلة المتوفى.

أراد القاضي فيدنير أن يعرف ما إذا شاهد P26 جثثا أثناء وجوده رهن الاعتقال. فنفى P26 ذلك، مضيفا أنه شاهد الكثير من الأشخاص في "حالة سيئة جدا جدا" ولكن لم يكن بينهم موتى.

أشار القاضي فيدنير إلى أن P26 ذكر أن أجساد المعتقلين كانت مغطاة بالدماء، وطلب منه أن يصف له كيف كانت عليه أحوال زملائه المعتقلين معه في فرع الخطيب. أوضح P26 قائلا إنه وكما ذكر آنفا قد أُودع في زنزانة قديمة وكبيرة أثناء اعتقاله في المرة الأولى في فرع الخطيب. وكانت الزنزانة تؤوي أكثر من 100 معتقل مستلقين داخلها بكل بساطة. ووصف P26 الوضع قائلا إنه كان هناك مساحة كافية داخلها كي يجلس بعض المعتقلين على الأرض (وشرح بذلك سبب اعتقاده بأن البعض كان ببساطة مستلقيا داخل الزنزانة). كما أضاف أنه في أحد أيام الجُمَع جلب السجانون معتقلين جددا إلى الزنزانة. وكان أحدهم مغطى بالدماء، وكانت ثيابه ممزقة. وكان لا يزال فاقدا للوعي على حد قول P26، وألقي به في الزنزانة وهو على تلك الحال. كما أخبر P26 المحكمة أيضا عن أحد المعتقلين الذي كان يعاني من نوبات الصرع، ورفض السجانون توفير الأدوية له. ووفقا لما قاله P26، كان هناك معتقل آخر أصبح عاجزا عن الحركة، وإنه لم يعرف السبب وراء تلك الحالة التي كان يعاني منها. وخلص P26 إلى أن ظروف المعتقلين كانت رديئة جدا بشكل عام. وبدت على بعضهم آثار الكدمات من الضرب على منطقة الوجه، وكانت الدماء تغطيهم. وأضاف P26 أن الطعام كان رديئا، وأن المعتقلين تعاركوا بشأن الحصول على الطعام نظرا لأنه تم تزويد جميع من في الزنزانة بخمسة أوعية صغيرة الحجم لا أكثر. وتجمهر المعتقلون عند الباب، ثم يتولى أحدهم استلام الأوعية الخمسة كي يوزعها على جميع المعتقلين في الزنزانة. واضطروا إلى تقسيم كل الكميات إلى أجزاء صغيرة كي يتسنى لكل شخص أن يحصل على شيء من الطعام على الأقل. ولخص P26 الموضوع بقوله إن ذلك كان هو وجبة الغداء لهم جميعا. وإن كل ما حصلوا عليه لوجبة الإفطار كان عبارة عن 3 أو 4 حبات من الزيتون لكل معتقل. كما حصلوا أحيانا على بعض المربّى وكسرة من الخبز. وأوضح P26 أن رغيف الخبز كان من الحجم العادي ولكن كان نصيب كل شخص مجرد كسرة خبز لأنهم اضطروا لتقسيم الخبز المتاح بما يكفي الجميع.

أراد القاضي فيدنير أن يعرف ما إذا كانت أوضاع التغذية متشابهة في كلتا الحالتين اللتين اعتُقل فيهما P26 في فرع الخطيب، أم إذا كانت الأوضاع في إحدى المرتين أسوأ من الأخرى. فقال P26 إن الأمور كانت بنفس القدر من السوء في كلتا المناسبتين اللتين اعتُقل فيهما.

استفسر القاضي فيدنير عمّا إذا كان P26 قد فقد شيئا من وزنه. فأقر P26 ذلك، وأضاف أنه يتمنى أحيانا لو أنه بقي نحيلا وبنفس ذلك الوزن.[3]

أراد القاضي فيدنير أن يعرف ما إذا تدهورت الحالة الصحية للأشخاص الذين ذكرهم P26 للتو أم أنهم حصلوا على العلاج المطلوب. فقال P26 أن حالتهم ظلت كما هي حتى لحظة مغادرته للزنزانة، وأنهم لم يتلقوا علاجا من أي نوع.

أراد القاضي فيدنير أن يستوضح ما إذا كان ذلك أثناء فترة اعتقال P26 الأولى في فرع الخطيب. فأقر P26 ذلك.

سأل القاضي فيدنير P26 عن طول المدة التي أمضاها في فرع الخطيب أثناء فترة اعتقاله الأولى. فقال P26 إنه مكث نحو أسبوع هناك في المرة الأولى، وحوالي 23 يوما في المرة الثانية التي اعتُقل فيها.

أراد القاضي فيدنير أن يعرف كيف علم P26 أنه معتقل في فرع الخطيب. فقال P26 إن الأشخاص الذين كانوا معتقلين هناك قبله أخبروه بذلك، وإنه أصبح يعرف المكان أصلا في المرة الثانية التي اعتُقل فيها.

أشار القاضي فيدنير إلى أن P26 قد ذكر أنه فقد وعيه بادئ الأمر عند اعتقاله في المرة الأولى، وأراد أن يعرف إن كان ذلك ناجما عن تعرضه للضرب أم لأسباب أخرى. فأكد P26 أن فقدانه للوعي ناجم عن كثرة الضرب، وأضاف أنه تعرض للضرب بشكل مستمر منذ لحظة اعتقاله وإلى حين إيداعه في الزنزانة. وقال إن الضرب كان أشد ما يكون أثناء وجوده في الحافلة الصغيرة. وأما في الفرع وداخل الزنزانة لاحقا، فلقد تعرضوا للضرب "بشكل عرَضي فقط".

كما أشار القاضي فيدنير إلى أن P26 قد أخبر الشرطة الفرنسية عن طرق رأسه بالجدار. فأوضح P26 أنه تعرض للضرب على رأسه أكثر من مرة أثناء وجوده في الحافلة. كما تعرض للضرب على رأسه مجددا عند اقتياده إلى الزنزانة، وقام السجان بطرق رأسه بجدرانها. قال P26 إنه تعثر عند دخول الزنزانة، وإنه فقد وعيه عندما رفع رأسه عقب تعثره وسقوطه أرضا.

أراد القاضي فيدنير أن يعرف المزيد عن التحقيق الأول الذي اُجري مع P26 في فترة اعتقاله الأولى، ووجه السؤال التالي: ماذا أراد المحقق أن يعرف، وماذا كان الهدف من التحقيق؟ فقال P26 إن المحقق سأله عن سبب وجوده هناك، وعما قام به في المظاهرة. وعلى حد قول P26، فلقد تشبث بإجابته، ألا وهي أنه أراد أن يشتري شطيرة من أحد المحال القريبة، وذلك على الرغم من استمرار تعرضه للضرب. قال P26 إنه تم اقتياده بعد ذلك من دون أن يُجبر على التوقيع على أي شيء أو يبصم على أي أوراق.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا أُجري التحقيق معه في القبو أم في طابق آخر. فقال P26 إنه قد أُجري التحقيق معه في القبو، وذلك في المرة الأولى لاعتقاله، ولكنه أضاف أنه لم يتم جلبه للتحقيق في الطابق الأعلى أبدا. وأوضح أيضا أن غرفة التحقيق كانت مُظلمة بالكامل، وقد انبعثت منها رائحة دماء ومعقمات كحولية نفّاذة. قال P26 إنه سمع الكثير من صرخات أشخاص يتعرضون للضرب بوحشية. ولم تكن غرفة التحقيق بعيدة عن مدخل الغرفة الأخرى التي يمر بها في طريق عودته إلى الزنزانة.

أشار القاضي فيدنير إلى أن P26 قد أخبر المحكمة عن التحقيق الذي شهد خلاله تعرض (الصبي) الفتى البالغ من العمر 17 عاما للضرب وهو خلفه، وأراد أن يعرف ما إذا كان الحديث هنا عن نفس الواقعة. فأقر P26 ذلك.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا خضع P26 للتحقيق في مناسبة أخرى أثناء فترة اعتقاله الأولى. فنفى P26 ذلك، وأوضح الأمر قائلا إنه خضع للتحقيق مرة واحدة فقط أثناء فترة اعتقاله الأولى.

أشار القاضي فيدنير إلى التحقيق مع P26 في فترة اعتقاله الثانية، وسأله عن المكان الذي أُجري فيه ذلك التحقيق معه. وأضاف القاضي فيدنير أنه ينبغي أن يقوم P26 أولا بوصف الأوضاع قبل أن يتم عرض المخططات التوضيحية التي رسمها أمام المحكمة ومناقشة محتواها. قال P26 إنه خضع للتحقيق مرة واحدة فقط خلال فترة اعتقاله الثانية أيضا. وأضاف أنه تم التحقيق معه مرتين في واقع الحال، ولكن اقتصر التحقيق في المرة الأولى على توجيه أسئلة سطحية له بينما كان التحقيق الثاني جلسة "تحقيق فعلية". وتابع P26 موضحا أن الزنازين كانت على أحد جانبي القبو وأن السلالم تقود إلى الطابق العلوي حيث توجد غرف التحقيق. وتم اقتياده إلى الأعلى (وافترض أن ذلك كان هو الطابق الأول [الطابق الأرضي]) حيث اضطُر المعتقلون للانتظار داخل غرفة أشبه ما تكون بالمطبخ. وكانوا جميعا يقفون متحلقين حول الحوض/المغسلة وسط الغرفة، وأيديهم مقيدة خلف أظهرهم. قال P26 إنه تم اقتيادهم إلى داخل غرفة التحقيق التي كان فيها نافذة على جانبها الأيسر بينما جلس المحقق خلف طاولة مكتب على الجهة المقابلة للنافذة. وعلى حد قول P26 كانت هناك أريكتان أيضا أُجبر على الجثو على ركبتيه قريبا منهما. وأضاف أنه كان هناك شخص أو اثنان خلفه، ولكنه جزم بأنه كان شخصا واحدا من طبيعة الصرخات التي سمعها.

أراد القاضي فيدنير أن يعرف ما إذا لاحظ P26 صدور أوامر بضربه أثناء التحقيق. فنفى P26 ذلك، موضحا أنه تعرض للضرب على الدوام كرد فعل على إجاباته.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا لاحظ P26 إجراء تحقيقات أخرى مع أشخاص آخرين، أو إذا سمع صرخاتهم. فقال P26 إنه سمع الكثير من الصرخات الناجمة عن تعرض أشخاص للتعذيب أثناء فترة انتظارهم داخل المطبخ.

أراد القاضي فيدنير أن يعرف ما إذا كان مصدر الصرخات من نفس الغرفة، أو إذا كانت هناك أكثر من غرفة واحدة مخصصة للتحقيق. فقال P26 إنه عندما تم التحقيق معه في الطابق الأول [الطابق الأرضي]، لم يسمع سوى صرخات مصدرها غرفة واحدة. وتذكر قائلا إن ذلك حصل في المساء بحضور عدد من الضباط، ولكن تم إطفاء الأنوار. قال P26 إنه افترض أنه لم يوجد أحد هناك سوى المحققين، وأنه لم يُجر إلا تحقيق واحد في كل مرة. وكان بوسعه إبان فترة اعتقاله الأولى أن يسمع من زنزانته أصوات صراخ قادمة من جميع الاتجاهات، مضيفا أنه سمع في إحدى المرات أصوات نساء يصرخن. كما كان بالإمكان حينها [أي في فترة اعتقاله الأولى] سماع أصوات المعتقلين الجديد وهم يتعرضون للضرب. وكان بالإمكان أيضا مشاهدة أشخاص يتعرضون للضرب في الممر من خلال فتحة صغيرة أسفل باب الزنزانة. وقال P26 إنهم سمعوا على الدوام أصوات أناس يتعرضون للضرب.

