3 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #41: الداخل إلى المعتقل مفقود والخارج منه مولود

داخل محاكمة أنور رسلان #41: الداخل إلى المعتقل مفقود والخارج منه مولود

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 41 لمراقبة المحاكمة

تواريخ الجلسات: 14 و15 تموز/يوليو، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط[1]:

اليوم الثاني والثمانون – 14 تموز/يوليو، 2021

إن P40 سوري يبلغ من العمر 28 عامًا وهو أحد الشهود القلائل الذين اعتُقِلوا في الفرع 251 قبل آذار/مارس 2011، ووصف ظروف اعتقال مماثلة لتلك الموجودة بعد آذار/مارس 2011، وإن لم تكن بذلك السوء. كما قال الشاهد للمحكمة إنه لم يكن معصوب العينين عندما حقق أنور رسلان معه، وعرّفه على أنه رئيس قسم التحقيقات في الفرع. وبحسب الشاهد، لم تكن الاعتقالات في سوريا قانونية، حتى قبل 2011، حيث لم يتم إبلاغ أحد بالتّهم أو حتى بمكان اعتقاله. ولم يُعرض المعتقلون على قاضٍ مختص ولم يتم إبلاغ عائلاتهم بمصيرهم.

اليوم الثالث والثمانون – 15 تموز/يوليو، 2021

أدلى P41، وهو سوري يبلغ من العمر 43 عامًا، بشهادته بشأن اعتقاله في الفرع 251 في 2011. ووصف للمحكمة ظروف الاعتقال السيئة ونقص الرعاية الطبية والتعذيب داخل الفرع. وعرّف الشاهد أنور رسلان على أنه رئيس الفرع الذي كان حاضرًا أيضًا في إحدى جلسات التحقيق مع P41. وتمكن P41 من رؤية أنور لأنه لم يكن معصوب العينين أثناء التحقيق. وبحسب P41، أمر أنور أحد السّجانين بتعذيبه. وتعرّف الشاهد أيضًا على هوية شخصين في لقطات من مقاطع فيديو مفتوحة المصدر وأوضح أنهما توفيا تحت التعذيب في الفرع 251. وقال P41 إنه رأى أحد الشخصين بنفسه بعد تسليم جثته إلى عائلته.


اليوم الثاني والثمانون – 14 تموز/يوليو، 2021

بدأت جلسة الاستماع في تمام الساعة 9:30 صباحًا بحضور أربعة أشخاص، وثلاثة ممثلين من الصحافة. ومُنح أحد الصحفيين غير المعتمدين حق الاطلاع على فحوى الترجمة الشفوية إلى اللغة العربية. ومثّل الادعاء العام كل من ريتشر وكلينجه. ولم يحضر محامو المدّعين د. أوميشين ومحمد، ومثل المحامي زيوروفسكي أمام المحكمة بالنيابة عن محامي دفاع أنور السيد بوكر.

شهادة P40

تُليت على P40 حقوقه وواجباته كشاهد. ويبلغ P40 من العمر 28 عامًا، ويقيم حاليًا في [حُجِب اسم المكان]، ونفى ارتباطه بالشاهد عن طريق المصاهرة أو النسب. وأجاب على تلك الأسئلة باللغة الألمانية، فأخبرته القاضي كيربر رئيسة المحكمة أنه بوسعه أن يجيب على الأسئلة بلغته الأم، أي اللغة العربية، نظرًا لوجود مترجمين شفويين أكفاء يتولون أمور الترجمة الشفوية في المحكمة.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أوضحت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أنها تريد من الشاهد بادئ الأمر أن يعطي المحكمةَ نبذة عمّا حصل معه، وذلك قبل أن يطرح القاضي فيدنر عليه المزيد من الأسئلة. كما قالت كيربر إنها على دراية بأن P40 قد أدلى بتلك المعلومات للشرطة، ولكن، لا بد أن يكرر أقواله أمام المحكمة، بموجب أحكام القانون الألماني. واستهلت بسؤاله عن أسباب خلافه مع النظام السوري، وكيفية اعتقاله، فقال إنه اعتقل في نهاية العام 2010 برفقة شقيقه، وذلك في تمام الساعة الرابعة فجرًا في دمشق. وقال إنه سبق وأن أخبر الشرطة بكيفية اعتقاله؛ حيث اقتيد إلى مكان غير معلوم. وسأل P40 كيربر عمّا أرادت أن تعرفه أيضًا.

طلبت كيربر من P40 أن يخبر المحكمة بكل التفاصيل التي يتذكرها، وأضافت أن المحكمة تعرف الأقوال التي أدلى بها للشرطة، ومع ذلك، لا بد أن يكررها أمام المحكمة، فمضى في حديثه قائلًا إنه كان صغيرًا جدّا عندما اعتُقل، وإنه تعرض هو وشقيقه للضرب عدة مرات بكل تأكيد. وأضاف قائلًا إنه سيصف كل شيء بالتفصيل؛ حيث اعتقلا في تمام الساعة الرابعة فجرًا. [أخبر المترجم الذي تولّى ترجمة إفادات P40 والجالس بجانبه بأنه بإمكانه أن يتحدث باللهجة السورية بدلًا من العربية الفصحى]. استذكر P40 أن أولئك الأشخاص طرقوا بابه بعنف عند الساعة الرابعة فجرًا، وأنه كان أول فرد يستيقظ من بين أفراد العائلة. وعندما فتح الباب، شاهد ضباطًا يحملون بنادق كلاشينكوف آلية، وأمروه بأن يستلقي أرضًا. وقاموا بتقييد يديه باستخدام أسلاك في غضون ثوانٍ معدودة، ثم غطوا رأسه بسُترته، ودفعوا برأسه إلى الأسفل. وقال P40 إن أولئك الأشخاص تناوبوا على ضربه على رأسه وظهره، ثم اقتادوه إلى سيارتهم، وتحركوا بعد خمس أو عشرة دقائق.

مثّل P40 للمحكمة كيف زُجّ به في السيارة مطأطئًا رأسه. وقال إنه أُجبر على الجلوس متخذًا تلك الوضعية الصعبة والمؤلمة. وضُرب على رأسه بكعب بندقية الكلاشينكوف في كل مرة حاول فيها أن يرفع رأسه فيها. وأوضح P40 للمحكمة أن ذلك كان مُرعبًا بالنسبة له لأنه كان صغير السن، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتعرض فيها لشيء من ذلك القبيل. وأضاف أنه شعر كما لو أن مدة اعتقاله كانت ليوم واحد فقط.

قال P40 إن السيارة سارت بهم نحو 45 دقيقة أو ساعة. ولم يكن يعرف أن شقيقه معه؛ إذ افترض أنه كان بمفرده كونه كان معصوب العينين، ولم يتمكن من أن يشاهد ما يدور حوله. وتعرضا للضرب مجددًا عندما نزلا من السيارة. وقال P40 إنه أُجبر على السير سريعًا، وتعرض للضرب بنفس الطريقة التي ضُرب فيها وهو في المنزل (أي أنه ضُرب على رأسه وظهره). وأشار إلى أنهما اقتيدا إلى الطابق السفلي نزولًا إلى أحد الممرات، وأمرا هناك بأن يتجردا من ثيابهما باستثناء السراويل الداخلية.

قاطعت كيربر P40 طالبةً منه ألا يقول أكثر من جملة في المرة كي يتسنى للمترجم الشفوي أن يتابع ما يُقال. وأضافت أنها تتفهم انفعال P40، ولكن لا بد له وأن يُبطئ في الحديث. [قال المترجم الشفوي إن P40 كرر كل جملة ثلاث مرات]. مضى P40 في حديثه واصفًا أنه اقتيد إلى مكتب أحد المحققين، وأمكنه أن يشاهد المحقق، وهو أنور. وأضاف P40 أنه لم يكن يعرف حينها أن ذلك الشخص هو أنور. وتابع قائلًا إنهما أُمرا بأن يستديرا نحو الجهة الأخرى عندما دخلا المكتب، وكانت تلك هي اللحظة التي عرف فيها أن شقيقه معتقل معه، وهو ما لم يعرفه من قبل. وأصدر المحقق أوامر للضباط تقضي بفرز المعتقلين إلى جهتي اليمين واليسار. وبعد أن فرغوا من ذلك، اقتيد المعتقلون إلى زنازين مختلفة، ثم دخل أشخاص، ونادوا المعتقلين بأسمائهم.

أرادت كيربر أن تعرف ما إذا كان P40 معصوب العينين، أو إذا كانت سترته تغطي رأسه وهو في مكتب المحقق، فنفى P40 ذلك، قائلًا إنه كان مرتديًا سرواله الداخلي فقط.

سألت كيربر P40 عن عدد المعتقلين الذين كانوا في مكتب المحقق، فقال إن عدد الأشخاص في الممر تراوح بين 20 أو 30 شخصًا.

سألت كيربر P40 عمّا حصل في الزنزانة، فوصف كيف نودي على المعتقلين بأسمائهم. وأضاف أن ذلك قد حصل كون معلوماتهم الشخصية قد سُجّلت قبل أن يُقتادوا إلى الزنازين. واقتيد P40 إلى مكتب أنور عندما نادوا عليه بالاسم.

أرادت كيربر أن تعرف ما إذا كان المكتب الذي اقتيد إليه هو نفس المكتب آنف الذكر أم لا، فقال P40 إنه لم يفهم السؤال. قالت كيربر إنها فهمت أن P40 قد سبق له وأن دخل مكتب أنور، فنفى ذلك. طلبت منه أن يوضّح ذلك، فكرر أنه اقتيد إلى الطابق السفلي، وأُجبر على أن يقف في أحد الممرات حيث أُمر بالتجرد من ثيابه هناك، ثم اقتيد إلى مكتب المحقق، حيث أُجبروا على الاستدارة باتجاه الجهة الأخرى، وتم فرزهم إما إلى اليمين أو إلى اليسار.

أرادت كيربر أن تعرف هوية "المحقق" الذي تحدث عنه P40 للتوّ، فقال إنه لم يكن معصوب العينين حينها، وإن المحقق هو أنور.

أشارت كيربر إلى أن ذلك الشخص في المكتب هو أنور، وسألت P40 عمّا إذا اقتيد من زنزانته إلى المكتب نفسه عندما نادوا عليه واقتادوه إلى أنور، فقال P40 إنه نفس المكتب.

سألت كيربر P40 عمّا حصل بعد ذلك، فقال إن ضابطًا قد وقف خلفه. وأُمر P40 بأن يطأطئ رأسه عندما دخل المكتب. وجلس المحقق خلف مكتبه تارةً، ووقف تارةً أخرى وهو يطرح الأسئلة على P40. وأخبر المحكمة أنه لا يزال يتذكر أحد تلك الأسئلة، ألا وهي عمّا إذا كان كرديًّا من [حُجِبت المعلومات]. وأوضح P40 أنه لا بد وأن المحقق قد طرح تلك الأسئلة لتحديد ما إذا كان P40 مرتبطًا بإحدى الجماعات الكردية أم لا. وأخبر المحكمة أنه أجاب على ذلك السؤال بالنفي، وأنه قال بدلًا من ذلك إنه من [حُجِبت المعلومات]، وهو الاسم العربي للمدينة. ولم تتعلق تلك الأسئلة بـ P40 من قريب أو بعيد، وتطرقّت في جُلّها إلى مسائل تتعلق بالأكراد. وقال إن المحقق أوعز للضابط بضرب P40 في كل مرة أجاب فيها على تلك الأسئلة بالنفي. وكان الضرب عنيفًا، بل ورُكل وطُرح أرضًا ذات مرة، وذلك في حضرة أنور. وعندما انتهت جولة الأسئلة والأجوبة، أُمر المحقق بأن يتم اقتياد P40 إلى الممر، وهو ما لم يفهم المغزى منه حينها. ووصف للمحكمة أنه أُجبر على الاستلقاء على بطنه، ويداه مقيدتان خلف ظهره، ثم تعرض للضرب بسلك رباعي مُجدّل، وأُعيد إلى الزنزانة بعد ذلك.

سألت كيربر P40 عمّا إذا كان معصوب العينين في المكتب الذي خضع فيه للتحقيق، فنفى P40 ذلك.

تداول القاضيان فيدنر وكيربر لفترة وجيزة قبل أن تطلب القاضي كيربر من P40 أن يواصل إدلائه بشهادته. قال P40 إنه أُعيد إلى الزنزانة بعد أن تعرض للضرب. ونودي على معتقلين آخرين، وفيهم شقيقه. وأضاف أنه كان أصغر أولئك المعتقلين سنًّا.

أرادت كيربر أن تعرف كم كان يبلغ P40 من العُمر في حينها، فقال إنه كان يبلغ من العمر 17 عامًا تقريبًا. وأراد أن يُنهيَ دراسته الثانوية كي يلتحق بكلية الحقوق في الجامعة. وأضاف أن اعتقاله هو وشقيقه إجراء غير مشروع، ويخالف أحكام القانون. وأوضح أنه كان حَدَثًا حينها، ولم يكن هناك أي سبب لاعتقاله. وسأل P40 القضاة عمّا إذا كان ممكنًا أن يطرح سؤالًا على أنور.

أخبرت القاضي كيربر P40 أنه من الأفضل له ألا يطرح ذلك السؤال، وأنه سُتتاح له فرصة لأن يضيف أي معلومات بعد إدلائه بشهادته، في حال أراد ذلك. واستدعت كيربر ما قاله P40 للتوّ بسرعة، وسألته عمّا حصل بعد ذلك، فقال P40 إن شقيقه استدعي من الزنزانة للتحقيق، وتعرّض للضرب. ووُجّهت له نفس التّهم التي وُجّهت لـP40، والمتعلقة بالأكراد. وأضاف P40 أنه تعرض للضرب بسلك على رأسه وقدميه لكونه حَدَثًا، بينما تعرض شقيقه للضرب على قدميه بسلك، وللتعذيب بالدولاب نظرًا لأنه أكبر منه سنًّا. وقال P40 إنه قد أُفرج عنه قبل شقيقه. وعندما أُفرج عن الأخير، ملأت جسمه آثار التعذيب عن طريق الصعق بالكهرباء. وبحسب P40، تعرّض المعتقلون الآخرون للتعذيب على نحو مشابه لما تعرض شقيقه له.

مضى P40 في حديثه موضحًا أنه ثمة شيء لا يستطيع نسيانه، ألا وهو أنه عندما كان ينتظر في الممر عقب اعتقاله مباشرة، شاهد مُسنًّا يبلغ من العمر 75 عامًا [غلبت على P40 عاطفته]. وفقًا لـP40، كان ذلك المُسنّ يقبع في إحدى المنفردات الكائنة في الزاوية. وأخبر المحكمة أنه لن ينسى أبدًا ذلك المشهد، وأنه لا يزال يفكر في أسباب اعتقال رجل في ذلك السن: إذ لم يكن قادرًا على المشي. مضى P40 في حديثه واصفًا ضروب التعذيب الجسدية والنفسية التي تعرض لها المعتقلون. كان الذهاب لدورة المياه أمرًا صعبًا: لأن السجانين اعتادوا أن يعدّوا من واحد إلى العشرة، ومن يستغرق وقتًا أطول من ذلك، يفتح السجّان الباب عليه، ويوسعه ضربًا. لذا، عمد المعتقلون إلى تخصيص إحدى زوايا الزنزانة لاستخدمها كدورة المياه مستعينين ببطانيات الجيش للقيام بذلك. ووصف P40 أنه كان من الصعب عليهم أن يناموا في الليل نظرًا لاكتظاظ الزنازين، لذا، فلقد حرصوا على أن يتراصوا لاستغلال كل المساحة المتاحة.

أُصيب P40 بالجرب كونه اعتقل مدة طويلة، كما أُصيب بالتهاب اللوزتين الحادّ. وأخبر P40 أحد أطباء الفرع بأنه يحتاج للحصول على دواء، فأخبره الطبيب بأن يتناول الملح بدلًا من ذلك. وقال P40 إن ذلك الطبيب يتصرّف كما لو أنه كان ضابطًا. وأُعطي P40 الملح في كل مرة وُزّع عليهم الطعام فيها، ولكن، تسبب الملح في إحداث نزيف في حلقه.

أرادت كيربر أن تعرف عدد الوجبات التي كانت تُقدّم للمعتقلين، فقال P40 إنهم حصلوا على وجبتين في اليوم، مكونتين من قطعة خبز، وبعض البيض والطماطم أحيانًا، أو البيض فقط في أحيان أخرى.

سألت كيربر P40 عمّا إذا كانت كمية الطعام المقدم كافية، فقال إنها لم تكن كافية بكل تأكيد. وأضاف أن المعتقلين تعرّضوا للضرب، والاعتقال في ظروف صعبة جدًّا. ووفقًا لـP40، كان المعتقلون مُجهدين بسبب التعذيب، وكال السجّانون لعائلاتهم شتائم يستحي P40 أن يكرّرها أمام المحكمة.

طلبت كيربر من P40 أن يعطي مثالًا واحدًا على تلك الشتائم كي يتسنى للمحكمة أن تحدد مدى بذائتها، فقال إن نعت أحدهم بأنه "ابن ساقطة" وكانت تلك أسهل تلك الشتائم، وأكثرها شيوعًا وتكرارًا.

قالت كيربر إن ذلك يكفي، وأوضحت لـP40 أنها تريد أن تعرف مدة اعتقاله، وكيفية الإفراج عنه، ومكان اعتقاله أيضًا، فأوضح إنه لم يعرف مكان اعتقاله إلا عندما أُفرج عنه. وأضاف أنه اعتقل قبل 12 عامًا، أي في نهاية العام 2010. ولذلك، لا يتذكر مدة اعتقاله على وجه التحديد، ولكنه يرجّح أنها تزيد على الشهر.

وقبل أن يُفرج عن P40، وصف أنه اقتيد مجددًا لمكتب المحقق برفقة المعتقلين الآخرين، حيث أعطاهم الضابط محاضرة عن الولاء للدولة. وبما أنهم مسخرون لخدمة أمن الدولة، فاضطروا لاعتقال الصالح والطالح، ثم فرزهم. وقال P40 إنه لم يكن باليد حيلة إلا أن يشكروا الضابط (لأن ذلك كان واجبًا عليهم في واقع الحال). ثم اقتيدوا إلى إحدى الغرف التي يوجد فيها ثياب مستعملة، وافترض P40 أنها تعود إلى معتقلين سابقين. وسُمح لهم أن يرتدوها مع اقتراب موعد الإفراج عنهم. وقال إنهم أحصوا عدد قطع الملابس، وقرروا أن يرتدوا القمصان الداخلية فقط كي يتركوا باقي القطع للمعتقلين الآخرين حتى يحين موعد الإفراج عنهم. وأضاف إنهم كانوا سُذّجًا لأن الآخرين لم يعطوا قطّ تلك الثياب، كونها مخصصة لمن سوف يتم الإفراج عنه فقط.

قال P40 إنه وجد نفسه في شارع بغداد بالقرب من مشفى الهلال الأحمر عقب الإفراج عنه من الفرع. وكانت آثار التعذيب على جسم شقيقه لا تزال باديةً للعيان عندما أُفرج عنه بعد نحو شهرين. وأوضح P40 أنه تعرض للقليل من التعذيب نسبيًّا، ولعل ذلك يُعزى إلى صغر سنه. ووصف أنه تعرض للتعذيب على النحو التالي: أُمر بالاستلقاء على بطنه، وقُيّدت يداه إلى الخلف، وضُرب على سيقانه وقدميه. وقال إنه تعرض للضرب باللكمات أيضًا.

سألت كيربر P40 عمّا إذا كان يعرف رقم الفرع الذي وصفه للتو، والذي يقع بالقرب من شارع بغداد ومشفى الهلال الأحمر، فقال إنه لا يعرف رقم ذلك الفرع، ولكنه عرف لاحقًا أن رقم الفرع هو 251.

سألت كيربر P40 عمّا إذا تحدّث مع أي أحد عن رقم الفرع أثناء اعتقاله، أو إذا شاهد لافتةً تحمل رقمًا ما، فاستذكر وجود ورقةً أو إعلانًا على إحدى الخزائن، وأن فحواها يشير إلى الفرع 251. وقال إنه عرف بعد أن أُفرج عنه أن أحد أبناء خال بشار الأسد، واسمه حافظ مخلوف، هو المسؤول عن ذلك الفرع.

سألت كيربر P40 عمّا إذا كان بحاجة للاستراحة، وطلبت منه أن يُخبر المحكمة إذا أراد ذلك.

استجواب من قبل القاضي فيدنر

أشار القاضي فيدنر إلى قول P40 إنه اعتقل لمدة تزيد على الشهر. ووفقًا لفيدنر، أخبر P40 الشرطة أنه اعتقل نحو 45 يومًا، فأقر P40 ذلك.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا أُفرج عنه في العام 2011، فقال إنه اعتقل في نهاية العام 2010، وأُفرج عنه في وقت مبكر من العام 2011. وأضاف أن الثورة كانت قد اندلعت لتوّها في مصر عندما أُفرج عنه.

أشار فيدنر إلى قول P40 إن أنور قد حقق معه، ولكنه لم يعرف اسم المحقق في حينها. وسأله فيدنر عن كيفية علمه بذلك الاسم، وتحديد هوية صاحبه على أنه أنور، فقال P40 إن الشرطة عرضت صور عدد من الأشخاص، وتعرّف على أنور في إحدى تلك الصور.

طلب فيدنر من P40 أن يصف إجراءات التعرف على هوية الأشخاص، وكيف تعرّف على هوية صاحب الصورة، ولماذا تمكن من التعرف عليه، فقال P40 إنه كان بوسعه أن يتذكر شخصًا واحدًا فقط.

قال فيدنر إن محضر الشرطة يشير إلى اعتقاد P40 أنه يعرف الشخص صاحب الصورة الأولى، وذكر عددًا من أوصافه، فقال P40 إنه لا يتذكر رقم صورة ذلك الشخص، ولكنه تعرف على أحد الأشخاص في تلك الصور. وأشار إلى أنه أخبر الشرطة أنه لم يشاهد الوحمة في العام 2010، أو أنه لا يتذكر وجودها على الأقل. وقال إنه يتذكر جملة تفاصيل أخرى.

أشار فيدنر إلى أن P40 قد أخبر الشرطة باعتقاده أنه تعرف على صاحب الصورة الأولى، وقوله إنه لم يكن متأكدًا تمامًا من هويته، كون الشخص الذي حقق معه في الفرع 251 كان كثيف الشعر، وحليق اللحية، وذو وحمة أصغر حجمًا من تلك التي في الصورة، فأقر P40 ذلك، مضيفًا أنه أخبر الشرطة أن الوحمة لم تكن واضحة بقدر وضوحها الآن.

قاطعت القاضي كيربر حديث P40، وسألته عمّا إذا شاهد وحمة على وجه [الشخص الذي حقق معه في الفرع]، فقال P40 إن ليس بوسعه أن يتذكر ذلك لأنه قد حصل منذ وقت طويل بصراحة.

قالت كيربر إن المحكمة ستقوم بمعاينة بعض الصور التي عرضتها الشرطة والاطّلاع عليها. وعندما عُرضت الصورة الأولى، قال P40 إنه يتذكر ذلك الشخص الآن. وسألته كيربر عمّا إذا كان صاحب تلك الصورة هو الذي حقق معه في الفرع، فأقّر ذلك.

وإبان عرض المحكمة الصورة الثانية [التي لاحظ مراقب المحاكمة أن صاحبها هو المتّهم]، قال P40 إنه يتذكر قوله للشرطة إن صاحب هذه الصورة يتسم بشعر أقل كثافة، ووحمة أصغر حجمًا من تلك التي كانت على وجه الشخص الذي حقق معه.

سألت كيربر P40 عمّا إذا كان الشخص في الصورة الثانية هو الذي اضطلع بالتحقيق معه في العام 2012، فقال P40 إنه يرجح أن يكون صاحب الصورة الأولى هو الذي تولى التحقيق معه. ولم يتعرف P40 على هوية أي شخص في الصور التالية.

طلب القاضي فيدنر من P40 أن يلقي نظرة على ما حوله، وسأله عمّا إذا كان بإمكانه أن يحدد هوية أي من الحاضرين في قاعة المحكمة على أنه الشخص الذي حقق معه، فقال P40 إنه تعرف على أنور بالتحديد [مُشيرًا إلى أنور].

سأل فيدنر P40 متى شاهد صورة أنور على إحدى وسائل الإعلام، وأين، فأوضح أنه كان يتصفح موقعًا على الانترنت بعد مرور شهر على مقابلته مع الشرطة، وقرأ أن شخصين قد اعتُقلا، وأنه سيتم إجراء محاكمة بشأن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام السوري. وأضاف P40 أنه لم يشاهد صورة [لأنور] قبل تلك اللحظة.

قال فيدنر إنه لم يفهم تمامًا ما إذا كان لدى الشخص الذي حقق مع P40 وحمة أم لا، فقال P40 إنه بالكاد يتذكر، ولكنه حدد سمات عامة في تلك الصورة، لذا أخبر الشرطة أنه لا يتذكر ما إذا كان لذلك الشخص وحمة أم لا.

أراد فيدنر أن يعرف الزي الذي كان المحقق يرتديه، فالتبس الأمر على P40 كونه لم يعرف ما إذا قصد فيدنر السؤال عن المحقق في الفرع 251 أو شخص آخر، فأوضح فيدنر أنه يتحدث عن المحقق في الفرع 251 الذي تعرف P40 على هويته، وسأل P40 عمّا إذا كان ذلك المحقق مرتديًا زيًّا رسميًّا، أم ثيابًا عادية، أم بدلة، فقال P40 إنه كان مرتديًا بدلةً (أي قميصًا، وربطة عنق، وبنطالًا، ونظارات) بدون السترة.

سأل فيدنر P40 عن عدد المرات التي خضع فيها للتحقيق، فقال P40 إنه لا يتذكر على وجه التحديد، ولكنه خضع للتحقيق أكثر من 7 أو 8 مرات.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا خضع P40 للتحقيق على الدوام بدون عصابة العينين، فأقر P40 ذلك.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا حقق معه نفس الشخص في نفس الغرفة أو المكتب دائمًا، فقال P40 إنه خضع للتحقيق في نفس الغرفة أو المكتب دائمًا، وغالبًا ما كان المحقق نفسه.

أراد فيدنر أن يتأكد ما إذا كان فهمه صحيحًا أن المكتب يقع في منطقة الزنازين، أو ما إذا كان بعيدًا عن تلك المنطقة، فقال P40 إن المكتب يقع فيها، ولكن في ممر آخر. وأضاف أنه رسم مخططًا أثناء مقابلته مع الشرطة بناءً على ما تمكن من تذكره في حينها.

[عُرض الرسم التالي في المحكمة. ما يلي هو إعادة تمثيل لذلك الرسم بناء على ما تمكن مراقب المحاكمة من مشاهدته وسماعه في المحكمة].

أراد فيدنر أن يعرف موضوع جلسات التحقيق، فقال P40 إنها تناولت مزاعم من قبيل محاولته هو وشقيقه أن يُعلما أشخاصًا اللغة الكردية بصفتهما كُرديين. واتُّهما بأنهما أعضاء في الحزب الكردي، واتُّهم شقيقه بأنه "فرّ إلى الجبال"، مما يعني أنه اتُّهم بالانضمام إلى حزب العمّال الكردستاني. وقال P40 إن عدم التحاقه هو وشقيقه بصفوف الجيش السوري هو إثبات لتلك التُّهم. وأوضح للمحكمة أن شقيقه لم يلتحق بالخدمة العسكرية الإلزامية لأنه كان المعيل الوحيد لعائلته.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا تعرض للضرب أثناء جلسات التحقيق أم بعدها، فوصف P40 أن المحقق أوعز للسجّان بضربه في كل مرة لا تروق فيها إجابته للمحقق، فضربه السجان على رقبته، وركله وصفعه على مؤخرة رأسه أيضًا. وأمر المحقق السجّانَ بعدها أن يقتاد P40 إلى الممر، حيث استلقى هناك على بطنه، وضُرب على قدميه بسلك رباعي مُجدّل. وقال إنه تعرض للتعذيب حيث ضرب على رأسه وقدميه بسلك، ولكن تعرض شقيقه لضروب مختلفة من التعذيب المهول، حاله في ذلك حال المعتقلين الآخرين.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا أُعيد P40 إلى التحقيق بعد أن طُرح أرضًا وتعرض للضرب، أم إذا أُعيد إلى زنزانته، فقال P40 إنه أُعيد إلى زنزانته، ثم حان دور شخص آخر بعد ذلك.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا تم تعذيبه بالصعقات الكهربائية، فقال إنه لم يتعرض للتعذيب بذلك الأسلوب، ولكن تبدو آثار الصعق بالكهرباء ظاهرة للعيان على جسم شقيقه.

أخبر فيدنر P40 أنه بإمكانه أن يصف ما حصل مع أخيه إذا أراد ذلك، فقال P40 إنه سيصف ما شاهد بأم عينه فقط، فطلب فيدنر منه أن يقوم بذلك. قال P40 إن شقيقه تعرض للتعذيب بالدولاب، وللضرب بسلك رباعي مُجدّل، والرّكل على كلّ أجزاء جسمه، وكانت آثار التعذيب بادية على سائر أنحاء جسده.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا خاض P40 والمعتقلون معه في الزنزانة فيما حصل معهم، فنفى P40 ذلك، موضحًا أنهم لم يملكوا الشجاعة الكافية للقيام بذلك، خشية أن يكون هناك جواسيس بينهم. وكانوا يرون آثار التعذيب على جسم كل من يرجع من التحقيق إلى الزنزانة، ولكن لم يجرُؤ أحد على السؤال عمّا حصل.

أشار فيدنر إلى حديث P40 عن الصعق بالكهرباء، وسأله عن كيفية علمه بأنه تم تعذيب الآخرين باستخدام هذا الأسلوب، فقال P40 إن آثار التعذيب كانت واضحة على أجسامهم، وإن شقيقه أخبره عن ذلك فيما بعد أيضًا. وأضاف P40 إن شقيقه قد اعتقل في فرع آخر، حيث نُقل إلى فرع نجها أيضًا.

أشار فيدنر في حديثه مجددًا إلى آثار التعذيب الظاهرة على أجسام المعتقلين، وسأل P40 عمّا إذا شاهد معتقلين يعانون من جراح بليغة، فقال P40 إن معظمهم قد بدت عليه آثار كدمات جراء الضرب بالسلك، وهو ما ينطبق على شقيقه أيضًا.

أشار فيدنر إلى قول P40 إنه مصدوم جراء وجود مُسنّ بين المعتقلين، وسأله عمّا إذا تعرض ذلك الرجل لأي إصابة، فنفى P40 ذلك، مُضيفًا إنه يتصور أن ذلك المُسنّ يقبع في السجن منذ وقت طويل. وفقًا لـP40، كان ذلك المسنّ مُرتديًا ثياب نوم (بيجامة) نظيفة، وقبع في إحدى المنفردات. أراد الضباط أن يقتادوه خارج الزنزانة، ولكنه كان بالكاد يستطيع أن يمشي. وقال P40 إنه لا يُعقَل أن يتم اعتقال مسنّ يبلغ من العمر 75 سنة.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا كان يتذكر مساحة الزنزانة التي اعتقل فيها، فنفى P40 ذلك، مضيفًا أنها كانت ضيقة جدًّا.

أشار فيدنر إلى إفادة P40 للشرطة أن الزنزانة تبلغ مساحتها 5*5 متر، فقال P40 إنه لا يتذكر ذلك، ولكن تراوح عدد المعتقلين في تلك الزنزانة ما بين 20 و30 شخصًا.

سأل فيدنر P40 عن وجود أي فراش أو ما شابه للنوم داخل الزنزانة، فقال P40 إنه ثمة بطانيات الجيش.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا أُعطي كل معتقل بطانية، فأقر P40 ذلك، مضيفًا أنها كانت ذات ملمس خشن جدًّا.

أشار فيدنر أيضًا إلى إفادة P40 أمام الشرطة، والتي قال فيها أن شعر رأسه قد حُلق عندما اعتقل، فأقر P40 ذلك، موضحًا أن كل المعتقلين كانوا حليقي الرؤوس للحيلولة دون إصابتهم بالجرب، ولكن ذلك لم يحل دون إصابتهم به فعلًا. وتذكر أنه تم تعقيم الزنزانة في إحدى المرات.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا سُمح له بالخروج إلى الساحة الخارجية والتعرض لأشعة الشمس، فقال P40 إنهم كانوا يرون ضوء الشمس من خلال الممر.

أشار فيدنر إلى إفادة P40 للشرطة أن المعتقلين اقتيدوا إلى الساحة الخارجية كي يتعرضوا لأشعة الشمس ذات مرة، فأوضح P40 أنهم لم يُقتادوا إلى الساحة الخارجية، وإنما إلى الممر الذي كان مُزودًّا بمنور. وتعرضوا لأشعة الشمس من خلال ذلك المنور الكائن بين الزنازين ودورة المياه.

خلص فيدنر إلى أن القبو كان دون مستوى الأرض، فأقر P40 ذلك.

قال فيدنر إن P40 قد ذكر أمام الشرطة تفاصيل تتعلق بأحوال زملائه المعتقلين، وسأله عمّا إذا كان يتذكر ذلك، فقال P40 إن المعتقلين الآخرين قد تعرضوا للتعذيب بأساليب مختلفة تنطوي على مزيد من العنف كونهم كانوا أكبر منه سنًّا. وقال إنه تعرض للضرب بالسلك على قدميه فقط، بينما تعرض المعتقلون الآخرون للضرب به على سائر أنحاء أجسادهم، كما أنهم تعرضوا للتعذيب بالدولاب.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا شاهد تعرض المعتقلين للتعذيب باستخدام أساليب أخرى، وإذا شاهد آثارها على أجسامهم أم أخبره أحدهم عنها، فقال P40 إن شقيقه أخبره عنها بعد أن أُفرج عنه فقط، بينما لم يخبره المعتقلون الآخرون عن ذلك ولكنه شاهد آثار التعذيب على أجسامهم.

أشار فيدنر إلى أن الشرطة سألت P40 عن حالة المعتقلين الآخرين، وإلى قوله بأنهم تعرضوا للتعذيب بالصعق بالكهرباء، ولنزع جلودهم بالكماشة، وسأل P40 عمّا إذا كان ذلك صحيحًا، فقال P40 إنه لا بدّ أن يكون هناك خطأ في الترجمة كونه قال إن الكماشة استُخدمت لقرصهم، وليس لنزع جلودهم.

أراد فيدنر أن يعرف كيف تناهى ذلك إلى علم P40، فقال إن شقيقه أخبره عن ذلك.

أشار فيدنر إلى إفادة P40 للشرطة أنه تم تعليق بعض المعتقلين من أقدامهم، وحبسهم في خزانة، وكان بالإمكان سماع صرخات المعتقلين، ومشاهدة الدماء والجروح النازفة، فأخبر P40 المحكمة أن الشرطة سألته عن الشّبْح، ولكنه أخبر الشرطة أنه لم يشاهد أحد يتعرض للشبح أمامه، ولا ينفي ذلك احتمالية تعرض معتقلين آخرين للتعذيب بذلك الأسلوب. وقال P40 إنه أخبر الشرطة أن أساليب التعذيب المستخدمة في 2010 كانت أقل شدة بمقارنتها مع نظيرتها المستخدمة في 2011. وأصبح التعذيب جماعيًّا على نطاق واسع بعد أن اندلعت الثورة في سوريا.

سأل فيدنر P40 عن كيفية علمه بذلك، فقال P40 إنه عرف ذلك من معتقلين آخرين تم الإفراج عنهم لاحقًا.

استشهد فيدنر مجددًا بمحضر الشرطة الذي قال فيه P40 إنه كان بإمكانه أن يشاهد آثار تعرض شقيقه للصعق بالكهرباء ظاهرة على بطن أخيه حتى ذلك اليوم تحديدًا، وأن شخصًا آخرًا قد أخبر P40 عن تعرضه للصعق بالكهرباء في طريقه إلى جلسة التحقيق، فأخبر P40 المحكمة أنه لا يتذكر ذلك الموقف [أي قيام السجّان بصعق أحد المعتقلين بالكهرباء في الطريق إلى التحقيق]، ولكن كانت آثار التعذيب لا تزال واضحة على جسم أخيه.

سأل فيدنر P40 عمّا إذا خسر بعضًا من وزنه أثناء مدة اعتقاله، فأقر P40 ذلك.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا كان أقارب P40 على علم بمكانه، فنفى P40 ذلك، قائلًا إنهم لم يعرفوا مكانه بكل تأكيد، كما أنه لم يكن بإمكانهم أن يعرفوا مكانه. وأضاف P40 أن الشرطة أرادت أن تعرف ما إذا قام بزيارة الطبيب عقب الإفراج عنه، فأوضح أن كل من يُفرج عنه من الفرع لن يملك الشجاعة الكافية لأن يذهب إلى أي مكان. وأضاف P40 أن المجتمع السوري يعتقد أن كل من يتم اعتقاله لدى أجهزة المخابرات السورية قد ارتكب جريمة ما. وأردف قائلًا إن هذه هي عقلية حزب البعث السائدة، وطريقة تبريره لاعتقال الكثير من الأشخاص.

سأل فيدنر P40 عن سبب اعتقاله، والتهم التي اعتقل على أساسها، فقال إن ذلك قد يُعزى لأي سبب من الأسباب، لأن هذه دولة [أي سوريا] تعسفية، وبوليسية [تديرها أجهزة الأمن والمخابرات]. وبعد اندلاع الثورة في سوريا، عمد النظام إلى الإطاحة بكل شيء في مختلَف المدن السورية.

أشار فيدنر إلى ما قاله P40 للشرطة حول وجود أشخاص في سوريا يكتبون تقارير ببعض المعتقلين، وإن أحدهم قد أعد تقريرًا حول قيام شقيقه بتدريس اللغة الكردية، فأخبر P40 أنه يطلق لقب "الفسفسة" على من ينتمي لجواسيس النظام في سوريا. ووفقًا لـP40، كان هؤلاء على الأرجح هم مصدر الاتهامات التي وُجهت له ولشقيقه. وقد يُعزى اعتقالهما أيضًا إلى رفض شقيقه الالتحاق بالخدمة العسكرية، حيث اتّهم على إثر ذلك بانضمامه إلى صفوف حزب العمال الكردستاني. وقال P40 إن السبب وراء رفضه هو الوضع الاقتصادي السيء لعائلته، بكل صراحة، وهو ما دفع بهم للرحيل إلى دمشق أيضًا.

سألت كيربر P40 عمّا إذا كان يحتاج لاستراحة، فنفى P40 ذلك، ولكن طلب أحد المترجمين الشفويين الحصول على فترة استراحة.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

استجواب من قبل المدعين العامين

قال المدعي العام كلينجه إن لديه القليل من الأسئلة، وسيتطرق أولها إلى كون P40 من بين القليل من المعتقلين الذي اعتقلوا في الفرع 251 قبل اندلاع الثورة في العام 2011، ولكن، يعتقد P40 أنه اعتقل بغير وجه حق. وأراد كلينجه أن يعرف ما إذا سبق لـP40 وأن اجتمع مع محامٍ أو شيء من هذا القبيل أم لا، فنفى P40 ذلك، مشددًا أن ذلك لا يمكن أن يحصل أبدًا في سوريا، إذ لم يكن يُسمح حتى لعناصر الشرطة أن يدخلوا الزنزانة.

سأل كلينجه P40 عمّا إذا صدرت مذكرة توقيف بحقه، أو إذا أُعلم بأسباب اعتقاله، فنفى P40 ذلك، قائلًا إن اعتقاله كان تعسفيًّا.

أراد كلينجه أن يعرف ما إذا سبق لـP40 وأن مثل أمام قاضٍ أم لا، فنفى P40 ذلك، مضيفًا أنه لم يمثُل أمام قاضٍ حتى عندما صدر أمر الإفراج عنه.

سأل كلينجه P40 عمّا إذا سمع صرخات المعتقلين في الزنزانة، فأقر P40 ذلك.

أراد كلينجه أن يعرف ما إذا تكرر ذلك الأمر يوميًّا، أو على الدوام، أو أحيانًا، فقال P40 إنه غالبًا ما حصل ذلك أثناء ساعات النهار.

أراد كلينجه أن يعرف عدد المرات التي تكرر فيها ذلك، فقال P40 إن ذلك حصل كل بضع ساعات.

سأل كلينجه P40 عن مدة استمرار جلسات التحقيق وسوء المعاملة في العادة، فقال P40 إنه لا يعرف على وجه التحديد، ولكنها عادة ما استمرت نحو 10 دقائق، أو خمس دقائق بالنسبة له.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا شاهد P40 أي معتقلات في الفرع، فنفى ذلك.

سأل كلينجه P40 عمّا إذا وقع ضحية لعنف جنسي، أو إذا كان يعرف أشخاصًا تعرضوا لعنف جنسي، فنفى ذلك.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أراد محامي الدفاع فراتسكي أن يعرف ما إذا كان الشخص الذي اضطلع بالتحقيق مع P40 في الفرع يتحدث بلهجة معينة، فقال P40 إن المحقق كان يتحدث العربية بلهجة قريبة من لهجة أهل دمشق.

استجواب من قبل محامي المدّعين

قال محامي المدّعين شارمر إنه شاهد كيف كان P40 ينتظر أمام منصة الشهود قبل بدء الجلسة، وأثناء وجود أنور، وسأل P40 عمّا إذا قال له أنور أي شيء، فنفى P40 ذلك.

أشار محامي المدّعين كروكر إلى قول P40 إن عائلته لم تمتلك أي معلومات عن مكانه، كما أشار إلى أن P40 ضرب مثلًا دارجًا في هذا الشأن للشرطة. وسأل كروكر P40 عمّا إذا كان يتذكر تلك المقولة، أم إذا كان ينبغي لكروكر أن يتلوها من محضر الشرطة، فطلب P40 من كروكر أن يقوم بتلاوة المقولة.

قال كروكر إن P40 أخبر الشرطة أن "الداخل مفقود، والخارج مولود"، فأخبر P40 المحكمة أن تلك المقولة شائعة في سوريا في سياق الحديث عن أجهزة المخابرات السورية؛ إذ يقول الناس أن كل من يدخل [منشآت الاعتقال] مفقود، وكل من يخرج منها مولود. ويعني ذلك أنه يُكتَب عمر جديد لكل من يتم الإفراج عنه.

[أعطى أنور ورقة لمترجمه الذي قام بتمريرها لمحامي الدفاع فراتسكي]. سألت كيربر عمّا إذا كان هناك المزيد من الأسئلة، فنفى محامي الدفاع فراتسكي ذلك.

سُمح لـP40 بالانصراف كشاهد. وشكرت القاضي كيربر P40، وأخبرته أنه بوسعه الانصراف من قاعة المحكمة، أو البقاء فيها، فقال P40 إنه يوّد أن يدلي بإفادة شخصية أمام المحكمة، فطلبت كيربر منه أن يلخص لها فحوى تلك الإفادة كي يتسنى لها تحديد ما إذا كانت ستوافق على طلبه أم لا.

قال P40 إنه يريد أن يتقدم بالشكر إلى المحكمة على محاكمتها السلفيين والقوى المتطرفة على وجه التحديد نظرًا لما يتسببون به من معاناة جمّة للشعب الكردي في سوريا، وأعرب عن شكره للمحكمة.

شكرت كيربر P40، ومضت في حديثها موضحة أن المحكمة استلمت محضر المقابلة مع شخص طلب المشاركة في هذه المرافعة بصفة أحد المدعين. ووُزعت نسخ من ذلك المحضر على الأطراف المشاركة. وقالت كيربر إنه سُمح لذلك الشخص أن يشارك بصفته تلك. وأضافت أن المحامي بانز طلب أن يترافع نيابة عن ذلك الشاهد، ولم يُصدر أي من الأطراف بيانات في هذا الشأن. وأخبرت كيربر الأطراف أن مكتب المدعي العام الاتحادي قد استلم تقريرًا تحليليًّا بخصوص المشافي العسكرية في سوريا، والذي أُدرج الآن في ملف القضية.

رُفعت الجلسة في تمام الساعة 11:27 صباحًا.

اليوم الثالث والثمانون – 15 تمّوز/يوليو، 2021

بدأت جلسة الاستماع في تمام الساعة 11 صباحًا [نظرًا للتأخير الناجم عن هطول أمطار غزيرة] وذلك بحضور أربعة أشخاص، وثلاثة ممثلين من الصحافة. مُنح أحد الصحفيين غير المعتمدين حق الاطلاع على فحوى الترجمة الشفوية إلى اللغة العربية [أي مثل اليوم السابق]. ومثّل الادعاء العام كل من ريتشر وكلينجه. ولم تحضر محامية المدّعين د. أوميشين، وحضر المحامي زيوروفسكي أمام المحكمة بدلًا من محامي دفاع أنور السيد بوكر.

شهادة P41

P41، سوري الجنسية، يبلغ من العمر 43 عامًا، ويقيم حاليًّا في [حُجِب اسم المكان]، وحضر برفقة محامي المدّعين محمد. وتُليت عليه حقوقه وواجباته كشاهد، ونفى ارتباطه بالمتهم عن طريق المصاهرة أو النسب.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أشارت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى أن الشرطة الألمانية قد أجرت مقابلة مع P41، ولكن يتعين عليه أن يكرر كل أقواله أمام المحكمة وعلى مسامع الحضور، وأطراف هذه المحاكمة. طلبت منه أن يعطي المحكمة نُبذةً عن أسباب خلافه مع النظام، واعتقاله. أوضح P41 أن الأوضاع الأمنية في سوريا مزعزعة منذ 40 عامًا؛ حيث بدأ ذلك مع وصول حافظ الأسد إلى السلطة، ما أدّى إلى قمع الشعب السوري على مدى 40 عامًا، بحسب P41. وقال إن المخابرات [أي القوات الأمنية] هي الجهة الفاعلة الحقيقة. وقال إن ليس كل من يعمل لدى أجهزة المخابرات يحمل رتبة ضابط، ولا ينفي ذلك حقيقة تصرفهم كما يشاؤون؛ حيث قاموا بحملة اعتقالات تعسفية بموجب حالة الطوارئ المعلنة، ويُعتَبَر كل من يُعتقل لديهم مفقودًا. علاوة على ذلك، لا يزال مصير الأشخاص الذين اعتقلوا أثناء المذبحة مجهولًا، وفقًا لـ P41. ومضى في حديثه موضحًا كيف بدأ المجتمع بمناهضة بشار الأسد مع انطلاق حراك الربيع العربي، وطالب بالإصلاح، والعدالة الاجتماعية، والمساواة في الحقوق، وتقييد صلاحيات أجهزة الأمن. وقابل النظام [تلك المطالب] بالعنف المفرط. وبحسب P41، استُخدمت أجهزة الأمن كأداة بُغية ممارسة ذلك العنف: فقمعوا المظاهرات، واعتقلوا الأشخاص طوال عام ونصف بعد اندلاع الثورة. وأعقب ذلك تحرير عدد من المناطق وخضوعها لسيطرة المعارضة، ما فرض قيودًا على صلاحيات القوات الأمنية فيها. وقال P41 إن جلّ أنشطة أجهزة الاستخبارات التي قامت بها أثناء العام ونصف العام الأول [من عُمر الثورة] ركزت على المظاهرات فقط في واقع الأمر.

وأخبر المحكمة أن أجهزة المخابرات وزّعت المناطق السورية فيما بينها، حيث كان فرع الخطيب مسؤولًا عن منطقة الغوطة وما حولها. وأشار P41 إلى أنه عندما شارك في الاعتصامات في حرستا، شاهد [ضبّاطًا] من فرع الخطيب يقومون بدوريات، ويعتقلون الناس هناك. وقال P41 إنه اعتُقل في أحد أيام الجمعة من العام 2011 في [حُجِبت المعلومات]، واقتيد إلى فرع الخطيب في دمشق. وشكّلت تلك الأحداث بداية مرحلة خضع فيها الأشخاص للاستجواب، والتحقيق، والتعذيب على يد الضبّاط بقيادة العقيد أنور. وقال P41 إنه لا يزال يعاني من تبعات ذلك إلى اليوم، ويتلقى على إثرها رعاية في مجال الصحة النفسية وعلاج الأعصاب في [حُجِبت المعلومات].

طلبت القاضي كيربر من P41 أن يتوخى المزيد من الدقة في حديثه، وأن يوضح كيفية اعتقاله ومكانه، وكيفية اقتياده إلى المُعتَقَل، وكيفية معاملته أثناء الاعتقال، وأضافت أنه بوسعه أن يُخبر المحكمة عمّا إذا رغب في أخذ استراحة في أي وقت. قال P41 إنه كان في الشارع، أمام مسجد [حُجِب اسمه]، في العام 2011. وكان الأشخاص يطالبون بتغيير النظام، والانقلاب عليه. وأوضح P41 أنه سرعان ما تغيرت مطالب الأشخاص، وذلك بسبب تعرضهم للعنف المفرط، وعمليات القتل بعد أربعة أشهر من اندلاع الثورة.

سألت كيربر P41 عن تلك المظاهرات، ومكان اعتقاله، فقال P41 إنه قد شارك في العديد من المظاهرات في حرستا عند بداية [الثورة]، وإنها اقتصرت على نزول مجموعة من الشبّان إلى الشوارع قاموا بالهتاف وترديد الشعارات. وتركزت مطالبهم في البداية على الحرية والعدالة الاجتماعية، ثم الإفراج عن أصدقائهم المعتقلين. ولكن، دفعتهم ردود فعل النظام المتطرفة إلى المطالبة بإسقاط النظام. وبحسب P41، كانت كل تلك المظاهرات سلميّة، واقتصرت على نزول الأشخاص إلى الشوارع، وتجمعهم في نقاط معينة.

طلبت كيربر من P41 أن يصف على درجة من الدقة مكان المظاهرات التي اعتقل فيها، وكيفية اعتقاله، فوصف P41 أن نحو 50 شخصًا بدأوا بالمسير من [حُجِبت المعلومات] بتاريخ [حُجِبت المعلومات] 2011، ورددوا شعارات تُطالب بإسقاط النظام. والتقط P41 صورًا فوتوغرافية، وسجّل مقاطع مصورة بآلة التصوير (كاميرا) التي معه كي يوثّق ما حصل في تلك المظاهرات، ويقوم برفعها على موقع يوتيوب ليرى العالم الحقيقة. ولكن سرعان ما بدأت القوات الأمنية بمحاصرة المكان، وأُجبروا على مغادرته على الفور. حاول P41 أن يعود إلى المنزل بمساعدة بعض أصدقائه، ولكن اعترضت دورية شرطة طريقهم بالقرب من مسجد [حُجِب اسمه]، واعتقلتهم. وتعرضوا للضرب بأعقاب البنادق، والركل، وإلقائهم بشكل عنيف داخل السيارات. وانتظروا ساعتين إلى أن اعتقلت القوات الأمنية المزيد من الأشخاص، ثم اقتادوهم إلى مشفى البيروني في حرستا الذي استخدمه النظام كبؤرة لفرز المعتقلين. واقتيدوا جميعهم بعدها من تلك النقطة إلى فرع الخطيب.

أشار P41 إلى أن أيديهم كانت مقيدة إلى الخلف بسلك، وأن رؤوسهم كانت مغطاة بستراتهم عندما وصلوا إلى فرع الخطيب. وأُنزلوا من الحافلة، واقتيدوا عبر باب يؤدي إلى القبو. وأُجبروا على أن يجثوا على رُكبهم، واقتيدوا واحدًا تلو الآخر إلى القبو. وقال P41 إنهم تعرضوا للشتم والضرب على طول الطريق المؤدي إلى القبو، إذ نُعتوا جميعهم بأنهم خونة وجواسيس. وسلموا كل مقتنياتهم وثيابهم وأموالهم عندما دخلوا. وعلاوة على ذلك، وصف P41 أنهم تجردوا من كل ثيابهم عدا السروال الداخلي، وفُتّشت أجسادهم، وأُعيدت لهم ثيابهم بعد ذلك. وزُجّ بهم في زنازين مختلفة، واقتيد P41 إلى الزنزانة [حُجِبت المعلومات] حيث مكث هناك أربعة أيام، وخضع في الأثناء للتحقيق، ولكنه لم يُدلِ بأي اعترافات كونه لم يقترف شيئًا، حسب ما قاله للمحكمة. وأخبر المحققين أنه كان في المسجد ثم غادر، واعتقل على إثر ذلك، على الرغم من أنه لم يرتكب شيئًا. وأوضح P41 أن [المحققين] لم يعرفوا اسمه، ولكنهم عرفوا بأنه التقط صورًا فوتوغرافية، وسجّل مقاطع مصورة أثناء المظاهرات، ويعود "الفضل" في ذلك إلى الجواسيس. وتم نقله إلى الإدارة العامة لأجهزة المخابرات في كفرسوسة بعد أربعة أيام.

يُشبه الإجراء المتبّع هناك ما يحصل في فرع الخطيب، من حيث تفتيش المعتقلين بدنيًّا، وتسليم المقتنيات. وقال P41 إنه مكث في فرع كفرسوسة مدة ستة أيام، وتعرض في الأثناء للضرب، وخضع للتحقيق. ومع ذلك، تمسّك P41 بروايته السابقة. وأخبر المحكمة أنه أثناء وجوده في فرع كفرسوسة، حصل فرع الخطيب على صورة تؤكد أنه الشخص الذين يبحثون عنه، فنُقل إليه مجددًا، وشكّلت تلك بداية مرحلة التحقيق الثانية. وأشار P41 أنه عندما كان في زنزانته في كفرسوسة، نودي على اسمه في جوف الليل، فما كان منه إلا أن ودع أصدقائه لاعتقادهم بأنه سيتم الإفراج عنه. واقتيد P41 إلى الغرفة حيث توجد مقتنياته الشخصية، وتم تقييد يديه، وتعصيب عينيه مجددًا، ثم اقتيد إلى سيارة من طراز جيب، وتوجهوا به إلى فرع الخطيب.

وخضع لنفس الإجراءات آنفة الذكر عندما وصل لفرع الخطيب. واقتيد مجددًا إلى نفس الزنزانة، [حُجِبت المعلومات]. وبعد مرور ساعة، استُدعي للتحقيق، وقام سجّان بتعصيب عينيه، واقتاده إلى المحقق الذي طرح عليه العديد من الأسئلة. سأل المحقق P41 عن اسمه، وعمّا إذا كان متزوجًا أم لا، فأعطاه اسمه، وأكد أنه متزوج ولديه أطفال. ثم سأله المحقق عن اسم ابنه، وقال له: "إذًا أنت أبو حسن الذي نبحث عنه"، كما أخبره بكنيته التي أطلقها أصدقاء P41 عليه، ألا وهي "ميماتي". ثم سأل المحقق P41 عمّا إذا ينبغي له أن يناديه مُستخدمًا كنية "أبو حسن" أم ميماتي، وكانت تلك هي اللحظة التي أدرك بها P41 أنهم يعرفون الكثير عنه. نفى P41 ذلك بادئ الأمر، ثم أوعز المحقق للسجّان بأن يقتاد P41 إلى المُنفردة [حُجِبت المعلومات].

وبعد مرور ساعة، خضع P41 للتحقيق مجددًا. أمر المحقق P41 بأن ينزع عصابة العينين، وقدّم نفسه على أنه المقدّم عبد المنعم النعسان. ولاحظ P41 أنه ثمة شخص آخر يجلس على الأرض، فسُئل عمّا إذا كان يعرف ذلك الشخص، فأقر ذلك، قائلًا إن ذلك الشخص صديقه. وأخبر P41 المحكمة أن ذلك الشخص يقيم حاليًّا في [حُجِبت المعلومات]. وقال P41 إن المحقق واجهه بحقيقة أن ذلك الشخص هو صديقه، وذكر معلومات عن P41، ثم أمر السجّان بأن يقتاد ذلك الشخص إلى زنزانته. وقال المحقق إنه ينبغي لهما أن يعاملا بعضهما البعض باحترام، كون P41 شخص مُثقف ومُتعلم. وأخبره المحقق أنهم يعرفون كل شيء عنه، ولكن يجب عليه أن يُخبرهم بكل شيء بنفسه، من قبيل الأفعال التي اقترفها ضد الدولة السورية، وكل من له يد في القيام بتلك الأفعال من أصدقاء وشركاء. ثم أعطاه ورقة وقلمًا، وأمره بأن يعود إلى زنزانته وأن يُدوّن كل ما فعله منذ لحظة ميلاده إلى اليوم. وأُمر السجّان باقتياد P41 إلى الزنزانة [حُجِبت المعلومات] [مُنفردة]، ثم بدأ بتدوين كل معلوماته، ابتداءً بتاريخ ميلاده، وتعليمه المدرسي، وبداية المظاهرات، وانتهاءً بمشاركته في المظاهرات السلميّة. وبعد أن فرغ من ذلك، طرق الباب مُخبرًا السجان أنه جاهز لمقابلة المحقق، فقام السجان بتعصيب عينيه، واقتياده إلى غرفة التحقيق "بنفس الطريقة المعتادة".

أُمر P41 بأن ينزع عصابة العينين عندما وصل إلى غرفة التحقيق. وشاهد P41 مكتبًا قبالة الباب، وكان العقيد أنور جالسًا هناك، وجلس المُقدّم عبد المنعم النعسان على يساره. أخبر P41 المحكمة أنه استخدم ورقة واحدة ونصف الورقة فقط على الرغم من أنه أُعطي 7 أوراق. بدأ المقدم بقراءة ما كتبه P41 على الورقة، ثم أعطاها للعقيد أنور الذي قرأها، ثم رماها في وجه P41، وقال للمقدم: "لقد أخبرتك أنه لن يفهم!". وأخبر P41 المحكمة أنه لم يلقِ اللوم على المقدم، كونهما كانا يلعبان لعبة "الشرطي والحرامي". وبعد أن رمى أنور الورقة في وجه P41، قال مخاطبًا السجان: "خدو، وعلمه بطريقة يفهم فيها، وبعد ما يستوي مزبوط، رجعه لهون". وأوضح P41 أن ذلك كان بمثابة أمر كي يتم تعذيبه، واقتيد على إثره إلى منفردته، وحُرم من النوم، ومن الجلوس مدة ثلاثة أيام. وقال P41 إن السجان ضربه في كل مرة سقط فيها أرضًا من التعب، وأجبره على الوقوف مرة أخرى.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

سألت القاضي كيربر P41 عمّا حصل معه أثناء اعتقاله المرة الأولى بعد أن التقى بأنور، فقال P41 إن أعصابه انهارت بعد أن اقتيد إلى المنفردة، وحُرم من النوم والجلوس ثلاثة أيام. اقتاده السجان مجددًا ليمثل أمام المقدم عبد المنعم النعسان الذي سأله عن هوية أصدقائه الذين تآمر معهم، فأخبر P41 المحكمة أنه أجاب كي لا يُقحم نفسه في المصائب، وذكر أسماء معروفةً أصلًا، أو أنها كانت تعود لأصحاب الصور. وأوضح P41 أنه تعرف على معظم الأشخاص من خلال تطبيق سكايب، وأنهم استخدموا أسماء وهمية.

أرادت كيربر أن تعرف طبيعة جلسات التحقيق مع P41، فأوضح أنه كان يجثو على ركبتيه، بينما جلس المحقق على أريكة، ودخّن السجائر، وطرح عليه الأسئلة، وقام بركله إذا لم تعجبه الإجابة. وكان السجان الذي يقف خلفه يضربه بالحزام إذا تباطأ في الإجابة عن سؤال. وأوضح P41 أيضًا أنه خضع للتحقيق لما يقارب الساعة أو الساعتين طوال أربعة أيام متتالية. وقال إنه تسنّى له أن يحدّد ما عرفه [موظفي الفرع] عنه، وما لم يعرفوه أيضًا، وذلك بناءً على طبيعة الأسئلة الموجهة إليه. وعليه، لم يعطِهم إلا المعلومات التي يعرفونها بالفعل، من قبيل أنه سجّل مقاطع مصورة أثناء المظاهرات، ثم قام برفعها على مواقع اليوتيوب، والفيسبوك، وموقع قناة العربية. ووُجّهت له أصابع الاتهام بمحاولة القيام بما يلي: تشويه سمعة الدولة، والاتصال مع المعارضة، ونشر الأخبار الكاذبة وتوزيعها على وسائل إعلام أجنبية. وقال P41 إنه أقرّ الأمور التي يعرفونها فقط.

سألت كيربر P41 عمّا إذا كان صحيحًا أنه خضع للتحقيق مدة أربعة أيام، فأقر P41 ذلك.

طلبت كيربر من P41 أن يصف ما حصل معه بعد ذلك، فأوضح P41 أنه عرف عن نية موظفي الفرع مداهمة المكان الذي ينام فيه هو وأصدقاؤه، واتفق معهم على تغيير المكان إذا اعتُقل أحدهم. وفي صباح اليوم التالي، زُجّ بـ P41 في سيارة وهو معصوب العينين، واقتيد إلى المُقدّم الذي أخبره أنه سيذهب إلى حرستا برفقة أولئك الضباط.

سألت كيربر عن اسم ذلك المُقدّم، فقال P41 إن اسمه عبد المنعم النعسان، وهو نائب رئيس الفرع، والمسؤول عن التحقيق. وأضاف P41 إنه تم توزيع المهام على العاملين في الفرع، وأوكلت مهام التحقيق للمقدّم عبد المنعم النعسان.

أرادت كيربر أن تعرف ما الذي حصل بعد أن أخبر ذلك الشخص P41 أنه سيتم اقتياده إلى المكان الذي يقضي فيه أصدقاؤه ليلتهم، فقال P41 إنه تم اقتياده في سيارة، وتبعتها سيارة أخرى مزودة برشاش على السقف. واقتيد من زنزانته وعبر باب القبو من غير أن يكون معصوب العينين، وإنما مقيد اليدين فقط. وتوجهت الدورية إلى حرستا، وأمروه بأن يدلهم على الطريق عندما وصلوا إلى حرستا. وعندما وصلوا إلى المبنى الذي توجد فيه الشقة، أمروا P41 بأن يبقى في السيارة، بعد أن دلّهم على الطابق ورقم الشقة. وأخبر P41 المحكمة أن [ضباط الفرع] دخلوا المبنى، وخرجوا بعد 30 أو 40 دقيقة، قبل أن يعيدوه إلى الفرع. واتضح لديه بعد الإفراج عنه أنهم قد كسروا الباب.

خلصت كيربر إلى أن P41 كان لا يزال رهن الاعتقال حينها، وطلبت منه أن يمضي في حديثه، فقال P41 إن المقدم عبد المنعم التقى به عندما أُعيد إلى الفرع، وأخبره أنه لم يكن هناك أحد في الشقة، وسأل P41 عن مكان أصدقائه الآن. وقال P41 إنه أخبره أن أصدقاءه كانوا لا يزالون هناك قبل اعتقاله، ولكنه لا يعرف ما الذي حصل بعد ذلك، كونه بات معتقلًا منذ تلك اللحظة. واقتيد P41 إلى مُنفردة مختلفة، [حُجِبت المعلومات]، ومكث فيها 25 يومًا.

وصف P41 أنه سُمح له بأن يستخدم دورة المياه مرتين في اليوم: مرة في الصباح، وأخرى في المساء. وكانت الزنزانة صغيرة جدًّا، وبلغت مساحتها 1.6*0.8 متر تقريبا، ولم يكن فيها دورة مياه. وقُدم له الطعام من خلال فتحة تحت الباب مرتين يوميًّا، وكانت الوجبات مكونة من البيض، والبرغل، والخبز. وخضع للتحقيق مجددًا بعد مضيّ 25 يومًا.

قال P41 إن المحقق أخبره أنهم يعرفون عن مسؤوليته عن كل الأمور المتعلقة بوسائل الإعلام، وحيازته جهاز تسجيل وفقًا لما لديهم من معلومات. وأُمر P41 بأن يسلم ذلك الجهاز كي يتم الإفراج عنه. وأخبر P41 المحكمة أنه كان على علم بأنهم لا يملكون أي دليل ضده، ولكن إذا أعطاهم الكاميرا، سيحصلون على أدلة، وأن تلك الكاميرا في سيارته التي ركنها على مقربة من المسجد. ولكن، كونه رهن الاعتقال، لا يعرف أحد بمكان تلك الكاميرا. وأراد أن يُخبر أصدقائه بمكان الكاميرا كي يقوموا باستخدامها، لذا، قام بخداع المقدّم، وأخبره أنه سيعطيه معلومات عن أجهزته، وطلب أن يلتقي رئيس بلدة حرستا كي يتحدث معه عن الأمر. وفي اليوم التالي، اقتيد P41 مجددًا إلى المقدم الذي أخبره أنه سيتم اقتياده إلى مكتب رئيس الفرع، حيث ينتظره رئيس البلدية هناك. وكان رئيس البلدية [حُجِب اسمه] بانتظاره بالطبع، ورحب بـP41، وسأله عن صحته، فأخبره P41 أنه سيجد مفاتيح سيارته عند أحد الأصدقاء الذي يعرف مكانها، كونه كان حاضرًا لحظة اعتقال P41. وطلب P41 من رئيس البلدية أيضًا بأن يُسلّم الجهاز إلى والده الذي سيسلمها بدوره للفرع. وأشار P41 إلى أنه عرف من المقدم بعد فترة أن أصدقاءه خيبوا ظنه، وأن الجهاز يفوق حياة P41 أهمية بالنسبة لهم. وقال إنه خضع للتحقيق بعد مضي يومين، وكان المحقق غاضبًا جدًا، وأخبر P41 أنه أجرى مكالمة هاتفية مع أحد القياديين المعروفين في حرستا (وأخبر المحكمة أن ذلك الشخص توفي مع الأسف). وقال المحقق إنه عرف من تلك المكالمة أن أبا حسن أخبر أصدقاءه بمكان جهازه، وأن الجهاز بحوزتهم الآن. وقال P41 إن رئيس الفرع كان غاضبًا جدا على إثر قيام P41 بخداع [ضباط الفرع]، وأعطى أوامر بضربه.

سألت كيربر P41 عمّا إذا تحدث مع رئيس بلدية حرستا في مكتب رئيس الفرع أم لا، فأقر P41 ذلك.

أرادت كيربر أن تعرف من كان حاضرًا أثناء المحادثة التي دارت بين P41 ورئيس البلدية، فقال P41 إنه لم يحضر أحد، وإن المُقدّم قد رافقه عندما اقتيد إلى المكتب.

سألت كيربر P41 عمّا إذا كان رئيس الفرع غاضبًا بسبب جهاز التسجيل، فقال P41 إن ذلك هو ما أخبره به المُقدّم عبد المنعم النعسان.

