1 min read
لمحة عن عمل المركز السوري للعدالة والمساءلة لعام 2019

لمحة عن عمل المركز السوري للعدالة والمساءلة لعام 2019

منذ تأسيسه في عام 2012، عمل المركز السوري للعدالة والمساءلة من أجل سوريا ينعم فيها الناس بالعدالة واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون – حيث يعيش جميع السوريين في سلام. ويسعى المركز السوري للعدالة والمساءلة إلى تحقيق هذا الهدف من خلال التركيز على ثلاثة مجالات عمل: التوثيق والتحليل والمناصرة. وفي عام 2019، زاد المركز السوري للعدالة والمساءلة من إجراء التوثيقات، وزاد عدد اعضاء فريق التحليل التابع له، وقدّم إفادات لدعم قضايا جنائية، ونشر تقارير تنهض بخطاب حقوق الإنسان. وفيما يلي بعض الإنجازات البارزة لعمل المركز السوري للعدالة والمساءلة على مدار العام الماضي.

التوثيق

يوجد لدى المركز السوري للعدالة والمساءلة أعضاء على الأرض في سوريا والدول المجاورة يوثّقون انتهاكات حقوق الإنسان ويجرون مقابلات مع الشهود والضحايا. وتسترشد التقارير العلنية التي تصدر عن المركز السوري للعدالة والمساءلة بهذه التوثيقات وتُعتبر بمثابة مصدر قيّم للأدلة الموثوقة لكل من عمليات العدالة الحالية والمستقبلية. وفي هذا العام، أجرى المركز السوري للعدالة والمساءلة 19,551 توثيقاً.

يُولي المركز السوري للعدالة والمساءلة أولوية لإجراء المقابلات مع معتقلين سابقين وكذلك شهود وناجين من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الجندر). حيث تشمل المقابلات التي تم إجراؤها هذا العام رجالاً ونساءً، وناجين من الجرائم التي ارتكبتها الحكومة وتنظيم داعش. كما تتضمن توثيقات المركز العديد من الانتهاكات الخطيرة الأخرى لحقوق الإنسان. ولقد حصل المركز السوري للعدالة والمساءلة، هذا العام، على مجموعة من وثائق تنظيم داعش والتي توفر فرصة مهمة للتعرف على عمليات التنظيم، واستمر في رصد الانتهاكات التي تتعرّض لها الممتلكات من قبل كل من الجهات الحكومية والجهات الغير حكومية، وقام بإجراء مقابلة مع طبيب عالج مرضى في أعقاب هجوم كيماوي.

التدريبات على التوثيق

من أجل زيادة جودة التوثيقات التي يُجريها كل من موظفي المركز السوري للعدالة والمساءلة والمنظمات الشريكة، يقدّم المركز دورات في مجال حقوق الإنسان وإجراء التوثيق للمدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

التدريبات على التوثيق

ويتم إجراء هذه الدورات التدريبية من خلال مكالمات الفيديو المباشرة مع المستشار القانوني وحقوق الإنسان لدى المركز السوري للعدالة والمساءلة، ومن خلال نظام المركز لإدارة التعلّم عبر الإنترنت. حيث شملت مواضيع التدريب هذا العام مهارات إجراء المقابلة والولاية القضائية العالمية وتوثيق العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتوثيق الانتهاكات المترافقة مع الاعتقالات وتدريبات حول السلامة والأمن. ومن خلال هذا العمل، يهدف المركز إلى تدريب السوريين على الأرض لتوثيق الانتهاكات بشكل صحيح، بما يضمن الجودة العالية للتوثيق وقابلية استخدامه لمجموعة متنوعة من أغراض العدالة، بدءاً من المساءلة الجنائية إلى تخليد الذكرى.

تحليل البيانات

في عام 2019، قام فريق تحليل البيانات التابع للمركز السوري للعدالة والمساءلة، والذي يتكون من لاجئين سوريين يعملون عن بُعد من جميع أنحاء العالم، بتحليل 87,741 مقطع فيديو و230 وثيقة وفقاً لانتهاكات حقوق الإنسان المشار إليها.

قاعدة بيانات المركز السوري للعدالة والمساءلة

ومنذ إنشائه، كرّس المركز السوري قدراً كبيراً من موارده لبناء قاعدة بيانات للتوثيقات التي يتم جمعها عبر الإنترنت ومن الميدان. ولقد تم بالفعل استخدام مقاطع الفيديو في قاعدة بيانات المركز للاستجابة لطلبات المدّعين العامين الجنائيين وتحقيقات الأمم المتحدة، مع أدلة موثوقة ذات صلة مباشرة بأحداث قيد التحقيق. وتزداد فائدة قاعدة البيانات سنوياً مع إضافة المزيد من التوثيقات وإنشاء المزيد من الروابط بين التوثيقات من مصادر مختلفة.

البحوث

نشر المركز السوري للعدالة والمساءلة تقريرين هذا العام، يسلطان الضوء على الجرائم التي ارتكبتها الحكومة السورية والحاجة إلى إجراء إصلاحات. حيث يحلّل التقرير الأول، “هل تعرفين ما يحدث هنا؟“، روايات ناجيات وناجين من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي على أيدي الحكومة السورية، ويقدّم أدلة على العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في حوالي 30 مركز اعتقال خاضعة لسيطرة الدولة، وفي نقاط تفتيش حكومية، وفي منازل خاصة.

ويأتي التقرير الثاني، “للجدران آذان“، على شكل تحليل لخمسة آلاف صفحة من الوثائق الحكومية التي تفضح انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقال التعسفي لنساء وأطفال، ومراقبة الصحفيين، وقمع المجتمعات الكردية.

مقال عن التقرير “للجدران آذان”

بالإضافة إلى ذلك، نشر فريق البحوث التابع للمركز مقالات أسبوعية على موقعه على الإنترنت، مما وفّر توثيقاً للانتهاكات المستمرة وتحليلاً لعملية السلام وجهود العدالة. حيث تضمّنت المواضيع تحليلاً لوثائق تُظهر كيف تلعب الحكومة السورية دوراً في السيطرة على المساعدات الإنسانية وتوجيهها، وشرحاً للجدل الدائر حول اعتقال أحد المنشقين الحكوميين السوريين في ألمانيا ومحاكمته المرتقبة، ودَور العقوبات في النزاع السوري.

وتُعدّ تقارير المركز السوري للعدالة والمساءلة ذات قيمة عالية عندما يتم وضعها في أيدي صانعي السياسة، لضمان فهم انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة على أعلى مستوى، ويمكن أن تسترشد بها العملية السياسية وكذلك تصميم آليات العدالة. وتحقيقاً لهذه الغاية، شارك المركز في مجموعة متنوعة من الفعاليات هذا العام، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤتمر بروكسل الثالث، لضمان فهم أهمية العدالة والمساءلة من قبل أولئك الذين هم في وضع يسمح لهم بإحداث تغيير حقيقي.

الولاية القضائية العالمية

يعتمد مبدأ الولاية القضائية العالمية على فكرة أن “بعض الجرائم خطيرة للغاية، فهي تؤثر على المجتمع الدولي بأسره”. وبناءً على هذا المبدأ، أصدرت بعض الدول الأوروبية تشريعات تسمح لمحاكمها بمقاضاة الجرائم الخطيرة المرتكبة خارج حدودها، مما يتيح سبيلاً هاماً للسوريين للسعي لتحقيق العدالة. وأنشأت العديد من هذه الدول وحدات خاصة للتحقيق في جرائم الحرب ومحاكمتها، ويسعى المركز السوري للعدالة والمساءلة بنشاط إلى إقامة شراكات معها.

وفي هذا العام، قدّم المركز أدلّة قيّمة استجابة لطلبات وحدة جرائم الحرب الخاصة الهولندية والمكتب الفرنسي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وكذلك القيادة البريطانية لمكافحة الإرهاب. وبالإضافة إلى شراكته الراسخة مع الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM)، وقّع المركز أيضاً مذكّرات تفاهم مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومشروع تحليل يوروبول للجرائم الدولية الأساسية استعداداً للتشارك في الأدلة.

شراكات المركز في أوروبا في العام 2019

كما أشرك المركز مجتمعات اللاجئين السوريين من خلال إنشاء كتيبات إرشادية للولاية القضائية العالمية لست دول أوروبية باللغتين العربية والإنجليزية لمساعدتهم على فهم حقوقهم واللجوء إلى آليات العدالة الجنائية. وتساعد هذه الأدلة الإرشادية في سدّ الفجوة بين المدّعين العامين الجنائيين ومجتمعات اللاجئين من خلال الوصول إلى الأدلة ذات الصلة بالانتهاكات.

يخطّط المركز السوري للعدالة والمساءلة لمواصلة توسيع عمله في العام الجديد. اشترِك في نشرتنا الإخبارية للبقاء على اطلاع وتبرَّع لدعم أعمالنا.

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر.