4 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #47: كل شيء نسبي

داخل محاكمة أنور رسلان #47: كل شيء نسبي

محاكمة أنور رسلان

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 47 لمراقبة المحاكمة

تواريخ الجلسات: 29 و30 أيلول/سبتمبر، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافاً للتعذيب.

يسرد تقرير مراقبة المحاكمة رقم 47 الصادر عن المركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين 94 و95 من محاكمة أنور رسلان في كوبلنتس. في اليوم الأول، تعيّن على المحكمة أن تستمع مجدداً إلى ضابطٍ من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية حول استجواب شاهدٍ رفض الإدلاء بشهادته في المحكمة. كما تعاملت المحكمة مع مسائل إدارية متعلقة بطلبات صادرة عن محامي الدفاع. وفي اليوم الثاني، استمعت المحكمة إلى ضابط الشرطة الذي سبق له أن أستجوب P46 بشأن أوجه عدم الاتساق في شهادته أمام المحكمة. كما أدلى طيار عسكري سوري سابق بشهادته عن اعتقاله في الخطيب، وعقد عدة اجتماعات مع رسلان بعد مغادرة الأخير لسوريا.

الملخّص/أبرز النقاط:

اليوم الرابع والتسعون – 29 أيلول/سبتمبر، 2021

أدلى كبير المفتشين الجنائيين دويسنج من الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية بشهادته حول استجواب شاهدٍ رفض الإدلاء بشهادته في المحكمة. وكان الشاهد قد استُجوب أولًا من قبل الشرطة السويدية قبل استجوابه من قبل الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية. وتعاملت المحكمة كذلك مع مسائل إدارية متعلقة بطلبات الدفاع السابقة لأخذ أدلة إضافية، وهي عبارة عن ثلاثة شهود وصورة من خرائط جوجل.

اليوم الخامس والتسعون – 30 أيلول/سبتمبر، 2021

أدلى رئيس المحققين الجنائيين شميت، من مكتب الشرطة الجنائية الإقليمي لولاية برلين، بشهادته حول استجوابه لـP46. ووفقاً لشميت، قال P46 للشرطة إن أول مرة رأى صورة أنور وسمع اسمه كانت عندما كان مع البنّي. وفي المقابل، قال P46 للمحكمة إنه لم يتحدث مع البنّي عن المتهم وإنه رأى صورة أنور في وسائل الإعلام قبل أن يلتقي البنّي.

أدلى P52، وهو طيار وصحفي سوري سابق، بشهادته حول اعتقاله في فرع الخطيب حيث التقى أيضاً بأنور الذي أجرى معه محادثة ودية. كما التقى الاثنان عدة مرات بعد انشقاق أنور وأجريا محادثة حول شعور أنور بأنه مراقب من قبل المخابرات السورية في برلين.

واستمعت المحكمة كذلك إلى طلبات الدفاع لاستدعاء شاهدين إضافيين. ورفض القضاة طلب الدفاع السابق للولوج إلى التحقيق الهيكلي لمكتب المدعي العام الاتحادي حول النزاع السوري.

اليوم الرابع والتسعون للمحاكمة – 29 أيلول/سبتمبر، 2021

بدأت الجلسة الساعة 9:30 صباحاً بحضور أربعة أشخاص وصحفيين اثنين. ومثّل الادعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. لم يحضر محامي المدّعي بانز بينما حضر المحامي د. ستول مكان محامي المدّعي شارمر. كان هناك مترجم واحد فقط في المحكمة.

شهادة كبير المفتشين الجنائيين دويسنج

أبلغت القاضي كيربر كبير المفتشين الجنائيين دويسنج من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا بحقوقه وواجباته كشاهد.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أوضحت القاضي كيربر أنه تم استدعاء دويسنج ليخبر المحكمة عن استجوابه لـ[SE5] وطلبت منه أن يصف لماذا وكيف تم استجواب SE5. أوضح دويسنج أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أُبلِغ عن وجود SE5 من قبل الشرطة السويدية. وبالتالي، صدر أمر تحقيق من الاتحاد الأوروبي إلى الشرطة السويدية التي اقتصرت على الإشارة إلى الشاهد باسم SE5. تم استجواب SE5 من قبل الشرطة السويدية في آب/أغسطس أو أيلول/سبتمبر 2018. تم إرسال محضر هذا الاستجواب إلى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا. ذكر المحضر بالتفصيل أن SE5 كان [حُجِبت المعلومات] وأنه كان معتقلاً في الفرع 251. أراد مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أولاً استجواب الشاهد في ستوكهولم، لكن المحامي الدكتور كروكر اتصل بمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا وأخبرهم أن SE5 كان على استعداد للمجيء إلى ألمانيا، لذلك تم استجوابه في برلين في 31 تشرين الأول/أكتوبر، 2018. قال دويسنج إنه أجرى الاستجواب مع زميله كنابمان ومترجم.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قد تم إبلاغ SE5 بحقوقه وواجباته. أكد دويسنج ذلك، قائلاً إنه تأكد أولاً من أن SE5 كان قادراً على التواصل بشكل جيد مع المترجم الفوري، ثم شرح لـSE5 موضوع القضية وأبلغه بحقوقه وواجباته.

قالت كيربر إن المحكمة سيكون لها اهتمام خاص بمحتوى الاستجواب وطلبت من دويسنج أن يصف ما قاله له SE5. أوضح دويسنج أن SE5 ولد في [حُجِبت المعلومات] لكنه نشأ في [حُجِبت المعلومات] حيث تخرّج من المدرسة الثانوية. ثم درس [حُجِبت المعلومات] وأجرى مزيداً من التدريب في [حُجِبت المعلومات].

تدخّلت كيربر قائلة إن المحكمة ستكون أكثر اهتماماً بما شهده SE5. مضى دويسنج يشرح أنه ابتداءً من عام 1987، كان SE5 ناشطاً سياسياً وكان معتقلاً بالفعل لعدة أيام قبل عام 2011. وبدءاً من عام 2011 فصاعداً، نظّم وشارك في مظاهرات في دمشق ودوما. لذلك ظهر اسمه في قائمة المطلوبين وفي [حُجِبت المعلومات] تم اعتقاله في مكان عمله [حُجِبت المعلومات] من قبل الأمن السياسي. ونُقل بالحافلة إلى فرع الخطيب. تذكّر دويسنج أن SE5 أخبره أنه على الرغم من أنه كان معصوب العينين أثناء مسير الحافلة، إلا أنه كان قادراً على معرفة إلى أين هم ذاهبون لأنه كان يعرف المنطقة جيداً. كما أخبر SE5 مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أنه تعرّض للضرب في الحافلة. فيما يتعلق بفترات اعتقال SE5، قال دويسنج للمحكمة أن SE5 كان معتقلاً في الفرع 251 والفرع 285 في [حُجِبت المعلومات] 2011 واستمر في نشاطه السياسي بعد الإفراج عنه في [حُجِبت المعلومات] 2011. لذلك اعتُقِل مرة أخرى في [حُجِبت المعلومات] واعتُقِل في الفرعين 251 و285 وكذلك في سجن عدرا. أطلِق سراحه في بداية [حُجِبت المعلومات].

تدخّلت القاضي كيربر، متسائلة عمّا إذا كان من الممكن أن يكون قد تم إطلاق سراح SE5 في مَطلع [حُجِبت المعلومات] في ضوء ما كُتِب في المحضر. فأكّد دويسنج ذلك، مضيفاً أن SE5 اعتُقل لمدة عام واحد. واصل دويسنج واصفاً كيف عُرضت على SE5 مجموعة صور تعرّف فيها على الشخص الموجود في الصورة رقم 3. أضاف دويسنج في المحكمة أن هذا الشخص لم يكن أنور رسلان ولكنه رجل يشبهه. لم يذكر SE5 اسم الشخص الموجود في الصورة رقم 3، لذلك سأله دويسنج عن اسم أنور رسلان. ثم قال SE5 إنه أثناء اعتقاله الأول، سمع اسم [أنور رسلان] في محادثات بين زملائه المعتقلين. ذكر SE5 فقط اللقب [اسم العائلة] وقال إنه لم يسمع الاسم في حوارات مباشرة ولكنه سمعه في محادثات بين زملائه المعتقلين. وبحسب SE5، فإن هذا الشخص [أنور] كان ضابط تحقيق. عندما كان يؤخَذ معتقلون آخرون للتحقيق، كان أولئك الذين يبقون في الزنزانة يأملون ألا يُؤخَذ هذا المعتقل إلى أنور الذي كان وحشاً بلا رحمة وكان يشارك بشكل فعلي في التعذيب. أوضح دويسنج أن SE5 قام على الفور بعزو هذا الأمر إلى آخرين من خلال توضيح أنه لم يتم إخباره بذلك بشكل مباشر، ولكن سمعه في المحادثات بين زملائه المعتقلين. لم يسمع SE5 الاسم أثناء اعتقاله الثاني. قال دويسنج إنه خلال فترة الاستجواب اللاحقة، ذكر SE5 أنه سمع اسم أنور فيما يتعلق بتقارير وسائل الإعلام عن شخص انشق وانضم إلى المعارضة. سأل دويسنج أيضاً SE5 عمّا إذا كان قادراً على قول شيء بخصوص الزي الرسمي الذي ارتداه الموظفون في الفرع. فأجاب SE5 أن ضابط التحقيق الأول كان يرتدي بدلة رياضة وليس زياً رسمياً. قال إنه تمكن من رؤية ذلك عندما تحركت العصبة قليلاً عن عينيه. كان ضابط التحقيق يقف خلفه لكنه تمكّن من رؤية بدلة الرياضة.

ذكر دويسنج كذلك أنه طلب من SE5 رسم مخطط توضيحي للفرع 251. وصف SE5 أولاً موقع الفرع، مشيراً إلى شارع بغداد وشارع حلب وحديقة السمكة ومشفى الهلال الأحمر. ثم قام SE5 برسم مخطط توضيحي للجزء الخارجي والداخلي للفرع. وفقاً لـSE5، كان في الفرع ثلاثة طوابق تحت الأرض. في الطابق الثالث تحت الأرض كانت هناك زنازين انفرادية فقط. لم يتم احتجاز SE5 في تلك الزنازين أبداً، كان فقط في الطابق الثاني تحت الأرض. في الطابق الأول تحت الأرض كانت هناك زنازين انفرادية وجماعية، ومنطقة للسجانين، ومطبخ ومكان للاستحمام. قال SE5 إنه كان هناك حوالي 20 زنزانة جماعية، لكنه لم يكن قادراً على تقدير عدد الزنازين الانفرادية. وفقاً لدويسنج، وصف SE5 أن الطابق الأول تحت الأرض كان “للمحظوظين”: عناصر الشبيحة الموصومين بالعار أو أولئك الذين كانوا على وشك الإفراج عنهم. كان الطعام هناك أفضل وكان بإمكان المرء أن يرى السماء. وفقاً لـSE5، كان من المستحيل رؤية السماء من الطابق الثاني تحت الأرض. كان المصدر الوحيد للضوء هناك هو الضوء الاصطناعي.

فيما يتعلق بالتسلسل الهرمي، قال SE5 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أن السجانين كانوا تابعين إدارياً لضباط التحقيق. استطاع أن يقول ذلك من واقع أن السجانين خاطبوا ضباط التحقيق بلقب “سيدي” وأن ضبّاط التحقيق كانوا قساة للغاية مع السجانين.

فيما يتعلق بحالة الاعتقال العامة، وصف SE5 أن الزنزانة الجماعية التي اعتقل فيها كانت حوالي 4×6 أمتار وكان فيها حوالي 50 معتقلاً. كان عليهم النوم بالتناوب، بل إن بعضهم كان ينام في مكان متوسط الارتفاع فوق المرحاض. وفقاً لـSE5، كان الطعام جيداً أثناء اعتقاله الأول. كان الناس يُعتقلون عادة لمدة أربعين يوماً ويتناولون الطعام مرتين يومياً.

فيما يتعلق بالتحقيقات، قال SE5 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا إنه تم التحقيق معه ثلاث مرات خلال اعتقاله الأول. تم التحقيق معه مرتين في الخطيب ومرة ​​في الفرع 285. أشار دويسنج إلى أن SE5 قال في البداية إنه لم يتعرض للعنف أثناء التحقيق ولكنه تلقى “ضربات خفيفة” من أحد السجانين في طريقه إلى التحقيق الأول. قال ضابط التحقيق لـSE5 أنه على الرغم من أن لديهم آراء مختلفة، إلا أنه “سيحاول إيجاد طريقة” – تم التحقيق مع SE5 بشأن حسابه على الفيسبوك وأنشطته كجزء من المعارضة. قال دويسنج إنه كان هناك على ما يبدو استراحة أثناء التحقيق الأول لـSE5، بسبب قيام ضابط التحقيق بإجراء مكالمات هاتفية. خلال هذه الاستراحة، كان على SE5 الانتظار في الردهة حيث تعرض للضرب والإهانة من قبل السجانين المارين. أضاف دويسنج أن التحقيق الثاني لـSE5 كان مماثلاً. كان مرتبطاً من حيث الموضوع بالتحقيق الأول ووصف SE5 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أن ضابط التحقيق “لعب ألاعيب نفسية”. قال SE5 إن السجّان دفعه أثناء التحقيق. ولم يتعرض للضرب وهو في طريقه للتحقيق وإنما أثناء فترات الاستراحة. قال دويسنج إن SE5 أخبر الشرطة السويدية في البداية أنه لم يتعرض للتعذيب، لكنه أوضح بعد ذلك لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أنه ببساطة لم يعتبر الضرب بمثابة تعذيب.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

سأل القاضي فيدنير دويسنج عمّا قصد SE5 بقوله “ألاعيب نفسية”. أوضح دويسنج أن SE5 أخبره عن موقف اقتيد فيه إلى غرفة التحقيق وضُرِب من قبل السجّان. كان ضابط التحقيق ودوداً إلى حد ما لكن SE5 قال إن ذلك كان مفبركاً. أوضح دويسنج كذلك أنه فيما يتعلق بوضع زملائه المعتقلين، أخبره SE5 أنه كان من الطبيعي سماع صراخ التعذيب في الزنازين على مدار الساعة. كان بإمكان المرء أن يسمع أصوات الصراخ على وجه الخصوص عندما يُستدعى للتحقيق ويضطر للذهاب إلى الجزء الأمامي من الزنزانة، بالقرب من الباب. كان الناس يُعذَّبون أمام الزنزانة، وبالتالي كان بإمكان المرء سماعهم عندما يكون بالقرب من الباب داخل الزنزانة. قال SE5 كذلك إنه كان شاهداً على التعذيب باستخدام الفلقة ورأى معتقلاً مشبوحاً حيث كان يتدلى من معصميه من السقف. وأضاف SE5 أنه شاهد هذا المعتقل فيما بعد عندما كان جسده مُخضَرّا ومُزرَقا وكان يرتدي سروالاً داخلياً فقط. سمع SE5 أيضاً صوت صعقات كهربائية وشهد ضرباً عشوائياً بخرطوم أخضر.

أشار فيدنير إلى محضر استجواب مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا والذي بموجبه وصف SE5 أنه عندما دفعه أحد السجانين، أخبر ضابط التحقيق الذي كان حاضراً السجّان بأن يدع SE5 وشأنه لأنهم سيكونون أصدقاء وبالتأكيد سيجدون طريقة للتعاون. أكّد دويسنج أن SE5 أخبره بذلك.

فيما يتعلق بأساليب التعذيب، أراد فيدنير معرفة ما إذا كان SE5 قد رأى الشّبْح أم أن آخرين أخبروه عنه. أوضح دويسنج أنه عندما كانوا يتحدثون عن زملاء SE5 المعتقلين، ذكر SE5 هذا الأسلوب، لكن دويسنج لم يكن متأكداً مما إذا كان SE5 قد شاهده بنفسه أو سمع عنه.

قال فيدنير إنه وفقاً لمحضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، سُئل SE5 عن أساليب التعذيب وأجاب بأنه شاهد الضرب بالخرطوم الأخضر والشّبْح. فأكّد دويسنج ذلك.

سأل فيدنير كيف تمكن SE5 من أن يشهد ذلك، وكيف تمكن من أن يراه. قال دويسنج إن SE5 أوضح لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أن المعتقلين لم يكونوا معصوبي الأعين عندما كانوا داخل الزنازين. عُصبت أعينهم فقط عندما كانوا خارج الزنازين، لا سيما في طريقهم إلى جلسات التحقيق. عندما كان يتم استدعاء أسمائهم لأخذهم للتحقيق، كان عليهم الذهاب إلى المنطقة الأمامية حيث كان بإمكانهم مشاهدة ما كان يحدث أمام الزنزانة.

أكد فيدنير أن محضر الاستجواب ينص على نفس الشيء. واستمر في سؤال دويسنج عمّا إذا كان SE5 قد التقى بمعتقلين جرحى. ذكر دويسنج أن SE5 وصف أنه التقى مرة أخرى بالمعتقل الذي رآه من قبل عندما تعرّض للشّبْح. سأل المعتقل السجّان عن سبب تعذيبه فضربه السجّان على رأسه فاصطدم رأسه بالحائط وبدأ ينزف.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت هناك اعتداءات داخل الزنزانة. قال دويسنج إن SE5 أخبره أن السجّانين دخلوا الزنزانة لصب الماء على المعتقلين. كما قام السجانون بضرب الأشخاص بشكل عشوائي داخل الزنزانة. لكن الفلقة كانت تُستخدم بشكل رئيسي خارج الزنازين.

أشار فيدنير إلى محضر مكتب الشرطة الذي جاء فيه أن SE5 قال إن المعتقلين غُمروا بالماء وضُربوا بشكل عشوائي. فأكّد دويسنج ذلك.

أراد فيدنير كذلك معرفة ما إذا كان SE5 قد شاهد جثثاً وموتى وأشخاصاً متوفين حديثا. وفقاً لدويسنج، لم يشهد SE5 أي شيء من هذا القبيل أثناء اعتقاله الأول في فرع الخطيب.

فيما يتعلق بفترات اعتقال SE5، ذكر فيدنير أنه تم القبض على SE5 لأول مرة في [حُجِبت المعلومات] 2011 وسأل دويسنج عن مدة اعتقال SE5. قال دويسنج إن SE5 اعتُقِل لما مجموعه 60 يوماً. أمضى من 45 إلى 55 يوماً في فرع الخطيب قبل نقله إلى الفرع 285 حيث اعتُقِل حوالي عشرة أيام، ثم نُقل إلى سجن عدرا.

أشار فيدنير إلى محضر مكتب الشرطة الذي أوضح بموجبه SE5 أنه تم اعتقاله لمدة 35-45 يوماً في فرع الخطيب، ثم من عشرة إلى اثني عشر يوماً في الفرع 285 وتم نقله إلى سجن عدرا بعد ذلك. أراد فيدنير معرفة كيف تم إطلاق سراح SE5. قال دويسنج إن SE5 نُقل إلى محكمة في دوما حيث كان عليه أن يوقّع تعهّداً بأنه لن يشارك أبداً في مظاهرة أو يقوم بأنشطة معارضة مرة أخرى. أطلِق سراحه بعد ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت هناك محاكمة وحُكم. نفى دويسنج ذلك، مشيراً إلى أن SE5 وصفها بأنها مجرد إجراء شكلي.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن الاعتقال الثاني لـSE5 والذي استمر من أواخر [حُجِبت المعلومات] حتى [حُجِبت المعلومات]. سأل دويسنج عن الفترات التي قضاها SE5 في فرع الخطيب خلال هذا الوقت. أوضح دويسنج أن SE5 اعتقل في فرع الخطيب لمدة نصف عام تقريباً. ولكن تم نقله ذهاباً وإياباً إلى الفرع 285. قال دويسنج إنه إذا تذكر بشكل صحيح، قال SE5 إنه نُقل إلى سجن عدرا بعد خمسة أشهر. أضاف دويسنج أنه وفقاً لـSE5، كان اعتقاله الثاني أسوأ من الأول وأن الاعتقال الأول كان بمثابة “نزهة لطيفة” مقارنة بالاعتقال الثاني.

سأل فيدنير عمّا إذا كان [في الاعتقال الثاني لـSE5] قد تم اعتقال SE5 في مكان آخر قبل نقله إلى الخطيب. قال دويسنج إن SE5 تم اعتقاله لأول مرة في القسم 40 لعدة أيام. تذكر دويسنج أن SE5 أخبره أنه تعرض للخداع وبقي في البداية في القسم 40 بقيادة حافظ مخلوف قبل نقله إلى فرع الخطيب.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان SE5 قد مثل أمام محكمة في اعتقاله الثاني. أشار دويسنج إلى أن SE5 نُقل إلى محكمة أثناء اعتقاله الثاني. عندما كان SE5 في سجن عدرا، نُقِل إلى محكمة عسكرية في المزة حيث تمت تلاوة شيء يشبه لائحة الاتهام تتهمه بدعم وتمويل إرهابيين. قال دويسنج إن SE5 انزعج عندما تم ذُكِر قرص مضغوط أو فلاشة تخزين كدليل رئيسي في لائحة الاتهام هذه، لأنها محض افتراء وفقاً لـSE5. قال دويسنج إنه تم إطلاق سراح SE5 في النهاية لأن زوجته دفعت رشاوى للشبيحة. كانت هذه الرشاوى أيضاً السبب وراء حذف اسم SE5 من قائمة حظر السفر حتى يتمكن في نهاية المطاف من مغادرة سوريا.

سأل فيدنير عمّا إذا كان SE5 عضواً مهماً في المعارضة. أشار دويسنج إلى أن SE5 تحدث بشكل مكثف عن أنشطته التي بدأت في عام 1987. أخبر SE5 مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا أنه كان يعمل سراً حتى عام 2000 عندما انضم إلى [حُجِبت المعلومات]. وعندما تم حظر [حُجِبت المعلومات]، قُبِض على SE5 على الفور من قبل الأمن السياسي ولكن تم إطلاق سراحه بفضل منظمات حقوق الإنسان. وبعد بداية النزاع، بدأ SE5 في تنظيم مظاهرات والمشاركة فيها. قال SE5 لمكتب الشرطة أن اسمه كان بالتالي في المرتبة الثالثة على قائمة المطلوبين.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن موضوع التحقيقات التي أجريت مع SE5 في الفرع 251. ذكر دويسنج أن SE5 وصف كيف تم استدعاؤه إلى مكتب توفيق يونس. قال SE5 إنه لم يكن يعرف هذا الشخص في ذلك الوقت ولكنه اكتشف الصلة بعد ذلك. أوضح توفيق يونس لـSE5 أنه يجب عليه التعاون “لإيجاد طريقة”. قال دويسنج ربما يكون “التجنيد” مصطلحاً خاطئاً في هذا السياق، ومع ذلك، وفقاً لـSE5، حاول توفيق يونس إقناع SE5 بالعمل لصالح الحكومة والتأثير على المعارضة.

سأل فيدنير كيف تمكن SE5 لاحقاً من تحديد هوية الشخص بأنه توفيق يونس. قال دويسنج أنه لا يستطيع تذكر ما قاله SE5 في هذا الصدد.

قال فيدنير إنه وفقاً لمحضر مكتب الشرطة قال SE5 إنه رأى فيما بعد صوراً لتوفيق يونس وتعرّف عليه. فأكّد دويسنج ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف كيف وصف SE5 مكتب توفيق يونس. أشار دويسنج إلى قول SE5 إنه كان مكتباً كبيراً به طاولة خشبية، وصورة بشار الأسد، وعلمان سوريان.

أشار فيدنير مرة أخرى إلى محضر مكتب الشرطة، قائلاً إنه وفقاً لـSE5 كانت هناك صورة للأسد (لم يذكر الاسم الأول في المحضر) معلقة في المكتب مع العلم السوري على اليسار واليمين. وكان هناك وعاء به فواكه، وتلفزيون كبير. فأكّد دويسنج ذلك مرة أخرى.

سأل فيدنير عمّا إذا كان المكتب في نفس المبنى أو في مبنى مختلف عن الزنازين. قال دويسنج إنه سأل SE5 عن ذلك. فأخبره SE5 أن المكتب كان بعيداً عن الزنازين لأن المرء لا يستطيع سماع أي صراخ هناك. لم يعرف SE5 ما إذا كان هو نفس المبنى أو أي طابق كان.

أشار فيدنير إلى محضر مكتب الشرطة حيث قال SE5 إنه اقتيد إلى الطابق العلوي ولكن لم يتمكن من تقدير المسافة جيداً لأنه كان معصوب العينين. افترض أن المكتب كان في نفس المبنى الذي توجد به الزنازين لكنه لم يكن يعرف على وجه التحديد. فأكّد دويسنج ذلك.

أشار فيدنير إلى أن SE5 أخبر مكتب الشرطة عن الفلقة والشّبْح، وسأل دويسنج عمّا إذا كان SE5 قد ذكر أساليب تعذيب أخرى أيضاً. قال دويسنج إن SE5 أخبره عن الضرب العشوائي بخرطوم بلاستيكي أخضر وكابلات. قال SE5 أيضاً إنه سمع صوت صدمات كهربائية.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن وصول SE5 إلى الفرع لدى اعتقاله الأول. قال دويسنج إن SE5 وصف لمكتب الشرطة أنه نُقل أولاً إلى الأمن السياسي في دوما للتعرف على هاتفه المحمول. ثم نُقل إلى الخطيب بنفس الحافلة التي استخدمت في اعتقاله. كان SE5 معصوب العينين، وقال دويسنج إنه يعتقد أن SE5 قال إنه تم وضع كيس على رأسه. ومع ذلك، تمكن SE5 من رؤية أن الحافلة كانت بها ستائر لأنه عندما تم القبض عليه، لم يكن معصوب العينين بشكل صحيح، وإنما تم وضع قميصه على رأسه، بالتالي تمكن من رؤية بعض الأشياء. في الطريق إلى الخطيب، تعرّض SE5 ومعتقلون آخرون للضرب والإهانة من قبل السجانين وأجبِروا على مدح الأسد.

تدخّل فيدنير، وسأل دويسنج عن المدة التي استغرقها نقل SE5 إلى الفرع. أشار دويسنج إلى أن SE5 أخبره أن الطريق من دوما إلى الخطيب كانت قصيرة في العادة، لكنه شعر بأنها طويلة جداً بالنسبة له. عادة ما تستغرق 15 دقيقة ولكن SE5 شعر وكأنها 45 دقيقة.

طلب فيدنير من دويسنج الاستمرار. قال دويسنج إنه عندما اقتيد SE5 من الحافلة واضطر إلى النزول إلى الطابق السفلي، تعرض للضرب من قبل سجّانين، وهو ما جرت العادة بتسميته “حفلة الترحيب الكلاسيكية”.

سأل فيدنير عمّا إذا كان قد تم إبلاغ أي شخص بمكان وجود SE5. أشار دويسنج إلى أنه لم يتم إبلاغ أحد من قبل السلطات الرسمية. وفقاً لدويسنج، تمكن SE5 من إبلاغ أقاربه لأن أحد السجّانين أعطاه قلماً. قام SE5 بإخفاء القلم وعندما تم الإفراج عن أحد زملائه المعتقلين، كتب SE5 أسماء المعتقلين الآخرين داخل بنطال الجينز الخاص بالمعتقل الذي كان على وشك الإفراج عنه. ثم أطلق سراح هذا الشخص وتمكن من الاتصال ببعض الأقارب.

أشار فيدنير إلى أن SE5 ذكر اسم أنور وسأل دويسنج عمّا إذا كان SE5 قد قابل أنور شخصياً. نفى دويسنج ذلك، قائلاً إن SE5 أخبره أنه يعرف الاسم فقط من حوارات المعتقلين الآخرين. لم ير SE5 هذا الشخص قط.

سأل فيدنير عمّا إذا كان SE5 سمع أوصافاً محدّدة لأنور من معتقلين آخرين. قال دويسنج إنه لا يعتقد أن SE5 ذكر شيئاً في هذا الصدد. ولكن SE5 أخبر دويسنج أن اسم أنور ورد في سياق التحقيقات، عندما كان يتم استدعاء آخرين للتحقيق، كان أولئك الذين يبقون في الزنزانة يقولون إنهم يأملون ألا يُؤخَذ هذا الشخص إلى أنور.

فيما يتعلق بالتسلسل الهرمي الذي وصفه SE5، أراد فيدنير أن يعرف من دويسنج ما إذا كان SE5 قد وصف أيضاً التسلسل الهرمي بين السجّانين. فأكّد دويسنج ذلك، قائلاً إنه وفقاً لـSE5، فإن السجانين الذين قاموا بالتعذيب كانوا أعلى رتبة من أولئك الذين اقتصر عملهم على مراقبة المعتقلين.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن الوضع العام لدى استجواب مكتب الشرطة لـSE5، فيما إذا كان SE5 متعاوناً أو متردداً. أشار دويسنج إلى أن SE5 قدّم معلومات شاملة بشكل خاص عن نفسه وأنشطته السياسية. وطيلة جلسة الاستجواب، كان SE5 على استعداد للإجابة مباشرة على أسئلة محددة. لم يكن هناك أي لبس من جانب SE5، فقد حاول الإجابة بشكل مباشر على جميع الأسئلة.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت هناك مشاكل في التواصل. نفى دويسنج ذلك، موضحاً أنه كالمعتاد، تأكّد من أن الشاهد والمترجم يتواصلان بشكل جيد. وأكد SE5 أن هذا كان هو الحال. تمت إعادة ترجمة كل شيء على مسمع SE5 الذي وقّع في أسفل كل صفحة وأجرى تصحيحاً واحداً على المحضر. أضاف دويسنج أن إعادة الترجمة استغرقت أكثر من ساعة.

أكد فيدنير، قائلاً إنه وفقاً للمحضر، بدأ الاستجواب في الساعة 10 صباحاً، وتمت إعادة الترجمة من 5:11 مساءً حتى 6:39 مساءً.

لم يكن لدى الادّعاء العام أية أسئلة لدويسنج.

استجواب من قبل محامي الدفاع

قال محامي الدفاع بوكر إن لديه بضعة أسئلة فقط. أراد أولاً معرفة ما قاله SE5 لكبير المفتشين الجنائيين دويسنج حول مدى سهولة أو صعوبة معرفة أسماء ضباط التحقيق. أشار دويسنج إلى قول SE5 إن فرع الخطيب كان عالماً قائماً بحدّ ذاته حيث كان من الصعب معرفة الأسماء. عندما سأل دويسنج SE5 كيف سمع اسم أنور، أخبره SE5 أنه سمعه من معتقلين آخرين. قال SE5 كذلك إنه ربما ذُكِر الاسم أثناء تحقيقات أخرى.

سأل بوكر دويسنج كيف يقدّر مصداقية الأوصاف التي قدّمها SE5، مشيراً إلى حقيقة أن الزنازين كانت في الطابق السفلي وأنه وفقاً للمحضر، أخبر SE5 مكتب الشرطة أن “كل شيء نسبي” في الزنازين. أوضح دويسنج أن SE5 قال ذلك بالضبط فيما يتعلق باسم أنور رسلان. قال SE5 إنه لا يمكنه تأكيد ما إذا كان الاسم صحيحاً لأنه لم ير هذا الشخص بنفسه.

استنتج بوكر أن SE5 قال بالتالي إن المرء لن يعرف ماذا كانت الحقيقة من عدمها. فأكّد دويسنج ذلك.

سأل بوكر عمّا إذا كان SE5 قد سمع أن شخصاً ما تم التحقيق معه من قبل أنور رسلان. أوضح دويسنج أن SE5 لم يكن يُجر حواراً مباشراً مع الآخرين حول أنور. ولم يسمع الاسم إلا في حوارات جرت بين معتقلين آخرين.

أراد بوكر معرفة ما إذا كان شخص ما قد أخبر SE5 أنه [الشخص الآخر] قد تم التحقيق معه من قبل أنور. نفى دويسنج ذلك. قال بوكر إنه، وفقاً للمحضر، أجاب SE5 على هذا السؤال بأنه غير متأكد ولم يستطع أن يتذكر.

أشار بوكر إلى أن دويسنج سأل SE5 عن مسار التحقيقين اللذين خضع لهما في الفرع 251. أراد بوكر أن يعرف كيف تصرّف ضابط التحقيق مع SE5 في التحقيق الأول. أوضح دويسنج أن كلا التحقيقين حدثا أثناء الاعتقال الأول لـSE5 في الفرع. قال دويسنج إنه وSE5 لم يتحدثا عن الاعتقال الثاني لـSE5 في عام 2012. أخبر ضابط التحقيق SE5 في التحقيق الأول أنه على الرغم من اختلاف الآراء بينهما، إلا أنه من المؤكد أنهما سيجدان طريقة/حلاً. لم يتعرّض SE5 لعنف أثناء التحقيق، وإنما أثناء فترات الراحة. وصف SE5 هذا العنف بأنه منهجي: كان عليه الانتظار في الردهة ووجهه إلى الجدار. وكان يضربه كل سجّان يمر به.

أراد بوكر أن يعرف بم تمت مخاطبة SE5 في التحقيق الأول. قال دويسنج إنه يعتقد أنه تمت مخاطبة SE5 باسمه. ولكن في الطريق إلى جلسة التحقيق، لم يتم مخاطبة المعتقلين إلا بالأرقام، للتأكد من عدم تعرّف أي شخص آخر على هوية المعتقلين هناك من خلال سماع الأسماء.

سأل بوكر عمّا إذا كان ضابط التحقيق هو نفسه في التحقيق الثاني مع SE5 أو إذا كان شخصاً آخر. قال دويسنج إنه يعتقد أنه كان هو نفسه وأن SE5 كان قادراً على التعرف على الصوت.

أراد بوكر معرفة ما إذا كان محتوى التحقيق الثاني يتبع التحقيق الأول وما إذا كان قد تم الإشارة إلى معلومات من التحقيق الأول. فأكّد دويسنج ذلك، قائلاً إنه سبق وأن أخبر المحكمة بذلك.

سأل بوكر عمّا إذا كانت هناك أوامر بخصوص العصبة التي وُضِعت على عيني SE5. قال دويسنج إنه يعتقد أن SE5 طُلِب منه في التحقيق الأول أن يزيل العصبة عن عينيه، لكن ضابط التحقيق كان يقف خلفه.

أشار بوكر إلى محضر مكتب الشرطة الذي قال فيه SE5 إنه سُمح له بخلع العصبة عن عينيه في التحقيق الثاني وأن ضابط تحقيق كان يقف خلفه في هذه المرة. ولكن وفقا للمحضر، فإن SE5 لم ير بدلة رياضة. قال دويسنج إن SE5 رأى بدلة الرياضة في التحقيق الأول.

أشار بوكر إلى “الألاعيب النفسية” التي ذكرها SE5 وسأل دويسنج عمّا إذا كان SE5 قد أجرى ربطاً زمنياً بين الأفعال الجسدية وما حدث في غرفة التحقيق. قال دويسنج إن أحد السجّانين دفع SE5 داخل غرفة التحقيق عندما أخبر ضابط التحقيق السجّان بالتوقف عن ذلك لأنهم “يرغبون جميعاً في التعاون”.

سأل بوكر دويسنج ما هو بالضبط، من الناحية الموضوعية، الجزء المتعلق “بالألاعيب النفسية”. أشار بوكر إلى الموقف عندما طُلب من السجّان عدم استخدام العنف، غير أن SE5 قال إنه تعرض بعد ذلك للعنف أثناء فترات الراحة التي حصل عليها أثناء جلسة التحقيق. تساءل بوكر عمّا إذا كان هذا التناقض هو “الألعوبة النفسية”. فأكد دويسنج أن SE5 وصف الموقف كما ذكره بوكر للتو. أضاف دويسنج أن ما جعل SE5 يطلق على هذه الممارسة اسم “ألاعيب نفسية” تحديداً سيكون مذكوراً في المحضر. أوضح دويسنج كذلك أنه وفقاً لـSE5، كان الوقت الذي أمضاه في الاعتقال بمثابة تعذيب. قال SE5 أيضاً إنه على الرغم من أن ضابط التحقيق بدا ودوداً، إلا أن ذلك كان من باب الخديعة فقط.

سأل بوكر عمّا إذا كان شخص ما قد مات أثناء الفترة التي أمضاها SE5 في الاعتقال. قال دويسنج إنه سبق وأن أخبر المحكمة أن هذا لم يحدث.

تدخل القاضي فيدنير وسأل عمّا أراده توفيق يونس من SE5. قال دويسنج إن يونس أراد إقناع SE5 بالتعاون والتأثير على المعارضة. أكد فيدنير أنه وفقاً للمحضر، قال SE5 إنه كان في المعارضة لفترة طويلة وبالتالي كان له تأثير معين.

استجواب من قبل محامي المدعين

أشارت محامية المدعين الدكتورة آنا أوميشين إلى أن عائلة SE5 لم تتلقّ معلومات عنه من السلطات الرسمية. ,وسألت دويسنج عمّا إذا كان SE5 كعضو في المعارضة متأهبا لذلك. قال دويسنج إن معتقلاً أُطلق سراحه سرّب أسماء معتقلين آخرين خارج السجن، لأن SE5 كتب تلك الأسماء داخل بنطال الجينز لهذا المعتقل.

أكدت أوميشين أن دويسنج ذكر هذا بالفعل ولكنها أرادت أن تعرف ما إذا كان SE5 متأهبا لذلك بسبب كونه عضواً في المعارضة. أشارت أوميشين إلى محضر استجواب الشرطة لـSE5، والذي أنكر SE5 بموجبه أن عائلته قد أُبلغت بمكان وجوده، لكنه قال إنه بصفته عضواً في المعارضة “كان يعرف ما يمكن للمرء أن يفعله في هذه الحالة.” فأكّد دويسنج إذا كان هذا ما كُتب في المحضر، فسيكون SE5 قد قاله بهذه الطريقة.

صُرِف دويسنج كشاهد في الساعة 10:27 صباحاً.

أعلنت القاضي كيربر رئيسة المحكمة استراحة لمدة 15 دقيقة ليأخذ المترجم قسطاً من الراحة.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

مسائل إدارية

أعلنت كيربر أن المحكمة تلقت بيان خبير إضافي من معهد ماكس بلانك [لم تذكر كيربر الاسم الدقيق للمعهد] بخصوص المادة 240 من القانون الجنائي الألماني [الإكراه]. فيما يتعلق بالجدول الزمني التالي ليوم المحاكمة، أوضحت كيربر أن المحكمة ستستمع الآن إلى بيانين، أحدهما من الادّعاء العام والآخر من محامية المدعين الدكتورة أوميشين، وبعد ذلك ربما تعاين وثائق وتناقش في النهاية الإجراءات الإضافية في المحاكمة دون حضور الجمهور.

قال محامي الدفاع بوكر إنه وزميله سيحتاجان أيضاً إلى بعض الوقت للتحدث إلى موكلهما. وأكدت القاضي كيربر أنه سيتم إجراء الترتيبات اللازمة حتى يتمكنوا من الحصول على ثلاثين دقيقة.

[ما يلي هو إعادة صياغة لبيان الادعاء العام، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

بيان بخصوص طلب الدفاع للحصول على أدلة بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر، 2021 [تقرير المحاكمة رقم 46، اليوم 93؛ PW3].

اعتراض الادعاء العام على استدعاء [PW3_93] والاستماع له كشاهد

المبرر:

  • من المفترض أن يؤكد PW3_93 (أولاً) أن أنور رسلان ساعده في إطلاق سراحه [من فرع الخطيب]، (ثانياً) موقف أنور رسلان الودي والمؤيد للمعارضة، (ثالثاً) أن أنور رسلان لم يأمر أبداً بالتعذيب، (رابعاً) أن أنور رسلان وPW3 عملا معاً لصالح المعارضة، (خامساً) أن أعضاء القسم 40 أجروا تحقيقات في فرع الخطيب دون حضور أنور رسلان أو غيره من موظفي الفرع.
  • في غياب طلب حسب الأصول للحصول على أدلة، لن يتم قبول طلب الدفاع. لم يقدّم الدفاع طلباً وفقاً للمادة 244 (1) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني.
  • إن الطلب غامض للغاية، بخصوص مساعدة أنور رسلان المزعومة لإطلاق سراح PW3_93 لأنه لا يزال من غير الواضح متى وكيف تم القبض على PW3_93 وإطلاق سراحه. ولا علاقة لهذا الادعاء بمسألة ذنب المتهم لأن مساعدة شخص ما في حالة واحدة لا تعني أن المتهم لم يرتكب الجرائم الأخرى المتهم بارتكابها.
  • موقف المتهم وتعاطفه هو مجرد تقديرات من قبل PW3 وليست مشاهدات فعلية.
  • لا يزال من غير الواضح كيف ينبغي أن يثبت PW3_93 أن أنور رسلان عامل بعض المعتقلين معاملة جيدة ولم يعذبهم. يفتقر الطلب إلى الرابط في هذا الصدد. يمكن لـPW3 الإدلاء بشهادته حول التجربة الخاصة به فحسب، أما فيما يتعلق بالآخرين، فستكون شهادة PW3_93 غامضة لأنه لا يمكنه أن يدلي بشهادته إلا حول ما شاهده هو بنفسه. ونظراً لأنه لم يرافق أنور رسلان باستمرار، لم يكن بإمكانه أن يرى كيف تصرف أنور رسلان وكيف تعامل مع الآخرين.
  • أنشطة المتهم لصالح المعارضة ليست ذات صلة بمسألة الجُرم.
  • ينطبق الشيء نفسه بالنسبة للتحقيقات المستقلة التي أجراها عناصر القسم 40. حيث لا تقدّم الأدلة التي تم إبرازها والاستماع إليها حتى الآن أي مؤشرات على أن هذا كان هو الحال على الإطلاق. حتى لو أجرى عناصر القسم 40 تحقيقات بشكل مستقل في الفرع 251، فهذا لا يمنع أن عناصر الفرع 251 لم يجروا تحقيقات ولم يعذبوا المعتقلين. ويبقى الرابط مفقودا هنا أيضاً حيث لا يمكن إثبات كيف شهد PW3_93 على مثل هذه التحقيقات من قبل القسم 40.
  • التحقيق القضائي بحكم المنصب كما هو منصوص عليه في المادة 244 (2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني لا ينطبق في هذه الحالة لأن شهادة PW3_93 ليس لها قيمة واضحة لفحص الحقيقة. فيما يتعلق بالمادة 244 (5) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، يجب على المرء أن يلاحظ أنه بعد 90 يوماً من المحاكمة، ليس إلزامياً محاولة استدعاء وسماع شهود مقيمين في الخارج. لا يوجد توازن كاف بين الجهود للاستماع إلى هذا الشاهد والنتائج المضافة إلى جلسات المحكمة.

تلت محامية المدعين الدكتورة آنا أوميشين بياناً بخصوص طلب الدفاع بمعاينة لقطات شاشة “لخرائط جوجل”.

[ما يلي هو إعادة صياغة لبيان الدكتورة أوميشين، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

بيان محامية المدعين بشأن طلب الدفاع بمعانية لقطات شاشة لخرائط جوجل، بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر، 2021 [تقرير المحاكمة رقم 46، اليوم 93]

بصفتها ممثلة لموكّلها P50، تعترض الموقّعة أدناه على معاينة لقطات شاشة من خرائط جوجل في المحكمة.

الأدلة المطلوبة غير سليمة وبالمعنى المقصود في المادة 244 (3) الفقرة 3 من القانون الجنائي الألماني لا لزوم لها لإثبات الحقيقة.

  • ينبغي إثبات أن P50 كان معتقلاً في كفر سوسة وليس في فرع الخطيب. غير أن الدليل المطلوب غير سليم إذا كان من الممكن إثبات الحقيقة من خلال تجربة واقعية. يختلف الوقت المعروض في خرائط جوجل بناءً على حالة حركة المرور: بالنسبة ليوم اعتقال P50 في الساعة 8 صباحاً، حددت خرائط جوجل مسافة 20-24 دقيقة بالسيارة من مكان اعتقال P50 إلى فرع الخطيب. في الساعة 8 مساءً من نفس اليوم، تم تحديد مسافة 22-28 دقيقة بالسيارة. وبالتالي فإن الدليل المطلوب ليس دليلاً على المدة التي كان ينبغي أن تستغرقها الرحلة بالسيارة.

قدّر P50 أن الرحلة استغرقت عشر دقائق بالسيارة. ومع ذلك، كان هذا مجرد تخمين وأشار P50 صراحةً أنه كان في حالة صدمة وأن الوقت ربما مرّ بشكل أسرع. بالإضافة إلى ذلك، لا تلتزم مركبات أجهزة المخابرات بحدود السرعة مثل المركبات العادية. لذلك فهي أسرع. قال P50 كذلك إنه لم يكن هناك توقف في الطريق. ومع ذلك، تحسب خرائط جوجل الوقت بناءً على الوضع الحالي لحركة المرور والتوقفات الضرورية مثل نقاط التفتيش على سبيل المثال.

يقع المكان الذي تم فيه القبض على P50 في منطقة مدمرة بشدة في الوقت الحاضر. لا يمكن أن يوفر الحساب المستند إلى ظروف اليوم معلومات حول المدة التي كان من الممكن أن تستغرقها الرحلة في ذلك الوقت.

  • إن الأدلة المطلوبة ليست ضرورية لتحديد الحقيقة لأنها لا تساهم بشكل معقول في إثبات الحقائق. يتّضح من شهادة P50 أنه كان معتقلاً في فرع الخطيب، لأن زملاءه المعتقلين أخبروه بأنهم في فرع الخطيب. علاوة على ذلك، كان معظم زملائه المعتقلين من حرستا ودوما وهي المنطقة التي تقع ضمن اختصاص فرع الخطيب. جاءت أوصاف P50 للمكان مشابهة أيضاً لما قاله شهود آخرون للمحكمة من حيث حجم الزنزانة الانفرادية والتلفزيون الخاص بالسجّانين.

بالتالي، فإن معاينة لقطة شاشة من خرائط جوجل من 9 أيلول/سبتمبر، 2021 ليس ضرورياً لتحديد الحقيقة والقيام بذلك غير مناسب أيضا.

قال محامي الدفاع بوكر إنه يريد الإدلاء ببيان رداً على بيان أوميشين. قال بوكر إنه كان من الواضح أن بيان أوميشين قُدم فقط لتقديم أدلة لصالحها. وردّت أوميشين قائلة إنها تريد الدفاع عن نفسها ضد مثل هذه الاتهامات. وأدلت بهذا البيان فقط لأن الدفاع اتهم موكلها [P50] بتقديم معلومات متناقضة. ولذلك كان بيانها يتعلق فقط بمصداقية موكلها وليس بأي حال من الأحوال لإثبات دليلها.

وافق مترجم المحكمة على طلب القاضي كيربر بالاستمرار دون استراحة.

تلت كيربر قراراً صادراً عن القضاة بشأن طلب الدفاع للولوج إلى التحقيق الهيكلي الخاص بمكتب المدعي العام الاتحادي الألماني.

[ما يلي هو إعادة صياغة لقرار القضاة، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

قرار المحكمة بشأن طلب الدفاع بتاريخ 1 أيلول/سبتمبر و26 آب/أغسطس، 2021.

تم رفض طلب الدفاع للوصول إلى الملف الخاص بالتحقيق الهيكلي لدى مكتب المدعي العام الاتحادي.

يشير القضاة إلى التعليل الخاص بهم الذي تم تقديمه مسبقاً في قرارهم المؤرخ 26 آب/أغسطس، 2021. في ضوء نطاق الملف، سيكون الولوج المحدود فقط ذا صلة بالقضية الحالية.

لا يوجد أي دعم للادعاء بأنه كان هناك تأخير في الكشف عن المحاضِر.

بخصوص P36: تمت مقابلته من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في [حُجِبت المعلومات]. ثم استجوبه مكتب الشرطة الجنائية في ولاية [حُجِبت المعلومات] في [حُجِبت المعلومات] و[حُجِبت المعلومات]. نُقلت محاضر الاستجواب إلى المحكمة من قبل مكتب المدعي العام الاتحادي في [حُجِبت المعلومات]. ذكر P36 أنه استُدعي بصفته طبيباً إلى المخابرات الجوية. في استجواب الشرطة التالي، تحدث P36 عن تصوراته للنزاع السوري، واستخدام الغازات السامة، والانفجارات، وعمل الأطباء، والتسلسل الهرمي في أجهزة المخابرات. تم حجب كثير من المعلومات في محضر التحقيق فيما يتعلق بأسماء المرضى وغير ذلك من المعلومات الحساسة. ذكر P36 كذلك أنه كان يعمل في قبو جهاز المخابرات في مبنى مجاور لمشفى الهلال الأحمر. ثم سئل عن هذا بالتحديد وذكر فرع الخطيب لأول مرة. لا يمكن انتقاد إجراءات الاستجواب والنقل الفوري للمعلومات. لم يكن هناك تأخير واضح ولا مؤشرات على أن التحقيق الهيكلي يحتوي على معلومات أخرى ذات صلة بالمحاكمة الحالية.

قبل إغلاق جلسة المحاكمة لليوم، شكرت القاضي كيربر مترجم المحكمة.

رُفِعت الجلسة الساعة 11:10 صباحاً.

اليوم الخامس والتسعون للمحاكمة – 30 أيلول/سبتمبر، 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:30 صباحاً بحضور ثلاثة أشخاص وصحفيين اثنين. كما في اليوم السابق، لم يحضر سوى مترجم واحد. ومثّل الادعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. حضر الدكتور ستول مكان محامي المدّعي شارمر.

شهادة السيد شميت

تم إبلاغ كبير المفتشين الجنائيين بيورن شميت من مكتب الشرطة الجنائية في ولاية برلين بحقوقه وواجباته كشاهد ونفى أي علاقة تربطه بالمتهم سواء عن طريق الدم أو الزواج.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أخبرت القاضي كيربر رئيسة المحكمة شميت أن هناك بعض التناقضات بين شهادات P46. أرادت أن تعرف كيف سار استجواب شميت لـP46، وكيف تمت إعادة الترجمة، وكيف تصرف P46، وكيف تمكنوا من التواصل. أوضح شميت أن موعد استجواب P46 تم الترتيب له مع محامي P46 الدكتور ستول الذي كان حاضراً أثناء الاستجواب. كان هناك مترجم للغة العربية. ومع ذلك، قال P46 في البداية إنه يتحدث الألمانية جيداً ولا يحتاج إلى مترجم. وفقاً لشميت، كان P46 يتحدث الألمانية بشكل جيد جداً بالفعل. أبلغ شميت P46 بحقوقه وواجباته وبدأ الاستجواب حوالي الساعة 9:30 صباحاً. استمر الاستجواب حتى الساعة 4:30 مساءً.

سألت كيربر عمّا إذا كان محضر الاستجواب قد تمت ترجمته وتلاوته على مسامع P46. أوضح شميت للمحكمة أنه كلما احتاج P46 إلى توضيح أو مصطلحات معينة أو لم يعرف بعض الكلمات، كان يستشير المترجم. غير أنه لم يستشر المترجم أثناء إعادة ترجمة المحضر.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان P46 قد قرأ محضر الاستجواب. فأكّد شميت ذلك.

سألت كيربر عمّا إذا كان P46 قد أجرى أي تصحيحات على المحضر. قال شميت إنه لا يعرف.

أرادت كيربر أيضاً معرفة ما إذا كان P46 قد ذكر السيد أنور البُنّي. فأكّد شميت ذلك، وشرح أن P46 ذكر الاسم في بداية الاستجواب، قائلاً إن البُنّي كان أحد معارفه؛ محام وناشط حقوقي سوري يقوم بتوثيق شهادات الشهود. وبحسب شميت، فإن P46 كان على اتصال بالبُنّي لأن P46 أراد صنع فيلم عنه.

سألت كيربر عن صور أنور رسلان. قال شميت إنه عرض مجموعة صور لـP46 الذي تعرّف على الفور على أنور رسلان. قال شميت إنه شعر بالحيرة من السرعة التي تعرف بها P46 على المتهم. لذلك سأل P46 عمّا إذا كانت صورة أنور حاضرة في كثير من الأحيان في وسائل الإعلام وما إذا كان P46 يعرف صورة أنور من وسائل الإعلام أو من تجاربه الخاصة في الاعتقال في سوريا. قال P46 إنه لا يستطيع أن يحدد بالضبط، لأن قميصه كان قد سُحِب فوق رأسه حتى لا يتمكن من رؤية السجّانين وضباط التحقيق بوضوح. ولكن عندما نُزِعت العصابة عن عينيه، رأى رجلاً بوحمة ملفتة للنظر على الجانب الأيسر من وجهه. كان هذا الرجل يرتدي نظارة أيضاً وشعر رأسه خفيف. أضاف P46 أن الشخص الموجود في الصورة والذي عرَّفه على أنه أنور رسلان كان لديه أيضاً وحمة. ومع ذلك، قال P46 أيضاً إنه قبل أن يرى صورة أنور في وسائل الإعلام، كان على اتصال بأنور البُنّي. كان ذلك عندما رأى الصورة وتعرّف على أنور.

سألت كيربر عمّا إذا كان ذلك أيضاً عندما سمع P46 اسم أنور. فأكّد شميت أن P46 سمع باسم أنور رسلان من أنور البني.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أخبر فيدنير شميت أن المحكمة مهتمة على وجه التحديد بهذه المسألة: قال P46 شيئاً مختلفاً في المحكمة. سأل فيدنير شميت عمّا يتذكره بشأن ما قاله P46 تحديداً فيما يتعلق بالصورة: مِمّن حصل عليها، أين رآها لأول مرة، وكيف تعرّف على الشخص. قال شميت إن P46 أخبره أنه رأى صورة أنور رسلان لأول مرة عندما كان مع البُنّي. كان ذلك قبل أن يرى الصورة في وسائل الإعلام. قال P46 للبُنّي إنه يعرف الشخص وربط بينه وبين تجاربه الخاصة.

أشار فيدنير إلى محضر الاستجواب الخاص بمكتب الشرطة الجنائية بالولاية، حيث قال P46 إنه قبل أن يرى صورة أنور رسلان في وسائل الإعلام، كان على اتصال مع المحامي السوري والناشط الحقوقي أنور البُنّي الذي يوثّق شهادات الشهود. فأكّد شميت ذلك.

كما أشار فيدنير إلى أن P46 أخبر مكتب الشركة الجنائية بالولاية أنه يريد أن يصنع فيلماً عن البُنّي. رأى صورة أنور رسلان في هذا السياق وأدرك أنه يعرف هذا الشخص بطريقة ما. فأكد شميت ذلك مرة أخرى.

واصل فيدنير الاستشهاد من محضر مكتب الشرطة الجنائية بالولاية قائلاً إنه عندما سُئل عمّا إذا كان P46 يعرف أنور من تجاربه الخاصة أو من أنور البُنّي، قال P46 إنه اضطر إلى خفض نظره وكان خائفاً [أثناء الاعتقال]. لم يكن متأكداً مما إذا كان قد تعرّف على الشخص من اعتقاله أم لا. فأكد شميت أن P46 قال ذلك.

قال فيدنير إن P46 أخبر المحكمة أن المحضر كان فيه خطأ. أجاب شميت أن الدكتور ستول كان حاضراً أيضاً في الاستجواب ويمكنه تأكيد ما حدث. قال فيدنير إن المحكمة تستجوب شميت الآن وليس الدكتور ستول. تدخّل محامي الدفاع بوكر قائلاً إنه سيفكر في [استدعاء الدكتور ستول كشاهد في هذا الصدد].

استجواب من قبل الادعاء العام

سأل المدعي كلينجه شميت عن انطباعه عن P46، إذا كان متعاوناً، أو عصبياً، أو لطيفاً، أو معارضاً. قال شميت إنه لا يستطيع قول أي شيء سلبي عن P46. كان P46 مهتماً جداً بحل المشكلة ووصف تجاربه. لم يتصرف بغرابة.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P46 قد حاول أن يتذكر أو بدأ في التخيل في مرحلة ما. قال شميت لا، كان لديه انطباع بأن P46 وصف كيف كانت تجربته مع ما حدث.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار محامي الدفاع بوكر إلى ملاحظاته حول شهادة P46 في المحكمة، والتي وفقاً لها قال P46 إنه لم ير صورة أنور رسلان عندما كان مع أنور البُنّي. سأل بوكر شميت عمّا إذا كان قد فهم ذلك بشكل مختلف أثناء استجواب P46. قال شميت إنه فهم أنه خلال الاستعدادات للفيلم [عن أنور البُنّي] عرض أنور البُنّي على P46 صورة لأنور رسلان.

تساءل بوكر عمّا إذا كان من الصحيح أن اسم أنور رسلان ورد ذكره بين P46 وأنور البُنّي. فأكد شميت ذلك.

صُرِف شميت كشاهد.

مسائل إدارية

نظراً لأن الشاهد التالي لم يصل إلى المحكمة بعد، أعلنت القاضي كيربر أن المحكمة ستعاين الآن لقطتي شاشة من خرائط جوجل وسيتم تلاوة المعلومات الواردة فيهما.

[عُرضت لقطتا شاشة بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر، 2021 في المحكمة وتمت تلاوة المعلومات. لأغراض حماية الشهود، لن يتم تضمين لقطتي الشاشة في هذا التقرير وسيتم حجب المعلومات الحساسة.]

معلومات من لقطة الشاشة رقم 1:

من: [حُجِبت المعلومات]، سوريا                                   إلى: ميدان التحرير، دمشق، سوريا                         بواسطة: سيارة

بناءً على حالة المرور الحالية [9/9/2021]

الطريق 1: 27 دقيقة، 15.9 كم

الطريق 2: 31 دقيقة، 13.1 كم

معلومات من لقطة الشاشة رقم 2:

من: [حُجِبت المعلومات]، سوريا                                   إلى: المزة، سوريا                                       بواسطة: سيارة

بناءً على حالة المرور الحالية [9/9/2021]

الطريق 1: 15 دقيقة، 8.6 كم

الطريق 2: 23 دقيقة، 11.6 كم

أكد محامي الدفاع بوكر بناءً على استفسار القاضي كيربر أن طلب الدفاع بإجراء المعاينة سيتم تنفيذه الآن.

أعلن محامي الدفاع بوكر كذلك أن الدفاع لديه طلبان إضافيان للحصول على أدلة سيتلوهما هو وزميله الآن في المحكمة.

[فيما يلي إعادة صياغة لطلبي الدفاع، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

طلب استدعاء [PW1_95]، يعيش في [حُجِبت المعلومات] (معلومات الاتصال مقدمة من قبل المتهم أنور)

  • كان PW1_95 يحمل رتبة [حُجِبت المعلومات] في سوريا قبل انشقاقه في نهاية عام 2012. من 2011 حتى 2012 كان يعمل [حُجِبت المعلومات] ورئيس [حُجِبت المعلومات].

في صيف 2011، اتصل PW1_95 بأنور رسلان ليخبره أن عناصر من قسم فرعيّ تابع للفرع 251 كانوا يداهمون السيدة زينب وسرقوا خزنة صاحب متجر. كما قاموا بتعذيب صاحب المحل واعتقاله. اتصل PW1_95 بأنور رسلان لطلب المساعدة لأن بعض الرجال كانوا من القسم 40. غير أن أنور قال لـPW1_95 إنه لا يستطيع فعل أي شيء لأن الرجال كانوا يتبعون إدارياً لحافظ مخلوف، وبالتالي فإن الصلاحية كانت بيد آخرين [غير أنور].

  • إن القرار الصادر في 21 يوليو/تموز، 2021 يجعل من الضروري الاستماع إلى PW1_95، لأن القرار يحمّل أنور مسؤولية كل ما حدث في فرع الخطيب تقريباً. ومع ذلك، لا يمكن نسبة التعذيب في الفرع إليه لأنه لم يأمر أو يمارس التعذيب بنفسه. لم يكن لديه أي سلطة تنظيمية أو فعلية، وضمن هامش ما كان قادراً على فعله، حاول مساعدة الآخرين، لكنه لم يستطع مدّ يد العون في كثير من الأحيان.
  • يجب وضع حد للعقبات التي تحول دون إمكانية الوصول المطلوب للشهود الذين يعيشون في الخارج لغرض هذه المحاكمة. بما أن هذه المحاكمة تتناول أفعالاً ارتُكِبت في الخارج، ولها طابع دولي، ومعترف بها دولياً، فإن جهود المحكمة في تحديد الحقيقة يجب أن تكون أعلى فيما يتعلق بهؤلاء الشهود. إن أشكالاً أخرى من الاستدعاء مثل المكالمات الهاتفية أو البريد الإلكتروني ممكنة وتم تطبيقها في الماضي. إن PW1_95 مواطن [حُجِبت المعلومات] وأكد قدرته على السفر فوراً إلى كوبلنتس للإدلاء بشهادته في المحكمة.

طلب استدعاء [PW2_95]، يعيش في [حُجِبت المعلومات].

  • إن PW2_95 طيار منشق عن الجيش السوري يعيش في تركيا وفرنسا. ساعد مع [حُجِبت المعلومات] و[حُجِبت المعلومات] أنور رسلان على الهروب من سوريا. PW2_95 كان له صلات بالجيش السوري الحر الذي أرسل أشخاصاً لإخراج أنور من سوريا.

التقى PW2_95 مع أنور رسلان على الحدود السورية الأردنية واستأجر شقة لأنور في عمان. يمكن لـPW2_95 أن يدلي بشهادته على موقف أنور الإيجابي تجاه المعارضة بناءً على المحادثات العديدة والاتصال المتكرر بينهما. وبعد شهر إلى شهرين من بدء الثورة، كان أنور يعارض النظام. بناءً على موقفه الناقد من النظام، من بين أمور أخرى، كان أنور محدوداً في صلاحياته. في صيف 2011، قال أنور رسلان لـPW2_95 إنه كان يريد مغادرة سوريا، لكن في هذه المرحلة، كان من الممكن له فقط مغادرة البلد بدون عائلته. لذلك بقي أنور وانتظر الهروب لاحقاً مع أسرته. كان هذا ممكناً فقط في خريف عام 2012 عندما غادر أنور البلد على الفور.

  • القرار الصادر في 21 تموز/يوليو، 2021 يجعل من الضروري الاستماع إلى PW2_95، لأن القرار يحمّل أنور مسؤولية كل ما حدث في فرع الخطيب تقريباً. كما يفتقر القرار إلى تحليل قانوني لمسألة المساعدة والمشاركة. كان أنور يؤدي خدمته كسنّي وحاول المساعدة. لقد انشق بمجرد أن أصبحت عائلته في أمان. ولا يمكن أن يُنسب التعذيب الذي حدث في الفرع إلى أنور لأنه لم يكن له أي نفوذ على تصرفات الآخرين في الفرع. أدى موقفه الناقد تجاه النظام أيضاً إلى استنتاجات حول سلوكه في الفرع حيث حاول مساعدة الناس.
  • يجب وضع حد للعقبات التي تحول دون إمكانية الوصول المطلوب للشهود الذين يعيشون في الخارج لغرض هذه المحاكمة. بما أن هذه المحاكمة تتناول أفعالاً ارتُكِبت في الخارج، ولها طابع دولي، ومعترف بها دولياً، فإن جهود المحكمة في تحديد الحقيقة يجب أن تكون أعلى فيما يتعلق بهؤلاء الشهود. إن أشكالاً أخرى من الاستدعاء مثل المكالمات الهاتفية أو البريد الإلكتروني ممكنة وتم تطبيقها في الماضي. في حالة P52 الذي سيدلي بشهادته قريباً، كان من الممكن استدعاء الشاهد وسماعه في وقت قصير جداً. أكد PW2_95 أنه مستعد وقادر على السفر وأنه سيمثل أمام المحكمة.

[وصل شخص آخر وجلس بين الحضور في شرفة الجمهور.]

أرادت القاضي كيربر رئيسة المحكمة معرفة ما إذا كان الدفاع يعرف عنوان PW2_95 في [حُجِبت المعلومات]. قال محامي الدفاع فراتسكي إنهم لم يحصلوا عليه بعد.

أوضحت القاضي كيربر أنه بعد أن أوضح مترجم المحكمة الجوانب الفنية لـP52 وكيف سيترجمون كل شيء بمترجم واحد فقط للمحكمة، سيكون هناك استراحة قصيرة قبل شهادة P52.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

شهادة P52

تم إبلاغ P52 بحقوقه وواجباته كشاهد، وصحفي ومؤلف سوري يبلغ من العمر 46 عاماً وكان [حُجِبت المعلومات] سابقاً، ويعيش الآن في [حُجِبت المعلومات]. نفى أي علاقة تربطه بالمتهم سواء عن طريق الدم أو الزواج.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أشارت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى أن P52 كان على علم بالفعل بموضوع اليوم من أمر الاستدعاء. أخبرت P52 أن يعرّف المحكمة بنفسه أولاً، وأن يخبر المحكمة كيف تواصل هو وأنور رسلان، وبشأن اعتقال P52 في عام 2011، وأن يقدّم معلومات عامة عن أنور رسلان، أي شيء يعرفه عنه. بدأ P52 يشرح أنه في بداية عام 2011، عندما بدأت المظاهرات في مصر وتونس، نظم هو ونشطاء آخرون أيضاً مظاهرات في سوريا لدعم المظاهرات في الخارج. قرروا القيام بمظاهرة أمام البرلمان السوري في [حُجِبت المعلومات]، 2011. لكنهم قرروا تغيير موضوع المظاهرة للاحتجاج الآن على حالة الطوارئ التي كانت نافذة منذ نصف قرن. التقى P52 وأصدقاؤه في [حُجِبت المعلومات]. إلا أن قوات الأمن [المخابرات] كانت قد أبلِغت بالفعل وكان المكان يعجّ بقوات الأمن. لذلك قرر P52 وأصدقاؤه المغادرة في أزواج. غادر P52 مع زميل، صحفي، عندما لاحظا أن قوات الأمن احتلت المنطقة بأكملها. أخذت القوات بطاقة هوية P52 ولم يُسمح له وأصدقاؤه بالنزول إلى الشارع المؤدي إلى البرلمان، لذلك قرروا الذهاب في اتجاه مختلف. أخبر P52 المحكمة أنه وأصدقاءه اتفقوا مسبقاً على أنه في حالة عدم تمكنهم من التظاهر أمام البرلمان، فسوف يجتمعون بدلاً من ذلك أمام مبنى [حُجِبت المعلومات]. وكانت هذه الشركة مملوكة لابن خال بشار الأسد. غير أن المخابرات كانت قد احتلت هذه المنطقة أيضاً. اقترب أحد أفراد القوات الأمنية الذي كان يرتدي ثياباً مدنية من P52. وعرّف نفسه إلى P52 وقال إنه [حُجِبت المعلومات]. أخبر هذا الشخص P52 أنه كان صديقاً لشقيق P52 الراحل. أوضح P52 للمحكمة أن شقيقه كان ضابط شرطة، لكنه توفي قبل عام 2011. أخبر هذا الشخص P52 أيضاً أنه كان يعرف شقيقه معرفة جيدة ولأنهما كانا صديقين، فقد أراد إخبار P52 أنه من الأفضل له أن يغادر.

أخبر P52 المحكمة أن هذا الشخص كان على ما يبدو قائداً لإحدى الفِرَق في مكان الحادث. ولكن P52 لم يستمع إلى نصيحته. وبدلاً من ذلك ذهب إلى مكان آخر في وسط دمشق، [حُجِبت المعلومات]. وكان قد زار هذا المكان من قبل. عندما كان P52 في هذا المكان، اتصلت إحدى زميلاته، وهي صحفية تُدعى [حُجِبت المعلومات]، بـP52 بالهاتف لتخبره أنها غادرت المكان أيضاً لكن الشبيحة يتعقبونها. قامت زميلة P52 بإخباره بمكانها ولأنها كانت قريبة، ذهب P52 لاصطحابها. رأى كيف حاول ثلاثة من الشبيحة ضربها. وبعد ذلك ذهب P52 وزميلته إلى المكان الذي كان فيه P52 من قبل لكنهما كانا محاصرَين بقوات أمن في زي مدني. كان هذا عندما التقى P31 مع P52 وزملائه. قال P52 إن قوات الأمن اقتربت من P31 لتخبره أنهم كانوا يعرفون مكان أصدقائه. لذا ذهب P52 وبقية المجموعة إلى الفندق. قال رجل لـP52 إن [قوات الأمن] ستأتي، لذا غادر P31 وبعد حوالي ثلاثين دقيقة، استقلت [حُجِبت المعلومات] سيارة أجرة إلى المنزل. ثم غادر P52 وزميله أيضاً. لكن بمجرد خروجهما، هاجمتهما قوات الأمن وعُصِبت أعينهما. قال P52 إنه تم دفعه داخل سيارة حيث كان عليه أن يجلس في منتصف المقعد الخلفي مع حارسين إلى يساره ويمينه. كان على P52 أن يخفض رأسه إلى نقطة يكاد يكون فيها رأسه ملامساً للأرض. بعد وقت معين، وصلوا إلى مكان ما وكان P52 معصوب العينين وكان عليه أن يترجّل من السيارة. عندما غادر السيارة، صفع شخص ما P52 على وجهه ووصفه بالخائن الذي تآمر على الدولة.

قال P52 إنه كان عليه الصعود إلى الطابق العلوي على سلالم ضيقة، وربما حديدية. عندما وصل إلى الرواق، كان عليه أن يقف هناك في مواجهة الحائط ويداه مقيدتان خلف ظهره. أخبر P52 المحكمة أنه لا يعرف كم من الوقت كان عليه الانتظار في هذا الوضع، لكنه شعر وكأنه بقي هناك الدّهر كله. وبعد فترة، لاحظ P52 أن ضابط الأمن بدأ يتحرك بسرعة ويتصرف بدرجة معينة من الحذر. قال P52: “كان هناك شيء ما في الأجواء” عندما صاح أحد ضباط الأمن قائلاً “لقد وصل العقيد، رئيس الفرع”. أخبر P52 المحكمة أن هذه هي اللحظة التي أدرك فيها أنه كان في القسم 40 برئاسة حافظ مخلوف. وفقاً لـP52، كان هذا القسم مميزاً لأنه كان بقيادة عقيد. عادة ما كان رؤساء هذه الأقسام يحملون رتبة أعلى مثل عميد.

واصل P52 وصفه قائلاً إنه اقتيد بعد ذلك إلى شخص اعتقد أنه كان حافظ مخلوف. أراد هذا الشخص معرفة معلومات عامة حول P52، مثل معلوماته الشخصية ووظيفته. ثم سأل الرجل P52 عن خدمته في سلاح الجو. أوضح P52 للمحكمة أنه عندما كان يعمل في سلاح الجو السوري، تم التحقيق معه عدة مرات. سأل الرجل P52 عن هذه التحقيقات وكيف أمكن السماح لـP52 بالمغادرة دون أي عواقب. سأل الرجل أيضاً P52 عن [حُجِبت المعلومات] ولماذا لم يفعل هذا الشخص شيئاً بشأن P52. كما سأل الرجل P52 عن مشاركته في المظاهرات. أوضح له P52 أن المظاهرات كانت دعماً لتونس ومصر. ثم توقف ذلك الشخص عن الكلام وكان لدى P52 انطباع بأن الشخص قد وقف. في الواقع، كان الشخص يقترب من P52 وأخبره أن يفتح فمه. قال P52 إن الرجل وضع شيئاً في فمه، من المفترض أن يكون سبطانة مسدس. ووصف P52 بأنه كاذب وعميل أجنبي، وقال إن P52 نظم مظاهرات لفرض وضع مثل تونس ومصر حيث أطاح الناس بالحكم. قال إن P52 وأصدقاءه يريدون أن يفعلوا نفس الشيء في سوريا. ولكن، وفقاً لهذا الشخص، كانت الحكومة تسيطر على كل شيء، وإذا حاول شخص ما الإطاحة بالحكومة وقول شيء ما ضد “السيد الرئيس”، فإن [قوات الأمن] ستعرف بذلك و”تقطع عنقك”. قال P52 إن الرجل أخبره أنه يجب عليه البقاء في مكانه، وإذا نزل شخص ما إلى الشوارع، فسوف يقطع رقبة P52. قال أيضاً لـP52 إنه “لمجرد أنك حاولت إنقاذ [زميلة P52]، فأنت تعتقد أنك رجل قوي. أنا سأريك قيمتك الحقيقية [مقامك]!” أخبر P52 المحكمة أنه عند تلك اللحظة أمر الرجل السجّان بأن “يُخلّص على” P52.

بدأ السجّان بضرب P52 واستمر في ركله عندما كان P52 ممدداً أصلاً على الأرض. ثم طُلب من السجّان بأن يسحب P52 خارج الغرفة. أُعيد P52 إلى الرواق حيث كان الناس يمرّون بجانبه. اضطر P52 إلى البقاء هناك لبعض الوقت قبل أن يُطلب من السجّان إعادة P52 إلى الرجل [الذي افترض P52 أنه حافظ مخلوف]. أخبر الرجل P52 أنه سيطلق سراحه في نفس اليوم ولكن كان عليه أن يترك هاتفه وبطاقة هويته في القسم. أوضح الرجل لـP52 أن لديهم طرقهم الخاصة في الاتصال بـ P52 لإخباره بما يجب فعله. عاد P52 إلى المنزل في وقت متأخر من الليل في ذلك اليوم. في صباح اليوم التالي، اتصلت قوات الأمن بزميلة P52 على هاتفها لتخبرها أنه يجب على P52 معاودة الاتصال بهم باستخدام هاتف عمومي. أخبر P52 المحكمة أنه عندما اتصل، أوضح له شخص بنبرة ودية أنه يمكن أن يأتي ويأخذ متعلقاته. طلب من P52 الحضور إلى قسم الشرطة القريب من مبنى الخطوط الجوية التركية في دمشق في تمام الساعة 11 صباحاً. قال P52 إنه بعد المكالمة ذهب مع أحد أصدقائه لمقابلة المحامي خليل معتوق للحصول على نصيحته. أخبر P52 أن يتوخى الحذر، سيكون وضعاً خطيراً، ويجب على زميلة P52 أن تبقى بعيدة وتراقب P52.

قال P52 إنه ذهب إلى المكان الذي كان من المفترض أن يذهب إليه، لكنه وصل بالفعل في الساعة 10:30 صباحاً. كان هناك ضابط شرطة شاب ويبدو ودود المظهر داخل كشك [نقطة تفتيش]. أخبر P52 ضابط الشرطة أنه كان من المفترض أن يأخذ متعلقاته. نظراً لأن الضابط لم يكن على علم بشأن P52، فقد أجرى مكالمة هاتفية للحصول على توضيح. أخبر P52 المحكمة أنه عندما عاد الضابط من المكالمة، كان شاحباً وأخبر P52 أنه لم يكن يعرف أي شيء عن سؤاله وأخبر P52 بالرحيل. ذهب P52 إلى مقهى قريب حيث يمكنه مراقبة المنطقة. ثم رأى P52 حافلة قادمة. وعادة ما تتسع الحافلة لما يتراوح بين ثلاثين إلى أربعين شخصاً. قال P52 إن الحافلة توقفت على بعد حوالي 100 متر من مكان P52 ونزل من الحافلة ما بين 30 إلى 40 شخصاً. كانوا يحملون الأعلام السورية. أوضح P52 للمحكمة أنه قبل هذه الواقعة بوقت قصير، علم أن الشبيحة كانوا يأخذون الناس إلى المظاهرات ويدّعون بأنهم متظاهرون حتى يتمكنوا من ضرب الآخرين في الشوارع. كان يمكن للمرء أن يتعرف عليهم من خلال العلم السوري الذي كانوا يحملونه باستخدام المعاول.

تدخّلت القاضي كيربر، وسألت P52 عمّن أخبره [عن مشاركة الشبيحة في المظاهرات مع أعلام مربوطة بمعاول.] قال P52 إن زميله الذي نظم المظاهرات أخبره عن ذلك، لكن P52 لم يعرف كيف علم زميله بذلك. واصل P52 وصفه قائلاً كيف كان يعتقد أنه سيتعرض للضرب بمجرد أن رأى الشبيحة ينزلون من الحافلة. قال P52 إنه كان يوم جمعة وكانت الشوارع خالية وكانت السماء تمطر. قال إنه عاد بعد ذلك مع زميلته إلى [المحامي] الذي أخبرهم أنه من الممكن بالفعل [أن يكون الشبيحة يحاولون ضرب الناس بالادعاء بأنهم متظاهرون]. قال لهما [المحامي] إن هذه كانت استراتيجية خاصة من قبل قوات الأمن، لأنه في ظل الربيع العربي كانت تخشى ببساطة اعتقال الناس في شوارع مفتوحة.

أخبر P52 المحكمة أنه بعد هذه الواقعة، تلقّى نفس المكالمة الهاتفية كما حدث في المرة الأولى. وعندما سُئل عن سبب عدم حضوره في المرة الأولى، أخبر الشخص على الهاتف بما رآه في وقت سابق. بدأ ذلك الشخص بالضحك وقال لـP52 إن لديه خيالاً واسعاً. وأكّد لـP52 أنه لا يوجد شيء وعليه أن يأتي ويأخذ متعلقاته. قال P52 إنه قرر الذهاب لإحضار متعلقاته لأنه يعرف الآن أن الناس هناك كانوا على علم بأنه يعرف ما حدث من قبل. قال P52 إنه عندما وصل، كان هناك ضابط شرطة شاب حسن المظهر لا يبدو أنه كان شخصاً سيئاً. أخبر P52 هذا الضابط على الفور بما كان يفكر فيه لكن الضابط أكّد أنهم لن يفعلوا شيئاً كهذا أبداً. بعد حوار قصير ودي، قال الضابط لـP52 أن يأتي إلى الداخل لأخذ أغراضه وتأكيد الاستلام. وصف P52 للمحكمة كيف نُقل إلى حي به شوارع ضيقة وصغيرة. كان حياً قديماً. شعر P52 بريبة أنه تم اقتياده عبر هذه المنطقة. بعد فترة، وصلا إلى سيارة. قيل لـP52 أن أوراقه كانت داخل السيارة وعندما ذهب إلى هناك سُحِب إلى داخل السيارة. تم أخذه إلى نفس القسم الذي كان في السابق. في القسم، استجوبه شخص عن [حُجِبت المعلومات]. تعرّض P52 للضرب وسُئل من التقط الصور. قال P52 إنه لم يكن يعرف ما الذي يجري، وافترض أن هناك [في المظاهرات] أشخاص يصورون للتلفزيون. وتعرّض لمزيد من الضرب لكنه لم يقل أي شيء. كما تعرض للضرب مرة أخرى في الردهة.

في وقت لاحق من ذلك اليوم، في الليل، تم أخذه إلى مكان آخر، إلى الطابق السفلي في القبو. تم تفتيشه جيداً واضطر إلى خلع جميع ملابسه. قال P52 إنه كان قادراً على رؤية أنه كان داخل “غرفة بسيطة” مع ثلاثة أشخاص آخرين. كانت أدوات التعذيب مثل الكوابل ذات الأسلاك الأربعة والهراوات وغيرها معلقة على الجدران. بعد تفتيش P52، تم نقل هاتفه وبطاقة هويته من القسم السابق إلى المكان الجديد. كان على P52 أن يؤكد أن ذلك كان هاتفه. ثم كان عليه مغادرة الغرفة وعُصبت عيناه مرة أخرى واقتيد إلى زنزانة صغيرة. كانت الزنزانة [زنزانة انفرادية] موجودة في رواق بزنزانات على اليسار واليمين. قيل لـP52 إنه عندما يطرق شخص بابه، كان عليه أن يستدير ويضع يديه خلف ظهره. قال P52 إن هناك فتحة صغيرة في باب الزنزانة يمكن فتحها وإغلاقها. مرت الأيام وكان يُسمح لـP52 بالخروج من الزنزانة مرة أو مرتين في اليوم. قال P52 للمحكمة إنه كلما غادر الزنزانة، كان عليه أن يخلع حذاءه وجوربيه، ويواجه الحائط، ويضع يديه خلف ظهره، وكانت تُوضع عصبة على عينيه.

ثم يتم اقتياده دائماً إلى غرفة حيث كان هناك شخص ما ينتظره ويطرح نفس الأسئلة مراراً وتكراراً. أخبر P52 المحكمة أنه لا يمكنه تذكر أي مناسبات محددة، باستثناء مرة واحدة عندما كان هناك شخص مثقف على ما يبدو. لم يكن هذا الشخص عنصراً في المخابرات ولا ضابطاً. استجوب الشخص P52 بينما كان على P52 الجلوس على كرسي. قال P52 للمحكمة إنه عادة ما كان عليه أن يجثو على ركبتيه أثناء التحقيق ويداه مقيدتين خلف ظهره. غير أن هذا الشخص تحدّث بشكل مختلف. كان رجلاً مثقفاً على عكس الآخرين. وسأل P52 عن رأيه في العلاقات السورية الإيرانية وعلاقة سوريا بحزب الله. وصف P52 المحادثة بأنها كانت “موضوعية وممتعة”. أخبر الرجل P52 أنه رأى في وسائل الإعلام أن P52 لديه اتفاق مع [حُجِبت المعلومات]. فأجاب P52 بأنه لم يكن لديه اتفاق. عندما سُئل عن سبب توقف ذلك الاتفاق، أوضح P52 للمحقق أنه لم يعد مقتنعاً بالاتفاق.

تدخّلت القاضي كيربر، متسائلة عمّا إذا كان هذا الاتفاق يتعلق بخدمة P52 في سلاح الجو. قال P52 لا، لم يكن الأمر متعلقاً بسلاح الجوي ولكن بـ [حُجِبت المعلومات]. قال P52 إنه أخبر المحقق أنه لم يعد مقتنعاً بالمشروع المشترك. ثم سأل المحقق P52 إذا كان رغم ذلك قد حصل على أموال جيدة مقابل التعاون، وهو ما كان يحتاجه. وسأل P52 عمّا إذا كان صحيحاً أن P52 قد حصل على 100,000 دولار من المشروع. فأكّد P52 ذلك، وقال له المحقق إنه إذا غيّر رأيه وأراد التعاون مع [حُجِبت المعلومات] مرة أخرى يمكنهم [جهاز المخابرات] الاتصال به. رفض P52 ذلك. ظل المحقق صامتاً للحظة قصيرة قبل أن يخبر P52 أنه من الواضح أن P52 كان لديه مصدر أفضل للمال: كان يبيع أسرار سلاح الجو لإسرائيل. ثم تم سحب P52 على الأرض وضربه وشتمه. قال المحقق لـP52 إنه يجب أن يبقى هناك [في السجن/الفرع] حتى يموت.

بناءً على طلب القاضي كيربر، واصل P52 وصف ما حدث بعد ذلك. بحسب P52، أُعيد بعد ذلك إلى زنزانته. قال P52 إنه تعرّض للضرب طوال الوقت وحُلِق شعره. كما أصيب في رأسه. قال P52 إن الأمور استمرت على هذا النحو حتى [حُجِبت المعلومات] عندما اضطر إلى الخضوع للإجراء نفسه كالمعتاد واقتيد إلى غرفة تحقيق في المساء. قال P52 إنه عندما خطا خطوتين داخل الغرفة، سمع صوتاً يسأل عن مكان حذاء وجوربي P52، فلا يمكن أن يكون P52 حافي القدمين. عندما قال السجّان إن حذاء P52 وجوربيه كانوا في زنزانته، أخبر الشخص السجّان أن يحضرهم. كما طُلب من السجّان أن يخلع أصفاد وعصبة عين P52. عندئذ رأى P52 رجلاً جالساً أمامه. كان الرجل يبلغ من العمر خمسين عاماً تقريباً ويرتدي نظارات وبدلة. مد يده إلى P52 وعرّف عن نفسه بأنه العقيد أنور رسلان، رئيس قسم التحقيق في الأمن الداخلي. قال P52 إنه سُمح له بارتداء حذائه وقُدِّم له فنجان من الشاي. كما عرض عليه أنور سيجارة (النوع الأبيض) لكن P52 رفض لأنه كان قد أقلع عن التدخين. قال P52 إن أنور تحدّث عن أشياء عامة، على سبيل المثال عن رواية P52 الجديدة التي حُظِر نشرها. قال P52 إنه فوجئ بأن أنور قرأها. ناقشا الشخصيات وتحدثا عن الرواية. من الطريقة التي كان يتحدث بها أنور، لاحظ P52 أنه كان مثقفاً. أخبر أنور P52 أنه أراد أن يصبح مؤلفاً أيضاً، لكن طريقة الحياة أوصلته إلى ما كان عليه حينها. قال P52 إنهما تجاذبا أطراف الحديث لفترة طويلة نسبياً، حوالي خمسة عشر أو عشرين دقيقة. أخبر أنور P52 عن حياته: درس القانون والتحق بأكاديمية الشرطة. أخبر P52 المحكمة أنه كان على دراية بهذه السيرة الذاتية لأن شقيقه الراحل فعل الشيء نفسه. أخبر أنور أيضاً P52 أنه أصبح رائداً ومدرباً في أكاديمية الشرطة. ومع ذلك، لم يكن يعرف شقيق P52 لأن أنور أعيد تعيينه في أمن الدولة قبل انضمام شقيق P52 إلى أكاديمية الشرطة. ثم قال أنور لشخص آخر “نحن مستعدون يا سيدي”. تم تقييد يدي P52 مرة أخرى، لكنه لم يكن مضطراً إلى ارتداء عصبة على عينيه. تم اصطحابه إلى الطابق العلوي إلى ساحة صغيرة، ثم إلى الطابق علوي آخر على ارتفاع بضع درجات وإلى مكتب حيث كان أحدهم ينتظر. قال أحدهم إن “المعلم” كان ينتظر وقام ضابط أمن بخلع أصفاد P52. قال P52 إنه تعرف على الفور على الشخص الذي كان ينتظر في المكتب: كان توفيق يونس، رئيس الأمن الداخلي/فرع الخطيب. قال P52 للمحكمة إنه سبق له أن رأى يونس في المظاهرات.

تدخّلت القاضي كيربر وسألت عمّا إذا كان توفيق يونس نفسه حاضراً في المظاهرات. فأكّد P52 ذلك، قائلاً إنه كان رئيس الفرع. قال P52 إن شخصاً ما [في مظاهرة] أخبره أن ذلك الشخص كان توفيق يونس، فهو شخص طويل القامة وتسهل ملاحظته. واصل P52 ليصف أن توفيق يونس حاول تهدئة P52 بإخباره أنهم اجتمعوا فقط لحماية P52 من الإخوان المسلمين الذين حاولوا قتل الناس في الشوارع لبدء حملة ضد المخابرات وفرض ثورة مثل التي حدثت في تونس ومصر. قال P52 في هذه اللحظة إنه تذكر الموقف من اليوم السابق وصدّق توفيق يونس. ومع ذلك، أظهر له P52 إصاباته وسأل عمّا إذا كانت هذه هي الطريقة التي يحاولون فيها حماية شخص ما. سأل توفيق أنور من فعل ذلك [لـP52] فأجاب أنور أن توفيق كان يعرف كيف يتصرف السجانون من وقت لآخر. أوضح P52 للمحكمة أنه كان لديه انطباع بأن توفيق يونس كان متردداً: لقد بدأ الجملة وسرعان ما توقف عن الكلام. بدا الأمر لـP52 كما لو أن توفيق لم يكن يعرف ماذا يقول له. ثم أخبر توفيق P52 أنه سيُطلق سراحه في نفس اليوم، ومع ذلك، سيبقون على اتصال ليناقشوا أكثر أسباب المظاهرات. عندما اقتيد P52 خارج الغرفة، طُلب من أنور البقاء. تم تقييد يدي P52 مرة أخرى. عندما جاء أنور بعد دقيقتين، سحب معه P52، وأخبره أنه يجب أن يكون ممتناً. فوجئ أنور بأن يدي P52 كانتا مقيّدتين مرة أخرى وطلب من السجّان خلع الأصفاد، لأن P52 سيُطلق سراحه. أعطى السجّان المفاتيح لأنور وقال له أن يفعل ذلك [أن يخلع الأصفاد من يدي P52] في مكتبه. شعر أنور بعدم الارتياح وطلب من السجّان مرة أخرى نزع أصفاد P52. أعطى السجّان إشارة لأنور وقال له “افعل ذلك في مكتبك يا سيدي”. أخذ أنور P52 معه ونزلا إلى الطابق السفلي. أخذ أنور P52 من ذراعه وأخبره أن العميد أخبر أنور أن يعلم P52 أنه أطلِق سراحه بأمر من الرئيس. وأضاف أنور أنه الآن، لا يُسمح لأي شخص في سوريا أن يقول أي شيء لـP52. أظهر P52 الأصفاد لأنور وطلب منه نزعها. قال أنور لـP52 إن عليه أن يصمت.

أبلغ P52 المحكمة أنه تم إطلاق سراحه بالفعل. كان والده في غيبوبة في مشفى في [حُجِبت المعلومات] حيث كان مصاباً بنزيف في المخ. أخذ P52 والده إلى [حُجِبت المعلومات] لإجراء عملية جراحية. عندئذ اتصل أنور بـP52 ليخبره أنه يجب أن يأتي لرؤيته. شرح P52 الوضع مع والده والمشفى لأنور. سأل أنور P52 أين كان بالضبط وأخبره أنه سيأتي إلى P52، لكنه لم يأت. ثم اتصل مرة أخرى، وسأل عن والد P52 وأخبر P52 أنه يجب أن يأتي عندما يكون لديه وقت. قال P52 إنه ذهب إلى هناك واستغرق الاجتماع حوالي ثلاثين دقيقة. سأل أنور P52 كيف كانت الأمور [مع المظاهرة] فأوضح له P52 أنه قضى كل وقته مع والده. قال P52 للمحكمة إنه بعد هذا الاجتماع، أعاد والده إلى [حُجِبت المعلومات] ولم ير أنور مرة أخرى قبل مغادرته سوريا. قال P52 إنه غادر سوريا متوجهاً إلى [حُجِبت المعلومات].

واصل P52 شهادته في المحكمة قائلاً إنه بعد ذلك، أخبرته صديقته الفنانة أن أنور كان في الأردن، وأنه طلب رقم P52. وافق P52 على إعطائه أرقامه، ثم اتصل الاثنان ببعضهما البعض. أخبر أنور P52 أنه حاول الوصول إلى P52 لكن من الواضح أنه غيّر رقمه. أخبر P52 أيضاً أنه كان يحاول الانشقاق لفترة طويلة لكنه لم يكن يعرف أي شخص في الجيش السوري الحر، لذلك حاول الاتصال بـP52 لأنه كان ضابطاً سابقاً. أخبر P52 المحكمة أنه لم يجر بينهما أي اتصال حتى عام 2014. ومع ذلك، في الوقت الذي كان فيه P52 على اتصال بأنور، ظل P52 يخبر أنور أنه يجب أن يتحدث عن الضحايا وجميع أشكال التعذيب [علناً]. لكن أنور قال إنه لا يحب الإعلام ولا يريد الظهور في الإعلام. قال أنور إنه يفضل العمل بدلاً من إجراء المقابلات. ومع ذلك، قال إنه في يوم من الأيام سيكتب كتاباً عن كل شيء وينبغي أن يساعده P52 في ذلك.

في نهاية عام 2013 أو مطلع عام 2014 – كان ذلك فصل الشتاء – اتصل أنور بـP52 الذي كان موجوداً في [حُجِبت المعلومات] في ذلك الوقت. قال P52 إن أنور كان في رحلة عمل مع آخرين أرادوا إنشاء “جهاز أمني” للمعارضة. التقى P52 بأنور لكنه لم يسأله مع من كان يعمل. قال P52 إنه كان مؤلفاً، وليس…

تدخلت القاضي كيربر، وسألت عمّا إذا كان أنور قد أخبر P52 كيف يجب أن يبدو هذا “الجهاز”. نفى P52 ذلك، مضيفاً أن أنور كان متحفظاً. ذكر بضع كلمات مفتاحية لكن دون تفاصيل لـP52. بعد حوالي أسبوع، اتصل أنور بـP52 مرة أخرى وسأله عمّا إذا كان بإمكانه القدوم إلى [حُجِبت المعلومات]. ذهب P52 إلى هناك ورأى أنور ينتظر تحت المطر ومعه حقيبة سفر. شرح أنور موقفه بسرعة لـP52: تمت دعوة أنور وزملائه إلى [حُجِبت المعلومات] لتأسيس جهاز للمعارضة. مكثوا في فندق لكن الشخص الذي دعاهم لم يغطّ نفقاتهم واختفى. انتظر أنور وزملاؤه أسبوعاً واحداً، لكن عندما لم يتلقوا رداً من هذا الشخص، قرروا العودة إلى منازلهم. لقد فوجئوا بعدم تغطية فاتورة الفندق، لذلك اضطروا إلى استخدام كل أموالهم لدفع أجرة الفندق. لذلك أصبح أنور مفلساً وبقي في الشوارع. سأل [أنور] P52 إذا كان يمكنه البقاء معه حتى يجد حلاً. وافق P52 على أن بإمكان أنور البقاء معه. في نفس الوقت، كان لدى P52 زائر من [حُجِبت المعلومات]. ثم تمكن أنور من الحصول على المال لشراء تذكرة العودة إلى الأردن حيث كانت عائلته.

أخبر P52 المحكمة أن المرة التالية التي سمع فيها عن أنور كانت عندما تقدّم أنور بطلب للحصول على حقّ اللجوء في ألمانيا. التقى الاثنان للمرة الأخيرة في تركيا في مطلع عام 2015. وفي تلك الأثناء، حصل أنور على حق اللجوء في ألمانيا. ومع ذلك، فقد شعر بالقلق وقال إنه شعر بأنه يخضع للمراقبة وأن النظام [السوري] حاول اختطافه من ألمانيا. أخبر أنور P52 عن حادثة وقعت في برلين أثناء زيارته لعيادة طبيبه. وصف أنور أنه في المرة الأخيرة التي ذهب فيها لرؤية طبيبه، تمت إعادة تحديد الموعد عمداً إلى وقت لاحق من ذلك اليوم. عندما نظر أنور خارج النافذة [في عيادة طبيبه]، شعر بالقلق لأنه رأى رجلين يرتديان ملابس بيضاء يقفان بجوار سيارة إسعاف. وخلص أنور إلى أن الطبيب أرجأ موعده لتخديره لكي يأخذه الرجلان معهما. عندما سأل P52 أنور لماذا افترض ذلك، لم يشرح أنور لكنه قال إنه لم يفعل شيئاً. قال P52 للمحكمة إنه ذهب بعد ذلك إلى [حُجِبت المعلومات] ولم يرَ أنور أو يسمع منه مرة أخرى حتى قُبِض عليه في ألمانيا.

أعلنت القاضي كيربر أن المحكمة ستأخذ استراحة قريباً، خاصة ليأخذ المترجم قسطاً من الراحة. قبل ذلك، أرادت معرفة ما إذا كان أنور قد التقى بـP52 في [حُجِبت المعلومات] فقط للتحدث عن أنه يخضع للمراقبة في ألمانيا. أوضح P52 أنه قبل انتقاله إلى [حُجِبت المعلومات]، كان يعيش في [حُجِبت المعلومات]. عاش في تركيا لمدة ثلاثة أشهر. عندما زار أنور تركيا، جاء أيضاً إلى حيث يعيش P52. كان لديهما أرقام بعضهما البعض وعندما جاء أنور إلى المدينة، زار P52 وقضيا أمسية معاً. مما قاله أنور لـP52، شعر P52 أن أنور أحسّ بأمان أكثر في تركيا. قال P52 إنه يعتقد أن ابنة أنور عاشت هناك أيضاً، لكنه لم يكن متأكداً.

***

[استراحة لمدة 70 دقيقة]

***

استجواب من قبل القاضي فيدنير

سأل فيدنير عمّا إذا كان من الصحيح أن الاعتقال الذي وصفه P52 للمحكمة حدث ما بين [حُجِبت المعلومات]، 2011. أوضح P52 أنه قُبِض عليه في [حُجِبت المعلومات] لمدة ثلاث ساعات قبل السماح له بالمغادرة في منتصف الليل. في اليوم التالي، وقع الحادث مع الرجال في الساعة 11 صباحاً وقُبِض على P52 مرة أخرى حتى [حُجِبت المعلومات]، 2011 [حوالي 8 أيام].

أشار فيدنير إلى أن P52 أخبر المحكمة أنه كان معتقلاً في القسم 40 برئاسة حافظ مخلوف واستجوبه حافظ مخلوف بنفسه. أراد فيدنر أن يعرف ما إذا كان P52 معصوب العينين وكيف كان قادراً على رؤية هذا الشخص. قال P52 إنه كما سبق وأن وصف، كان هناك عمل معين في المكان الذي كان معتقلاً فيه عندما قال أحدهم إن رئيس القسم، العقيد قد وصل. كان حافظ مخلوف هو الشخص الوحيد في جهاز المخابرات الذي يحمل رتبة عقيد ويرأس قسماً.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان اسم [حافظ مخلوف] قد ذُكر أم أنه عرّف نفسه. قال P52 لم يكن الأمر كذلك، وإنما افترض ذلك فقط. عندما التقى بأنور لاحقاً، أخبر P52 أنه كان في القسم 40.

سأل فيدنير متى قال أنور ذلك لـP52. قال P52 إن ذلك حدث في تركيا، بعد أن انشق أنور.

خلص فيدنير إلى أن P52 التقى أنور في مكان مختلف [غير القسم 40]. أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P52 قد رأى معتقلين آخرين وأشخاصاً يخضعون للتحقيق وما إذا كان قد تعرّض لمعاملة سيئة في السجن أو أثناء جلسات التحقيق في هذا المكان [حيث التقى P52 بأنور]. قال P52 بالطبع، فقد تعرّض للضرب في كل مرة، كلما تحرك، وأصيب رأسه.

أشار فيدنير إلى تحقيق/لقاء آخر مع شخص وصفه P52 بأنه “مثقف” ولكن ثار غضبه فجأة. سأل فيدنير عمّا إذا كان P52 معصوب العينين في هذه المناسبة. قال P52 إنه كان معصوب العينين، مضيفاً أنه كما ذكر سابقاً، كان المرء دائماً معصوب العينين في فرع الخطيب. قال P52 إنه لم يستطع رؤية من استجوبه في هذه المناسبة، ولم يكن يعرف من هو الشخص.

أراد فيدنير أن يعرف ما إذا لم يكن أنور، أو إذا كان من الممكن أن يكون أنور أيضاً. قال P52 إنه غير متأكد. انزعج ذلك الشخص بشدة وقام بضربه.

أشار فيدنير إلى أن P52 ذكر “الخطيب” وسأل P52 عمّا إذا كان يعلم أنه كان في الخطيب عندما كان هناك. نفى P52، مضيفاً أنه كان يعرف فقط بعد أن قدّم أنور رسلان نفسه كرئيس للتحقيق في فرع الخطيب.

سأل فيدنير ما إذا كان أنور قال إنهم كانوا في فرع الخطيب. فأكد P52 ذلك.

قال فيدنير إن P52 وصف بالفعل للمحكمة موضوع محادثته الأولى مع أنور، من بين أمور أخرى. أراد فيدنير معرفة ما إذا كان أنور، بصرف النظر عن سيرته الذاتية، قد قال أي شيء آخر عن نفسه، على سبيل المثال موقفه السياسي. قال P52 إن أنور لم يقل أي شيء عن [رأيه السياسي]. كما تجنب سؤال P52 عن سبب قيامه هو وأصدقاؤه بالتظاهر. واكتفى بطرح أسئلة على P52 حول P52.

أوضح فيدنير أنه تم استدعاء P52 للإدلاء بشهادته لأنه يمكن أن يقول شيئاً ما عن موقف أنور رسلان الناقد تجاه النظام السوري. سأل فيدنير P52 عمّا يمكن أن يقوله في هذا الصدد. أوضح P52 أنه خلال محادثتهم الأولى، لم يتحدثا عن أي شيء من هذا القبيل، لكن P52 كان لديه انطباع بأن أنور لم يكن داعماً للنظام بشكل خاص. ولكنهما تحدثا عن أشياء شخصية وحُلم أنور في أن يصبح مؤلفاً. حاول أنور بشكل غير مباشر أن يشرح لـP52 سبب عمله في جهاز المخابرات. أخبر P52 المحكمة أنه يجب على المرء أن يقول في هذا الصدد إن أي شخص ينضم إلى أجهزة المخابرات يتمتع بثقة معينة من قبل النظام. وبحسب P52، فقد تم اختيار أنور بسبب أدائه الجيد، بسبب أدائه الممتاز أثناء دراسته. قال P52 إنه افترض أن هذه كانت رسالة غير مباشرة من أنور لإعلام P52 أنه لم تكن رغبته [العمل لدى جهاز المخابرات]. خلص P53 إلى أنه كان تلميحاً غير مباشر.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P52 يعرف اسم أنور قبل اعتقاله. نفى P52 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P52 قد تعرّف على أنور في مكان ما في قاعة المحكمة. قال P52 بالطبع.

سأل فيدنير من الشخص الذي تعرّف عليه بأنه أنور. [أشار P52 إلى أنور رسلان] قائلاً إنه الشخص الذي يجلس هناك.

ذكر فيدنير أن أنور أخذ P52 إلى توفيق يونس. قال فيدنير إنه ليس بالضرورة أن يتلقّى كل معتقل معاملة كهذه وأراد أن يعرف ما كان يعتقده P52 عن سبب هذا اللقاء. أوضح P52 أنه كان وضعاً مربكاً للغاية في بداية الربيع العربي، بداية الثورة. لم تكن [الحكومة السورية] تعرف ماذا تفعل إذا حدثت أشياء مماثلة في سوريا. بعد 11 يوماً من اعتقال P52 في سوريا، انتشر اسمه في جميع وسائل الإعلام. عندما أطلق سراحه، رأى اسمه في كل قناة إخبارية، وعلى كل شريط إخباري في التلفزيون. أخبر P52 المحكمة أنه يعتقد أنه كان من المؤسف إخفاؤه لفترة أطول. وأضاف أن هناك بعض الحقيقة وراء التصريح بأنه أفرج عنه بأمر من بشار الأسد.

ذكر P52 أنه ذكر سابقاً عمله وتفكيره في مشروع مع مخرج سوري، صديق بشار الأسد الذي أصبح فيما بعد [حُجِبت المعلومات]. وكان هذا الشخص هو من يقرر كيف سيقدم بشار الأسد نفسه على وسائل الإعلام. استنتج P52 أن هذا الشخص ربما ذكر اسم P52 لبشار الأسد.

سأل فيدنير P52 عمّا إذا كان شخصاً بارزاً في الوقت الذي قُبِض عليه فيه. فأكد P52 ذلك، مضيفاً أنه في [حُجِبت المعلومات]. في عام 2008 [حُجِبت المعلومات]. كان يعمل أيضاً في بعض الصحف العربية، من بين صحف أخرى [حُجِبت المعلومات]، وأجرى العديد من المقابلات. كما أن [حُجِبت المعلومات] أراد العمل في مشروع مع P52.

سأل فيدنير عمّا أراده أنور رسلان من P52 عندما اتصل به لأول مرة بعد انشقاقه؛ ولماذا اتصل به. قال P52 إنه هو نفسه كان أشبه بالمتحدث باسم المعارضة. وافترض أن أنور أراد إخباره بأنه انشق وأصبح موالياً للمعارضة. لقد أراد التأكيد على أنه لو كان ذلك ممكناً بالنسبة له، لكان قد انشق واتصل بـP52 سابقاً. قال P52 للمحكمة إنه يعتقد أن أنور اعتقد أن P52 سيلعب دوراً كبيراً في الأحداث لأنه كان ضابطاً سابقاً. لكن P52 نفى ذلك.

استجواب من قبل الادّعاء العام

قال المدعي كلينجه إنه كانت هناك عدة تقارير عن دور أجهزة المخابرات في سوريا قبل الثورة وبعدها. طلب محامي الدفاع بوكر من كلينجه أن يكرر ما قاله للتو لأن بوكر لم يستطع سماعه جيداً. كرر كلينجه الجملة وسأل P52 عن رأيه في ذلك. أوضح P52 أنه ولد في عام 1975 ومنذ ذلك الوقت وهو يذكر بأن أجهزة المخابرات تحكم سوريا باستخدام التعذيب والإخفاء. ليس فقط الأشخاص المتضررين مباشرة سيعانون من ذلك، ولكن كل المقربين منهم.

أراد كلينجه أن يعرف منذ متى تم استخدام التعذيب، وما إذا كان هناك تطور معين، وما هو نوع التعذيب الذي تم استخدامه بالضبط. قال P52 إنه لا يعرف ما إذا كان هناك تطور لكنه كان متأكداً من أنه على الرغم من أن طريقة التجسس ربما تغيرت، إلا أن التعذيب ظل كما هو.

سأل كلينجه متى بدأت أجهزة المخابرات السورية في استخدام التعذيب في سوريا. قال P52 منذ أن كان عمره خمس سنوات، لأنه كان قادراً على التذكر. حيث تم القبض على والده وتعرّض للتعذيب. وظل يروي قصته حتى مات قبل عام.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P52 يعرف فرع الخطيب قبل اعتقاله هناك. قال P52 بالطبع إنه كان يعرف الفرع، وكان معروفاً جداً/نسبياً بين المثقفين السوريين. وفقاً لـP52، كان الفرع مسؤولاً عن التجسس على المثقفين والمشهد الثقافي. كان عقل أمن الدولة، إذا جاز القول.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P52 يعرف ذلك قبل اعتقاله أم أنه سمع فقط عن سمعة [الفرع] بعد اعتقاله. قال P52 إن الخطيب كان معروفاً بالفعل قبل اعتقاله. كان دوره معروفاً بشكل خاص بين المثقفين.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان كل شيء كما توقعه P52 بناءً على السمعة والشائعات، عندما تم أخذه إلى الفرع في [حُجِبت المعلومات] 2011. قال P52 إنه يريد توضيح أنه نُقل إلى الخطيب [بعد يوم واحد مما قاله كلينجه]. لكن كل شيء كان كما تخيله.

سأل كلينجه كيف كان بالضبط. كيف كانت التسلسلات الهرمية والحالة الصحية وحالة الاعتقال. قال P52 إنه يستطيع وصف الأمور من وجهة نظره الشخصية فقط: فقد سُمح له باستخدام المرحاض مرتين في اليوم. كان يحصل على الطعام ثلاث مرات في اليوم. كان الطعام عادة يتكون من البطاطا أو بيضة ومرة ​​واحدة فقط حصلوا على طماطم. وفقاً لـP52، لم يحصل على فواكه قط.

سأل كلينجه إذا كان الطعام كافياً. نفى P52 ذلك.

أشار كلينجه إلى أن P52 احتُجِز في زنزانة انفرادية وسأله عمّا إذا كان لا يزال قادراً على رؤية المعتقلين الآخرين. قال P52 إنه لم ير الآخرين، لكنه كان قادراً على سماعهم في زنازينهم. قال إن الزنزانة المجاورة كانت على بعد مترين فقط، مقابل زنزانته.

سأل كلينجه عمّا إذا كان قادراً على التواصل مع معتقلين آخرين. نفى P52 ذلك.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت هناك أيضاً زنازين جماعية أم زنازين انفرادية فقط. قال P52 إنه يفترض أنه لم يكن هناك سوى زنازين انفرادية في المنطقة التي توجد بها زنزانته، لأنه في كل مرة يتم استدعاء شخص من زنزانة، لم تكن هناك استجابة إلا من معتقل واحد فقط.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P52 شهد جلسات تحقيق لمعتقلين آخرين. قال P52 إنه سمع أصواتاً وضجيجاً من مكان خارج المكان الذي كان موجوداً فيه. سمع أصوات أشخاص يتعرضون للضرب، لا سيما في منتصف الليل وفي وقت متأخر من الليل. رأى P52 مرة شخصاً يتعرض للتعذيب ولكن بخلاف ذلك، اقتصر الأمر على سماع صوت أشخاص يتعرضون للتعذيب.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P52 سمع أصواتاً أو صراخاً. قال P52 بالطبع إنه سمع صوت الناس وهم يتوسلون.

سأل كلينجه ما الذي توسلوا إليه. أوضح P52 للمحكمة أن المعتقلين قالوا إنهم قالوا بالفعل كل ما يعرفونه، لكن الضرب استمر. قال P52 إنه كان لديه انطباع بأن التعذيب لم يتوقف بغض النظر عمّا يقوله المرء. كما شعر أن المعتقلين الذين تم التحقيق معهم في اليوم السابق كانوا يُؤخذون للتعذيب مراراً وتكراراً، والأسوأ من ذلك، من أجل الحصول على مزيد من المعلومات، حتى لو لم يكونوا يعرفون المزيد.

أراد كلينجه أن يعرف كيف كان تأثير صوت الصراخ على P52. قال P52 إنه كان يتوقع أن يكون الأمر على هذا النحو، لذلك لم يكن له تأثير كبير عليه، لكن الوضع الذي وصفه…

تدخل كلينجه، متسائلاً عمّا إذا كان P52 لا يخشى أن يكون التالي. قال P52 بالطبع كان يخشى ذلك.

أراد كلينجه كذلك أن يعرف كيف يمكن لـP52 أن يوضّح سبب عدم تعرّضه للتعذيب بهذه الطريقة. قال P52 لأنه كان مشهوراً، كانوا يخشون أن تكتشف وسائل الإعلام ذلك وتجعل منه قصة كبيرة. قال إن هذا كان هو الأرجح، لأن الأحداث المحيطة بالربيع العربي كانت متشابهة جداً. أضاف P52 أن الشخص الذي رآه كان قد تعرّض لتعذيب كما لو كان في الجحيم.

قال كلينجه إنه للأسف لن يعفي P52 من وصف الموقف. قال P52 إن ذلك حدث في [حُجِبت المعلومات]. كان هناك شاب يتعرض للتعذيب كل ليلة. كان يصرخ بصوت عالٍ للغاية وكان بإمكان P52 سماع صراخه في الليل، على الرغم من أن الغرفة [التي عُذب فيها هذا الشخص] كانت في منطقة مختلفة. تذكر P52 أن الشاب تمكن من الخروج من تلك الغرفة وكان يجري في الردهة. كان السجانون يجرون خلفه ويضربونه. أخبر P52 المحكمة أنه رأى هذا المشهد لأنه حدث في الليل، وعادة ما كانت الكوّة في باب زنزانته تبقى مفتوحة ليلاً للسماح بدخول بعض الهواء النقي وتفقّد المعتقلين داخل الزنزانة. عندما سمع P52 الشاب، نظر من خلال الكوّة، على الرغم من أنه لم يُسمح للمعتقلين بالنظر. كان الشاب يرتدي سروالا داخلياً قطنياً طويلاً ويداه مقيدتان خلف ظهره. كان سجانان يركضان خلفه ويضربانه بكابل من أربعة أسلاك. كان الرجل يصيح طالباً النجدة. فجأة سمع P52 أحدهم يقول “شيلا!” مما يعني “التقطها”. أجاب الشاب أنه سيفعل ذلك لكنه طلب من السجانين ألا يضربانه أثناء ذلك. قال P52 إنه في البداية لم يكن يعرف ما الذي كان يحدث، عندما سقط الرجل على وجهه. لاحظ P52 بعد ذلك أن الرجل قد تبرّز في سرواله ولأن يديه كانتا مقيدتين، بدأ “يلتقط” البراز بلعقه. عندما انتهى، عاد السجّانان وشرعا في ضربه. لم يبتلع الرجل البراز وإنما بصقه على الحائط. قال P52 إن الرجل كان عليه أن يلعق الجدار أيضاً.

طلب كلينجه من P52 وصف الغرفة التي توجد فيها أدوات التعذيب حيث طُلِب من P52 خلع ملابسه. أخبر P52 المحكمة أن هناك كبلا مكونا من أربعة أسلاك (أربعة كبلات ملتوية في كبل واحد) في هذه الغرفة، بالإضافة إلى هراوات. قال P52 إن هذا كان كل ما رآه في الفترة القصيرة التي قضاها في هذه الغرفة. كانت بالأحرى غرفة مكتب، وليست غرفة تعذيب. كان هناك مكان للملفات على الحائط. ووُضِعت متعلقات P52 في كيس، وتم إغلاقه بإحكام وختمه ووضعه في خزانة.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان هناك مكان للشَّبْح. قال P52 إنه لم ير ذلك. ثم عُصبت عيناه ولم يتعرّض للتعذيب بهذا الأسلوب، ولم ير شيئاً من هذا القبيل.

قال كلينجه إن نظام التعذيب كان موجوداً في سوريا منذ عقود. وسأل P52 عمّا يجب على المرء فعله للحصول على ترقية داخل هذا النظام، للحصول على منصب أعلى في التسلسل الهرمي. أخبر P52 المحكمة أنه كان هناك طريقتان. الأولى هي أن تكون مخلصاً جداً للنظام، وكانت هذه هي الطريقة الرئيسية. وكانت الطريقة الأخرى هي أن يتمتع الأشخاص بأداء جيد بشكل خاص. سيتم اختيار هؤلاء الأشخاص لإنجاز العمل لأن الأشخاص المخلصين لديهم قدرات فكرية محدودة للغاية.

أراد كلينجه معرفة نوع الأداء المطلوب في أجهزة المخابرات. أوضح P52 أنه في هذه الحالة، يجب أن يكون المرء ذكياً ويحظى بسجل أكاديمي جيد. ينبغي ألا يكون للمرء رأي سياسي واضح، لا مؤيد ولا معارض للنظام. بمجرد أن يكون المرء إلى جانبهم، سيحصل على امتيازات معينة لتأمين الولاء. قال P52 إن الشيء نفسه ينطبق على أماكن أخرى، مثل مركز البحث العلمي. قال P52 إن المركز استقطب علماء لإنتاج أسلحة، وخطوة بخطوة يصبحون جزءاً من النظام.

سأل كلينجه عمّا يعتقد P52 أنه كان على رئيس قسم التحقيق في الخطيب أن يفعله. قال P52 إن هذا الشخص كان يُفترض أن يكون على درجة عالية من المعرفة والذكاء. قال P52 إنه في حالة العقيد أنور رسلان يمكنه تقديم مثال: كان رئيس الفرع شخصاً موالياً للغاية ولديه مرؤوسون أكثر قدرة على إنجاز العمل. كان رئيس الفرع عديم الأهلية ولكنه كان موالياً ويعمل لصالح الحكومة. لكن الشخص الأكثر أهلية لا يتم إشراكه في القضايا الاستراتيجية الأكبر. قال P52 إن مثالاً آخر أفضل سيكون عالِماً أنتج سلاحاً ولكنه لم يشارك في التخطيط لمكان وكيفية استخدام السلاح. فهذا أمر يقرره الأشخاص الموالون.

قال كلينجه إن عالِماً ينتج سلاحاً وضابط مخابرات يعمل في فرع حيث تعرّض الناس لتعذيب وحشي هما أمران مختلفان. قال P52 إنه سيكون الأمر نفسه بالنسبة له، لأن كلاهما خدم النظام.

سأل كلينجه P52 إذا كان بإمكانه أن يتخيل أن أنور لم يكن يعلم بأوضاع القبو في فرع الخطيب. قال P52 إنه لا يستطيع أن يقول ذلك على وجه اليقين، لكن أنور رسلان كان يعلم ما يحدث بنسبة 99.9%.

قال كلينجه إن P52 وأنور تحدثا عن ذلك أيضاً. أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P52 لم يسأل أنور عن سبب مشاركته في كل ذلك ولماذا لم يتحدث علناً عمّا حدث. قال P52 إن أنور ذكر في كثير من الأحيان أنه يريد أن يكتب كتاباً عمّا حدث وأن P52 يجب أن يساعده بمجرد أن يحين الوقت.

ذكر كلينجه أنه في الاجتماع الذي عقده P52 مع توفيق يونس وأنور رسلان، أخبر توفيق P52 أنه يريد حمايته من الإخوان المسلمين. سأل كلينجه P52 “إذا كان يعتقد ذلك جديا”. قال P52 بالطبع إنه لا يعتقد ذلك. وعندما سأل P52 توفيق وأنور عمّا إذا كانت [يدا P52 المقيدتين وإصابة رأسه] هي الطريقة التي يمكن بها حماية الناس، نظر أنور وتوفيق إلى بعضهما البعض وابتسما. ثم قال توفيق شيئاً مضحكاً: “كل ما حدث لك كان قانونياً، لأنك اعتقلت لمدة ثلاثة أيام فقط”. عندما أبلغ P52 توفيق أنه مضى على اعتقاله عشرة أيام، سأل توفيق P52 إذا كان يحمل ساعة أو كان قادراً على رؤية شروق الشمس وغروبها ليعرف أنه كان هناك لمدة عشرة أيام. كان توفيق يهزأ وقال لـP52 إنه لم يمضِ على اعتقاله أكثر من ثلاثة أيام.

أراد كلينجه أن يعرف لماذا كان توفيق يمارس هذا النوع من الألاعيب. قال P52 إنه افترض أنهم في بداية [الثورة السورية] أرادوا الابتعاد عن الأنظار وعدم الإعلان عن اعتقالهم لمتظاهرين. كانوا خائفين من أن تكتشف وسائل الإعلام ذلك، ولذلك طلبوا من P52 البقاء على اتصال وحاولوا السيطرة عليه.

سأل كلينجه ما إذا لم يُسمح لـP52 بالتحدث إلى وسائل الإعلام. قال P52 إنه طُلب منه إبقاءهم [أجهزة المخابرات] على اطلاع وأخبروه أنه لن يكون هناك سبب للتحدث إلى أي شخص.

سأل كلينجه عمّا إذا كان لدى P52 انطباع بأن توفيق يونس وأنور رسلان كانا قادرين على التأثير بشكل معتدل على المعارضة. قال P52 إنه لا يعتقد أن مثل هذه الاستراتيجية موجودة لأنه لا أحد كان يعرف ما الذي كان سيحدث. في البداية تظاهر ثلاثون إلى خمسين شخصاً ولكن انضم إليهم المزيد والمزيد من الناس كل يوم. بدأ الناس في التقاط الصور وتصوير مقاطع فيديو. ومع ذلك، لم يستطع أحد منع التظاهرات لأنها لم تكن تتعلق بسوريا في ذلك الوقت. وفي ذات الوقت، لا يمكنهم السماح بتغيير الأجواء السائدة في سوريا.

ذكر كلينجه أن توفيق يونس وأنور رسلان أرادا البقاء على اتصال مع P52. سأل كلينجه P52 إذا شعر أن هذين الشخصين حاولا كسبه كجاسوس. نفى P52 ذلك، مضيفاً أن تلك كانت من المفترض أن تكون وسيلة لمراقبة P52 والاتصال به.

سأل كلينجه عمّا إذا كان يخشى أن تتم مراقبة مكالماته. قال P52 إن كل شخص في سوريا يخشى ذلك. كان الجميع يخشون من أنهم يخضعون للمراقبة. قال P52 إن هذا هو الحال بشكل خاص مع الهواتف المحمولة، لأن ملكية أكبر شركة هاتف خلوي تعود لابن خال بشار الأسد. لذلك كان الأخير في وضع يسمح له بالتجسس بسهولة على الناس.

قال كلينجه إنه لم يكن كل شخص في سوريا بارزاً مثل P52 ولحسن الحظ لم يتم اعتقال كل سوري في الخطيب. خلص كلينجه إلى أن احتمالية مراقبة P52 من قبل رامي مخلوف كانت أعلى من غيره. نفى P52 ذلك، مضيفاً أن الجميع في سوريا كانوا متشابهين وكان يتم مراقبة الجميع.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P52 على اتصال بعائلة أنور خلال الأشهر القليلة الماضية. قال P52 إن العائلة اتصلت به لإخباره أن محامي أنور يريد معرفة ما إذا كان P52 مستعداً للإدلاء بشهادته.

سأل كلينجه كيف عرف P52 العائلة. قال P52 إنه لم يكن يعرف العائلة ولم يلتقِ بأحد منهم قطّ. لم يعرف من أين حصلوا على رقم هاتفه.

خلص كلينجه إلى أن العائلة اتصلت مع P52. فأكّد P52 ذلك، مضيفاً أنه يعتقد أن محمدا ابن أنور اتصل به.

أراد كلينجه أن يعرف متى اتصلت العائلة تقريباً مع P52. قال P52 إن ذلك كان قبل عامين.

سأل كلينجه متى كانوا على اتصال آخر مرة. قال P52 إن ذلك كان قبل أسبوعين. أرادت العائلة الاطمئنان بأن المحكمة اتصلت مع P52.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P52 وعائلة أنور تحدثوا أيضاً عن الحادث مع الطبيب في برلين. نفى P52 ذلك، مضيفاً أنهم لم يتحدثوا عن ذلك أثناء المكالمة.

أراد كلينجه أن يعرف كيف تمكن P52 من تذكر تفاصيل محادثة أجراها في تركيا في عام 2015 وتذكر تفاصيل دقيقة لموقف كان يشكّل تهديداً لأنور. قال P52 إن الموقف كان مهماً في نهاية المطاف. كان [أنور] شديد القلق والخوف والانزعاج. قال P52 إن هذه القصة، إذا كانت صحيحة، ستخيف كل معارضي النظام. وإذا كانت تلك مخيلة أنور، أراد P52 أن يفهم لماذا كان يفكر بهذه الطريقة. أضاف P52 أنه بالطبع يمكنه أن يتذكر التفاصيل، فهو كان مؤلفاً في نهاية المطاف.

قال كلينجه إن القصة كانت بالطبع مهمة جداً لـP52. ومع ذلك، لم يعتقد كلينجه أن P52 كان قادراً على أن يتذكر بدقة أن أنور رأى رجلين يرتديان ملابس بيضاء يقفان بجوار سيارة إسعاف، بناءً على محادثة أجراها قبل ست سنوات. لا يمكن للمرء أن يتذكر مثل هذه التفاصيل بعد هذا الوقت الطويل. تدخّل محامي الدفاع بوكر قائلاً إن سؤال كلينجه كان غير مقبول؛ فقد كان ذلك رأي كلينجه الشخصي. قال بوكر إنه لن يعترض على ذلك. ولن يكون هو نفسه سعيداً جداً بشهادة الشاهد ولكنه يصدقه أكثر من الشهود الآخرين. خاطب بوكر P52 مباشرةً ليخبره أنه يعتقد أنه جدير بالثقة. أجاب كلينجه أنه لا ينبغي للمرء أبداً أن يكون لديه آمال كبيرة فيما يتعلق بالشهود. وخلصت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى أن هذه المحادثة كانت بمثابة مناوشة بين الدفاع والمدعي العام. سألت كلينجه عمّا إذا كان لديه سؤال محدد لـP52.

سأل كلينجه P52 كيف يمكنه شرح أنه كان قادراً على تذكر التفاصيل حول عدد ومظهر الشخصين ومكان وقوفهما، بناءً على أوصاف سمعها من أنور في عام 2015. قال P52 إنه ليس لديه أدنى فكرة، وسأل عمّا إذا كان السؤال عبارة عن مزحة.

تدخلت القاضي كيربر، قائلة إنه يجب على المرء أن يكون حذراً الآن. ما حدث من قبل كان مناوشة بين الطرفين لكن ذلك سينتهي الآن. إن جميع الأسئلة المطروحة مهمة وينبغي على P52 ألا يجيب عنها بطرح أسئلة. أوضح P52 أنه أعجب بالوضع العام. بدا له كما لو أن أنور كان يصاب بجنون الارتياب ببطء. تذكر P52 أنه حتى سأل أنور كيف عرف أن الرجلين كانا عنصرين في أجهزة المخابرات. أجابه أنور بأنهما كانا يشبهان عناصر المخابرات. قال P52 إنه كان من الطبيعي بالنسبة له أن يتذكر الناس مثل هذه التفاصيل وأن مثل هذه التفاصيل تلصق في ذاكرة المرء لأن لها آثاراً بعيدة المدى. قال P52 إنه يعتقد أنه أجاب على السؤال وأضاف أنه إذا اعتقد أحد أن عائلة أنور قدّمت له تعليمات، فسيكون مخطئاً.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار محامي الدفاع بوكر إلى أن P52 ذكر مظاهرة أمام البرلمان وسأل P52 عمّا إذا كانت قد حدثت في [حُجِبت المعلومات]. فأكّد P52 ذلك.

كما أشار بوكر إلى أن P52 ذكر P31 [صوّب P52 لفظ الاسم لبوكر وأكد أنه ذكر P31]. أراد بوكر معرفة ما إذا كان P52 قد ذكر أيضاً شخصاً يُدعى [حُجِبت المعلومات]. فأكد P52 مرة أخرى. تدخّل محامي المدعي محمد قائلاً إن بوكر كان يتحقق فقط من ملاحظاته مع P52 ولم يطرح أسئلة فعلية. قالت رئيسة المحكمة كيربر إن أسئلة بوكر كانت حسنة حتى الآن.

واصل بوكر بسؤاله عمّا إذا كان [حُجِبت المعلومات] برتبة رائد أم ملازم أول. قال P52 إنه لم يكن متأكداً لكنه كان في نفس الفصل [في أكاديمية الشرطة] الذي كان فيه شقيق P52 لذا كان إما برتبة رائد أو ملازم أول. قال P52 إنه لم يكن يعرف على وجه اليقين.

سأل بوكر عن مهمة هذا الشخص في [حُجِبت المعلومات] [في المظاهرة التي نظمها P52 واعتُقل فيها]. قال P52 إنه لا يعرف بالضبط. كان يقود مجموعة من ضباط الأمن يرتدون ثياباً مدنية. قال P52 إن هذا هو كل ما كان يعرفه.

أراد بوكر معرفة ما إذا كان P52 قد رأى أنور في مكان الحادث في هذا اليوم. نفى P52 ذلك، مضيفاً أنه التقى أنور مرة واحدة في الفرع.

سأل بوكر عمّا إذا كان بإمكان P52 أن يقول شيئاً عن ملابس [حُجِبت المعلومات]. قال P52 إنه يتذكر جيداً أنه كان يرتدي سترة جلدية. كانت ملابس غير رسمية، إلى حد ما ملابس عمل، وليست ملابس يرتديها ضابط عادي.

سأل بوكر عن لون السترة الجلدية. قال P52 أنها كانت سوداء.

ذكر بوكر أن P31 أخبر المحكمة سابقاً أنه رأى أنور رسلان يقود ضباط الأمن في [حُجِبت المعلومات] [في المظاهرة التي نظمها P52 واعتُقِل فيها]. طبقاً لـP31، كان أنور يرتدي ملابس مدنية، من بينها سترة جلدية بنية اللون. سأل P52 من كان يرتدي سترة جلدية بنية اللون. قال بوكر إنه كان أنور رسلان، عندما كان يقود ضباط الأمن. هكذا تعرّف P31 على أنور. قال P52 إنه لم ير أنور في مكان الحادث لكن كانت هناك عدة أقسام ومجموعات.

شكر بوكر P52، قائلاً إن هذا كان بالفعل أكثر مما كان يأمل. فيما يتعلق باتصال P52 بعائلة أنور، أراد بوكر معرفة ما إذا كان P52 قد اتصل بالشرطة أو مدعين عامين أو محامين منذ أن غادر سوريا ووصل ألمانيا. قال P52 لا على الإطلاق، وكان هذا اليوم أول مرة يمثل فيها في قاعة المحكمة.

قال بوكر إن P52 كان شخصاً يعرف الكثير، ولديه الكثير ليقوله، ولديه الكثير من المعارف. أراد معرفة ما إذا كان P52 لا يريد التحدث إلى السلطات أو لم يتصل به أحد. قال P52 للمحكمة إنه فيما يتعلق بسوريا، تحدث عن الأمر فقط مع OFPRA (المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين والأشخاص عديمي الجنسية). سأل بوكر ما المقصول بـOFPRA. قال كلينجه إنه المكافئ الفرنسي للمكتب الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF). تساءل بوكر عن كيفية حدوث الاتصال بين P52 والمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين، وهل اتصلوا به أم أرسلوا إليه شيئاً مكتوباً. نفى P52 ذلك، موضحاً أن هذه كانت الطريقة الرسمية لإجراء مقابلة اللجوء في فرنسا مع هذا المكتب. خلص بوكر إلى أنها كانت محادثة شخصية في ذلك الوقت. قال P52 بالطبع، كان عليه أن يشرح طلب اللجوء الخاص به في هذا الاجتماع.

قال بوكر إن ألمانيا تتبع إجراء مشابهاً. وسأل P52 عمّا إذا كان قد طُلب منه في هذا الاجتماع أن يصف ما رآه وعاناه في سوريا. قال P52 بالطبع. كما طلبوا منه إثبات أنه كان معتقلاً في سوريا. طلب منهم P52 أن يقوموا ببساطة بالتحقق من وسائل الإعلام. طلب بوكر من P52 أن يترك وسائل الإعلام خارج الموضوع. قال P52 إن هذا كان ما قاله للمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين.

أشار بوكر إلى الدليل الذي ذكره P52 للتو، وسأله عن نوع الدليل وما إذا كان قادراً على تقديمه. قال P52 إنه أشار إلى النشرات [المتعلقة باعتقاله]. قال إن إحدى منظمات حقوق الإنسان أجرت مقابلة معه، وقامت قناتا بي بي سي والجزيرة بتغطية قصته أيضاً.

أراد بوكر معرفة ما إذا كان P52 قد أخبرهم [OFPRA] أنه اعتُقِل في القسم 40 والفرع 251. قال P52 إنه لا يتذكر ما إذا كان قد ذكر الأرقام أو ما إذا كانوا يعرفون الأرقام. لكنه ذكر أمن الدولة وهو القسم 40 والخطيب.

سأل بوكر عمّا إذا كان P52 ذكر أيضاً سنة [اعتقاله]. قال P52 بالطبع إنه فعل ذلك، فقد كان ذلك حدثاً مهماً في حياته.

خلص بوكر إلى أن P52 أخبر المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين بما قاله أيضاً في المحكمة في هذا اليوم بالذات. قال P52 إنه يعتقد ذلك.

سأل بوكر عمّا إذا كان أحد المكاتب التي شاهدها P52 أثناء اعتقاله هو مكتب أنور رسلان. قال P52 إنه رأى مكتب أنور فقط عندما قُبِض عليه في المرة الثانية واقتيد إلى مكتبه.

أراد بوكر معرفة ما إذا اقتيد P52 “إلى” مكتب أنور أو إلى “داخل” مكتبه. أوضح P52 أنه بعد الإفراج عنه لأول مرة، اتصل به أنور رسلان وطلب منه الحضور إلى الفرع، إلى مكتبه. سأل بوكر عمّا حدث بعد ذلك. قال P52 إنه في المرة الأولى أخبر أنور أنه كان في المشفى وعندما اتصل في المرة الثانية، ذهب P52.

سأل بوكر عمّا إذا كان P52 داخل مكتب أنور. قال P52 إنه دخل هناك مرة واحدة. طلب بوكر من P52 وصف المكتب. قال P52 إنه كان صغيراً نسبياً ومليئا بالملفات وكان به طاولة صغيرة لم تكن طاولة مكتب مناسبة. كان هناك العديد من الهواتف وبعض الكراسي. قال P52 إنه يمكن للمرء أن يلاحظ أنه كان مكاناً للعمل. وبحسب P52، كان المكتب مختلفاً عن مكتب توفيق يونس الذي كان واسعاً جداً. كان في مكتب أنور خزانة بها ملفات كثيرة.

سأل بوكر عمّا إذا كانت هناك صور على جدران مكتب أنور. قال P52 إنه غير متأكد ولكن لا يوجد مكتب واحد في سوريا ليس فيه صورة للأسد.

سأل بوكر P52 عمّا إذا كان يمكنه قول شيء ما حول هذا الموضوع. لم يفهم P52 السؤال. سأل بوكر عمّا إذا كانت هناك صورة لبشار أو حافظ الأسد.

أوضح P52 أنه شاهد في الفرع نفسه صوراً كثيرة لبشار الأسد. غير أنه لم يستطع أن يقول ما إذا كان هناك صورة في مكتب أنور. ما يمكن أن يقوله هو أنه ليس من المستغرب أن تكون هناك صورة للأسد. وفقاً لـP52، كانت هذه الصور في كل مكان في سوريا، حتى في الحمامات العامة.

أراد بوكر معرفة ما إذا كان P52 قادراً على ملاحظة علاقة معينة بين توفيق يونس وأنور رسلان وكيف كانت طريقة التعاطي بين الاثنين. قال P52 إنها كانت علاقة مهنية. دخل “هو”… تدخل بوكر متسائلاً من الذي يشير إليه P52. قال P52 إن أنور رسلان دخل الغرفة وأدّى التحية لتوفيق يونس وخاطبه بلقب “سيدي”. لم يقل أنور أي شيء قطّ بينما كان توفيق يونس يتحدث. لقد كانت طريقة التعاطي عسكرية. قال P52 إنه كان يعرف ذلك لأنه كان ضابطاً هو نفسه. كان علاقة ضابط برئيسه.

أشار محامي الدفاع فراتسكي إلى أن P52 قال إنه يتذكر قصة أنور عن الرجلين اللذين كانا يرتديان ملابس بيضاء واللذين يُزعم أنهما حاولا اختطافه. قال فراتسكي إن P52 ذكر أيضاً أن أنور ربما يكون مصاباً بجنون الريبة. سأل P52 إذا كان هو نفسه شعر بالخوف عندما سمع تلك القصة. فأكّد P52 ذلك، وشرح أنه قد راوده شعوران. أولاً، اعتقد أن القصة يمكن أن تكون حقيقية بالفعل. وكان الشعور الثاني أن أنور ربما كان يتخيّل فحسب. قال P52 إنه كان معجباً بكلا الاحتمالين. سيكون من المثير للإعجاب أن يكون النظام قادراً على فعل شيء من هذا القبيل. وأما إذا كانت تلك مجرد تهيؤات في ذهن أنور، فستكون “مسألة نفسية”.

سأل فراتسكي عمّا إذا كان P52 سيتأثر إذا كان النظام قادراً بالفعل على القيام بشيء من هذا القبيل. فأكد P52 ذلك.

أراد فراتسكي أن يعرف كيف كان يبدو هذا التأثير. قال P52 إنه حاول أن يسأل عمّا إذا كانت القصة صحيحة لكنه أدرك أنها لم تكن…

قاطع فراتسكي P52، مشيراً إلى منصب أنور رسلان في فرع الخطيب. أشار فراتسكي إلى أن P52 ذكر أن أنور وتوفيق تصرفا كرئيس ومرؤوس. سأل P52 عمّا إذا كان قادراً على ملاحظة علاقة مماثلة في موقف آخر أيضاً. قال P52 إنه رأى الاثنين معاً في مناسبة واحدة فقط. لكن كانت هناك مسألة أخرى: كان أنور برتبة عقيد وتوفيق برتبة عميد وبالتالي كان أعلى رتبة من أنور. ومن المعروف أن توفيق يونس هو رئيس فرع الخطيب. قال P52 إنه عندما قال أنور إنه كان رئيس قسم داخل الفرع، كان من الواضح أن هناك آخرين برتب أعلى.

سأل فراتسكي عمّا إذا كان P52 قد رأى الاثنين [أنور وتوفيق] معاً في مناسبة أخرى. قال P52 إنه رآهما معاً مرة واحدة فقط، لكنه رأى توفيق في الشارع.

سأل فراتسكي عمّا إذا كان أنور رسلان نفسه قد أخبر P52 بأي شيء عن علاقته بتوفيق يونس. نفى P52 ذلك، قائلاً إنهما لم يتحدثا عن ذلك. وفقاً لـP52، كان أنور متحفظاً بشكل عام. ظل P52 يخبر [أنور] أنه يجب أن يقول شيئاً ما [عما حدث في الفرع] لكن أنور ظل يخبر P52 أنه سيتحدث عن الأمر عندما يحين الوقت، ولكن “الآن هو وقت العمل، وليس الحديث”.

استجواب من قبل محامية المدعين

أشارت محامية المدعين د. أوميشين إلى أن P52 ذكر أن أنور أراد تأليف كتاب. سألت P52 إذا كان هناك بالفعل مسودة أو مخطوطة أولية. نفى P52 ذلك، مضيفاً أن أنور لم يقل شيئاً عن الكتاب سوى أنه كان ينوي تأليف كتاب وأن P52 يجب أن يساعده في ذلك.

سألت د. أوميشين عمّا إذا كان أنور قال أي شيء عن محتوى الكتاب. أوضح P52 أنه عندما سأل أنور عن سنوات خدمته وجميع الأشخاص الذين تم التحقيق معهم في الفرع، أجاب أنور أن لكل شيء أوانه.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أراد محامي الدفاع فراتسكي معرفة ما إذا كان P52 يعرف شخصاً يُدعى [حُجِبت المعلومات]. قال P52 إنه كان هناك عقيد يدعى [حُجِبت المعلومات]، لكن P52 لم يقابله مطلقاً. لربما التقى به في إحدى فعاليات المعارضة ذات مرة لكن P52 قال إنه يعتقد أنه لم يتحدث معه. غير أنه رآه في وسائل الإعلام.

خلص فراتسكي إلى أن P52 لم يكن على اتصال بهذا الشخص. فأكّد P52 ذلك.

سألت رئيسة المحكمة كيربر عمّا إذا كانت قد فهمت بشكل صحيح أن P52 حاول تجنب هذا الشخص، أو أنها لم تسمع ما قيل بشكل صحيح. أوضح المترجم أن P52 قال إنه عرف هذا الشخص من خلال وسائل الإعلام وربما التقى به في فعالية ما. شكرت القاضي كيربر المترجم.

صُرِف P52 كشاهد.

غادر بانز، محامي المدّعين.

مسائل إدارية

قال محامي المدعين محمد إنه أراد تلاوة طلب للحصول على أدلة نيابة عن موكله P1 [فراس الفياض].

[ما يلي هو إعادة صياغة لأقوال المحامي محمد، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

طلب محامي المدعي معاينة رسومات توضيحية رُسِمت بقلم رصاص لمسرح الجريمة

إن أنور رسلان هو الرئيس المزعوم لقسم التحقيق والسجن في فرع الخطيب حيث تعرّض ما لا يقل عن 4,000 شخص للتعذيب من نيسان/أبريل 2011 حتى أيلول/سبتمبر 2012.

أدلى العديد من الشهود بشهاداتهم حول منطقة السجن والأوضاع هناك. غير أن هذه كلها تقارير. لا توجد مواد مرئية. وبالتالي، فإن هذه الروايات مجردة إلى حد ما ولا يمكن للمرء أن يعرف ما الذي كان المعتقلون يفكرون فيه عندما كانوا وحدهم في زنازينهم معصوبي الأعين. تمكن فراس الفياض من رسم كل ذلك: اعتقاله وتعذيبه والتحقيق معه وتجارب أخرى في المعتقل. توفر هذه الرسوم التوضيحية انطباعاً حقيقياً لمسرح الجريمة.

إن فياض مستعد كذلك للإدلاء بشهادته بشأن هذه الرسومات التوضيحية، إذا طلب منه القضاة القيام بذلك.

وقّعه المحامون شولتس ورايجر ومحمد

قال محامي الدفاع بوكر إنه يريد الاحتفاظ بحقه في الإدلاء ببيان بشأن هذا في وقت لاحق. كما أعلن بوكر أن الدفاع لديه طلب آخر يود تلاوته في المحكمة أيضاً.

[ما يلي هو إعادة صياغة لبيان طلب الدفاع، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

طلب الاستعلام الذي قدّمه الدفاع لدى مكتب المدعي العام الاتحادي للسؤال عمّا إذا كان نص مقابلة P52 مع المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين والأشخاص عديمي الجنسية جزءاً من التحقيق الهيكلي، وإضافته إلى ملف القضية إذا كان جزءاً من التحقيق الهيكلي.

  • قال P52 في المحكمة اليوم، إنه أبلغ المكتب الفرنسي لحماية المهاجرين باعتقاله في فرع الخطيب في 2011 و2012. شهد P52 اليوم لأكثر من أربع ساعات في المحكمة. يطلب الدفاع أن يعرف من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا ما إذا كان بحوزتهم نسخة من محضر المقابلة التي أجراها P52 مع المكتب الفرنسي لحماية المهاجرين كجزء من التحقيق الهيكلي.
  • هذا جانب آخر من جوانب التحقيق الهيكلي الذي لا يمكن لطرفي هذه المحاكمة الوصول إليه.

قال المدعي العام كلينجه إنه يريد الإدلاء ببيان بشأن هذا الطلب: إن محضر مقابلة P52 مع المكتب الفرنسي لحماية المهاجرين ليس جزءاً من التحقيق الهيكلي. لو كان الأمر كذلك، لكان الادعاء العام قد قام بإحالته بالطبع.

سألت كيربر ما إذا كان محامو الدفاع يريدون التمسك بطلبهم رغم ذلك. فأجاب محامي الدفاع بوكر نعم. وعندما تم نسخ الطلب وإضافته إلى محضر المحاكمة، أعلن محامي الدفاع بوكر أنه لم تعد هناك حاجة للطلب.

ذكّرت القاضي كيربر محامي المدعين بالموافقة على ترتيب لإلقاء البيانات الختامية.

رُفِعت الجلسة الساعة 2:55 مساءً.

ستستأنف المحاكمة في 13 تشرين الأول/أكتوبر، الساعة 9:30 صباحاً في الغرفة 128 بمبنى المحكمة الإقليمية.

______________________________________________

لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.