داخل محاكمة أنور رسلان #4: يشهد الضحايا
محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب
المحكمة الإقليمية العليا – مدينة كوبلنتس، ألمانيا
التقرير الرابع لمراقبة المحاكمة
تواريخ الجلسات 3 و4 و5، حزيران/يونيو، 2020
ملاحظة: تتضمن بعض الشهادات أوصافاً لعمليات التعذيب.
[المعلومات الموجودة بين قوسين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا].
(المعلومات الموجودة بين قوسين هي معلومات ذكرها الشاهد نفسه).
الملخّص/أبرز النقاط
اليوم العاشر للمحاكمة
- تحدث الشاهد والمدّعي [تم حجب الاسم] [P1]، أول مدّعي يُدلي بشهادته، عن خلفيته وتجربته كمعتقل في سوريا وكيف عرف المتهم أنور رسلان. وكان المخرج السينمائي،P1 قد اعتُقل مرتين، بسبب عمله ومقاطع الفيديو التي صوّرها للمظاهرات في سوريا. أدلى فياض بشهادته حول عمليات استجوابه وسوء المعاملة والتعذيب الذي تعرّض له في فرع الخطيب، والذي شمل الشَّبْح. كما تحدث عن الظروف المعيشية والصحية غير الإنسانية في الفرع، بالإضافة إلى مساحة المعيشة الضيقة في الزنزانات الجماعية. وسأل القاضي فيدنر كيف عرف P1 المتهم أنور. قال الشاهد إنه متأكد بنسبة 60–70% من أن المحقّق الذي استجوبه في فرع الخطيب هو المتهم أنور بسبب ملامح وجهه التي يتذكرها والحوارات مع سجناء آخرين أثناء اعتقاله. وسأله المدعي العام ياسبر كلينجه عن تجاربه في فرع الخطيب.
اليوم الحادي عشر للمحاكمة
- تابعت المحكمة استجواب الشاهد والمدّعي P1. حيث تحدث أكثر عن أساليب الاستجواب المستخدمة أثناء اعتقاله، بما في ذلك التهديدات والشتائم ضده وضد عائلته. وذكر أنه رأى طفلاً بدت عليه آثار التعذيب، وسمع صراخ نساء في السجن. وتحدّث عن حالته الصحية والنفسية الشخصية نتيجة تجاربه كمعتقل. وقال أنه يعتقد، بأنه يستطيع التعرف على صوت المحقق وأن أي شخص يعمل في فرع الخطيب على اطلاع بالتعذيب وسوء المعاملة هناك.
- أدلى [تم حجب الاسم] [P2]، المحامي السوري لحقوق الإنسان، بشهادته عن خبراته كمحامٍ في سوريا وعن تجاربه وما مر به أثناء الاعتقال. وذكر الشاهد P2أن النظام اعتقل أفراد عائلته منذ عام 1977. وتحدّث عن السنوات الخمس التي قضاها في سجن عدرا، حيث اعتُقل بسبب عمله في مجال حقوق الإنسان في سوريا. ومستعيناً بتجاربه وتجارب موكّليه من المعتقلين، شارك الشاهد P2 المعلومات التي يعرفها حول التسلسل الهرمي لقيادة الفرع 251، مشيراً إلى أنه كان الفرع الرئيسي الذي قام باعتقال وتعذيب واستجواب المعتقلين، قبل نقلهم إلى مكان آخر. وأدلى بشهادته حول كيف عرف بأن المتهم أنور هو الشخص الذي أوصله إلى المحكمة أثناء اعتقاله في سوريا، وذكر كيف أنه صادف المتهم أنور ثلاث مرات في أماكن عامة في ألمانيا.
اليوم الثاني عشر للمحاكمة
- تابع الشاهد P2 بالإدلاء بشهادته واستمرت عملية استجوابه. حيث تحدث الشاهد P2 أكثر عن التسلسل الهرمي لقيادة الفرع 251 وأشار أن القسم 40 كان يتبع إدارياً للفرع 251، وبالتالي فإن القسم 40 يتبع أوامر الفرع 251. وبناءً على تجربته الخاصة وتجارب موكّليه، قدّم وصفاً للفرع 251، بما في ذلك السجون الموجودة تحت الأرض. وأدلى بشهادته فيما يتعلق بتجارب الإناث المعتقلات، وعلى وجه التحديد الاعتداء الجنسي الذي تعرّضن له. وذكر أنه يمكن لغير العلويين الحصول على رتبة عالية في السجون، وذكر أنه كان قادراً على تمييز الطائفة التي ينتمي إليها الشخص أو مسقط رأسه عن طريق لهجته.
- ستكون جلسة المحاكمة القادمة يوم 24 حزيران/يونيو، 2020 الساعة 9:30 صباحاً.
اليوم العاشر للمحاكمة – 3 حزيران/يونيو، 2020
حضر هذه الجلسة حوالي 15 شخصاً و10 من وسائل الإعلام. وبدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً.
صرحت رئيسة المحكمة القاضي الدكتورة آن كيربر بأن الشاهد مارتن هولتسكي [كبير المفتشين الذي شهد في 29 أيار/مايو حول استجوابه المتهم أنور] أرسل إيصال يخص المتهم أنور. تم عرض هذا الإيصال عبر جهاز العرض وظهر فيه رحلات المتهم أنور على شركة طيران “يورو وينجز” بين برلين وشتوتغارت.
قدّم المحامي آرني بودنشتاين، أحد محامي المتهم أنور، اعتراضاً بشأن استخدام استجواب المتهم أنور منذ عام 2017، الذي أوضح فيه أنور مكان عمله، وذكر معلومات عن المعتقلين وسُئل عن الاعتقالات وأساليب التعذيب. واعترض محامي الدفاع على استخدام الاستجواب كشهادة لأنه افترض أن أنور كان يَجري استجوابه كمتهم (وليس كشاهد)، وبالتالي ينبغي ألا يتم قبول أي أقوال من هذا الاستجواب كدليل. وقال المحامي سيباستيان شارمر، أحد محامي المدّعين، إن الاعتراض باطل [لم يصدر حُكم].
استدعت القاضي كيربر الشاهد الأول، وأوضحت له أنه سيتم استجوابه كشاهد ومدّعي.
شهادة P1 [تم حجب الاسم]
كان الشاهد الأول هو المدّعي [تم حجب الاسم] P1 [المشار إليه باسم P1 في التقرير الأول لمراقبة المحاكمة]، وهو مخرج سينمائي يبلغ من العمر 35 عاماً. وأدلى بشهادته باللغة العربية مع ترجمة إلى اللغة الألمانية.
استجواب P1 من قبل القاضي كيربر
طلبت القاضي كيربر من الشاهد أن يعرّف بنفسه. وشهد بأنه وُلد في محافظة [تم حجب الاسم] من أم من أصل كردي وأب سوري. وكان والده معلماً للغة العربية وكانت والدته معلمة. ولديه سبع شقيقات وشقيقان. وأكمل تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه [تم حجب الاسم] ، وأكمل تعليمه الإعدادي في بلدة مجاورة تُدعى [تم حجب الاسم] لأنه لم يكن هناك العديد من المدارس في قريته. والتحق بالمدرسة الثانوية في [تم حجب الاسم].
قالت القاضية كيربر إنها كانت على علم بأن والده كان لديه وظيفتان. وأوضح P1 أن والده درس الأدب العربي وكان ناشطاً في المجال السياسي. وقال إن والده كتب مقالات، لكنه لم ينشر أي شيء بسبب اضطهاد النظام والرقابة في الثمانينيات من القرن الماضي. وذكر أن أفراداً من عائلته وتحديداً أن ثلاثة من أعمامه اعتُقلوا. وقال إن هذا أجبر والده على جمع كل ما كتبه، وحرقه ودفن الرماد في ساحة المنزل لحماية العائلة. وذكر الشاهد أن والده تحوّل إلى التدريس، ولكن بعد ذلك تركه حيث شعر والده أنه غير قادر على تغيير أي شيء داخل المجتمع. وقال إن هذا الأمر جعل والده يشعر بالاكتئاب، مما أثر على العائلة بأكملها. وذكر أن قرار والده بحرق كتاباته وتغيير مهنته كان ضرورياً لإنقاذ حياة أفراد عائلته، وعدم التورط مع النظام “الإجرامي”.
طلبت القاضي كيربر من P1 أن يشرح عمل والده في المبيعات. حيث قال الشاهد أن والده أصبح تاجراً في قطع غيار السيارات وقطع الأدوات الصحية في بلدة خان السبل.
سألت القاضي كيربر P1 عن مجالات دراسته. قال إنه انتقل بين عدة مجالات دراسية. وقال إنه درس القانون أولاً، ثم انتقل إلى التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث نصحه أحد معلميه بدراسة الإخراج السينمائي. وسألته القاضي كيربر عن مكان دراسته الإخراج السينمائي، فأجاب: لبنان. وذكر أنه يريد التخصص في السينما، فذهب إلى فرنسا للدراسة باللغة الإنجليزية.
وذكرP1 أيضاً أنه درس في فرنسا لمدة ثلاث سنوات. وذكرت القاضي كيربر أن رحلة P1 الأكاديمية استمرت لفترة طويلة، وسألته عمّا إذا كان قد أدّى الخدمة العسكرية. فأجاب بأنه لم يخدم في الجيش. وقال إنه عاد إلى سوريا في 2005 أو 2006، وقدم عدة طلبات من أجل الالتحاق “بالتعليم المفتوح” [برنامج تعليمي في سوريا يسمح لمجموعة واسعة من الأشخاص بالتسجيل في الفصول. وقد استخدم العديد من الرجال هذا البرنامج لتأخير خدمتهم العسكرية]. وقال إنه حاول دائماً التسجيل في الجامعات حتى لا ينضم إلى الجيش وأن عائلته عانت من الجيش السوري لأنه اعتقل أفراداً من العائلة. طلبت منه القاضي كيربر المزيد من التفاصيل عن تاريخه التعليمي. فقال إنه درس الإعلام لمدة 3 سنوات، ولكنه لم يتخرج.
تورط الشهود في احتجاج سنة ٢٠١١ وايضاً في اول اعتقال
قال في معرض شهادته أنه في مطلع عام 2011، بدأ الحراك الجماهيري في مصر وتونس. وأضاف أنه هو وأصدقاؤه اعتقدوا أن هذا النوع من الحراك سيصل إلى سوريا عاجلاً أم آجلاً، وهذا ما حدث في 15 آذار/مارس، 2011. وسألته القاضي كيربر عن تجاربه في عام 2011. فذكر أنه أخذ كاميرته وخرج إلى الشوارع في اليوم الأول، حيث كانت هناك مظاهرات قصيرة. وقال P1 أنه حاول تصوير المظاهرات لإبلاغ العالم بما يحدث في سوريا. وأشار إلى أن تصويره تضمّن مقاطع لكيفية إطلاق النار على المتظاهرين، وأظهر استخدام الغاز المسيل للدموع، وضرب الناس بالهراوات، وكيف تم اعتقال واختطاف الأفراد في المظاهرات. وأضاف P1 أنه في وقت لاحق (قال إنه لا يتذكر بالضبط متى) قام بتثبيت كاميرا في سيارة تاكسي بموافقة سائق سيارة التاكسي خلال مظاهرة في أحد أيام الجمعة في الميدان في دمشق. وقال P1 إن السيارة كانت تعبر الطريق عندما هاجمت قوات الأمن المظاهرة. وأضاف أن إطلاقاً للنار قد وقع. وذكر P1 أنه تمت مصادرة جميع الأفلام التي صورها بعد القبض عليه في فرع الخطيب.
سألت القاضي كيربر P1 كم مرة اعتُقل فيها، فأجاب: مرّتان.
بحسب P1، كانت المرة الأولى في نهاية آذار/مارس 2011. حيث قال إنه كان في ضاحية حرستا، وهي جزء من الغوطة، لكن النظام يدعوها ضاحية الأسد. وذكر أنه كان في مقهى للإنترنت مع أحد أصدقائه قبل اختطافه. وأجاب أنه اعتُقل لمدة شهرين – اعتُقل في المرة الأولى لمدة شهر في فرع المخابرات الجوية، ثم تم نقله واعتُقل لمدة شهر آخر في قسم آخر. وقال في شهادته إن المخابرات الجوية في حرستا اختطفته من المقهى وتعرّض للضرب في الطريق إلى الفرع. وذكر أنه ضُرِب بشدّة بأداة حادة (قال إنه لم يكن متأكداً من ماهية تلك الأداة، لكنه افترض أنه يمكن أن يكون موساً) على وجهه ومؤخرة رقبته. وتابع قائلاً أنه لدى وصوله إلى فرع المخابرات الجوية وُضِعت عصابة على عينيه وضُرِب في وجهه. وقال إنه ليس متأكداً من عدد الأشخاص الذين كانوا موجودين هناك، لكنه متأكد من وجود أكثر من شخص. وزعم أن الضرب كان عنيفاً وشديداً. ونتيجة لذلك، قال إنه بالكاد استطاع التنفس لعدة أيام. وقال الشاهدP1 إنه اقتيد إلى داخل [المبنى] ونزل عدداً من الدرجات، حيث قال إنه بُطِح أرضاً وضُرب بأدوات صلبة وحادة.
كان هذا خلال الاعتقال الأول. وقال P1 إنه يريد أيضاً أن يضيف أن شخصاً قُتل هناك نتيجة للتعذيب وكان هناك أطفال دون سن العاشرة.
تدخّل المحامي مايكل بوكير، أحد محامي المتهم أنور، وسأل P1 عمّا إذا كان رأى ذلك يحدث أثناء الليل. ولم تسمح القاضي كيربر بالاستجواب وقالت إن الأسئلة ستُطرح لاحقاً.
الإعتقال الثاني في فرع ٢٥١
سألت القاضي كيربر P1 عن الاعتقال الثاني. فقال إنه اعتُقل بسبب مواد صوّرها. حيث قال إن لديه الكثير من اللقطات المصورة. وذكر أنه تلقّى معلومات من صديق مفادها “أنهم” سيستمرون في مطاردته وأنه ينبغي أن يكون حذراً. ونتيجة لذلك، قال إنه حزم أغراضه والكثير من المواد التي صوّرها. وسأل أصدقاءه عمّا إذا كان قد تم تعميم اسمه على نقاط التفتيش أو على “قائمة المطلوبين”، فأجاب أصدقاؤه بالنفي. وأضاف أنه في تلك اللحظة غادر ضاحية حرستا وانتقل إلى المزة شيخ سعد. وذكر أنه كانت هناك مظاهرات خرجت من مسجد بالقرب من مكان إقامته، واعتُقل عدة أشخاص، وتمت مداهمة المنطقة القريبة منه. وذكر أن رؤوس المعتقلين كانت مغطاة بقمصانهم وأن أشخاصاً يرتدون زياً عسكرياً كانوا يضربونهم. وأشار إلى أنها كانت عملية سريعة.
قال P1 في شهادته إن صديقه أوصله إلى المطار، وبعد الفحص الأمني في المطار، استدعاه شخص. وقال إن هذا الشخص وبعض أشخاص آخرين أخذوه إلى زاوية فارغة، واعتقلوه، وغطوا رأسه بقميصه. وذكر أنهم اقتادوه إلى طابق علوي وساروا في ممر قبل دخولهم إلى غرفة، حيث وجد حقيبتيه مفتوحتين وقد تم تفتيش أغراضه. وذكر أنهم أخذوا أقراصه الصلبة، وقال إنه كان هناك جهاز كمبيوتر تم توصيل أقراصه الصلبة به وتم تشغيل المواد التي صوّرها.
سألت القاضي كيربر P1 عن وقت حدوث ذلك، لكنه قال إنه لا يستطيع أن يتذكر بدقة. قال إنه يمكن أن يقدّر الوقت لأنه تذكّر أنه أمضى عيد ميلاده (في أيلول/سبتمبر) في السجن. وأخبرت القاضي كيربر P1 أنه خلال استجواب سابق، قال إنه كان في تشرين الأول/أكتوبر. فأجاب P1 أنه كان في آب/أغسطس وليس في تشرين الأول/أكتوبر، لأنه قضى شهر أيلول/سبتمبر بأكمله في فرع الخطيب.
واصل P1 شهادته عن اعتقاله الثاني وقال إنه نُقل إلى مكان آخر، حيث سأله المسؤول هناك عن سبب تصويره للمظاهرات وما هو جهاز المخابرات الذي كان يعمل معه. وقال إن الضرب بدأ حينها واستمر لمدة ساعة إلى ساعتين. وبعد ذلك، قال P1 أنه تم نقله بواسطة سيارة، حيث تعرّض للضرب أيضاً. وقال في شهادته إنه كان هناك ثلاثة أشخاص آخرين في السيارة – واحد في المقعد الأمامي، وواحد على يمينه وآخر على يساره. وقال إن شعره كان طويلاً، فكانوا يشدّون شعره ويحاولون انتزاع شعره. وأضاف أن أحد الأشخاص إلى جانبه أخبر الشخص الذي في الأمام أنه يريد أن يأخذ بعضاً من شعر رأسه. وأضاف أنه تم دفع رأسه لأسفل لدرجة أنه لم يستطع التنفس، وكانوا يحاولون إيذاءه بأداة حادة على مؤخرة رقبته.
طلبت القاضي كيربر من P1 توضيح ما إذا كان الضرب قد وقع في الاعتقال الأول أم الثاني، فأجاب P1 أن الضرب وقع في كليهما.
سألت القاضي كيربر P1 أين تم نقله، فقال إنه لا يعرف لأنه لم يستطيع رؤية شيء حوله. وقال إن السيارة وصلت إلى مكان مجهول، حيث صعد إلى الأعلى ووُضع في ممر. وذكر أنه بعد فترة، جاء معتقل آخر وبُطح الاثنين أرضاً. وقال P1 أنه تحدث إلى المعتقل وسأله عمّا إذا كان يعرف مكانهما. فذكر أن المعتقل أخبره أنهما في فرع المعلومات [الفرع 255، أحد فروع إدارة المخابرات العامة]. وقال P1 إنه سأل المعتقل الآخر كيف تمكّن من معرفة ذلك، فأجاب المعتقل بأنه كان سائق تاكسي، وكان يُقلّ شخصاً واشتبه في أن الراكب يمكن أن يكون أحد أفراد قوات الأمن. وأخبر سائق التاكسي P1 أن الراكب كان ينتقد النظام وأن سائق التاكسي لم يدافع عن النظام. ونتيجة لذلك، أجبر ذلك العنصر من قوات الأمن [الراكب] سائق التاكسي على التوجه إلى الفرع.
قال P1 إنه بعد ذلك تم نقله إلى شخص مسؤول، أعطى P1 ورقة وقلماً وأخبره أن يكتب أسماء جميع الأشخاص الذين يُزعَم بأن P1 عمل معهم والذين كان P1 يصوّر المواد لصالحهم. قال P1 إنه أخبر ذلك الشخص أنه كان يصوّر تلك المواد لنفسه، وليس لشخص آخر. وقال P1 في شهادته إنهم بدأوا بضربه على وجهه وعضلات أطرافه السفلية. وقال إنه مكث هناك لمدة يومين ونصف تقريباً، ثم نُقل بسيارة (حيث تعرّض للضرب أيضاً) ووصل إلى مكان آخر، حيث مكث لمدة يومين تقريباً. وقال P1 إنه تم نقله مرة أخرى بسيارة، حيث تعرّض للضرب أيضاً، إلى مكان آخر. وقال P1 إنه لم يوضع في زنزانة، وإنما في مكتب. وقال إنه بعد ذلك نُقل إلى الخطيب. وعندما وصل إلى هناك، قال P1 إنهم سحبوه من الميكروباص، وأهانوه وشتموه وضربوه وأخذوه إلى الطابق السفلي. وقال إن الأفراد في الفرع سرقوا هاتفه المحمول، وكانت حقائبه هناك بدون أمتعته باستثناء جواز سفره. وشهد P1 أن الناس كانوا يتعرضون للضرب والتعذيب في ساحة داخلية في الفرع. وقال P1 إنه قد طُلِب منه إبقاء رأسه متجهاً للأسفل، وكان يشعر بخوف شديد وكان الصراخ مروّعاً. وذكر أنهم ضربوه، واقتادوه إلى زنزانة جماعية وتم تهشيم جسده وتكسيره.
سألت القاضي كيربر ما إذا كان الضرب قد تم بالأيدي أم باستخدام أدوات. فأجاب P1 أن الضرب كان بالأيدي أثناء تنقّله بين المواقع، في حين تم استخدام كلاً من العصيّ والأيدي في الفرع.
سألت القاضي كيربر P1 عن الزنزانة الجماعية. قال P1 إن الناس كانوا فوق بعضهم البعض في زنزانة جماعية. وشهد P1 أنه كان هناك شخصاً في الزاوية، يبدو أنه يبلغ من العمر 80 إلى 90 عاماً. وقال P1 أن هذا الرجل نادى على P1 وأخبره أن يجلس واضعاً ركبتيه إلى صدره [أظهر P1 وضعية الجلوس هذه في قاعة المحكمة]. وذكر P1 أنه كان هناك أشخاصاً واقفين أيضاً. وأضاف أن الرجل المسنّ طلب من عدة سجناء الوقوف وإعطاء P1 بعض المساحة ليجلس. وقال P1 إنه تم استدعاء عدة سجناء في اليوم الأول، كان أحدهم طفلاً عمره 14 عاماً. وبعد بضع ساعات، قال P1 إن الطفل أعيد إلى الزنزانة وأن ساقيه كانتا تنزفان، وحاول بعض السجناء وقف النزيف. وشهد أن هناك سجناء كانت جروح سيقانهم متقيّحة، وكان يرى من خلال وجوههم أنهم تعرّضوا لسوء المعاملة ولم يكونوا قادرين على الحركة. وقال P1 إنه كان هناك العديد من السجناء المسنّين وطفل. وذكر P1 أنه لم يتم استدعاؤه في أول يومين. وقال إنه كان يتم استدعاء السجناء بشكل يومي. حيث كان يتم استدعاء بعضهم وإعادتهم بينما كان يتم استدعاء آخرين ولم يعودوا، وفي المقابل كان يدخل وافدون جدد إلى الزنزانة. وشهد أنه عندما عاد السجناء، كان بإمكانه رؤية علامات الضرب والتعذيب على أجسادهم وظهورهم كما في الأفلام، وذكر أنه لا يستطيع حتى وصف مدى فظاعة حالتهم.
شهد P1 أنه في اليوم الثاني أو الثالث (قال إنه لم يكن متأكداً)، تم أخذه إلى الاستجواب. وذكر أنه كان معصوب العينين، لكنه كان قادراً على الرؤية من تحت العصابة لأن عصابات الأعين كانت مصنوعة من مادة رخيصة. وفي طريقه إلى استجوابه، قال إنه رأى أشخاصاً يتعرضون للتعذيب. وقال إن بعض الناس كانوا مستلقين على الأرض وكانوا يتعرضون للتعذيب، وكان البعض الآخر مستلقين على الأرض دون حراك. وقال إنه لم متأكداً ما إذا كانوا قد ماتوا أم لا.
سألت القاضي كيربر P1 عن الطابق الذي تم فيه الاستجواب، فأجاب الشاهد P1 أنه لم يكن يعرف لأنه كان تحت الأرض. وسألت القاضي كيربر P1 عمّا إذا تم أخذه إلى الطابق العلوي للاستجواب. فأجاب الشاهد P1 أنه ظل دائماً في طابق تحت الأرض.
ذكر P1 أنه في غرفة الاستجواب، جلس ورأسه منحنياً للأسفل وكان هناك شخص يجلس أمامه على كرسي ولم يكن بينهما طاولة. وقال P1 إن الشخص كان يضع ساقاً فوق الأخرى (قال P1 إنه أراد أن يظهر له هذا الشخص أنه كان يشعر بالارتياح والفخر). وقال P1 إن الشخص تحدث معه، ولم يقم بإزالة العصابة عن عينيه وأخبره أنه كان يعرف أن P1 هو مخرج (شعر P1 أن ذلك الشخص كان يشعر بالقوة في تلك اللحظة). وقال P1 إنه رفع رأسه ورأى وجه ذلك الشخص. حيث كان ذلك الشخص يرتدي حذاءً وزياً رسمياً وربطة عنق. وذكر P1 أنه لمح شامة، ولم يكن يعرف من ذلك الشخص ولم يره من قبل. وقال P1 إنه لاحظ شامة المحقق لأن والدته كان لديها شامات متعددة وكانت تخبره أن تلك الشامات كانت عبارة عن رغبات تحققت. وقال P1 إن ذلك الشخص خفض رأس P1 للأسفل وسأل P1 عمّا إذا كان قد رآه.
سألت القاضي كيربر P1 كيف كان بإمكانه رؤية وجه المحقق عندما كان معصوب العينين. أجاب P1 أنه رآه عندما رفع رأسه، قبل أن يخفض المحقق رأسه للأسفل. وسألت القاضي كيربر P1 عمّا إذا كان يقصد أنه رأى من تحت عصابة العينين، فأجاب P1 بالإيجاب.
أخذت المحكمة استراحة لمدة خمس دقائق.
طلبت القاضي كيربر من P1 توضيح إشارته إلى الشامة لأن P1 لم يذكر الشامة أثناء استجوابه السابق في ألمانيا. فقال P1 إنه كان يشعر بالإرهاق في الاستجواب في ألمانيا؛ حيث استمر الاستجواب لمدة طويلة (حوالي 7 ساعات) وقال إنه كان يعمل في مرحلة المونتاج لفيلمه الصعب للغاية في ذلك الوقت. وذكر P1 أنه ذكر ملامح وجه المحقق أثناء الاستجواب في ألمانيا، وأضاف أنه لم يذكر التفاصيل، لأنه كان يخطط لنسيان كل شيء أثناء إقامته في ألمانيا. وقال P1 إن استجوابه في ألمانيا بدأ حوالي الساعة 11:30 صباحاً (قال إنه لم يكن متأكداً، ولكن الوقت كان نهاراً)، وكانت هناك استراحات. وقال إنه وصل إلى ألمانيا بعد 12 ساعة من السفر في اليوم السابق. وقال إن الشخص الذي استجوبه كان يرتدي قميصاً أبيض نظيفاً*، قال P1 إنه لا يستطيع نسيانه، بسبب ظروف السجناء البائسة في سوريا. وشهد P1 أنه على الرغم من أن هذه تفاصيل صغيرة، إلا أنها مرتبطة بالكرامة الإنسانية، وهذا هو السبب وراء مغادرته سوريا وهذا ما يعبّر عنه الدستور الألماني في المادة الأولى.
طلبت القاضي كيربر من P1 العودة إلى ما حدث له أثناء اعتقاله الثاني. قال P1 إن المحقق تحدّث إلى شخص، وسأله عن مهنة P1، فأجاب هذا الشخص أن P1 مخرج سينمائي. وذكر أن شخصاً آخر خلف المحقق قال: “هذا الرجل متخصص في الفنانين” [على ما يبدو أنه كان يخبر P1 بالاستعداد لأن هذا المحقق متخصص بفنانين مثله]. وقال P1 إن الشخص في الخلف كان يتحدث مع المحقق باستخدام نغمة صوت منخفضة، مما جعل P1 يشعر أن المحقق الذي كان يجلس أمامه كان أعلى رتبة. وذكر P1 أن الشخص في الخلف لم يخاطب المحقق باسم أو لقب، واعتقد P1 أن ذلك كان مقصوداً لكي لا يعلم هوية المحقق. وقال إن المحقق استمر في طرح أسئلة على P1 عن حياته الشخصية للتأكد من هوية P1. وذكر P1 أن المحقق سأله عن الجهة التي كان يصوّر اللقطات لصالحها، وأخبره أنهم يعرفون كل شيء وأن على P1 ألّا يكذب. وذكر P1 أن المحقق أخبره أن لديه كل الصلاحيات للقيام بكل ما يريد مع P1 للحصول على إجابات. وذكر P1 أنه أخبر المحقق أنه قام شخصيا بتصوير وتسجيل اللقطات. وقال إن المحقق سأل عمّا إذا كان شخص ما ساعده فأجاب P1 بالنفي (أخبر P1 المحكمة أنه لم يرد أن يورّط أي أحد معه). قال P1 إن المحقق سأله عن الأطراف الخارجية التي كان يتعامل معها، وأخبر P1 المحقق أنه كان مخرجاً ويعمل على فيلم. فسأله المحقق “ضد الحكومة؟” فلم يجب P1 (أخبر المحكمة أنه كان يعلم أنهم يعرفون كل شيء بالفعل، لذلك لم يكن من المنطقي الإجابة على ذلك السؤال). وذكر P1 أن المحقّق قال له “لا تجب” (بنبرة تهديد). وقال P1 إنه حاول رفع رأسه، ولكن تم خفض رأسه للأسفل مرة أخرى دون أن يتعرض للضرب. وقال P1 إن الشتم والضرب والتعذيب كان يحدث من حوله. وفقاً لـ P1، كان الأمر كما لو أنهم أرادوا أن يخبروه أن هذا ما سيحدث له، حيث كان المحقق يسمح له بسماع أصوات التعذيب والصراخ من خلال التزام الصمت للحظات.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت أعمال التعذيب والضرب والصراخ المحيطة تحدث في نفس الغرفة. فأوضح P1 أن الغرف كانت مفتوحة على بعضها البعض وكانت هناك منطقة مفتوحة خلفه. وقال P1 إن الأصوات كانت تأتي من كل اتجاه، وإن التعذيب والاستجواب كان يجري من حوله. وقال P1 إن المحقق سأله عمّا إذا كان يحبّ الرئيس، فقال P1 إنه لا يعرف ماذا يجيب، لأن لقطات فيلمه كانت قد أجابت بالفعل على هذا السؤال وأي إجابة منه لم تكن لتساعد. فأجاب P1 أنه لا يحب الناس من حوله [الرئيس]. وذكر P1 أن المحقق لم يرد على إجابته، واستمر في التساؤل عمّا إذا كان لدى P1 علاقات مع اللجان في حلب وإدلب ودمشق، وطالب بأسماء الأفراد الذين يتعامل معهم P1 داخل سوريا وخارجها. قال P1 إنه أخبر المحقق أن التصوير كان من أجل فيلم، ولا علاقة له بأي شخص داخل سوريا أو خارجها، وأنه لا يتعامل مع أي طرف استخباراتي. قال P1 إن المحقق سأله عمّا إذا كان عميلاً فرنسياً أو أميركياً. قال P1 إنه شعر بالخوف على الفور عندما سأله المحقق هذا السؤال [يبدو أن P1 كان خائفا من اتهامه بالخيانة]، وأخبر المحقق أنه كان مُخرِجاً وعمل بمفرده. قال P1 إن المحقق أخبره مرة أخرى، “لا تُجِب” (بنفس نبرة التهديد). قال P1 إن المحقق استدعى بعد ذلك شخصاً قائلاً “ليأتي إلى هنا”. قال P1 إنه اقتيد بعد ذلك إلى المنطقة المفتوحة، حيث بُطِح أرضاً بين أشخاص آخرين وبدأوا بضربه. وقال P1 إنه لم يسمع ما إذا كان المحقق قد أمر بأي شيء، لكن الضرب على الأرض بدأ بعد لحظة من استجوابه. وقال P1 إن استجوابات أخرى حدثت، وإنه نُقل إلى المنفردة [زنزانة الحبس الانفرادي] بعد ذلك الاستجواب بالتحديد.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان المحقق نفسه قد أجرى الاستجوابات الأخرى. أجاب P1 أنه يمكن أن يخمّن ذلك من صوت ولباس وحذاء المحقق، لكنه لم يكن متأكداً بنسبة 100%.
سألت القاضي كيربر كيف ذهب إلى المنفردة [زنزانة الحبس الانفرادي]، وأجاب P1 أن هناك سلالم صغيرة. وأضاف أن هناك منفردتين أخريين، ثم سلالم ومرحاض وممر يؤدي إلى غرف الاستجواب.
سألت القاضي كيربر كيف عرف P1 المتهم أنور. قال P1 إنه قبل استجوابه كان في الزنزانة الجماعية [الزنزانة المشتركة]، إن السجناء في الزنزانة الجماعية اعتادوا على مشاركة وذكر أسماء المحققين والمعلومات. وذكر P1 أنه كان يعرف بعض الأسماء ولكنه لم يعد يتذكرها. وقال إن سجيناً في الزنزانة الجماعية أخبره عن ملامح الشخص الذي استجوبه، وأن المتهم أنور قد يستجوب P1. وأضاف P1 أنه لم يتمكن من تذكر التفاصيل حتى خرج من السجن، حيث بدأ في ربط الأحداث والتجارب التي مرّ بها. وقال P1 إنه شاهد صور المتهم أنور قبل اعتقال المتهم أنور وبعد أن انضم أنور إلى المعارضة. وذكر P1 أنه رأى الصورة التي كان يرتدي فيها المتهم أنور بدلة، وكان لديه شامة وقال أنه كان نفس وجه المحقق الذي استجوبه.
قرأت القاضي كيربرما قاله P1 أثناء استجوابه في ألمانيا. قرأت: “ذهبت إليه في اليوم الثالث وأخبرني أنه كان أنور رسلان، رئيس الفرع”. وأضافت القاضي كيربر أنه في استجواب سابق، أجاب P1 أنه كان متأكداً من أنه لم يذهب إلى الزنزانة الجماعية بعد ذلك الاستجواب. قالت القاضي كيربر إنه من خلال هذه الإفادات، فإن هناك تضارباً مع ما ذكره P1 سابقاً. وذكر P1 أنه كان على يقين من أنه ذهب إلى الزنزانة المنفردة بعد الاستجواب، لكنه لم يكن متأكداً ما إذا كان قد ذهب إلى الزنزانة الجماعية قبل الذهاب إلى الزنزانة المنفردة. قال إنه لم ينم في الزنزانة الجماعية في ذلك اليوم. قال إنه ربما تم إحضاره إلى الزنزانة الجماعية وبقي هناك لساعات قليلة، قبل نقله إلى الزنزانة المنفردة. قال P1 إنه لم يكن متأكداً.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان السجّانون يخاطبون المحقق بكلمة “سيدي”. أجاب P1 أنه لا يتذكر. وسألت القاضي كيربر P1 عمّا إذا كانت هناك استراحات أثناء الاستجواب، فأجاب بالنفي.
استجواب عن أساليب الاستنطاق
سألت القاضي كيربر P1 عن حالته بعد استجوابه. زعم P1 أنه تعرّض للضرب بكابل (قال إنه لا يعرف نوعه) على ظهره وساقيه أثناء استجوابه. وذكر أيضاً أنهم حاولوا الضغط على فتحة شرجه بجسم صلب نوعاً ما. وسألت القاضي كيربر ما إذا كانت هذه مجرد محاولة، أو إذا تم إيلاج ذلك الجسم. فقال P1 إنه لم يتم إيلاج سوى جزء من ذلك الجسم لأنه كان يرتدي ملابس داخلية.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان المحقق حاضراً في ذلك الوقت. أجاب P1 أنه لا يعرف، لكنهم كانوا يطرحون عليه نفس الأسئلة ويخبرونه أنه يجب أن يتكلم.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان ذلك قد حدث في نفس غرفة الاستجواب، فقال P1 لا، حدث ذلك في منطقة الاستجواب المفتوحة. وقال إن يديه كانتا مكبلتين خلف ظهره بكابل.
سألت القاضي كيربر P1 عمّا إذا كان قد تعرض للتعذيب بالشَّبْح. فقال P1 إنه على مدار الأيام الستة، تواصل التعذيب إما يومياً أو يوماً بعد يوم، وحدث الشَّبْح في اليوم الأخير بواسطة كابل. وذكرت القاضي كيربر أنه ادُعي [كان المتهم أنور قد أشار إلى ذلك في اليوم الخامس للمحاكمة، 18 أيار/مايو] أنه لم يكن هناك مكان لتعليق الكابل. وقال P1 إنه كان هناك جدار، لكنه لم ينظر إلى الأعلى ولم يستطع تحديد مكان تعليقه بدقة. وذكر P1 أن من أمكنه بناء مثل هذا السجن للتعذيب سيكون قادراً على إيجاد طريقة لربط الكابلات. وسألت القاضي كيربر كم من الوقت استمر الشّبْح، فقال P1 إنه استمر لفترة طويلة من الزمن. وأشار إلى أنه يتذكر بأنه عانى ألماً شديداً وكان لا يزال يعاني من صعوبات في ساقيه وأصابع قدميه.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P1 يتذكر إذا كان إيلاج الشيء المذكور سابقاً قد حدث في وضعية الشَّبْح. فأجاب P1 بالنفي، لأنه كان على الأرض عندما حدث ذلك. وسألت القاضي كيربر ما إذا كان قد تم إيلاج الجسم، فأجاب P1 أنهم حاولوا أكثر من مرة وعندما كان على الأرض، شعر بأنه قد دخل. وقال إن هذا الحادثة قد تسبّبت له بجرح، وإنه قضى خمسة أشهر في التعافي.
سألت القاضي كيربر ما إذا كان الضرب قد استهدف مناطق معينة من الجسم. فأجاب P1 أنه تعرض للضرب على أطرافه السفلية وفي مختلف أجزاء جسمه بالكابل، وكذلك على أطرافه العلوية وظهره. وذكر أن الضرب تم بشكل عشوائي على جميع أجزاء الجسم. وأضاف أنه كان هناك الفلقة [ضرب الضحية على باطن القدمين بهراوة أو سوط أو أداة أخرى]، واللكم، والركل.
سألت القاضي كيربر عن عدد المرات التي استجوبه فيها ذلك الشخص، فأجاب P1 أكثر من ثلاث مرات. وأكدت القاضي كيربر أن P1 ذكر ذلك أثناء استجوابه في ألمانيا [من قبل المحقق].
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان المحقق حاضراً خلال الشَّبْح، فقال P1 إنه لا يعرف. كما سألت القاضي كيربر عن أنواع أساليب التعذيب المستخدمة في حضور المحقق. فقال P1 إنه كان هناك ضرب وشبْح، لكنه لم يعرف ما إذا كان المحقق حاضراً ولم يسمعه مباشرة أثناء التعذيب.
سألت القاضي كيربر عن أساليب التعذيب في الزنزانات الجماعية. فقال P1 إن الطعام كان فاسداً وغير صحي وغير صالح للأكل؛ وكان السجناء يأكلونه لأنه لم تكن لديهم خيارات أخرى. وقال إنهم في الزنزانة الجماعية كانوا يشربون من المرحاض. وذكر P1 أن الزنزانة المنفردة كانت ظروفها أكثر قسوة بالنسبة للماء والغذاء والمرحاض حيث كانت هناك وجبة واحدة فقط في اليوم تتكون من عدد قليل من حبات الزيتون والبطاطا وقطعة خبز كانت متعفنة. وقال P1 إنه كان بإمكانه الاختيار بين الحصول على قطعة الخبز المتعفنة والبطاطا، أو قطعة الخبز المتعفنة مع ثلاث حبات من الزيتون.
سألت القاضي كيربر عن ظروف النوم. قال P1 إنه في الزنزانة الجماعية كان ينام جالساً بينما وقف الآخرون. وفي الزنزانة المنفردة، قال P1 إنه كان ينام منحنياً. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P1 ينام على سرير أو على الأرض، فقال: على الأرض. وسألت القاضي كيربر P1 عن حجم الزنزانة المنفردة، فوصفها P1 بصرياً باستخدام قاعة المحكمة كدليل قياس. قالت القاضي كيربر إنه وفقاً لوصف P1 كان قياسها 80 × 80 سم، فأكد P1 ذلك.
سألت القاضي كيربر عن حالة المراحيض. قال P1 إنه لا يوجد مرحاض في الزنزانة الانفرادية وإذا شعر برغبة في استخدام الحمام، فقد كان يطرق على الباب. وقال إن السجّانين كانوا يأتون، لكنهم لا يأخذونه إلى الحمام. وبدلاً من ذلك، كانوا يضربونه.
سألت القاضي كيربر إذا كان الماء متاحاً، فأجاب P1 بالنفي. سألت القاضي كيربر كم عدد المرات التي كان يشرب فيها الماء. قال P1 إنه عندما اعتاد الذهاب إلى دورات المياه، كان يشرب من المرحاض. وقال إن السجناء كان بإمكانهم أن يشربوا إلى أن ينتهي السجّانون من العدّ للخمسة فقط.
سألت القاضي كيربر عن تهوية المكان، فقال P1 إن الحالة الصحية كانت سيئة. وزعم P1 أنه لن يتمكن أي شخص يعاني من مشاكل في التنفس من تحمّل الهواء هناك. وأضاف أن الهواء كان قذراً ورائحته كرائحة الدم والعفن، وكان التنفس صعباً.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P1 قد رأى جثثاً في الزنزانة. فأجاب P1 أنه كان هناك سجناء على وشك الموت وكانوا يعانون، ويمكن أن يموتوا في غضون أسبوع. وأضاف أن السجناء كانوا يعانون من تقرّحات في أقدامهم وأجسادهم وتشوهات في وجوههم وكسور في العظام وأمراض في الجهاز التنفسي. غير أنه قال إنه لم يشاهد جثثاً في الزنزانات الجماعية. وأضاف أنه عندما كان يُؤخذ إلى الرواق، كان يرى أشخاصاً أصيبوا بالعجز.
سألت القاضي كيربر كم من الوقت بقي في الفرع، فأجاب P1 أنه بقي من شهرين إلى ثلاثة أشهر؛ وقال إنه كان متأكداً من أنه أمضى عيد ميلاده هناك.
قال P1 إنه تم نقله إلى إدارة المخابرات العامة. وقال P1 إنه أُطلق سراحه في منتصف 2012 أو في تموز/يوليو 2012، لكنه قال إنه غير متأكد تماماً.
قال P1 أيضاً إنه لا يزال يعاني من مشاكل في عضلات أطرافه العلوية، الأمر الذي تفاقم [بسبب استحضار جميع الأحداث للمحاكمة].
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P1 لا يزال يتلقى العلاج. قال P1 إنه كان في العلاج مؤخراً، ولكن بسبب كوفيد-19 وانتقاله إلى برلين، توقف علاجه لأن معالجه كان في كوبنهاغن. وسألت القاضي كيربر عمّا إذا كان العلاج قد انتهى، فقال P1 إنه تم تعليقه بسبب كوفيد-19. وأضاف أن تلك التجربة تسبّبت له في أضرار نفسية يومية وفي حالة من عدم الثقة تجاه الناس، وشعور بالقلق من الاختطاف، وأدت إلى مشاكل في الذاكرة.
سأل هانز لينك، أحد محامي المتهم إياد، P1 عمّا إذا كان ذلك قد أثّر على ذاكرته طويلة المدى. فأجاب P1 أنه يضطر أحياناً إلى بذل جهد للتذكر. وأضاف P1 أنه أصبح عصبيا في العمل أحياناً. وقال P1 إن الأفلام التي صوّرها تضمّنت مشاهد قاسية، وبالتالي، كان بطيئاً في إنجاز عمله وواجه مخاوف وقلقاً بسبب اللقطات التي عمل عليها. وقال إن هذا كان يتعارض مع تجربته في صناعة الأفلام قبل اعتقاله.
تمّ أخذ استراحة غداء حتى 01:30 مساءً
الاستجواب من قبل القاضي
أشار القاضي فيدنر إلى المرة الثانية التي اعتُقل فيها P1، وسأل P1 إلى أين كان ينوي السفر قبل اعتقاله الثاني. قال P1 إنه أراد السفر إلى دبي حيث يمكنه الإقامة مع أقاربه والعمل هناك.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان مشهوراً في سوريا، فأجاب P1 أن العديد من الصحف السورية ذكرت الأفلام التي كان يقوم بإعدادها. سألت القاضي كيربر عن موضوع الفيلم، فأجاب P1 أنه كان فيلماً وثائقياً عن المهاجرين والنازحين القادمين إلى دمشق.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان لديه مشاعر معادية للحكومة في ذلك الوقت. قال P1 نعم، لكنه قال إنه لم يصرّح بها، لأن السوريين لا يمكنهم فعل ذلك [أي انتقاد الحكومة علناً]. وأضاف أنه لم يكن ينتمي لأي طرف أو جماعة، وأنه كان مستقلاً.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد سُئل عن أفلامه أثناء الاستجواب. قال P1 إنه سُئل عن الأطراف التي كان يصوّر تلك الأفلام لصالحها، وما إذا كانت تلك الأطراف تطلب أشياء محددة.
أشار القاضي فيدنر إلى إفادة P1 بأنه قد تمّ نقله إلى مواقع مختلفة حتى وصل إلى فرع الخطيب (بعد احتجازه في المطار). سأل القاضي فيدنر P1 كيف عرف أنه كان فرع الخطيب. أجاب P1 أنه عرف ذلك من السجناء داخل الزنزانة الجماعية بينما كانوا يتحدثون عن السجن والمحققين والتعذيب.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا كان يرتديه أثناء الاستجواب. أجاب P1 أن المحقق كان يرتدي حذاءً، وسروالاً كلاسيكياً، وبدلة، وقميصاً أبيض وربطة عنق. فأوضح القاضي فيدنر أنه قصد ما الذي كان P1 يرتديه. قال P1 إنه كان يرتدي سروالاً [ملابس داخلية]. وسأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد بقي في نفس الملابس طوال فترة الاعتقال، فأكد P1 ذلك.