سأل القاضي فيدنير عن عدد المرات التي سمع فيها P26 أصوات أناس يتعرضون للتعذيب عندما كان في زنزانته. وهل سمع تلك الأصوات مرة أو اثنتين في اليوم، أم لفترات أطول؟ فقال P26 إن الأصوات لم تصدر في وقت معين تحديدا ولكنها تكررت يوميا.

سأل القاضي فيدنير P26 عن "نتيجة" ذلك، والعبء النفسي الذي يحدثه سماع مثل تلك الأصوات. فقال P26 إنه كان في حالة خوف دائم خشية أن يكون هو التالي الذي يتعرض لنفس الموقف. وشعر بالقلق على الدوام حيال بقائه على قيد الحياة، ومدة مكوثه في السجن، ومقدار ما يعرفونه عنه، والوقت الذي سوف ينادون فيه على اسمه. وقال إن الخوف كان حاضرا دائما.

طلب القاضي فيدنير من P26 أن ينظر إلى يمينه [إلى منصة المتهمين]، وأن يخبر المحكمة ما إذا كان بإمكانه أن يتعرف على أحد فيها. فقال P26 إنه لا يعرف أحدا من الموجودين داخل منصة المتهمين.

قالت القاضي كيربر رئيسة الجلسة إن المحكمة سوف تعاين المخططات التوضيحية التي رسمها P26 أثناء جلسات استجوابه في الشرطة.

[المخططات التوضيحية التالية هي إعادة إنشاء للمخططات التي رسمها P26 بناء على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه ومشاهدته داخل قاعة المحكمة]

سألت القاضي كيربر P26 عمّا إذا كان يتذكر المخطط التوضيحي الذي رسمه، وأين يقع فرع الخطيب على وجه التحديد. فقال P26 أنه يتذكر رسم المخطط، وأشار إلى المنطقة التي يقع فرع الخطيب فيها [وهي الدائرة الظاهرة في المخطط التوضيحي أعلاه].

عُرضت خريطة في المحكمة، وطُلب من P26 أن يشير إلى المنطقة التي يقع فيها الفرع 40.

سأل القاضي فيدنير P26 عمّا إذا تمكن من مشاهدة الموقعين بنفسه، أم أنه عرفهما من مصادر أخرى. فقال P26 إنه شاهد سقف بناية فريدًا من نوعه لحظة وصوله إلى الفرع 40. وكان موقع فرع الخطيب معروفا لدى العامة، على الرغم من أنه لم يشاهد المدخل حين وصوله إليه.

قبل أن تعرض القاضي كيربر المخطط التوضيحي الثاني، طلبت من P26 أن يقترب من منصة القاضي، وأن يتحقق من عدم وجود اسمه على المخطط.

[ورد هذا المخطط التوضيحي في الزاوية اليمنى السفلى من الرسم الخاص بالمخطط السابق]

أراد القاضي فيدنير أن يعرف ما إذا كانت الكافتيريا موجودة أثناء فترة اعتقال P26 الأولى، أم أنه جرى تعديلها على ذلك النحو لاحقا. فقال P26 إنه لا يعلم، كونه لم يشاهد تلك المنطقة أثناء فترة اعتقاله الأولى.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كانت المخططات تبين المنطقة دون مستوى الأرض. فأقر P26 ذلك، وأضاف أن الدرج طويل نوعا ما، وأن ارتفاع السقف في الكافتيريا يصل إلى حوالي 4 أمتار، وأن النوافذ المغلقة بالطوب كانت في الجزء الأعلى من جدران الغرفة.

أراد القاضي فيدنير أن يعرف كيف تسنى للمعتقلين أن يميزوا الليل من النهار، وسأل عمّا إذا كانت الأنوار مضاءة أم مطفأة. فأوضح P26 أنه لم تكن هناك نوافذ، ولا مصدر إنارة داخل الزنزانة. وأنهم قد اعتمدوا بالتالي على حدسهم وغريزتهم لمعرفة الوقت.

[عُرض مخطط توضيحي آخر من رسم P26 في قاعة المحكمة]

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كانت هذه المنطقة تقع في الطابق الأول أم الثاني. فقال P26 إنه غير متأكد، ولكنه افترض مع ذلك أنها كانت تقع في الطابق الأول [الأرضي] كونه صعد بضع درجات فقط كي يصل إلى أول قلبة من السلم (شاحط واحد) [قادما من الزنزانة في القبو].

وبما أنه لم يكن لدى أحد من أطراف المحاكمة أسئلة بخصوص الرسوم التوضيحية، أعلنت القاضي كيربر عن استراحة لمدة ساعة واحدة.

***

[استراحة لمدة 70 دقيقة]

***

أوضحت القاضي كيربر رئيسة المحكمة بعض الأمور الإدارية المتعلقة باليوم التالي قبل أن يستأنف القاضي فيدنير استجوابه. سأل القاضي فيدنير P26 عمّا إذا كانت لفترتي اعتقاله تبعات جسدية أو نفسية. فقال P26 إنه لم يعانِ من مضاعفات نفسية ولكنه لا يزال يعيش في ظل حالة من الخوف. وأضاف أن الأمر قد استغرقه بعض الوقت بعد فترة اعتقاله الثانية كي يتغلب على الكوابيس التي يشاهد فيها نفسه يتعرض للاعتقال والضرب.

وبما أنه لم يكن لدى الأطراف الأخرى أسئلة موجهة إلى P26، أمرت القاضي كيربر بأخذ استراحة قصيرة للقضاة والمترجمين للاستعداد لتلاوة تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش.

وصُرف الشاهد P26.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

عقب تلاوة جزء من نص التقرير المترجم، أعلن القاضي فيدنير أن الشاهد الذي تم استدعاؤه لجلسة يوم 27 كانون الثاني/يناير، غير مستعد للقدوم إلى كوبلنتس، ولذلك فسوف يتم الاستعاضة عنه باستدعاء ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية الذي استجوب الشاهد فيما مضى.

قال بوكر، محامي الدفاع عن أنور، إنه يود أن يناقش شيئا بشكل غير رسمي قبل أن يتم رفع الجلسة ذلك اليوم، وأضاف قائلا: إن فريق الدفاع عن أنور رسلان غير راضٍ عن شهادة الخبرة التي أدلت بها لورا تورمان (اليوم الثالث للمحاكمة، تقرير المحاكمة الأول) ويطلب توفير معلومات أوسع نطاقا عن طريق خبراء آخرين. وقال محامي الدفاع عن أنور إن الوضع تحسن من خلال إفادة بعض الصحفيين (اليوم السابع والثلاثون، تقرير المحاكمة الخامس عشر، واليوم الثامن والثلاثون، تقرير المحاكمة السادس عشر) ولكن ثمة حاجة للاستماع للمزيد من الخبراء لا سيما فيما يتعلق بالمجال المهم المتصل بالتركيبة العرقية وتجاذباتها في سوريا. وقال بوكر إنه حاول أن يجد خبيرا يوفي الموضوع حقه، وخلص إلى أن غيدو شتاينبيرغ (وإن لم يكن بوكر متأكدا من الاسم الأخير لذلك الخبير) لن يكون مناسبا كونه متخصصا في موضوع الإرهاب الإسلامي. واقترح بوكر عوضا عنه الاستعانة بالخبير مايكل لودرز. وأضاف أنه مع كل الاحترام للسيدة لورا تورمان فإنها قد تكون قادرة على تقديم شهادة خبرة يُعتد بها بعد عشر سنوات من الآن. وقال بوكر أيضا إنه وقبل أن يقدم رسميا طلبا لقبول أدلة، يود أن يناقش هذا الأمر بشكل غير رسمي مع جميع الأطراف الأخرى في المحاكمة، كونه على يقين من أن الآخرين لديهم نفس الشعور. وخلص بوكر إلى القول إنه يعتقد أن هذه المسألة على قدر من الأهمية بحيث يُصار إلى مناقشتها قبل الفصل في القضيتين.

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة الأطراف الأخرى في القضية ما إذا كان لديهم تعليق على الاقتراح غير الرسمي الذي تقدم به محامي الدفاع بوكر.

قال المدعي العام كلينجه إن الادعاء لا يرى ضرورة تُذكر لسماع آراء خبير آخر. وإذا كان لدى محامي الدفاع بوكر رأي مخالف، فينبغي له أن يحرر طلبا رسميا بهذا الخصوص.

قال محاميا المدعين د. أوميشن وشارمر أنهما قد يعلقا على هذا الموضوع في مرحلة لاحقة.

أضاف فراتسكي، محامي الدفاع الثاني عن أنور، أن مايكل لودرز قادر على يوفر خبرة أكاديمية متعمقة في هذا الموضوع، بينما سوف تقتصر خبرة غيدو شتاينبيرغ في التركيز على داعش فقط. وأضاف فراتسكي أن فريق الدفاع عن أنور لاحظ عدم كفاية تغطية موضوع المسألة المحيطة بالفئات أو الطوائف الدينية، وهي مسألة هامة في قضية أنور كونه "لا ينتمي إلى فئة أو طائفة تمتلك أي نوع من السلطة" [أي إلى طائفة من الأقليات].

سأل محامي المدعين شارمر عمّا إذا كان فريق الدفاع عن أنور قد تواصل بالفعل مع لودرز. فنفى بوكر ذلك، وأضاف أن مقترحه بهذا الخصوص كان عفويا ووليد الساعة، ولكنه على استعداد للتواصل معه قبل أن يحرر طلبا رسميا بهذا الخصوص. أضاف فراتسكي أنهم أرادوا بادئ الأمر أن يطلعوا على رأي الجميع والتعامل مع المسألة قبل أن يتم فصل القضية. وقال إن الوقت مناسب نظرا لأن الخبير المعني ليس بحاجة إلى الكثير من التحضير، وبوسعه أن يدلي بشهادة خبرته حتى لو أُعطي مهلة قصيرة للمثول أمام المحكمة.

قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إن "المهلة القصيرة لها القول الفصل في هذه الحالة"، وأوضحت أن القضاة بحاجة إلى وقت كي يعدّوا مطالعة، وهذا لن يحدث قبل حلول اليوم التالي.

رُفعت الجلسة في تمام الساعة 2:25 بعد الظهر.

ستُعقد الجلسة القادمة بتاريخ 14 كانون الثاني/ يناير، 2021.

اليوم السادس والخمسون للمحاكمة – 14 كانون الثاني/ يناير، 2021

بدأت الجلسة في تمام الساعة 9:30 صباحا بحضور ستة أشخاص واثنين من الصحفيين في شرفة الجمهور.[4]وحضر د. بيير شتوله عوضا عن محامي المدعين د. باتريك كروكر، بينما حضرت شارلوت فورستر-بالدينيوس بدلا من محامي المدعين خبيب علي محمد.

استأنف القضاة قراءة الجزء الأخير من ترجمة تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الصادر بعنوان "لم نر مثل هذا الرعب من قبل".

***

[استراحة لمدة 20 دقيقة]

***

استُدعي كبير المحققين الجنائيين ألكسندر فراي للشهادة بشأن أحد المضبوطات (الأحراز) الذي عُثر عليه أثناء تفتيش شقة إياد الغريب في ألمانيا، حيث سبق لفراي وأن تولى قيادة التحقيق في قضية إياد الغريب، وسبق له وأن مثل أمام المحكمة بصفته شاهدا في أيام سابقة (انظر تقارير مراقبة المحاكمة 3، و5، و11). وتُليت التعليمات على ألكسندر فراي، وأعلمته القاضي كيربر رئيسة المحكمة بأن محور جلسة اليوم سيركز على أحد أجهزة الهواتف الذكية، ومعه الشريحة الخاصة بخط الهاتف (SIM Card)، وبطاقة الذاكرة الرقمية المؤمنة (SD Card)، التي عُثر عليها جميعا في شقة إياد الغريب.

شهادة ألكسندر فراي

طلبت القاضي كيربر رئيسة المحكمة من ألكسندر فراي أن يلخص المذكرة التي كتبها حول المضبوطات أو الأحراز المشار إليها آنفا. فقال فراي إنه وبحكم منصبه ككبير المحققين في قضية إياد الغريب تولى تفتيش جميع المضبوطات أو الأحراز تقريبا من ضمنها هاتف ذكي من نوع هواوي. وحاولت إدارة تكنولوجيا المعلومات في الشرطة الجنائية الاتحادية أن تستعيد المعلومات المخزنة على الجهاز، ولكن تعذر عليها ذلك. كما عثر ضباط الشرطة أيضا على بطاقة أو شريحة خط الهاتف، وبطاقة الذاكرة المؤمنة، وتمكنوا من استعادة ما عليهما من بيانات. وألقى المحققون حينها نظرة على الملفات النصية التي أنشأها جهاز الهاتف تلقائيا. وبرزت من بينها أربع صور مهمة، أو زوجان من الصور بالأحرى، على وجه التحديد، حيث أظهرت الصورتان الأولى والثانية جزءا من سجل نفوس العائلة بالألمانية والعربية، بينما ظهر في الصورتين الأخريين الواجهتان الأمامية والخلفية لبطاقة هوية تثبت عمل حاملها في إدارة المخابرات.

طلب القاضي فيدنير من فراي أن يصف بعباراته من أين جاء جهاز الهاتف الذكي، وكيف وصل إليه. فقال فراي إنه عُثر عليه أثناء تفتيش شقة إياد الغريب.

أعلنت القاضي كيربر أنه سيتم عرض أول صورتين متعلقتين بسجل نفوس العائلة داخل المحكمة.

[عُرضت صورتان لجزء من سجل نفوس العائلة بالعربية والألمانية داخل قاعة المحكمة]

أوضح فراي أنه قد عُثر على كلتا النسختين مخزنتين على بطاقة الذاكرة، وأن مترجم الشرطة الجنائية أكد صحة الترجمة. أضاف فراي أن سجل النفوس صادر في دمشق على ما يذكر، وأنه صادر في شباط/ فبراير 2016.

أراد القاضي فيدنير أن يعرف إذا تم العثور على الصور مع الهاتف في نفس الوقت أم لا. فأقر فراي ذلك.

قالت القاضي كيربر إنه ثمة صورتان أخريان سيتم عرضهما في المحكمة. قال فراي إن الصورتين تظهران بطاقة الهوية الصادرة بما يثبت أن إياد الغريب موظف في إدارة المخابرات. طلبت القاضي كيربر من المترجمين أن يؤكدوا ذلك، فأقروا ذلك فعلا.

[عُرضت صورتان، الواجهة الأمامية والخلفية، لبطاقة الهوية في المحكمة]

طلبت القاضي كيربر من المترجمين الشفويين أن يتلوا ما هو مكتوب على بطاقة الهوية:

[الواجهة الأمامية للبطاقة وتحمل صورة إياد الغريب أيضا]

[الواجهة الخلفية لبطاقة الهوية كما ترجمها مترجمو المحكمة الشفويون وعقب مطابقتها مع ما ورد في مذكرة الشرطة الجنائية]

أرادت القاضي كيربر أن تعرف كيف تم ربط الصورتين ببعضهما. أوضح فراي أن الصورتين كانتا مخزنتين على بطاقة الذاكرة التي عُثر عليها في شقة إياد الغريب. افترض فراي أن الصورتين تظهران الواجهة الأمامية والخلفية لنفس بطاقة الهوية.

شكرت القاضي كيربر فراي على شهادته، وأضافت أنها كانت قصيرة ولكنها هامة. وصُرف فراي كشاهد.

تابعت القاضي كيربر حديثها كي توضح أن المحكمة سوف تنظر الآن في الطلب المقدم من فريق الدفاع عن إياد الغريب للسماح بقبول أدلة. قالت إنه سوف تتم تلاوة نص الطلب أولا، ثم ستعاين المحكمة المرفق بالعربية وتتلو نص ترجمة هذه الوثيقة المرفقة بالطلب أيضا. وأثناء تلاوة النص المترجم، ينبغي للمترجمين أن يتحققوا من مدى صحة الترجمة.