أرادت كيربر أن تعرف اسم رئيس الفرع، فقال P41 إن الرئيس هو العقيد أنور، وإن نائبه هو المُقدّم عبد المنعم النعسان.

سألت كيربر P41 عمّا إذا شاهد أنور شخصيًّا، وإذا شاهده وهو غاضب أم لا، فنفى P41 ذلك.

سألت كيربر P41 عن هوية الشخص الذي أعطى أوامر بضربه، فقال P41 إن أنور هو الذي أعطى تلك الأوامر في المرة الأولى.

أرادت كيربر أن تعرف هوية الشخص الذي أعطى الأوامر بضرب P41 في الموقف الذي يتعلق بجهاز التسجيل، فقال P41 إن ذلك الشخص هو المقدّم عبد المنعم النعسان.

طلبت كيربر من P41 أن يمضي في حديثه. قال P41 إنه تعرض للضرب إلى أن فقد الوعي، فاستدعوا الطبيب، وأعطاه حبة تحت اللسان لعلاج مرض القلب الذي يعاني منه. وأوصى الطبيب بإعطائه ذلك الدواء يوميًّا، ولكن، لم يتقيد ضباط الفرع بتعليمات الطبيب. وأشار P41 إلى أنه حصل على حبة يوميًّا بعد نقله إلى الإدارة العامة في كفرسوسة.

عرضت كيربر ملخصًا سريعًا للأحداث التي حصلت بعد موقف جهاز التسجيل آنف الذكر، وأشارت إلى أن P41 مصاب بأمراض القلب، وأنه أُعطي دواءً، ونُقل إلى كفرسوسة. سألته كيربر عمّا حصل بعد أن أُعطي الدواء، فقال P41 إنه تم اقتياده برفقة شخص آخر إلى مُنفردته الكائنة في فرع الخطيب.

سألت كيربر P41 عمّا إذا كان يتحدث عن المُنفردة [حُجِبت المعلومات] التي تبلغ مساحتها 1.6*0.8 متر، فأقر P41 ذلك، قائلًا إنه قد تم إحضار شخص مصاب من [حُجِبت المعلومات] إلى منفردته، وإن ذلك الشخص نام مستلقيًا على أرضيتها، مما أجبر P41 على أن يظل واقفًا لساعات عدة. وأشار إلى أن ذلك الشخص كان يفقد وعيه بشكل متكرر، واعتاد أن يسأله "من أنت؟ من أنا؟" كلما أفاق من غيبوبته. وقضى ذلك الشخص حاجته في ثيابه، ما اضطر P41 إلى أن يُنظّف المكان. ومكثا في المنفردة مدة طويلة قاربت 87 يومًا، وذلك إلى أن تم إخباره باقتراب موعد محاكمته في كفرسوسة.

أرادت كيربر أن تعرف ما إذا مكث P41 في كفرسوسة مدة طويلة، أو إذا ما أُفرج عنه على الفور، فقال P41 إنه مكث مدة طويلة هناك، وأُفرج عنه بفضل جهود بذلتها جهات من جامعة الدول العربية في [حُجِب التاريخ] كانون الثاني/يناير 2012.

سألت كيربر P41 عمّا إذا كان صحيحًا أنه تم اعتقاله للمرة الثانية بعد فترة وجيزة من ذلك التاريخ، فأقر P41 ذلك، قائلًا إنه اعتقل وهو في منزله بعد 25 يومًا من الإفراج عنه، حيث طرق أحدهم الباب صباحًا، ثم قام ضباط من فرع الخطيب بتفتيش الشقة. ومكث صهره معه تلك الليلة، ولم يكن عمره قد تجاوز سنّه 24 أو 25 عامًا عندما اعتقلا معًا.

قال P41 إنهما خضعا لنفس الإجراءات التي طُبّقت عندما اعتقل في المرة السابقة، حيث تم تقييد أيديهما، وتعصيب أعينهما، كما أنهما خضعا لنفس الإجراءات لدى وصولهما إلى الفرع، إذ أُجبرا على تسليم كل مقتنياتهما، والتجرّد من ثيابهما. وقال P41 إنه قد زُج بهما في زنازين مختلفة داخل الفرع، حيث اقتيد P41 إلى زنزانة جماعية [حُجِبت معلوماتها]، ومكث فيها 15 يومًا قبل أن يخضع للتحقيق. وعندما اقتيد إلى غرفة التحقيق، كان المقدّم عبد المنعم النعسان في انتظاره. وأخبر P41 المحكمة أنه كان معصوب العينين، ولكن كان بإمكانه أن يحدد هوية المحقق من صوته. سأله المحقق مناديًا عليه باسمه: "[أي اسم P41]، ما الخطب؟ ها أنت هنا مجددًا!"، فأجاب P41 قائلًا إنه هنا لأنه تم اقتياده إلى هذا المكان. وأضاف أن البلد بأكملها تحت أيدي عصابات الأسد، وأخبر المحكمة أيضًا أنه لم يكن قادرًا حينها على أن يمشي. أخبره المقدَّم أنه يعرف كل شيء عنه، ولكن لديه أسئلة تتعلق بالأشخاص الذين قاموا بزيارته، كونهم أشخاصًا مطلوبين، وتودّ [أجهزة المخابرات] أن تعرف المزيد عن علاقته بهم، فأجابه P41 قائلًا إنهم زاروه كي يطمئنوا على صحته، ويهنئونه بمناسبة الإفراج عنه. وقيل له إنه سيتم الإفراج عنه، شريطة أن يبلّغ الفرع بكل شيء مستقبلًا، وإلا سيتم جلبه إليه مجددًا. وعندما كانوا بصدد إعادة P41 إلى الزنزانة، استفسر من المقدم عمّا إذا كان سيمكث طويلًا فيها، فنفى المقدم ذلك. وأخبر P41 المحكمة أنه مكث في فرع الخطيب ثلاثة أيام أخرى قبل أن يتم نقله إلى فرع كفرسوسة حيث مكث فيه 10 أيام أخرى إلى أن أُفرج عنه.

قالت كيربر إنها ستختم بسؤال P41 عن عدد المرات التي التقى فيها أنور، فقال P41 إنه التقاه مرة واحدة.

سألت كيربر P41 عمّا إذا كان يحتاج لفترة استراحة أو إذا ما كان بإمكان المحكمة أن تواصل طرح الأسئلة عليه، فقال P41 إنه لا يحتاج إلى استراحة.

استجواب من قبل القاضي فيدنر

قال القاضي فيدنر إنه يريد توضيحًا لأمور تتعلق بمكان اعتقال P41، وتواريخ اعتقاله، وسأله عمّا إذا كان صحيحًا أنه اعتقل أول مرة بتاريخ [حُجِبت المعلومات] 2011، فأقّر P41 ذلك.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان صحيحًا أنه قد أُفرج عنه في منتصف شهر كانون الثاني/يناير 2012 أو بتاريخ [حُجِبت المعلومات] كانون الثاني/يناير 2012، فأقر P41 ذلك.

أراد فيدنر أن يعرف المزيد عن تسلسل الأحداث التي حصلت أثناء اعتقال P41 للمرة الأولى، تحديدًا فيما يتعلق بالأمور التالية: عندما كان في فرع الخطيب، وعندما كان في كفرسوسة، وعندما أُعيد إلى فرع الخطيب، وعدد المرات التي كان فيها في فرع الخطيب وكفرسوسة على التوالي. أوضح P41 أنه اعتقل أول مرة في فرع الخطيب مدة أربعة أيام قبل أن يُنقل إلى فرع كفرسوسة حيث مكث فيه ستة أيام. وبعد ذلك، أُعيد إلى فرع الخطيب حيث مكث فيه فترة إلى أن أُعيد نقله إلى كفرسوسة مجددًا. وقال P41 إنه ليس بإمكانه أن يتذكر التاريخ الذي أُعيد نقله فيه إلى كفرسوسة، ولكنه يعتقد أنه مكث في فرع الخطيب نحو 100 يوم قبل أن يُنقَل مرة أخرى. ومكث في كفرسوسة 15 يومًا قبل أن يُفرج عنه على إثر الجهود المبذولة بموجب إحدى المبادرات.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا مكث في الفرع مدة 14 يومًا أو أكثر، فقال P41 إنه مكث فيه من مطلع شهر شباط/فبراير وحتى شهر أيار/مايو.

لخّص فيدنر قائلًا إن P41 مكث أربعة أيام في فرع الخطيب عندما اعتقل المرة الأولى، وستة أيام في كفرسوسة، ثم سأله عن المدة التي مكثها في فرع الخطيب بعد أن أُعيد إليه من كفرسوسة، فقال P41 إنه مكث في فرع الخطيب مدة أربعة أيام، وستة أيام أخرى في كفرسوسة، وبعد ذلك... [أخذ برهة من الوقت كي يفكّر] مكث في فرع الخطيب نحو شهرين و10 أيام، ابتداءً من شهر تشرين الثاني/نوفمبر أو كانون الأول/ديسمبر.

أراد فيدنر أن يعرف كيف تناهى إلى علم P41 أنه موجود في فرع الخطيب عندما اعتقل في المرة الأولى، فقال P41 إنه كان بإمكانه أن يحدد ذلك من معرفته بالشوارع المؤدية إلى الفرع. وأوضح P41 أنه يعرف المنطقة، وأنه من المعروف عمومًا أن المعتقلين يتم اقتيادهم إلى فرع الخطيب. وأضاف P41 أنه تيقّن من ذلك بعد أن أُفرج عنه.

أشار فيدنر إلى قول P41 للشرطة إن معتقلين آخرين أخبروه أنه في فرع الخطيب، فأقر P41 ذلك، مضيفًا أنه كان يعرف المكان من البداية، ولكنه تيقّن بعد أن أُفرج عنه، وبعد أن التقى رئيس البلدية.

سأل فيدنر P41 عن المرة الأولى التي التقى فيها المقدّم عبد المنعم النعسان، ما إذا حصل ذلك أثناء الأيام الأربعة الأولى التي أمضاها في فرع الخطيب، أم عندما أُعيد إليه من كفرسوسة، فقال إن ذلك قد حصل بعد أن أُعيد من كفرسوسة إلى الفرع.

سأل فيدنر P41 عن كيفية معرفته باسم ذلك الشخص، ورتبته، فقال P41 إن المقدَّم أخبره بذلك.

طلب فيدنر من P41 أن يصف له المرة الأولى التي التقى ذلك الشخص فيها، مع ضرورة التركيز على طريقة تصرفه، والمعلومات التي أراد أن يعرفها، فقال P41 إن ذلك الشخص سأله عن معلوماته الشخصية، وذلك بُغية التحقق من أنه هو الشخص الذي يبحثون عنه تحديدًا. وتأكد المقدم من تلك المعلومات، وواجهه بها في اللقاء الثاني.

ذكر فيدنر أن P41 تلقّى "عرضًا للتعاون مع الفرع"، مضيفًا أن بإمكانه أن يتلو فحوى إفادته التي أدلى بها للشرطة حول هذا الموضوع إذا كان قد نسي ما قال، فأخبر P41 المحكمة أنه يتذكر ذلك، وأشار إلى أنه عُرض عليه أن يتعاون مع الفرع. وحاولوا أن يضموه لصفهم، وأن يحصلوا على معلومات منه.

أشار فيدنر إلى قول P41 للشرطة أن المقدم عرّف بنفسه، وأخبر P41 أنه من الأفضل له أن يتعاون لأنه ذكي وغير ميّال للعنف، وذلك أُثناء اللقاء الأول، فأوضح P41 أن ترجمة تلك الجزئية [الواردة في محضر الشرطة] تنطوي على القليل من الأخطاء؛ حيث أنه عُرض عليه أن يعطي المعلومات مقابل عدم تعرضه للتعذيب أو سوء المعاملة.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان أنور قد حضر اللقاء التالي، فقال P41 إن أنور قد حضر اللقاء الثالث، بينما كان اللقاء الثاني مع المقدًّم.

لخّص فيدنر ما سبق قائلًا إنه ثمة لقاء أولًا قد حصل، وأعقبه لقاء ثانٍ تمت فيه مواجهة P41 بالحقائق، ثم لقاء ثالث حضره أنور، فأقر P41 ذلك.

سأل فيدنر P41 عن كيفية تثبته من أن ذلك الشخص هو أنور، فقال P41 إن المقدم عبد المنعم النعسان قد عرّف بأنور اسمًا ورتبةً. وأمر P41 بأن يعطيه المعلومات التي دوّنها على الورقة، وأن يسلمه إياها.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان هناك لوحة تحمل اسم أنور، فأقر P41 ذلك، مضيفًا أنه لم يتمكن من قراءة ما كُتب عليها. وكان هناك لوحة مكتوب عليها اسم ما، وكوب أقلام، ولكنه لم يتمكن من قراءة المكتوب عليها.

طلب فيدنر من P41 أن يلقي نظرة على ما حوله، وأن يخبره عمّا إذا بإمكانه أن يتعرف على أنور أو من يشبهه من الحضور في القاعة، فقال إنه قد تعرف على شخص ما، فسأله فيدنر عن ذلك الشخص، فأشار P41 إلى أنور.

مضى فيدنر في حديثه وسأل P41 عمّا إذا كانت غرفة التحقيق تقع في نفس الطابق الذي تقع فيه الزنازين أو إذا كان هناك درجٌ يفصل بين الاثنين، فقال P41 إنها تقع في نفس الطابق.

طلب فيدنر من P41 أن يصف قطع الأثاث الموجود في غرفة التحقيق، فقال P41 إنه يوجد فيها مكتب يقع قبالة الباب، وأريكة إلى يسار المكتب، وطاولة. وقال إنه هذا هو كل ما يتذكره، بالإضافة إلى صورة للرئيس معلقة على الجدار.

أراد فيدنر أن يعرف مكان جلوس أنور في تلك الغرفة، فقال P41 إن [أنور] جلس خلف المكتب، بينما جلس المقدّم عبد المنعم إلى يساره.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان هناك شخص آخر في الغرفة أيضًا، فقال P41 إنه كان هناك أحد السجانين. سأل فيدنر P41 عن مكان وقوف ذلك السجّان، فقال P41 إنه وقف خلفه.

أراد فيدنر أيضًا أن يعرف أين كان P41 في تلك الغرفة، فقال P41 إنه كان يبعد مترًا واحدًا عن الباب.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان سجّان معيّن دون غيره حاضرًا هناك، فقال P41 إن ذلك السجان هو أبو غضب.

أشار فيدنر إلى قول P41 إن أوراقًا قد رُميت في وجهه، وإن أمرًا قد صدر بحقه، وطلب منه أن يصف رد الفعل الذي حصل قُبيل مغادرته الغرفة، فقال P41 إن رد الفعل يُعزى إلى حقيقة كونه لم يدوّن المعلومات التي أرادوا أن يحصلوا عليها منه. وكتب عن كل شيء يتعلق به منذ لحظة ولادته وحتى بداية الثورة، ولكنه لم يكتب سوى جملتين عن الثورة، وهو ما استثار رد الفعل ذاك.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا بدر من الشخصين الحاضرين في الغرفة أي رد فعل عندما أعطاهما الورقة، فقال P41 إن المقدم أخذ الأوراق أولًا، وقرأها، ثم أعطاها للعقيد أنور، مخاطبًا إياه باستخدام لقب "سيدي". أخذ أنور الأوراق، وقرأها، ورماها في وجه P41. وقال P41 إن أنور كان غاضبًا جداّ، وأخبر عبد المنعم النعسان أن " P41 لا يفهم الكلام، وأمره بأن يعلمه بطريقة يفهمها".

سأل فيدنر P41 عمّا إذا صدر أمر صريح بتعذيبه، فنفى P41 ذلك.

أشار فيدنر إلى قول P41 للشرطة إن أنور التفت إلى عبد المنعم قائلًا: "إنه لم يفهم تلك اللغة على ما يبدو"، ثم أمر بحرمان P41 من النوم إلى أن "يستوي تمامًا"، فأقر P41 ذلك، مضيفًا أن عبد المنعم أمر بذلك، فاقتاده السجان معه.

أراد فيدنر أن يعرف ما الذي قاله أنور على وجه التحديد، وإذا ما أصدر أي أمر حينها، فقال P41 إن أنور أعطى الأمر بأنه لا يريد أن يرى P41 مرة أخرى قبل أن "يستوي"، بينما صدرت باقي الأوامر من المقدّم عبد المنعم. وبحسب P41، كان المقدم هو الشخص الذي أمر بحرمانه من النوم.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان من الممكن أن يحدد من خلال طريقة تواصل أنور مع عبد المنعم طبيعة العلاقة التي تجمعهما، من حيث التساوي في الرتبة، أو إذا كانت علاقة رئيس بمرؤوس، فقال P41 إن أنور أعطى الأوامر لعبد المنعم، وأن الأخير خاطب أنور مستخدما لقب "سيدي"، بينما خاطب أنور المقدّم عبد المنعم باسمه فقط دون لقب.