ذكر القاضي فيدنر أن P1 أشار إلى وجود أكثر من استجواب واحد وسأله عن الفترات الفاصلة بينهما. فأجاب P1 أنه كانت هناك أيام تفصل بين الاستجوابات. وسأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد أسيئت معاملته خلال هذه الفترات، فأكد P1 ذلك.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كانت هناك أي آثار جسدية متبقية بعد التعذيب أو الضرب، فأجاب P1 أنه لم يعد لديه سوى مشاكل نفسية وكوابيس. وسأل القاضي فيدنر ما إذا كان P1 لديه علامات على جسده، فقال P1 إنه كان لديه علامة على ساقه، ولكن كان قد مضى وقت طويل منذ حصوله على تلك العلامة ولم تعد واضحة. وأوضح القاضي فيدنر أنهم يقصدون ما إذا كان قد عانى من جروح خلال فترة السجن، فأجاب P1 أنه عانى من جروح في ساقيه، وكدمات في فخذه وشق شرجي.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قادراً على المشي على الرغم من جروح ساقيه. أجاب P1 أنه كان يجد صعوبة كبيرة وكان مجبراً على المشي. سأل القاضي فيدنر ما إذا كان السجّانون قد لاحظوا ذلك، فقال P1 إنه لم يكن يعرف. سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان يعرج، فأكد ذلك.
وذكر القاضي فيدنر أن P1 ذكر أن المحقق لم يضربه وأكد P1 ذلك.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد لاحظ تغييرات في ملامح المتهم أنور. فقال P1 إن وجه المتهم أنور تغير وأن المتهم أنور بدا متعباً للغاية. سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان يعتقد أن المتهم أنور هو نفس الشخص الذي استجوبه. أجاب P1 أنه متأكد بنسبة 60-70% لأنه لم يره مباشرة، وإنما كان قد لمح بعض الملامح من تحت عصابة العينين. وأضاف أنه عندما رأى المتهم أنور في قاعة المحكمة، يمكنه أن يقول إنه كان نفس الشخص بالتأكيد.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P1 قد تحدّث مع السجناء، وأكد P1 ذلك. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانوا قد تحدثوا عن المتهم أنور، وأكد P1 ذلك. سأل القاضي فيدنر P1 ماذا قالوا عن المتهم أنور وما إذا كانوا قد وصفوه. فقال P1 إن المتهم أنور وُصف بأنه قصير يرتدي بدلة وكان يتحدث ببطء عندما يبدأ في الاستجواب. وأضاف P1 أنهم قالوا إن شخصاً سيتم تعذيبه معه وأنه لديه شارب. وقال P1 إنه تمت مشاركة المزيد من أوصاف المتهم أنور، لكنه تذكر فقط تلك الأوصاف في تلك اللحظة.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان السجناء الآخرون قد قالوا إن المتهم أنور عذّبهم. فأجاب P1 أنهم لم يذكروا أنه عذبهم مباشرة حينها، لكنهم قالوا “سوف يتم تعذيبك بعد أن يستجوبك”.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد بحث عن معلومات حول المتهم أنور بعد الإفراج عنه. فأجاب P1 بالنفي، وقال إنه حاول أن ينسى. وأضاف أن الجالية [السورية] ليست منفتحة ولم يُرد أن يتعرّض لاعتداء أو إساءة أو تنمّر بسبب التجارب التي تعرّض لها، وتحديداً الاغتصاب. وقال إنه استطاع أن يتصالح مع نفسه بعد حوالي خمس سنوات مما حدث، ورأى طبيب نفسياً خلال تلك الفترة.
سأل القاضي فيدنر P1 إذا كان قد سمع أن المتهم أنور انتقل إلى صفوف المعارضة. فقال P1 إنه عندما علم بذلك، لم يكن مهتماً لأنه لا يثق بالمعارضة وقال إن المعارضة لا تستطيع فعل أي شيء. وزعم P1 أن العديد من أعضاء المعارضة كانوا يعملون مع النظام وتمسّك بعضهم بروابط حزبية. وقال P1 إنه كان مستقلاً.
سأل القاضي فيدنر P1 عن المرة الأولى التي شاهد فيها صورة المتهم أنور. فأجاب P1 أنه كان يقرأ أخباراً على الإنترنت بين عامي 2015-2017. وسأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قادراً على التعرف على المتهم أنور، فأجاب P1: نعم، على الفور. وقال P1 إنه عندما رأى الصورة، قام بمطابقتها مع الصورة الموجودة في ذاكرته للشخص الذي استجوبه، وكانا لنفس الشخص. وقال P1 إنه كان يعرف، بصفته سورياً، أن بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون مع النظام قد انضموا إلى صفوف المعارضة لإنشاء صورة جيدة عن أنفسهم [كانوا يحسنون التصرف].
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد تم استجوابه أكثر من مرة، فأكد P1 ذلك. وسأل القاضي فيدنر ما إذا كان الاستجواب قد حدث في الطابق السفلي، وأكد P1 ذلك.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان يتذكر الأثاث والمعدات في منطقة الاستجواب. فقال P1 إنه كان معصوب العينين ولم يتمكن من إلقاء نظرة على أي شيء.
قال القاضي فيدنر لـ P1 أنه ذكر أنه كان هناك مكتب وأن المحقق كان يجلس على كرسي. فنفى P1 أنه ذكر وجود “مكتب”، لكنه قال إنها كانت “طاولة”. وأضاف أنه لمح الطاولة، لكنه لم يتذكر التفاصيل حيث كان يتم خفض رأسه كلما حاول رفعه. وقال P1 إنه في الوقت الحالي، لا يمكنه أن يتذكر تفاصيل معدات الغرفة.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد تعرّض لإساءة المعاملة في غرفة مختلفة. فقال P1 إنه كانت هناك مساحة بالخارج في الرواق. فسأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P1 يعني بكلمة “مساحة” شيء يشبه الفناء، فأوضح P1 أنه كان مكاناً داخل المبنى وكان فيه عمود. وسأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان كل ذلك في القبو. أكد P1 ذلك، وقال إنه لم يكن يعرف إذا كان هناك طابقاً أرضياً أو أي طوابق أخرى. قال إنه كان يعلم فقط أنه كان في سجن في الطابق السفلي.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان عمله كمخرج قد ذُكر أثناء الاستجواب. فقال P1 إن المحقق ذكر ذلك وتوسّع في استجوابه ليشمل أي روابط وعلاقات وتوجهات سياسية لدى P1.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان المحقق على علم بعمل P1، وإذا كان المحقق قد طرح عليه أسئلة مباشرة حوله. أكد P1 ذلك، وأن المحقق كان على علم بذلك، حيث بدا ذلك من الطريقة التي كان يطرح فيها الأسئلة. وسأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كانا قد تحدثا عن أفلام وأشخاص معينين. فقال P1 إن الأسئلة كانت تحديداً حول الأفلام السابقة والفيلم الذي كان يعمل عليه في ذلك الوقت. وقال P1 إن المحقق كان يركز على المقاطع المصورة وكيف تُموّل. وذكر P1 أنه كمخرج أفلام سوري، لم يعمل مع نقابة الفنانين في سوريا، لذلك كانوا يبحثون عن تمويل من أوروبا، لأنها كانت الطريقة الوحيدة لصنع الأفلام وتجنب الدعاية الحكومية.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد اعتُدي عليه عندما لم يُجب عن سؤال. فقال P1 إنه عندما لم يُجب عن سؤال، اعتاد المحقق أن يقول له “لا تُجِب” (ووصف P1 هذا بأنه تهديد مبطّن). وسأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد تلقّى تهديداً مباشراً عندما لم يُجِب، فذكر P1 أن المحقق لمّح بأن P1 لن يتمكن من رؤية الحياة خارج السجن مرة أخرى. وأضاف P1 أن المحقق لم يعذّبه شخصياً.
أشار القاضي فيدنر إلى إفادة P1 بأنه لم يتعرض للتعذيب أو التهديد المباشر من قبل المحقق شخصياً، وسأل P1 عمّا إذا كان المحقق قد أخبره بأنه غير راضٍ عن إجاباته. قال P1 إن المحقق لم يخبره أنه غير راضٍ عن إجاباته، لكنه أخبر P1 أن لديه كل الإمكانيات لانتزاع الإجابات. وأضاف P1 أن السجّانين كان لهم حرية التصرّف كما يشاؤون، وفي بعض اللحظات، لم يكن هناك سجّانون في المكان.
ذكر القاضي فيدنر أنه خلال استجوابه P1 في ألمانيا، ذكر أن المتهم أنور لديه مجموعة كبيرة من السجّانين يمكنه أن يستعين بهم. قال P1 إنه أخبر الشرطة أثناء استجوابه في ألمانيا أن المحقق أخبره أن لديه جميع الصلاحيات لانتزاع الإجابات منه، لكنه لم يذكر شخصياً أنه كان لديه مجموعة كبيرة من السجّانين. سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان المحقق قد أخبره مباشرة أن لديه القدرة على انتزاع الإجابات منه، وأكد P1 ذلك.
ذكر القاضي فيدنر بأن P1 أشار إلى أن يديه مصابتان، فأجاب P1 أن الإصابة كانت بسبب التعذيب. وسأل القاضي فيدنر P1 عمّا حدث. فأجاب P1 أن يديه كانتا توثقان بأربطة بلاستيكية، مشدودة إلى أقصى حد، وأحياناً تم استخدام عدة أربطة. وقال P1 إن هذه الأشرطة كانت تستخدم لوقف تدفق الدم وللضغط على الأعصاب. وأضاف P1 أن الضرب على الساعدين تسبب أيضاً في إلحاق ضرر بيديه.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان هناك رعاية صحية في الفرع. فأجاب P1 بالنفي، وقال إن الممارسة الوحيدة للفرع كانت التعذيب حتى يفقد السجين وعيه. وذكر P1 أنه إذا كان المرء محظوظاً، فيمكنه الحصول على رعاية صحية من سجناء آخرين. وأضاف P1 أنه لم تكن هناك حتى محاولة لإظهار بعض اللطف.
ذكر القاضي فيدنر أن P1 أشار إلى أنهم كانوا يشربون عندما كانوا يذهبون إلى دورة المياه، وسأل P1 عمّا إذا كان هناك حوض ماء (مغسلة). فأوضح P1 أن السجين كان لديه خياران: إما شرب الماء أو استخدام المرحاض. قال إنه إذا اختار المرء استخدام المرحاض، فليس له الحق في الشرب من ماء الصنبور، لذلك لم يكن لديه خيار سوى الشرب من المرحاض.
سأل القاضي فيدنر P1 عن حجم الزنزانة الجماعية، فأجاب P1 أن الشرطة سألته عن ذلك في الاستجواب، وأخبرهم أنه لم يكن يعرف حجمها بالضبط ولكنه كان حوالي 30 متراً مربعاً.
سأل القاضي فيدنر عن عدد السجناء في تلك الزنزانة. قال P1 إنه يستطيع أن يعطي رقماً تقديرياً فقط لأنه لم يحصِ عدد السجناء في الزنزانة الجماعية. وقدّر عددهم بين 200-300 سجين. وأضاف أن هذا ليس رقماً دقيقاً، لأن بعض السجناء كانوا جالسين.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قد شعر باليأس أو إذا كان قد خشي الموت. فأجاب P1 أنه كان لديه شعور بأنه سيتم إعدامه وكان يأمل أن يحدث ذلك بسرعة، لأن التعذيب كان شديداً ولأن رؤية الناس في تلك الحالة ليس سهلاً. قال P1 إنه كان يتواصل مع السجين الذي كان بجواره بالطّرْق. كان لدى ذلك السجين فتاتان صغيرتان وكان من الغوطة. ولم يعرف P1 السبب وراء اعتقال ذلك السجين، ولكن السجين ذكر أنه تم اعتقاله عندما كان يحشد الناس من أجل مظاهرة. وقال P1 إنه أخبر السجين أنه كان مخرجاً سينمائياً وأنه صوّر لقطات، بما في ذلك لقطات لصورة الرئيس وهي تسقط. فقال السجين لـ P1 أنه سيتم إعدامه [بسبب ذلك] وشعر P1 أن ذلك سيحدث.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت الزنزانة الانفرادية تحتوي على نوافذ، فقال P1 إنه كانت هناك نافذتان في باب الزنزانة. فذكرت القاضي كيربر أن P1 كان قد ذكر أن هناك نافذة في الزنزانة. أوضح P1 أنه قصد “بالنافذة” فتحة الرؤية بالباب وفتحة الخدمة في الجزء السفلي من الباب. وسألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هناك ضوء في الزنزانة، فأجاب P1 بالنفي، وقال إنها كانت مظلمة.
أخذت المحكمة استراحة لمدة عشر دقائق.
الاستجواب من قبل المدّعي العام ياسبر كلينجه
سأل المدّعي العام الأقدم ياسبر كلينجه P1 كيف تم الإفراج عنه بعد اعتقاله الأول. ذكر P1 أنه حصل على مساعدة من المحاميَين [تم حجب الاسم] [P2] و[تم حجب الاسم]. وتم تعيين محاكمة P1 في دوما.
سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان لـ P2 علاقة بالإفراج عن P1 بعد اعتقاله الثاني، فقال P1 إن العديد من المحامين كانوا قد شاركوا، بما في ذلك P2.
ذكر المدعي كلينجه أن شهادة إخلاء سبيله قد أدرجت ضمن الوثائق التي قدّمها P1 عندما قدّم طلب اللجوء. وسأل كلينجه عمّا إذا كانت هذه الوثيقة تتعلق بإخلاء السبيل للمرة الأولى أم الثانية. فقال P1 إنه لا يتذكر لأنه قدّم العديد من الوثائق، وأنه يعتمد على نوع الوثيقة التي يشير إليها كلينجه. تم عرض شهادة إخلاء السبيل عبر جهاز العرض التي ظهر فيها تاريخ إخلاء السبيل في 20 شباط/فبراير، 2012. وذكرت القاضي كيربر أن P1 كان قد ذكر سابقاً تاريخاً مختلفاً لإخلاء سبيله، وسألت P1 عمّا إذا كان التاريخ الموجود في هذه الوثيقة صحيحاً، وأكد P1 ذلك.
سأل المدعي العام كلينجه P1 عمّا إذا كان عليه التوقيع على أي وثيقة عندما تم إخلاء سبيله. فأجاب P1 أنه كان عليه أن يوقّع على تلك الورقة [شهادة إخلاء السبيل] بالإضافة إلى ورقة فارغة أخرى. وأضاف P1 أنّه وقّع المزيد من الأوراق الفارغة عندما كان في الفرع.
سأل المدعي العام كلينجه P1 عن وصوله إلى فرع الخطيب. قال P1 إنه عندما وصل إلى فرع الخطيب، كان رأسه مغطى بقميصه وتعرّض للضرب. وسأل كلينجه عمّا إذا كان الضرب قد حدث داخل الفرع، وأجاب P1 أنه حدث في الفناء/المساحة الخارجية. سأل كلينجه عن مدّة الضرب، فقال P1 إنه غير متأكد، لكنه استمر لدقائق. وسأل كلينجه عمّا إذا تم استخدام أدوات، فقال P1 إن بنادق وقبضات الأيدي استُخدمت في الضرب. وذكر P1 أيضاً أنه قد تم شدّ شعر رأسه. وسأل كلينجه عن عدد الأشخاص الذين شاركوا في الضرب، فقال P1 إنهم كانوا عدة أشخاص.
سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان يجب على P1 خلع جميع ملابسه والبقاء عارياً. أجاب P1 أنه في البداية، كان عليه أن يكون عارياً تماماً ولكن سُمح له بعد ذلك بارتداء سرواله [ملابس داخلية]. سأل كلينجه P1 عمّا إذا كان قد خضع للتفتيش بينما كان عارياً، فأكد P1 ذلك. وطلب كلينجه من P1 أن يصف ما حدث. فقال P1 إن الشخص بدأ بتفتيش جسمه بالكامل، ثم أمر P1 بأن يباعد ما بين ساقيه، وأمسك بالجزء الداخلي من ساق P1 بيده، ثم حرك يده إلى أسفل ثم إلى أعلى.
سأل المدعي العام كلينجه P1 عن الطريقة التي خاطبه السجّانون فيها. فقال P1 إنه كان يتم النداء عليه باسمه عندما كان في الزنزانة الجماعية، وبرقمه عندما كان في الزنزانة المنفردة. وسأل كلينجه P1 عن رقمه، فقال P1 إنه لم يرد الإجابة لأنه لن يكون دقيقاً. سأل كلينجه عمّا إذا كان لدى السجناء الآخرين أرقام، فأكد P1 ذلك.
سأل المدعي العام كلينجه P1 إذا كان قد سمع اسم قيصر، فأجاب P1 أنه لم يسمع بالاسم إلا بعد انشقاق قيصر. وسأل كلينجه P1 عمّا إذا كان النظام معروفاً بذلك [تصوير الجثث]، فقال إنه لم يكن يعرف ذلك قبل أن يجري بحثاً عنه. وسأل كلينجه P1 عمّا إذا كان قد وجد شيئاً أثناء البحث. فقال P1 إنه تتبّع قصص الأشخاص الذين لقوا حتفهم تحت التعذيب واكتشف أنه يتم إعطاء الشخص رقماً مرتبطاً بالفرع الذي كان فيه ورقماً آخر يوضع على جثته. وذكر P1 أنه تم إضافة أرقام ورموز إضافية على الجثث. وسأل كلينجه عمّا إذا كانت هناك جثث من فرع الخطيب بين صور قيصر. فأكد P1 ذلك، وقال إنه كان يعمل على إعداد فيلم عن ذلك.
سأل المدعي العام كلينجه P1 عمّا إذا كان السجّانون يقفزون على أجساد المعتقلين عندما كانوا منبطحين أرضاً. قال P1 إنه كان قد نسي ذلك وتذكره فقط بعد أن ذكره كلينجه.
سأل المدعي العام كلينجه P1 عن نوع التعذيب الذي تعرّض له. فذكر P1 الشّبْح والحرمان من الماء والغذاء واستخدام المرحاض. وسأل كلينجه P1 عمّا إذا كان قد سمع من معتقلين آخرين عن استخدام الشّبْح، فأكد P1 ذلك، وقال إن السجناء في الزنزانة الجماعية ذكروا أنه قد تم استخدامه.
سأل المدعي العام كلينجه P1 عمّا إذا كان هو والسجناء الآخرين يتحدثون مع بعضهم وإذا كان الأمر كذلك، ما الذي كانوا يتحدثون عنه. قال P1 إنهم كانوا يتحدثون يومياً عن أساليب التعذيب، وإذا اختفى شخص ما، فقد اعتادوا على التنبؤ بكيفية اختفائه. وسأل كلينجه P1 عمّا إذا كان قد حصل على انطباع من بقية السجناء بأن الشّبْح كان أسلوباً قياسياً للتعذيب. فأجاب P1 أنه وفقاً لمحادثاته مع السجناء في الزنزانات الجماعية، فقد كان الشّبْح أسلوب تعذيب روتيني.
سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان P1 تعرّض للتعذيب باستخدام الصدمة الكهربائية، فقال P1 إنه تم استخدام ذلك الأسلوب فقط في فرع المخابرات العامة الرئيسي. سأل كلينجه P1 عمّا إذا كان قد تعرض للتعذيب في فرع الخطيب، فقال P1 إن أسلوب الصدمة الكهربائية كان موجوداً في الخطيب، ولكن لم يتعرّض له.
سأل المدعي العام كلينجه P1 عمّا إذا كان يعرف عن الدولاب. قال P1 إنه كان على علم بذلك الأسلوب، ولكن لم يتم استخدامه معه. وسأل كلينجه P1 عمّا إذا كان لديه معلومات تفيد بأنه قد تم استخدامه في الخطيب. فأكد P1 ذلك، وقال إنه علم ذلك من السجناء في الزنزانة الجماعية.
سأل المدعي العام كلينجه P1 إذا كان يصرخ، فقال P1 بالطبع.
ذكر المدعي كلينجه أن P1 كان قد ذكر أن مكان التعذيب هو مساحة/منطقة مفتوحة وسأل عمّا إذا كانت هناك مواقع أخرى للتعذيب. وفقاً لما يعرفه P1، اعتاد بعض السجّانين على تعذيب السجناء أمام زنزانتهم المنفردة أو داخلها، لكنه لم يتعرض للتعذيب في الزنزانة المنفردة.
سأل المدّعي العام كلينجه P1 عمّا إذا كان قد رأى أي أطفال وإناث. فأجاب P1 بأنه فقط سمع إناثاً وأطفالاً، لكنه رأى طفلاً واحداً في الزنزانة الجماعية. وسأل كلينجه P1 عمّا إذا كان قد سمع فقط أصوات إناث وأطفال يتعرّضون للتعذيب، فأكد P1 ذلك.
سأل المدّعي العام كلينجه P1 ما إذا كان السجناء في الزنزانة الجماعية يتحدثون عمّا إذا كانوا قد تعرّضوا لإساءات جنسية. فقال P1 إنه لم يتخيل أن أحداً سيتحدث عن ذلك، لأنها كان تجربة قاسية للنقاش. وسأل كلينجه P1 عمّا إذا كان هو نفسه قد تحدث عن ذلك، فأجاب P1 بالنفي.
سأل المدعي العام كلينجه P1 كم من الوقت مكث في الجماعيات والمنفردات. فقال P1 إنه مكث في الزنزانة الجماعية حوالي 2 إلى 3 أيام (حسبما يتذكر) وقضى بقية فترة اعتقاله في الزنزانة المنفردة. وسأل المدعي العام كلينجه P1 عن أي الزنزانتين كانت الأصعب، فأجاب P1 أن الزنزانة المنفردة كانت الأصعب لأنها كانت تنطوي على حرمان تام ولم يكن هناك أحد للتحدث معه.
سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان يتم تقديم أدوات المائدة مع الوجبة، فأجاب P1 أن الوجبة كانت عبارة عن قطعة خبز وثلاث حبات من الزيتون.
تم عرض مخطط توضيحي رسمه P1 للسجن عبر جهاز العرض. وفيما يلي إعادة رسم للمخطط:
سأل المدعي العام كلينجه P1 عمّا إذا كان قد رأى أفراداً من الحرس الجمهوري أو جنوداً يرتدون الزي العسكري. فأجاب P1 بالنفي، وقال إنه رأى السجّانين فقط.
طلب المدعي كلينجه من P1 أن يذكر بإيجاز كيف هرب من سوريا في عام 2012. وقال P1 إنه قبل إخلاء سبيله، صدرت شكوى بأنه مطلوب للخدمة العسكرية، وبالتالي، كان لديهم الحق في احتجازه حتى يوقّع على الورقة [عُرِضت شهادة إخلاء السبيل على المحكمة] (أوضح P1 أن الورقة [شهادة إخلاء السبيل] كانوا “هم” من كتبها ولم تكن بخطّ يده). وقال إنه بعد إطلاق سراحه، ذهب إلى قريته [تم حجب الاسم] لرؤية عائلته وبقي هناك لفترة قصيرة من الزمن. وذكر P1 أنه خلال هذا الوقت، كان النظام يشنّ حملة عسكرية في تلك المنطقة. وقال P1 إنه كان يخشى على عائلته بسبب وضعه مع النظام، لذلك غادر وتسلل إلى دمشق، متجنباً نقاط التفتيش. قال P1 إنه مكث في دمشق لقرابة ثلاثة أشهر. وبعد ذلك، شهد P1 أنه غادر سوريا بسبب التهديدات بإعادة الاعتقال. وقال إنه وصل إلى الأردن ليلاً مع 200-300 لاجئ سوري آخر، وبقي في مخيم للاجئين لمدة 4-5 أيام. وقال P1 إن أحد أصدقائه الأردنيين، الذي كان يعرفه لفترة، ساعد P1 على مغادرة المخيم. وبقي P1 لمدة شهرين في عمان، ثم غادر إلى اسطنبول. وذكر P1 أنه بدأ بدخول سوريا والتصوير مع “الخوذ البيضاء”، وبسبب اللقطات التي حصل عليها، غادر تركيا (كان يخشى من روسيا على وجه الخصوص) وفرّ إلى أوروبا. وتقدّم بطلب لجوء في ألمانيا وبدأ مونتاج فيلمه عن “الخوذ البيضاء”. وذكر P1 أنه حاول نسيان كل شيء من الفترة الماضية في ذلك الوقت، لأنه لم يكن يعرف أنه سيرى المتهم أنور أو أنه ستكون هناك محاكمات تتعلق بسوريا. لذلك، قال P1 إنه ركز على العمل على أفلامه.
شهد P1 أنه عندما تم القبض على المتهم أنور، لم يكن الأمر مثيراً للاهتمام لأنه لم يعتقد أن شيئاً سيحدث. وقال إن أصدقاءه استدعوه للشهادة لأنهم كانوا يعلمون أنه كان محتجزاً في الخطيب. وذكر P1 أنه كان متردداً في البداية، لأنه كان قلقاً من أن عائلته قد تتعرض للتهديد أو الأذى. وأضاف أنه كان متردداً أيضاً لأنه لم يظن أن شيئاً سيحدث وظن أنه كان يحلم، حتى تلقّى رسالة من المحكمة وأدلى بشهادته بمساعدة شخص يدعى علي. قال P1 إن ذلك لم يكن سهلاً لأنه أعاد فتح جروح حاول إغلاقها. وقال إنه كان ينوي مسامحة المتهم أنور، إذا اعترف الأخير بالتعذيب والوحشية في الفرع وأن الشاهد P1 كانت لديه القدرة على المسامحة**. ولكن ذكر P1 أنه بسبب نفي المتهم أنور للتعذيب والإساءة الجنسية والضرب، فقد اضطر للشهادة.
المسائل الإجرائية
قالت القاضي كيربر إنه لن يتم صرف الشاهد وتم رفع الجلسة إلى اليوم التالي.
أشار المستشار سيباستيان شارمر، أحد محامي المدّعين، إلى وجود خطأً في الترجمة. حيث ذكر P1 أن “السجناء” حاولوا مساعدة الطفل في الزنزانة الجماعية (لوقف النزيف) بعد تعرّضه للتعذيب، في حين ذكرت الترجمة أن “السجّانين” هم من حاولوا مساعدته. وأوضح المترجم سامي كوكا أن الكلمتين بالعربية تأتيان من نفس المصدر “سجن”. فطلبت رئيسة المحكمة الدكتورة كيربر من P1 أن يعيد إفادته، وترجمها سامي “سجناء”.
رُفِعت الجلسة الساعة 03:55 مساءً.
اليوم الحادي عشر للمحاكمة – 4 حزيران/يونيو، 2020
حضر هذه الجلسة حوالي 19 شخصاً و11 ممثلاً من وسائل الإعلام. وبدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً.
طلبت القاضي كيربر من وسائل الإعلام البقاء داخل قاعة المحكمة لبعض الوقت. وذكرت أن قناة إعلامية عربية التقطت صورة لأحد المترجمين ونشرتها في مقال وزعمت أنه أحد المتّهمين. طلبت القاضي كيربر حذف الصورة وسألت إذا كان أحد يعرف من قام بنشرها أن يطلب من ذلك الشخص إصلاح هذه المسألة. ثم صرفت القاضي كيربر ممثلي وسائل الإعلام.
شهادة P1 [تم حجب الاسم] ، مواصلة الاستجواب
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان قادراً على التعرّف على المتهم أنور في استجوابه في ألمانيا. أجاب P1 أنه عُرض عليه مجموعة من الصور وأنه تعرّف على المتهم أنور في تلك المجموعة [تم عرض نفس مجموعة الصور عبر جهاز العرض في قاعة المحكمة]. وسأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا كان الشخص الذي تعرّف عليه هو المتهم أنور، فأكد P1 ذلك. وسأل القاضي فيدنر P1 عن مدى تيقّنه، فقال P1 إنه ليس متأكداً بنسبة 100%، وإنما 60%.
النقل والاعتقال في مختلف الفروع
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا حدث بعد اعتقاله في فرع الخطيب. فقال P1 إنه تم نقله إلى إدارة المخابرات العامة في كفر سوسة. وقال P1 إنه عند وصوله إلى هذا الفرع، كان هناك “حفل استقبال” لـ P1 والسجناء الآخرين حيث تعرّضوا لضرب وحشي وتهديد بأسلحة مصوّبة على رؤوسهم، وقامت قوات الفرع بالقفز على أجسادهم بينما كان P1 والآخرون مبطوحين أرضاً. وقال P1 إنه بعد ساعتين أو ثلاث ساعات، تم نقله إلى القبو، حيث أجبِر على خلع جميع ملابسه. وذكر أنهم ذهبوا إلى منطقة مفتوحة بالداخل حيث سكب عليهم الماء البارد (وهم منبطحين أرضاً) وضُربوا بالكابلات. وبعد ذلك، قال P1 إنهم أمِروا بالوقوف، ورفع أيديهم، ومواجهة الجدار، وضُربوا بالكابلات لمدة ساعة واحدة. وقال P1 إن التعذيب كان وحشياً بشكل لا يمكن وصفه، وذكر أنه فقد وعيه وكاد أن يموت.
سأل القاضي فيدنر P1 إذا كان قد رأى جثثاً. فأجاب P1 بالنفي، ولكنه كان قد سمع عن ذلك من آخرين.
سأل القاضي فيدنر P1 عمّا إذا تم نقله إلى سجن آخر بعد ذلك. قال P1 إنه في الليل، تم نقله هو ومعتقلين آخرين في مجموعات بواسطة حافلات بنوافذ مظللة باللون الأسود. وقال إنهم كانوا على الطريق لمدة ثلاث إلى أربع ساعات، وكان الظلام حالكاً. وأضاف P1 أنهم كانوا معصوبي الأعين. وقال إنهم نزلوا من الحافلات ودخلوا معسكر تدريب أمن الدولة في نجها، حيث تعرّضوا للضرب، وتم حلق شعرهم وسمعوا إطلاق نار مستمر في الهواء.
شهد P1 أنه بعد أسبوعين، أعيد إلى الفرع 285، حيث تعرّض للتعذيب. قال إنه مكث هناك ثلاثة أسابيع، قبل نقله إلى سجن عدرا. وقال P1 إنه تم نقله إلى حلب لمحاكمته، حيث حُكم عليه بتهمة الإضرار بالبلد من خلال عمله ولإقامة اتصالات مع الخارج. وذكر P1 أيضاً أن شخصاً من المخابرات العامة كان بجانب القاضي، يراقبه. وقال P1 إنه أعيد إلى السجن. وقال إن المحاميَين [تم حجب الاسم] [P2] و [تم حجب الاسم] ساعدا في إطلاق سراحه، لكنه كان عليه أيضاً أن يوقّع العديد من الأوراق الفارغة.
استجواب من قبل المحامي خبيب علي محمد، ممثل P1
سأل المحامي خبيب علي محمد P1 كيف كان يذهب من الزنزانة إلى غرفة الاستجواب. وذكر P1 أنه كان يتم استدعاؤه باسمه في الزنزانة الجماعية، بينما كان يتم استدعاؤه برقمه في الزنزانة المنفردة. سأل خبيب عمّا حدث بعد ذلك. قال P1 إنه كانت توضع عصابة على عينيه ويُقتاد للاستجواب. وذكر P1 أنه في طريقه إلى غرفة الاستجواب، كان يسمع أصواتاً ويرى أشخاصاً مستلقين على الأرض (من تحت عصابة عينيه).
سأل المحامي خبيب عمّا كان يحدث داخل غرفة الاستجواب. ذكر P1 أنه كان يتّخذ وضعية الركوع ويؤمَر بعدم النظر للأعلى. وقال إنه عندما كان في الزنزانة، كان السجّان يأمر P1 بالاستدارة ومواجهة الجدار حتى لا يتمكن P1 من رؤيته.
سأل المحامي خبيب P1 ماذا كان أول شيء سمعه بعد دخول الغرفة. فذكر P1 أن المحقق أخبره أنه عادة ما يزيل عصابة العينين أثناء الاستجواب، لكنه لن يزيلها عن عيني P1 حتى لا يراه P1. وأضاف P1 أن المحقق كان لديه هالة مروعة. قال P1 إن المحقق أخبر أحدهم أن P1 كان مخرجاً سينمائياً، ثم قال شخص في الخلف أن P1 يعمل مع فنانين. قال P1 إنه طُلب منه شرح المقصود “بالفنانين”، فأخبرهم أن جميع المخرجين والكتّاب هم “فنانون”.
سأل المحامي خبيب P1 عن الكيفية التي كان المحقق يخاطَب بها. فقال P1 إن السجّان الذي أحضره إلى الغرفة خاطب المحقق بلقب “سيدي”. وذكر أنه شعر بأن المحقق كان أعلى رتبة بسبب الطريقة التي كان يتحدث بها. وسأل خبيب عمّا إذا كان أي شيء آخر قيل عن تحية المحقق. قال P1 إنه لم يتذكر أي شيء آخر، بخلاف كيف استقبل السجّان المحقق (شعر P1 أنه كانت هناك محاولة للتستر على الهويات).
سأل المحامي خبيب P1 كيف حيّاه المحقق. فقال P1 إنه لم يكن هناك تحية وبدأ المحقق مباشرة بطرح الأسئلة، بعد أن تحدث عن عصابة العينين. سأل خبيب P1 إذا كان المحقق اعتاد أن يقول شيئاً في نهاية الاستجواب (على سبيل المثال للإشارة إلى انتهاء الاستجواب). قال P1 إنه لم يكن هناك تحية في البداية، ولم يكن هناك وداع في النهاية.
سأل المحامي خبيب P1 من كان يرافقه إلى الزنزانة. قال P1 السجّان، لكنه لا يعرف ما إذا كان هو نفس السجّان أم شخص آخر.
سأل المحامي خبيب P1 عمّا إذا كانت هناك تعليمات أو أوامر أعطيت للمحقق [إذا كان الشخص في الخلف أعطى أوامر للمحقق] فنفى P1 ذلك.
سأل المحامي خبيب P1 عمّا إذا كان قد تعرّض لإهانات شديدة أثناء الاستجواب. قال P1 إن المحقق اعتاد على بدء الاستجواب “بلطف” ثم تتصاعد الوتيرة. ومع ذلك، قال P1 إن “اللطف” لا يعني أن المحقق كان يُظهر اللطف البشري، بل هو نوع من اللطف الذي لم يكن متوقعاً من السجّانين. وقال P1 إنه يعتبر ذلك لطفاً لأن المحقق كان يتحدث دون أن يضرب P1. وذكر P1 أنه تلقّى إهانات لنفسه ولعائلته. وطلب المحامي خبيب أمثلة، فذكر P1 أنه نُعِت بخائن للبلد، ونُعتت والدته بالعاهرة، ونُعِت والده بالخائن، ونُعِت بابن الحرام. وسأل المحامي خبيب عمّا إذا كانت تلك الإهانات تصدر من المحقق أم السجّان، فأجاب P1 من كليهما.
أشار المحامي خبيب إلى إفادة P1 التي قال فيها بأنه رأى إناثاً وأطفالاً في السجن، وسأل عمّا إذا كان P1 قد شاهدهم يتعرّضون للتعذيب أو رأى أن لديهم آثار تعذيب. فذكر P1 أنه كان يرى التعذيب أثناء مروره [برفقة السجّانين]، لكنه لم ير شخصياً أطفالاً يتعرّضون للتعذيب. ولكنه قال إنه رأى آثار تعذيب على الطفل، الذي كان في نفس زنزانته الجماعية. وقال P1 إنه كان يسمع صراخ الإناث يتوسلن ويستعطفن، وكان بإمكانه أن يتصور أن شخصاً ما كان يحاول فعل شيء لهن. وسُئِل P1 ما الذي كن يقلنه وهن يصرخن، فأجاب أنه سمع “لا، لا، أروجوك سيدي. الله يحفظ اولادك”. وذكر P1 أن هذه الصرخات والأصوات كانت حاضرة طوال فترة اعتقاله في الخطيب.
سأل المحامي خبيب عمّا إذا كانت عائلة P1 مهدّدة. فقال P1 في شهادته أنهم أخبروه أنهم سيحضرون والده وأمه وإخوته. سأل خبيب لماذا قد يقولون ذلك، فأجاب P1 أنهم قالوا ذلك حتى يكشف عن المعلومات. وسأل خبيب P1 إذا كان السجّان أو المحقق هو من قال هذه التهديدات. فأجاب P1 أن كليهما ضغط عليه. وأضاف أن السجّانين كانوا يهددونه أثناء التعذيب أو كانوا يأتون إلى زنزانته ويسألونه “ألا تريد التحدث؟”
سأل المحامي خبيب P1 إذا كان قد سمع محادثات بين السجّان والمحقق. قال P1 إنه لم يتذكر في تلك اللحظة. وأوضح أن هناك كماً هائلاً من المعلومات التي كان يحاول تذكرها ويحتاج إلى وقت لتذكر كل ذلك. وسأل المحامي خبيب P1 عن ألم المفاصل والإصابات في يديه وساقيه. فذكر P1 أنه كان يعاني باستمرار من أعصابه ويديه وساقيه. وقال إنه زار طبيباً في برلين بسبب زيادة الألم جرّاء سعيه الحثيث لتذكّر الأحداث، والتأثير النفسي الذي فاقم من آلامه.
سأل المحامي خبيب P1 عمّا إذا كان يتمرّن. أجاب P1 أنه كان يمارس الرياضة، لكن طبيبه نصحه بألا يفعل ذلك.
سأل المحامي خبيب P1 عمّا إذا كان يعاني من الاكتئاب. أكد P1 ذلك، وقال إنه كان جزءاً ثابتاً من حياته كان عليه التكيّف معه. وسألت القاضي كيربر P1 إذا قام طبيب نفسي بتشخيصه أم أنه شخّص نفسه بنفسه. نفى P1 أن يكون قد تم تشخيصه من قبل طبيب نفسي وقال إنه كان يذهب إلى معالج نفسي. وأضاف أنه راجع طبيب أعصاب. وسألت القاضي كيربر P1 إذا كان الطبيب النفسي قد شخّص حالته بالاكتئاب، فأجاب P1 بالنفي.
سأل المحامي خبيب P1 عن نومه. قال P1 إنه يعاني قلة النوم، وإن كوابيس مستمرة تراوده بشأن تعرّضه للمطاردة والقبض عليه من قبل الشرطة، وخاصةً الأمن السوري.
سأل المحامي خبيب P1 إذا كان قد فكّر في الانتحار. فأجاب P1 أنه فكر في الأمر عدة مرات، لكنه لم يجد طريقة للقيام بذلك.
سأل المحامي خبيب P1 عمّا إذا كان سيعفي [تم حجب الاسم] [P2] من التزامه بعدم انتهاك السرية باعتباره محاميه السابق، فأكد P1 ذلك.
سأل المحامي خبيب P1 عن طبيبه، فذكر P1 أنه كان طبيب أعصاب في برلين.
ذكر المحامي خبيب أن P1 كان قد ذكر أنه تعرّض لإصابة وخضع لعملية جراحية بسبب الاعتداء الجنسي الذي تعرض له في السجن. سأل خبيب أين أجريت الجراحة، فقال P1 في تركيا.
الاستجواب من قبل محامي المدّعين الآخرين
أشار المحامي سيباستيان شارمر إلى أن P1 ذكر أثناء فترة اعتقاله في فرع الخطيب وصفاً لملابس المحقق، وسأل P1 عمّا إذا كان قد رأى أشخاصاً آخرين يرتدون ملابس مماثلة. فأجاب P1 بالنفي، وذكر أن السجّانين كانوا يرتدون ملابس مريحة، مثل الملابس التي يتم ارتداؤها في المنزل.
أشار المستشار شارمر إلى إفادة P1 في اليوم السابق إلى أنه يحتاج إلى وقت للتذكر. وسأل المستشار شارمر P1 عمّا إذا كان يعتقد أن قدرته على التذكّر تتناقص مع مرور الوقت. فقال P1 نعم وخاصة في الوضع الحالي [المحاكمة]. ثم أعطى P1 مثالاً على أنه لم يستطع النوم في اليوم السابق. وسأل شارمر عمّا إذا كان ذلك قد تسبب في تدهور قدرة عقله على التذكر. فأكد P1 ذلك، وقال إن ذلك حدث لأنه كان بحاجة إلى تذكّر الأشياء. وذكر P1 أنه رأى في المنام يد ابنته تُقطع في اليوم السابق، وأنه لم يستطيع النوم لأنه كان يفكر في عائلته.
أخذت المحكمة استراحة لمدة عشر دقائق.
سأل المحامي الدكتور باتريك كروكر P1 عمّا إذا كانت عائلته تعرف ما حدث له. قال P1 إنه عندما اختُطف من المطار، اختفى تماماً ولم يكن لدى أسرته أي معلومات عنه. وأضاف أن أسرته تفاجأت أنه مازال على قيد الحياة.
سأل المحامي الدكتور كروكر P1 عمّا إذا كان يمكنه التعرف على صوت المحقق إذا سمعه مرة أخرى. فقال P1 إنه يظن ذلك.
ذكر المحامي الدكتور كروكر أنه تم سؤال P1 عن مواقع التعذيب الأخرى في السجن، وطلب منه توضيح ذلك بمزيد من التفصيل. فذكر P1 أن السجّانين كانوا يدخلون أحياناً الزنازين المنفردة ويضربون السجناء بالكابلات. وذكر أنه كان بإمكانه سماع صوت الكابلات وصراخ السجناء قبل انقطاع الأصوات عندما يفقد السجين وعيه. وأضاف P1 أنه لم يكن قادراً على وصف أصوات الضرب والصراخ بكلمات فقط، لكنه سيحاول يوماً ما وصف ذلك بالأفلام التي سيقوم بتصويرها.
سأل المستشار الدكتور كروكر القاضي كيربر إذا كان الاختبار الصوتي ممكناً. وسألت القاضي كيربر المتهم أنور. وقبل أن يجيب المتهم أنور، أشار المستشار مايكل بوكير (محامي المتهم أنور) أن المتهم أنور لم يكن مستعداً للاختبار الصوتي، وذكر أن P1 لم يكن متأكداً سوى بنسبة 60-70% بشأن التعرّف على الصوت.
سأل المحامي أندرياس شولتس عن عملية التواصل داخل الزنزانة. فذكر P1 أنه في الزنزانة الجماعية، كانت الأصوات خافتة وبالهمس. وقال إنه إذا أراد شخص التواصل مع شخص آخر، فعليه أن يكون قريباً منه ويهمس في أذنه. وفقاً لـ P1، كانت المحادثات تدور حول من سيستجوب السجناء الجدد، أو من استجوب السجناء القدامى. وأضاف أن السجناء القدامى تحدثوا عن أساليب التعذيب، وأحياناً تم تناول موضوعات عائلية.
سأل المحامي شولتس عمّا إذا كان السجناء القدامى يقدّمون المشورة للآخرين. فقال P1 إن السجناء القدامى اعتادوا على إخبار الوافدين الجدد بعدم التحدث أو رفع أصواتهم، وعدم النظر إلى المحقق إذا أمر بذلك، وكيفية حماية النفس من الإصابات القاتلة لتجنب الموت تحت التعذيب، وعدم مقاومة السجّانين أو المحقق لأن ذلك سيؤدي إلى قتلهم.
سأل المستشار شولتس عمّا إذا كانت هناك محادثات حول الهروب من السجن. فقال P1 كانت النصيحة بين السجناء عدم المقاومة أو محاولة التصرف بذكاء، وإلا فسيتم إعدامك.
سأل المحامي شولتس P1 عمّا إذا كان قد رأى أفراداً غير سوريين في السجن. فأجاب P1 أنه لم يستطع التفريق تماماً بين وجوه الناس، لكن الأشخاص الذين كانوا يعملون هناك كانت ملامحهم سورية وفقاً لما لاحظه من الإهانات والكلمات التي تلفّظ بها أبناء الطوائف واللهجات المختلفة. وقال إنه سمع لهجات درعا وحمص والعلوية الساحلية.
سأل المحامي شولتس P1 عمّا إذا كان يعرف ما إذا كان المتهم أنور قد أجرى بعض المقابلات بالفيديو في وسائل الإعلام (مثل قناة الجزيرة). فقال P1 إنه لا يعرف، لكنه سمع معلومات تفيد أن أنور كان غير متعاون في مساعدة الناس بعد مغادرته سوريا. وقال إن المتهم أنور لم يصدر بيان اعتذار عن خدمته في أجهزة المخابرات. وقال P1 إن ذلك كان أقل شيء يمكن أن يفعله المتهم أنور وكان من المتوقع من رجل بمنصب أنور، عمل في مكان ذي سمعة سيئة، أن يصدر بياناً من هذا النوع. وذكر P1 أنه لم يسمع صوت أنور بعد الاعتقال [أي لم يسمع صوت المتهم أنور في وسائل الإعلام].
أخبرت المحامية الدكتورة آنا أومشين P1 أنها يمكن أن تتخيل مدى صعوبة عملية المحاكمة بالنسبة له. وذكرت أن المتهم أنور أفاد بأنه لم يضرب أو يعذّب أحداً، ولم يأمر بذلك. ثم سألت P1 عمّا إذا كان يعتقد أن شيئاً من قبيل “أن أنور لم يعرف عن التعذيب” كان أمراً ممكناً. فأجاب P1 أن محققه لم يضربه ولم يسمع منه أي أمر شفوي بالتعذيب. غير أن P1 ذكر أنه كان يتم تعذيبه بعد ثوانٍ فقط من انتهاء الاستجواب.