[ما يرد تاليا هو إعادة إنشاء للطلب المقدم للسماح بقبول أدلة بناء على ما سمعه مراقب المحاكمة وشاهده داخل المحكمة]

9 كانون الأول/ ديسمبر، 2020

المحامي

ماتياس شوستر

المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنتس

الموضوع: القضية الجنائية ضد إياد الغريب

طلب السماح بقبول أدلة

أنا الموقع أدناه ألتمس الموافقة على قبول أدلة على شكل شهادة خبير خطوط فيما يتعلق بخط اليد الوارد في الإفادة [التي تُليت في اليوم الواحد والخمسين من المحاكمة]، والتحقق من توقيع إياد الغريب.

المبرر:

بتاريخ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2020، قدم الأستاذ الدكتور روتشيلد شهادة خبرة شفوية مبهرة عمّا يُعرف بملفات وصور قيصر التي ظهرت فيها صور لجثثمصابة بالهزال. وفي حديث جانبي بين محاميَيِ الدفاع وموكلهما، قال إياد الغريب إنه صُدم بعمق من الصور وشهادة الخبرة التي أدلى بها روتشيلد. وطلب منه محامياه أن يدون مشاعره، وهو ما قام به فعلا. واستلم محامو الدفاع إفادة بخط اليد بتاريخ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2020.

يعلن محاميا الدفاع بكل صراحة أنهما لم يمارسا أي تأثير على محتوى الإفادة الخطية، ولم يُدخلوا عليها أي تعديلات. وتوفر هذه الإفادة التي هي محط تركيز الطلب الحالي نظرة صادقة على مكنون مشاعر المتهم وأفكاره العميقة.

التوقيع/ ماتياس شوستر

طلبت القاضي كيربر رئيسة المحكمة من أحد مترجمي المحكمة الشفويين أن يترجم ما كانت تتلوه، بينما ينبغي للمترجم الشفوي الآخر أن يتحقق مما إذا كان ما ستتلوه هو ترجمة صحيحة للوثيقة التي عُرضت باللغة العربية في المحكمة.[6]

[النص التالي هو إعادة إنشاء للإفادة بناء على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه في قاعة المحكمة. كما يمكن العثور على نص الإفادة في تقرير مراقبة المحاكمة رقم 21]

عُرضت الصور المؤلمة من ملفات قيصر وتمت معاينتها في المحكمة بتاريخ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2020. وكان العرض الذي قدمه الأستاذ الدكتور روتشيلد واضحا جدا، ووفر شروحات ممتازة. وأود أن أتوجه بالشكر إلى أ.د. روتشيلد على ما قدمه من ملاحظات حول التعذيب النفسي والجسدي. كما أود أن أعرب عن احترامي وامتناني للبطل قيصر لما يقوم به من نضال ضد نظام الأسد.

أود ان أبين ما شعرتُ به حين مشاهدة تلك الصور: لقد انفطر قلبي. ولم أملك سوى أن أفكر في جميع الأبرياء الذين وقعوا ضحايا لهذه الأفعال الوحشية. لا يسع العقل البشري أن يفهم كيف يمكن لبشر أن يفعل مثل هذه الأشياء بآخرين. لقد ظللت أرتجف طوال العرض الذي قدمه. وملأ الغضب والكراهية حيال الأسد وأعوانه كامل قلبي وعقلي. لم أشاهد 99% من تلك الصور مسبقا. لقد شاهدت فقط الصور التي بثتها قناة الجزيرة وما نشرته وكالات الأنباء الأخرى. ولم أملك طوال العرض إلا أن أفكر في جميع أقاربي الذين لا يزالون قيد الاعتقال. فلقد اعتُقل سبعة من أقاربي، وعددٌ من أصدقائي، والمئات من بلدتي، ولا يزال مصيرهم مجهولا. كنت أبحث عن وجوههم في صور قيصر، وتملكني الخوف في الوقت نفسه من أن أتعرف على أحد من يظهروا في تلك الصور فعلا.

وبعد تلك الجلسة المؤلمة وفي طريق عودتي في الحافلة الصغيرة إلى السجن، لم أعد قادرا على أن أتمالك نفسي أكثر من ذلك وأجهشت بالبكاء. لقد ملأني الشعور بالألم والحزن. ولم أملك سوى أن أفكر بأفراد عائلتي، وحاولت أن أفهم لماذا يُعتقل الناس لأنهم طالبوا بالمساواة، والحرية، والعدالة في المظاهرات. لقد أدركت على نحو مؤلم أن الأسد وأفراد طائفته هم جناة مجرمون لا يزالون يرتكبون الآلاف من الجرائم، والعالم كله يعرف ولكنه يكتفي بالمشاهدة. لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا حيال تلك الجرائم.

أحب بلدي وشعبها، ولهذا السبب آمل أن أرى النظام المجرم ماثلا أمام محكمة دولية، وخصوصا أريد أن أرى المجرم والطاغية بشار الأسد ماثلا أمام محكمة دولية. وكنت لا حول لي ولا قوة، كحال غيري من السُنّة. إن 90% من الثوار هم من السُنّة. وعقب اندلاع الثورة، ساد جو من عدم الثقة بالسُنّة، وأصبحوا مهددين على الدوام. وفي الشهر الأول الذي أعقب اندلاع الثورة، تم تنزيل رتبتنا، وسحبوا الأسلحة، وبطاقات الهوية منا. ولم يبق أمامي سوى الخيارات التالية:

1) عصيان الأوامر علنا، وما هو من شأنه أن يؤدي إلى اعتقالي، وعادة ما تنتهي مدة الاعتقال بالإعدام.

2) الانشقاق والفرار. وكان ذلك ليكون تصرفا أحمقا وضربا من الجنون. لأنهم كانوا سوف يقومون حينها بتعذيب أفراد عائلتي إلى أن أعود إلى سوريا.

3) كان الخيار الصحيح يقتضي أن أنتظر واستعد حتى يحين موعد فتح الحدود، ومن ثم الانشقاق والفرار رفقة أفرد عائلتي.

وهذا هو الخيار الذي قمت به بتاريخ 5 كانون الثاني/ يناير، 2012 كما فعل آخرون كثر غيري.

وهل حبي لأسرتي، لزوجتي وأطفالي الأربعة، عيب أستحق العقوبة عليه؟ آمل أن تعثر هذه المحكمة على إجابة تصلح أيضا كإجابة مناسبة للجنود الذين قد يجدون أنفسهم مستقبلا في خضم حرب أهلية تستعر في بلدانهم.

أتقدم بالشكر إلى جميع أطراف هذه المحاكمة، وكل من شارك فيها، وأعرب عن احترامي لهم جميعا.

الثلاثاء، 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2020

إياد الغريب

[التوقيع]

قال القاضي فيدنير إنه سوف يتم عرض صفحة الغلاف الخاصة باستجواب إياد الغريب من قبل الشرطة الجنائية الاتحادية إلى جانب توقيعه أسفل إفادته الخطية من أجل مقارنة الخطوط.

[عُرض التوقيعان في المحكمة بما يشير إلى أن الخط هو لنفس الشخص في الوثيقتين]

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة محامي إياد الغريب، شوستر، عن كيفية حصوله على الإفادة الخطية. فسأل شوستر القاضي كيربر عمّا إذا كان يتعين عليه أن يبقى جالسا في مقعده أم يدلي بشهادته من منصة الشهود كونه سيجيب على أسئلتها بصفته شاهدا. قالت كيربر إن بوكر محامي أنور قد أشار فعلا إلى منصة الشهود، ولذلك ينبغي لشوستر أن يأتي إلى المنصة. فرد شوستر قائلا إنه مع جزيل احترامه، فإن بوكر ليس هو من يرأس هذه المحاكمة، وكرر طرح سؤاله على القاضي كيربر. أخبرت كيربر شوستر أن يأتي إلى منصة الشهود مراعاة لجميع الشكليات حسب الأصول.

ما أن وصل شوستر إلى الجزء الأمامي من قاعة المحكمة حتى تلت القاضي كيربر عليه التعليمات، وذكرته أنه بصفته محاميا للدفاع عن إياد الغريب فإنا يُسمح له بعدم الإدلاء بشهادته بتاتا. فرد شوستر قائلا إنه سوف يدلي بشهادته في أضيق نطاق، وأضاف بأن موكله قد أعفاه من التعهد بالتزام سرية المعلومات بين المحامي وموكله فيما يخص هذه الإفادة الخطية. كما قال شوستر إنه يفترض أن الجميع لا يزال يتذكر على الأرجح شهادة الخبرة التي أدلى بها الأستاذ الدكتور روتشيلد، وعرضه المبهر، والصور التي قدمها. أوضح شوستر أنه أجرى وزميله لينكه بعد تلك الجلسة مداولة قصيرة مع موكلهما السيد إياد الغريب، سأل خلالها المحامي لينكه موكله إياد عن رأيه بالعرض المقدم والصور. ووفقا لما قاله شوستر، رد إياد قائلا إنه صُدم بشكل عميق وظل ينظر إلى تلك الصور بحثا فيها عن أقاربه. وقال شوستر أيضا إن السيد إياد الغريب أعطاه إفادة خطية عقب تلك الجلسة مباشرة أو بعد انتهائها بقليل، وأضاف أن كونه لا يتقن العربية ولا يجيد قراءتها، لم يدرك أنه كانت هناك إشكالية في ترقيم صفحاتها. أوضح شوستر أنه مرر الإفادة إلى مترجمهما [حيث يُخصص مترجم واحد لفريق محامي الدفاع]. ووفقا لما قاله شوستر، استغرقت ترجمة الإفادة الخطية بعض الوقت، واستلمها عبر رسالة بالبريد الإلكتروني في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر. وقال شوستر إنه قام ببساطة بنسخ الترجمة ولصقها كما هي في طلبه، أو الدليل الذي استلمته المحكمة.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان قد استلم الإفادة الخطية من إياد الغريب بتاريخ 17 تشرين الثاني/نوفمبر، 2020. فأقر شوستر ذلك.

لم يكن لدى الأطراف الأخرى أي سؤال موجه إلى شوستر. سأل المدعي العام كلينجه مازحا من باب التقيد بجميع الشكليات المرعية إذا ما كان شوستر على علاقة بالمتهم عن طريق المصاهرة أو النسب. فنفى شوستر ذلك.

ثم صُرف شوستر كشاهد من الناحية الشكلية.

قال محامي المدعين شارمر إنه جاهز كي يدلي بإفادة بشأن المقترح الخاص بالاستماع لشهادة خبير آخر كما اقترح محامي الدفاع عن أنور في اليوم السابق.

قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إنها تود أولا أن تسأل عمّا إذا كان بوسع فريق الدفاع أن يوفر المزيد من التفاصيل بشأن مقترحهما، وأن يبينا بشكل ملموس أكثر كيف لشهادة خبير آخر أن تعود بالمنفعة على المحاكمة. قال بوكر، محامي الدفاع عن أنور، إنه يجول في ذهنيهما أمران لا أكثر على وجه التحديد، وهما: أولا، يريد فريق الدفاع أن يستمع لشهادة خبير مختص في المسائل العرقية والدينية. وثانيا، إن الخبيرة تورمان بالكاد ذكرت شيئا عن العلاقات الدولية الشائكة في سوريا، والنقطة الزمنية التي أصبح عندها أطراف في النزاع السوري معرضين "للقمع بشكل فعلي"، والفترة التي حمل المدنيون السلاح فيها. أضاف محامي الدفاع الثاني عن أنور، السيد فراتسكي، أن الخبير الإضافي من شأنه أن يوفر أيضا المزيد من المعلومات عن العلاقة بين الطوائف المختلفة.

سألت القاضي كيربر محاميي الدفاع عمّا إذا كان بالإمكان أن يقدما تفاصيل ملموسة بشكل أكبر. فقال بوكر إنه ليس بوسعهما ذلك، على الأقل ليس اليوم. فردت كيربر قائلة إن القضاة سوف يمتنعون عن التعليق على الموضوع حاليا.

أوضح محامي المدعين شارمر، بالأصالة عن نفسه، وبالنيابة عن محامي المدعين الآخر د. كروكر، أنه يمكن الاستغناء عن سماع شهادة خبير آخر برأيهما، وأنه لن يكون هناك ما يوحي بضرورة الاستماع لشهادة خبير آخر. وأضاف شارمر أنهما يتفقان مع الطرح القائل بأن شهادة السيدة تورمان لم تكن كافية، ولكنهما يعتقدان أن المحكمة قد سمعت ما يكفي من خلال الخبراء الآخرين، والشهود من قبيل أنور البُني، ومازن درويش، وكريس إنجلز من الهيئة الدولية للعدالة والمساءلة. وأضاف أن أولئك الشهود والخبراء قد رسموا صورة واضحة للطوائف المختلفة في سوريا والعلاقات فيما بينها. ووفقا لما قاله شارمر، ينبغي لمحامي الدفاع أن يكون أكثر دقة وتحديدا في وصف المنفعة المتوخاة من الاستماع لشهادة خبير آخر إذا طلبا الاستماع لشهادة خبير آخر بالفعل. واسترسل شارمر موضحا أنه إذا نظر القضاة في أمر الاستماع لشهاد خبير آخر، فإن لديه ولدى زميله د. كروكر بواعث قلق جدية حيال شخصية الخبير المقترح، مايكل لودرز، لأنه وإن كان غزير الإنتاج من حيث نشر الكثير من الكتب والمقالات عن سوريا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإنه يظل باحثا أكاديميا يثير الانقسام والاستقطاب لا سيما وأنه قد نشر أمورا دون أن يورد خلفية وافية ووقائع كافية. أضاف شارمر أن ذلك يؤيده ما نُشر في صحف ومجلات مختلفة. ووفقا لشارمر، قال مايكل لودرز أثناء استضافته في أحد البرامج الحوارية الشهيرة في ألمانيا إنه لا يُوجد شيء اسمه مجتمع مدني في سوريا. وخلص شارمر إلى القول إنه في الوقت الذي لا ضير فيه من سماع شهادة خبير تبعث على الاستقطاب، إلا أنه ثمة بدائل أفضل منه بكل تأكيد. ولقد اقترح مع زميله د. كروكر الاستعانة بخبراء من قبيل بينته شيلر، أو كريستن هيلبيرغ، أو د. موريل أسيبورغ، وجميعهم يتحدثون اللغة العربية.

وبما أنه لم يكن لدى الأطراف الأخرى المزيد من التعليقات، أعلنت القاضي كيربر رئيسة المحكمة عن المبنى والقاعة التي سوف تُعقد فيها الجلسات اعتبارا من 27 كانون الثاني/يناير، 2021 فصاعدا. طلبت كيربر من المترجمين الشفويين أن يترجموا هذه المعلومة لجميع الحاضرين في شرفة الجمهور.

رُفعت الجلسة في تمام الساعة 11:30 صباحا.

سوف تُعقد الجلسة القادمة بتاريخ 27 كانون الثاني/ يناير، 2021.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

[2] لم يطلب أحد الحصول على خدمة الترجمة. وعلى النقيض مما أُعلن عنه في العام الماضي، لم تسأل القاضي كيربر رئيسة المحكمة الحضور من عامة الجمهور بشكل صريح إذا كانوا بحاجة إلى الحصول على خدمة الترجمة.

[3] ملاحظة من مراقب المحاكمة: بدا وكأن P26 شعر بالارتياح واستخدم المؤثرات الصوتية لتقليد أصوات (بنادق قوات الأمن)، وإشارات يديه لتوضيح الأبعاد الثلاثة لأوضاع معينة. ولا يمكن اعتبار تعليقه بشأن وزنه على أنه يهدف إلى الاستخفاف بأوضاع تغذية المعتقلين داخل فرع الخطيب، وإنما أراد من خلاله أن يوضح للقضاة إلى أي مدى كان جسمه نحيلا حينها.

[4] لم يطلب أحد الحصول على خدمة الترجمة. وعلى النقيض مما أُعلن عنه في العام الماضي، لم تسأل القاضي كيربر رئيسة الجلسة الحضور من عامة الجمهور بشكل صريح إذا ما كانوا بحاجة إلى الحصول على خدمة الترجمة

[5] ملاحظة من مراقب المحاكمة: تعتمد ترجمة الرتب العسكرية على ما ذُكر بالألمانية في قاعة المحكمة. ثم أُعيدت ترجمة الرتب بالألمانية إلى ما يوازيها من رتب في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة وفقا لمقياس الرتب الرسمي المعتمد لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)

[6] ملاحظة من مراقب المحاكمة: بعد أن تلت القاضي كيربر نص الإفادة، توجهت بحديثها إلى مترجمي المحكمة طالبة منهم أن يؤكدوا صحة الترجمة الواردة. قال المترجمان إن الترجمة صحيحة ولكن كانت هناك مشكلة في ترقيم الصفحات، وإن الفقرة الأخيرة في الصفحة الثانية التي جرى تظليلها بسهم ونجمة ينبغي أن تكون هي الفقرة الأخيرة في الإفادة ككل، أي بعد الفقرة الأخيرة على الصفحة الثالثة.

_____________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.