4 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #53: شاهد غير متوقع وشاهد مفقود وشاهد مرفوض.

داخل محاكمة أنور رسلان #53: شاهد غير متوقع وشاهد مفقود وشاهد مرفوض.

محاكمة أنور رسلان

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 53 لمراقبة المحاكمة

تواريخ الجلسات: 17 و18 تشرين الثاني/نوفمبر، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط:0F[1]

اليوم المائة وثلاثة – 17 تشرين الثاني/نوفمبر، 2021

أدلى P57، وهو سوري يبلغ من العمر 40 عامًا، بشهادته حول اعتقاله في الفرع 251 حيث حُقق معه ثلاث مرات. وقال للمحكمة إن أنور كان حاضرًا أثناء إحدى هذه التحقيقات وأنه تمكن من التعرف على أنور خلال زيارة لاحقة للفرع من خلال صوت أنور.

كان لدى الدفاع عدة أسئلة للشاهد P57 بشأن علاقته بأنور البُنّي الذي كان، وفقًا لـP57، الشخص الذي ساعده على الإدلاء بشهادته في كوبلنتس. حيث أرسل البُنّي سابقًا إلى الادعاء العام ملخصًا باللغة الألمانية لشهادة P57 بناءً على مكالمة على تطبيق "زوم" أجراها مع P57. ومع ذلك، تمت مراجعة بعض جوانب الملخص من قبل P57 في المحكمة، الذي قال إنه لا بد أن هناك خطأ في الترجمة، وساق على ذلك مثال تهديد أنور لـP57 بالتعذيب. واقترح الدفاع الاستماع إلى البُنّي مرة أخرى قائلًا بوجود "مشكلة البُنّي" في هذه المحاكمة.

اليوم المائة وأربعة – 18 تشرين الثاني/نوفمبر، 2021

أدلى كبير المفتشين الجنائيين ألكسندر فراي من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية (BKA) بشهادته حول مقابلة أجراها سابقًا مع طبيبةٍ سابقة في مشفى الهلال الأحمر في دمشق. حيث استُدعيت الطبيبة بدايةً للإدلاء بشهادتها بنفسها في المحكمة. إلا أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية لم يتمكن من الوصول إليها، رغم أنها كانت تحت حماية خاصة للشهود. وبحسب مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، فإن الشاهدة غادرت الاتحاد الأوروبي ولا يُعرف مكان وجودها الحالي. وذكرت الشاهدة في مقابلتها مع الشرطة أن فرع الخطيب كان يعتبر المشفى ملكًا له وكثيرًا ما كان يحيل المعتقلين إلى هناك. وظهرت على العديد من المعتقلين آثار الضرب والتعذيب والجفاف وسوء التغذية. وعلى الرغم من أن الطبيبة لم تر جثث معتقلين، إلا أنها سمعت عن موت البعض جرّاء نوبات قلبية مزعومة.

كما رفضت المحكمة العديد من طلبات الدفاع السابقة لسماع شهودٍ إضافيين. من بين أمور أخرى، رفضت المحكمة طلب استدعاء مناف طلاس لأنه قال للمحكمة إنه لا يرغب في الإدلاء بشهادته لأنه لا يريد أن يُنظر إلى أقواله علانية على أنها تجرّم أنور أو تبرّئه. وقرّر القضاة أن مناف طلاس لن يقدّم على الأرجح أي معلومات جديدة وذات صلة، وبالتالي امتنعوا عن استدعائه. وفي رفضهم، ذكر القضاة أيضًا أن فترة قبول الأدلة ستنتهي على الأرجح في أوائل كانون الأول/ديسمبر. بالإضافة إلى ذلك، قال القضاة إنهم لن يستجيبوا لاقتراح الدفاع باستدعاء البُنّي مرة أخرى.


اليوم المائة وثلاثة للمحاكمة – 17 تشرين الثاني/نوفمبر، 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:35 صباحًا بحضور أربعة أشخاص وصحفيين اثنين. وقام اثنان من المصورين بتصوير مقاطع فيديو وصور قبل بدء الجلسة. ومثل الادعاء المدّعيان العامّان كلينجه وبولتس. لم يحضر محاميا الادعاء: محمد والدكتورة أوميشين، وغادر محامي المدّعي شولتس بعد استراحة الغداء.

شهادة P57

كان P57 برفقة المحامي د. دايماجيولار، الذي أخبر المحكمة أن P57 طلب إخفاء اسمه ومعلومات شخصية أخرى لأن شقيق P57، وهو محام في مجال حقوق الإنسان، كان محتجزًا لدى النظام أو ربما يكون قد مات، ومع ذلك، لا يمكن لأحد الجزم على وجه اليقين. إذا تم الإفصاح عن اسم P57، فستتعرّض حياة شقيقه للخطر. سألت رئيسة المحكمة كيربر P57 عمّا إذا كان بإمكانه تأكيد ما قاله محاميه للتو. فأكّد P57 ذلك. ونظرًا لعدم وجود اعتراضات من الطرفين، أعلنت رئيسة المحكمة كيربر أنّ المحكمة ستسمح لـP57 بإخفاء معلوماته الشخصية نظرًا للوضع الذي يمكن أن يشكّل خطرًا على حياة أحد أقاربه المقرّبين.

سألت كيربر عمّا إذا كان P57 قد طلب من د. دايماجيولار أن يمثّله بصفة محامي شاهد. فأكّد دايماجيولار وP57 ذلك. ثم أعلنت كيربر أنّه تم السماح لدايماجيولار أن يمثل الشاهد P57، بسبب حالة اضطراب ما بعد الصدمة التي يعاني منها P57، ونظرًا لحقيقة أنّ P57 لن يكون قادرًا على ممارسة حقوقه بخلاف ذلك.

تم إعلام P57، سوري يبلغ من العمر 40عامًا يعيش في [حُجِبت المعلومات]، عن حقوقه وواجباته كشاهد. وقد نفى وجود أي علاقة تربطه بالمتهم سواء بالقرابة أو المصاهرة.

استجواب من قِبل القاضي كيربر

أشارت رئيسة المحكمة القاضي كيربر إلى أن محامي P57 قد سبق وأن أرسل إلى المحكمة بعض الأوصاف التي قدّمها P57 في ما يتعلق باعتقاله في الفرع 251، وطلبت من P57 أن يخبر المحكمة "ما الذي كان يحصل هناك". قال P57 إنّه يريد أولًا أن يستغل الفرصة لشكر الجمهورية الاتحادية الألمانية والشعب الألماني على "هذه الفرصة لمواجهة المجرم". وأراد أيضًا أن يشكر المحكمة لتمكينه من التحدث عن معاناته بعد سبعة أشهر.

بيّن P57 أنّه قُبِض عليه في [حُجِبت المعلومات] 2012 في متجره. كان يجلس حينها في متجره عندما دخل فجأة ما يقارب 20 شخصًا مسلحًا وخمس مركبات. ثم قام الأشخاص بتوجيه الأسلحة نحو رأسه ورأس شريكه في العمل، ثم قاموا بسحب قميصيهما فوق رأسيهما ووضعوهما في السيارات. أضاف P57 أنّه وُضِع هو وشريكه في العمل في سيارتين مختلفتين. وحسب ما قال P57 "عندئذٍ ابتدأت رحلتي في المعاناة". أضاف P57 مفصّلًا أن الأشخاص المسلحين بدأوا بضربه وضرب شريكه في العمل على رأسيهما بأعقاب البنادق. وكان P57 يمسك بمفتاح سيارته في يديه، والذي أخِذَ منه. وأخذ بعض عناصر قوى الأمن هاتفَي P57 وشريكه المحمولَين من المتجر. قال P57 إنهم بدأوا رحلة طويلة في دمشق قبل أن يصلوا إلى القسم 40، والذي يعرفه تمام المعرفة. حيث كان اسم P57 قد وُضِع على قائمة المطلوبين من قبل الرائد محمد عبد الله. وعندما وصل P57 وشريكه، اقتيدا إلى الطابق الثاني أو الثالث. وبيّن P57 أنهما صعدا طوعيًا إلى حد ما؛ كانا يُدفعان في الواقع للصعود للطوابق العلوية. وعندما وصلا إلى الطابق العلوي، تعرّضا لصعق بالكهرباء وللضرب. أخبر P57المحكمة أنّه قد سمع أن الشرر يتطاير من عينيّ الشخص عندما يتعرّض إلى صعقات كهربائية، لكن كانت تلك اللّحظة التي اختبر ذلك فيها بنفسه. وتمّ ضربه أيضًا على كليتيه. بعد ذلك طلب P57 أن يذهب إلى الحمّام وشعر أن "شيئًا دافئًا كان يتدفق مني". ولهذا قال السجان لشخص آخر "سيدي، إنّه ينزف". [جرى نقاش قصير بين P57 ومترجم المحكمة الجالس بجانبه، وبعد النقاش وضّح المترجم أن P57 كان يستخدم مصطلحًا لا يعرفه. قام المترجمون الآخرون بمساعدته في توضيح المصطلح]. قال P57 إنّ مؤخّرة لسانه – أي الجزء المتصل بحنجرته – كان عالقًا داخل حنجرته.

ثم أُخِذَ إلى المشفى العسكري في حرستا حيث وصل للطابق السابع. كانت عيناه معصوبتين، والتُقطت صور له. وضُرب على كتفه أيضًا. بيّن P57 أنّه أقام في الطابق السابع. لم يكن مسموحًا له باستخدام اسمه هناك وأُعطي رقمًا بدلًا من اسمه. كان رقمه خمسة ورقم شريكه في العمل 12. قال P57 إنهما اضطرا للمكوث هناك ليومين، ولاحظ أن الناس كانوا يتعرضون للتعذيب. حيث أصيب شخص ما بجرح في رجله جراء رصاصة بندقية وضُرب على جرحه إلى أن أُغمى عليه. عندما كان يُقدَّم الطعام لهم، كان يُسمح لهم برفع عصبات عيونهم قليلًا، لكن مجال الرؤية كان متاحًا فقط ليروا الطعام أمامهم. قال P57 إنّه أراد في مرةٍ أن يذهب للحمّام في المشفى. فداسَ على جثة في الحمّام. بعد يومين، نادى سجّان على اسم P57. قال P57للمحكمة إنّه قبل ذلك، حُقِّق معه في القسم 40 حيث التقى بضابط انتحل هوية شخص ينتسب للجيش السوري الحر. نادى هذا الشخص على اسم P57 مما فاجأ P57 لأنّه لم يكن مسموحًا لهم استخدامَ أسمائهم في المشفى.

قال P57 إنهم ذهبوا لرحلة طويلة عبر دمشق إلى أن توقفوا في البرامكة. توقع P57 أن يتم إطلاق سراحه هناك لأنّه كان هو والسائق والضابط فقط. إلا أنّه كان على P57 أن يَعصِب عينيه مرة أخرى. حيث أمره الضابط بذلك، قائلًا إنّ هناك نقطة تفتيش أمامهم. بعد ذلك توجهوا إلى الفرع 251. وصف P57 أنّهم عندما دخلوا، "استقبلونا" بحفلة استقبال بتوجيه من أبي غضب الذي كان معروفًا بوحشيته وحقده. بعد أن ضُرِب P57، اقتيد إلى "غرفة الترفيه" والتي كانت مساحتها 3.5x10 متر تقريبًا أو4.5x10 متر وكان بها نافذة تُطل على الزنازين. لهذا كان "بإمكاننا" سماع الصُراخ جرّاء التعذيب. قال P57 إنّه كان في هذه الغرفة ما يقرب من 200 شخص وكانت رائحة الجميع فظيعة بسبب العرق وأشياء أخرى. في نهاية الزنزانة، على الجانب الأيمن، كان هناك حمّام حيث اضطر أشخاص للنوم فيه. قال P57 إنّه طَلب دواءً ذات مرة لأن كليتيه التهبتا، إلا أنّه لم يتلقّ أي دواء قط.

بعد ذلك بيومين أو ثلاثة، اقتيد إلى التحقيق. شَرَحَ P57 للمحكمة أنّه تمّ اعتقاله سابقًا في 2011 عندما ظهرت صوره وهو يشارك بمظاهرة. [جلس صحفي آخر في شرفة الجمهور]. قال P57 إنه أثناء التحقيق سُئل أسئلةً ولاحظ أنّ ضابط التحقيق كان يقوم بالكتابة. أشار الضابط إلى أنّ P57 اعتُقل في 2011 في الفرع 227. قال P57 إنّه أكّد ذلك "لأنهم" كانوا يعرفون ذلك مسبقًا وكانت هناك صور أيضًا. نُبِّه P57 بأن يتوقف عن حضور المظاهرات وإلا "فسيريـ[ـه] الضابط الله بذاته". كانت إحدى تهم P57 أنّه أسّس "عصابة" لخطف ضبّاط الأمن. قال ضابط التحقيق إنّ P57 كان يترأس هذه العصابة وفقًا لإخبارية من شخص ما للضابط. أنكر P57 جميع التهم. قال P57 للمحكمة إنّه، بعد إنكاره، ضُرب بأنبوب، وهو أنبوب محدد يدعى "الأخضر الإبراهيمي". كان عليه أن يستلقِي على الأرض، ويرفع قدميه، وضُرِب على قدميه. قال P57 "إنّهم" شتموا أمه وأخته أيضًا، ومع ذلك لم يعترف بشيء. حينها أخبر الضابط السجّان أن يأخذ P57 إلى أبي غضب. اقتيد P57 إلى الطابق السفلي عند أبي غضب الذي قام بربط يَدَي P57 خلف ظهره وعلّق P57 من يديه لأربع ساعات. كان كل شخص يمر بجانب P57 يبصق عليه ويدعوه بالخائن. قال P57 للمحكمة إنّ أحد الموظفين ضربه على "أكثر مكان حساس" في جسمه. بعد أربع ساعات، اقتيد P57 إلى الزنزانة الجماعية حيث كان هناك من قبل. وَصَفَ P57 أنّه كان مرهقًا للغاية لأن الضرب الذي تعرّض له كان مُبرحًا.

بعد أسبوع، استُدعي P57للتحقيق مرة أخرى. كان نفس ضابط التحقيق السابق. أخبر P57المحكمة أنّ ذلك الضابط ادّعى أنّه شخص ما في الجيش السوري الحر. وفقًا لـP57، أٌصيب شخص ما في مظاهرة وكان من المفترض أن يأخذ هذا الضابط من الجيش السوري الحر الشخص المصاب إلى لبنان. إلّا أنّ الشخص المصاب اختفى ولم يُرَ بعدها ثانية. ذكَر ضابط التحقيق الذي انتحل هوية ضابط الجيش السوري الحر أسماء أشخاص كان P57يعرفهم، والذين زُعم أنهم شهدوا ضدّ P57. واصل P57 إنكار ذلك. أخبر المحكمة أنّه عرف أنها ستكون نهايته إن اعترف بأي من الاتهامات. ولم تكن له علاقة بتلك الاتهامات على أيّ حال: فهو شارك في المظاهرات لكن لم يقم أبدًا بتأسيس عصابة لخطف الضباط. عندما اكتفى الضابط، استدعى أحد السجانين ليأخذ P57 معه. في الطريق للطابق السفلي، ضُرب P57، وكُسرت أسنانه. ظلّ السجّان يضرب P57 الذي بدأ بالصراخ. وأُعيد P57 إلى الزنزانة الجماعية.

أضاف P57واصفًا أنّ هناك طبيباً كان معتقلًا في نفس الزنزانة، وكان P57 يعرفه من قبل. كان مِن [حُجبت المعلومات]. كان هناك أيضًا محام في الزنزانة، [حُجبت المعلومات] والذي قَبض عليه أنور رسلان بنفسه. وفقًا لـP57، كان هناك أشخاص مسنّون أيضًا، كان عمرُ أحدهم ثمانين عامًا وتعرّض للتعذيب. في داخل الزنزانة، كان على الأشخاص المسنّين [التبول] في المكان الذي يقفون فيه. أضاف P57 أن معتقلًا آخر كان يدعى [حُجبت المعلومات] أُخِذ في يوم من الزنزانة ولم يعد إليها أبدًا. عندما أُطلِق سراح P57، ذهب إلى عائلة [حُجبت المعلومات] الذين أخبروا P57 أنّه كان مفقودًا.

تابع P57قائلًا إنّه بعد أسبوعين، اقتيد مجددًا للتحقيق. في هذه المرة، كان هناك عدد أكبر من الأشخاص [الضباط] في غرفة التحقيق. كان أولئك الأشخاص يتحدثون عن معتقل من [حُجبت المعلومات] والذي أرادوا أن يطلقوا سراحه. وفقًا لـP57، قال أحد الأشخاص إلى مرؤوسه "سيدي، لا يمكننا إطلاق سراحه على مسؤوليتي." قال P57 إنّ الشخص الذي كان يفترض إطلاق سراحه كان عليه "مساعدتهم" في القبض على آخرين، إلا أنّ أحد الأشخاص الذين كانوا في الغرفة قال إنّه لا يمكن أن يتحمّل على عاتقه إطلاق سراح المعتقل لأنّه ربما "يذهب إلى الجبال ويختفي." قال P57 إنّ أحد الأشخاص الذين ناقشوا الموضوع غادر الغرفة بعد ذلك بينما كان على P57 أن يجثو على ركبتيه. طرح ضابط التحقيق على P57 أسئلة وأخبره أنّه سيواجه قريبًا شخصًا آخر. وعندما قال P57 إنّه لا مشكلة عنده في ذلك، ضربه ضابط التحقيق. بدأ P57بالصراخ وقال إنّه سيكون متعاونًا في إعطائهم بصمة أصبعه فقط أو ينبغي عليهم "أن يضعوا رصاصة في [رأسه]." فأجاب ضابط التحقيق P57: "أنت خائن، لربما تتمنى أن تتلقّى رصاصة في رأسك، لكني أفضّل أن أضع سلاحًا في رأس كلب فضلًا عن رأسك لأنك خرجت إلى الشوارع وطالبتَ بالحرية." أخبر P57المحكمة أنّه ضُرب مرة أخرى وأُخِذ للطابق السفلي. وأضاف أنّه لم يصف كل تفاصيل التعذيب إلا أنّه يمكنه ذلك إن أرادت المحكمة منه ذلك.

قالت رئيسة المحكمة القاضي كيربر إنّ الأوصاف التي قدّمها P57 كانت "جيدة حتى الآن." أشار P57 إلى أنّه بعد هذه الأيام الثلاثة أو الأربعة كان من المفترض عليه مواجهة الشخص الآخر. كان هذا الشخص ابن عم P57. أخبر P57 المحكمة أنّه عندما "قالوا" له إنّهم سيجلبون شخصًا آخر، حاولوا التكلم معه بأسلوب أكثر ودًّا إلّا أنّ P57قابلهم بالرفض. عندها ضُرب على رأسه وأُجبر على وضع بصمة إصبعه على ثلاث أوراق. ولأن عينيه كانتا معصوبتين، لم يكن P57 قادرًا على رؤية إن كان هناك شيء مكتوب على الأوراق أم كانت فارغة. بعد ذلك أخِذ للطابق السفلي وأُطلق سراحه بعد فترة قصيرة. قال P57 إنّه، عندما أُطلِق سراحه، قام سجان باقتياده إلى خارج الزنزانة. أضاف أنّه تعرّض لأشياء عديدة بإمكانه أن يخبر المحكمة عنها.

وضّحت رئيسة المحكمة القاضي كيربر لـP57 أن القضاة كانوا سيطرحون أسئلة تفصيلية أكثر لاحقًا، لكن الآن بإمكان P57 أن يخبرهم بالذي يريده. أشارت إلى أنّه تمّ إطلاق سراح P57وسألته إن كان هناك سبب لإطلاق سراحه وما الذي حصل بعدها. قال P57 إنّه في حقيقة الأمر عندما كان خارج الفرع وأُطلِق سراحه، علم أنّ عائلته قد استخدمت وسيطًا. بعد 15 يومًا من إطلاق سراحه، عاد P57 للفرع لاسترجاع سيارته. ذهب إلى فرع الخطيب بصحبة الوسيط، والتقيا مع [ضابط صف برتبة] مساعد. عندما ذهب P57 والوسيط إلى هناك، سأل المساعد P57 إن كان "يريد أن يحصل على عمل بشار [الأسد] أم لماذا [كان] يشارك في مظاهرات." قال P57 إن المساعد نصحه أيضًا أن يكون حذرًا وأخذ P57والوسيط إلى مكتب أنور رسلان. قال P57 إنّه لم يكن يعرف ما الذي أخبر المساعد أنور رسلان به، إلّا أنّ الأخير سأله إن كان هناك أحد آخر في ملفه. عندما أكّد P57 ذلك وقال إنّ شريكه في العمل كان معه، أرسلهما أنور إلى مكتب آخر. وهناك، طالب P57باستعادة سيارته. سأل المساعد مجددًا نفس السؤال عن شخص إضافي في ملف P57، فأكّد P57 ذلك مرة أخرى. أُخبر P57 بأنه، عندما يُطلَق سراح شريكه في العمل، سيستعيد P57سيارته. أجاب P57 أنها كانت سيارته هو وليست سيارة شخص آخر. أخبره المساعد أن يذهب قبل أن يعيده للطابق السفلي. ثم غادر P57.

عندما كان P57والوسيط في الخارج، أخبر P57 الوسيط أنّه عرف "الشخص" من صوته. أضاف P57 أن ذاكرته كانت لا تزال قوية وكان قادرًا على التذكر بشكل جيد. فأجاب الوسيط "إنّه هو" [يُحتمل أن يكون P57 قد عنى أنور إلّا أنّ مراقب المحاكمة لم يكن قادرًا على رؤية إن كان P57 يشير في اتجاه أنور]. أشار P57 إلى أنّه كان هناك معتقلون آخرون في زنزانته حقّق معهم هذا الشخص نفسه. أضاف P57 أنّه بعدما حصل هذا في 2012، عاد إلى مسقط رأسه ولم يعد بعدها قط إلى دمشق.

سألت القاضي كيربر إن كان الوسيط قد ذكَر اسم هذا الشخص. تدخّل محامي الدفاع بوكر، قائلًا إنّ الوسيط كان يشير إلى شخص رآه P57 في المكتب وليس الشخص الذي يشير إليه P57بنفسه. أجابت القاضي كيربر أنّها فهمت أنّ كليهما كانا يشيران إلى نفس الشخص. قال بوكر لم يكن ذلك واضحًا بالنسبة إليه. أشارت القاضي كيربر إلى أنّ P57والوسيط كانا يقفان عند مدخل مكتب، وسألت P57 إن كان بمقدوره رؤية من كان داخل المكتب أم كان الباب مقفلًا. قال P57 إنّه ألقى نظرة إلى داخل الغرفة.

سألت القاضي كيربر كيف بدت. وضّح P57 أنّه في تلك اللحظة، كان يتجمد خوفًا. وأشار إلى أنّهم غادروا مكتب المساعد واتجهوا نحو اليمين حيث توقفوا أمام باب كان على الجانب الأيمن. لم ينتبه بالتفصيل للمكتب.

استنتجت القاضي كيربر أنّ P57 رأى الغرفة لكن لم يكن بإمكانه وصف الأثاث. قال P57 إنّه لم ينظر إليها بتمعّن. نظر نظرة سريعة فقط.

سألت القاضي كيربر إن كان P57 سمع صوت كلا الشخصين. فأكّد P57 ذلك، وأضاف أنّه فور مغادرته للمبنى مع الوسيط، أخبر الوسيط أنّه تعرّف على الشخص. عندها أخبر الوسيط P57 باسم الشخص وقال إنّه كان رئيس قسم التحقيق.

أرادت كيربر أن تعرف ما هو الاسم الذي ذكره الوسيط. قال P57 إنّه لم يركز على الاسم.

سألت كيربر إن ذُكر الاسم. قال P57 إنّ الوسيط لم يَذكر الاسم، قال فقط إنّ الشخص كان رئيس قسم التحقيق. بسبب ذلك، عرف P57 أنّه كان أنور رسلان لأن زملاءه المعتقلين أخبروه عن ذلك سابقًا.

أرادت كيربر أن تعرف كيف استطاع P57 الربط بين الرتبة والاسم. سألت إن كان أحد المعتقلين قد أخبر P57صراحةً أنّ "أنور رسلان في هذا المبنى" وأين حصل ذلك. قال P57 إنه كان هناك محام [في نفس الزنزانة التي يقيم فيها P57] وبعد أن حُقّق مع ذلك المحامي، قال إنّ رئيس قسم التحقيق، أنور رسلان، حَقّق معه. كان اسمه [حُجبت المعلومات]. كان عليه أن يجثو على ركبتيه أثناء التحقيق، إلّا أنّ أنور لم يضربه ونزع عصبة عينيه.

استنتجت كيربر أن P57 تعرّف على أنور في مكتبه. سألت P57 إن كان رأى أنور شخصيًا. قال P57"نعم، بالضبط" ولربما حتى أنور تعرّف عليه أيضًا.

بعد نقاش قصير مع القاضي فيدنير، قالت رئيسة المحكمة القاضي كيربر إنّ لديها "سؤالًا لتحصل على نظرة عامة": ذكرَ P57 أنّه حُقّق معه في المرة الأولى في القسم 40. سألت P57 كيف عرف أنّه كان القسم 40. وضّح P57 أنّه كان في القسم مرات عديدة في 2006 و2007 عندما قابل الرائد محمد عبد الله. في هذا الوقت، كان P57 يملك متجرًا في دمشق وطلب محمد عبد الله منه مرات عديدة أن يخبره إن رأى شيئًا غريبًا في أيّ وقت. أضاف P57 أنّه كان يتردّد على المكان جيئة وذهابًا لمدة شهر وقال إنّه لم يلاحظ أشياءً غريبة.

أرادت كيربر أن تعرف أين كان مبنى القسم، في أيّ حي. قال P57 إنّه في الجسر الأبيض.

أشارت كيربر أنّه عندما كان P57 في مشفى حرستا، كان عليه دومًا أن يضع العصبة على عينيه. قالت إنّها كانت تتساءل كيف لاحظ P57 أنّ الشخص الآخر كان يُضرب باستمرار على الجرح الذي في رجله. قال P57 إنّه لم يرَ ذلك وإنّما سمعه.

سألت كيربر إن كان ذلك الشخص يصرخ قائلًا، "لا تضربني على الجرح الذي في رجلي مرة أخرى" أو ما الذي سمعه P57بالضبط. وضّح P57 أنّ السجّانين كانوا يتكلمون مع بعضهم البعض. قالوا كان هناك رجلٌ من حرستا أصيب بعيار ناري في رجله.

أرادت كيربر أن تعرف كم كان عدد الأشخاص الذين كانوا في غرفة P57 في المشفى. قال P57 إنّه لم يعرف لأنه كان معصوب العينين.

استنتجت كيربر أنّ P57 لم يتحدث مع آخرين ولم يعرف من أين أتوا. فأكّد P57 ذلك.

سألت كيربر P57 كيف عرف أنّه كان في الفرع 251. شرح P57 أنّه "في الطابق السفلي، كان كل السجّانين والمعتقلين يعرفون". قال إنه كان هناك سجّان "جيد نسبيًا." قال P57 إنّه فضّل ألّا يذكر اسم السجّان في المحكمة، حيث أنّ هذا السجّان أخبر عائلة P57 عن المكان الموجود فيه بعد شهرين.

استنتجت كيربر أنّ P57 عرف من زملائه المعتقلين [إنّه كان في الفرع 251]. فأكّد P57 ذلك.

سألت كيربر أيضًا عن الدور الذي لعبه أبو غضب، بالإشارة إلى أنّ P57 قال إنّ هذا الشخص هو من أمر بعمل حفلة استقبال لـP57. ووضّحت لـP57 أنّ المحكمة لم تسمع كثيرًا أن المعتقلين وصلوا للفرع بشكل فردي، إلّا أنّ P57 وصف أنّه كان لوحده مع الضابط. سألت P57 إن لم يكن هناك معتقلون آخرون عندما وصل. قال P57 إنّه من اللحظة التي تم القبض عليهما في المتجر، لم يعرف ماذا جرى لشريكه في العمل. كانا لا يزالان مع بعضهما في القسم 40، كما كان الحال في المشفى. لكن منذئذ، لم يَسمع P57 أيّ شيء عن شريكه في العمل بتاتًا. قال P57 إنّ ضابط التحقيق أخبره أنّ شريكه في العمل خانه.

طلبت كيربر من P57 أن يصف وصوله للفرع 251. أشارت إلى أنّ P57 ترك السيارة وأرادت أن تعرف ما الذي حصل بعد ذلك. قال P57 إنه بسبب عصبة العينين فإنّ إدراكه للأمور كان يعتمد على إحساسه. "أخذونا" للطابق السفلي حيث كان "علينا" أن نخلع ملابسنا، وفُتشنا وضُربنا.

سألت كيربر أين حصل ذلك، في أي جزء من المبنى. قال P57 إنّه حصل في الطابق السفلي.

أرادت كيربر أن تعرف أيضًا عمّا إذا كان P57 قد تعرّض للضرب قبل أم أثناء أم بعد ما كان عليه خلع ملابسه. قال P57"بالطبع".

سألت كيربر P57 عمّا عناه، إن كان قد ضُرب طوال الفترة التي اضطر فيها إلى خلع ملابسه. قال P57"كنّا" نُضرب طوال الوقت. إن كان أحد ما بطيئا، فإنّه كان يُضرب. أشار إلى أنّه في 2011، كان يلبس خاتمًا. عندما لم يتمكن من نزع الخاتم من إصبعه بسرعة، هَدّد السجان بقطع إصبعه. أضاف P57 إنّه لم يكن متأكدًا إن كان السجّان جادًا بخصوص ذلك. أتبع قوله أنّ ذلك حصل في الأمن العسكري.

سألت كيربر P57 مرة أخرى عن أبي غضب وأرادت أن تعرف كيف عرف أنّه هو من كان مسؤولًا عن حفلة الاستقبال. قال P57 إنّه عرف ذلك من زملائه المعتقلين والذين أخبروه أنّ أبا غضب "هو من يفعل ذلك." قال P57 إنّ شابًا كان يرتدي قميصًا مكتوب عليه جملة بالألمانية أخبره بذلك.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

استجواب من قِبل القاضي فيدنير

وضّح القاضي فيدنير لـP57 أنّه سيطرح على P57 أسئلة فردية مرتّبة زمنيًا. أشار إلى أنّ P57 ذكر سابقًا أنّه قُبض عليه واعتُقل من قبل، وأشار إلى الفرع 227 في تلك المناسبة. سأل فيدنير P57 أين ومتى اعتُقل. قال P57 كان ذلك في بداية الثورة السورية في شهر نيسان/أبريل.

استنتج فيدنير أنّ ذلك حدث في 2011. فأكّد P57 ذلك، وأضاف أنّه اعتقل "لشهرين كاملين." وكان قد قُبض عليه أيضًا في 2011 في متجره. قال إنّه كان هناك زبون يرتاد متجره عادة. كان اسمه العقيد منير الحريري. وضع عصبة على عيني P57 إلّا أنّ P57 كان قادرًا على التعرف عليه من صوته. قال P57 إنّه أُخذ للفرع 227 حيث عُذّب هناك أيضًا وكان عليه المكوث في زنزانة انفرادية، زنزانة [حُجبت المعلومات]. مكث هناك 10 أو 11 يومًا حتى فقد عقله، وبدأ يصرخ، ويطرق على باب زنزانته. أضاف P57 أنّه لم يخبره أحد حتى تلك اللحظة أنّه كانت له صور في مظاهرة. بعد 25 يومًا حُقّق معه وعُذّب إلّا أنّه لم يعترف بأيّ شيء. بعد التحقيق، أُحضِرَت شاشة تلفاز إلى الغرفة التي كان يُحتجز فيها P57. نُزعت عصبة عينيه وعُرضت له صور يظهر فيها في مظاهرة. قال P57 كان واضحًا "لهم" إنّه شارك في مظاهرات، وعُذّب بسبب أفعاله.

سأل فيدنير إن كان P57 قد اعتُقل أيضًا في القسم 40 والفرع 251 من قبل. نفى P57 ذلك. ووضّح أنّه في 2006 و2007 كان في القسم 40 ومرة أخرى في 2012. قال إنّه كان أمن الدولة والذي كان القسم 40 جزءًا منه.

أشار فيدنير إلى وصف P57 أن قميصه قد سُحب على رأسه عندما وصل للقسم 40. فأكّد P57 ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف كيف عرف P57 أنّه كان في القسم 40 عندما لم يكن قادرًا على الرؤية. قال P57بدايةً، كان نسيج قميصه رقيقًا إلى حدٍ ما، ولهذا كان بإمكانه رؤية بعض الأشياء. عند باب القسم 40، أعيدت القمصان مكانها ووضعوا "لنا" عصبة العينين. أضاف P57 أنّه كان يعرف مدخل القسم من وقت سابق.

سأل فيدنير إن حُقّق مع P57مسبقًا في هذا القسم. فأكّد P57 ذلك، موضحًا أنّ الضابط الذي ادّعى أنّه من الجيش السوري الحر قد أتى. أخبَر هذا الرجل P57 أنّهم اعتقلوا مسبقًا أشخاصًا آخرين قالوا إنّ P57 ساعد شقيقه على الانشقاق من الجيش. أخبَر P57المحكمة أنّه عندما أُخبِر لاحقًا أنّه سيواجه شخصًا آخر، ظن أنّه سيكون شقيقه. لكن تبيّن أنّه كان ابن عمه.

سأل فيدنير إن جرى التحقيق داخل غرفة وعمّا إذا تم توجيه اتهامات أثناء التحقيق. فقال P57"بالطبع." عندما "أُخِذ للخارج" ضُرب وأُخبِر أنّهم اعتقلوا أشخاصًا آخرين قالوا إنّ P57 أسّس عصابة لخطف الضبّاط. قال P57للمحكمة إنّه أنكر كل شيء، غير أنه بعد أن تعرّض لضرب مُبرح – وأيضا بقضبان معدنية – لم يتمكن من قول كلمة واحدة. كان الدم ينزف من أنفه ووجهه. والتَهبت كليتاه. بيّن P57 أنه عندما كان في الحمّام، حضر جندي وقال "سيدي، إنّه ينزف". اقتيد P57 إلى مشفى حرستا بالسيارة. تذكّر P57 أنه في 2011، اعتُقل رجل اسمه [حُجبت المعلومات] في نفس الوقت الذي اعتُقل فيه P57. اتًّهم هذا الرجل بأنه أسّس مجموعة إسلامية متطرفة رغم أنّه كان مسيحيًا.

سأل فيدنير إن كانت الاتهامات بخصوص تأسيس العصابة لخطف ضبّاط قد وجّهت إليه في القسم 40 أم في الفرع 251. قال P57 إنّ هذه الاتهامات قد وجّهت إليه مرةً في القسم 40 ومرةً في الفرع 251. حيث وُجِّهت إليه الاتهامات أثناء التحقيقين.

سأل فيدنير كم طول المدة التي أقامها P57 في القسم 40 إلى أن اقتيد إلى مشفى حرستا. أخبر P57المحكمة أنّه اقتيد من القسم في حوالي السابعة مساءً. ووصل إلى المشفى عند منتصف الليل تقريبًا.

استنتج فيدنير أنّ P57 اقتيد إلى المشفى في نفس اليوم الذي وصل فيه إلى القسم. فأكّد P57 ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف مرة أخرى إن جرى التحقيق في القسم 40 من طرف ضابط الجيش السوري الحر المزعوم فقط أم كان هناك آخرون موجودون أيضًا. قال P57 "كنّا" نتعرّض للضّرب من عدة أشخاص. إلّا أنّ ضابط [الجيش السوري الحر] المزعوم كان الشخص الذي قال إنّ P57 أسّس عصابة لخطف أشخاص. زُعم أن اسم P57 ذُكر من قِبل أشخاص آخرين تمّ اعتقالهم قبل ذلك. أخبر P57المحكمة أنّه عرف أشياءً أكثر بعد ذلك – كانت تحدث أمور كثيرة. ذكَر P57 أنّه، على سبيل المثال، أصيب صديق له في مظاهرة. قال شخص إنّه كان يعرف مساعدًا [ضابط صف] بإمكانه مساعدتهم بإبعاد الصديق المصاب عن ذلك المكان. بعدها أخَذ المساعد الشخص المصاب معه بعد أن اتفقوا على استلامه منه في مطعم. وتبيّن عندها أنّ المساعد كان ضابطًا "من الطرف الآخر" وأخفى صديقهم.

قال فيدنير إنّه يريد أن ينتقل إلى نقطة زمنية عندما اقتيد P57 من مشفى حرستا. قام بسؤال P57 إن كان هناك شخص واحد معه فقط أم كان هناك معتقلون أو سجّانون آخرون أيضًا. قال P57 إنّ الشخص الذي رافقه كان يعرف اسمه وناداه باسمه. كان P57خائفًا ولم يجرؤ على إحداث ردّ فعل لأنّهم كانوا قد خُصِّصت لهم أرقام محددة ولا يُسمح لهم استخدام أسمائهم. هدّأ هذا الشخص من روع P57وأخبره أنّ كل شيء سيكون على ما يرام، وأنّه سيتم إطلاق سراحه. أخبر P57المحكمة أنّه كان متفاجئًا للغاية وأخبر الشخص أن يعطيه إكرامية قدرها 50,000 [لم يحدّد العملة]. قام أيضًا بنزع العصبة عن عيني P57 ونزلا في المصعد إلى الطابق الأول [بالألمانية الطابق الأرضي] حيث ركبا في سيارة، سيارة من نوع بيجو استيشن. كان P57 والسائق والسجّان فقط. حيث أخبَر الأخير P57 أنّه سيُطلَق سراحه.

سأل فيدنير P57 إن كان معصوب العينين. نفى P57 ذلك وأضاف أنّه كان مرتاحًا في تلك الحالة. كان يتوقع أن يُطلق سراحه في أيّ لحظة. عندما وصلوا للبرامكة، حيث يُطلق سراح الأشخاص عادة، ظنّ P57 أنّه سيُطلَق سراحه أيضًا. إلّا أنّ السجّان أخبر P57 أن يرتدي عصبة عينيه مرة أخرى لأنّه كان هناك نقطة تفتيش أمامهم. ثمّ واصلوا القيادة حتى سمع P57 عند لحظة معينة شخصًا كان يتكلم مع السجّان. ثم أكملوا القيادة إلى الفرع 251 حيث كانت مقتنيات P57.

قال فيدنير إنّه لم يفهم ما الذي حصل لمقتنيات P57. قال P57 إنّه عنى سيارته ومحفظته وبطاقته الشخصية. أضاف أنّه كان لديه الفرصة للهرب في ذلك الموقف لأنّه كان هناك شخصان فقط، إلّا أنّه "تشتت جدًا بالكلمات."

سأل فيدنير إن كان P57 قد أخبِر إلى أين كانوا يتجهون، وإن كان قد أُخبِر أنّهم يتجهون إلى الفرع 251. فأنكر P57 ذلك، مضيفًا أنّه أُخبِر أنّه سوف يطلق سراحه، وكان ذلك كل الذي أُخبِر به.

أراد فيدنير أن يعرف لماذا كانت مقتنيات P57 في الفرع 251 رغم أنّ P57 قال إنّه كان في الفرع 40 قبل ذلك. وضّح P57 أنّ المقتنيات كانت تتبع المعتقل دائمًا. أينما يذهب المعتقل، تذهب معه مقتنياته.

سأل فيدنير متى جرى النّقاش بخصوص وجود مقتنيات P57 في الفرع 251. قال P57 إنّ ذلك حصل عندما كانوا على الطريق. أخبره السجّان أنّه كان عليه أن يسوّي أمور P57 وسوف يُطلق سراحه بعدها.

سأل فيدنير كيف اعتقد P57 أنّه سوف يستعيد مقتنياته، وما الذي توقع حصوله. قال P57 إنّه صدّق بالتأكيد [ما أخبره به السجّان.] أضاف P57 أنّه عادة ما يرافق المرء أربعة أشخاص في السيارة. لكن بما أنّه كان هناك السائق وسجّان واحد فقط، فقد صدّق P57 ما قاله السجّان.

استنتج فيدنير أنّ P57 صدّق أنّه سيستعيد مقتنياته ويُطلَقُ سراحه. فأكّد P57 ذلك.

طلب فيدنير من P57 أن يصف الوضع عندما وصل إلى الفرع 251، إن كان يعرف الفرع من قبل. سأل P57فيدنير إن كان يشير إلى الفرع 251 أو القسم 40.

وضّح فيدنير أنّه قصد الفرع 251. قال P57 إنّه لم يعرف [كيف عرف الفرع]، حيث كان الفرع معروفًا بشكل عام. كان يعرف عن فرع الخطيب ولكن لم يسبق له أن اعتُقِل فيه.

طلب فيدنير من P57 أن يصف ما حصل عند وصوله هناك. قال P57 "إننا" دخلنا من باب ونزلنا الدرج. كان في الطابق السفلي فناء، وساحة وزنازين. كان "علينا" أن نخلع ملابسنا وفُتشنا ومن ثمّ اقتادونا عبر غرفة على اليسار وعبر ممر طويل. في نهاية الممر على الجانب الأيمن كانت هناك غرفة أخرى – يدعوها الناس غرفة استراحة أو "غرفة خارجية". قال P57 إنّه يمكن أن يكون التبس عليه هذا الموقف مع الفرع 227، لأنّه كانت هناك غرفة مشابهة.

أراد فيدنير أن يعرف كيف كان شكل المبنى من الخارج لدى وصول P57 بالسيارة. قال P57 إنّه لم يره بسبب عصبة عينيه.

سأل فيدنير P57 متى كان عليه أن يرتدي عصبة عينيه مجددًا. قال P57 إنّ ذلك كان في البرامكة عند نقطة التفتيش.

سأل فيدنير P57 إن كان مسموحًا له أن ينزع عصبة عينيه بعد أن تعدّوا نقطة التفتيش. نفى P57 ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف إن سأل P57 عن سبب اضطراره لارتداء عصبة العينين مجدّدًا. فأكّد P57 أنّه سأل عن ذلك. قال إنّ السجّان حاول أن يهدئ من روعه عندما قال إنّه سيُطلق سراحه وبعدها سيُعطي السجّان المال.

سأل فيدنير متى كان P57مسموحًا له أن ينزع عصبة عينيه مجددًا. قال P57 كان ذلك بعد أن "خضعنا" للتفتيش، في الغرفة التي كان عليهم أن يسلّموا فيها أربطة أحذيتهم، في بداية الممر. [كان P57 يشير للمساحة بيديه] كانت تلك الغرفة مليئة بأحزمة البناطيل وأربطة الأحذية.

قال فيدنير إنّ P57 يقول "نحن" بشكل متكرر، وسأله إن لم يكن وحده، مضيفًا أنّه افترض أنّ P57 كان وحده. قال P57 إنّه كان وحده. وهو ربما يستخدم صيغة الجمع لأنّه متعود على الكلام بصيغة الجمع.

أراد فيدنير أن يعرف أين ومتى تمت إساءة معاملة P57 أوّل مرة، وما إذا حدث ذلك عند وصوله للفرع 251. قال P57 إنّه عُذب في الفناء بالقرب من الزنازين وأثناء التحقيقات التي أجريت في الطابق العلوي.

طلب فيدنير من P57 أن يصف التفتيش الذي حصل في الطابق السفلي. قال P57 إنّه دخل وتعرّض لضرب بوحشية وللإهانة.

أراد فيدنير أن يعرف إن كان على P57 أن يخلع ملابسه خارجًا ويخضع للتفتيش هناك، أم في الداخل. قال P57 إن ذلك كان داخل المبنى. كان "علينا" أن نخلع ملابسنا بنفسنا وأثناء ذلك تعرّضنا لضرب بالأيدي والأرجل والعصي. ثمّ كان "علينا" أن نقوم "بحركة الأمان" والتي تعني أن نجلس القرفصاء عدة مرات ونحن عراة. ثمّ اقتادونا إلى الزنازين. قال P57 إنّه كان "مترنحًا" بسبب الضرب المبرح، لكن جاء معتقلون آخرون وقاموا بمواساته. قاموا أيضًا بوضع مناديل مبللة على جراحه. وضّح P57 للمحكمة أنّهم كانوا يقومون بذلك دائمًا مع المعتقلين الجدد. كان على المعتقلين الجدد أيضًا أن يناموا عند الحمّام ومن ثمّ ينتقلون تدريجًا إلى أماكن النوم الأخرى. قال P57 إنّه ظلّ هناك حتى [لم يكن مراقب المحاكمة قادرًا على سماع ما كان P57 يقول بسبب أجهزة الصوت الرديئة في قاعة المحكمة عمومًا.] قال P57 إنهم سمعوا صرخات جرّاء التعذيب لأن الزنزانة كان بها نوافذ تطل على.... بإمكانه رسم مخطّط توضيحي إن أرادت المحكمة منه أن يقوم بذلك. وخلص P57 إلى أنّه لا يمكنه نسيان ما مرّ فيه. حاول أن يهجر تلك الذكرى إلّا أنّه لم يكن قادرًا على ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف كيف كان حال زملاء P57 المعتقلين، إن كانوا مصابين، وكيف كانت حالتهم. قال P57 كان هناك العديد من الأشخاص طبعًا ممن اقتربت نهايتهم. أشار أنّه كان هناك أشخاص تم اعتقالهم منأحد القصور. كان لدى أحدهم جرحٌ مفتوح في رأسه. سمع P57 في وقت لاحق أنّ ذلك الشخص قد مات. كُسرت جميع أسنان هذا الشخص لأنّه عندما قُبِض عليه، كان يتناول الغداء "وقاموا" بوضع حبة بطاطا في فمه وضربوها.

قام زملاء P57المعتقلين بإخباره أيضًا أنّ رجلًا من [حُجبت المعلومات] مات. كان هناك أشخاص أيضًا أجسامهم مزرقّة. كان هناك أشخاص مسنّون اضطروا للتبول في المكان الذي كانوا يقفون فيه. أشار P57 أنّه كان هناك معتقل عمره 85عامًا. "أرادوا" أن يعتقلوا ابنه ووقف الرجل المسن أمام ابنه فألقوا القبض عليه بدلًا من ابنه. كان هناك أيضًا شخص يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، [حُجبت المعلومات]. لم يتعرّض للتعذيب. أشار P57 أنّ هذا الشخص أخِذ من المطار وقبل أن يُطلق سراحه، سُمح له أن يستحم وأن يرتدي ثيابه. استنتج P57 أنّ هذا الشخص تمّت معاملته بشكل مختلف لأنّه كان يعمل لصالح الأمم المتحدة.

أراد فيدنير أن يعرف إن كان هناك أحداث أو أطفال أيضًا. فقال P57 "بالطبع." كان هناك شخص من حرستا تعرّض للتعذيب. قُبض على هذا الرجل مع ابنه الذي كان عمره 15 أو 16 سنة. عُذّب هذا الابن أمام والده والعكس صحيح. كانت كلتا قدميهما متورّمتين بشكل هائل. خلص P57 إلى أنّه رأى العديد من الأشياء الفظيعة.

سأل فيدنير إن كان هناك نساء، وضّح P57 أنّه كانت هناك زنازين للنساء، وكان قادرًا على سماع أصواتهنّ. قال P57 إنّ ذلك أكثر ما آلمه. كان سماع صرخات التعذيب الذي تتعرض له النساء.

أراد فيدنير أن يعرف إن تكلم المعتقلون مع بعضهم البعض حول كيفية إساءة معاملتهم وما الذي كان عليهم أن يتحملوه. قال P57 إنّهم كانوا يتحدثون في ما بينهم، إلا أنّ ذلك لم يحدث كثيرًا لن هناك جواسيس كانوا بينهم. تذكّر P57 شخصًا اسمه [حُجبت المعلومات]. افترض P57 أنّ أنور ربما يعرفه. قُتل هذا الشخص وعلِم P57 في وقت لاحق أنّ جثته أُخِذت إلى الغوطة. إلّا أنّه لم يجرؤ شخص أن يسأل عن ذلك.

سأل فيدنير إن كان هناك أشخاص ميتون في الفرع. قال P57 إنّه لم يرَ أشخاصًا ميتين بأم عينيه. لكن ربما لمس أحدًا وتعثّر بجثثٍ.

وضّح فيدنير إلى أنّه لم يكن يُشير إلى مشفى حرستا الذي ذكر P57 مسبقًا أنّه تعثّر بجثة في حمّامه. وإنما كان فيدنير يُشير إلى فرع الخطيب، الفرع 251. قال P57 "مات أشخاص هناك بالطبع." هو لم يرَ أشخاصًا ميتين، إلّا أنّه سمع عنهم. عرف بعد اعتقاله بأن أحد زملاءه المعتقلين [حُجبت المعلومات] تمّت "تصفيته."

سأل فيدنير P57 إن لم يرَ أي أحد ميت خلال فترة اعتقاله. قال P57 كان هناك رجل مسنٌ. ولم يعرف P57 إن كان ميتًا أو غائبًا عن الوعي. بيد أنّ الرجلَ أُخِذ لخارج الزنزانة ولم يَعُد. أُخِذ [حُجبت المعلومات] أيضًا من الزنزانة وعلِم P57 بعدها أنّه مات.

أراد فيدنير أن يعرف إجمالي عدد المرات التي حُقق فيها مع P57. فقال P57 "حوالي أربع مرات."

سأل فيدنير إن حدث ذلك دائمًا في نفس الغرفة. وضّح P57 ذلك قائلًا "جلسنا" في غرفة، في مطبخ، كان فيه نافذة تطل على الشارع. كان عليهم الانتظار هناك إلى حين أن يستدعيهم المحقق. خلص P57 إلى أنّه يفترض أنّها كانت نفس الغرفة في أغلب المرات.

أراد فيدنير أن يعرف من قصد P57 عندما قال "نحن"، وما إذا كان هناك العديد من الأشخاص في تحقيق واحد. وضّح P57 أنّه كان يتحدث عن نفسه. أضاف أنّ "شريكي في العمل كان قد واجه نفس الشيء." ربما لهذا السبب ظلّ P57 يتحدث بصيغة الجمع.

سأل فيدنير في أي طابق كانت الغرفة. قال P57 إنّها كانت في الطابق العلوي، إلّا أنّه لم يعرف أي طابق تحديدًا. لم يكن القبو قطعًا، لأنّه عندما كان يرفع رأسه كان قادرًا على النظر أسفل عصبة عينيه وأن يرى المبنى حوله.

سأل فيدنير إن كان P57قادرًا على رؤية غرفة التحقيق بنفس الطريقة. فنفى P57 ذلك. أضاف قائلًا إنّ ضابط التحقيق كان يحرص أن تكون عصبة العينين في مكانها. لم تكن لدى P57 فرصة لأن يرى أي شيء، ولا حتى الأوراق التي كان عليه أن يضع بصمة إصبعه عليها. لم يكن قادرًا على رؤية ما إذا كانت فارغةً أم كان مكتوبًا عليها شيء ما.

أشار فيدنير إلى أنّه عندما وصف P57 سوء المعاملة التي تعرّض لها، ذكرَ أنّه ضُرب على أكثر جزء حسّاس في جسمه. سأل فيدنير P57 إن جرّب أشكالًا أخرى من التعذيب الجنسي أو سمع من آخرين عنها. قال P57 إنّه في ما يتعلق به، فقد تعرّض للضرب والتهديد بالخصي. أخبره السجّانون أنّ شخصًا مثله يجب ألّا يكون عنده أطفال. قال P57 إنّه طلب فحصًا طبيًا وتقرير [حُجبت المعلومات] لتوثيق آثار التعذيب على جسده. كان لدى محاميه صورة له ولآثار التعذيب. التُقطت تلك الصورة قبل سنة، بعد ذلك...

قاطع القاضي فيدنير سائلًا ما إذا كانت جميع أنواع سوء المعاملة مرتبطة بالتحقيقات وإن حدثت سوء معاملة في غرفة التحقيق أو إن اقتيد P57 إلى غرفة أخرى ليتعرض لسوء المعاملة. قال P57 إنّها حدثت في الغرفة [غرفة التحقيق] في الطابق العلوي.

سأل فيدنير إن كانت هناك أوامر لضرب وتعذيب P57، وما إذا كان بإمكانه ملاحظة شيء ما. قال P57 إنّه صدر أمر باقتياده ذات مرة إلى الطابق السفلي. إلّا أنّه كان هناك ضَرب مستمر، ناهيك عن الإهانات.

أراد فيدنير أن يعرف كيف يمكن لأحد أن يتصور الوضع عند طرح المحقق سؤالا على P57 وثم ضربه بعدها. سأل فيدنير إن كانت الضربات تحصل كردة فعل على شيء ما. وضّح P57 أنّه عندما، على سبيل المثال، قال إنّه لا علاقة له بالاتهامات، كان يُهدّد، وقال له المحقق إنّه "سيريه الله نفسه" وأهانه.

سأل فيدنير إن كان ضابط التحقيق أم شخص آخر هو من أهان P57. قال P57 إنّه كان الشخص الذي قال أيضًا "ذلك" [الاقتباس أعلاه] إلّا أنّه لم يعرف من ضربه. شعر P57 مرةً أنّه كان هناك أشخاص عديدون. كان هناك أشخاص يتحدثون أثناء تحقيقه الثالث، كانوا يقولون إنّهم أرادوا أن يطلقوا سراح شخص ما، إلّا أنّ واحدًا منهم قال إنّه لا يريد أن يكون مسؤولًا عن ذلك. قال هذا الشخص إن [الشخص الذي يفترض إطلاق سراحه] ذهب إلى الجبال فلن يستطيعوا أن يعيدوه مرة أخرى أبدًا.

سأل فيدنير عمّا إذا كان نفس الصوت أم أصواتًا متعدّدة. قال P57 إنّه لن ينسى صوت محققه. وبناءً على لكنته، فقد كان من حلب. قال P57 كانت هناك أصوات متعدّدة، إلا أنّه لن ينسى صوت محققه.

سأل فيدنير ما إذا كان ذلك الشخص نفسه [المُحقق]. فأكّد P57 ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف إن تمّ إخبار عائلة P57 عن مكان وجوده. فنفى P57 ذلك، مضيفًا أن عائلته لم تعرف أيّ شيء على الإطلاق لمدة شهر ونصف. ظنوا أنّه كان ميتًا. قامت عائلته بعد ذلك باستخدام وسيط كان يعرف مساعدًا [ضابط صف] والذي أراد المال.

سأل فيدنير "كم المبلغ." وضّح P57 أنّ الأمر لم يكن متعلقًا بالمال بشكل كبير. كانت العائلة تملك عقارًا في سوريا "وحصل" على نصفه. أخبر P57المحكمة أنّ هذا كل ما أراد قوله لئلا يعرّض عائلته للخطر.

سأل فيدنير من كان يستفيد ويتلقى إكرامية على واجباته. أخبَر P57 أن يجيب بالقدر الذي لا يعرّض عائلته للخطر. قال P57 إنّ بإمكانه إطلاع المحكمة على الاسم، لكن يجب أن يبقى "بيننا" وألا يذكر "هنا." قال إنّه إن ذكر الاسم، سيعرف أنور رسلان فورًا من كان، رغم ذلك فإنّ P57 افترض أنّ أنور قد عرفه مسبقًا. [أنور كان يضحك.]

سأل فيدنير كيف تعرّف P57 على اسم أنور رسلان. أشار إلى أنّ P57 قال سابقًا إنّه ذهب مع الوسيط إلى الفرع 251 حيث قادهم مساعد إلى مكتب أنور. سأل فيدنير إن كان ذلك صحيحًا. فأكّد P57 ذلك، ملخصًا أنّهما ذهبا معًا إلى مكتب أنور رسلان برفقة مساعد والوسيط.

طلب فيدنير من P57 أن يتوقف للحظة، سائلًا عمّا إذا كان معصوب العينين في الطريق إلى المكتب. فنفى P57 ذلك. قائلًا إنّه دخل مع الوسيط سويةً ولم تكن العصبة على عينيه.

أراد فيدنير أن يعرف ما الطابق الذي كانا فيه. قال P57 إنّه كان الطابق الثاني حسب ما يتذكّر. كان عليه أن يصعد بعض درجات، وبسطتي درج.

سأل فيدنير إن رأى P57 الشخص داخل الغرفة أم سمعه فقط. قال P57 إنّه سمعه، مضيفًا أنّه كما ذكر سابقًا، سُئل إن كان هناك شخص آخر في ملفه. عندما أكّد ذلك، أُرسِل إلى المكتب التالي. قال P57 إنّه كان يَسأل عن سيارته.

أراد فيدنير أن يعرف إن تكلم P57 مع الشخص بنفسه. فنفى P57 ذلك، مضيفًا أنّ الشخص، مع ذلك، كان يقف عند الباب ورآه P57.

طلَب فيدنير من P57 أن يوضّح لمَ افترض أنّ ذلك الشخص كان أنور رسلان. وضّح P57 أنّ الوسيط أخبره أنّ ذلك الشخص كان رئيس قسم التحقيق. لم يَذكر اسمه، إلّا أنّ P57 كان يعرف الاسم مسبقًا، من أحد المعتقلين الذين قبض عليهم أنور بنفسه.

سأل فيدنير P57 إن كان بإمكانه التعرّف على الشخص في قاعة المحكمة. قال P57"بالطبع." كان يرى أنور طوال الوقت. وافترض أيضًا أنّ أنور تعرّف عليه مسبقًا وأنّه تعرّف على أنور بنفسه مسبقًا عندما دخل القاعة.

سأل فيدنير إن كان لأنور أيّ علاقة بتحقيقات P57. فقال P57 "بالطبع" فعل ذلك، لأنّ P57احتُجز في الفرع 251. وفقًا لـP57، ربما لم يقتُل أنور الأشخاص أو يعذبهم، إلّا أنّ ذلك حصل بناءً على أوامره وأنّه سيقدم تقريرًا إلى رئيس...

قاطع فيدنير، سائلًا إن لاحظ P57 أيّ شيء بنفسه. لم تكن المحكمة مهتمة بما سمعه P57 بشكل منفرد من آخرين. قال P57 إنّه لم يفهم السؤال.

سأل فيدنير إن كان P57 قد رأى أو سمع أنور عندما كان معتقلًا في الفرع 251 أم إن كان رآه للمرة الأولى عندما أراد أن يأخذ مقتنياته. قال P57 إنّه سمع صوت [أنور] فقط، ولم يره. بعد إطلاق سراحه بـ15يومًا، رآه P57 وعندما تحدّث، تعرّف P57 على صوته. أخبر P57 الوسيط فورًا أنّه تعرّف على الصوت وقال وسيطه إنّه كان يعرف الشخص، كان رئيس قسم التحقيق.

سأل فيدنير من أين تعرّف P57 على الصوت. قال P57 [إنّه تعرّف على الصوت] من جلسة [التحقيق] الثالثة عندما كان الأشخاص يتحدثون بخصوص الرجل الذي أرادوا تجنيده.

سأل فيدنير P57 إن سمع الصوت فقط في تلك الحالة. فأكّد P57 ذلك.

أشار فيدنير أنّ P57 قال مسبقًا إنّه استُجوب من قِبل نفس المحقّق في التحقيقات الثلاثة كلها، ولأجل ذلك استنتج أنّ الصوت لم يكن لضابط التحقيق الذي كان موجودًا أثناء تحقيقات P57. قال P57"بنسبة 95%، كان نفس الشخص."

سأل فيدنير عمّا إذا كان صحيحًا أنّ P57 تعرّف على الصوت من التحقيق الثالث ولم يسمعه من قبل. قال P57 كان هناك شخصٌ واحد فقط في كل التحقيقات الأخرى.

استجواب من قِبل المدعين العامين

أراد كلينجه أن يعرف أولًا كم طول المدة التي مكثها P57 في مشفى حرستا. قال P57 إنّه مكث هناك ليومين اثنين.

سأل كلينجه P57بالإضافة إلى ذلك أن يصف الوضع هناك: إن كان المرضى يستلقون على الأسرّة، ويتلقون علاجًا، وكيف كانت الإجراءات في المشفى. قال P57 إنّه لم يعرف عدد الأسرّة لأنّه كان معصوب العينين. إلّا أنّه، كان هناك عدّة أشخاص. حسب ما سمع P57 من السجّانين، كان هناك أشخاصٌ مصابون تعرّضوا للضرب حتى فقدوا الوعي. أضاف P57 أنّه كان معصوب العينين دائمًا، حتى عندما قُدّم له الطعام. ناهيك عن الشتائم والإهانات.

أراد كلينجه أن يعرف كيف كان يتمّ الاعتناء بالمرضى، إن كانوا يستلقون على الأسرّة أو يجلسون على الكراسي. قال P57 إنّه لم يفهم السؤال، فأعاد كلينجه طرح السؤال. قال P57 كان هو والمرضى الآخرون يستلقون على الأسرّة، مقيّدي الأيدي.

سأل كلينجه إن كان P57 وحده في سريره. قال P57 "نعم"، كان هناك شخصٌ قريب منه. كان معتقلًا أيضًا.

أشار كلينجه أنّ P57 كان أولًا في القسم 40، ثم في مشفى حرستا، وبعد ذلك في الفرع 251. أشار كلينجه أيضًا أنّ P57 قد ذكَر أنّه حُقّق معه في القسم 40. سأل كلينجه إن قابل P57 أحدًا ما في الفرع 251 كان قد قابله من قبل في القسم 40 أو في مكانٍ آخر. قال P57 إنّه لم يتمكن من رؤية شيء لأنه كان معصوب العينين.

قالت رئيسة المحكمة القاضي كيربر إنّها تفترض أنّ سؤال الدفاع لن ينتهي في غضون خمس دقائق، ولهذا ستأخذ المحكمة استراحة قبل ذلك. قال محامي الدفاع بوكر إنّ افتراضها كان "صحيحًا."

***

[استراحة لمدة 75 دقيقة]

***

استجواب من قِبل محامي الدفاع

وضّح محامي الدفاع بوكر للشاهد أنّ الطرفين قد تسلّما عدّة ملفات. أراد أولًا أن يعرف ما إذا كان صحيحًا بأنّ هناك صحفيا يرافق P57 لعدّة أسابيع بصحبة فريق تصوير لعمل فيلم عن P57. قال P57 إنه سيكون هناك فيلم، لكنّه ليس برفقته في هذه اللحظة.

قال بوكر إنّه بحسب مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا (BKA)، اتصل شاهد بهم وأخبرهم أنّ P57 أراد أن يعمل فيلمًا. قال P57 إنّه لم يكن أحد يرافقه في هذه اللحظة. أضاف أنّه استُدعي بدايةً بتاريخ 28 تموز/يوليو، 2021، إلّا أنّه لم يعرف ما الذي سار بشكل خاطئ في المحكمة.

قال بوكر إنّه سيتحدث عن هذا الجانب [أسباب إعادة جدولة مواعيد P57 في شهادة المحكمة]، إلّا أنّه كان لديه مشكلة أنّ P57 كان يعمل على فيلم عام أثناء مثوله أمام المحكمة، مع ذلك طلب عدم الكشف عن اسمه. قال P57 إنّ اسمه لن يذكر في الفيلم وسيُحجَب وجهه.

أراد بوكر أن يعرف ما إذا كانت أيّ من الاستدعاءات التي ذكرها P57 للتو، المؤرخة في 28 تموز/يوليو، 2021، يمكن أن تكون استدعاءات من المحكمة أم استدعاءات لمقابلة شرطة، على سبيل المثال مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا. قال P57 إنّ الاستدعاءات كانت لمقابلة شرطة بخصوص شهادته. إلّا أنّه، في ذلك الوقت، كان في [حُجبت المعلومات] ولم تكن وثائقه قد اكتملت بعد. عندما تحدّث مع محاميه، أعطاه محاميه رقم الشرطة وأخبره أن يتّصل بهم. قال P57، قبل أن نمضي في رحلة غير رسمية، "اتصلنا" بالشرطة.

أراد بوكر أن يعرف إلى من أشار P57 بقوله "نحن". قال P57 إنّه عنى الشاب الذي كان يفترض أن يرافقه إلى الشرطة.

قال بوكر إنّه كان أمامه استدعاء لـP57 من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا. إلّا أنّ التاريخ كان 27 تموز/يوليو، 2019. قام بسؤال P57 عمّا إذا كان ذلك خطأ طباعة أم أنّه استُدعي قبل سنتين. قال P57 كان ذلك خطأ. لقد كان في 2021.

سأل بوكر كيف استَلم P57الاستدعاء. قال P57 إنّه كان شفويًا عن طريق "المركز السوري للبحث والتوثيق" [المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية].

سأل بوكر إن كان المركز في برلين. فأكّد P57 ذلك.

سأل بوكر عن اسم محامي P57. قال P57: "أنور البُنّي".

سأل بوكر P57 ما الذي جعله يعتقِد أنّ البُنّي كان محاميًا. وضّح P57 أنّه عندما رأى صورة المدّعى عليه في وسائل الإعلام، كان في [حُجبت المعلومات]. قدّم مسبقًا شهادة الشهود في 2018 مع [حُجبت المعلومات]. بحسب P57، وُثّقت تلك الشهادة "للأمريكان" وقد قدّمها في [حُجبت المعلومات]. عندما علم P57 أنّ أنور رسلان في ألمانيا، اتصل بـ[حُجبت المعلومات] ليسأله "من كان المحامي المسؤول عن الشهادات في ما يتعلق بهذا الموضوع." أجاب [حُجبت المعلومات] إنّه كان المحامي البُنّي. لهذا، أخبر P57البُنّي أنّه أراد أن يدلي بشهادته. قال البُنّي إنّ ذلك لن يكون مشكلةً وأرسل P57 إلى البُنّي صورًا لجواز سفره وبطاقة الهوية الشخصية السورية. إلّا أنّ جائحة كوفيد-19تفشّت. أضاف P57 أنّه بعد الإدلاء بشهادته في [حُجبت المعلومات]، كان خائفًا.

خلُص بوكر إلى أنّ شهادة P57 كانت من 2018. فنفى P57 ذلك، موضّحًا أنّه كان قادرًا فقط على الشهادة مع البُنّي في 2020. وكانت الشهادة التي من 2018 مع [حُجبت المعلومات].

قال بوكر إنّ هذه الإجابة تجيب على سؤاله. أكمل قائلًا "لو افترضنا أنّه في 2018 كان تعامُلك الأول مع "الأمريكان"... تدخّل P57، قائلًا إنّه كان في ذلك الوقت على اتصال مع [حُجبت المعلومات]. [اشتكى بوكر حول الاختلاف في مستوى الصوت بين P57 والمترجم. تدخّل عدّة أطراف وتمّ الاتفاق. طلبت القاضي كيربر من المترجم أن يقرّب الميكروفون إليه أكثر.] سأل P57 عمّا إذا كان عليه أن يعيد جملته الأخيرة. قال إنّه افترض أنّ شهادته كانت لصالح وزارة الخارجية الأمريكية، إلّا أنّه لم يكن متأكدًا على وجه التحديد.

سأل بوكر إن قال [حُجبت المعلومات] إنّها كانت لصالح وزارة الخارجية الأمريكية. قال P57 إنّه يعتقد ذلك.

قال بوكر إنّه يريد أن يعود لجزء ’المحامي المسؤول عن الشهادات‘، سائلًا P57 عمّن عنى. قال P57 إنّه لم يفهم السؤال بشكل واضح. أشار بوكر أنّ P57 أخبر المحكمة سابقًا أنّه كان يسأل عن ’المحامي المسؤول‘ من أجل التوثيق. أضاف بوكر أنّه بالنظر إلى الوقت، لا يمكن أن يكون P57 قد عنى محاميه الحالي. لهذا، أراد بوكر أن يعرف من الذي كان P57يقصده. وضّح P57 أنّ أول وقت قام به بتوثيق شهادته كان في 2018 مع [حُجبت المعلومات] وبعدها مع البُنّي. "لم يكن هناك شيء رسمي يتضمّن محكمة أو شيئًا من هذا القبيل."

سأل بوكر إن كان ذلك كلّ شيء. قال P57 إنه "بعد شهر" تواصلتُ مع محامٍ ألمانيّ وأرسلت له رسالة. إلّا أنّه أجاب بعد شهر ونصف "وقال لا."

سأل بوكر متى قام P57بالتواصل مع محاميه. قال P57 كان ذلك في آب/أغسطس 2021. قال بوكر بالنظر إلى أنّ P57 قدّم إفادةً حول وضع حقوق الإنسان في سوريا سالفًا في 2018، فقد كان، بحسب بوكر، يشترك في هذه المحاكمة في مرحلة متأخرة. سأل بوكر P57 لم انضمّ الآن فقط. قال P57 "نعم، أنا متأخر."

سأل بوكر لماذا. قال P57 إنّه لا يمكنه أن يقول ما الذي حصل في المحكمة، من الواضح أنّه حصل خطأ ما.

قال بوكر إنّ المحكمة، مع ذلك، لم تكن تجري المحاكمة منذ 2018 عندما قدّم P57 شهادته الأولى. أراد بوكر أن يعرف إن كان P57 منذ ذلك الوقت [2018] على تواصل مع السُلطات الألمانية، أو مع الشرطة أو مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا على سبيل المثال. فنفى P57 ذلك، مضيفًا أنّه لم يكن هناك تواصل مع السلطات الألمانية مطلقًا.

خلُص بوكر إلى أنّ P57 كان على تواصل مع البُنّي إلّا أنّه لم يكن هناك شيء رسمي، وسأل P57 إن كان هناك شيء رسمي، وإن كان الأمر كذلك، فما هو. قال P57"لقد كان محتوى التواصل مع البُنّي". قالت المحكمة إنه يجب على P57الحضور لتقديم شهادته. قال P57 إنّه كان يُفترض "أن يكون هنا" قبل سبعة أشهر. ولم يدرِ ما حصل.

تدخلت القاضي كيربر، قائلةً "لإصلاح أوجه الخلل" يمكنها القول إنّ محامي P57الحالي قد أرسَل مؤخرًا رسالة بريدية للمحكمة والتي ورد فيها أنّ P57 تواصل مع المحامي شولتس، الذي أخبر P57 في 30 تشرين الأول/أكتوبر، 2021 أنّه لن يقبل به كموكّل نظرًا لأنّ الإجراءات قد قطعت شوطًا طويلًا في ذلك الوقت.

وضّح بوكر أنّه كان لديه وثيقتان أمامه يبدو أنهما احتوتا على الإفادات التي أدلى P57 بها حول ما جرى له في سوريا. قال بوكر كانت كلتا الوثيقتين، رغم ذلك، غير موقعتين أو مؤرختين. تألفت أوّل وثيقة من صفحتين افترض بوكر أنّ P57 صاغها مع محاميه الحالي. طلًب من P57 أن يلقي نظرة على هذه الوثيقة وأن يخبر المحكمة ما إذا كانت الإفادات الواردة فيها له، وكيف صيغت الوثيقة. وجهت القاضي كيربر سؤالًا لبوكر، كيف أراد من P57 أن يتحقق من الوثيقة بما أنّها مكتوبة بالألمانية. قال بوكر بإمكان المترجم أن يترجم أجزاءً منها. كان يكفي بالنسبة لبوكر أن يلقي P57 نظرةً على النسخة المختصرة. أضاف د. ديماجيولار محامي P57 أنّ هذه الوثيقة لم تُصغ بالتعاون معه. أرسلها P57 إليه مع النسخة الأصلية باللغة العربية. وضّح ديماجيولار أنّه بسبب عدم قدرته على التحدث بالعربية، لم يكن بإمكانه ترجمتها، لكنّه أرسلها للمحكمة. قامت القاضي كيربر بإخبار بوكر أن يسلّم الوثيقة للمترجم ليتسنى له استعراضها مع P57. وأضافت أيضًا أنّ هذا الإجراء ينظر إليه كإنعاش لذاكرة الشاهد [الاستشهاد من إفادة شاهدٍ سابقة أو وثيقة أخرى لغايات التذكر].

بعد قيام المترجم بترجمة أوّل فقرتين أو ثلاثة لـP57 قال الأخير "إنها نفس" الوثيقة.

أشار بوكر إلى وصف P57 إلى المحكمة سابقًا كيف تعرّف على أنور رسلان وربط الخيوط ببعضها: تعرّف عليه في الغرفة التي في الفرع، وعرف عندها الاسم من الوسيط، إلّا أنه، في الوثيقة.... تدخلت القاضي كيربر، قائلةً إنّ ملخّص بوكر كان خاطئًا. وضّحت أنّ P57 قال سابقًا إنّ الوسيط لم يذكر الاسم. لكنّ P57 عرف الاسم من زميل معتقل. أضاف P57 أنّ الوسيط لم يذكر الاسم لكن قال له فقط "إنّه" كان رئيس قسم التحقيق. سأل بوكر إذًا من الذي ذكر الاسم. قال P57 لقد كان [حُجبت المعلومات] – وهو واحدٌ من زملائه المعتقلين.

وضّح بوكر أن آخر فقرة في الوثيقة تقول: ’بعد سنة في [حُجبت المعلومات]، رأيت صورةً لأنور رسلان في وسائل الإعلام. كان نفس الشخص الذي رأيته في المكتب والذي سمعت صوته في جلسة التحقيق الثالثة.‘ قاطعه P57، قائلًا إنّه لم يره، إلّا أنّه سمع صوته.

قال بوكر إنّ المسألة كانت بكيفية رؤية P57 لأنور بالضّبط أو تحديده. حسب ما قال P57 إنّه في هذا اليوم تحديدًا... تدخل شارمر، محامي المدعين، قائلًا إنّه يعترض على سؤال بوكر. حسب شارمر، إنّ رؤية شخص ما وتحديد شيء ما هما شيئان مختلفان لا يستثني أحدهما الآخر. وافق بوكر أنّهما لا يستثني أحدهما الآخر، إلّا أنّ P57 قال للمحكمة إنّه أُخبِر بالرتبة ’رئيس قسم التحقيق‘ وسمع الاسم من شخص آخر. سأل بوكر P57 لماذا لم يرَ أنّ ذكر ذلك ضروريٌ في الوثيقة أيضًا. قال P57 إنّ الوثيقة كانت مجرد ملخص.

خلُص بوكر إلى أنّ P57 لم يرَ أنّ هذه النقطة ستكون ذات صلة. فأكّد P57 ذلك، مضيفًا أنّه كان عليه أن يشهد في المحكمة أيضًا، على أيّ حال.

تابع بوكر توضيحه بأنّه كانت هناك وثيقة أخرى اشتملت على أسماء أيضًا. قال بوكر كانت الوثيقة من المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية بعنوان "شهادة ضدّ أنور رسلان وحافظ مخلوف". تحت بند "الاسم" صرّحت الوثيقة بحرفين، قال بوكر إنّهم طابقوا اسمَي P57 الأول والثاني وبالتالي افترض أنّه تمت الإشارة لـ P57 هنا. احتوت الوثيقة أيضًا على تاريخ وإفادة مقدمة بصيغة المتحدّث المفرد، إلّا أنّها لم تكن موقّعة. طلب بوكر مجددًا من P57 أن يلقي نظرة إلى الوثيقة وأن يشرح كيف صيغت. قالت القاضي كيربر إنّه سيتم التعامل مع هذا الأمر كإنعاش لذاكرة الشاهد وطلَبت من بوكر أن يعرض الوثيقة على P57 فحسب. أضافت أنّ الوثيقة احتوت على أسماء لا تريد إظهارها في المحكمة عند معاينتها. طلب بوكر من P57 أن يلقي نظرةً شاملةً على الوثيقة، ومن ثُمّ أن يصف ماذا كان بإمكانه القول بخصوصها. أضاف P57 أنّ الوثيقة تضمنت اسم شريكه في العمل والذي لم يُرد أن يُعرض في المحكمة. طمأنت القاضي كيربر P57 أنّ الاسم لن يُعرض أو يُذكر لهذا السبب تحديدًا، لا أحدَ غير P57سيتمكن من رؤية الوثيقة.

[بعد أن استعرض P57والمترجم الوثيقة معًا، استشار P57 محاميه.]

وضّح بوكر أنّه بحسب ملفات المحكمة، أرسل المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، تحديدًا أنور البُنّي، هذه الوثيقة كملف (بي دي إف) مكون من صفحة واحدة. كان اسم الملف "شهادة ضد أنور رسلان وحافظ مخلوف" وضمت أيضًا الأحرف الأولى من اسم P57. ضمّت الوثيقة نفسها مكان وتاريخ ولادة P57 ومؤشّر عليها "أمر رسمي لإجراء مقابلة." سأل بوكر P57 ماذا كانت تلك الوثيقة. قال P57 إنّها كانت أيضًا ملخصًا عن هذه الإفادة التي "قمنا" بصياغتها عبر مكالمة على تطبيق "زوم" في مطلع شهر حزيران/يونيو.

سأل بوكر P57 إن عنى هذه السنة. فأكّد P57 ذلك. قائلًا يمكن أن يكون ذلك قد حدث في وقت لاحق [بعد مطلع شهر حزيران/يونيو].

أراد بوكر أن يعرف أيضًا من قصد P57 عندما قال "نحن". قال P57 إنّه وثقها مع البُنّي.

لخّص بوكر أنّه كانت هناك مكالمة عبر تطبيق "زوم" بين P57 والبُنّي. أراد بوكر أن يعرف عمّا إذا حُقق في أيّ وقت مع P57 من قِبل حافظ مخلوف من تاريخ القبض عليه إلى تاريخ إطلاق سراحه في سوريا. وضّح P57 أنّه لم يرَ حافظ مخلوف قط، إلّا أنّه كان في مكتبه عندما قال الجندي "سيدي، إنّه يتبوّل دمًا." أضاف P57 أنّ الجندي كان المساعد موسى الخطيب. كان زبونًا يرتاد متجر P57 عادةً إلّا أنّه كان يعمل في الواقع لدى المخابرات، المخابرات الجوية.

سأل بوكر إن حُقق مع P57 في أي مرة من قِبل حافظ مخلوف. فأكّد P57 ذلك.

سأل بوكر إن حُقق مع P57 من قِبل حافظ مخلوف. فأكّد P57 ذلك. مضيفًا أنّه لم يرَ [مخلوف] بنفسه، إلّا أنّه عرف هذا في وقت لاحق من زملائه المعتقلين.

خلُص بوكر إلى أنّه حُقق مع P57 في مكتب عندما قال جنديٌ إنّه كان ينزف دمًا. لم يكن P57قادرًا على رؤية المحقق إلّا أن زملاءه المعتقلين أخبروه في وقت لاحقٍ أنّه كان حافظ مخلوف. سأل بوكر P57 عمّا إذا كان ذلك صحيحًا. فأكّد P57 ذلك.

قال بوكر إنّ الوثيقة، بخلاف ما قاله P57 في المحكمة في هذا اليوم تحديدًا، بيّنت الملخص التالي: ’عندما كان أنور رسلان حاضرًا، ضُربتُ وأُسيئت معاملتي بعدّة أشكال. هدّد أنور رسلان بأن يأخذني إلى غرفة التعذيب ويَشْبحني.‘ [أراد P57 أن يقول شيئًا] سأل بوكر P57 إن كانت هذه كلماته. قال P57 إنّه تذكّر، غير أنه يمكن أن يكون هناك خطأ في الترجمة: كان أنور حاضرًا أثناء جلسة التحقيق الثالثة مع P57.

قال بوكر "حسنًا" وأكمل توضيح أن الوثيقة أفادت بأنّه بعد يومين نُقل P57 من القسم 40 إلى الفرع 251 حيث تعرّض للضّرب وأسيئت معاملته بطرق مختلفة بينما كان أنور رسلان حاضرًا. أراد بوكر أن يعرف عمّا إذا كان هذا خطأ تبعًا لما سبق. قال P57 لقد كان خطأً. هو لم يقل قط إنّ أنور عذّبه شخصيًا.

قال بوكر "حسنًا"، سائلًا P57 عمّا إذا كان أنور هدّد P57 وأمر بِشَبْحه في غرفة التعذيب. قال P57 كان ذلك الشخص ضابط التحقيق في جلسة التحقيق الأولى معه. أضاف P57 أنّه لم يقل أبدًا إنّ أنور رسلان قال ذلك.

طلب بوكر من P57 إن كان من الممكن توضيح كيف يمكن لهاتين الجملتين، اللتين لم تكونا من P57وكانتا خاطئتين، أن تكونا جزءًا من الإفادة من طرف أنور البُنّي والمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية. تدخل محامي الشاهد P57 د. ديماجيولار، قائلًا إنّه اعترض على هذا السؤال لأن موكّله قال سابقًا إنّه يمكن أن يكون هناك خطأ في الترجمة. أضاف ديماجيولار أنّه يجب على المرء أن يسأل الشخص الذي صاغ الوثيقة عن ذلك.

قال بوكر إنّ هذه تبدو فكرة جيدة في الواقع، وسأل P57 عمّا إذا كان بإمكانه قول شيء ما حول كيفية وجود هاتين الجملتين في الإفادة: نعم أم لا. قال P57 إنّه ليس بإمكانه الإجابة عن السؤال ولن يجيب عليه.

أراد بوكر أن يعرف إن كان P57 غير قادرٍ أم لا يريد الإجابة عن السؤال. قال P57 إنّه أجاب مسبقًا عندما قال إنه لا بد أن يكون هناك خطأ ترجمة، إن كانت هاتان الجملتان جزءًا من الوثيقة. أضاف P57 أنّ بوكر يجب أن يسأل الشخص الذي صاغ الوثيقة، بدلًا منه.

أشار بوكر بالإضافة إلى ذلك أنّ P57 أتى على ذكر [حُجبت المعلومات] وأراد أن يعرف أين يقيم حاليًا. قال P57 إنّه كان صحيحًا أنّه ذكر هذا الشخص. وبإمكان P57 أن يقدّم المعلومات للمحكمة "لكن ليس لك."

وضّح بوكر أنّه سيحصل على المعلومات أيضًا إن قدمها P57 للمحكمة وأقرّ أنّ P57 يمكن أن يكون غير مرتاح لمشاركتها على الملأ. طلب بوكر من P57 أن يقدم هذه المعلومات للمحكمة في الوقت المناسب. تدخلت رئيسة المحكمة القاضي كيربر، سائلة عمّا إذا كان P57 قادرًا على إعلام المحكمة في هذا اليوم تحديدًا. طلبت من P57 أن يكتب المعلومات على ورقة، مستخدمًا قلم الحبر ودفتر الملاحظات أمام المترجم.

قال بوكر محامي الدفاع إنّه كانت لديه أسئلة إضافية في وقت لاحق ذلك اليوم. رفضت القاضي كيربر ذلك، سائلةً بوكر أن يكمل استجوابه في الحال. أضاف P57 أنّه حسب ما يتذكّر فقد رفض [حُجبت المعلومات] المثول أمام المحكمة.

سأل بوكر P57 إن دوّن العنوان وإن صحّ أنّ ذلك الشخص يعيش حاليًا في [حُجبت المعلومات]. وعلاوةً على ذلك أراد أن يعرف كيف تمّ إطلاق سراح [حُجبت المعلومات] من المعتقل. وضّح P57 أنّ [حُجبت المعلومات] لم يطلق سراحه مباشرة، إلّا أنّه نُقل إلى كفر سوسة.

سأل بوكر إن أطلق سراحه أم لا زال هناك. وضّح P57 أنّه لم يكن يتحدث عن الفرع 285 الذي كان في نجها.

خلُص بوكر إلى أنّ [حُجبت المعلومات] أطلق سراحه وغادر سوريا. فأكّد P57 ذلك.

سأل بوكر إن كان لدى [حُجبت المعلومات] شقيق يدعى محمدًا وكان مديرًا لمشفى. فنفى P57 ذلك، قائلًا إنّ [حُجبت المعلومات] لم يكن لديه شقيق يدعى محمدًا.

سأل بوكر عمّا إذا كان له أي أشقاء. قال P57 إنّ [حُجبت المعلومات] كان ابنًا وحيدًا.

قال بوكر في ما يتعلّق بالوثيقة، فإنّه يرغب بأن يعرف عمّا إذا كان البُنّي قد أخبر P57 أنّه قد سلّمها. قال P57 بالطبع أخبره البُنّي إنّه أراد أن يسلّمها.

سأل بوكر إن كان P57 قد قرأها قبل ذلك. فنفى P57 ذلك.

أشار محامي الدفاع فراتسكي إلى أنّه عندما سُئل من قِبل المدعين العامين عمّا إذا رأى أشخاصًا في فرع الخطيب كان قد رآهم في فرع آخر من قبل، أجاب P57 أنّه كان معصوب العينين. لذلك أراد فراتسكي أن يعرف عمّا إذا كان P57 قادرًا على التعرف على أحد ما من القسم 40 في فرع الخطيب بناءً على صوتهم. سأل P57 عمّا إذا كان فراتسكي يعني الشخص المسؤول.

قال فراتسكي إنّه عنى الشخص المحقق، والسجّانين، وأشخاصًا من هذا القبيل. فنفى P57 ذلك، مضيفًا أنّه "لم تكن هناك علاقة" تربطهما. لم تكن هناك علاقة بين القسم 40 وفرع الخطيب وفقًا لـP57.

أشار فراتسكي كذلك إلى الوصف الذي قدّمه P57 للمحكمة أنّه كان يمسك مفتاح سيارته عندما ألقي القبض عليه وبعدها عاد [للفرع] ليستعيد سيارته. قال فراتسكي إنّه فهم من قصة P57 أنّه لم يؤخَذ إلى الفرع في سيارته. وضّح P57 أنّه عندما يُلقى القبض على أحد ما فإن سيارته تُصادر عادةً. عندما ألقي القبض عليه، سُئل إن كانت سيارته هناك وأخذوها حينها معهم.

سأل فراتسكي إن فهم بشكل صحيح أنّ الوسيط دفع رشاوى إلى مساعد [ضابط صف] تعادل نصف منزل. فأكّد P57 ذلك، مضيفًا أنّه ليس بإمكانه ولا عائلته معرفة من الذي دُفع له بالتحديد وكم المبلغ. لقد كان الوسيط من لديه المعارف.

أراد فراتسكي أن يعرف ما القيمة المحدّدة التي كان P57 يشير إليها عندما تحدث عن نصف مبنى. وضّح P57 أنّه لم يعرف أيّ تفاصيل لأن الوسيط اتفق على التفاصيل مع شقيق P57. قال P57 إنّ عائلته كانت لديها "منطقة بناء." أعطِي الوسيط قطعة الأرض تلك وبنى منزلًا عليها.

سأل فراتسكي إن كانت تلك مقارنة أم إن كان الوسيط قد حصل فعلًا على نصف موقع البناء. قال P57 إنّه حصل على نصف موقع البناء. تمّ نقل ملكيته لاسم الوسيط.

أراد فراتسكي أن يعرف أين كان الموقع. قال P57 إن ملكيته تعود "لنا" بالطبع.

سأل فراتسكي إن كان الموقع لـP57. قال P57 إنّ عليه أن يكون حذرًا هنا لأنّه لا يريد أن يكشف القدر الكثير.

أراد فراتسكي أن يعرف من الذي قام بنقل ملكية الموقع وإلى من، ومن "كان" الشخص. وضّح P57 أنّ شقيقه نقل ملكية نصف الموقع لاسم الوسيط. ألقي القبض على شقيقه في 2013.

سأل فراتسكي لمَ حصل الوسيط على الموقع مع أنّه لم يكن الشخص الذي أطلق سراح أيّ أحد. قال P57 إنّ هذا الشخص كان ببساطة وسيطًا وله علاقات. بحسب P57، فإنّ كل سوريا "عاشت بتلك الطريقة." يمكن للشخص الحصول على كل شيء مقابل المال.

خلُص فراتسكي إلى أن الوسيط قام بعمل الوساطة مقابل نصف الموقع. فأكّد P57 ذلك، قائلًا إنّ ذلك هو ما أخبِر به. قال الوسيط إنّه أراد شيئًا ليطلَق سراح P57. قال P57 إنّه لم يقل شيئًا [خلال التحقيقات] ولم يكن عندهم شيءٌ ضده. خلال الثورة، استَغل الناس غالبًا حالات من هذا القبيل.

سأل فراتسكي من كان الوسيط وعمّا إذا كان بإمكان P57 التعرّف عليه. قال P57 إنّه لا يمكنه ذكر الاسم.

طلب فراتسكي من P57 أن يضيف بعض السياق، إن كان الوسيط على سبيل المثال ينتمي إلى فرع الخطيب. قال P57 إنّه كان مهندسًا مدنيًا.

خلُص فراتسكي إلى أنّه لم يكن موظفًا في فرع الخطيب. فأكّد P57 ذلك.

وبناءً على ذلك، لخّص فراتسكي أنّه عندما يسّر الوسيط إطلاق سراح P57 وحصل على نصف موقع البناء مقابل ذلك، لا بدّ من اشتراك شخص آخر في ذلك. أراد فراتسكي أن يعرف إن "طار أيّ شيء آخر في ذلك السياق" [إن تمّ دفع رشاوى أكثر]. قال P57 إنّه لم يعرف من قام الوسيط بالدفع له أو من لم يُدفع له. كلّ ما عرفه أنّه يسّر إطلاق سراح P57.

خلُص فراتسكي إلى أنّ P57 لم يعرف ما الذي دفعه الوسيط إلى فرع الخطيب. قال فراتسكي إنّه لم يصدّق P57 بخصوص ذلك. تدخّل محامي P57 د. ديماجيولار، قائلًا إنّه يعترض على هذا السؤال. بحسب ديماجيولار، فإنّ ما يصدّقه فراتسكي أو يكذّبه هو شأنه الشخصي. وعلى أيّ حال، فإنّ P57 أجاب مسبقًا على السؤال في ما يتعلّق بمن حصل على رشاوى. خلص ديماجيولار إلى أنّ طبيعة الوسيط بحد ذاتها هي أن يُدفع له ويَدفع لآخرين.

قال فراتسكي إنّه لم يصدّق P57 وأشار مرة أخرى إلى أنّ P57 قال إنّه لم يعرف ما الذي دفعه الوسيط إلى فرع الخطيب. تدخّل شارمر محامي المدعي، قائلًا إنّ هذا السؤال تم الاعتراض عليه للتو. تدخلت رئيسة الجلسة القاضي كيربر، قائلةً إنّه ربما لم يصدّق فراتسكي P57، غير أنّ P57 أجاب على هذا السؤال مسبقًا.

أراد بوكر محامي الدفاع أن يعرف كيف عرف P57 أنّه كان الوسيط هو من يسّر إطلاق سراحه. سأل P57 إن كان لديه أيّ استنتاجات من عبارات الوسيط. قال P57 إنّه لم يعرف، إلّا أنّه كان الوسيط بالتأكيد هو من يسّر إطلاق سراحه. وفي نهاية المطاف، كان الوسيط هو من رافقه إلى الفرع بعد إطلاق سراحه وقابل مساعدا [ضابط صف].

سأل بوكر كيف يمكن أن يكون P57 غير متأكّد عمّا إذا دفع لأحد ما أم لا. قال P57 إنّه لم يعرف كيف [دُفع للأشخاص/كيف تم تيسير إطلاق سراحه].

صُرِف P57 كشاهد في الساعة 2:07 مساء.

شكرت رئيسة المحكمة القاضي كيربر P57 على شهادته ولتمكنه من القدوم للمحكمة في وقت قصير، الأمر الذي لم يكن عاديًا حسب استنتاج كيربر.

أعلن بوكر محامي الدفاع أنّ الدفاع اقترح استدعاء أنور البُنّي مرة أخرى. بحسب بوكر، فإنّ ذلك كان مجرّد اقتراح في تلك اللحظة، إلّا أنّ الدّفاع كان ينظر في تقديم طلبٍ خطي. خلص بوكر إلى أنّ محامي الشاهد د. ديماجيولار صرّح حاليًا أنّه ينبغي على المرء أن يسأل البُنّي [الذي صاغها].

أرادت رئيسة المحكمة القاضي كيربر أن تعرف ماذا أراد الدفاع أن يسأل البُنّي. وضّح بوكر أنّ الدفاع يودّ سماع البُنّي كشاهد وأن يسأله ما هي أجزاء الملحق الأول التي استنبطها من P57 وكيف صيغَ الملحق على ضوء الحقيقة التي تتضمّن "إفادات تجريمية شديدة" في ما يخص أنور رسلان، إلا أنّه، "لم تكن أي كلمة وردت فيها صحيحة." وعلاوة على ذلك فإن الدفاع يود استجواب البُنّي بخصوص معاملاته مع P57. خلص بوكر إلى أنّ كل هذه المعلومات ستكون ضرورية، ليس فقط من أجل بيانه الختامي، لكن في ما يخص "مشكلة البُنّي" القائمة.

رُفِعت الجلسة في الساعة 2:12 مساء.

اليوم المائة وأربعة للمحاكمة – 18 تشرين الثاني/نوفمبر، 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:30صباحًا بحضور ثلاثة أشخاص وصحفيين اثنين. ومثّل الادّعاء العام المدّعيان العامان كلينجه وبولتس. لم يحضر محاميا الادعاء الدكتورة أوميشين ومحمد. لم يكن بوكر محامي الدفاع موجودًا أيضًا.

مسائل إدارية

أعلنت رئيسة المحكمة القاضي كيربر أنّها سوف تتلو قرار القضاة أمام الشاهد وسيتم استدعاء ضابط من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا.

قرار برفض طلب الدفاع المؤرخ في 27 تشرين الأول/أكتوبر، 2021 لاستدعاء الشاهدة Z121020528

ترى هيئة القضاة أن الطلب المقدم من الدفاع لا يشكّل التماسًا ملائمًا لأخذ أدلة كما هو مبين في في الفقرة 244(3) القسم 1 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني لأنّه لا يوجد ادعاء ملموس لما هي الوقائع التي يُفترض بالأدلة المطلوبة أن تثبتها. علاوة على ذلك، فإنّه لا يوجد إلزام من طرف المحكمة بالتحقيق في ما يتعلّق بالشاهدة المطلوبة.

كان من المفترض أن تُستدعى الشاهدة، إلّا أنّها حصلت على حماية الشهود من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا. لهذا، حاولت المحكمة استدعاء الشاهدة عن طريق مكتب الشرطة الجنائية لتمثُل أمام المحكمة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، 2021. إلّا أنّ مكتب الشرطة الجنائية لم يكن قادرًا على التواصل مع الشاهدة وتبيّن أنّ الشاهدة قد غادرت الاتحاد الأوروبي. ولا يُعرف مكان إقامتها الحالي. لهذا، استدعى القضاة ضابط مكتب الشرطة الجنائية الذي تولى مقابلة الشرطة مع الشاهدة.

وفي حال تم اعتبار طلب الدفاع طلبًا ملائمًا لأخذ الدليل، فإنّه رفض بموجب الفقرة 244(3) القسم 5 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني نظرًا لتعذّر التواصل مع الشاهدة.

شهادة فراي كبير المفتشين الجنائيين

أبلِغ كبير المفتشين الجنائيين ألكسندر فراي من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا بحقوقه وواجباته كشاهد. ونفى وجود علاقة تربطه بالمدعى عليه عن طريق القرابة أو المصاهرة.

استجواب من قِبل القاضي كيربر

أرادت رئيسة المحكمة القاضي كيربر أن تعرف كيف تمت إجراءات مقابلة الشاهدة،1F[2] عمّا إذا أخبِرت بحقوقها وواجباتها، وما الذي أخبَرت مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا به. وضّح كبير المفتشين الجنائيين فراي أنّ كبير المفتشين الجنائيين دويسنج أخبره أنّه كان هناك شاهدة والتي قد عملت من قبل في مشفى الهلال الأحمر في دمشق. وبما أن فراي سبق وأن أجرى مقابلة مع طبيب آخر من هذا المشفى، كلّفه دويسنج بمقابلة هذه الشاهدة أيضًا. أخبر فراي المحكمة أنّه قام هو وزميله ستريل بالطبع بإبلاغها بحقوقها وواجباتها كشاهدة. وقد حرصا أن يكون تواصل الشاهدة مع المترجم سلسًا أيضًا. بحسب فراي، أبلِغَت الشاهدة بحقوقها حسب المادة 55 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني [الحق برفض الإجابة في حال تجريم الشخص لنفسه أو أقاربه المقرّبين]. علاوة على ذلك، أخبر فراي المحكمة أنّ الشاهدة كانت قلقة حيال سلامة أقاربها في المرحلة الأولية من المقابلة. لهذا، قام فراي بالتواصل مع المدعي العام كلينجه بخصوص طلب إخفاء هوية الشاهدة والذي تم الموافقة عليه.

في ما يتعلّق بمهنة الشاهدة، فإنّها أخبرت مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أنّها درست الطب وعملت كطبيبة في مشفى كان قريبًا من فرع الخطيب. صرّحت الشاهدة أنّ ذلك المشفى كان يُعامل من فرع الخطيب كأنّه مملوك للفرع. كان عناصر الفرع يذهبون هناك لتلقّي العلاج. منذ بداية النزاع، كان يتم نقل المعتقلين من الفرع إلى المشفى. قالت الشاهدة بدأ هذا في نهاية 2011 أو حتى في حزيران/يونيو 2011. أخبرت الشاهدة فراي أيضًا أنّ المعتقلين كانت حالاتهم غالبًا "سيئة نسبيًا"، إلّا أنّها أضافت أنّها لم ترَ على الأغلب الحالات السيئة جدًا. وفي مطلع منتصف 2012، كان على طاقم المشفى الدخول إلى فرع الخطيب أيضًا وسمعَت الشاهدة أنّ المعتقلين من هذا الفرع كانوا يُقتادون إلى المستشفيات العسكرية. بحسب فراي، فإن الشاهدة رأت بنفسها من 15 إلى 20 معتقلًا. تذكّرت تحديدًا شابةً كان عمرها 16 أو 17عامًا. كان نصف جسمها العلوي مزرقا بالكامل بسبب الكدمات الكثيرة. إلّا أنّ الشاهدة لم تتمكن من فحصها عن قرب. أخبرت الشاهدة فراي أيضًا أنّ بإمكانها تصور أنّه كانت هناك جثث تأتي من الفرع، إلّا أنّها لم ترَ أيًّا منها بنفسها. عرفت بخصوص المشرحة، إلّا أنّها لم تذهب هناك بنفسها أبدًا.

أرادت كيربر أن تعرف عن التشخيص الذي قامت به الشاهدة والنتائج التي توصّلت إليها. وضّح فراي أنّ الشاهدة وجدت أن المرضى غالبًا ما كانوا يعانون من الجفاف وسوء التغذية وتظهر عليهم علامات الضرب بالعصي والأنابيب المعدنية. كان الجفاف شائعًا عند أكثر الحالات وسبب الوفاة كان يُعزى غالبًا للأزمة القلبية.

سألت كيربر إن كانت [الأزمة القلبية] هي ما ذُكِر في شهادة الوفاة. قال فراي إنّ الشاهدة لم تعبئ أيّ شهادة وفاة إلّا أنّها سمعت عن سبب الوفاة هذا.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أراد القاضي فيدنير أن يعرف أولًا ما إذا كانت الشاهدة قد قالت شيئًا عن إمكانيات العلاج في ما يتعلّق بالمرضى الـ15 إلى 20 الذين رأتهم من الفرع 251. أضاف أنّه يعي أنّ الشاهدة لم تكن قادرة على قول الكثير في هذا الشأن بسبب إخفاء هويتها. قال فراي إنّه لا بد وأن عدد الأشخاص الذين رأتهم أو عالجتهم الشاهدة بنفسها كان أكبر من ذلك. غالبًا ما كانوا يقيمون لليلة واحدة فقط أو كانوا يُنقلون إلى مكان آخر.

سأل فيدنير في أيّ فترة رأت الشاهدة المرضى الـ15 إلى 20. قال فراي إنّها كانت من 2011 حتى منتصف 2012. وأضاف، لقد كانت منذ بداية النزاع.

أراد فيدنير أن يعرف عمّا إذا كانت الشاهدة قد قالت شيئًا بخصوص المُراقبة والسجّانين في ما يتعلّق بإمكانيات معالجة الأشخاص. فأكّد فراي ذلك، مضيفًا أنّه بحسب الشاهدة، فإن كل المعتقلين كانوا مصحوبين من قِبل موظفي المخابرات الذين حرصوا على ألّا يلوذ المعتقلون بالفرار ومنهم من راقب العلاج. وضّحت الشاهدة أن المعتقلين لم يكونوا مكبّلي الأيدي ولم تكن أعينهم معصوبة خلال الفحص الطبّي. إلّا أنّ الفرص للقيام بمحادثات اقتصرت على الأمور الطبيّة. أضاف فراي أنّه في حالة تلك المرأة الشابة، لم يكن مسموحًا للشاهدة بعمل فحص للدم لأنّه كان يتعين على فرع الخطيب أن يدفع مقابل ذلك.

سأل فيدنير إن كانت هناك فرصة لإجراء محادثات مع المرضى عدا عن الأمور الطبية. قال فراي إنّه لم تجرؤ الشاهدة ولا المرضى على القيام بذلك.

أراد فيدنير أن يعرف أكثر عن أوضاع وإصابات المرضى. أضاف أنّه وفقًا لمحضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، غالبًا ما وضّحت الشاهدة كيف كانت حالة المرضى. أشار فراي إلى أنّ الشاهدة أخبرته أنّ المرضى ظهرت عليهم آثار تعذيب وكانت ظاهرة بشكل واضح جدًا. للوهلة الأولى، ظهرت على المرضى كدمات، وآثار تعذيب، وخدوش على معاصمهم. إلّا أنّ الشاهدة لم تتمكّن من معاينة الخدوش عن قرب لتتمكّن من تحديد ما إذا كان سببها [أدوات وأساليب] التثبيت، لأنّ السجّانين قاموا بتهديدها.

استشهد فيدنير بمحضر مكتب الشرطة الجنائية في ما يخص مقابلة الشاهدة والذي يفيد بأنّه لدى سؤالها عن الإصابات وأساليب التعذيب، صرّحت الشاهدة أنّها رأت آثار ضرب، وإصابات سطحية، وجروحًا ملتهبة. إلّا أنّها لم تكن قادرة على معرفة ما الذي حدث بالضّبط. فأكّد فراي أنّ الشاهدة قالت ذلك.

[جلس شخص آخر في شرفة الجمهور]

أشار فيدنير إلى أنّ فراي أخبر المحكمة مسبقًا أنّ الشاهدة لم ترَ أيّ جثث. بيد أنّ فيدنير أراد أن يعرف ما الذي قالته الشاهدة في ما يتعلّق بالجثث من حيث الشائعات، ما الذي سمعته من الآخرين. أشار فراي إلى أنّ الشاهدة لاحظت أنّه عادةً عندما يموت المرضى، فإن الجثث كانت تسلّم إلى عائلاتهم. أمّا في ما يتعلّق بالمعتقلين، فإنهم كانوا يسلَّمون إلى أقاربهم غالبًا قبل وفاتهم بوقت قصير. افترضت الشاهدة أنّ ذلك كان يحصل عندما تدفع العائلات المال أو عندما يكون لديهم معارف، من أجلِ أن يتوفى المعتقَلون في البيت. خلُص فراي إلى أنّ الشاهدة قالت إنّها لم ترَ شيئًا إلّا أنّه يمكن تخيل أنّ تلك الأشياء حصلت في الواقع.

أراد فيدنير أن يعرف المزيد عن تجربة الشاهدة في ما يخصُّ أسباب الوفاة للمعتقلين. قال فراي إنه، في نهاية المطاف، كان يتم تدوين الأزمة القلبية على أنّها سبب الوفاة.

سأل فيدنير عن السبب الحقيقي للوفاة. قال فراي إنّ الشاهدة أفادت بأنّه كان غالبًا الفشل الكلوي والجفاف. أضاف فراي أنّ الشاهدة ذكرت مصطلحًا طبيًا في هذا الخصوص إلّا أنّه لا يتمكّن من تذكره.

استشهد فيدنير بمحضر مكتب الشرطة الجنائية وفقًا لما أفادت به الشاهدة أنّها لم تشاهد ذلك بنفسها، إلّا أنّ المعتقلين توفوا بسبب تخثر الدم المنتشر داخل الأوعية الدموية. قال فراي إنّ ذلك يشبه المصطلح الذي ذكرته الشاهدة، إلّا أنّه لا يعرف إن كان ذلك التعبير الاصطلاحيّ الصحيح.

أشار فيدنير أنّه بحَسب محضر مكتب الشرطة الجنائية، فإنّ الشاهدة سُئلت عمّا إذا كان يمكن تجنب حالات الوفاة. سأل فراي ماذا أجابت الشاهدة هنا. فقال فراي إنّ الشاهدة أجابت بالنفي على ذلك السؤال. ووضّحت له أنّ المرضى كانوا في حالات سيئة أصلًا، مما جعل من المستحيل الحيلولة دون وفاتهم. أشار فراي أنّه عندما سأل الشاهدة إن كان يمكن تجنّب حالات الوفاة بالعلاج المبكّر، فأكّدت الشاهدة ذلك وأضافت أنّهم كانوا جميعًا شبابًا أقوياء.

سأل فيدنير إن قالت الشاهدة كيف كان يعامَل المرضى عادةً. قال فراي إنّه بحسب الشاهدة، كانوا يُعطون عادةً سوائل وفي حالة واحدة تلقّى مريض مضادات حيوية.

أراد فيدنير أن يعرف كم كانت المدة التي يقيمها المعتقلون في المشفى. قال فراي إنّهم عادةً ما كانوا يقيمون ليوم واحدٍ أو لليلة، وحتى أنّ بعضهم كان يقيم مدّةً أقلّ من ذلك.

سأل فيدنير كيف تمكنت الشاهدة من تحديد أنّ مرضى معينين أتوا من فرع الخطيب. وضّح فراي أنّ الشاهدة غالبًا ما افترضت ذلك، قائلةً إن 90% من المرضى كانوا يأتون من فرع الخطيب نظرًا إلى القرب [بين الفرع والمشفى]. إلّا أنّ الشاهدة لم تتمكّن من الربط مباشرة لأن مدير المشفى كان يعلِن في كلّ مرة يصل فيها أحد مرضى من فروع المخابرات. ومع ذلك، فإن وجوه العاملين في فرع الخطيب كانت مألوفة لدى الشاهدة نظرًا إلى حقيقة أنّ كثيرًا منهم كانوا أنفسهم مرضى في المشفى. كانت تلك هي الطريقة التي تمكّنت فيها من تحديد أي مرضى كانوا من الفرع.

سأل فيدنير إن قالت الشاهدة أيّ شيء عن الأسلحة التي كان يحملها موظفو المخابرات الذين رافقوا المرضى. قال فراي إنّ الشاهدة أخبرته أنّها لم تكن ملمّة بالأسلحة إلّا أنّها يمكن أن تقول إنّ الأسلحة التي كانوا يحملونها كانت أكبر من المسدس.

أشار فيدنير أنّ فراي أخبر المحكمة أنّه وفقًا للشاهدة، كان فرع الخطيب يعامِل المشفى كأنّه مملوك للفرع. أراد فيدنير أن يعرف ما الذي قالته الشاهدة في ما يتعلّق بالعلاج الطبي لموظفي الفرع. قال فراي إنّه وفقًا للشاهدة، كان العناصر يذهبون للمشفى عندما كانوا يمرضون ويتلقّون رعاية طبية.

سأل فيدنير كيف كان يحدث ذلك بالضبط. قال فراي إنّه لا يتذكر ما قالته الشاهدة بخصوص هذا وطلب من فيدنير أن يستشهد من المحضر.

قال فيدنير إنّه بحسب المحضر الذي من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، قالت الشاهدة إنّ العناصر كانوا يحضرون إلى المشفى ببساطة، ويطلبون العلاج الذي يفضلونه وكانوا قساة تجاه المرضى الآخرين. فأكّد فراي أنّ الشاهدة وصفت ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان فراي يذكُر ما قالته الشاهدة بخصوص تسليم واسترجاع الجثث التي كانت تأتي مبدئيًا من فرع الخطيب. أشار فراي إلى قول الشاهدة له إنّها لم تشاهد أي شيء بنفسها، لأنّه كان يحصل ليلًا. إلّا أنّها أفادت أنّه كانت هناك سيارة نقل موتى وتلك الجثث كانت تُنقل بسيارات الإسعاف. غير أن تلك كانت إشاعات، أضاف فراي.

وبما أنّ لا أحد من الطرفين كان لديه أسئلة إلى فراي، فقد صُرف كشاهد.

مسائل إدارية

قالت رئيسة المحكمة القاضي كيربر إنّ القضاة سيقومون الآن بتلاوة عدد من قرارات القضاة. أضافت أن القضاة لن يستجيبوا لاقتراح الدفاع باستدعاء البُنّي مرة أخرى.

رفض طلب الدفاع لاستدعاء [حُجبت المعلومات] [PW4_100] كشاهد

1)     يُزعم أنّ PW4_100 يقيم في [حُجبت المعلومات]. إنّ الطلبات التي قدّمها الدّفاع تبيّن ببساطة أنّ [حُجبت المعلومات] هو مكان الإقامة الحالي بالإضافة إلى رقم هاتف وعنوان بريد إلكتروني.

زُعم أنّ PW4_100 عمل كضابط تحقيق في فرع الخطيب لمدة عامين حتى 2011. جنبًا إلى جنب مع المدعى عليه أنور رسلان. ويُفترض أنّ PW4_100 يعرف أنّه حتى تلك اللحظة، لم يتوفى أحدٌ في الفرع. ويُفترض معرفته أنّه قبل شهر آذار/مارس 2011 وبعد ذلك، قام عناصر القسم 40 بإجراء تحقيقات، وأساؤوا معاملة أشخاص وعذبوهم في فرع الخطيب. يُفترض أنّ PW4_100 يعرف أيضًا أنّ المدعى عليه أنور رسلان كان رئيس قسم التحقيق، إلّا أنّه لم يكن قادرًا على التدخل في هذا الخصوص في الفترة بين آذار/مارس إلى أيّار/مايو 2011. إلّا أنّ المدّعى عليه كان يُزعم أنّه كان قادرًا على مساعدة المعتقلين عن طريق إطلاق سراحهم كجزء من مهامه اليومية في كتابة المَحاضر.

وفقًا لطلب الدفاع، فإنّ الضّباط من القسم 40 كانوا نشيطين في فرع الخطيب حيث كان يُزعم أنّهم حققوا مع معتقلين وقاموا بإنشاء المحاضر الخاصة بهم. أشار الطلب أيضًا إلى أنّ ضبّاط القسم 40 لهذا السبب قاموا باستغلال السجّانين من فرع الخطيب والعناصر الآخرين. يُفترض أن يقدّم PW4_100إفادات بخصوص الشخص المسؤول عن الاعتقالات والوضع الذي فقد فيه أنور رسلان صلاحياته اعتبارًا من أيار/مايو 2011.

2)    

‌أ. إنّ المرافعة التي قدّمها الدفاع لا ترقى لأن تكون طلبًا لأخذ أدلة بموجب الفقرة 244(3) القسم 1 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني من عدة جوانب.

إنّه ليس واضحًا كيف حصل PW4_100 على المعرفة المزعومة. لا توجد سوى إشارة إلى أنّه قد عمل في فرع الخطيب في منصب غير محدّد إلى حين اندلاع الثورة. اعتمادًا على شهادة الخبير التي سُمعت سابقًا في هذه المحاكمة، فإنّه يمكن تحديد بداية الثورة في مطلع أو منتصف آذار/مارس 2011، والذي ذكِر أيضًا في هذا الطلب. إلّا أنّ الأمر يبقى غامضًا بخصوص ما فعله PW4_100في ذلك الوقت. لهذا، فإن القضاة يفترضون أنّ PW4_100عمل مع أنور رسلان حتى آذار/مارس 2011 فقط، ولا يمكنه تقديم أيّ إفادات لالتزام المدعى عليه باتخاذ إجراء بعد ذلك الوقت. ونظرًا لأن رتبة PW4_100 غير معروفة، فإنّه لا يمكن افتراض أن بإمكانه الشهادة بخصوص حرمان المدعى عليه من صلاحياته، وعمليات الإفراج، ونشاطات القسم 40. أخبَر شهود سابقون مثل P10 وP21 وآخرون المحكمة أنّهم تلقّوا معلومات محدّدة فقط حول نشاطات الآخرين. اعتبر القضاة هذا أداة لممارسة الحكومة سلطتها في سوريا.

لا يرى القضاة أيّ مؤشرات في الطلب لوجود التزام بإجراء تحقيق.

‌ب.    إنّ الظروف المتعلقة بالصّلاحيات لا توصف بشكل محدد في الطلب. ولهذا، فإن الطلب لا يُعتبر طلبًا ملائمًا لأخذ أدلة كما توضّح الفقرة 244(3) القسم 1 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني . ولا يصف الطّلب صلاحيات المدّعى عليه قبل أن يُزعَم أنّها سُحبت منه، وكيف تم سحبها، وما آلت إليه تلك الصلاحيات بعد ذلك. يمكن أن يقال الشيء نفسه حول الزعم بأن "القسم 40 كان يمسك بزمام الأمور في فرع الخطيب".

لا يرى القضاة أيّ مؤشرات لوجود التزام بإجراء تحقيق في هذه المسألة.

‌ج. إذا تم الافتراض احترازًا أنّ الطّلب بمجمله يمكن أن يُعتبر طلبًا ملائمًا لأخذ أدلة، فإن القضاة يرفضون الطلب بموجب الفقرة 244(5) القسم 2 من قانون الإجراءات الجنائية الألمانيالتي تفيد بعدم وجوب استدعاء الشهود الذين يعيشون خارج البلد إن اعتَبر القضاة أنّ شهاداتهم ليست مهمة لإثبات الحقيقة.

1.     إنّ القيمة الإثباتية لشهادة PW4_100 ليست مرتفعة في ما يتعلق بحالات الوفاة التي زُعم أنّها لم تقع في فرع الخطيب حتى آذار/مارس 2011. حيث أظهَر أخذ الأدلة حتى الآن أنّه على الأقل منذ نهاية شهر نيسان/أبريل 2011، فإنّ الاعتقالات والوحشية ازدادت. ازدادت أعمال القمع التي تمارسها الدولة سوءًا بشكل كبير عند هذه المرحلة من حيث الكم والنوع، مما أدى إلى ازديادٍ في عدد الضحايا.

بالنسبة لأنشطة القسم 40، فإنّه من غير المحتمل أن يكون PW4_100 قد قام بمشاهدات فعلية في هذا الشأن. إنّ القضاة على علم أنّه كان هناك تأثير غير رسمي من قِبل حافظ مخلوف في فرع الخطيب. إلّا أنّه لا توجد هناك أيّ دلائل حتى الآن تشير إلى تدخّل مباشر. وفي ما يخص عمل أنور رسلان فلا يهم أيضًا من أجرى التحقيقات.

وحول عدم مقدرة المدّعى عليه المزعومة على التدخّل، يبقى موضع شك ما إذا كان بإمكان PW4_100 تقديم أيّ معلومات. وتتراوح فترة الإدانة من 29نيسان/أبريل، 2011 وحتى 7 كانون الأول/ديسمبر، 2012 ولكن يبقى من غير الواضح ما هو المنصب الذي شغله PW4_100 خلال هذه الفترة. وينطبق الأمر نفسه على ما يتعلق بالحرمان من الصلاحيات الذي يتعارض أيضًا مع عمليات الإفراج المزعومة من قِبل المدّعى عليه.

وإن حقيقة من قام بعمليات إلقاء القبض ليس لها أيّ علاقة تقريبًا بالمحاكمة الجارية، لأنّ المدعى عليه ليس متهمًا بالمشاركة في عمليات إلقاء القبض ولا تُرى القيمة الإثباتية المحتملة في ذلك.

2.     إن الجهود التي ستُبذل لاستدعاء PW4_100 ستكون كبيرة وتبدو غير ناجحة.

‌أ)       إنّ [حُجبت المعلومات] ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي. ولهذا، سيستدعي الأمر تقديم طلب رسمي للحصول على المساعدة القانونية. يفيد طلب محامي الادّعاء أنّه يرغب بالإدلاء بشهادته عن طريق مكالمة فيديو. إلّا أنّ تفاصيل العنوان البريدي للشاهد غير متوفرة. يمكن للقضاة التواصل مع PW4_100 عبر الهاتف وأن يطلبوا عنوانه البريدي. وفي حال وافق الشاهد على تقديم عنوانه والإدلاء بشهادته، فسيقتضي الأمر إرسال مذكرات استدعاء رسمية. لا توجد معاهدة بين ألمانيا و[حُجبت المعلومات] تنظّم طلب المساعدة القانونية. ولهذا، يجب أن تُطلب عبر قنوات دبلوماسية لأنّه لا يوجد هناك أساس قانوني لاستجواب الشاهد في [حُجبت المعلومات].

‌ب)    بناء على معلومة شفوية، فإن وزارة العدل في ولاية راينلاند بفالتس ليس لها خبرة بطلبات المساعدة القانونية مع [حُجبت المعلومات]. حيث لم تتم الإجابة على طلبين سابقين. وفي 2003، صدر طلب لمقابلة شاهد. وبعد طلب لتمديد الموعد النهائي، ظلّ الطلب دون إجابة حتى تشرين الأول/أكتوبر 2006. ولم يلقَ طلب لتسليمِ مجرمين في 2019 أي ردّ فعل حتى 2020. وقيل في نهاية المطاف، بعد سنة ونصف أنّ الوثائق فُقدت، وظلّ الطلب دون إجابة لسنتين ونصف. صرّحت وزارة الخارجية الألمانية أنّ لديهم "صورة مختلطة" بخصوص طلبات المساعدة القانونية في الأمور الجنائية. حيث تمت الإجابة عن بعض الطلبات بعد فترة قصيرة إلّا أنّه ظلّت طلبات أخرى دون إجابة. وتصل الرسائل الرسمية عادةً إلى عنوان خاطئ أو لا تصل كليًّا. ويتم في البداية فحص طلبات المساعدة التي تخصّ المخابرات أو التي تكون ذات خلفية سياسية من ناحية ملاحقة قضائية محتملة في بلد المقصد وبعد ذلك تظلّ غالبًا دون إجابة.

ج‌) لهذا، تبقى الجهود المبذولة لاستدعاء PW_100 مصحوبة بشكوك. أولًا، يجب تحديد عنوان PW_100 البريدي، إن كان بنيّته مشاركة تلك المعلومة على الإطلاق. إن كان PW_100 ينوي تقديم شهادة بالصوت والصورة فقط، فيجب على السُلطات في [حُجبت المعلومات] أن تكون على استعداد وقادرة على دعم ذلك. على أي حال، يجب الموافقة على طلب رسمي للمساعدة القانونية.

سيتم الانتهاء من أخذ الدليل في هذه المحاكمة غالبًا في مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر 2021، ولهذا فإنّ مذكرات استدعاء PW_100 ستؤخر الإجراءات بشكل ملحوظ. إذ يجب على المرء أن يعطي فترة تسعة أشهر لمذكرات الاستدعاء، وبعدها يظلّ من غير المحتمل أن يدلي PW_100 بالشهادة فعليًا. وأنّه من غير المؤكد عمّا إذا كانت السُلطات في [حُجبت المعلومات] على استعداد للسماح بطلب من غير أيّ أسس قانونية أو أنظمة. ستتطّلب مذكرات استدعاء PW_100 الكثير من الوقت، وستكون صعبة، وغير محتملٍ نجاحُها.

3. وعند الترجيح بشكل عام، فإن مذكرات استدعاء PW_100 غير مطلوبة من ناحية إلزام قضائي للوصول إلى الحقيقة. ولن تكون مذكرات الاستدعاء ناجحة على الأغلب، وستأخّر المحاكمة، ولن تقدّم الشهادة أيّ رؤى جديدة. لهذا، فإن الاستدعاء غير مطلوب. ويمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للشهادة بالصوت والصورة، التي من خلالها ستكون القيمة الإثباتية محدودة أيضًا بسبب عدم تمكن المحكمة من مراقبة ردود أفعال وسلوك PW_100 بشكل مباشر.

رفض طلب الدفاع لاستدعاء مناف طلاس [PW6_100] كشاهد

1)     لا يمكن الوصول إلى مناف طلاس. ولهذا، فإن الطلب مرفوض بموجب الفقرة 244(3) القسم 3 (5) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. إن العنوان البريدي لمناف في [حُجبت المعلومات] معروف لدى المحكمة. ولهذا، فإنّه يمكن استدعاؤه. غير أنّ القضاة يعرفون تمام المعرفة أنّ العميد السابق لن يستجيب لمذكرات الاستدعاء. تواصل أحد القضاة مع مناف عبر بريد إلكتروني بخصوص استعداده للشهادة في المحكمة.

أخبر مناف طلاس مترجم المحكمة بشكل واضح عبر الهاتف أنّه لا يرغب بالمثول كشاهدٍ ولا أن يشهد في المحكمة. وقال إنّه لم يكن ضالعًا في أي شيء ذي صلة بهذه القضية وأنّه لا يودّ المشاركة بأيّ شيء في هذه المحاكمة التي يمكن أن تجرّم أو تبرّئ ساحة المدّعى عليه بنظر الجمهور، لأنّه يرغب بالعودة إلى سوريا يومًا ما. بناءً على طلب القاضي فيدنير، فقد أكّد مناف على هذه الإفادات، قائلًا إنّه ليس مستعدًا أن يدلي بشهادته كشاهد في هذه القضية. وتمت الإشارة كذلك أنّ الاستدعاءات الرسمية ستكون خطرة. وبالرغم من أنّه لا يوجد تفسير مفصّل في هذا الشأن، وجَدَ القضاة أنّ الاستدعاءات غير الرسمية البسيطة كانت غير مقنعة مسبقًا.

2)     يمكن للمحكمة أيضًا أن تمتنع عن استدعاء مناف طلاس بموجب الفقرة 244(5) القسم 2 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني [رفض طلب استدعاء شاهد يعيش في الخارج في قضية لا تسهم الشهادة فيها في الكشف عن الحقيقة].

لا يشير طلب الدفاع سوى إلى حقائق عامة. حيث أن حقيقة علاقة القرابة بين حافظ مخلوف وبشّار الأسد نظرًا لعلاقتهما الأسرية قد سبق أن تم إثباتها. وينطبق الأمر ذاته على العبارات العامة في الطلب في ما يخص منصب حافظ مخلوف في أجهزة المخابرات. أخبر مناف طلاس القضاة أيضًا أنّه لا يمكنه سوى تقديم معلومات عامة وأنّه لم يكن يعرف ’أيّ شخص‘ ولا يريد أن تربطه ’أيّ علاقة‘ بهذه المحاكمة.

لهذا، فإن القيمة الإثباتية المتوقعة منخفضة وتفتقر إلى رغبة الشاهد في الإدلاء بشهادته، وإن استدعاءه ليس مطلوبًا للكشف عن الحقيقة.

رفض طلب الدفاع استدعاء [حُجبت المعلومات] [PW5_100] كشاهد

1)     لا يمكن الوصول للشاهد. لهذا، فإنّ الطلب مرفوض بموجب الفقرة 244(3) القسم 3(5) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. حيث اقتصر طلب محامي الدفاع على اسم PW5_100 وأنّه يقيم حاليًا في [حُجبت المعلومات]. ولم يأت الطلب على ذكر التفاصيل المتعلقة بالطرق الأخرى للوصول إلى PW5_100، مثل رقم الهاتف أو عنوان البريد الإلكتروني التي ورد ذكرها في طلبات أخرى. تواصل القضاة مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا وطلبوا منهم التحري عن مكان إقامة PW5_100الحالي. قام مكتب الشرطة الجنائية بدوره بالتواصل مع الشرطة الجنائية في [حُجبت المعلومات] في 29 تشرين الأول/أكتوبر، 2021. إلّا أنّ اسم PW5_100 لم يكن موجودًا في سجل المقيمين في [حُجبت المعلومات]. وجدت الشرطة الجنائية شخصًا واحدًا يحملُ نفس الاسم الأخير. إلّا أنّ هذا الشخص جزائري الجنسية ولا يقيم حاليًا في [حُجبت المعلومات]. ولهذا، فإنّه يستحيل أن يكون هذا الشخص هو PW5_100.

رفض طلب الادعاء لاستدعاء [حُجبت المعلومات] [PW2_97/PW2_100] كشاهد

1) لا يشير طلب الدفاع إلى عنوان PW2_97/PW2_100 أو مكان إقامته. قُدّم رقم هاتف PW2_97/PW2_100 عن طريق شاهد سابق. قَدّم الدّفاع طلبًا سابقًا في 13تشرين الأول/أكتوبر، 2021 بخصوص نفس الشاهد. إلّا أنّ مكان إقامته قُدّم فقط في الطلب الحالي وقدّم رقم الهاتف للمحكمة مؤخرًا عن طريق شاهد آخر.

بالنسبة للطّلب، فإنّ PW2_97/PW2_100 كان يعيش في ضواحي دمشق وعمل وسيطًا بين مدينته وفرع الخطيب. من المفترض أن يدلي بشهادته أنّه قابل أنور رسلان في مكتب أنور بعد أسبوع أو أسبوعين من بداية الثورة. علاوة على ذلك، كان مفترضًا أن يعرف PW2_97/PW2_100 أنّه من شهر آذار/مارس وحتى صيف 2011، قام أنور بالإفراج عن 30 إلى 40معتقلًا كل عشرة أيام. من أجل تحقيق ذلك، زعم أنور أنّه استشار توفيق يونس وناقش موضوع أنّ أولئك المعتقلين كانوا مدنيين غير مسلحين واعتقلوا بصورة غير قانونية. يُفترَض بـPW2_97/PW2_100 أن يشهد أيضًا بأنّ عبد المنعم النعسان تولى مسؤوليات أنور حيث أصبح أنور غير قادر على فعل الكثير تباعًا. ومع هذا، قام أنور بإطلاق سراح شخص يدعى [حُجبت المعلومات] الذي أفرِج عنه بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من تواصل PW2_97/PW2_100 مع أنور. [...] يُفترض بـPW2_97/PW2_100 كذلك أن يشهد أنّه تكلّم مع أنور عن الهجمات على مسقط رأسهم، وأخبره أنور عن خططه للانشقاق، ووضعه الحرج أمام النظام، وتعاطفه تجاه الثورة. أثناء هذه المحادثة زُعم أنّ أنور أخبر PW2_97/PW2_100 أيضًا عن مدى حزنه إزاء هجمات الحكومة على مسقط رأسه التي نُفذت بالأسلحة الثقيلة.

إنّ هدف طلب الدفاع هو معرفة أنّ أنور لم يكن صاحب قرار وقوة تنظيمية في فرع الخطيب ولذلك لا يمكنه تحمّل مسؤولية ما جرى في الفرع 251 والتعذيب الذي حصل هناك. ويحاجج الطلب أنّ توجّه أنور أدى إلى استنتاجات بخصوص عمله كموظف مخابرات.

2) بما أنّه لا يوجد تفصيل لعنوان بريدي لاستدعاء PW2_97/PW2_100، يمكن عدم النظر في ما إذا كان الطلب هو بالفعل طلبًا للتحري، وفي هذه الحالة، يجب التحري أولًا. ولا يقدّم الطلب كذلك أيّ ادعاءات حول موافقة PW2_97/PW2_100 على المثول للشهادة كشاهد في هذه المحاكمة. ويجب النظر في الجهود المبذولة للتحري عن عنوان PW2_97/PW2_100 بموجب الفقرة 244(2) والفقرة 244(5) القسم 2 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، الذي ينص على أنّ جميع الأدلة التي تُسهم في إثبات الحقيقة يجب أخذُها بالحسبان. إلّا أنّ الجهود المطلوبة للتحري عن عنوان PW2_97/PW2_100 لاستدعائه في النهاية ليست مطلوبة في ما يتعلق بالتزام المحكمة لإثبات الحقيقة.

‌أ. إنّ القيمة المتوقعة لشهادة PW2_97/PW2_100 ليست مرتفعة جدًا، لا في مسألة الذنب، ولا في ما يتعلّق بالتّبعات القانونية [صدور الحكم].

1.     وُجّه الاتهام إلى المدعى عليه أنور رسلان لكونه رئيس التحقيقات في الفرع 251 في الفترة بين 9 نيسان/أبريل، 2011 إلى 7 كانون الأول/ديسمبر، 2012. إنّ موقفه الحرج [تجاه الحكومة السورية] لا يؤثّر في هذا الاتهام ولا يتيح التوصل إلى استنتاجات حول نشاطاته في إطار أنّه لم يقيّم نشاطاته بدقة في الفرع 251 بداية في 2011 ولم يعارض التعذيب هناك. إنّ النّية أو الدوافع الأساسية لا تلعب دورًا هنا [...] إنّ الأدلة حتى الآن، بالإضافة إلى إفادات المدعى عليه نفسه، تشير إلى تحمله التبعات القانونية بسبب منصبه الرفيع والوضع العام في سوريا. وكان يعي الأسباب للأحداث التي تحصل في سوريا في ذلك الوقت لأنّ الوضع العام كان يتجلى مسبقًا عندما كان لا يزال حافظ الأسد في السلطة. وتشير الصورة العامّة بمجملها إلى أنّ أنور أغفل شكوكه وأعطى الأولوية لعمله في الفرع 251 وغايات هذا العمل. وينطبق الأمر نفسه على ما يتعلق بخططه للهروب. حيث يمكن للمرء أن يعرف ببساطة أنّ هروبه كان متوقعًا، إلّا أنّه لا يمكن الجزم بقول ما إن كانت هناك فرصة فعلية للانشقاق أم لا.

2.     إن إطلاق سراح معتقلين معيّنين لا يشير إلى استعدادٍ من جانب أنور لمعارضة النظام. [...] ولهذا، فمن الممكن أنّ أنور باشر بالإفراج عن معتقلين بسبب العلاقة الشخصية التي تربطه بـPW2_97/PW2_100 أو لأنّ الإفراج عن معتقلين كان مجدولًا على أيّ حال بما أنّ هدف الاعتقال قد تحقّق. وفي هذا الصدد، لاحظت المحكمة أنّ الهدف من الاعتقالات اشتمل على الحصول على معلومات، وإخافة السكان، وترويع الخصوم. كان يطلق سراح المعتقلين أحيانًا بعد تحقيق واحد من هذه الشروط. ولوحظ أيضًا أنّ أنور كان عليه الحصول على موافقة من توفيق يونس لإطلاق سراح المعتقلين ولم يكن يفعل ذلك من تلقاء نفسه. ويبدو أن الإفراج المبكّر عن [حُجبت المعلومات] كان من باب إسداء معروف وليس من باب الإيثار. وزيادة على ذلك، فإنّه من غير الواضح كيف كان بإمكانه معرفة الأسباب الحقيقية لحالات الإفراج ودوافع أنور نفسها والأعمال الداخلية في الفرع. إنّ هذه الادعاءات مبنيّة إلى حد ما على افتراضات ولا تؤثر على عمل أنور في الفرع 251ومعاملة المعتقلين الآخرين في هذا الفرع. ويقتصر طلب الدفاع أيضًا على ادعاءات تعذّر على PW2_97/PW2_100 الوصول إليها: الظروف التي كان رئيس الفرع 251بموجبها متورطًا في قضايا اعتقال. وبالإضافة إلى ذلك، لم يسمع PW2_97/PW2_100 عن التغيير في الصلاحيات في الفرع إلا من أنور رسلان نفسه. ويكاد يكون من غير الممكن تقييم صحة هذه الادعاءات.

‌ب. إنّ الجهود المبذولة للتحري عن مكان وجود PW2_97/PW2_100 واستدعاءه كبيرة جدًا بينما فرص نجاح هذه الجهود ستكون على الأرجح قليلة. بما أنّ PW2_97/PW2_100 يعيش في [حُجبت المعلومات]، فإنّه يمكن استدعاءه فقط عن طريق طلب مساعدة قانونية. وفي حين يمكن للقضاة بالفعل التواصل مع الشاهد عبر الهاتف للتحري عن عنوانه وسؤاله عن استعداده العام ليمثُل كشاهد، ما زال يتعين على مذكرة استدعائه أن تتبع طريقًا رسميًا عن طريق طلب مساعدة قانونية، هذا إن كان PW2_97/PW2_100 على استعدادٍ للشهادة أصلًا.

يملك القضاة معلومات من وزارة العدل في ولاية راينلاند بفالتس تشير إلى أنّ طلبات المساعدة القانونية مع هذه الدولة صعبة عمومًا وتحتاج إلى وقت طويل. حيث ظلّ طلب من 2017 دون إجابة حتى هذا اليوم، في حين لم تتم الإجابة على طلب إحالة لملف قضية مؤرخ في 2015 إلا بعد سنة. وتم سحب طلب آخر من 2011 بعد ستة أشهر لأنّه لم يعد من المجدي النظر فيه في الإجراءات ذات الصلة.

لا توجد اتفاقية تنظم شهادات الصوت والصورة بين ألمانيا وهذه الدولة. وأخبرت السفارة الألمانية في [حُجبت المعلومات] القضاة أنّ طلبات المساعدة القانونية مع هذه الدولة صعبة عمومًا، بالأخص في ما يتعلق بتسليم طلبات الاستدعاء. وفقًا لتجربتهم، فإنّ أسرع طلبات استغرقت بين أربعة إلى ستة أشهر، إلّا أنّه يجب على المرء أن يحسب عادة سنة واحدة على الأقل أو أكثر من ذلك، وتبقى الإجابة غير مضمونة. تعتبر طلبات المساعدة القانونية صعبة تحديدًا عندما تتعلّق بقضايا سياسية حرجة أو ذات خلفية مخابراتية بسبب حق الرفض لأجهزة المخابرات في [حُجبت المعلومات] والتي يمكنها أن تصد الطلب كليًا. ينبغي أن يمنح القضاة سنة لاستدعاء PW2_97/PW2_100. وإن إقناعه بالشهادة في المحكمة سيتطلّب وقتًا أطول، بينما يظلّ نجاح طلب الاستدعاء مشكوكًا فيه. وفي نفس الوقت، سيتم الانتهاء من أخذ الأدلة في هذه المحاكمة على الأرجح في مطلع كانون الأول/ديسمبر 2021.

‌ج. عند وزن الأمور عمومًا، فإنّ استدعاء PW2_97/PW2_100 ليس مطلوبًا في إطار واجب المحكمة لإثبات الحقيقة نظرًا للنجاح المشكوك فيه لطلب المساعدة القانونية المشروط الذي سيكون على الأغلب غير ناجح. كما أنّ استدعاء PW2_97/PW2_100 ومثوله للشهادة سيؤدي إلى تأخير كبير في المحاكمة، في حين أنّ ذلك لن يقدّم رؤى جديدة. لذلك، فإن الاستدعاء ليس مطلوبًا.

3) إنّ محاولة الاستجواب بالصوت والصورة غير مطلوبة لأنّ نجاحها المتوقع هو نفس النجاح المتوقع بالنسبة للاستدعاء العام المفصل أعلاه. كما أنّه مشكوك في ما إذا كانت سلطات [حُجبت المعلومات] لديها ما يلزم من القدرات التنظيمية والموظفين لإجراء شهادة من هذا النوع. وهذا من شأنه أيضًا أن يقلل من القيمة الإثباتية لشهادة PW2_97/PW2_100.

رفض طلب الدفاع لاستدعاء [حُجبت المعلومات] [PW3_97] كشاهد

1) يُزعم أنّ PW3_97 يقيم في [حُجبت المعلومات] ويُفترض أن يشهد أنّه كان معتقلًا في الخطيب لأربعة أيام في وقت غير محدد. أثناء فترة اعتقاله، زُعم أنّ أنور قام بمعاملة PW3_97 بشكل جيد ويسّر إطلاق سراحه. إضافة إلى ذلك، يُفترض أن PW3_97 يعرف أنّ أنور سأل موظفين آخرين في الفرع لماذا ظلّوا يعتقلون مدنيين أبرياء. يُفترض أن تثبت شهادة PW3_97 أنّ أنور لم يكن يتمتع بصلاحيات صنع القرار ولم تكن لديه صلاحيات تنظيمية في الفرع وأنّه في المقابل حاول مساعدة المعتقلين. يفتَرض أنّ PW3_97 يعرف أنّ والدَي P31 قد أحضرا له الطعام إلى الفرع وسُمِح لـP31 أن يتناوله في مكتب أنور. يكمن الهدف من شهادة PW3_97 في التشكيك في مصداقية P31 وأن تقنع المحكمة بأنّ الاعتداء العنيف المزعوم الذي تعرّض له P31 على يدي أنور لا يحظى بمصداقية.

2) يجب رفض طلب الدفاع لاستدعاء PW3_97.

‌أ. بخصوص P31، لم تكن الغاية من طلب الدفاع أخذ أدلة لأن ذلك لا يفي بالمعايير الواردة في الفقرة 244(3) القسم 1 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني لأنّه لا يحدّد كيف يُفترض بـPW3_97 أن تكون لديه المعرفة المزعومة.

1.     في ما يتعلّق بزعم تناول P31 الطعام الذي أحضره له والداه في مكتب أنور، فإنّه يبقى من غير الواضح تمامًا كيف عرف PW3_97 عن ذلك. ومن غير الواضح كيف كان قادرًا على معرفة ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. إنّ الطلب لا يشير إلى ما إذا كان معتقلًا في القسم في فترة متزامنة مع P31 أم لا. ومن غير المحتمل أيضًا أن يكون والدا P31 قد أخبرا PW3_97 عن ذلك.

إنّ الأدلة التي تم أخذها حتى الآن تشير بالأحرى إلى أنّ المعتقلين كانوا بشكل رئيسي في السجن الذي في القبو وأخذوا إلى الطابق العلوي للتحقيق معهم فقط في غرف تعرّضوا فيها للتعذيب وإساءة المعاملة بشكل فردي. ولهذا، فإنّه من غير الواضح كيف حصل PW3_97 على المعرفة المزعومة ذات الصلة. ولم يشر الطلب إلا إلى أنّ PW3_97 كان يعرف P31، إلّا أنّه يظلّ غير واضح كيف تمكّن من مشاهدة المشهد المزعوم والتعرّف على P31 في مكتب في الطابق العلوي. ومن غير المحتمل أيضًا أن يكون PW3_97 قد توصّل إلى هذه الاستنتاجات بنفسه. وفي معرض شهادته في المحكمة، قدّم P31 وصفًا مفصّلًا للفرع 251 بالإضافة إلى توزيع الطعام في منطقة السجن. ولا يوجد شاهد آخر، فضلًا عمّا يُفترض منه أن يشهد عليه، أخبر المحكمة قط عن امتياز الحصول على الطعام في واحد من المكاتب في الطابق العلوي. [...]

2.     يمكن أن ينطبق الشيء نفسه على منظور PW3_97 لتعليقات أنور رسلان في ما يخص اعتقال المدنيين. ويظلّ من غير الواضح كيف يُفترض أن يكون PW3_97 قد سمع ذلك التعليق خلال وصول معتقلين جُدد. حيث تشير الأدلة التي تم أخذها حتى الآن إلى أن المعتقلين الجدد وصلوا إلى الساحة بينما كان المعتقلون في سجن موجود في قبو المبنيين القريبين.

3.     لهذا تبقى رؤى PW3_97 غير واضحة ولا تتطلّب مذكرة استدعاء له.

‌ب. في ما يتعلق بادعاء طلب الدفاع أنّ PW3_97 قادرٌ على المثول للشهادة بخصوص اعتقاله وعلاقته مع أنور رسلان، فإنّ ذلك لا صلة له بما إذا كان الطلب يعتبر طلبًا لأخذ الأدلة بموجب الفقرة 244(3) القسم 1 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، إذ أنّه يجب أن يقيَّم وفقًا للفقرة 244(5) القسم 2 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. إلّا أنّه وفقًا لذلك، فإنّ القيمة الإثباتية المتوقعة لـPW3_97منخفضة جدًا ومذكرة استدعائه غير مطلوبة. وإنّ وصف الدليل المطلوب ضعيف، ولا يفصّل ما إذا كان PW3_97 معتقلًا أثناء الفترة التي تغطيها لائحة الاتهام أم لا. وإن أسباب اعتقال PW3_97 وإطلاق سراحه غير واضحة أيضًا، كما هو الحال بالنسبة لمشاركة أنور رسلان المزعومة في هذا الشأن. [...] إن ’المعاملة الحسنة‘ غير محدّدة أيضًا في الطلب. وعمومًا، فإنّ الطلب لا يشكّل أساسًا كافيًا لافتراض أنّ PW3_97 سيقدّم رؤى إضافيةً في ما يتعلق بمعاملة المعتقلين من قِبل أنور رسلان.

وبالرغم من أنّ مذكرات الاستدعاء للشهود الذين يعيشون في [حُجبت المعلومات] غير معقّدة نسبيًا، فإنّ القيمة الإثباتية المتوقعة لا تتناسب منطقيًا مع التأخير الذي ستتسبب فيه مذكرة الاستدعاء. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ مثول PW3_97 في المحكمة ليس أكيدًا.

‌ج. يُرفض الطلب أيضًا نظرًا إلى الادعاءات الإثباتية الأخرى بموجب الفقرة 244(5) القسم 2 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. وبالنسبة إلى هذه الادعاءات الأخرى، فإنّ الطلب لا يقدّم أيّ مصادر حول معرفة PW3_97المزعومة والتي تبدو غير محتملة أيضًا. لهذا، فإنّه لا توجد حاجة إلى إجراء تقييمات إضافية.

رفض طلب الدفاع لاستدعاء أحمد الجربا [PW1_97] كشاهد

1)     لا يشير طلب الدفاع إلى عنوان PW1_97، إلّا أنّ رقم الهاتف الذي أعطِي للقضاة يظهر رمز دولة [حُجبت المعلومات]، وهي الدولة التي أشير إليها أيضًا في الطلب. كما أشار الطلب إلى أنّ PW1_97 كان مستعدًا لتقديم إفادته عبر الهاتف. يُفترض أنّ PW1_97 يعرف أنّ أنور رسلان كان يعمل في الفرع 285 في الفترة ما بين 1996 إلى 1998، في الوقت الذي كان فيه حافظ الأسد لا يزال في السلطة. يُفترض على PW1_97 أن يشهد أيضًا أنّ أنور رسلان قد عامل شقيق PW1_97معاملة حسنة أثناء فترة اعتقاله. يُزعم كذلك أنّ PW1_97 علم من شقيقه أنّ أنور رسلان كان الشخص الذي يسّر إطلاق سراحهما في ذلك الوقت، بحجة أنّه لم يكن هناك دليل ضدهما. ويُفترض أن يشهد PW1_97 أيضًا بخصوص نشاطات أنور لصالح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بين حزيران/يونيو 2013 إلى حزيران/يونيو 2014، وأنّ أنور كان يقف إلى جانب المعارضة، ويعارض النظام، ويعمل مع المعارضة. ويسرد طلب الدفاع قائمة تتضمن عددًا من نشاطات أنور المزعومة لصالح المعارضة: توزيع جوازات السفر، وضع قوائم سوداء وبيضاء، وكشف النشاطات التي يقوم بها صحفيون معينون.

2)     تُرك المجال مفتوحًا لما إذا كان الطلب هو طلبًا لأخذ أدلة أم طلبًا للتّحري عن أدلة. حيث كان هناك تأييد لصالح الاستنتاج الأخير بحقيقة أنّ الطلب لا يبيّن مكان إقامة PW1_97 وأنّ عنوانه غير معروف ويجب التحري عنه بادئ الأمر. ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كان PW1_97مستعدًا للمثول للشهادة أصلًا.

حتى لو اعتبر المرء الطلب طلبًا ملائمًا بموجب الفقرة 244(2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، فسيظلّ مرفوضًا بموجب الفقرة 244(5) القسم 2 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني الذي ينص على أنّه يمكن رفض مذكرات استدعاء الشهود الذين يعيشون خارج البلد في حال وجدت المحكمة بعد دراسة مستفيضة أن شهادة الشاهد غير ضرورية لإثبات الحقيقة.

‌أ. إنّ القيمة المتوقعة لشهادة PW1_97 في ما يخص مسألة الإدانة في هذه المحاكمة منخفضة. وبخصوص مسألة التّبعات القانونية [الأحكام] فإن القيمة المتوقعة لشهادة PW1_97 غير مرتفعة.

1.     إنّ الطلب ليس له صلة بخصوص الإفراج عن PW1_97 ومعاملته من قِبل أنور رسلان بما أنّ هذا حصل قبل 11 إلى 13 سنة من الفترة التي تغطيها لائحة الاتهام، وفي فرع مختلف، وضمن إطار عمل سياسي مختلف خلال حقبة حافظ الأسد، وقبل احتدام الثورة والإجراءات القمعية. ومن غير الواضح أيضًا إن جرت المعاملة وفقًا للواجب الرسمي لأنّه من المعروف أن شخصيات هامة مثل PW1_97تلقّوا أحيانًا معاملة مختلفة أثناء فترة اعتقالهم ولم يتعرّضوا لنفس العنف الذي تعرّض له معتقلون آخرون.

2.     ينطبق الأمر ذاته بالنسبة لنشاطات أنور رسلان لصالح المعارضة. إنّ القضاة على دراية بحقيقة أنّ أنور رسلان كان ناشطًا مع المعارضة في 2013 و2014، ذُكر هذا مسبقًا في المحكمة. وبالنسبة للنشاطات الدقيقة كما يُدّعى في الطلب، فإنّ الجهود لاستدعاء PW1_97 غير مبرّرة لأنّ هذه الادعاءات لا تقدّم رؤى ذات قيمة كبيرة تحديدًا. على سبيل المثال، فإنّه من غير المعروف ما هو التأثير الدقيق الذي أحدثته القوائم المذكورة أعلاه فعليًا. ويدرك القضاة أنّ PW1_97 يمكن أن يكون قادرًا على توفير معلومات مفصّلة أكثر بخصوص نشاطات أنور رسلان لصالح المعارضة، إلّا أنّ هذا حصل بعد الأفعال التي اتهم فيها ولهذا فإنّ لها أثرًا محدودًا في هذه المحاكمة. كما أن استعداد PW1_97 للمثول للشهادة مشكوك فيه أيضًا.

‌ب. إنّ طلب الدفاع سيحتاج إلى مذكرة استدعاء رسمية لـ PW1_97 في [حُجبت المعلومات] عن طريق طلب مساعدة قانونية يجب إصداره عبر قنوات دبلوماسية. وفي حين أنّ القضاة يمكنهم حتمًا التواصل مع الشاهد عبر الهاتف للتّحري عن عنوانه ولسؤاله عن استعداده العام ليمثُل للشهادة، فسيظلّ طلب استدعائه مطلوبًا من خلال قنوات رسمية عبر طلب مساعدة قانونية، إن كان PW1_97مستعدًا للمثول للشهادة أصلًا. حيث سيشكل الاستجواب غير الرسمي لـ PW1_97 خرقًا لسيادة [حُجبت المعلومات].

إنّ القضاة لديهم معلومات من وزارة العدل في ولاية راينلاند بفالتس تفيد أنّ طلبات المساعدة القانونية مع هذه الدولة تعتبر صعبة عمومًا وتحتاج إلى وقت طويل. حيث ظلّ طلب من 2017 دون إجابة حتى هذا اليوم، في حين لم تتم الإجابة على طلب إحالة لملف قضية مؤرخ في 2015 إلا بعد سنة. وتم سحب طلب آخر من 2011 بعد ستة أشهر لأنّه لم يعد من المجدي النظر فيه في الإجراءات ذات الصلة. ولا توجد اتفاقية تنظم الإدلاء بالشهادات بالصوت والصورة بين ألمانيا وهذه الدولة. وأخبرت السفارة الألمانية في [حُجبت المعلومات] القضاة أنّ طلبات المساعدة القانونية مع هذه الدولة صعبة عمومًا، بالأخص في ما يتعلق بتسليم طلبات الاستدعاء. ووفقًا لتجربتهم، فإنّ أسرع طلبات استغرقت بين أربعة إلى ستة أشهر، إلّا أنّه يجب على المرء أن يحسب عادة سنة واحدة على الأقل أو أكثر من ذلك، وتبقى الإجابة غير مضمونة. وتُعتبر طلبات المساعدة القانونية صعبة تحديدًا عندما تتعلّق بقضايا سياسية حرجة أو ذات خلفية مخابراتية بسبب حق الرفض لأجهزة المخابرات في [حُجبت المعلومات] والتي يمكنها أن تصد الطلب كليًا. وينبغي أن يمنح القضاة سنة لاستدعاء PW1_97. وإن إقناعه بالشهادة في المحكمة سيتطلّب وقتًا أطول، بينما يظلّ نجاح طلب الاستدعاء مشكوكًا فيه. وفي نفس الوقت، سيتم الانتهاء من أخذ الأدلة في هذه المحاكمة على الأرجح في مطلع كانون الأول/ديسمبر 2021.

‌ج.     بالنظر إلى جميع الجوانب، فإنّ استدعاء PW1_97ليس مطلوبًا لإثبات الحقيقة. إنّ نجاح مذكرات الاستدعاء واستعداد PW1_97 للشهادة يبقى موضع شك. وبالأخذ بعين الاعتبار أن ذلك سوف يؤخر الإجراءات ولن يضيف رؤىً جديدة، فإنّ الطلب لاستدعاء PW1_97 يجب أن يتم رفضه.

3) وإن محاولة جعل PW1_97 يدلي بشهادته عبر استجواب بالصوت والصورة ليست مطلوبة لنفس الأسباب. ومن غير المؤكد إن كانت السلطات [حُجبت المعلومات] لديها القدرات التنظيمية المطلوبة والموظفون لإجراء شهادة كهذه. وبالتالي فإن ذلك يخفض القيمة الإثباتية لشهادة PW1_97.

وضّحت رئيسة الجلسة القاضي كيربر أنّ طلبًا آخر من قِبل الدفاع لأخذ تقرير خبير إضافي كان قيد الانتظار وسيتم الحُكم فيه قريبًا.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:03صباحًا.

ستُستأنف المحاكمة يوم 1 كانون الأول/ديسمبر، 2021 في الساعة 9:30 صباحًا.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

[2] لغايات هذا التقرير، فإنّ مصطلح "شاهدة" يشير إلى المرأة (Z121020528) التي قابلها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا سابقًا. والشخص الذي ظهر اليوم في المحكمة كشاهد، هو كبير المفتشين الجنائيين فراي، وسوف يشار إليه باسمه و/أو رتبته.

______________________________________________

لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.