أراد فيدنر أن يعرف ما هو الزي الذي كان يرتديه أنور، فقال P41 إنه لا يتذكر ذلك.

سأل فيدنر P41 عمّا كان يرتديه من ثياب حينها، فقال P41 إنه كان يرتدي بدلة، وربطة عنق لحظة اعتقاله. ولكن، مُزقت ثيابه بالكامل بعد أن تم اعتقاله وضربه، ووصل إلى الفرع مرتديًا قميصه وسرواله الداخلي فقط. وارتدى أحد المعتقلين في الزنزانة الجماعية سروالًا داخليًّا طويلًا بعض الشيء، فأعطاه لـ P41. وأشار P41 إلى أن رئيس البلدية قد شاهده في تلك الثياب في أوج فصل الشتاء، فطلب من عائلته أن يحضروا له ثيابًا، ولكنها لم تصله قطّ.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان مرتديًا بنطالًا طويلًا، أم أنه كان عاريًا أثناء التحقيق معه، فقال P41 إنه كان يرتدي سترةً أيضًا.

أشار فيدنر إلى قول P41 للشرطة إن أنور كان يرتدي ثيابًا مدنية، بنطال جينز وقميصًا، وإن كل من الفرع كانوا يرتدون ثيابًا مدنية أيضًا، وفيهم السجانون الواقفون أمام الباب، فأقر P41 أنهم كانوا جميعًا يرتدوا ثيابًا مدنية، وأضاف أنه لا يتذكر ما ارتدوه على وجه التحديد، ولكن، دائمًا ما كان ضباط الفروع يرتدون ثيابًا مدنية.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا غلب على كلام أنور لكنة أو لهجة مميزة، فنفى P41 ذلك، مضيفًا أنه لم يكن بإمكانه أن يحدد أصله من لهجته، وأن أنور كان قليل الكلام أصلًا.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا قال أنور أي شيء آخر له، أو إذا ما شتمه مثلًا، فقال P41 إنه لا يذكر ذلك.

أشار فيدنر إلى أنه عندما سألت الشرطة P41 عمّا إذا شتمه أنور أم لا، فأقر ذلك، موضحًا أن أنور قال له: " أيها الوغد! وماذا عن تلك المظاهرات؟ ألست تعيش حياة سعيدة؟" فأوضح P41 للمحكمة أن أنور لم يقل ذلك، حيث لم يحقق أنور معه، وأن ذلك الكلام قد صدر عن المقدم عبد المنعم النعسان، وليس أنور. وبحسب P41، فإنه شاهد أنور مرة واحدة فقط.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا سمع P41 أصوات صراخ المعتقلين وهو في غرفة التحقيق، فأقر P41 ذلك، قائلًا إنه بالطبع سمع أصوات صراخهم وهم يتعرضون للتعذيب. وكان يمكن سماع أصواتهم بوضوح في الزنزانة [حُجِبت المعلومات] الكائنة قبالة غرفة التحقيق تحديدًا. وخلص P41 إلى أنه تم اقتياد المعتقلين من أجل هدف واحد، وهو تعذيبهم نفسيًّا.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا سمع أيضًا أصوات صراخ أثناء التحقيق معه من قبل عبد المنعم وأنور، فقال P41 إنه يرجّح ذلك، إذ يمكن سماع أصوات الأشخاص في الممرات أيضًا، وكان يُطلق عليهم اسم "الجرذان ".

أشار فيدنر إلى أن P41 قد اقتيد خارج غرفة التحقيق، ولم يُسمح له بالنوم مدة ثلاثة أيام بعدها. وسأل P41 عمّا تعرض له أيضًا، من قبيل الضرب بالسلك مثلًا، فقال P41 إنه ضُرب بحزام وهو مقيد اليدين. وقال إنه تعرض للتعذيب مما تسبب بإصابته بتلف في الأعصاب.

أشار فيدنر إلى قول P41 للشرطة إنه أٌجبر على أن يستلقي أرضًا، وهو مقيد اليدين، وقدماه مرفوعتان إلى الأعلى، وسأله عمّا إذا طرح أبو غضب عليه الأسئلة، وجلده، فأقر P41 ذلك.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان صحيحًا أن ركبتيه بدأتا تنزفان جراء طرحه أرضًا عنوةً أثناء تعرضه للضرب على قدميه، فأقر P41 ذلك.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا شاهد P41 أي آثار للتعذيب بادية على المعتقلين الآخرين، أو إذا أخبره أحد عن ذلك، أو إذا حضر هو شخصيًّا واقعة تعرّض أحدهم للتعذيب، فأقر P41 ذلك. سأله فيدنر عمّا شاهده أو سمعه على وجه التحديد، فأشار P41 إلى أنه شاهد شخصًا من [حُجِبت المعلومات] يتعرض للتعذيب أمام زنزانته عندما كان في المُنفردة [حُجِبت المعلومات]. وكان اسم ذلك الشخص [FD1]، وكان شقيقه [حُجِب اسمه] يعمل طبيبًا. وعالج الأخير الأشخاص المصابين، فاعتقل شقيقه من أجل الضغط عليه. وقال P41 إنه سمع صراخه، وأراد الضباط الذين قاموا بتعذيبه الحصول على معلومات عن شقيقه، واتهموا شقيقه بأنه إرهابي، ولكنه أصرّ على إخبارهم أن شقيقه يعمل طبيبًا في المشفى، وأنه يتعين عليه بحكم عمله أن يعالج المرضى كافة. وقال P41 إن ذلك الشخص قد قضى نحبه تحت التعذيب.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا سمع الصوت فقط، أو شاهد الواقعة بعينه، أو سمع عنها من شخص آخر، فأوضح P41 أنه قبل أن يُنقل إلى المنفردة، كان محتجزًا في زنزانة جماعية، وهناك سمع على الدوام أصوات صراخ الأشخاص [الذين يتعرضون للتعذيب]، وشاهد آثار التعذيب على ظهورهم. وتذكر قصة أحد الأشخاص من [حُجِبت المعلومات] الذي عمل فني تكييف، وكان جهمًا، وأطول من P41. وتم استدعاؤه للتحقيق ذات مرة، ثم حمله ثلاثة سجانين بعد انتهاء التحقيق، وألقوا به فاقدًا للوعي داخل الزنزانة، وقد غطّت الدماء سائر أنحاء جسده. وقال P41 إن المعتقلين الآخرين أفسحوا له المجال، وبادروا إلى تنظيف جروحه بالمناديل الورقية.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا توافرت الرعاية الطبية في الفرع، فنفى P41 ذلك.

أشار فيدنر إلى ما قاله P41 عن سماعه أصوات صراخ عندما كان في المنفردة، وسأله عن تكرار حصول ذلك، وأوقات سماعه تلك الأصوات، فقال P41 إنه كان بالإمكان سماع تلك الأصوات في أغلب الأحيان، ولكنها كانت تعلو أحيانًا، وتخفت أحيانًا أخرى.

أشار فيدنر إلى قول P41 للشرطة إنه اقتيد إلى المنفردة [حُجِبت المعلومات] عمدًا لأنها تقع بجانب غرف التحقيق بحيث يمكن للمعتقل أن يسمع أصوات صراخ المعتقلين الآخرين جراء تعرضهم للضرب على الدوام. وكان هناك الكثير من الأشخاص، وانتاب P41 شعور دائم بالخوف خشيةَ أن يكون هو الشخص التالي الذي سيتعرض للتعذيب. وقال أيضًا إنه سمع المعتقلين الآخرين يتوسلون إلى السجانين طلبًا للرحمة، فما كان من السجانين إلا أن يردوا عليهم بالقول إنه ما من إله في ذلك المكان سواهم، فأقر P41 أنه قال ذلك.

أراد فيدنر أن يعرف المزيد عن الأحوال العامة في الزنزانة، وتحديدًا فيما يتعلق بمساحتها، وعدد المعتقلين فيها، فقال P41 إن مساحتها تبلغ حوالي 4*4 متر أو 5*5 متر، ويوجد عند الزاوية مغسلة ودورة مياه يفصل بينها وبين الغرفة ستارة فقط، ولم يكن هناك باب.

سأل فيدنر P41 عن أوضاع النظافة العامة في الزنزانة، وعدد المعتقلين فيها، فقال P41 إنه زُجّ فيها بما يزيد على 80 معتقلًا في إحدى المناسبات، ثم اعتُقل أشخاص آخرون من منطقة العبّادة، فتجاوز عدد المعتقلين فيها 100 معتقل ذلك اليوم. ولم يتمكن أحد من الجلوس، وظلوا واقفين جميعًا. وقال P41 إنه تم اقتياد بعض الأشخاص إلى خارج الزنزانة بعد مرور يومين أو ثلاثة.

سأل فيدنر P41 عن الوضعية التي اتخذوها للنوم، فقال P41 إنهم ناموا واقفين، واتكأوا أحيانًا على بعضهم البعض، أو حاولوا أن يفسحوا المجال لبعضهم البعض كلما أمكن ذلك.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا حصلوا على كميات كافية من الطعام في الزنزانة الجماعية، فقال P41 إنهم حصلوا على وجبتين في اليوم، واحدة في الصباح، مكونّة من الخبز، بالإضافة إلى البطاطا أو الزيتون أحيانًا، وأخرى في المساء، مكونّة من أربعة أو خمسة أطباق من البرغل لهم جميعًا، بالإضافة إلى الحساء أحيانًا.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كانت تلك الكمية كافية، فنفى P41 ذلك.

أراد فيدنر أن يعرف ما إذا تم إطفاء الأنوار في الليل أم لا، فأوضح P41 أن الإنارة داخل الزنزانة ظلّت مستمرة على الدوام، ولم يكن بالإمكان تمييز الليل من النهار كونهم كانوا تحت مستوى الأرض. وزُودت الزنزانة بمروحة كي يتسنى للمعتقلين أن يتنفسوا، وكان خلفها مصباح لا يُطفأ أبدًا. وقال P41 إنهم تمكنوا أحيانًا من معرفة الوقت من خلال سماع صوت الأذان.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا شاهد أشخاصًا مصابين، أو إذا أُخبره آخرون في الزنزانة عن أساليب التعذيب، فقال P41 إنه شاهد عددًا من الجثث من فرع الخطيب بحكم عمله في توثيق المظاهرات، وأنه وثق كل تلك التفاصيل التي لا يزال بعضها موجودًا على موقع يوتيوب. وقال P41 إن بعض الأشخاص عرضوا مشاهدًا تتضمن جروحًا نازفة، أو كسورًا أصيب بها أشخاص جراء التعذيب.

قال فيدنر إن المحكمة معنية بما شاهده P41 في فرع الخطيب فقط، وليس بما يكون قد شاهده بعد ذلك. قال P41 إنه شاهد آثار تعرّض المعتقلين للضرب، وأشخاصًا مصابين، والكثير من الدماء. وأشار إلى شخص كانت قدماه متورمتين، وتنزفان، وتحولتا إلى اللون الأزرق جرّاء تعرّضه للضرب.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا كان يذكر تفاصيل تتعلق بأظافر أيادي المعتقلين، فنفى P41 ذلك.

أشار فيدنر إلى أن P41 قد أخبر الشرطة أنه شاهد دماء تسيل جراء نزع أظافر المعتقلين، فقال P41 إن ذلك لربما حصل، ولكنه لا يتذكر التفاصيل. وأضاف أن الأشخاص اقتيدوا من التحقيق وإليه بصورة يومية، لذلك ليس بإمكانه أن يتذكر كل شيء. وثمة شخص تمزقت شدقه جراء شقّ فمه بشدة أثناء التحقيق معه.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا شاهد جثثًا أو أشخاصًا أوشكوا على الموت داخل الفرع، فقال P41 إنه شاهد أشخاصًا أوشكوا على الموت، ولكنه لم يشاهد جثثًا.

طلب فيدنر من P41 أن يصف حالة الأشخاص الذين أوشكوا على الموت، فقال P41 إنه ثمة معتقل لم يعد قادرًا على التنفس، فطرق المعتقلون الآخرون الباب، وأخبروا السجانين بذلك، فأخبروهم أنه ليس هناك ما بوسعهم أن يفعلوه، وأنه لا بأس إذا "فطس". وقال P41 إنهم أخبروا السجانين أنه ثمة الكثير من الأشخاص داخل الزنزانة، وأن ذلك الشخص غير قادر على التنفس في هذه الحالة. وبحسب P41، لم يعُد ذلك الشخص إلى الزنزانة أبدًا.

سأل فيدنر P41 عمّا إذا حصل ذلك أثناء اعتقاله في المرة الأولى أم الثانية، فقال P41 إن ذلك حصل في المرة الأولى.

قالت القاضي كيربر إنه ليس هناك المزيد من الأسئلة الآن، وأنهم سيستأنفون الجلسة بعد استراحة الغداء قبل أن يتسنى للآخرين طرح المزيد من الأسئلة.

***

[استراحة لمدة 75 دقيقة]

***

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة P41 عمّا إذا خفّت حدة الألم جراء الصداع الذي يشعر به، وما إذا كان قادرًا على مواصلة الجلسة، فأقر P41 ذلك.

لم يكن لدى المدعين العامين أسئلة.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار محامي الدفاع فراتسكي إلى أن P41 أخبر المحكمة أنه ثمة لوحة اسم، وكوب أقلام على المكتب، فأقر P41 ذلك، مضيفًا أنه لم يتمكن من قراءة ما كتب على لوحة الاسم.

قال فراتسكي إنه عندما عرضت الشرطة مجموعة صور على P41 أثناء المقابلة، وعندما شاهد الصورة رقم 2، تردد قبل أن يقول إنه يعرف صاحب الصورة، ولكنه لم يتذكر اسمه. وبحسب فراتسكي، لم يتردد P41 بذكر أحد الأسماء أمام المحكمة. وأراد أن يعرف إذا ما شاهد، في الفترة الفاصلة بين مقابلته مع الشرطة، وإدلائه بشهادته اليوم أمام المحكمة... فقاطعه محامي المدّعين بانز قائلًا إن فراتسكي استشهد بمحضر الشرطة على نحو خاطئ؛ حيث لم يذكر P41 أي اسم أثناء المقابلة مع الشرطة. قالت القاضي كيربر إن P41 لم يذكر اسمًا على الفور أيضًا، لذا، يعدّ استشهاد فراتسكي مقبولًا. واصل فراتسكي حديثه، سائلًا P41 عمّا إذا شاهد صورًا لأنور في الفترة الفاصلة بين مقابلته مع الشرطة، وإدلائه بشهادته اليوم أمام المحكمة، فنفى P41 ذلك، مضيفًا أنه أخبر الشرطة باسم أنور.

أراد فراتسكي أن يعرف كيف عرف P41 عن اعتقال أنور، ومتى عرف بذلك، فقال P41 إنه لا يذكر تاريخًا معيّنًا، ولكنه قرأ على إحدى صفحات الإنترنت أنه تم اعتقال أحد مسؤولي أجهزة المخابرات السورية، فقام P41 بالبحث عن الأمر، ووجد أن ذلك الشخص هو رئيس فرع الخطيب.

سأل فراتسكي P41 عمّا إذا شاهد صورًا للشخص الذي اعتُقل أثناء بحثه عن الأمر، فنفى P41 ذلك، مضيفًا أن هوية الشخص الذي اعتقل لم تتضح له بادئ الأمر، ولكن أخبره أصدقاؤه المقيمون في ألمانيا أن ذلك الشخص هو أنور.

أراد فراتسكي أن يعرف ما إذا أخبر P41 أشخاصًا آخرين عن هوية ذلك الشخص، أو إذا ما بحث عن هويته بنفسه، فنفى P41 ذلك، موضحًا أن أحد أصدقائه من [حُجِبت المعلومات] أخبره أن ذلك الشخص هو رئيس فرع الخطيب.

استجواب من قبل محامي المدّعين

أشار محامي P41 السيد محمد إلى أن P41 قد أخبر المحكمة أنه يتلقى العلاج جراء ما تعرض له في المعتقل، وسأله عن طبيعة العلاج الذي يتلقاه على وجه التحديد، فأوضح P41 أنه يعاني من صعوبات في النوم، وبعض الاضطرابات النفسية منذ اعتقاله. وأضاف P41 أنه لا يتمكن من النوم إلا في ساعات الصباح الباكر فقط، كما أنه كثيرًا ما ينتابه شعور بالعزلة وأنه غائب عن الوجود. وعليه، فقد قام بمراجعة معالج نفسي في [حُجِبت المعلومات]. كما أُصيب بأضرار جسدية بعدما تعرضت أعصاب يده للتلف. وقال P41 إنه قد أجرى الكثير من الفحوصات في أحد المشافي في [حُجِبت المعلومات]، تشمل صور الرنين المغناطيسي. وعلاوة على ذلك، خضع لجلسات العلاج الطبيعي، واتضّح في نهاية المطاف أن أعصابه قد أُصيبت بتلف شديد، وتهتّك. وقال P41 إنه يتناول المهدئات أيضًا. وقال له الطبيب في مكان عمله السابق أنه يُسمح له أن يعمل 16 ساعة أسبوعيًّا فقط، وبما لا يستدعي منه رفع أجسام ثقيلة.