سألت المحامية الدكتورة أومشين ما إذا كان بالإمكان الربط بين المحقق والتعذيب. فقال P1 إنه لم يستبعد فكرة أن أي شخص يعمل في الخطيب سيكون على علم بالتعذيب والاعتداء الجنسي الذي يحدث هناك. وسألت القاضي كيربر P1 عمّا إذا كان يشير إلى أن الشخص لا بدّ وأنه كان على علم بذلك. فأعاد P1 صياغة إجابته وذكر أنه يعتقد أن أي شخص يعمل في ذلك المكان هو على دراية بما يحدث في الداخل. وأضاف P1 أن المعلومات كانت معروفة حتى خارج الفرع من خلال السجناء المفرج عنهم وأولئك الذين تحدثوا عنه.
أشارت المحامية الدكتورة أومشين إلى إفادة P1 بأن المتهم أنور أخبره أن لديه كل الصلاحيات لانتزاع الإجابات منه. وسألت الدكتورة أومشين عمّا إذا كان المتهم أنور قد صرّح بذلك بوضوح. اعترض المحامي مايكل بوكير، أحد محامي المتهم أنور، وذكر أن P1 قال “المحقق” وليس “أنور”. فأعادت المحامية الدكتورة أومشين صياغة السؤال وقالت إن P1 ذكر أن المحقق – الذي حدّد P1 هويته لاحقاً على أنه أنور – صرّح بذلك وسألت عمّا إذا كان المحقق قد قال ذلك بوضوح. فأجاب P1 أن ما قاله ذلك الشخص كان واضحاً تماماً. وقال P1 إنه كان يعني استخدام جميع الوسائل الممكنة في الخطيب تجاه السجناء، من التعذيب إلى القتل.
أشار المحامي مانويل يجر إلى إفادة P1 بأنه تعرض للتعذيب بعد الاستجواب في الخطيب. سأل المحامي رايجر P1 عمّا إذا كانت آثار التعذيب أو الإصابات لا تزال ظاهرة بين جلسات الاستجوابات. فذكر P1 أنه عندما كان يذهب إلى جلسات الاستجواب، كان واضحاً أن هناك دماء وجروح وآثار تعذيب.
سأل المحامي رايجر P1 عمّا إذا كان قادراً على تمييز لهجة المحقق. قال P1 إنه لم يكن متأكداً بنسبة 100%، ولكن كان من الواضح أنها كانت لهجة دمشقية. وسأل المحامي رايجر P1 عمّا إذا كان سيتمكن من تأكيد اللهجة إذا ما تحدّث المحقق مرة أخرى. فقال P1 إنه لا يستطيع تأكيد ذلك، لكنه أشار إلى أنها لم تكن لهجة علوية ولا لهجة “ثقيلة”. ودار نقاش بين المترجم وP1 والقضاة حول ماهية اللهجة “الثقيلة”. فأوضح P1 أن لهجة المحقق لم تكن بدوية وذكر لهجة درعا على سبيل المثال.
أشار المحامي مايكل بوكير، أحد محامي الدفاع عن المتهم أنور، أنه يريد أن يتناول استجواب P1 في 20 تموز/يوليو، 2019، وأراد معرفة ما إذا كان P1 قد ذكر ما إذا كان المحقق قال “إنه متخصص بالفنانين”، أو ما إذا كان الشخص في الخلف هو من قال إن “هذا المحقق متخصص بالفنانين”. فأجاب P1 أنه لم يتذكر بالضبط ما قاله أثناء الاستجواب، حيث كان يتحدث بشكل عام ولم يعطِ تفاصيل دقيقة كما يفعل الآن. وأضاف أنه لاحظ وجود مسائل خلافية في ترجمة ما قاله أثناء استجوابه. وذكر P1 أنه لم يقل إنه تعرّض للتعذيب في الزنزانة الجماعية، وإنما في المنطقة المفتوحة داخل الفرع.
سألت القاضي كيربر P1 عمّا إذا كان قد واجه صعوبات في الترجمة في قاعة المحكمة. فقال P1 إن الأمر كان جيداً اليوم، لكنه ذكر أنه كانت هناك أخطاء في الترجمة في اليوم السابق، مثل الفرق بين “السجّانين” و”السجناء”. وسألت القاضي كيربر P1 إذا كان لديه المزيد من الأمثلة. فقال P1 إنه قال “تعذيب وحشي” وأسيء ترجمة ذلك [كانت الترجمة على غرار “شديد”، لكن مراقِبَة المحكمة كتب “وحشي” لأنه سمع الكلمة العربية مباشرة]. وقال P1 إن الترجمة يجب أن تصف مصطلح “وحشي”.
ذكر المحامي بوكير أن P1 كان قد ذكر خلال استجواب سابق أنه لم يتعرض للتعذيب في يوم اعتقاله، خلافاً لما ذكره لاحقاً في المحكمة. قال P1 إنه خلال الاستجواب، تم طرح سؤال واحد فقط حول هذه المسألة ولم يتم طلب أي تفاصيل عنها. ومع ذلك، قال P1 إن التفاصيل التي يشاركها الآن تسمح له بالتذكر والتوضيح بقدر أكبر.
سأل المحامي بوكير P1 إذا كان قد تذكر أنه أعطى هذه الإجابات [في المحضر الخطي للاستجواب]، وأكد P1 ذلك.
ذكرت القاضي حا وكيربر أن الاستجواب قد انتهى. وعندما لم يكن هناك أي أسئلة أخرى، تم صرف P1. وقال P1 إنه يريد أن ينطق بإفادة موجزة، لكن القاضي كيربر أخبرته أن استجوابه قد انتهى ويمكنه الانصراف.
تلا الادعاء العام بياناً رداً على اعتراض محامي الدفاع فيما يتعلق بالمتهم إياد [أثير هذا في اليوم السابع للمحاكمة، 27 أيار/مايو]. حيث فنّد الادعاء العام الاعتراض مع ذكر الأسباب. وذكر الادعاء العام أنه يمكن للمرء أن يجرّم نفسه أثناء الاستجواب عندما يقدّم طلب لجوء.
شهادة [تم حجب الاسم] [P2]
كان الشاهد الثاني يُدعى [تم حجب الاسم] [P2]، وهو محامٍ سوري في مجال حقوق الإنسان.
الاستجواب من قبل القاضي كيربر
جلس P2 على منصة الشهود مع محاميه ستيفان كون. وتم تقديمه كشاهد خبير.
قال P2 إنه لا يستطيع ممارسة مهنته [القانونية] في ألمانيا. قال P2 إنه رئيس ومؤسس مركز لحقوق الإنسان في برلين.
شهد P2 بأنه محامٍ في مجال حقوق الإنسان منذ 1986، وقرر أن يصبح محامياً من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان. وقال P2 إنه بقي في مهنته حتى تم اعتقاله في 2006 واستمر حتى مغادرته سوريا في 2014. وقال P2 إنه اعتُقل في فرع أمن الدولة 285 وأمضى خمس سنوات في سجن عدرا. وذكر P2 أنه عاد بعد ذلك إلى الفرع 285 لمدة خمسة أيام قبل الإفراج عنه.
سُئِل P2 عمّا إذا كان لديه مشكلة مع النظام. فأجاب أنها لم تكن مشكلة، بل أكثر حول انتهاكات حقوق الإنسان. وذكر P2 أن النظام اعتقل أفراد عائلته منذ عام 1977 – وتحديدا أشقائه الثلاثة، وشقيقته، وزوج أخته، وزوجة أخيه. وقال P2 إنه اعتُقل في الفرع 251 عام 1978. وقال إنه بالإضافة إلى التعذيب الذي تعرّض له شخصياً، أصبح أكثر اطلاعاً بالتعذيب بعد إخلاء سبيله. لذلك، قال P2 إنه قرر أن يصبح محامياً للدفاع عن أفراد عائلته وغيرهم ممن تعرّضوا لانتهاكات حقوق الإنسان. وذكر P2 أنه أصبح محامياً في عام 1986 وتم اعتقال شقيقيه وشقيقته مرة أخرى خلال نفس العام. وذكر أن عائلته أمضت ما مجموعه 73 سنة في السجن، وخلال معظم تلك الفترة، كان أفراد أسرته ضحايا للاختفاء القسري ولم يكن أحد يعرف شيئاً عنهم. وذكر P2 أن شقيقه تعرّض للتعذيب وشُلت ذراعاه بسبب التعذيب بالشّبْح لفترات تصل إلى أسبوعين متتاليين.
سألت القاضي كيربر P2 عن تاريخ اعتقاله الأول. فأجاب P2 أنه كان في عام 1978 في الفرع 251. وسألت القاضي كيربر كم من الوقت مكث هناك، فقال P2 أسبوعاً واحداً. وأوضح P2 أنه كان يعيش في شقة في دمشق مع أخته. وقال P2 “إنهم” داهموا الشقة في الساعة 02:00 صباحاً لاعتقال أخته، لكنها لم تكن في المنزل. فقال إنهم اعتقلوه بدلاً منها، وعذّبوه لمعرفة مكانها.
سألت القاضي كيربر P2 عن اعتقاله الثاني. فقال إنه كان في وقت ما في 1989-1990، واستمر لمدة يوم أو يومين في فرع الأمن السياسي. وأضاف أنه اعتُقِل عام 1986 في فرع الأمن العسكري لمدة يوم أو يومين. وبالإضافة إلى ذلك، ذكر P2 أن آخر مرة اعتُقل فيها كانت في عام 2006. وقال إنه في الفترات الفاصلة بين هذه الاعتقالات، تلقّى تهديدات، وكان يتم استدعاؤه لزيارات يومية أو أسبوعية إلى الفرع.
سألت القاضي كيربر عن اعتقاله الأخير، فأجاب P2 أنه كان في إدارة أمن الدولة [إدارة المخابرات العامة] في الفرع 285 في كفر سوسة.
طلبت القاضي كيربر من P2 التحدّث عن تجربته. فقال P2 إنه اختُطف من الشارع في 17 أيار/مايو، 2006. وقال إنه لا يعرف من اختطفه وكان “المسؤول” [أي: الموظف المسؤول] يجلس في المقعد الأمامي للسيارة. وقال P2 إنه سألهم لماذا أخذوه؛ وقال إنهم اتهموه بتهم جنائية (سرقة وقتل) ووضعوه في الزنزانة رقم 10 أو 11 في الفرع. وقال P2 إنه لم يعتدِ أحد عليه بالضرب إلا في لحظة اعتقاله، لكنهم اعتادوا على إخراج السجناء الآخرين من زنازينهم وتعذيبهم هناك أو عندما يتم استجوابهم. وقال P2 إنهم استجوبوه ليلاً، بينما كان معصوب العينين. وذكر أنهم سألوه “لماذا تتحدث عن حقوق الإنسان؟ ما هي المشكلة في حقوق الإنسان؟” فأجاب P2: “لا توجد مشكلة فيها، إنها ممتازة. والدليل هو وقوفي هنا أمامكم”. وقال P2 إنه تعرّض للصفع مرتين بعد إجابته وأُعيد إلى الزنزانة. وقال إنه أعلن إضراباً عن الطعام (الطعام والشراب) وقضى الليلة كلها مع أصوات تعذيب مستمرة بجواره. وذكر أنه في صباح اليوم التالي، عُصبت عيناه واقتيد إلى المحكمة بسيارة.
طلبت منه القاضي كيربر توضيح كيف تم اختطافه. ذكر P2 أنه كان معتاداً أن يقود سيارته إلى مكتبه في الساعة 5-6 مساءً. وقال إن سيارته كانت أمام المنزل وعبر الشارع لنحو 20 متراً ووصل إلى السيارة. وذكر P2 أنه قبل أن يفتح باب سيارته، جاءت سيارة مسرعة، وخرج منها شخصان وألقيا به بين المقعدين الأمامي والخلفي. وقال P2 إنهما جلسا فوقه، وأخذا متعلقاته ووضعا عصابة على عينيه، قبل أن تنطلق السيارة بسرعة.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هناك شخص في مقعد الراكب الأمامي. فقال P2 نعم، وكان ذلك الشخص يتحدث معه ويوجّه إليه التهم. وذكر P2 أنه هو نفسه الذي أخذه إلى الاستجواب. وقال P2 إنه رأى من تحت عصابة العينين ساقي أحد الشخصين اللذين ضرباه وقال إنه نفس الشخص الذي رافقه إلى المحكمة وسلّمه إلى الشرطة هناك. واضطر ذلك الشخص نفسه إلى إزالة العصابة عن عيني P2 لإعطائه بطاقة الهوية والمحبس [الدّبلة] في المحكمة. وقال P2 إنه تم تسليمه إلى نفس المحكمة التي كان يعمل فيها، لذلك كان يعرف جميع ضباط الشرطة هناك. وذكر P2 أنه سألهم عن الرجل الذي سلّمه (حيث كان على الشخص الذي يسلّم شخصاً ما أن يوقع على وثيقة إخلاء سبيل)، وقيل له إن ذلك الشخص كان “أنور رسلان”. وقال P2 إنه لا يتذكر ما إذا كان المتهم أنور برتبة رائد أم مقدّم في ذلك الوقت. وبعد ذلك، ذكر P2 أنه تم نقله إلى سجن عدرا. وذكر أنه بعد خمس سنوات من انتهاء فترة عقوبته، أعيد إلى الفرع 285 [حيث مكث 5 أيام إضافية]، لكنه لم ير أنور هناك.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان الشخص الذي كان يجلس في مقعد الراكب الأمامي هو نفس الشخص الذي سلّمه إلى المحكمة. فقال P2 إنه نفس الصوت الذي اتهمه بأنه كان مجرماً. وقال P2 إن الصوت لم يفارق رأسه لأنه [ذلك الصوت] اتهمه باتهامات لا تصدق.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان ذلك الشخص نفسه موجوداً عندما صُفِع مرتين. وأكد P2 ذلك، وقال إنه كان نفس الصوت الذي طلب منه أن يصعد إلى الطابق العلوي.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان يستطيع التعرّف على الشخص الذي ضربه، لأنه كان معصوب العينين. فأجاب P2 بالنفي.
أشارت القاضي كيربر بأن P2 ذكر أنه كان محامياً معنياً بحقوق الإنسان واعتُقل في الفرع 285. وسألت عن تجربته العامة. فسأل P2 عمّا إذا كانت القاضية كيربر تقصد قبل أو بعد عام 2011. فطلبت من P2 تقديم ملخص موجز عن تجربته قبل 2011، ثم توضيح المزيد بعد ذلك. قال P2 إنه يريد توضيح أن الاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري هي أمور أساسية بالنسبة لنظام الأسد. ولولا ذلك لما صمد النظام سنة واحدة. وفقاً لـ P2، استخدم الأسد هذه الممارسات كسلاح لإنهاك الشعب بأكمله منذ السبعينيات. وقال P2 إنه كان يعرف أناساً مسالمين ماتوا تحت التعذيب أو تم اعتقالهم في عام 1978 وبعد أحداث حماة. وذكر P2 أنه لا يزال هناك أكثر من 3,000 ضحية اختفاء قسري، ولا أحد يعرف ما حدث لهم. وذكر P2 أن النظام كان ينشر عمداً أساليب التعذيب لترويع الشعب كله. وذكر أيضاً أن إخوته كانوا أعضاء في حزب شيوعي في الثمانينيات، وتُوفي بعضهم تحت التعذيب. وقال P2 إنهم [النظام] يزعمون أنهم كانوا يحاربون المتطرفين، لكنهم [النظام] هم من أوجدهم، فهم يحاربون ويقتلون المجتمع بحجة محاربة المتطرفين. وقال P2 إن أساليب التعذيب والمعاناة التي سمع عنها من أشقائه وأقاربه وغيرهم ممن دافع عنهم (بمن فيهم أفراد من حزب البعث العراقي وشيوعيون وإخوان [مسلمون])، لا يمكنه أن يتخيل أن هناك شخصاً هنا [في المحكمة] يمكن أن تتخيل ما مرّوا به. وذكر P2 أن كل من عمل في الأجهزة الأمنية السورية كان على علم بما يحدث ومارسه واستفاد منه.
قاطعه المحامي مايكل بوكير، أحد محامي المتهم أنور، وقال إنهم يخرجون عن الموضوع. وطلب المحامي بوكير استراحة للتحدث مع محامي الدفاع الآخرين. ورفضت القاضي كيربر الطلب وطلبت من P2 تقديم إفادات قصيرة بدءاً من عام 2011. وطلب المدّعي العام ياسبر كلينجه أن يستمر P2 في التحدث عن السبعينيات.
ذكر P2 أن أقواله كانت تهدف إلى إثبات وجود تعذيب منهجي في سوريا. وقال إنه أراد أن يذكر كذلك أن عناصر الأمن محميون من أية جريمة يرتكبونها. وسألته القاضي كيربر عمّا إذا كان هناك قانون يحميهم. قال P2 إن قانون إدارة أمن الدولة يمنع النيابة العامة من رفع دعوى ضد أي عضو أو طرف متعاقد أو عامل لدى إدارة أمن الدولة. لذلك، قال P2 إن الجميع يرتكبون جرائم بضمير مرتاح، مطمئنين بأنه لن تتم مقاضاة أحد. وأضاف P2 أن المرء يتمتع بحماية من العقوبة طالما أنه ينفّذ الأوامر. وقال P2 إن تلك السياسة المنهجية استمرت حتى 2011، ولكن قبل 2011 تم ارتكاب التعذيب ضد المعارضة للحصول على معلومات، بينما بعد 2011، تم استخدامه للانتقام. وقال إنهم لم يعودوا يهتمون بجمع المعلومات بقدر اهتمامهم بالانتقام من الأشخاص الذين طالبوا بالحرية. سألت القاضي كيربر P2 كيف توصّل إلى هذا الاستنتاج. فقال P2 من شهادات الأفراد الذين تولّى الدفاع عنهم. وقال إن موكليه كانوا يُسألون دائما “هل تريدون الحرية؟” واستمر تعذيبهم حتى الموت وفقط من باب الانتقام.
سألته القاضي كيربر عمّا إذا كان هناك اختلاف في عدد المعتقلين. قال P2 إنه تم الإفراج عنه من الفرع 285 في 23 أيار/مايو، 2011، رغم أن فترة عقوبته انتهت في 17 أيار/مايو، 2011. وقال إنه مكث خمسة أيام [إضافية] في الفرع 285 وأشار إلى أن معظم المعتقلين في الفرع 285 تم نقلهم من الفرع 251 – حيث اعتاد الفرع 285 على القيام باعتقالات من حين لآخر، لكن الفرع 251 كان في “الصدارة” من حيث الاعتقالات. وقال إن الفرع 251 كان يعتقل ويعذّب ويستجوب ثم ينقل. وذكر P2 أنه في الأيام الثلاثة الأولى كان في زنزانة جماعية، قبل أن “يلاحظوا” أنه ينبغي نقله إلى زنزانة منفردة حتى لا يتحدث مع أي شخص. قال P2 إنه رأى الظروف الجسدية والنفسية للمعتقلين، بالإضافة إلى تعذيبهم في الفرع 285 [كان يعني P2 أن الأفراد تعرّضوا إلى الاعتقال والاستجواب والتعذيب في الفرع 251 قبل نقلهم إلى 285. وفي الفرع 285، شاهد وضعهم السيء وشاهدهم يتعرضون للتعذيب مرة أخرى].
سألت القاضي كيربر P2 إذا كان قد تحدث مع المعتقلين. قال P2 إن الفرع 285 هو فرع الاستجواب المركزي لأمن الدولة. وقال إن الفرع 251 تابع لأمن الدولة الداخلي، وهناك 10 فروع و8 وحدات فرعية وأقسام إضافية في دمشق وريف دمشق مرتبطة بهذا الفرع. وقال إنهم كانوا يَعتقلون في جميع المحافظات، وجميعهم يتبعون إدارياً للفرع 251. وقال إن المعتقلين كان يتم نقلهم إلى الفرع 251 لاستجوابهم. وذكر P2 أنه في بعض الأحيان يتم نقل 500 معتقل من جميع أنحاء البلد. وقال P2 إنه بعد الإفراج عنه، واصل عمله في الدفاع عن المعتقلين، الذين وصل عددهم إلى المئات. وقال P2 إن الفرق هو أنه كانت هناك فرصة لنقل المعتقلين إلى محاكم عادية واتهامهم بالتظاهر في 2011-2012، قبل إنشاء محكمة الإرهاب في أواخر 2012.
سألت القاضي كيربر [مرة أخرى] عمّا إذا كان هناك اختلاف في عدد المعتقلين قبل وبعد 2011. قال P2 إنه كان هناك اختلاف مرعب حيث كان هناك 3,000 – 4,000 معتقل في صيدنايا و[السجون] الأخرى قبل 2011، ومعظمهم كانوا قد أحيلوا إلى محكمة أمن الدولة العليا وصدرت أحكام بحقهم. وذكر أنه بعد 2011، أصبحت الاعتقالات يومية ولا سبيل لمقارنة الفرق في الأعداد.
سألت القاضي كيربر عن التعذيب. قال P2 إن كل من دخل إلى الأجهزة الأمنية تعرّض للتعذيب. حيث كانت هناك “حفلات استقبال”. وقال P2 إن المعتقل كان يتعرض للتعذيب منذ بداية اعتقاله وفي الطريق إلى الفرع في السيارة. وذكر أنه عندما تصل السيارة [إلى الفرع] يتم “استقبالهم والترحيب بهم” من قبل مجموعة تضربهم بوحشية، حتى يصلوا إلى الزنزانات. وشهد P2 أن “حفلات الاستقبال” كانت تختلف من فرع إلى آخر. وقال إن الفرع 251 كان يضم مبنيين سكنيين ولأنه يمكن رؤيته من مبانٍ أخرى، كانت “حفلة الاستقبال” سريعة. وذكر أن المعتقلين تعرّضوا للضرب بينما كانوا يركضون [إلى الداخل]. وذكر P2 أنهم كانوا معزولين بواسطة جدران في الفرع 285، وأن “الحفلات” يمكن أن تستمر لفترة أطول وتصل إلى ساعة واحدة.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان من الممكن لأحد ألا يتعرّض للضرب أثناء الاعتقال. فقال P2 هذا مستحيل. ولكن P2 أشار إلى أنهم قد يستعملون الضرب الخفيف في حالات بعض المعارضين السياسيين أو النشطاء المعروفين جداً، الذين يمكن أن يُحدث اعتقالهم ضجة إعلامية كبيرة ويتسبب في جذب الانتباه. وبالإضافة إلى ذلك، ذكر P2 أنهم إذا كانوا مع المعارضة، فيمكن معاملتهم جيداً لحملهم على الانضمام إلى “جانبهم”. وذكر أنه بعد إطلاق سراحهم، سيقولون إنهم اعتُقلوا ولم يتعرّضوا للتعذيب.