سأل محمد P41 عمّا إذا أصيب بتلف أعصاب في يده اليمنى أم اليسرى، فقال P41 إن يده اليمنى هي المصابة.

أراد محمد أن يعرف أيضًا ما إذا كان P41 أيمنًا أم أعسرًا، فقال P41 إنه أيمن.

أشار محمد إلى أن P41 قد ذكر أنه سجّل مقاطع أثناء المظاهرات وغيرها من الأمور مع بداية الثورة، وقام برفعها على موقع يوتيوب. وسأله عمّا إذا كانت لديه قناته الخاصة على ذلك الموقع، فأوضح P41 أنه أرسل بعض الصور إلى قنوات الأخبار، مثل قناتي الجزيرة والعربية، كما أنه زودهما بمقاطع لا تظهر فيها وجوه الأشخاص تفاديًا لتعرضهم للاعتقال. وقال P41 إنه يحتفظ بالمقاطع المصورة الأخرى في أرشيف مخصص، وإنه زود تلك القنوات بالتسجيلات التي توثّق استشهاد الأشخاص، أو تعرضهم للتعذيب.

سأل محمد P41 عمّا إذا تم رفع تلك المقاطع على موقع يوتيوب، فأقر P41 ذلك.

سأل محمد P41 عمّا إذا قام برفع تلك المقاطع بنفسه أم لا، فأقر P41 ذلك، موضحًا أنه رفع بعض المقاطع بنفسه، بينما رفع أصدقاؤه مقاطع أخرى.

سأل محمد P41 عن اسم قناته على موقع يوتيوب، فقال P41 إن اسمها هو [حُجِبت المعلومات].

أراد محمد أن يعرف إذا ما زالت تلك المقاطع متوافرة أو أنها حُذفت، فأوضح P41 أن بعض المقاطع قد حُذفت من قبل موقع يوتيوب، بينما جرى استرجاع البعض الآخر، ورُفع جزء آخر منها على الموقع مجددًا.

سأل محمد P41 عمّا إذا كان فهمه صحيحًا أن P41 قد رفع مقاطع مصورة على موقع يوتيوب يظهر فيها معتقلون من فرع الخطيب، فأقر P41 ذلك.

سأل محمد P41 عن محتوى تلك المقاطع على وجه التحديد، فقال P41 إنها توثّق آثار تعرض الأشخاص للضرب، وإصابتهم بالجروح النازفة والعميقة.

أراد محمد أن يعرف الإطار الزمني الذي جرى تسجيل تلك المقاطع خلاله، فقال P41 إنه سجّلها في الفترة الواقعة بين بداية الثورة، ونهاية شهر أيار/مايو 2012. وأضاف أنه قد أُفرج عنه في أيار/مايو، وغادر سوريا مباشرة على إثرها.

أشار محمد إلى أن P41 قد وصف توسّل أشخاص إلى السجانين طلبًا للرحمة، ولكن قالوا لهم إنهم هم الله. وسأله محمد عمّا إذا كان فهمه لذلك الأمر صحيحًا، فأقر P41 ذلك.

أراد محمد أن يعرف من P41 إذا ما تمكن من أداء صلواته في المعتقل، فقال P41 إنه لم يتمكن من ذلك نظرًا لاعتقاله برفقة الكثير من الأشخاص في زنزانة واحدة. وقال إنه كان يصلي ذات مرة، عندما دخل السجانون إلى الزنزانة، وأوسعوه ضربًا لأنه لم يقف عند دخلوهم.

سأل محمد P41 عمّا إذا قال السجان أو فعل أي شيء معين، فوصف P41 أن السجان قد فتح الباب عندما كان جالسًا بعد السجود. وأخبره السجان حينها أنه لم يُجلب إلى هنا كي يصلّي. وقال P41 إن ذلك كان أمرًا مُرعبًا، أي تعرضه للشتم لمجرد أنه كان يصلي، ومناداته باسم أحد شيوخ الثورة من باب الاستهزاء.

أراد محامي المدعين شارمر أن يطرح على P41 سؤالًا، ولكن أشارت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى أنه لدى المدّعين العامين بعض الأسئلة.

استجواب من قبل المدعين العامين

أشار المدعي العام كلينجه إلى وجود مقاطع مصورة وصور يُزعم أنها تعود لمعتقلين لدى الفرع 251، وسأل P41 عمّا إذا كان ممكنًا أن تُثبت تلك المقاطع والصور أن أولئك الأشخاص معتقلون لدى الفرع 251 فعلًا، فقال P41 إن الأشخاص اقتيدوا إلى الفرع 251 عندما اعتقلوا. وأخبر رئيس البلدية أهالي المعتقلين حينها أن بإمكانهم استلام جثثهم من المشفى. وأوضح P41 أن أولئك الأشخاص لم يُدفنوا على الفور، وذلك بانتظار غسل الجثامين، مما أتاح التقاط صور لأصحابها.

سأل كلينجه P41عمّا إذا عرف أن تلك الجثث جاءت من الفرع 251، فقال P41 إنه يتم اقتياد كل المعتقلين إلى فرع الخطيب. والتقط صورًا فوتوغرافية لأصحابها بعد بضعة أيام من تسليمها لذويها. وقال P41 إنه إحدى تلك الجثث تعود لشاب [C1]، وأخرى لمسنّ [C2].

أراد كلينجه أن يعرف وقت تسليم تلك الجثث إلى الأهالي، فقال P41 إن ذلك حصل في العام 2011، وبالتأكيد قبل العام 2012.

أراد كلينجه أن يعرف أيضًا مكان تسليم تلك الجثث، فقال P41 إن رئيس البلدية أرسل أحد موظفيه إلى مشفى تشرين لذلك الغرض.

سأل كلينجه P41 عمّا فعله ذلك الشخص في المشفى، فقال P41 إنه استلم الجثث، وسلمّها لذويها.

خلص كلينجه إلى أن استلام الجثث كان يتم في مشفى تشرين، فأقر P41 ذلك.

استجواب من قبل محامي المدّعين

قال محامي المدّعين شارمر إن لديه سؤالًا موجها للقضاة: اتّضح لديه أن قناة P41 على موقع يوتيوب لا تزال موجودة، وما فيها من مقاطع مصورة تعرض جثثًا تظهر عليها آثار التعذيب، وتم رفعها أثناء مدة التوقيف. ويريد أن يطلّع على تلك المقاطع مع P41، وأن يطرح عليه بعض الأسئلة تباعًا، فقالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة "حسنًا!" سأل شارمر عن الآلية التي ينبغي أن تتبع للقيام بذلك، وما إذا كان بإمكانه أن يزود المحكمة برابط تلك المقاطع كي يطلعوا عليها معًا في المحكمة.

قالت القاضي كيربر إنها لا ترى ضرورة القيام بذلك في هذه اللحظة. وذكّرت شارمر أنه قد صدر حكم أول بالفعل، وأنه ثمة الكثير من الأسئلة المفتوحة التي يمكن طرحها في ذلك الشأن، ما يعني أنه من غير الممكن أن يتم الاطّلاع على تلك المقاطع اليوم.

اقترح شارمر أن يتم أخذ استراحة لإجابة بعض الأسئلة، مضيفًا أنه لا يمكن إغفال ما قاله P41. قالت القاضي كيربر إنها فهمت أن الشاهد سجّل مقاطع تعرض شخصين يعتقد P41 أنهما كانا معتقلين لدى فرع الخطيب. وتم استلام الجثتين من مشفى تشرين. أضاف شارمر أنه من الممكن أن يكونا قد اعتقلا في فرع الخطيب فعلًا.

قالت كيربر إنه ينبغي للقضاة أن يتداولوا في الأمر أولًا، فردّ شارمر قائلًا إن P41 حاضر أمام المحكمة في هذه اللحظة، وأن بعض تلك المقاطع له صلة بالمحاكمة، فطلبت كيربر استراحة لمدة 10 دقائق كي يتسنى لمحامي الدفاع أن يحرروا طلبًا للقضاة يطلبون فيه ما ورد آنفًا.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق][2]

***

التفتت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى محامي المدّعين شارمر كي تسأله عن الطلب، فأوضح شارمر أن زميله بانز سيكتب الطلب، وسألها عن كيفية رفعه إلى المحكمة، فقالت كيربر إنه ينبغي أن يتم إرساله إلى المسؤولة الإدارية للمحكمة (القلم) عبر رسالة بالبريد إلكتروني.

قاطع محامي المدّعين بانز قائلًا إنه حصل لديه خلطٌ بسبب الإجراء المقترح من طرف المحكمة. وقال إنه يدرك أن الأمر قد طرأ دون سابق إنذار، ولكنه يرى أن الموعد الذي حددته المحكمة قريب جدًا وغير كافٍ. ردت القاضي كيربر بالقول إن محامي المدّعين شارمر قد أخبر القضاة للتو برغبته بمعاينة بعض مقاطع الفيديو في المحكمة، مع الإشارة إلى أنها تدرك أن بعض محامي المدعين قد عرضوا بعض تلك المقاطع من خلال هواتفهم على القاضي فيدنر أثناء استراحة الغداء. وأضافت كيربر أنه ينبغي لبانز أن يفكر في الأمر مليًّا، فأجاب بانز أنه كان يوضح وجهة نظره إزاء الوضع لا أكثر، مضيفًا أنه يدرك تمام الإدراك مدى تعقيد الأمر، ولكن، لم يُطرق هذا الموضوع إلا أثناء الاستجواب.

أمرت القاضي كيربر محامي المدعين بأن يرسلوا الطلب عبر البريد الإلكتروني.

أضاف المحامي كروكر أن محامي المدعين لم يعرضوا على القاضي فيدنر أي مقاطع مصورة، وأنهم أخبروه عن وجود تلك المقاطع فقط. قاطع القاضي فيدنر قائلًا إنه لم يُعرض عليه أي مقاطع مصورة، وإنما مصادر، ولقطات شاشة غير متحركة فقط.

قاطع المدعي العام ريتشر موضحًا أن الادعاء العام على استعداد لأن يكلف مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا بالاطلاع على قناة اليوتيوب ذات الصلة، وأن يدونوا ملاحظاتهم في هذا الشأن. وأضاف أنه يتوجب القيام بكل ذلك حسب الأصول، واقترح أن يقوم مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا بتحليل محتوى تلك القناة كخطوة أولى، وتقييم ما إذا كان يلزم المحكمة الاطلاع عليها للقيام بواجب الاستقصاء القضائي، مما سيتيح المجال للانتقاء المسبق للمقاطع المصورة ذات الصلة، وتقييمها.

شكرت القاضي كيربر المدعي العام، مضيفة أن ذلك لن يعفي القضاة من التزامهم باتخاذ قرار بشأن الطلبات ذات الصلة بالاطلاع على تلك المقاطع في المحكمة.

قال محامي المدعين شارمر إنه وزملاءه لا يرغبون بتأجيل هذه المسألة كون P41 حاضر الآن في المحكمة في جميع الأحوال، ولكنه على استعداد لأن يأخذ استراحة، وأن يواصل الجلسة إذا أراد القضاة مناقشة الأمر. قالت كيربر إن تحليل قناة اليوتيوب التي تحتوي آلاف المقاطع المصورة سيستغرق أكثر من يوم بالتأكيد، وإنها ستترك أمر رفع الطلب من عدمه إلى شارمر وزملائه. إذا أراد المدعون العامون أن يحللوا تلك المقاطع، وأن يرفقوها في ملف القضية، فإن المحكمة ستقوم بالاطلاع على تلك المقاطع بكل تأكيد. وختمت كيربر قائلة إنهم سينتقلون للحديث عن جثتين تم استلامهما من مشفى تشرين.

قال شارمر إن P41 سيضيف شيئًا آخر أثناء الاستراحة، وعليه، قام شارمر وزملاؤه برفع طلب للاطلاع على بعض المقاطع المصورة.

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة شارمر عمّا إذا كانوا يريدون طرح المزيد من الأسئلة على P41 إلى أن تصل رسالة البريد الإلكتروني التي تحتوي الطلب، فقال شارمر إنه ليس هناك المزيد من الأسئلة في الوقت الراهن، ولكن بإمكانه أن يتلو الطلب في هذه الأثناء.

[ما يلي هو إعادة تمثيل لطلب محامي المدعين بناء على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه في المحكمة].

نحن المحامون شارمر، وكروكر، وبانز نتقدم بطلب للاطلاع مع الشاهد P41 على المقطع المصور التالي الموجود على موقع يوتيوب [قاموا بتلاوة محدِّد موقع المعلومات (URL) الخاص بالمقطع].

يعرض ذلك المقطع جثة C2 التي تعود لأحد المعتقلين في فرع الخطيب، والتي سُلّمت لوالديه. واعتُقل لدى الفرع في نفس الفترة التي اعتقل فيها P41، دون أن يلتقيا داخله أبدًا. وقال والداه لاحقًا إنهما تسّلما الجثة من موظفي فرع الخطيب.

صلة الطلب بالموضوع: يعرض المقطع جثة تظهر عليها آثار للتعذيب، وتعود لشخص اعتقل لدى فرع الخطيب أثناء مدة التوقيف، وتوفي في السجن جرّاء التعرّض للعنف.

قالت المسؤولة الإدارية للمحكمة إنها استلمت الطلبات ذات الصلة عبر رسالة بريد إلكتروني، ووجدتها في مجلّد الرسائل غير المرغوب بها (Spam). [3]

قال محامي P41 السيد محمد إنه يريد أن ينضم إلى ذلك الطلب، فقال محامي المدّعين بانز إنه رفع طلبًا آخر بوسعه أن يتلوه أيضًا، فأمرته القاضي كيربر رئيسة المحكمة بأن يقوم بذلك. وقال بانز إنه سيوضح نقطة قبيل تلاوة نص الطلب، وقال إنه دائمًا ما شعر بأن المحكمة يسودها جوّ جيد وبنّاء، وعليه، فإنه يسحب تعليقه السابق كي لا يتسبب بإهانة لأحد.

[ما يلي هو إعادة تمثيل لطلب محامي المدّعين بناء على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه في المحكمة].

نحن المحامون بانز، وكروكر، وشارمر نتقدم بطلب للاطلاع على المقطع المصور الموجود على موقع يوتيوب [قاموا بتلاوة محدّد موقع المعلومات (URL) الخاص بالمقطع].

قال P41 إن المقطع يُظهر C1 الذي اعتُقل لدى فرع الخطيب. وتواصل الفرع مع الإدارة في حرستا لإعلامهم بأمر الجثة. وسجّل P41 المقطع المصوّر بعد أن سُلمّت جثته للمعنيين.

تظهر على الجثة المعروضة في المقطع آثار التعذيب الشديد، علمًا بأن ذلك الشخص كان معتقلًا لدى فرع الخطيب أثناء مدة التوقيف.

طلبت القاضي كيربر رئيسة المحكمة من الأطراف أن يدلوا بإفاداتهم.

دار نقاش قصير بين المدعي العام كلينجه وزميله ريتشر. وقال كلينجه إنه يشكك في مدى صلة الطلب بالموضوع، وعليه، فإنه لا يعتبر الطلب أصوليًّا. وعلاوة على ذلك، يرى أنه لا يمكن للمقطع أن يضيف قيمة للأدلة المتوافرة من غير تحليل البيانات الوصفية ذات الصلة. واقترح كلينجه اتباع نهج أفضل، ألا وهو تحليل قناة اليوتيوب بأكملها. وبما أن P41 قد انضم إلى الطلب آنف الذكر، فإنه سيكون على استعداد لأن يمثل أمام المحكمة مجددًا كي يتم استجوابه عن تلك المقاطع.

قال محامي الدفاع فراتسكي إنه يعترض على الطلب آنف الذكر لنفس الأسباب التي ذكرها المدعي العام للتوّ، وأضاف أنه ليس إلا مجرد استقصاء لبعض الأمور.

لقد انضم محامي المدّعين السيد محمد إلى الطلب الذي تقدم به شارمر. لم يكن لدى الأطراف إفادات أخرى ذات صلة بطلب بانز.

استجواب من قبل القاضي كيربر

قالت القاضي كيربر إن لديها المزيد من الأسئلة بخصوص C2، وسألت P41 عمّا يمكنه أن يضيف للمحكمة من معلومات عن تلك الجثة، فأوضح P41 أنه سجّل أحد المقطعين آنفي الذكر فقط. ويظهر في هذا المقطع [الذي سجلّه بنفسه] C1 وشخص آخر في شهر أيلول/سبتمبر 2011. وسجّل P41 ذلك المقطع بنفسه، وشاهد الجثة بأم عينيه أيضًا، وكانت آثار التعذيب عليها واضحة للعيان. ونشر المقطع على قناته على موقع يوتيوب [حُجِب اسمها]، وقامت قنوات أخرى بنشر المقطع أيضًا.

خلصت كيربر إلى أن P41 هو الشخص الذي سجّل المقطع المصور الذي يعرض C1، فأقر P41 ذلك.

أرادت كيربر أن تعرف كيف انتهى المطاف بالجثة في المكان الذي سجّل P41 فيه المقطع المصوّر، فأشار P41 إلى أن ضباطًا من فرع الخطيب تواصلوا مع رئيس بلدية حرستا، وأخبروه بأنه ثمّة جثتان في مشفى تشرين ينبغي أن يتم تسليمهما. وتواصل رئيس البلدية فيما بعد مع ذويهما، وأرسل نائبه إلى المشفى بسيارة خاصة للقيام بذلك. واستلم نائبه الجثتين، وسلمّهما لذويهما، ثم اتصلوا بـ P41 الذي حضر، وسجلّ المقطع بدوره.

سألت القاضي كيربر P41 عن كيفية علمه بقصة رئيس البلدية آنفة الذكر، وكيفية تسليم الجثث لذوي الضحايا، فقال P41 إنه لم يشهد على حصول ذلك بنفسه، ولكن أخبره ذوو الضحايا بالتفاصيل عندما حضر لتسجيل المقاطع المصورة.

سألت كيربر P41 عن كيفية علمه بأن أولئك الأشخاص متوفون حقًّا. اعتذرت كيربر عن سؤالها، مضيفة أن إجابة من قبيل أنهم توقفوا عن التنفس أو ما شابه ذلك ستكون كافية، فقال P41 إنه شاهد الجثث في مكان تغسيل الموتى، وسجّل المقاطع المصورة هناك. ولمس الجثث، ولفّها للجهة الأخرى كي يعرض الأمر من كافة النواحي. وقال إن ذلك هو ما حصل مع C1.

أرادت كيربر أن تعرف المزيد عن C2، فقال P41 إنه كان صديق C2، واعتُقل عندما كان P41 رهن الاعتقال. ولكن تفاجأ P41 عندما أُفرج عنه، وعرف أن C2 وأربعة أشخاص آخرين، منهم ابن عم P41، قد قضوا تحت التعذيب. واعتقلوا جميعًا في حرستا، وسُلمّت جثثهم بعد وفاتهم بيومين أو أكثر. وقال P41 إن ابن عمّه لم يشارك في المظاهرات أصلًا، وكان ينام في بيته بكل ببساطة. وقال P41 إن شقيق ابن عمّه فوجئ عندما اعتقل، قبل أن يعود لأهله جثة هامدة.

سألت القاضي كيربر P41 عمّا إذا كان موجودًا عندما تسلمت عائلته الجثة، فقال P41 إنه كان معتقلًا حينها، وتفاجأ عندما عرف أن ابن عمه قد توفي.

سألت كيربر P41 عمّا إذا كان حاضرًا لحظة عودة C2 لعائلته جثةً هامدةً، فقال P41 إنه كان معتقلًا.

أرادت كيربر أن تعرف كيف عرف P41 بكل ذلك، فقال P41 إنه سأل عن تلك الأمور عندما أُفرج عنه، وقيل له أنه استشهد، وثمّة مقاطع تعرض جثته.

سألت كيربر P41 عمّا إذا أعدّ تلك المقاطع بنفسه أم لا، فنفى P41 ذلك، مضيفًا أنه شاهد تلك المقاطع فقط، ولكنّه سجّل المقطع المصور الذي يعرض C1.

قاطع القاضي فيدنر سائلًا P41 عن كيفية علمه بأن C2 قد اعتُقل في فرع الخطيب، فأوضح P41 أنه عرف ذلك بعد أن اعتقُل هو نفسه هناك، وذلك عندما أخبره صديقه وأقاربه أن C2 قد اعتقل برفقة أربعة أشخاص آخرين، وأن جثثهم قد سُلّمت في نفس اليوم.

سأل P41 القضاة عمّا إذا كان بوسعه أن يضيف شيئًا، فسمحت القاضي كيربر له أن يفعل ذلك. قال P41 إنه ثمة حالة قد تُضيف شيئًا لهذه المحاكمة. عندما كان P41 معتقلًا في إحدى منفردات فرع الخطيب، سمع صراخ شخص تعرض للتعذيب أمام الزنزانة، وكان P41 يعرف ذلك الشخص وسمع كل شيء. إن ذلك الشخص هو [FD1] الذي اعتُقل بسبب شقيقه [حُجِب اسمه] الذي كان مطلوبًا لدى أجهزة المخابرات.

قالت كيربر إن P41 قد أخبر المحكمة عن ذلك، فأضاف P41 أنه سجّل مقطعًا مصورًا لهذه الجثة، وبدت آثار التعذيب عليها واضحة للعيان أيضًا.

استجواب من قبل المدّعين العامين

خلص المدّعي العام ريتشر إلى أن P41 لم يُسجّل المقطع المصور الذي يعرض جثة C2، ولكنه قام برفعه على قناته على موقع يوتيوب [التي حُجِب اسمها]، فأقر P41 ذلك، مضيفًا أنه كان رهن الاعتقال حينها.

أراد ريتشر أن يعرف هوية الشخص الذي سجّل ذلك المقطع، فقال P41 إن صديقه الذي يقيم حاليًّا في [حُجِبت المعلومات] هو الذي سجّل ذلك المقطع.

استجواب من قبل محامي المدّعين

أشار محامي المدعين شارمر إلى المقطع المصور الذي يعرض جثة C2 [شاور P41 محاميه]. وسأل شارمر P41 عمّا إذا كان بإمكانه أن يحدد ذلك الشخص من المقطع، فأقرّ P41 ذلك، قائلًا إن ذلك الشخص قد كان جاره.

سأل شارمر P41 عمّا إذا أخبره ذوو ذلك الشخص عن الفرع الذي سلمهما جثة ابنهما، فقال P41 إنه تم تسليم كل الجثث للمعنيين في مشفى تشرين.

أشار شارمر إلى أن P41 قد ذكر قول ذوي ذلك الشخص إن موظفين من فرع الخطيب سلموهم الجثة، فأوضح P41 الإجراء الذي كان شائعًا حينها، وهو أنه يتم نقل الجثث إلى أحد المشافي العسكرية أولًا، ثم يتم إعلام رئيس البلدية بأمرها الذي يقوم بدوره بإعلام ذوي المتوفى كي يتوجهوا إلى المشفى لاستلام جثته.

قال شارمر إنه فهم مما قاله P41 أثناء الاستراحة أن C2 قد توفي في فرع الخطيب، وأراد شارمر أن يعرف كيف عرف P41 ذلك، فقال P41 إن C2 ليس الشخص الوحيد الذي يُعتقل في فرع الخطيب، ويتوفى فيه.

أشار شارمر إلى قول P41 إنه تم استلام الجثة من المشفى، وسأله عن كيفية علمه بأن صاحب الجثة لم يُتوفى في المشفى، وهو ما يعد احتمالًا قائمًا أيضًا، فقال P41 إنه ليس لديه معلومات عن ذلك الأمر، وإن كل ما يعرفه هو أنه تم تسليم خمس جثث [في المشفى]، وأن أصحاب تلك الجثث قد توفوا جميعًا في فرع الخطيب.

قال محامي المدعين كروكر إن لديه بعض الأسئلة التي تتعلق بـ FD1، مشيرًا إلى أن P41 قد سبق له وأن ذكر اسم ذلك الشخص، وأن هناك مقطعا مصورا ذا صلة به على موقع يوتيوب. فسأل كروكر P41 عمّا يسعه أن يقوله في ذلك الشأن، فأوضح P41 أن المقطع المصور يعرض كيف تم تسليم جثة الشخص إلى ذويه على إثر اعتقاله في فرع الخطيب قبل أن يقوموا بدفن الجثمان. وأضاف P41 أن ذلك الشخص كان يعرف أحد أبناء عمومة P41 أيضًا. وقال P41 إنه يعرف أن ذلك الشخص كان معتقلًا لدى فرع الخطيب، وتعرّض للتعذيب فيه.

أشار كروكر إلى أن P41 قد تعرف على هوية ذلك الشخص من صراخه، وسأله عمّا إذا كان هناك سمات أخرى ساعدته في التعرف على هوية ذلك الشخص، فقال P41 إنه تعرف على هويته من صوته كونهما صديقين، وبناءً على ما طُرح عليه من أسئلة تتعلق بشقيقه، من قبيل مكان شقيقه، وأماكن المشافي الميدانية، وتنقلات شقيقه وتحركاته. وقال P41 إن ذلك الشخص أجاب على تلك الأسئلة قائلًا إن شقيقه طبيب من [حُجِبت المعلومات]، لذا يقع على عاتقه واجب مساعدة كل المصابين على حد سواء. وأضاف P41 أنه تم اعتقال ذلك الطبيب في نهاية المطاف، وتعرّض للتعذيب بالصعق بالكهرباء. وتوقفت كليتاه عن العمل، ويقيم في [حُجِبت المعلومات] حاليًّا.

أرادت كيربر أن تعرف ما إذا اشترك P41 في إعداد المقطع المصوّر الذي يعرض كيفية تسليم الجثث إلى ذويها، والموجود على قناة اليوتيوب الخاصة به، فقال P41 إنه لم يشاهد FD1 بأم عينيه، ولكن بوسعه أن يؤكد أنه كان معتقلًا لدى فرع الخطيب، وتعرض للتعذيب فيه. وقال P41 إنه لم يُسجّل المقطع المصور بنفسه كونه كان خارج سوريا أصلًا عندما تم تسليم جثة ذلك الشخص.

أراد كروكر أن يعرف ما إذا كان P41 يعرف الرابط الخاص بذلك المقطع، وإذا كان على استعداد لأن يشارك رابط ذلك المقطع مع الحضور أم لا، فأقر P41 ذلك، قائلًا إنه على استعداد لأن يعطي الرابط لمحاميه.

استجواب من قبل القاضي فيدنر

أراد القاضي فيدنر أن يعرف ما إذا كان صحيحًا أن P41 كان قد غادر سوريا عندما سُلمت جثث الأشخاص لذويهم، فأقر P41 ذلك.

سأل فيدنر P41 عن زمن مغادرته سوريا، فقال P41 إنه غادر سوريا في نهاية شهر أيّار/مايو 2012.

استجواب من قبل محامي المدعين

سأل محامي المدعين شارمر P41 عمّا إذا كان فهمه صحيحًا لحقيقة أنه تم إعادة رفع بعض المقاطع المصورة على موقع يوتيوب بعد أن حذفها الموقع، فأقر P41 أن المقطع المصور ذا الصلة لا يزال موجودًا على الموقع، وأضاف أنه لم يتم نشر بعض المقاطع، وأنه لا يزال يحتفظ بها في أرشيف خاص.

خلص شارمر إلى أن تاريخ رفع تلك المقاطع على الموقع لا يواطئ بالضرورة تاريخ تسجيل المقطع وإعداده، فأوضح P41 أن ذلك هو الحال بالنسبة للمقاطع المتاحة للعامة، كونها كانت مواكبة للأحداث القائمة حينها.

قال شارمر إنه فهم أنه تم حذف بعض تلك المقاطع، وجرى إعادة رفعها لاحقًا، فأوضح P41 أن المقاطع المتعلقة بحالة FD1 لا تزال موجودةً على موقع يوتيوب، ولم يتم حذفها أصلًا، حيث قامت قنوات مختلفة بنشرها.

سأل محامي المدعين بانز P41 عمّا إذا يعرف المزيد من المعلومات المتعلقة بحالة C1، وتحديدًا فيما يخص تاريخ اعتقاله، وغير ذلك من الأمور، فقال P41 إن ذلك الشخص اعتقل بتاريخ [حُجِبت المعلومات] في المكان الذي كان يختبئ فيه. وسُلّمت جثته إلى ذويه بالطريقة التي وصفها P41 سابقًا. وأضاف P41 أن ذلك الشخص كان صديقه.

أراد بانز أن يعرف تاريخ اعتقال ذلك الشخص، فقال P41 إن ذلك الشخص اعتقل في شهر أيلول/سبتمبر 2011.

أشارت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى قول P41 للمحكمة أنه قد غادر سوريا في أيار/مايو 2012، بينما يتضح من محضر الشرطة أنه غادر سوريا في أيار/مايو 2013. وأرادت كيربر أن تعرف ما إذا غادر P41 سوريا في 2012 أو 2013، فقال P41 إنه غادر سوريا في 2012، والتحق بائتلاف المعارضة في 2013.

قال محامي المدعين شارمر إنه ليس لديه هو وزملائه أي أسئلة أخرى، ولكنهم يودّون أن يطلبوا استراحة كي يتناقشوا في أمر الطلبات التي تقدموا بها.

سأل محامي الشاهد P41، السيد محمد، عمّا إذا سُمح لموكلّه أن ينصرف، فنفت القاضي كيربر ذلك. وأضاف شارمر أنه يوّد أن يُسمح لـP41 أن ينصرف، إلا أن طلباتهم ليست محض طلبات لأخذ الأدلة، بل للاطلاع على المقاطع المصورة مع الشاهد. لذا، من الضروري أن يكون P41 حاضرا كي يجيب على أي أسئلة أخرى.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

قال محامي المدعين شارمر إن بعض الحقائق قد تتغير بعد استجواب الشاهد لا سيما تلك المتعلقة بوفاة المعتقلين داخل فرع الخطيب من عدمها. واقترح أن يتم الاطلاع على لقطات الشاشة المأخوذة من تلك المقاطع كي يتسنى لـP41 أن يحدد هوية الأشخاص الموجودين فيها. كما سيحول ذلك دون استدعاء P41 من خارج البلاد مجددًا كي يمثل أمام المحكمة.

أرادت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أن تعرف المغزى من ذلك فيما يتعلق بالطلبات التي رفعها محامو المدعين، فقال شارمر إن ذلك من باب التكرار غير الضروري. وبعد شيء من اللغط حول آلية عرض لقطات الشاشة ذات الصلة أمام المحكمة، أمرت القاضي كيربر بالاطلاع على نسخ باللونين الأبيض والأسود للقطات الشاشة المأخوذة من الوثيقتين اللتين أرسلهما شارمر لتوّه للمحكمة عبر البريد الإلكتروني.

عُرضت الصورة الأولى [التي يظهر فيها وجه أحد المتوفين، وتملؤه الكدمات والجروح]، وسأل شارمر P41 عمّا إذا كان يعرف ذلك الشخص أم لا، وعن هويته إذا كان يعرفه، فقال P41 إنه يعرف ذلك الشخص، وإنه أحد أصدقائه، واسمه هو C2.

عُرضت الصورة الثانية [التي يظهر فيها وجه أحد المتوفين، وتملؤه الكدمات والجروح]، وطرح شارمر على P41 نفس السؤال، فأقرّ P41 مجددًا أنه يعرف ذلك الشخص، وقال إن اسمه هو C1.

قال محامي المدعين بانز إنه يريد أن يُلغي طلبه، وقال كروكر وشارمر الشيء نفسه أيضًا، وخلصت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى أنه تم إلغاء طلباتهم.

سُمح لـP41 أن ينصرف كشاهد.

قامت القاضي كيربر بإلغاء جلسة المحاكمة المقررة مبدئيًّا في اليوم التالي.

رُفعت الجلسة في تمام الساعة 3:10 عصرًا.

ستُعقد الجلسة التالية بتاريخ 21 تموز/يوليو، 2021.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود، أو القضاة، أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصد من هذا التقرير أن يكن محضرا لجلسات المحاكمة، وإنما هو مجرد ملخص غير رسمي للمرافعات. وحُجبت أسماء الشهود.

[2]  ملاحظة من مراقب المحاكمة: أخذ المترجمون الشفويون استراحة. وبما أن محامي المدعين بحاجة للحديث مع P41 لتحديد المقاطع المصورة التي سيطّلعون عليها، تولى أحد الصحفيين مهمة الترجمة الشفوية.

[3]  ملاحظة من مراقب المحاكمة: لم يتضّح ما إذا كان محامي P41 محيطًا بأمر المقاطع المصورة، وسبب عدم إعداده طلبا ذا صلة قبل انعقاد جلسة الاستماع لهذا اليوم، في حال كان يعرف بأمر تلك المقاطع. ولا بدّ أن تتم الإشارة إلى أن P41 قد أُجبر على أن يجلس في كرسي الشاهد لما يزيد على الساعة، من غير أن يُطرح عليه أسئلة، ومن غير أن يُدرك ما دار أثناء الجلسة، على الرغم من توفير خدمة الترجمة الفوربة لتلك الأحداث.

______________________________________________

لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.