سألت القاضي كيربر P2 عن الزنزانة والملابس. أوضح P2 أنه في الأيام الخمسة الأولى للثورة في عام 2011، تم وضعه في زنزانة جماعية لمدة ثلاثة أيام. وقال إن الزنزانة كانت بقياس 5 – 6 × 3 م، وكان هناك حوالي 50 – 60 معتقلاً. قال إنه عندما كانوا ينامون، كان على المرء أن يستلقي على جانبه وليس على ظهره. قال إنهم كانوا متلاصقين خلال 3 أيام، وأن المعتقلين كانوا يعرفون اسمه، لذا أتاحوا له مساحة من أجل الاستلقاء على ظهره. ومع ذلك، ذكر P2 أن الأوضاع أصبحت غير إنسانية، خاصة في نهاية عام 2011 وفي عام 2012، ولم يستطع وصفها بأنها حيوانية، لأنها [أي الأوضاع] كانت أسوأ.
طلبت القاضي كيربر من P2 وصف الأوضاع. فقال P2 إن هناك أماكن لم يستطع المرء أن يجلس فيها القرفصاء. وقال إن بعض الناس اعتادوا الوقوف لأيام وأسابيع، وانهار بعضهم. وقال P2 في شهادته أن المحظوظين هم الذين يمكنهم سند ظهورهم على الحائط. وقال إن بعض الناس فقدوا أعصابهم وتوقفوا عن التفكير وتصرفوا بجنون. وأصيب بعضهم بالاختناق بسبب [سوء] التهوية؛ ومات بعضهم وبقيت جثثهم في مكانها لمدة أربعة أيام وتحللت. وقال إنه لا توجد رعاية صحية أو علاج. وإذا جُرح أحدهم، فسوف يصاب بالغرغرينا بعد فترة. وقال إن الخبز كان يُقدم في أكياس بلاستيكية، وكان السجناء يستخدمون هذه الأكياس لتغطية الجروح. وشهد P2 بأن صديقه اعتُقل لمدة 27 يوماً في الفرع 251، وكان قد شاهد صديقه فور إطلاق سراحه. فذكر P2 أن جِلد صديقه وتقرحاته وبثوره كانت لا توصف. قال P2 إن صديقه أخبره أن 17 شخصاً ماتوا بين ذراعيه خلال 27 يوماً في السجن.
سألت القاضي كيربر P2 عن تاريخ حدوث ذلك، فقال P2 إنه كان في 2011 – 2012، لكنه لم يستطع تذكر الشهر بالضبط. وقال P2 إنه متأكد من أن ذلك وقع بعد وقت قصير من إطلاق سراحه.
قاطعه المحامي مايكل بوكير، محامي المتهم أنور، قائلاً إنه لا يستطيع أن يفهم من أين كان P2 يحصل على معلوماته، وكانت الأمور غير واضحة بالنسبة له بشأن التسلسل الزمني للأكياس البلاستيكية وقصص صديق P2. فشرحت له القاضي كيربر الأمر.
ذكر P2 أنه كان يدافع عن المتهمين في المحكمة. وقال P2 إنه اعتاد مقابلة موكليه في طريقه إلى المحكمة. وقال إنهم اعتادوا في المحكمة انتظار إحالتهم من الفروع الأمنية. كما أوضح P2 أنه في وقت لاحق اعتادوا زيارتهم [المعتقلين] في السجن، ولم يكن يعرف الكثير منهم. وقال إن المعتقلين كانوا يصلون حافي القدمين ويرتدون ملابس داخلية. وقال إنهم لم يكونوا يملكون المال ولا يعرفون كيف يصلون إلى عائلاتهم إذا كانت عائلاتهم تعيش بالقرب من دمشق، ولم تكن لديهم إمكانية السفر إلى محافظات أخرى [إذا كانوا من خارج دمشق].
سأل القاضي فيدنر P2 عن عدد الأشخاص الذين اعتنى بهم [مثّلهم]. قال P2 المئات ووصلوا إلى الآلاف حتى الآن.
سألت القاضي كيربر P2 عن تجربة الطعام في السجن. فذكر P2 أن الطعام كان يتكون من الخبز والبطاطا، وأحياناً المربى أو لبنة. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان الطعام كافياً. ذكر P2 أنه في بعض الأحيان كانت الغرفة مليئة بـ 50 شخصاً وكان السجّانون يأتون ويقذفون حوالي 20 رغيف خبز و10 قطع من البطاطس.
قاطعه المحامي مايكل بوكير، أحد محامي المتهم أنور، وذكر أن P2 لم يقدّم معلومات دقيقة في شهادته وأنه ينبغي التغاضي عنها. فاعترض المحامي سيباستيان شارمر، ممثل المدّعي، وأخبر بوكير بأنه يتصرف “بصفاقة”.
ذكر P2 أن معلوماته جاءت من واقع شهده. وقال إنه عند إخلاء سبيل أحد المعتقلين، كان وزنه 40 كيلوغراماً، في حين كان وزنه قبل الاعتقال 75 – 80 كيلوجراماً.
سألت القاضي كيربر P2 إذا كان قد شاهد قصة رمي الخبز بنفسه. فأجاب P2 أنه تم إعطاؤه خبزا وبطاطا. وقال إنه سمع البقية من آخرين.
سألت القاضي كيربر P2 ما يعرفه عن قيصر ومن أين. فأجاب P2 بالقول أنه في حال وقوع حادث يتعلق بشخص عسكري، فإن الشرطة العسكرية تجري التحقيق وتوثّق الجثة. وذكر أنه بعد بدء الثورة، مات العديد من الضحايا في جميع الفروع وخاصة العسكرية. وقال P2 إنه إذا كان لدى [ربما الطرف المصاب] صفة عسكرية أو مدنية، كان يتم إرسال الجثث إلى الشرطة العسكرية في القابون أو إلى مشفى تشرين العسكري في حرستا. وذكر P2 أن إدارة التحقيق بالشرطة العسكرية لم تتلق أمراً بوقف توثيق الجثث، كما جاء في البروتوكول. لذلك، قال P2 إنهم كانوا يقومون بالتقاط صور للجثث وأرشفتها، في حال طلبها القضاء.
سألت القاضي كيربر P2 كيف عرف ذلك. فذكر P2 أن المحامين يتصلون بالشرطة عندما يُرتكب اعتداء من قبل شخص عسكري أو ضده. وسألت القاضي كيربر P2 عمّا إذا كان شاهد صور الجثث. قال P2 إنه عندما كانت القضية تصل إلى المحكمة العسكرية، يكون محامي المتهم أو الضحية حاضراً هناك، وكانت هذه الصور موجودة في ملف القضية.
سألت القاضي كيربر P2 ما إذا كان قد شاهدها بنفسه وما إذا كان يتم تحديد هوية الضحايا. قال P2 إن أحد أصدقائه أخبره أنهم كانوا يُجبرون أحياناً على حمل الجثث إلى المراحيض. وفقاً لـ P2، في كل فرع، عندما كان يتم نقل الجثث إلى المراحيض، كانوا يشاهدون أرقاماً على الجثث القديمة. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت الأرقام مكتوبة بقلم. فأكد P2 أنه في بعض الأحيان كانت الأرقام مكتوبة بقلم، إذا لم تكن الجثة قد تعفّنت؛ وإلا فكان يتم كتابة الأرقام على ورقة توضع على البطن أو الجبهة.
سألت القاضي كيربر P2 عمّا كان يُكتب على الجثث. فقال P2: أرقاماً، وأوضح أن الفرع الأمني كان لديه أرقام متسلسلة لكل جثة. وقال إنه كان يتم إرسال الجثث إلى الشرطة العسكرية أو إلى مشفى تشرين، حيث كانوا يضيفوا إليها رقماً. وذكر أنه على الجثة، يمكن للمرء أن يجد رقم الفرع ورقم الجثة ورقم المكان الذي تم جلب الجثة منه.
سأل القاضي فيدنر أنه إذا كانت جثة تحمل الرقم “251”، هل كان ذلك يعني أن الشخص توفي في الفرع 251. فأكد P2 ذلك، وقال إن الرقم المتسلسل ورقم الفرع والأرقام الأخرى تشير إلى أن الضحايا [الجثث] غادرت من ذلك الفرع، لأنه لا يمكن لأي فرع إضافة رقم من فرع آخر [إذا مات شخص في فرع وتم نقل الجثة إلى مكان آخر، فلا يمكن إزالة رقم الفرع الأول].
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هناك قانون يسمح بالتعذيب. فأجاب P2 بالنفي، وقال إن هناك مادة تعاقب على التعذيب، ولكن الشخص الذي يرتكب التعذيب محمي من المساءلة.
سألت القاضي كيربر P2 إذا كان قد التقى بالمتهم أنور. ذكر P2 أنه شاهد المتهم أنور ثلاث مرات. وقال إنه وصل إلى برلين في 28 آب/أغسطس، 2014 وانتقل إلى مخيم للاجئين في مارينفيلدي، حيث أقام فيه حتى نهاية شباط/فبراير 2015. وقال إنه وزوجته ذهبوا إلى السوبرماركت والتقيا بشخص آخر وزوجته. وقال P2 إنه شعر على الفور وكأنه يعرف ذلك الوجه [وجه ذلك الشخص]، لكنه لم يتذكر الكثير. وقال P2 إنه شعر أن الشخص الآخر نظر إليه وتعرّف عليه، لكن P2 لم تكن لديه الجرأة ليذهب ويسأله من أين كان يعرفه. وقال P2 إنه بعد أيام من ذلك الحادث، زار P2 أصدقاء كانوا يعرفون أن المتهم أنور قد اعتقله في السابق وأخبروه أن أنور كان في برلين. ثم ذكر P2 أنه صادف أنور مرة أخرى، ليس بعيداً عن مخيم اللاجئين. وأخيراً، قال P2 إنه عثر على شقة لاحقاً، ومرة أخرى صادف المتهم أنور في متجر لمواد البناء. وقال P2 إنه أخبر زوجته “هذا غير ممكن! إنه لاحقني، حتى هنا”. وقال P2 إنه لم ير أنور بعد ذلك.
سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان المتجر يدعى “Poco” (متجر أثاث) أو “Baumarkt” (متجر لوازم المباني). فضحك P2 وأجاب بأنه لا يوجد متجر “Poco” في هيرمانبلاتس في برلين.
قال P2 إنه كان يعلم أن المتهم أنور جاء إلى ألمانيا بنفس الطريقة التي وصل بها (بتأشيرة من السلطات الألمانية). وقال إنه سمع هذا من [تم حجب الاسم] وزوجة [تم حجب الاسم]، وهما صديقاه. وسألت القاضي كيربر P2 إذا وجد أنه من الغريب أن يكون هناك علاقة بين [تم حجب الاسم] وأنور. فأجاب P2 بأنه وجد هذا السلوك غريباً. وذكر P2 أنه لم يكن يحمل ضغينة شخصية ضد أي أحد. وبالإضافة إلى ذلك، قال P2 إنه كان جديداً في ألمانيا ولم يكن على دراية بالقوانين هناك. أيضاً، حتى بعد معرفة P2، لم يكن المتهم أنور هو من يُشكّل هاجساً له، وإنما الضحايا الذين كانوا يتعرضون للتعذيب في سوريا.
سأل القاضي فيدنر P2 عن سبب اعتقاله عام 2006. فذكر P2 أنه اعتُقل لسببين؛ أولاً، كان دائماً يدين حالة حقوق الإنسان السيئة في سوريا وكتب مقالاً عن قضية شخص مات تحت التعذيب في صيدنايا قبل أسبوع واحد من اعتقاله؛ وثانياً، قام الاتحاد الأوروبي بتمويل وإنشاء مركز لتدريب نشطاء حقوق الإنسان في سوريا، وتم تعيينه رئيساً للمركز. وقال إنه بعد أسبوع من ذلك، تم إغلاق المركز بالشمع الأحمر في آذار/مارس 2006. وقال P2 إنه اعتُقل بعد أقل من شهرين واتُهم بنشر أخبار زائفة في تقريره بشأن التعذيب في صيدنايا واتُهم بتأسيس منظمة بطريقة غير مصرّح بها والتعامل مع أطراف أجنبية.
قال P2 إنهم لم يكونوا يريدون معلومات منه في الفرع 285، لأنه كان ينشر كل شيء في وسائل الإعلام [وبالتالي كانوا يعرفون كل شيء عنه]. وذكر أن التهم بحقه صدرت عن المحكمة والقاضي، وكانت تتوافق مع حالة الطوارئ المعلنة في سوريا.
سأل القاضي فيدنر P2 إذا كان قد استطاع التعرّف على المتهم أنور من صوته، فقال P2 بالضبط. وقال P2 إن الصوت تكرر عندما أراد أن يسلمه إلى شرطة المحكمة. قال إنهم [ضباط الأمن السوريين] كانوا بحاجة إلى إزالة عصابة العينين لأنه كان جانياً مجرماً، وكان المتهم أنور يحمل الهاتف المحمول وبطاقة الهوية [الخاصة بـ P2]. وقال إن المتهم أنور أعطى أيضا شهادة التسليم للشرطة، وفي تلك الدقيقتين كان المتهم أنور يعطي P2 متعلّقاته، وكان P2 قد رآه.
سألت القاضي كيربر P2 عمّا إذا كان متأكداً، فقال P2 إنه لم يكن لديه شك. وقال إن المتهم أنور قد تغير قليلاً وفقد بعض الوزن ولكن P2 قال إنه كان متأكداً.
سألت القاضي كيربر P2 كيف علم أنه كان معتقلاً في الفرع 285. قال P2 إنه عندما كان معصوب العينين [في السيارة] التزم الصمت وبدأ في تحديد وجهة السيارة. وقال P2 إنه علم أنهم من قوات الأمن، لكنه لم يعرف الفرع الذي ينتمون إليه. وقال P2 إنه كان يملك سيارة وكان يسلك ذلك الطريق يومياً وكان يعرف مواقع جميع الفروع لأنه زارها كلها إما عن طريق أوامر الاستدعاء أو عن طريق سجنه فيها. وقال P2 إنه بحسب تقديره فقد كانوا على أوتستراد العدوي، الذي يوجد في نهايته فرع الأمن السياسي. وذكر P2 أن السيارة لم تتوقف واستدارت إلى اليسار وسارت في نفق (نفق الثورة). وقال إنه بعد النفق يوجد فرع الأمن العسكري على اليمين، وإذا توجهوا بالسيارة مباشرة للأمام، فسيكون هناك موقع [الأمن] الجنائي، لأن قصر العدل موجود هناك وكان P2 يقود سيارته إليه يومياً.
سألت القاضي كيربر P2 إذا كان قد تعرض لسوء المعاملة. قال P2 إنه وُضِع بين مقعدي السيارة وجلسوا فوقه، لكنهم لم يضربوه وأخذوا متعلّقاته. فقاطعته القاضي كيربر وسألت عمّا إذا كان قد ضُرب في السيارة. فأجاب P2 أنه لم يتعرض للضرب بقبضات اليد، ولكن لمجرد أنه تم وضعه […]. فقاطعته القاضي كيربر مرة أخرى، مشيرة إلى أنه في استجوابه عام 2018، قال P2 إنه تعرض للضرب في السيارة. ذكر P2 أنه قال إنه من المعتاد أن يُضرب المرء. وذكر أنه إذا لم يكن هناك ضرب، فسيكون ذلك بسبب أوامر بعدم ضربه مِن الشخص الذي أصدر أمر الاعتقال. وقال إنه لم يتعرض للتعذيب عندما كان في الزنزانة مثل الآخرين.
سأل القاضي فيدنر عمّا رآه أو سمعه في تلك الليلة في الفرع 285. فقال P2 إن أصوات التعذيب والصراخ لم تتوقف طوال الليل، وكانت أصوات الضرب مسموعة. وقال إنه عندما أخرِج من الزنزانة في صباح اليوم التالي بدون عصابة العينين، اقتيد إلى غرفة الاستجواب لتوقيع إحالته. وقال إنه وقّع الإحالة ثم وُضِعت عصابة على عينيه، ثم جاء إليه الشخص الذي كان في السيارة. وذكر P2 أنه في تلك الغرفة، كانت هناك أدوات تعذيب وكابلات ودولاب في الزاوية.
سأل القاضي فيدنر P2 إذا كان رأى أحداً يتعرض للتعذيب في الغرفة. فأجاب P2 بالنفي، وقال إن الغرفة كانت فارغة، لكن الأصوات التي أشار إليها حدثت أثناء الليل.
سأل القاضي فيدنر P2 عن فترة الاستجواب في الفرع 285. أجاب P2 خمس دقائق وذكر أنهم لم يكونوا يريدون معلومات. وذكر أنهم توقّعوا أن P2 سيتفاوض بشأن إطلاق سراحه وسيتعاون معهم. ولكن قال P2 إنه عندما سمع المحقق إجابته [إجابة P2 الساخرة بشأن وضع حقوق الإنسان الممتاز في سوريا]، فقد المحقق الأمل [بأن P2 سيتعاون معهم]. وقال P2 إنه سمع فيما بعد أن قادة أمريكيين وأوروبيين، ومنظمة العفو الدولية قدموا بيانات تطالب بالإفراج عنه.
سأل القاضي فيدنر عن الشخص الذي استجوبه. أجاب P2 أنه لا يعرف. كان إما رئيس الفرع أو نائبه، لكن ذلك الشخص [قاصدا المتهم أنور] هو الذي رافقه إلى الغرفة.
سأل القاضي فيدنر P2 عمّا إذا كان ذلك الشخص قد بقي في الغرفة أثناء الاستجواب. قال P2 نعم، وذكر أن شخصاً آخر بقي أيضاً. وقال إنه كان هناك سؤال واحد فقط: “كيف حالك P2؟”
سأل القاضي فيدنر ما إذا كانت هناك إهانات. قال P2 إنه بعد الصفعة، أهانه المحقق وقال للآخرين “خذوه”. سأل القاضي فيدنر من هم الآخرون. أجاب P2 أنه لا يعرف، وأنه إما كان رئيس وحدة الاستجواب، أو رئيس الفرع أو نائبه.
سأل القاضي فيدنر P2 إذا كان الشخص الذي رافقه قد أهانه. أجاب P2 أن مجرد اتهام الشخص له بالقتل والسرقة، كمحام، ناهيك عن محام في مجال حقوق الإنسان، كان أكبر إهانة. ومع ذلك، قال P2 إنه لم يتلقّ إهانات من ذلك الشخص في الفرع بسبب الأوامر. وذكر P2 أنه حتى الشخص الذي كان يعذب الآخرين كان يفتح نافذة الرؤية، ويلاحظ أن P2 لم يأكل، وكان يسأله “لماذا لا تأكل؟”
ذكر القاضي فيدنر أن P2 ذكر أنه تم نقله مرة أخرى إلى الفرع 285، قبل إخلاء سبيله من الفرع 285 في أيار/مايو 2011، وسأل عمّا إذا كانت الظروف قد تغيرت منذ اعتقاله الأول هناك. ذكر P2 أن الظروف أصبحت أسوأ. قال إن هناك بنايتين، بناية غربية والأخرى شمالية داخل الفرع 285. وذكر P2 أن اعتقاله الأول كان في البناية الغربية، ولكن عندما أعيد، كان في المبنى الشمالي. ومع ذلك، ذكر P2 أنه لم يتغير شيء، وكانت أصوات التعذيب مسموعة دائماً.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كانت هناك اختلافات في ملاحقة الأشخاص قبل وبعد 2011، وما إذا وقعت أي حوادث محددة. قال P2 إنه بعد بداية 2011، كانت هناك مطالب في سوريا مماثلة لمصر وتونس. وقال إن المظاهرة الأولى وقعت في المرجة في شباط/فبراير 2011. وأضاف P2 أن عائلات المعتقلين دعوا للتجمع للإفراج عن المعتقلين، ونظم النشطاء والصحفيون اعتصاماً وهاجمته قوات الأمن. وقال إن هناك نساء وأطفالاً تعرضوا للضرب بالهراوات وسُحبت ناشطة في الشارع من شعرها. وذكر P2 أنه كان هناك أشخاص معروفون وصحفيون وإناث وكبار في السن تعرّضوا للاعتداء. وذكر أنه على سبيل المثال، تم الاعتداء على خمسة من عائلة اللبواني واعتُقل 15 شخصاً وتم إحضارهم بعد ذلك إلى عدرا. وفقاً لـ P2، بدأ النظام يكون أكثر شراسة بدءاً من تلك الفترة. وقال P2 إن النظام لم يعد يهتم بأفراد معيّنين، ولكنه كان يتوقع حركة جماهيرية [عريضة] كما حدث في مصر وتونس. وقال P2 إنه كان هناك قدر أكبر من الشراسة في أساليب الاعتقال والتعذيب.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كانت هناك تغييرات في القوانين. قال P2 إن الشرطة والجمارك كانوا يتمتعون بالحماية بموجب مرسوم جمهوري من بشار الأسد (إما المرسوم 50 أو 51، لكنه قال إنه لم يكن متأكداً لأنه كان في السجن). وقال إنهم [النظام] كانوا يستعدون لمنح الشرطة حماية إضافية، في حالة ارتكابهم أي شيء.
قال P2 إن معظم المعتقلين كانوا إما متظاهرين سلميين أو إعلاميين عوملوا بشراسة أكبر.
سأل القاضي فيدنر P2 كيف تم اعتقال موكليه. قال P2 إن جميع الفروع كانت تعتقل، لكن أمن الدولة كان الأكثر نشاطا في ذلك. وقال إن الفرع 251 هو الفرع الوحيد الذي كان لديه قسم في دوما، وكان هناك أيضاً القسم 40 (تحت إدارة حافظ مخلوف)، وأقسام الزبداني، وأبو الشامات، والسيدة زينب. وقال إن جميع الفروع العسكرية كانت في دمشق، لكن الفرع 251 كان منتشراً في جميع المناطق، وبالتالي نفّذ أوسع الحملات.
ذكر القاضي فيدنر أن P2 تحدث عن القسم 40، وطلب منه أن يقدّم مزيداً من التفاصيل حول ذلك القسم. قال P2 إن القسم 40 كان يتبع إدارياً للفرع 251، ويقع في الروضة وكان مسؤولاً عن منطقة دمشق. وقال إن القسم 40 عبارة عن مبنى سكني في أهم منطقة تجارية في دمشق، وبالتالي فهو مسؤول عن أمن دمشق. ومع ذلك، قال P2 إنه بعد عام 2011، أصبح الفرع مسؤولاً عن الإشراف على وسائل التواصل الاجتماعي. لكنه قال إن القسم 40 اعتاد اعتقال الأشخاص دون الاحتفاظ بهم لأنه لم تتوفر فيه مساحات لاحتجازهم. وقال إن القسم 40 اعتاد اعتقال الأفراد واستجوابهم ثم إرسالهم إلى الفرع 251. وقال P2 إنهم إذا احتاجوا إلى إعادة استجواب شخص ما، فسوف يستدعونه مرة أخرى. وقال P2 إن القسم 40 اعتقل شقيقه في آذار/مارس 2014، لأنهم اعتقدوا أن شقيقه كان هو P2. ذكر P2 أنه تم استجواب أخيه في القسم 40، ثم تم إرساله إلى الفرع 251، ثم تم استدعاؤه مرة أخرى بواسطة القسم 40 للاستجواب، ثم أعيد إلى الفرع 251.
سأل القاضي فيدنر P2 إذا كان يحمل ضغينة ضد المتهم أنور. قال P2 إنه كان معروفاً أن المنشقين سيخرجون ليعلنوا أن النظام استغلهم. وقال إن الأمر كان دائماً على هذا النحو: حيث يُصدر جميع المنشقين تصريحات مرئية أو خطية، وخاصة أولئك ذوي الرتب العالية. لكن قال P2 إن المتهم أنور لم يفعل ذلك ولم يسمع أن المتهم أنور قد انشق ولا أن المتهم أنور كان يعارض [ما حدث] للمعتقلين أو المتظاهرين.
ذكر القاضي فيدنر أن P2 ذكر في استجوابه عام 2018 أن المتهم أنور قد انشق بسبب مجزرة الحولة. فأجاب P2 بأنه قال إنه توقع أن يكون المتهم أنور قد انشق لهذا السبب، إلا أن المتهم أنور لم يقل أي شيء.
رُفِعت الجلسة الساعة 04:00 مساء.
فيما يلي صور من خارج مبنى المحكمة. الصور الموجودة في إطارات (براويز) هي جزء من مظاهرة نظمتها عائلات من أجل الحرية:
اليوم الثاني عشر للمحاكمة – 5 حزيران/يونيو، 2020
حضر هذه الجلسة حوالي 14 شخصاً و11 ممثلاً من وسائل الإعلام. وبدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً.
شهادة [تم حجب الاسم] [P2]، استمرار الاستجواب
أشار القاضي فيدنر إلى إفادة P2 في استجوابه السابق حيث ذكر P2 أنه تعرّض للضرب في الطريق [إلى الفرع] عندما تم اعتقاله في عام 2006، بينما في المحكمة، ذكر P2 أنه لم يتعرّض للضرب. فقال P2 إن ما قاله للشرطة في استجوابه السابق كان صحيحاً. وذكر P2 أنه كان يتوقع اعتقاله. وأضاف أنه قبل بضعة أيام [من اعتقاله]، تم اعتقال أفراد معارضين آخرين مثل [تم حجب الاسم] و [تم حجب الاسم]. سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P2 تعرّض للضرب. وذكر P2 أنه كان هناك ضرب وعنف جسدي عندما ألقوا به في السيارة. ومع ذلك، ذكر P2 أنه عندما تم وضعه بين المقعدين، لم يتعرض للضرب. وقال إنهم ضربوه فقط عندما أخذوه. وقال إنه تعرض للضرب أثناء وضعه في السيارة وأنهم جلسوا فوقه عندما كان في السيارة. وقال P2 إن مشوار السيارة بين منزله والفرع كان 15 دقيقة. وقال إن ما قاله للشرطة كان أكثر دقة، لأن ذاكرته كانت أقرب عهداً وأجدد حينها.
أشار القاضي فيدنر إلى إفادة P2 خلال استجوابه في 20 تموز/يوليو، 2017 التي قال فيها إنه التقى بشخص كان يعمل مُخرجاً أثناء اعتقاله والذي لم يتعرض للضرب لأنه كان معروفاً جيداً، وسأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان ذلك الشخص هو P1. فقال P2 إنه لم يكن يتحدث عن P1. وقال إنه التقى بـ P1 بعد الإفراج عن الأخير وكان P1 في حالة سيئة، لاسيما من الناحية النفسية. وقال P2 إنه كان يقصد معتقلاً آخر، لأنهم [النظام] اعتقلوا العديد من المُخرجين والنشطاء الإعلاميين.
سأل القاضي فيدنر P2 عن معرفته العامة بحافظ مخلوف. فقال P2 إن مخلوف كان رئيس الفرقة 40، التابعة إدارياً للفرع 251. وقال إن أوامر حافظ مخلوف كانت تصدر من الفرع 251. وذكر P2 أنه في القسم 40، لم تكن هناك أماكن احتجاز، وبالتالي كانوا يعتقلون وينقلون المعتقلين إلى الفرع 251، حيث يوجد قسم الاستجواب.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كانت لحافظ صلات برتب أعلى. فقال P2 إن حافظ هو ابن خال بشار الأسد، لذلك كان لدى حافظ اتصال مباشر مع الأسد.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان بإمكان حافظ مخلوف إصدار أوامر في الفرع 251. فقال P2 إنه حسب التسلسل الهرمي (التراتبية الإدارية)، كان حافظ يتبع إدارياً للفرع 251، لذلك يمكن لحافظ التواصل مع بعض الرتب العالية في الفرع 251 على مستوى شخصي، ولكن لا يمكنه التواصل على مستوى وظيفي/مستوى العمل [كان بإمكان حافظ الاتصال بأي أصدقاء في الفرع 251 لكنه لم تكن لديه سيطرة على أوامر العمل في الفرع 251]. وقال P2 إن 11 فرعاً في المحافظات وثمانية أقسام في دمشق وريف دمشق (بما في ذلك القسم 40) كلها تتبع إدارياً للفرع 251. وقال P2 إنه من المستحيل أن يكون لقِسم سلطة على فرع. وأضاف أنه كان لحافظ هالة مروّعة كشخص [لكن لم يكن لحافظ سلطة على الفرع 251].
سأل القاضي فيدنر عن كيفية إجراء التحقيقات في القسم 40. فأجاب P2 بأن القسم 40 ليس فيه أماكن احتجاز. ووفقاً لـ P2، كانوا بعد الاعتقال يستجوبون المعتقلين وينقلونهم إلى الفرع 251. وقال إن بعض ضباط الاستجواب في الفرع 251 أجروا الاستجواب في القسم 40.
سأل القاضي فيدنر ما إذا كان بإمكان ضابط ما (ليس من الفرع 251) أن يستجوب معتقلين، وسأل بشكل عام أكثر، عمّن لديه سلطة إجراء الاستجواب في هذا الفرع. فقال P2 إن جميع المحققين كانوا من الفرع 251 وكان من المستحيل على أي شخص ليس من الفرع 251 الذهاب إلى ذلك الفرع وإجراء استجواب فيه.
سأل القاضي فيدنر P2 كيف عرف ذلك. قال P2 من التسلسل الهرمي الإداري (التراتبية الإدارية)، ومن تقاريره وتقارير غيره حول ذلك الأمر. وقال إنه عندما كان المعتقلون يصفون المحققين، كانت تتكرّر نفس الأوصاف. وذكر P2 أن المعتقلين كانوا دائماً يتذكّرون الأصوات والأشخاص الذين كانوا يعذبونهم مثل أبو غضب، وذكر المعتقلون ذلك في شهاداتهم. وقال إن لا أحد اعتُقل في القسم 40 ثم نقل إلى الفرع 251 وصف تجربة أخرى.
سأل القاضي فيدنر P2 إذا كان بإمكانه أن يتخيل أن شخصاً من غير العلويين يمكن أن يكون لديه رتبة عالية. فقال P2 إنه كان هناك الكثير من السنّة في أجهزة المخابرات، ولكن هناك فرق فيما يتعلق برؤساء الفروع. وقال إنه يمكن لشخص غير علوي أن يكون لديه رتبة عالية، وأضاف أن السنّة في الأجهزة الأمنية أكثر وحشية من العلويين، لأن السنّة كانوا يعتقدون بأنهم بحاجة إلى إثبات ولائهم. وذكر P2 أنه حصل على هذه المعلومات من المعتقلين، الذين قالوا إن السنّة كانوا أكثر وحشية معهم.
سأل القاضي فيدنر P2 إذا كان يعرف محققين سُنّة آخرين. فقال P2 إنه كانت هناك مواقع فيها سُنّة معروفين جيداً، بما في ذلك الفرع 251 وفرعي المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية. وقال إن غير العلويين عموماً (مثل [تم حجب الاسم] الذي كان مسيحياً)، كانوا أكثر عنفاً معه. وأضاف P2 أنه كان هناك أيضاً [تم حجب الاسم] وهو إسماعيلي. وقال إنهما كانا يعملان في فرع الاستجواب العسكري.
سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P2 قد شهد ما سبق [إذا كان غير العلويين أكثر عنفاً مع المعتقلين]. قال P2 إنه شهد بعضاً من ذلك بنفسه، لكنه قال إن غالبية هذه المعلومات جاءت من أكثر من 15 – 20 معتقلاً كان يتم الإفراج عنهم يومياً.
الاستجواب من قبل المدعي العام ياسبر كلينجه
سأل المدعي العام كلينجه P2 كيف يمكنه معرفة ما إذا كان الشخص علوياً. فقال P2 إن المسؤولين ذوي الرتب العالية معروفون جيداً وكان يتم تحديد هوية الرتب الدنيا في الغالب من لهجتهم وطريقتهم في التحدث. وقال إن العلويين والمسيحيين والسنّة يمكن أن يشتركوا في نفس اللهجة، لكن طريقة التحدث تشير إلى أن هذا شخص علوي (وبالتالي لديه سلطة).
سأل المدعي العام كلينجه إذا كانت بعض المناطق لها لهجات محدّدة. فقال P2 إنه كانت هناك لهجات خاصة بالعلويين، لكن الأشخاص الآخرين الذين يعيشون وسطهم يمكنهم أيضاً التحدث بنفس اللهجة.
سأل المدعي العام كلينجه P2 إذا كان يعرف عدد المسؤولين في القسم 40 والفرع 251. فأجاب P2 أنه كان هناك عدد كبير من المسؤولين داخل الفرع لأنه كان هناك العديد من الأقسام تتبع إدارياً لهذا الفرع. وقال إن منطقة السيدة زينب وقسم أبو الشامات ودمشق وريف دمشق كانت جميعها تتبع إدارياً للفرع 251. وذكر P2 أن “القسم” 40 ليس له وزن كبير مثل 251 “الفرع”. وأضاف P2 كمثال، أن قسم الدوريات يقع داخل الفرع 251، وكانوا يعتقلون الناس.
وطلب المدعي كلينجه من P2 توضيح دور الفرع 251 بمزيد من التفصيل. فذكر P2 أن الجهاز الأمني كان يحكم سوريا وأن الفرع 251 هو حجر الزاوية في نظام الأسد. وقال إن الوزارات تتشكل هناك، وأن أعضاء مجلس الشعب السوري [البرلمان] يعينون هناك، وأن الاقتصاد يُدار هناك. وشهد P2 أن فرعَي المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية هما فرعان قمعيان، في حين أن الفرع 251 هو إدارة أمن الدولة الداخلي ويسيطر على كل شيء. لذلك، قال P2 إن رئيس الفرع يجب أن يكون من المقربين من الأسد وموضع ثقة، مثل محمد ناصيف، وبهجت سليمان، وتوفيق يونس [رئيس الفرع الحالي ورؤساء الفرع السابقين]. وقال إن إدارة الدولة يكلَّف بها فقط الأشخاص المخلصين بنسبة 100% وأنه لا يسمح لأي شخص من الفروع الأخرى بدخول الفرع 251.
سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان هناك فرق بين صلاحيات الفروع قبل عام 2011 وبعده. فقال P2 إنها [صلاحياتهم] توسّعت. وقال إن القمع الذي وقع [قبل 2011] تم من أجل مساعدة الإدارة، ولكن بعد 2011 كان القمع هو المهيمن وزادت سلطات الفروع الأخرى. وذكر P2 أنه قبل عام 2011، لم يكن يُسمح للأمن العسكري بالتدخل دون أوامر من الرئيس، وقد تم تعيين قضايا للفروع. وقال إنه في حين أن الفرع 251 كان لديه القدرة على الاعتقال والتحقيق علناً، بعد عام 2011، أصبح بإمكان جميع الفروع أن تفعل الشيء نفسه علناً.
سأل المدعي العام كلينجه إذا كان P2 يعرف أسماء أخرى لأمن الدولة. قال P2 إنه لم يكن بإمكانه التأكد من الأسماء، لأن التسمية كانت تعتمد على المراسلات الداخلية.
سأل المدعي العام كلينجه P2 إذا كان يعرف أسماء مختلفة للقسم 40. فقال P2 قسم الروضة، وهي منطقة مهمة في دمشق. وسأل كلينجه عن الجسر الأبيض، وأوضح P2 أن الجسر الأبيض هو حي كبير وتقع منطقة الروضة داخله.
عُرضت صورة “جوجل إيرث” عبر جهاز العرض، وطُلب من P2 إخبار المحكمة بمكان وجود القسم 40. ذهب P2 إلى هيئة القضاة وأشار إلى مبنى. ثم عُرضت صورة أخرى وأشار P2 إلى المبنيين التابعين للفرع 251. ثم عاد P2 إلى مقعده.
سأل المدعي العام كلينجه P2 إذا كان بإمكانه وصف البنايتين في الفرع 251. قال P2 إن المرة الأولى التي شاهد فيها الفرع 251 كانت عندما اعتُقل في عام 1978. وذكر أنه بعد ذلك كان يذهب إلى الفرع فقط عندما يتم استدعاؤه، دون أن يتم اعتقاله لفترات طويلة، وحدث ذلك في 2005 و2006. وقال P2 إن الفرع يتكون من بنايتين سكنيتين وشقق عادية. وقال إن المبنى الأساسي هو المبنى الموجود على اليسار (قال P2 إنه ذهب إلى هناك). وقال P2 إن هناك طابق تحت الأرض يُستخدم كسجن. وقال إنه (عندما كان هناك عام 1978) كانت هناك سلالم وباب حديدي على اليسار. وأضاف أنه كانت توجد غرف على اليمين واليسار، وكانت الزنزانات موجودة في الحديقة في الجانب الشمالي الشرقي. وكانت غرفة الاستجواب في الطابق السفلي [تحت الأرض]. وشهد P2 أنه سُجن في زنزانة منفردة، وليس في زنزانة جماعية. وقال P2 إن [مكتب] المحقق كان في الطابق الأرضي وكان رئيس الفرع في الطابق الأول. وأضاف P2 أن الطابق كان فيه شقق سكنية مساحتها 200-250 متر مربع، لكنه لم يكن متأكداً. وذكر أنه لم يذهب إلى المبنى الأيمن، ولكنه تذكر أنه كان مبنى أصغر وأن كلا المبنيين لهما نفس عدد الطوابق. وبحسب P2، ذكر معتقلون سابقون أن الحديقة تم توسيعها وتم بناء المزيد من الزنزانات على الجانبين الجنوبي والشرقي.
كان هناك بعض الالتباس فيما يتعلق بالحديقة والزنزانات. فسأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كانت هناك زنزانات فوق الأرض وتحت الأرض. وأوضح P2 أن الزنزانات كانت تحت مستوى الشارع.
سأل المدعي العام كلينجه P2 عن خلية إدارة الأزمة. استغرق P2 بعض الوقت لفهم الترجمة ثم قال إن الخلية تأسست في آذار/مارس أو نيسان/أبريل 2011 بعد أن بدأت الثورة في التعامل مع المظاهرات. وقال P2 إنها تضم في عضويتها عدة أشخاص مثل وزير الدفاع، ورئيس الأمن القومي، ورئيس إدارة المخابرات العسكرية عبد الفتاح قدسية، ورئيس المخابرات الجوية جميل حسن، ورئيس إدارة أمن الدولة، علي مملوك.
سأل المدعي العام كلينجه عن مهام خلية إدارة الأزمة. وفقاً لـ P2، كانت خلية إدارة الأزمة مسؤولة عن القمع وعن مهاجمة الحراك الشعبي الذي طالب بالحرية والإصلاح. وقال إن الخلية كانت تصدر أوامر لجميع الأجهزة الأمنية والعسكرية والشرطة ووسائل الإعلام، ولكن تفاصيل الأوامر كانت تناقش داخل كل فرع على حدة.
سأل المدعي العام كلينجه P2 كيف عرف عن خلية إدارة الأزمة. فأجاب P2 بأنه علم عنها من خلال وثائق مسربة في وسائل الإعلام، وأنها تضمنت أوامر للتعامل مع المتظاهرين، بما في ذلك اعتقال المتظاهرين وقتلهم تحت التعذيب.
سأل المدعي العام كلينجه P2 عن الأوامر التي أصدرتها الخلية. قال P2 إن الأوامر أوصت باستخدام العنف ضد المتظاهرين، وركزت على الناشطين الإعلاميين وفرضت كل الوسائل الممكنة لمنع الصور المسربة من مغادرة سوريا، لكن P2 قال إنه لا يعرف أوامر محددة.
سأل المدعي العام كلينجه P2 عن تاريخ تأسيس خلية إدارة الأزمة، فقال P2 بعد آذار/مارس 2011، ربما في نيسان/أبريل.
أشار المدعي كلينجه إلى أقوال قيصر بأن الجثث نُقلت إلى مشفى القابون. وسأل P2 إذا كان يعرف إذا كانت هناك جثث تم نقلها إلى المشافي. قال P2 إن فرع التحقيق العسكري كان بالقرب من مشفى المزة [العسكري]، وبالتالي كان بإمكانهم نقل الجثث إليه. كما ذكر P2 أنه وفقاً للناجين من الاعتقال، فقد نُقل المرضى إلى مشفى المزة وقُتِلوا من قبل الأطباء والممرضات هناك. وذكر P2 أن الفرعين 235 و227 وفرع أمن الدولة كانت قرب مشفى تشرين أو مشفى القابون.
سأل المدّعي العام كلينجه P2 عن الاعتداءات الجنسية في السجن للمقارنة بين تجربته وما سمع به. قال P2 إنه أخذ المعلومات مباشرة من المعتقلين بعد إطلاق سراحهم. وقال P2 إن الاعتداءات الجنسية كانت شائعة جداً للإناث والذكور. وقال إن شهادة P1 هي شيء عانى منه كثير من المعتقلين، لكن القليل منهم فقط كانوا قادرين على البوح بما حدث معهم. وقال P2 إنه أكثر شيوعاً عند الإناث، بدءاً بتجريدهن من ملابسهن أمام المحققين بالإضافة إلى الاغتصاب. وقال P2 إنه شخصياً ساعد بعض المعتقلات المفرج عنهن على إجراء عمليات إجهاض. وقال إن القليل فقط من المعتقلات صرّحن بما حدث لهن وقد يواجهن مشاكل مع عائلاتهن. وقال إن بعض الضحايا من الإناث كن يأتين إلى قاعة المحكمة ويتبادلن قصصهن.
سأل المدعي العام كلينجه P2 إذا كان الحديث عن سوء المعاملة الجنسية للإناث في سوريا من المحرّمات. قال P2 إن الإناث عادة لا يتحدثن عن ذلك، لكنهن كنّ يخبرن المحامين حتى يتمكن المحامون من مساعدتهن في عمليات الإجهاض.
ذكر المدعي كلينجه أن المتهم أنور قال إن روسيا درّبته على محاربة الإرهاب مثل الإسلاميين والقاعدة والنصرة. وذكر كلينجه أيضاً أن المتهم أنور قال إنه كان يحمي السفارات والدبلوماسيين الأجانب، وأعرب عن أمله في أن تكون سوريا خالية من المتطرفين والإرهابيين. وسأل المدّعي العام كلينجه P2 عن أفكاره. فقال P2 إنه كما اعترف “رئيسه” [أكد P2 على ترجمة كلمة “رئيسه” وليس “رئيسنا”] فقد كانت مظاهرات 2011 سلمية. وقال P2 إنه لم تكن هناك مثل هذه المنظمات في سوريا، ثم تساءل “عن أي منظمات إرهابية كان يتحدث؟!” ثم أضاف P2 أن المتهم أنور كان يقول ذلك لكسب التعاطف الغربي ضد التنظيم الإسلامي وداعش، كما لو أراد أن يقول: “لقد سُمح لي بفعل ذلك للدفاع عنكم”. وسأل المدعي العام كلينجه P2 إذا كان هو نفسه على صلة بمثل هذه التنظيمات، فأجاب P2 أنه مسيحي.
الاستجواب من قبل المحامين
سأل المحامي مايكل بوكير، ممثل المتهم أنور، عن عبد المنعم النعسان. قال P2 إنه كان ضابط استجواب في الفرع 251 وكان سنّياً لا يتمتع بصلاحيات كثيرة.
سأل المحامي بوكير P2 إذا كان يعرف عن الرتب الأخرى في الفرع. فقال P2 إنه لم تكن لديه معلومات حول التسلسل الهرمي الإداري (التراتبية الإدارية) في الفرع 251. وسأل المحامي بوكير ما إذا كان يعرف محمد عبد الله وخالد الخطيب ويوسف إبراهيم وعبد المجيد نبودة وقال P2 إنه لا يعرف أياً منهم. وسأل المحامي بوكير P2 إذا كان يعرف محمد ديب زيتون، وقال P2 بالطبع. قال P2 إنه رئيس الأمن السياسي وبعد أن ترك علي مملوك منصبه، أصبح السابق [زيتون] رئيساً لمكتب الأمن القومي.
سأل المحامي بوكير P2 عن أدوار محمد ديب زيتون وتوفيق يونس. فقال P2 إن محمد ديب زيتون كان رئيس إدارة أمن الدولة، وكان توفيق يونس رئيس الفرع 251، وكان حافظ مخلوف رئيس القسم 40، وهو أحد الأقسام العديدة للفرع 251.
سأل المحامي بوكير P2 عن تسلسل الأوامر. فقال P2 إن الإدارة الرئيسية كانت خلية إدارة الأزمة (علي مملوك ومحمد ديب زيتون)، التي كانت تعطي خططاً لتوفيق يونس لتنفيذها، والذي كان يصدر الأوامر للإدارات. وقال P2 إن حافظ مخلوف يمكنه الاتصال بمحمد ديب زيتون على أساس شخصي، ولكن في الأمور المتعلقة بالعمل، كان [حافظ مخلوف] يتواصل مع يونس.
سأل المحامي بوكير P2 إذا كان هناك شيء [أوامر، خطط، إلخ…] قد تغير في خلية إدارة الأزمة. قال P2 كانت الأوامر تصدر وكانت الأجهزة تنفّذ وتعتقل وتعذّب وتقتل.
قال المحامي بوكير إن P2 ذكر أنه اعتُقل آخر مرة في الفرع 251 ونُقل بواسطة حافلة. فصحّح P2 بوكير وقال إنه قال إنه اعتُقل في الفرع 285 وليس في 251، وتم نقله بسيارة وليس بحافلة.
سأل المحامي بوكير P2 إذا كان الدكتور كروكر حاضراً في استجواب 2018 فأكد P2 ذلك. وسأل المحامي بوكير P2 إذا كانت هناك مجموعة صور، فقال P2 نعم. وسأل المحامي بوكير P2 إذا كان قد تعرّف على شخص ما. وأكد P2 ذلك، وقال إنه يتذكر بأنه قال إن صورة أو صورتين تخصان المتهم أنور. وسأل المحامي بوكير P2 إذا كان هناك احتمال أن يكون قد أخطأ في التعرّف على أنور. فأجاب P2 بأنه تعرّف على المتهم أنور.
قال المحامي بوكير إن P2 ذكر في الاستجواب أنه تعرّف على ثلاث صور للمتهم أنور وهو يرتدي نظارات. قال P2 إنه تم عرض عدة صور لأنور بنظارات وبدون نظارات. وقال P2 إنه شاهد المتهم أنور لمدة دقيقتين عام 2006. وقال إنه نظر إلى المتهم أنور لمدة ثوان ثلاث مرات دون تمعّن، لأنه لم يرد أن يرى المتهم أنور. ومع ذلك، قال P2 إن صورة المتهم أنور كانت لا تزال مطبوعة في ذاكرته عموماً، وبالتالي أدرك P2 أنه يمكن أن يكون أنور.
أعطت المحكمة استراحة لمدة 20 دقيقة للمترجمين.
بعد الاستراحة، لم يكن P2 موجودًا في الوقت المحدد، لذلك ذكرت القاضي كيربر إجابة على شاهد آخر يدعى [تم حجب الاسم] وطلبه بشأن تعين مساعدة للشهود. قال الدفاع إنه لا مشكلة بالنسبة لهم. وذكرت محامية المدعي الدكتورة أوشين أن الشاهد يجب أن يشهد بحجاب لحماية الضحية. واقتبس الادعاء العام قانونا يقول أن الشاهد يحتاج إلى الإدلاء بشهادته علانية وإظهار وجهه. ولم يصوت الادعاء وستة من محامي الادعاء، ضد الالتماس الخاص بمساعدة الشهود. واقترح محمد، محامي المدعي، أن لا يقرأ الشاهد عنوانه علنا.
سأل المحامي بوكير P2 عن مصفوفة الصور. فقال P2 إنه عرض عليه ست أو ثماني صور. وقال P2 إن ثلاث من الصور كان فيها شبه وثيق مع المتهم أنور وواحدة من الصور الثلاث كانت الأكثر شبهاً. وقال P2 إنه تم عرض الصور واحدة تلو الأخرى. وقال إنه كان يتمعن في الصورة، قبل أن يقول لهم بأن يعرضوا الصورة التالية. وسأل المحامي بوكير P2 إذا كان يتذكر ما إذا كانت الصورة تبقى معروضة حتى يقول لهم أن يعرضوا الصورة التالية، أم أنها كانت تُعرض دون أن يقول لهم بأن يعرضوا الصورة التالية، أم أنه لا يستطع تذكر كيف سارت عملية عرض الصور. فقال P2 إن الصورة كانت تبقى معروضة حتى كان يطلب منهم عرض الصورة التالية.
ذكر المحامي آرني بودنشتاين، أحد ممثلي المتهم إياد، أن P2 قال إنه كان يعرف أن [تم حجب الاسم] كان مسيحياً. وسأل المحامي بودنشتاين P2 كيف عرف ذلك. فقال P2 إنه كان يعرف [تم حجب الاسم] قبل اعتقاله، وبصفته ناشطاً في مجال حقوق الإنسان، فإنه يعرف رؤساء الفروع.
سأل المحامي بودنشتاين P2 عمّا إذا كان يعرفه [كمال] قبل أو بعد إطلاق سراحه. قال P2 إنه كان يعرفه قبل أن يستدعيه. وعلاوة على ذلك، قال P2 إن اسمه كان على اللوحة [أي، لوحة على مكتب أو باب] (كمال يوسف، رئيس الفرع 248، الأمن العسكري).
سأل المحامي بودنشتاين P2 كيف كان يعرف ما إذا كان الشخص علوياً أو سنّياً. فأجاب P2 أنه كان يفعل ذلك من خلال لهجته ومما قاله الآخرون.
سأل المحامي بودنشتاين P2 عمّا إذا كان قد سمع أسماء مسؤولين لم يكن يعرفهم قبل الاعتقال. فنفى P2 ذلك.
سأل المحامي بودنشتاين P2 كيف سيعرف ما إذا كان الشخص علوياً أو سنّياً من خلال تطبيق المعرفة السابقة على هؤلاء الأفراد. قال P2 إن بعض الأشخاص كان لديهم أقارب/معارف يعملون في أحد الفروع (أحياناً كمحققين). وقال إن هؤلاء الأشخاص كانوا يسرّبون معلومات عن أقاربهم/معارفهم (بما في ذلك الأسماء/الألقاب والفرع الذي كانوا يعملون فيه). وقال P2 إنه عندما تم إطلاق سراح المعتقلين، كانوا يذكرون بعض الأسماء أو الألقاب مثل أبو جعفر. وذكر أنه تم التأكد من صحة كل هذه البيانات لبناء المعلومات.
ذكر المحامي سيباستيان شارمر، ممثل المدعي، أن P2 تحدّث عن الاعتداء الجنسي، وسأل عن الفرق قبل وبعد 2011. فقال P2 إن الاعتداء الجنسي كان يُستخدم ضد الإناث في سوريا منذ السبعينيات وقبل 2011، حيث كان يُستخدم بشكل أكبر في الحصول على المعلومات كتهديد باستخدام العنف الجسدي واللفظي. وأضاف أنه بعد عام 2011، تم استخدامه لإذلال المعتقلة وعائلتها، وفي بعض الأحيان كانوا يغتصبونها أمام عائلتها. وقال P2 إن هناك وقائع تفيد أن معتقلة اغتصبت أمام زوجها أو شقيقها. وقال إن لديهم شاهداً موجوداً في الفرع 251 شاهد سبع إلى ثماني نساء معتقلات عاريات في زنزانة صغيرة بدون باب حديدي، وكان بإمكان أي شخص يعبر من هناك أن يراهن. وقال P2 إن الشاهد ذكر أنه تم أخذهن [استخدامهن] للخدمة (لتوصيل الطعام والشراب)، وأن الشاهد رآهن يجلسن عاريات ويغطيهن دم الحيض بسبب نقص الفوط الصحية.
عدّد المحامي شارمر بعض أساليب التعذيب مثل الشّبْح والفلقة والكرسي الألماني وسأل P2 عمّا إذا كانت هذه الأساليب قد استُخدمت قبل عام 2011، وإذا زادت وتيرة استخدامها بعد ذلك. فقال P2 إن جميع الأساليب كانت معروفة قبل 2011 وتمت إضافة المزيد من الأساليب الوحشية بعد ذلك. وأعطى P2 مثالاً لربط شخص بشيء مثل كرسي به فتحة في قاعدة الكرسي، ومصدر نار مثل الشمعة توضع تحته [في الفتحة]، قبل أن يُترك للموت. وذكر P2 أن المرء كان يعاني لمدة يوم أو يومين، وكان من المستحيل أن نتخيل معاناته، قبل أن يستجيب ويستسلم. وقال P2 إن هذا الأسلوب لم يُستخدم قبل 2011، ولكن بعد 2011، تم استخدام أساليب جديدة على الجميع دون استثناء.
قال المحامي شارمر إنه علم أن P2 حصل على جائزة في عام 2014 من ألمانيا، وسأل P2 عمّا كانت تلك الجائزة. فقال P2 إنه حصل على جائزتين من ألمانيا: جائزة القضاة الألمان في 2009، والجائزة الألمانية الفرنسية لحقوق الإنسان في 2014.
سأل المحامي الدكتور باتريك كروكر، ممثل المدعي، عن النساء المعتقلات ضحايا الاعتداء الجنسي وتجربتهن بعد الإفراج عنهن. قال P2 إنه للأسف تعاني المعتقلات في سوريا من التعذيب مرتين: مرة في السجن ومرة عندما يتم إطلاق سراحهن، بسبب الأشخاص المحيطين بهن. وأضاف P2 أنه عندما تتحدث المعتقلات المفرج عنهن عن تجاربهن، فإننا نعرف ما حدث مع الأخريات [الحصول على فكرة عامة عمّا عانته الأخريات].
سأل المحامي الدكتور كروكر عن التهم التي وُجّهت للإناث في أجهزة المخابرات. فقال P2 إن الإناث كنّ يُجبرن على الاعتراف بأنهن أغوين الضباط بالجنس لقتلهم، وأنهن كنّ يشاركن في المظاهرات لممارسة الجنس مع المتظاهرين.
سأل المحامي الدكتور كروكر P2 لماذا كان يزور فروع المخابرات، فقال P2 إنه كان مضطراً لزيارة الفروع لأنه كان يتم استدعاؤه من قبلها.
قال المحامي الدكتور كروكر إن بعض الناس يزعمون أنهم عملوا مع النظام لكنهم لم يعذّبوا أحداً. فقال P2 إنهم [هو وآخرون] قاموا بتوثيق الأشخاص الذين لديهم معلومات حول الأسماء والمسؤولين. فأعادت القاضي كيربر صياغة السؤال متسائلة عمّا إذا كان من الممكن لشخص يعمل في أجهزة المخابرات ألا يكون متورطاً في التعذيب. فأجاب P2 بالنفي، وقال إن أي شخص ينتمي إلى أجهزة المخابرات إما عَذّب أو علم بالتعذيب الذي حدث هناك.
سأل المحامي الدكتور كروكر عن الوضع السياسي السوري في عام 2012 وما إذا كان النظام تحت الضغط. فقال P2 إن الوضع تطور وكان هناك الكثير من الناس [الموالين للحكومة] الذين أرادوا تحرير أنفسهم من النظام. وقال P2 إنه في عامي 2011 و2012، كان لدى الكثيرين ردة فعل إزاء ممارسات السلطات وابتعدوا عنها ولكن الموالين بقوا. وقال إن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الغوطة كان مشكلة عام 2013.
سأل المحامي الدكتور كروكر P2 عن دوافع المنشقين. قال P2 إن الذين كانوا غير راضين عن النظام في ذلك الوقت، انشقوا وأعلنوا في تصريحات (وفي مقاطع فيديو) أنهم انشقوا وكشفوا بأن النظام ارتكب جرائم، وأنهم لم يوافقوا على ذلك كجزء من الشعب. وقال P2 إن بعض الناس خسروا وتركوا سوريا خوفاً من سقوط النظام، بينما غادر آخرون سوريا بعد أن كلّفهم النظام بالذهاب لتخريب أطراف أخرى. وشهد P2 أنه كانت هناك حقائق مفادها أن بعض المنشقين في 2011 و2012 أسسوا تنظيمات مسلحة وعادوا للعمل مع النظام.
سألت المحامية الدكتورة آنا أومشين P2 إذا كان قادراً على التعرّف على شخص بأنه سنّي إذا كان معصوب العينين. وقال P2 إنه يمكنه ذلك من خلال لهجة الشخص.
وأشار المحامي أندرياس شولتس، ممثل المدعي، إلى إفادة P2 بأن بعض الأشخاص المؤيدين للحكومة تركوا النظام ثم عادوا للعمل معه. ثم سأل P2 إذا كان يعتقد أن المتهم أنور فعل الشيء نفسه. فذكر P2 أنه ليس متأكداً بناءً على معلوماته وبالتالي لا يمكنه التحدث عن هذا الموضوع.
سأل المحامي شولتس P2 إذا كان بإمكانه الإفصاح عن هذه المعلومات حول هؤلاء المنشقين. فقال P2 إن لديه معلومات وقرائن، لكنه لا يعرف ما إذا كان بالإمكان اعتبارها بمثابة أدلة.
قال المحامي شولتس إن P2 نشرعلى الإنترنت أن المتهم أنور قد غيّر موقعه، ولكن ليس طبيعة عمله، وطلب من P2 أن يوضح ذلك. فقال P2 إن إفادة الدفاع الخاصة بأنور تنفي وجود تعذيب منهجي في سوريا، الأمر الذي يتوافق مع ما قاله بشار الأسد في مقابلة. وقال P2 إنه بعد ذلك كتب أن المتهم أنور لم يغير طبيعة عمله لأن تلك الإفادة كانت تتبنى وجهة نظر النظام.
سأل المحامي شولتس عمّا إذا كانت الكلمتان الألمانيتان “Ermittlungsabteilung” (التي تعني قسم التحقيق) و”Untersuchungsabteilung” (التي تعني قسم التحقيق/التحرّي) تعنيان نفس الشيء باللغة العربية. فقال P2 إن الأجهزة الأمنية لم تجرِ تحرياً (بمعنى استقصاء الناس عن بعد) ولكن ربما قامت الشرطة العادية بذلك. وقال إن الأجهزة الأمنية قامت بالتحقيق المباشر/الجسدي مع الشخص [وهذا يشمل التعذيب] بينما كان “التحري” يتم عن بعد ويشير إلى استراق المعلومات [مثال: الحصول على المعلومات ورصدها دون علم الآخرين].
سأل المحامي شولتس P2 عمّا إذا كانت هناك محاولة لقتله في السجن. وأكد P2 ذلك، وقال إنه تعرض لمحاولتي قتل في السجن من قبل ابن عم بشار الأسد، نمير الأسد. وذكر P2 أن نمير ومجموعته ارتكبوا جرائم ضخمة هزت البلد في 2004-2005، لذلك اضطر بشار إلى اعتقالهم من أجل تهدئة الغضب الشعبي. وقال P2 إن نمير ومجموعته كانوا من القرداحة. وقال P2 إنه وضع في نفس الزنزانة وزعم أنهم حاولوا قتله مرتين، لكن سجناء آخرين أنقذوه.
سأل المحامي شولتس P2 إذا كان يعتقد أن النظام قد يغتال أعضاء المعارضة خارج سوريا. فأجاب P2 أن أجهزة المخابرات فعلت ذلك من قبل. وأعطى P2 مثالاً وقال إنهم حاولوا اغتيال [تم حجب الاسم] في ألمانيا في الثمانينيات، ولكن عندما لم يجدوه في المنزل، قتلوا زوجته [بنان الطنطاوي] بدلاً منه. وذكر P2 أن النظام كان عصابة إرهابية ارتكبوا الكثير من الجرائم داخل سوريا وخارجها، ويمكنهم فعل أي شيء.
سأل المحامي شولتس P2 كيف جاء إلى ألمانيا ولماذا تأخر في مغادرة سوريا. أجاب P2 أنه بعد إخلاء سبيله من السجن في عام 2011، جاء مسؤول ألماني إلى سوريا. وقال إن المسؤول الألماني زار P2 في منزله وسأل P2 عمّا إذا كان يريد السفر [خارج البلد]. فقال له P2 إنه ممنوع من السفر ولم يكن لدى زوجته وثيقة سفر. وقال إن المسؤول أخذ صوراً لهما وأخبرهما أنهما يمكنهما القدوم إلى ألمانيا، ولكن عن طريق السفارة الألمانية في الأردن. وقال P2 إنه لم يكن يخطط لمغادرة سوريا في ذلك الوقت، لكن الوضع كان يتصاعد ولم يعد وضع المعتقلين في 2014 كما كان عليه من قبل، لأنه أصبح يعني الموت الآن. وأعطى P2 مثالاً لصديقه خليل معتوق، الذي اعتُقل في 2012، ولا أحد يعرف أي معلومات عنه حتى اليوم. وذكر P2 أنه يوجد أكثر من 150,000 معتقل، بعضهم منذ عام 2011، ولا أحد يعرف عنهم أي شيء. وقال P2 إنه لهذه الأسباب هرب مع زوجته إلى بيروت بشكل غير قانوني، وأعطتهما السفارة الألمانية وثائق سفر هناك.
وسأل المحامي خبيب علي محمد، ممثل المدعي، P2 عمّا إذا كان هناك محققون متخصصون. فقال P2 إنه لم يكن هناك محققون متخصصون، بل أشخاص معروفون جيداً. وقال P2 إنه إذا تم استجواب شخص معروف جيداً، فستكون هناك أوامر إما بتعذيبه بشدة، أو بعدم تعذيبه أو بتخفيف شدة تعذيبه. لذلك، قال P2 إن السجّان لم يجرؤ على ضرب أي شخص أُمِر بعدم ضربه.
سأل المحامي خبيب، ممثل المدعي، كيف تواصل P2 مع موكّله المدَّعى عليهم بصفته محامٍ مُزاول. فقال P2 إنه في سوريا لم يُسمح للمحامي بالتحدث إلى موكّله المدَّعى عليه أو مرافقته. وأضاف P2 أنه وفقاً للقانون، حتى في القضايا الجنائية العادية، لا يمكنه الحضور أثناء التحقيق [يبدو أنه كان يقصد الاستجواب].
سأل المحامي خبيب P2 إذا كان قد رأى P1 بعد الإفراج عن الأخير. قال P2 إن P1 اعتُقل مرتين، وأنه رأى P1 بعد إطلاق سراح P1 من اعتقاله الأول. وقال إن إطلاق سراح P1 من الاعتقال الثاني كان في إدلب وليس في دمشق.
سأل المحامي خبيب P2 عن سبب اعتقال P1. أجاب P2 لأن تهمة P1 كانت تصوير جرائم النظام الوحشي، و هي أبشع تهمة و قضية للنظام، الذي كان يعتقل الناس لمجرد أنهم كانوا يتابعون قناة الجزيرة في بيوتهم. كانت أخطر تهمة هي نقل ما يجري في سوريا.ذكر P2 أنه كان يرافق المدَّعى عليه أمام القاضي (القاضي المدني في ذلك الوقت). وذكر P2 أنه مثّل مئات وآلاف الأشخاص، وقدم العديد من الطلبات إلى النائب العام لتحديد مصير بعض الأشخاص أو تسوية بعض القضايا العالقة بعد إخلاء السبيل (على سبيل المثال، إذا لم يتم إعادة الكمبيوتر المحمول الخاص بشخص ما، أو إذا كان هناك حظر على السفر). وقال P2 إنه لا يستطيع تذكر كل شيء.
طلب المحامي خبيب من P2 وصف حالة P1 عندما أطلق سراحه. فقال P2 إنه لا يمكن مقارنة P1 بالكيفية التي يبدو عليها الآن. وقال P2 إن ملابس P1 أظهرت أنه بقي في نفس ملابسه دون أخذ حمام، ولكن حالته النفسية كانت الأسوأ. وقال P2 إنه استطاع أن يرى أن P1 كان يحاول فقط التكيّف مع الوضع.
سأل المحامي خبيب P2 أين رأى P1. قال P2 إنه زاره في السجن في المحكمة. وقال P2 إنه يمكن لأي شخص أن يعرف من حالة الشخص مقدار معاناة ذلك الشخص ومقدار صموده.
سأل المحامي خبيب P2 إذا كان قد رأى إصابات واضحة أو دماً على P1. فقال P2 إنه اعتاد مقابلة المعتقلين المفرج عنهم يومياً. وكان لدى جميعهم جروح وكدمات وخاصة كسور. كان ذلك هو الوضع القياسي وليس شيئاً استثنائياً.
ذكر المحامي مانويل رايجر، ممثل المدعي، أن P2 ذكر في استجوابه عام 2017 أنه تعرض للتعذيب بالدولاب، وسأله عمّا إذا كان هذا قد حدث فعلاً. ونفى P2 ذلك وقال إن ما قاله هو أنه كانت هناك أدوات تعذيب في غرفة الاستجواب، بما في ذلك الدولاب. وذكر P2 أنه لم يتعرض للتعذيب بالدولاب.
ذكر المحامي رايجر أن P2 قال إنه كان قادراً على تحديد ما إذا كان الشخص سنّياً من خلال لهجته. وواصل المحامي رايجر سؤال P2 عمّا إذا كان يعرف أشخاصاً من غير السُنّة في النظام حاولوا تغيير لهجاتهم [إلى لهجة سُنّية]. فقال P2 إنه في ذلك الوقت كان العكس هو الصحيح، حيث كان هناك سنّة يتحدثون باللهجة العلوية لتخويف الناس. وذكر P2 أنه عندما خشي الناس من عواقب هجمات الأسلحة الكيميائية في عام 2013، والتهديدات بأن أمريكا ستهاجم سوريا، بدأ بعض الناس في إخفاء لهجاتهم خوفاً من تعرّض النظام للإبادة. وذكر أنه بعد أن اطمأنوا بأن شيئاً لن يحدث، عاد كل شخص إلى لهجته الأصلية.
قال المحامي مايكل بوكير إن P2 نشر شيئاً على الإنترنت في 18 أيار/مايو، 2020 [نفس النشرة التي أشار إليها المحامي شولتس سابقاً]، وسأل P2 من أين حصل على معلوماته. فقال P2 إنه قرأ عن الإفادة [إفادة المتهم أنور في المحكمة] في اليوم نفسه أو في اليوم التالي من الإدلاء بها. فقال المحامي بوكير إنها لم تكن معلومات مباشرة. وقال P2 إنه لم يحصل على المعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بل من أشخاص يعرفهم شخصياً. وسأل المحامي بوكير P2 إذا كان قد تحدّث مع هؤلاء الأشخاص مباشرة أو عبر الهاتف. فقال P2 إنه لم يكن اتصالاً مباشراً.
رُفِعت الجلسة الساعة 01:45 مساءً. ستكون المحاكمة القادمة في 24 حزيران/يونيو، 2020 الساعة 9:30 صباحاً.
* ورد في التقرير سابقاً أن الشاهد قال إن الشخص الذي استجوبه في ألمانيا كان يرتدي قميصاً أبيض نظيفاً وتم تصحيح العبارة إلى أن قميص المحقق الذي استجوبه لم يكن المقصود فيها في ألمانيا بل في سوريا وحذف كلمة ألمانيا مع العلم أن ذات المعلومة قد تكررت أكثر من مرة في التقرير بشكل صائب.
** ورد في التقرير سابقاً نقلاً عن الشاهد P1 إنه كان ينوي مسامحة المتهم أنور، إذا اعترف الأخير بالتعذيب والوحشية في الفرع وأنه كانت لديه الصلاحيات. تم تصحيح هذه النقطة بأن الشاهد كان لديه القدرة (على المسامحة).
تم تصويب النقطتين في 21/7/2020
فيما يلي صور من خارج مبنى المحكمة. الصور الموجودة في إطارات (براويز) هي جزء من مظاهرة نظمتها عائلات من أجل الحرية: