3 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #40: كان الناس وحوشاً لكنّ الصراصير كانت لطيفة

داخل محاكمة أنور رسلان #40: كان الناس وحوشاً لكنّ الصراصير كانت لطيفة

محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 40 لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسة: 7 تموز/يوليو، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط: [1]

اليوم الواحد والثمانون – 7 تموز/يوليو، 2021

أدلى P39، وهو مدعٍ في المحاكمة، بشهادته حول اعتقاله في الخطيب. وقد اعتُقل في مظاهرة نسائية تطالب بإنهاء حصار درعا وتعرّض هو وآخرون للتعذيب في الخطيب باستخدام الصدمات الكهربائية. وحتى يومنا هذا، ما زال يعاني من تبعات اعتقاله، ولكنه يتلقى الآن دعمًا نفسيًا واجتماعيًا. كما وصف موقفًا التقى فيه بصبيّ يبلغ من العمر حوالي 15 عامًا، تم اغتصابه بعصا مكنسة خشبية من قبل ضابط تحقيق.


اليوم الواحد والثمانون للمحاكمة – 7 تموز/يوليو 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:30 صباحًا بحضور سبعة أشخاص وثلاثة ممثلين من الصحافة، وكذلك P12 ورسام المحكمة. ومثل الادعاء العام المدعيان كلينجه وبولتس. وحل محامي الدفاع زيوروفسكي محل بوكر.

أعلنت القاضي كيربر أن جلسة المحاكمة يوم 22 تموز/يوليو ستبدأ الساعة 10:00 صباحًا.

شهادة P39

P39، هو سوري يبلغ من العمر 62 عامًا، كان برفقته محامي المدعين الدكتور باتريك كروكر. وتم إبلاغ P39 بحقوقه وواجباته كشاهد. وقد نفى وجود أي علاقة قرابة مع المتهم سواء بالقرابة أو المصاهرة.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أوضحت القاضي كيربر أن المحكمة تعلم أن P39 احتُجز أيضًا في فروع أخرى ولكن المحكمة كانت مهتمة أكثر بفرع الخطيب. وطلبت كيربر من P39 أن يخبر المحكمة عن نفسه وكيف دخل في نزاع مع النظام.

كرر P39 اسمه وعمره، ثم أوضح أنه كان يمتلك شركة لكريم الشعر والجيل (مثبّت الشعر). وتخرّج من كلية الاقتصاد والتجارة من جامعة دمشق.

وصف P39 كيف تم اعتقاله لأول مرة في 2 أيار/مايو، 2011. وكان سبب هذا الاعتقال هو أن زوجته من درعا، المدينة التي انطلقت منها شرارة الثورة. حيث حاصر النظام درعا لمدة ثلاثة أشهر. وكانت عائلة زوجته في درعا ولم يكن لدى السكان [ومنهم عائلة زوجته] حليب ولا خبز وكانت [الزوجة] مستاءة. وسمعت إعلانا عن مظاهرة في ساحة عرنوس تطالب برفع الحصار عن درعا. فذهبت زوجة P39 وابنتاها إلى المظاهرة حاملات لافتات تطالب بإحضار الحليب والخبز إلى درعا. وانضم إليهم P39 فقط لتصوير مقاطع فيديو/التقاط صور فوتوغرافية[2] كتذكار. التقط P39 من 12 إلى 15 صورة وخلال بضع دقائق كانت قوات الأمن في الساحة. "رأينا" القوات الأمنية قادمة، فخرجنا من المظاهرة وابتعدنا مسافة 100 متر. وأشار أحد أفراد [قوات الأمن] إلى المجموعة التي كان P39 يلتقط صورًا لها.

وفي ذلك الحين، جاء من 6 إلى 10 أشخاص من أفراد قوات الأمن واعتقلوا P39 أمام زوجته وأطفاله وقاموا بضربه ضربًا مبرحًا على جميع أنحاء جسده. وتم نقل P39 إلى سيارة كان بداخلها مسبقًا معتقلون لا يعرفهم P39.وتم نقلهم إلى القسم 40[3] الذي يبعد حوالي 100 متر عن الساحة. دخلوا الفرع وصعدوا إلى الطابق العلوي، وربما إلى الطابق الثاني.

كان هناك ممر كبير به معتقلون كانوا موجودين هناك قبل وصول [P39 ومجموعة المعتقلين] ولم يعرفهم P39 أيضًا. وكان من بينهم 3 إلى 4 فتيات. وكان P39 معصوب العينين ويداه مقيدتين خلف ظهره برباط بلاستيكي. سأل P39 المحكمة عمّا إذا كان ينبغي عليه الخوض في مزيد من التفاصيل. قالت القاضي كيربر أن سرد P39 كان مفصلًا بدرجة كافية.

واصل P39 توضيح أنه انتظر حوالي ساعة أو ساعة ونصف. وكان السجانون يأخذون كل شخص إلى ضابط. حيث دخل P39 إلى غرفة ضابط وكان سيئًا بذيء اللسان.

طلبت القاضي كيربر من P39 أن يصف مكان وجوده. قال P39 في القسم 40.

طلبت القاضي كيربر من P39 وصف شكل المبنى وما إلى ذلك. فأجاب P39 أن المبنى مصنوع من الحجر ويتكون من طابقين إلى أربعة طوابق. وأنه تم إدخال مجموعة المعتقلين من المدخل الجانبي، وليس من خلال المدخل الرئيسي، وتم نقلهم إلى الطابق الثاني حيث تم عصب أعينهم ولم يعد بإمكان P39 رؤية [ما حوله]. وأوضح P39 أنه كان يعرف المبنى لأن منزل عمه يبعد [حُجبت المعلومات] عن القسم 40.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P39 يعرف الشارع الذي يوجد فيه القسم، أو ما هي المعالم الموجودة. فأوضح P39 أنه كان طريقًا فرعيًا من شارع الجسر الأبيض. حيث كان على P39 أن ينزل درجات للوصول إلى القسم 40، حيث كان هناك مجموعة كبيرة من الدرجات (حوالي 50 درجة)، ثم مدخل خلفي للفرع. وعند الباب كان هناك نقطة حراسة كبيرة. ويقع [حُجبت المعلومات] منزل عمه في [حُجبت المعلومات]. وكان هو الفرع الوحيد في تلك المنطقة السكنية [لا توجد مباني أمنية أخرى في تلك المنطقة]. وكانت المباني قديمة الطراز، شُيّدت في الخمسينيات من القرن الماضي على الطراز الفرنسي.

أرادت القاضي كيربر معرفة ما حدث بعد ذلك. واصل P39 حديثه واصفًا كيف وصل إلى الضابط الذي اتهم P39 بأنه عميل للولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية. وأشار P39 إلى أنه نسي ذكر تفاصيل صغيرة: وهي أنه عندما تم اعتقاله في السيارة [في الساحة]، تم أخذ هاتفه المحمول وبطاقته الشخصية ومحفظته، لذلك لم يكن P39 يحمل أي شيء عند ذهابه إلى الضابط. سأل المحقق/الضابط P39 عن سبب قيامه بتصوير مقاطع فيديو/التقاط صور فوتوغرافية. فأجاب P39 بأنها كانت مجرد مظاهرة نسائية. وسأل المحقق P39 عن ديانته فأجاب P39 بأنه مسلم. كما سأل P39 عمّا إذا كان عضوًا في حزب [سياسي]، وهو ما نفاه P39. وتم استدعاء أحد العناصر وأخذ P39 خارج الغرفة. وانتظر P39 في الخارج لأكثر من ساعة. "نُقلنا" [P39 ومعتقلون آخرون] بعد ذلك إلى الطابق السفلي وإلى الخارج عبر المدخل الجانبي، معصوبي الأعين ومقيدين [مكبّلي الأيدي]، إلى حافلة صغيرة تتسع من 20 إلى 25 شخصًا وكان بها ستائر تغطي جميع النوافذ (كان الظلام شديدًا [داخل الحافلة]). وحاول P39 تحريك العصابة قليلًا، لكن [أحد العناصر] ضربه وأعادها إلى مكانها.

تحركت الحافلة لمدة تقل عن ساعة (حوالي 40 دقيقة). وأثناء سير الحافلة، عرف P39 إلى أين كان يتجه؛ حيث إنه كان الطريق الذي يسير فيه [غالبًا/كل يوم]. عندما وصلت الحافلة إلى [فرع] الخطيب، علم P39 أن هذا هو المكان الذي وصل إليه. عرفه P39 عندما دخلت الحافلة ساحة الفرع. حيث يقع منزل عائلة P39 في نفس المنطقة، على بعد حوالي [حُجبت المعلومات]. وأضاف P39 أنه عاش هناك لمدة 30 عامًا وقضى طفولته هناك. وإنه توجد حديقة مقابل فرع الخطيب يعرفها. وقال P39 إنه يعرف كل حجر هناك [لم يكن من الواضح ما إذا كان يقصد الحديقة أو المنطقة].

عندما نزلوا من الحافلة، كانت المسافة إلى باب الفرع من 50 إلى 60 مترًا وفي الطريق كان هناك عناصر من الفرع يحملون عصيًا وهراوات [الصعق] الكهربائي. وبدأوا في ضرب المعتقلين حتى وصلوا إلى باب الفرع الداخلي. ويسمي [السجانون] هذه العملية "حفلة الاستقبال".

عندما وصل P39 إلى قرب الفرع، ضربه أحد العناصر بهراوة [صعق] كهربائي على كتفه وكان الأمر مؤلمًا. ثم نزلت مجموعة المعتقلين درجات (من 10 إلى 12 درجة) إلى الطابق السفلي تحت الأرض. وأزال رجال الأمن العصبات عن أعينهم، ولكنهم أبقوا أيدي المعتقلين مكبلة. واتجهوا إلى اليمين، ومروا عبر ممر طويل (من 10م إلى 15م). دخل P39 إلى غرفة كبيرة (50-60 مترًا مربعاً)[4]. وكان بالداخل معتقلون لا يعرفهم P39. وعند مدخل الغرفة، كان هناك أربعة عناصر طلبوا من المعتقلين الجدد خلع ملابسهم، وهو ما فعلوه أثناء تعرّضهم للضرب بكابل. حيث فتش السجانون الملابس وأعادوها للمعتقلين ليلبسوها من جديد، ولكن السجانين أخذوا ممتلكاتهم المعدنية [الأحزمة والمفاتيح]. وكانت معاملتهم سيئة للغاية.

وإذا لم تخن P39 الذاكرة، فقد أَمَر أفرادُ الأمن المعتقلينَ بالدخول إلى الغرفة والجلوس في آخرها. وكان هناك نافذتان في الغرفة تطلان على غرفة التحقيق، وقد لاحظهما P39 أثناء استجوابه. وسمع P39 من هاتين النافذتين أصوات تعذيب. كانت أصواتًا مثيرة للقلق، والتي "سمعناها" لأكثر من أربع ساعات من الانتظار في الغرفة. وبعد أربع ساعات، نوديَ على اسم P39. ومرَّ مرة أخرى عبر الممر [نفسه] الذي مروا به عند الدخول، والذي يؤدي إلى قاعة ذات أبواب متعددة. دخل P39 غرفة كان فيها أنور رسلان مع ضابط آخر، خضر خضور. وعرف P39 أسمائهم من "تلك الأسماء التي وُضعت على طاولة المكتب" [من لوحات الأسماء الموجودة على طاولة المكتب]. حيث قرأ P39 الاسم الآخر على أنه خضر خضور، غير أنه قرأ الاسم الأول من لوحة الاسم الثانية على أنه "أنور" أو "منير"، ولكنه كان واثقًا من أنه قرأ "رسلان".

سألت القاضي كيربر P39 عمّا إذا كان معصوب العينين وهو ما أنكره P39. حيث لم يكن معصوب العينين في "المقابلة" [مقابلة التحقيق] الأولى.

طلبت القاضي كيربر من P39 تأكيد أن الأسماء الموجودة على اللوحات هي الاسم الأول واسم العائلة، وهو ما أكده P39. غير أن P39 لم ينظر لفترة طويلة، لأنه [أحد الضابطَين] كان ينظر إليه، ولكنه قال إنه يتذكر الأسماء.

أرادت القاضي كيربر معرفة عدد المكاتب والأشخاص الموجودين في المكتب. قال P39 ثلاث طاولات؛ اثنتان في الخلف وواحدة على اليمين. سألت القاضي كيربر إذا كان هناك شخص خلف كل مكتب. فأجاب P39 نعم: خضر [خضور] وأنور [رسلان].

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت الرتب مذكورة في لوحات الأسماء. وفقًا لـP39، كانتا: النقيب خضر [خضور] والعقيد أنور [رسلان].

سألت كيربر عمّا حدث بعد ذلك. فوصف P39 أن [المحقق، على الأرجح أنور] بدأ يسأله عن اسمه وعمره وعمله وعن سبب إحضاره هناك. فأخبره P39 أنه كان يصور مقاطع فيديو/يلتقط صورًا فوتوغرافية لمظاهرة نسائية من أجل درعا لزوجته وبناته [اللواتي كنّ يشاركن في المظاهرة]. أراد [المحقق] معرفة ما إذا كان P39 يعرف شكري القوتلي، رئيس سوريا السابق في زمن استقلال سوريا. أخبره P39 أن شكري القوتلي هو الجد الأكبر لـ[P39/وعائلته]، أي جد والد P39. وسأل المحقق P39 إذا كان يعرف شخصًا من حمص فقال له P39 أن أولاد خالته هم من عائلة "رسلان" أيضًا. وأوضح P39 للمحكمة أنه لا يعرف ما إذا كانوا [أولاد خالته وأنور رسلان] أقارب.

سأل الضابط P39 عن [حُجب الاسم]. وعند هذه النقطة شعر P39 أن المحقق يتعامل معه بلطف. فسأله P39 عن سبب وجوده هناك وما هي التهم الموجهة إليه، ولكن المحقق قال له "ليس الآن".

وسأله P39 عمّا كان يفعله [P39] في فرع الخطيب. استاء/انزعج المحقق ورأى P39 الغضب على وجهه، وتغيرت معاملته [المحقق] مع P39 تمامًا؛ ونفى [المحقق] ذلكوقال إنه ليس فرع الخطيب. فردّ P39 عليه: "بلى، إنه فرع الخطيب. أنا أعرف المنطقة كلها". فنفى المحقق مرة أخرى وأجاب P39 بنفس الطريقة. ثم نادى المحقق أحد العناصر وأخبره أن يأخذ P39 إلى الخارج وأن يبقيه هناك.

سألت كيربر عمّا إذا كان P39 يتذكر الملابس التي كان يرتديها المحقق. ذكر P39 أن أنور كان يرتدي بدلة رياضة رمادية اللون. وقد لفت نظره أنها [من ماركة] أديداس.

سألت كيربر P39 عمّا إذا كان قد تعرف على هذا الشخص من بين الناس في قاعة المحكمة. فأكد P39 أنه كان الشخص الموجود على يمينه [أي، أنور]، ولكنه كان أكثر وزنًا في السابق.

طلبت كيربر من P39 وصف ما حدث بعد ذلك. فأوضح P39 أنه عاد إلى الغرفة التي تبلغ مساحتها 60 مترًا مربعًا وانتظر هناك لمدة ساعة تقريبًا. وبعد ذلك، جاء أحد العناصر ومعه قائمة أسماء ونادى 10 إلى 15 اسمًا، منهم اسم P39. وأخذ السجانون [الأشخاص الذين نوديت أسماؤهم] إلى غرفة بها 7 أو 8 أشخاص كانوا هناك مسبقًا. وكانت مساحة تلك الغرفة أقل من 3 أمتار مربعة وكان بها مرحاض مكشوف كريه الرائحة.

دخل P39 الغرفة وبدأ في التعرف على الأشخاص ("من أين أنت؟ ماذا فعلت؟"). فأجابوا أن بعضهم كان هناك منذ 10 أيام، والبعض الآخر منذ 20 يومًا، أو منذ شهرٍ واحد، وكان أحدهم هناك لعامٍ واحد. كانت الغرفة مظلمة وكان هناك مصباح واحد فقط. ولم يكونوا يعرفون ما إذا كان الوقت نهارًا أم ليلًا. ومكثوا في الغرفة لمدة 3 إلى 4 أيام. وكان الطعام سيئًا للغاية وغير صالح للأكل. قرر P39 عدم تناوله ولم يأكل لمدة يومين أو ثلاثة أيام. فقال له الشخص الذي كان هناك لمدة عام قبل وصول P39 – كان P39 الأكبر بينهم – "يا عمي، كل! فقد تبقى هنا لمدة عام. ينبغي عليك أن تقوي نفسك!" وخلال الأيام الثلاثة طلب P39 دواءً لأنه يعاني من أمراض القلب وضغط الدم، ولكنهم لم يستجيبوا وشتموه. وبعد 3 إلى 4 أيام (لم يتذكر P39) تم استدعاء اسمه واقتيد إلى غرفة التحقيق. ونزع السجانون كل ملابس P39، وعصبوا عينيه، وقيّدوا يديه، ووضعوه داخل غرفة التحقيق. وكان النقيب خضر مع أنور هناك. حيث حدد P39 أنور من لهجته الحمصية، وخضر من لهجته الساحلية.

قاطعت كيربر مذكّرة أن العديد من الأشخاص يتحدثون هذه اللهجات وأرادت معرفة كيف تعرف P39 على هذين الشخصين المحددين. فرد P39 أنه ربما في هذه المرحلة من عمره، قد تواصل مع العديد من الأشخاص وخلال المقابلة [التحقيق] كان قادرًا على التعرف عليهم.

سألت كيربر إذا كان هناك شيء ما في لهجة أنور يميزها عن لهجة الأشخاص الآخرين من حمص. فنفى P39 ذلك قائلًا إن كل الناس في حمص تقريبًا يتحدثون بهذه الطريقة. فسألت كيربر P39 كيف تمكن إذا من التعرف على أنور. فأجاب P39 من لهجته الحمصية.

قالت كيربر لـP39 أن يستمر في شرح ما حدث له بعد ذلك. فوصف P39 كيف دخل الغرفة وسأله خضر عن سبب التقاطه للصور ولأجل ماذا التقطها. قال [خضر] لـP39 إنه متّهم ببيع صور لقناة الجزيرة في قطر ولقناة [تلفزيون] المستقبل في لبنان. فنفى P39 هذه الادعاءات وقال إن الصور كان من المفترض أن تكون تذكارًا لزوجته وبناته وهو ما يمكن إثباته لأنهن كنّ موجودات في جميع الصور. قال المحقق لـP39": حسنًا!"

جلس P39على كرسي. ورفع المحقق [خضر] العصبة عن عيني P39 وقال له أن يلقي بنظره إلى الأسفل. وطبع [خضر] صورًا. فعَرَضَ الصور على P39وسأله من هم الأشخاص الموجودون فيها. فحدد P39 زوجته وابنتيه الكبرى والصغرى، ولكنه لم يتعرف على البقية باستثناء صديقة زوجته. وعرض خضر لـP39 صورة له وهو يقوم بالتقاط صور (لم يعرف P39 من أين حصل [خضر] على تلك الصورة) وأخبره أن هذه الصورة تدينه بتهمة التقاط الصور. فسأل P39 عمّا إذا كان التقاط الصور/تصوير مقاطع فيديو ممنوعًا في سوريا وأنه قد شاهد أجانب يفعلون الشيء نفسه، وأخبر خضر أن القانون السوري لم يحظر ذلك الأمر.

اتُّهم [خضر] P39 ببيع صورٍ لقناة الجزيرة وسحب مسدسًا وقام بتلقيمه ووضعه على رأس P39 وبدأ بضربه[5] وأخبره أنه سيجعله يعترف بأن الصور لقناة الجزيرة.

استدعى [خضر] 3 إلى 4 عناصر. حيث كان P39 جالسًا، فرفع [خضر] قدمه وركل P39 على الأرض وقال لهم "شوفوا شغلكم". وسمع P39 همسًا بين أنور وخضر، لكنه لم يفهم شيئًا.

وبدأوا [العناصر] بضرب P39 بالكابلات الكهربائية لمدة 10 دقائق أو أكثر من ذلك بقليل. وصرخ P39 كما لم يفعل من قبل في حياته، لأنه عندما كان P39 في الغرفة [الزنزانة المشتركة]، أخبره أحد الأشخاص أنه عند استجوابه، ينبغي عليه أن يفعل أحد أمرين: إما أن يعض على يده ولا يصدر أي صوت على الإطلاق، أو أن يصرخ بصوت عالٍ لإرضاء دافع الشخص الذي يعذبه، وهو ما كان يفعله P39 في الواقع، الصراخ بصوت عالٍ. وكان P39 منهكًا ومتعبًا.

طلبت كيربر من P39 إعادة تأكيد من عرض له الصور. فقال إنه كان النقيب خضر. وسألت كيربر P39 من ركله. فقال إنه كان النقيب خضر أيضًا، ولكن P39 اعتقد أنه فعل ذلك بناءً على أوامر أنور. سألت القاضي كيربر أين رُكِل. فقال إنه حدث في نفس غرفة التحقيق. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P39 معصوب العينين، وهو ما أكده P39. فتساءلت كيربر كيف أمكن لـP39 رؤية الصور. فأوضح P39 كيف توجب عليه أن يبقي بصره متجهًا لأسفل عندما نظر إلى الصور، ولكن [خضر] َرفع العصابة لفترة وجيزة لعرضِ الصور عليه.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أراد القاضي فيدنير معرفة ما إذا كانت غرفة التحقيق المذكورة للتو هي نفس الغرفة التي تم فيها التحقيق مع P39 في المرة الأولى، وهو ما أكده P39.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت غرفة التحقيق في نفس الطابق حيث كانت الزنزانة. وفقًا لـP39، فقد كان كلاهما في نفس الطابق (الأرضي). حيث لم يتوجب على P39 أن يستخدم سلالم. وأوضح، أنه عندما قال "بالطابق الأرضي"، كان يقصد بالواقع القبو، فقد نزل 10 درجات إلى القبو.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P39 قد رأى المحقق عندما تم رفع العصابة عن عينيه. قال P39 إنه لم يستطع رؤية سوى قدميه/ساقيه وبلاط الأرضية. وأضاف P39 أن لون طاولة مكتب [المحقق] كان خشبيًا. سأل فيدنير عمّا إذا كان المكتب هو نفسه الذي كان في المرة الأولى التي كان فيها P39 في الغرفة، وهو ما أكده P39. سأل فيدنير عمّا إذا كان قد رأى قدمي شخص واحد أم شخصين، فأجاب P39 بأنه رأى قدمي شخص واحد. سأل فيدنير P39 عمّا إذا كان يتذكر ما كان يرتديه هذا الشخص، ولكن P39 لم يتذكر.

سأل فيدنير P39 عمّا إذا كان يمكنه سماع صراخ قادم من الغرفة حيث تم التحقيق معه في المرة الأولى أو الثانية. فقال P39 إنه فيما يتعلق بالصراخ، فقد كان يسمعه دائمًا من هذه الغرفة ومن الغرف الأخرى. وأضاف P39 أنه لا يعرف أين كانت هذه الغرفة.

قام فيدنير بتذكير P39 بأن يخبره عندما يريد أخذ استراحة.

طلب فيدنير من P39 الاستمرار في وصف ما حدث بالتسلسل الزمني بعد التحقيق. فأوضح P39 أنه بعد التحقيق وعندما "انتهوا" من الضرب، نادى [المحقق] على العناصر وطلب منهم إخراج P39 من الغرفة. فقاموا بجرّ P39 من ساقه/قدمه إلى "الغرفة" [زنزانته]. "وقام " [ربما أحد العناصر الذين جروه] بإزالة عصابة العينين وفك يدي P39، وطلب منه أن يأخذ ملابسه، و"وضعوه" في الغرفة التي أُخِذَ منها. وعندما دخل P39 الغرفة، بدأ المعتقلون في وضع الماء البارد على علامات الكابلات [الإصابات] الموجودة على ظهره وذراعيه.

سأل فيدنير P39 إذا ما أصيب بجروح وفي أي أماكن. فقال P39 للمحكمة إن معظم الضرب كان على ظهره وساقيه/قدميه. حيث كان بطن ووجه P39 على الأرض، ويداه ورجلاه مقيدة عندما ضربوه. فكانت الإصابات في الغالب في الظهر والأكتاف والفخذين والساقين/القدمين.

سأل فيدنير P39 عمّا إذا كان قد تعرض للضرب على أخمص قدميه. فقال P39 إنه ضُرِبَ على أسفل ساقيه/قدميه.[6] سأل فيدنير P39 عمّا إذا كان يقصد القدمين، فأجاب P39 بنعم.

طلب فيدنير من P39 أن يتابع. فروى P39 كيف دخل الغرفة وقام المعتقلون بوضع الماء البارد عليه. وأنه لم يتمكن من النوم طوال الليل بسبب الآلام والأوجاع في جسده. وبعد 3 إلى 4 أيام، تم استدعاء اسمه ووضعه في زنزانة منفردة. وكان هناك من 10 إلى 12 بابًا [في الممر/الساحة خارج الزنازين المنفردة] وكان رقم زنزانة P39 هو 2 أو 3، فيما يذكر. ووضعوا P39 داخل [الزنزانة]، التي كانت مساحتها 1 × 1.5 أو 1.75 مترًا، وعلى الأرجح كانت 1.5 مترًا، لأنه عندما استلقى، لم يستطع مد ساقيه.

كانت الزنزانة سيئة للغاية وتفوح منها رائحة كريهة. وكان هناك بطانيتان أو ثلاث بطانيات سيئة. ووفقًا لـP39، فحتى الحيوانات لن تستطيع العيش هناك. أوضح P39 أنه غضب وبدأ في ضرب رأسه وقدميه/ساقيه بالحائط. حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها P39 إلى مكان كهذا. وتعبت نفسية P39. ولم يستطع التمييز بين النهار والليل. وكان الوقت الوحيد الذي أمكن P39 تميزه هو عند الأذان؛ حيث كان هناك مسجد قريب واعتاد P39 أن يصلي فيه. ومن خلال صوت الأذان، تمكن P39 من معرفة الوقت إن كان ظهرًا أو عصرًا وما إلى ذلك. وبعد 3 إلى 4 أيام، فُتح باب [الزنزانة] فجأة.

أضاف P39 أنهم [المعتقلون في زنازين انفرادية] كانوا يؤخَذون إلى دورة المياه في الساعة 7:00 صباحًا ومساءً. سأل فيدنير عمّا إذا كان هذا هو الحال دائمًا أثناء الاعتقال. وفقًا لـP39، فقد كان الأمر كذلك في المنفردة فقط وغالبًا ما كان حوالي الساعة 7-8 صباحًا ومساءً.

واصل P39 حديثه قائلًا إنه ذات يوم فُتح الباب فجأة ورأى ثلاثة عناصر يأتون مع أنور من خلفهم حيث قال لهم "اخلعوا ملابسه" ففعلوا ذلك. ورأى P39 أن معهم جهازًا، وكان حجمه 70 × 30 سم، به كابلات كهربائية. عصبوا عيني P39 وقيّدوا يديه بأصفاد (لكن لم تكن أصفادًا "عادية"، بل أصفادًا معدنية) [أي أصفادًا حقيقية بدلًا من الأشرطة البلاستيكية/أسلاك الكابلات]. حيث كانت يداه خلف ظهره وكان مواجهًا للحائط. شعر P39 أن أحد العناصر وصل الكابل بالأصفاد. وبعد مرور بعض الوقت، دقيقة أو دقيقتين، شعر P39 بشيء يضرب يديه ويصعد إلى رأسه ككهرباء. وكانت شدته تتزايد وتتناقص. وبعد 4 إلى 6 صدمات، شعر P39 أنهم رشوه بكمية كبيرة من الماء ثم صعقته الكهرباء بصدمة كهربائية عالية مما جعله يشعر بأنه سيموت. وبدأ P39 يتوسل إليهم وأخبر أنور [رسلان] بأنه سيعترف بأي شيء يريدونه. قال أحد العناصر أو أنور [رسلان] (لم يعرف P39 من كان) لـP39 أنه كان عليه أن ينسى أن هذا كان فرع الخطيب وقال إنه [الشخص المتكلم] سيحضر زوجة P39 وبناته وابنه إلى الفرع ويجعل العناصر يغتصبونهن، إلى أن يعترف P39 أن [التقاط الصور] كان لقناة الجزيرة. فأخبره P39 أنه سيقر/يعترف بكل ما يريده [الشخص المتكلم]. في غضون 10-20 دقيقة، صُعِق P39 بالكهرباء حوالي 15 مرة، وسُكب الماء عليه مرتين. ثم أزالوا [الجهاز/الأسلاك] الكهربائية، وقيود يديه، وعصبة عينيه. ونظر P39 إلى يديه ورأى دمًا كما لم يره من قبل في حياته [رأى يديه تنزفان بغزارة].

سألت كيربر P39 إذا كان يريد استراحة. فقال P39 نعم.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

أشار فيدنير إلى أنه قبل الاستراحة، كان P39 يروي كيف جاء أنور مع عناصر آخرين، حيث تم تعذيب P39 بالصدمات الكهربائية وكيف كان يصرخ. وطلب فيدنير من P39 تلخيص من كان أولئك الأشخاص الموجودون هناك. وفقًا لما قاله P39، عندما كان في المنفردة، جاء 3 إلى 4 سجانين وكان أنور خلفهم. وقيدوا P39 وحدثت [بدأت] الصدمات الكهربائية.

أعاد فيدنير تأكيد ما إذا كان صحيحًا أن P39 لم يكن معصوب العينين في البداية في الزنزانة. فكرر P39 قوله بأنهم عصبوا عينيه عندما فتحوا الباب ورأى P39 الجهاز. وقام [السجّان] الذي قيد يديه بالأصفاد بعصب عينيه أيضًا.

سأل فيدنير P39 عمّا فعله الشخص الذي حدده P39 باسم أنور. فرد P39 أنه [أنور] لم يفعل شيئًا، حيث كان يقف وراء العناصر.

طلب فيدنير من P39 أن يصف ما رآه قبل أن يتم تعصيب عينيه. فقال P39 إنه رأى الباب يُفتح فجأة. وكان P39 على الأرض فنهض. ثم رأى 3-4 من العناصر وأنور من ورائهم. وعندما سُئَلَ عن الأمر، أفاد P39 أن أنور لم يقل شيئًا. وأوضح فيدنير أنه كان يسأل عن ذلك لأن P39 أوضح أثناء استجواب الشرطة كيف "جاء سجّان في اليوم الثالث، وعصّب عينيّ P39 وقيد يديه. ولم يستطع P39 رؤية الكثير في الغرفة، لكنه شعر أن الجهاز وُصّلَ به ". أشار فيدنير إلى أن P39 ذكر عدة سجانين الآن [في جلسة المحاكمة]. قال P39 إن أحد السجانين هو الذي فتح الباب ودخل إلى الداخل، ولكنهم كانوا 3 إلى 4 سجانين خارج باب الزنزانة.

سأل فيدنير عن عدد الأشخاص الذين كانوا هناك بعد أن عُصبت عيناه، فأجاب P39 أنهم كانوا 3 إلى 4 أشخاص، كما قال مسبقًا. وأمكنه تحديد ذلك، لأنه رآهم. سأل فيدنير إذا أمكنه رؤيتهم بعد أن عُصبت عينيه. فقال P39 إنه لم ير أحدًا [بعد أن عُصبت عيناه]، حيث كان يرى كل شيء أسود، غير أنه رأى هؤلاء الأشخاص عند فتح الباب.

سأل فيدنير P39 عمّا إذا كان قد سمع تعليمات شفهية، ولكن P39 أوضح أنه لم يستطع سماع أي شيء عندما كان يصيح ويصرخ.

أشارت كيربر إلى أن P39 قال إنه لم يستطيع الرؤية وأنه لا يوجد ضوء داخل الزنزانة. فقال P39 إنه كان هناك مصباح صغير خافت وشفاط هواء. سألت كيربر عمّا إذا كان يمكنه رؤية الأرض أو الممر. فقال P39 إن الضوء كان ساطعًا بما يكفي ليستطيع الرؤية.

قام فيدنير بإنعاش ذاكرة P39 واقتبس من محضر استجواب الشرطة "كان هناك شخصان يتحدثان، ولكنه لم يكن خضرًا". فقال P39 إن شخصين كانا يتحدثان، ولكن كان هناك أكثر من شخصين. ولم يستطع P39 فهم حديثهم لأنه كان يصرخ.

طلب فيدنير من P39 أن يواصل حديثه. فاستمر P39 قائلًا للمحكمة إنهم نزعوا الأصفاد. ثم نظر إلى يديه ورأى دمًا وكانت أظافره تؤلمه. وكان الألم الأشد في كتفيه ومؤخرة رأسه. وفي تلك اللحظة، انهار P39 وسقط على الأرض.

بقي P39 في المنفردة لليوم التالي حتى الصباح (اعتقد P39 أنه كان نهارًا). عندما أدرك أنه تعرض لصعقات كهربائية [تعذيب بالصدمات الكهربائية] وللضرب، فكّر P39 في نفسه أنهم ليسوا بشرًا وأصبح يعتقد أنهم وحوش، على الرغم من أنه لم يؤمن أبدًا بالوحوش. وكان يوجد في المنفردة حشرات وصراصير صغيرة وبدأ P39 يتحدث معهم؛ ويخبرهم بأنهم يمرون بجانبه ولا يؤذونه، بينما الوحوش بالخارج كانت تعذبه. وقال P39 إنه حمل بيديه صرصورًا ولم يؤذه الصرصور، وبدأ P39 يتحدث إليه. حيث قال P39 للصرصور إنه يعتقد أن من بالخارج هم الوحوش و"أنت" حيوان أليف. وأوضح P39 أمام المحكمة أن لديه قطة يعاملها دائمًا بعطف وشفقة ولا يعذبها [لم تتم ترجمة "لا يعذبها"].

سأل فيدنير P39 إذا كان قد تم التحقيق معه بعد ذلك. فقال P39 إنه بعد يوم أو يومين، أعادوه إلى الزنزانة الجماعية. وفي ذلك الوقت سمع أصوات تعذيب شخص بدا وكأنه صوت ابنه؛ أصواتًا مقلقة، نقر وطنين. فاعتقد P39 أنهم أحضروا عائلته. وانهارت نفسيته ولم يدرك ما كان يحدث في الخارج. ومكث P39 في الزنزانة الجماعية لمدة 5 إلى 6 أيام ولم يتم استدعاؤه للتحقيق.

أشار فيدنير إلى قول P39 أثناء استجوابه من قبل الشرطة أنه بعد الصعق بالصدمات الكهربائية، تم التحقيق معه مرة أخرى، ولكن P39 نفى، وقال إنه لا يتذكر ذلك.

سأل فيدنير P39 ما إذا كانت الكلمتان المفتاحيتان “توقيع" و"نقود" تعنيان شيئًا ما. فسأل P39 عمّا إذا كان يمكن تكرار السؤال.

ذكر فيدنير كلمتي "توقيع" و"نقود"، متسائلًا عمّا تذكره P39 بشأن ما قيل عنهما في استجواب الشرطة. فأوضح P39 أنه بعد 4 أيام من بقائه في تلك الغرفة، جاء أحد العناصر حاملًا ورقة ونادى 10 إلى 12 اسمًا [من المعتقلين، من بينهم اسم P39]. وتم نقلهم خارجًا إلى الممر بين "الغرف" [استخدم P39 أحيانًا مصطلح "غرف" عند حديثه عن الزنازين] حيث كان هناك المزيد من الأشخاص الذين تم نقلهم إلى الخارج [من زنازينهم]. وتم استدعاء المعتقلين واحدًا تلو الآخر إلى غرفة التحقيق. ولم يتذكر P39 من جعله يوقع (سواء كان أنور أم شخصًا آخر)، ولكنها كانت نفس الغرفة [غرفة التحقيق] [التي كانت في السابق]. رفع [المحقق] العصبة عن عيني P39 وطلب منه إبقاء رأسه على طاولة المكتب [إبقاء نظره إلى الأسفل] وقال له إن عليه التوقيع على اعترافاته. وعندما أراد P39 التوقيع، رأى حوالي 5 أوراق لا يوجد شيء مكتوب عليها. فقال P39 للمحقق إن الأوراق كانت فارغة وسأله عمّا ينبغي أن يوقع عليه. وفي تلك اللحظة، وقّع P39 على أوراق فارغة وتم أخذه إلى الخارج. وبعد ذلك "ذهبنا" إلى حافلة خارج الفرع معصوبي الأعين. "وأخذونا" إلى فرع المخابرات العامة في كفر سوسة.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن آخر تحقيق لـP39 في فرع الخطيب، وما إذا تعرف P39 على شخص ما هناك. فنفى P39 ذلك، وقال إنه لم يتعرف على أحد في غرفة التحقيق. غير أنهم عندما "جمعونا" في الممر، "أزالوا" العصابات وأعطوا كل واحد منا كيسًا صغيرًا [بلاستيكيًا] بداخله ساعة وما إلى ذلك [أعطوا كل معتقل ممتلكاته الشخصية]. وأضاف P39 أنه في الطريق إلى الحافلة، رأى أنور [رسلان] على جانب الممر. وكانت هذه هي المرة الثالثة التي يرى فيها P39 أنور. ووفقًا لـP39 فإن ذلك يدل على أن أنور كان يشرف على كل شيء في الفرع.

واقتبس فيدنير من محضر استجواب الشرطة لإنعاش ذاكرة P39: "بقينا حوالي ساعة في الغرفة. وأخبرنا خضر أن علينا الاعتراف وماذا كان علينا أن نقول". فقال P39 إن هذا ليس كما يتذكر، فبعد الصدمات الكهربائية، أخبرهم أنه سيقرّ/يعترف بأي شيء. ولا يتذكر P39 تلك اللحظة مع خضر.

اقتبس فيدنير قول P39: "أخبرني خضر أن عليّ أن أعترف وتحدث عن نقود". قال P39 إن هذا كان صحيحًا، وفقًا لما يتذكره، ولكن هذا كان في التحقيق الأول وليس في التحقيق الثاني.

اقتبس فيدنير قول P39: "أخبرني خضر أن عليّ الاعتراف بأنني كنت أحصل على نقودٍ من الأمير بندر في السعودية ومن الحريري في لبنان". فأكد P39 على ذلك، وسأل فيدنير عمّا إذا كان عليه أن يوضح ذلك بالتفصيل.

فأكد فيدنير ذلك، وطلب من P39 وضع ذلك في إطار زمني. فقال P39 إنه لا يتذكر ما إذا كان ذلك في التحقيق الأول أم فيالتحقيق الثالث لكنه يتذكر الحادثة؛ فبعد أن ادعى [خضر] أن P39 كان يرسل [معلومات/صور] إلى قناة الجزيرة أو إلى قناة تلفزيون المستقبل، قال [خضر] إنهم عثروا على قطعة من الورق في جيب P39 أو في محفظته، وزعموا أن P39 تلقّى مبلغًا بقيمة 1.2 - 1.5 مليون [ليرة سورية] كتمويل من السعودية – الأمير بندر، أو عبد الحليم خدام، أو من قناة تلفزيون المستقبل-الحريري. فرد P39 أنه لا يعرفهم ولم يسمع عنهم إلا في الأخبار. واستذكر P39 قوله لـ[خضر] إن خدام كان حبيبهم ونائب الرئيس؛ وكان الحريري في سوريا منذ ستة أشهر وقبّله الرئيس [بشار] [قبلة ودية على الخدود كما يفعل بعض السياسيين]؛ وكان بندر صهرهم – فكيف يمولون P39؟ أوضح P39 [لخضر] أنه كان لديه مستودع؛ المصنع الذي باعه لشراء منزل جديد. حيث كان P39 يقوم بتركيب بلاط الأرضيات وطلاء المنزل، فسجل أنه أعطى نقودًا للدهانين والمبلِّطين والسباكين. فزعم [خضر] أن هذه أسماء وهمية استخدمها للتستر على نفسه. فسأل P39 [خضرًا] [بشكل ساخر] إذا كان قد رأى هذه المبالغ المالية ولم ير فاتورة الكهرباء التي لم يدفعها P39 لمدة 6 أشهر لأنه لم يكن في المنزل [قصد P39 أن يقول إن خضر "اختار رؤية ما يناسبه" وتجاهل رؤية أن P39 كان عليه دفع فاتورة؛ مشيرًا إلى حقيقة أنه لا يملك مالًا، ودحض الادعاءات بأن P39 تلقى أموالًا من هذه الشخصيات]. فكرّر P39 أنه [خضرًا] رأى هذه [المبالغ المدفوعة] ولكنه لم يرَ هذه [الفاتورة].

سأل فيدنير P39 عمّا إذا كان بإمكانه معرفة التحقيقات التي تضمنت الضرب وكان أنور حاضرًا فيها. فأجاب P39 أنه خلال التحقيق الثاني كان أنور موجودًا لأنه كان يهمس بلهجته الحمصية.

سأل فيدنير P39 عمّا إذا كان قد رأى أنور بعد نقله إلى كفر سوسة. فقال P39 إنه رآه في الممر. فقال فيدنير أنه عندما سُئلP39 أثناء استجوابه من قبل الشرطة عمّا إذا كان قد رأى أنور مرة أخرى بعد التحقيق الأول، أنكر ذلك. فأوضح P39 أنه بعد نقله من فرع الخطيب، لم ير أنور مرة أخرى.

سأل فيدنير P39 من الذي أجرى التحقيق الأول عندما رأى أنور والطاولات في الغرفة. فتأكد P39 ما إذا كان فيدنير يقصد التحقيق الأول، ثم قال إنه كان أنور [رسلان].

سأل فيدنير عمّا إذا كان التحقيق الأول "حقيقيًا"؛ إن كانوا يريدون معرفة معلومات محددة والمدة التي استغرقها. فقال P39 إنه استمر من 10 إلى 15 دقيقة، إلى أن انزعج/غضب [المحقق] عندما ذكرP39 "الخطيب" وأنهى الحديث عند تلك اللحظة.

أراد فيدنير أن يعرف عن التواصل بين أنور وخضر، ولكن P39 قال إنه لا يتذكر، باستثناء أنه كان يفصل بينهما 4-5 أمتار.

قال فيدنير إن P39 سُئل في استجواب الشرطة عمّا إذا كانت هناك أوامر/تعليمات عندما تحدث الرجلان مع بعضهما البعض. فنفى P39 ذلك، وقال إنه كان حديثًا عاديًا وليس أمرًا.

أشار فيدنير إلى أنه وفقًا لـP39 فقد قال خضر "سيدي" وتحدث كما لو كان يأخذ الأوامر، ولكن أنور لم يتكلم كثيرًا. فقال P39 إنه لا يستطيع التذكر. سأل فيدنير P39 ما الذيأجابهعندما سُئل في الشرطة عن أوامر أو تعليمات من أنور إلى خضر أو إذا ذكر أنور رتبة خضر عندما كان يتحدث معه [مع خضر]. قال P39 إنه أخبر الشرطة أنه لم يتم ذكر الرتبة، حيث إنه من غير المألوف ذكر الاسم إذا كان ضابطان يتحدثان مع بعضهما البعض؛ لم يكن ذلك أمرًا شائعًا.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك أشخاص آخرون مع P39 عندما تم إحضاره إلى التحقيق الأول. فأوضح P39 أن هناك معتقلًا آخر دخل الغرفة معه، ولكنه أُعيد للخارج على الفور؛ حيث سُئل [المعتقل الآخر] عن اسمه وعن بلدته فقط. وأوضح P39 أن هذا حدث عند الباب. ولكن عندما كان P39 داخل الغرفة، كان بمفرده. قام فيدنير بالتحقق مما إذا كان شخص واحد فقط قد خرج عندما دخل P39. فقال P39 إنه عندما دخل، كان كلاهما قد دخلا الغرفة [P39 وذلك الشخص]. ثم سُئل [ذلك الشخص] عن اسمه وبلدته وتم إخراجه مرة أخرى. سأل فيدنير P39 إذا ما بقي هناك. فأكد P39 ذلك. سأل فيدنير P39 إذا كان يتذكر الشخص الذي طرح الأسئلة [الشخص الذي حقّق مع المعتقل الآخر]. فقال P39 إنه لا يتذكر.

أراد فيدنير من P39 أن يتحدث عن حالة المعتقلين الآخرين. وأشار فيدنير إلى أن P39 احتُجز في زنازين مختلفة؛ واحدة مساحتها 50 مترا مربعا؛ وأخرى مساحتها 3x3 متر. وسأل فيدنير عن عدد المعتقلين في الزنازين. فأجاب P39 أنه كان بين 25 - 30 في الزنزانة التي كانت مساحتها 3x3 متر؛ ولم يكن العدد ثابتا، [فعند] دخول خمسة إلى ستة [معتقلين]، كان يتم إخراج ثلاثة إلى أربعة معتقلين. وفي الزنزانة الكبيرة، التي تبلغ مساحتها 60 مترا مربعًا، كان عدد المعتقلين أكثر من 60 – 70 معتقلًا. "نحن" [المعتقلون] لم نكن قادرين على الوقوف وكنا نتنفس بصعوبة.

أراد فيدنير معرفة الحالة الصحية والإصابات. فقال P39 إنه في الغرفة التي كان فيها، لم يتعرض المحتجزون لإصابات لأنهم كانوا قد وصلوا حديثًا [تم احتجازهم للتو]. إلا أن ثلاثة إلى أربعة منهم كانوا يذهبون إلى التحقيق يوميًا ويعودون وهم في حالة سيئة. وكان معظمهم في حالة سيئة بسبب الضرب بالكابلات.

طلب فيدنير من P39 وصف الإصابات. فقال P39 إن حالة [المعتقلين] كانت مشابهة لحالته، ولكنهم كانوا أصغر سنًا، وإن علامات الكابلات على ظهورهم كانت واضحة. ورأى P39 على أجسادهم ما رآه على نفسه [عوملوا بالمِثل]. وكان 2-3 أشخاص ينزفون من أقدامهم/سيقانهم. وكان هؤلاء هم الأشخاص الموجودين في الغرفة.

سأل فيدنير P39 ما إذا تحدث مع معتقلين آخرين وسألهم عمّا حدث لهم أثناء التحقيق. فأوضح P39 أن جميعهم تحدثوا عن الكابلات [ذكروا الكابلات كوسيلة تعذيب] وقال أحدهم إنه عُلق من السقف. فأراد فيدنير معرفة ما إذا كان P39 يتذكر ما قاله ذلك المعتقل، ولكن P39 لم يتذكر ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان بعض المعتقلين يعانون من ظروف مهددة للحياة. فنفى P39 ذلك، ولم يكن هناك ظروف مهددة للحياة، حيث كانت بداية الثورة ولم يكن لدى [قوات الأمن ذلك القدر] من العنف بعد. وأكد P39 على أن هذا ما رآه، ولكنه لا يعرف شيئًا عن الغرف الأخرى.

أشار فيدنير إلى أن P39 قال إن الطعام كان سيئًا، وسأل عمّا إذا كان الماء متوفرًا. فأوضح P39 أنهم [أُعطوا] كيس خبز؛ 10 قطع من الخبز العربي لـ30 شخصًا. وذات مرة أحضروا خبزًا متعفنًا [فاسدًا]. وفي الصباح، كانوا يحضرون جبنًا قاسيًا أو حبات زيتون لا بأس بها. وعند الظهر [كانوا يُحضِرون] بطاطا مسلوقة مغطاة بالتراب. وعلى مدار 8 أيام، أحضروا دجاجة مسلوقة لمرة واحدة لـ30 شخصًا. ولم يتمكن P39 من الأكل وقام فقط بغمس الخبز في المرق. وفي الليل، كانوا يحضرون الجبن والخيار الفاسد المليء بالتراب. وأحيانًا كنا "نقوم" [P39 والمحتجزون] بمسحها بالبطانيات أو غسلها في المرحاض. و[بخصوص] الماء، قال P39 إنهم لم يحضروا أي شيء. و"أننا" اعتدنا على الشرب من المرحاض. فسأل فيدنير عمّا يعنيه بذلك، وإذا ما كانت هناك أكواب للشرب بها، ولكن P39 قال إنه لم يكن هناك أي أكواب. حيث كانوا يضعون أيديهم تحت صنبور المياه.

سأل فيدنير P39 إن كان قد خسر بعض الوزن. فقال P39 إن وزنه كان 95 [كجم] قبل الاعتقال وأنه خسر 12 [كجم]. حيث [كان وزنه] قرابة 83 [كجم] عندما نُقل من الخطيب إلى كفر سوسة.

سأل فيدنير P39 عمّا إذا كان قد سمع صراخ معتقلين آخرين وإن كان كذلك فكم كان عدد المرات. فأجاب P39 أن الصراخ والتعذيب كانا متواصلين، إلّا أنهما كانا ينخفضان في الليل.

ذكر فيدنير أن P39 قال إنه نُقل إلى كفر سوسة. وأراد فيدنير أن يعرف كيف أُطلِقَ سراحه وإن كان بإمكانه مقارنة الوضع في فرع الخطيب بفرع كفر سوسة. فأراد P39 أن يشير إلى ما حدث في كفر سوسة: عندما نُقلوا [أي المعتقلين] من الخطيب، كان بينهم طفل دون الخامس عشرة من العمر. وكان قد وُضِعَ في الغرفة التي كان بها P39 و30 شخصًا آخر. فسأله P39 عن اسمه والذي كان [حُجب الاسم] من [حُجبت المعلومات]، بالقرب من دمشق. وفي اليومين الأولين، لم يستطع التحدث مع أحد ولم يرغب في ذلك. وحاول P39 التحدث معه لمعرفة ما تم اتهامه به، وطلب منه أن يعتبره كوالده، ولكن الصبي رفض التحدث. وبعد 4 أو 5 أيام، جاء بنفسه إلى P39 فسأله عمّا حدث له وعن الدم الذي كان على سرواله من الأمام والخلف. حيث كان مغطى بالدماء بالكامل. تردد [الطفل] في الكلام [في البداية]، ولكنه قال لـP39 "عمي، أتوسل إليك ألا تخبر أحدًا. إنه سر بيننا ". سأله P39 عمّا تم اتهامه به. فقال إنه حطّم تمثال حافظ [الأسد] في [حُجبت المعلومات] وأنهم [أي عناصر الأمن] أظهروا له صورة له وهو يحطمه. وأوضح أنهم عذبوه في الخطيب وأدخلوا عصا مكنسة خشبية في "الجزء [السفلي]" [تُرجمت إلى "فتحة الشرج"]. وأضاف P39 أنهم اغتصبوا الصبي وهذا أمر محزن لا يمكن تصوره. وحاول P39 مواساته وإخباره بشيء لطيف. وقال له P39 أيضًا ألا يخبر أي شخص باستثناء المقربين منه. وأوضح P39 للمحكمة أن العادات السائدة في "مجتمعنا" [السوري] هي أن نظرة [المجتمع] ليست جيدة لمن يتعرض إلى مثل هذا الوضع [اعتداء جنسي]. أشار P39 إلى أنه وجد الشتم والضرب الذي كابده أمرًا تافهًا، عندما سمع قصة ذلك الطفل.

سأل فيدنير عن مكان اعتقال هذا الطفل. فقال P39 في فرع الخطيب وأنهم أخذوه معنا [P39 والآخرين] إلى كفر سوسة، ولكنه كان في غرفة أخرى.

سأل فيدنير عمّا إذا كان لدى P39 انطباع بأن الاعتداء الجنسي يمكن أن يكون حدث مع معتقلين آخرين. فقال P39 إنه لا يعرف، ولكن هذا [موقف الطفل] حدث أمامه. وقال P39 للصبي أن يغسل ملابسه، وسأله عمّا إذا كان [سيسمح لـP39] بمساعدته في غسلها، ولكنه رفض.

سأل فيدنير بشكل عام عمّا إذا كان هناك تواصل بين السجانين. فأوضح P39 أن المعتقلين لا يعرفون. فهم لا يروا أي شيء في الغرفة، وإذا سمعوا [شيئًا]، فلن يعرفوا من يتحدث؛ إن كان ضابطًا أو أحد العناصر.

سأل فيدنير عن الرعاية الطبية في فرع الخطيب. فأجاب P39 أنه لم يكن هناك رعاية طبية في الخطيب، حيث طلب P39 دواءً لضغط الدم ولم يحضروا شيئًا. وفي كفر سوسة، أعطوا P39 ست حبات فقط وكان يقسمها إلى نصفين ليأخذ نصف حبة بدلًا من حبة كاملة.

سأل فيدنير P39 كيف أطلقوا سراحه وكيف قارن فرع الخطيب بفرع كفر سوسة. فقال P39 إن فرع كفر سوسة كان جيدًا نوعًا ما. حيث تعرّض للتعذيب مرة واحدة فقط، وطُرِحت عليه نفس الأسئلة وعُرِضت عليه نفس الصور التي أنكرها P39 مرة أخرى [الأسئلة والاتهامات]. وبقي P39 في كفر سوسة من 12 إلى 13 يومًا، ثم نُقل إلى سجن عدرا. وعندما وصل هناك، شعر أنه كان في الجنة، مقارنة بما كان عليه من قبل، لأنه هناك [في عدرا] كان يمكن للمرء أن يتعامل مع رجال الشرطة بالمال أو أن يجلب طعامًا من الخارج.

وبعد يوم أو يومين في عدرا، نُقِل P39 إلى دوما. وعُرِضَ المعتقلون على قاضٍ واحدًا تلو الآخر. وأوضح P39 كيف دخل وسأله القاضي عن الاتهامات المتعلقة بقناة الجزيرة وقام P39 بإنكارها. فقال له القاضي إنه سيصدر حكمًا بالبراءة. وسألP39 القاضي من سيحقق له العدالة بشأن تعذيبه وإصابات ظهره. فأجاب القاضي على P39 بأنه ينبغي عليه أن يحمد الله على إطلاق سراحه. وأضاف P39 أن القاضي كان طيبًا وقال إنه سيتم إطلاق سراح P39 لمراعاة سنه. وعاد P39 إلى منزله ورأى شقيقه الأكبر الذي كان يعمل مبرمج شبكات وحاسوب ويقوم بأعمال الصيانة العامة للمخابرات العامة في كفر سوسة. وقال P39 إنه عندما تم اعتقاله، اتصلت زوجته بشقيقه الذي ذهب إلى الضابط وأخبره أن شقيقه [حُجب الاسم] تم اعتقاله من عرنوس. فاتصل الضابط بعدة فروع ثم أخبر شقيقَ P39 أن P39 تم احتجازه في فرع الخطيب مع العقيد أنور رسلان (وكان ذلك عندما أكد P39 أن الاسم الذي رآه [قرأه] هو أنور رسلان). وقال الضابط لشقيق P39 إن هناك تعليمات من "السلطات العليا" في إدارة أجهزة المخابرات أو الرئاسة لمنع السؤال عن أي معتقل، "حاول ألا تسأل. لا يوجد أمل".

سأل فيدنير عمّا إذا كانت عائلته قد تم إبلاغُها باعتقاله، الأمر الذي نفاه P39. لم يتم إبلاغهم بذلك.

أشار فيدنير إلى قول P39 إنه تم اعتقاله من المظاهرة الداعمة لدرعا وسألP39 متى كان ذلك. فقال P39 إن حصار درعا حدث في نهاية شهر آذار/مارس أو نيسان/أبريل [2011]. حيث كان كل الناس [في درعا] يطالبون بإرسال الخبز والحليب لهم، وقالوا إن مخزوناتهم في منازلهم بدأت تنفذ. فقال الناس [في سوريا] إن عليهم فعل شيء لدرعا. وتم تنظيم مظاهرة شاركت فيها زوجة P39.

أشار فيدنير إلى أن P39 ذكر حافظ مخلوف في استجواب الشرطة وطلب من P39 أن يبيّن من كان. فقال P39 إنه نظرًا لأن منزل عمه كان قريبًا من القسم 40، فقد "كانوا يقولون" إن حافظ مخلوف هو رئيس الفرع.

طلب فيدنير من P39 تأكيد أنه كان يتحدث عن القسم 40. فقال P39 نعم، الفرع 40[7] بينما كان رئيس فرع الخطيب هو توفيق يونس، لأنه بعد إطلاق سراح P39، قام بزيارة صديقه [حُجبت المعلومات]. وقال P39 له [لصديقه] أنه تم احتجازه هناك، فقال له صديقه "تعال، اسمع أصوات التعذيب [حُجبت المعلومات]". وقال P39 إنه تساءل عمّا إذا كان صديقه قد سمعه يصرخ من التعذيب.

أشار فيدنير إلى أن P39 قال في استجواب الشرطة إن رئيس فرع الخطيب هو حافظ مخلوف. فأوضح P39 أنه أدى الخدمة العسكرية في الإدارة السياسية ولديه فكرة عن التسلسل القيادي العسكري. وأضاف P39 أنه خريج جامعي شغل منصب ملازم أول: يتبع فرع الخطيب إداريًا إلى القسم 40 ويرأسه حافظ مخلوف، ولكن فرع الخطيب كان مسؤولًا عن أمن منطقته. [أكد P39 متحدثا إلى القضاة]، "ألست أعيش في المنطقة؟" ويطلق الناس عليه [على الخطيب] اسم الفرع الداخلي، ولكنه يقع في منطقة [حي] الخطيب وغالبية الناس يسمونه بالخطيب [تيمّنًا باسم منطقة الخطيب]. غير أن P39 مقيم في المنطقة ويعرف أن اسمه "الفرع الداخلي".

سأل فيدنير عن المباني التي يتكون منها فرع الخطيب. فأوضح P39 أن الخطيب يتكون من مبنيين؛ مبنى كبير وآخر صغير. المبنى الكبير لم يكن تابعًا للخطيب قبل عشرين عامًا، وكان يسمى "فرع التموين العسكري". وعندما تم نقل هذا الفرع إلى مكان آخر، أخذ الخطيب ذلك المبنى. وأوضح P39 أنه كان على علم بهذه المعلومة لأنه كان من سكان تلك المنطقة لمدة 30 عامًا.

أراد P39 أن يشير إلى أمر بخصوص حالته النفسية وسأل عمّا إذا كان يمكنه التحدث عنها. [ [فأشار القضاة إلى P39 بالمتابعة]. قال P39 إنه ذهب إلى طبيب نفسي للحصول على علاج نفسي وقد ذكر P39 الأسباب لمحاميه. أشار P39 إلى أنه يرى كوابيسًا كل أسبوع عن تعرّضه للملاحقة من قبل قوات الأمن. علاوة على ذلك، فإن كل صوت يسمعه P39 في الشوارع يجعله يتلفّت. وجعله ذلك مستاءً للغاية وبالتالي فقد بقي في المنزل وجعله ذلك انطوائيًا/غير اجتماعي. وعندما أدلى P39 بشهادته قبل عامين، كانت هذه بداية وضعه السيء. في الوقت الراهن، أجرى P39 اثنتي عشرة جلسة علاجية وطلب الطبيب منه إجراء 30 جلسة على مدار عامين. وخلال الجلسات الأخيرة، تحسن وضع P39 قليلًا وقام بزيارة طبيب أعصاب قبل 10 أيام وأخبره عن قصته، وقال له طبيب الأعصاب أن الصدمات الكهربائية أثرت على دماغه. وقبل 7-10 أيام، أجرى P39 تصويرًا بالرنين المغناطيسي لدماغه وكان لديه موعد يوم الجمعة التالي للحصول على النتائج. وسلم P39 تقريرًا إلى مركز التوظيف يفيد بأنه يخضع للعلاج وأخبروه أنه لا يمكنه العمل حتى ينتهي من العلاج، وهذا ما حدث مؤخرًا.

***

[استراحة الغداء]

***

استجواب من قبل المدعي العام

أشارت بولتس إلى أن P39 تم احتجازه في وقت مبكر نسبيًا؛ في أيار/مايو 2011. سألت بولتس عمّا إذا كانت هناك متظاهرات أخريات إلى جانب زوجته وبناته. فأجاب P39 بأنها كانت مظاهرة نسائية تطالب بالخبز والحليب. وكان هناك حوالي 25 – 30 امرأة.

سألت بولتس P39 كيف اعتبر معاملة قوات الأمن للنساء عند وصولهن إلى المظاهرة. فقال P39 إنه في بداية المظاهرة لم تكن هناك أي قوات أمن، وإنما كان هناك عنصر واحد أو اثنين من عناصر الأمن العام في الساحة. وفي غضون 4 – 5 دقائق، بدأت قوات الأمن بالدخول بسيارات. ونزلوا من [المركبات] حاملين العصي وهراوات [الصعق] الكهربائي. وعندما "رأينا" قوات الأمن، أخذ P39 زوجته وابنته وتراجع، غير أنه كان هناك فتيات تعرضن للضرب بالعصي. وأخذوا اللافتات/الإشارات التي كتبتها المتظاهرات. كما رأى P39 فتاة تُعتَقَل (جاءت [إلى المحكمة كشاهدة])؛ [P16] (ولم يرَها P39 حتى نُقلوا من كفر سوسة إلى عدرا). وكانت تلك هي الفتاة التي رآها P39 في المظاهرة.

سألت بولتس عمّا إذا كان قد تم اعتقال المزيد من النساء. قال P39 إنه كان هناك العديد من المعتقلات، ربما 3 أو 4، ولكنه لم يكن يعرفهن.

سألت بولتس عمّا إذا كانت زوجة أو بنات P39 نفسهن قد تعرّضن للعنف. فقال P39 إنه كان هناك عنف؛ حيث ضُربت ابنته بعصا على كتفها. وعندما تلقت الضربة، تراجعوا [P39 وعائلته] للخلف. ولدى سؤاله عن ذلك، قال P39 إنه لم يتم اعتقال زوجته ولا بناته.

سألت بولتس عمّا إذا كان P39 قد رأى في وقت لاحق في القسم 40 المزيد من النساء من اللائي تم اعتقالهن من المظاهرة. فقال P39 إنه لم ير أي امرأة على الإطلاق، ويعتقد أنهن فُصِلن عن الرجال. غير أنه سمع [صراخ] نساء مرة أو مرتين [في الخطيب]. وسمع P39 أيضًا طفلًا يتوسل المحقق [لإطلاق سراحه] لأنه كان سيخضع لامتحانات الثانوية العامة في غضون أسبوعين. وأوضح P39 للمحكمة أن طلاب الثانوية يبلغون من العمر حوالي 17 عامًا). سألت بولتس P39 إذا ما سمع أطفالًا آخرين. فقال P39 إنه سمع [الطالب] وطفل كفر سوسة فقط.

سألت بولتس إذا كان الطفل من كفر سوسة قد قال له من فعل له ذلك. فقال P39 إنه [الطفل] قال له إنهم كانوا العناصر الذين عذبوا المعتقلين، ولكنه [الطفل] لا يعرف من [بالضبط]. سألت بولتس عمّا إذا كان الطفل قد وصف مظهرهم ولهجاتهم وملابسهم وما إلى ذلك. فقال P39 إن [الطفل] لم يستطع [رؤيتهم] لأنه كان على كرسي معصوب العينين.

لإنعاش ذاكرة P39، اقتبست بولتس من محضر استجواب الشرطة "أخبرني معتقل يبلغ من العمر 16 عامًا كان معتقلًا معنا في الخطيب أن الشخص الذي عذبه كان يرتدي بدلة رياضة؛ وأدخل عصا مكنسة خشبية في فتحة شرجه وكان الشخص الذي فعل ذلك يرتدي بدلة رياضة". سأل بولتس P39 إن كان يتذكر أنه قال ذلك لكن P39 قال، إنه لا يتذكر، ولكن، عندما رأى P39 العناصر، فقد كان معظمهم يرتدون بدلات رياضة. وقال P39 إنه كان بذلك يميّز العنصر، الذي يرتدي بدلة رياضة عادية، عن الضابط، الذي يرتدي بدلة رياضة ذات علامة تجارية؛ على سبيل المثال "أديداس"؛ وهي بدلة رياضة أنيقة.

سألت بولتس P39 عمّا إذا كان الطفل قد قال إن أنور فعل ذلك. فقال P39 لا، فهو لا يتذكر ذلك. حيث ذكر [الطفل] أنه كان أحد العناصر، ولكن ربما لم يكن يعلم لأنه كان معصوب العينين.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار فراتسكي إلى أن P39 قال إنه في التحقيق الأول في فرع الخطيب، كانت هناك طاولات في الغرفة وسأل عن عدد الطاولات الموجودة. قال P39 إنه في التحقيق الأول، كان هناك طاولتان؛ واحدة على اليمين والأخرى على اليسار وكانتا تبعدان عن بعضهما حوالي متر إلى متر ونصف. وكانت هناك طاولة فارغة أخرى [قال P39 "على اليمين"، ثم صحح نفسه] على يسار الغرفة. وللتأكد من ذلك، سأل فراتسكي مرة أخرى عمّا إذا كان هناك طاولتان أو ثلاث طاولات في مكتب التحقيق فقال P39 إنها كانت ثلاث؛ اثنتان في الجزء الخلفي من الغرفة وواحدة على اليسار.

سأل فراتسكي عمّا إذا كان المحقق الذي تعرّف P39 عليه بأنه أنور لطيفًا. فقال P39 إن هذا كان صحيحًا، حيث كان التحقيق حول اسمP39 وعمره وما إلى ذلك. وكان [المحقق] طبيعيًا ويتصرف بلطف.

أشار فراتسكي إلى أن P39 كان معصوب العينين طوال الوقت خلال التحقيق الثاني، وأنه تعرف على أنور من خلال لهجته الحمصية. وأثناء استجواب الشرطة، قال P39 "قام شخص ما بعصب عينيّ وكبل يديّ خلف ظهري. وتعرفت على خضر من خلال لهجته". سأل فراتسكي P39 إذا كان يتذكر قول ذلك. قال P39 إنه يتذكر أنهما كانا شخصين في الغرفة؛ كان خضر بلهجته الساحلية وأنور حيث كان يعطيه أوامر وكانت لهجته حمصية. وذكرP39 أنه يعرف اللهجة الحمصية، لأن أولاد خالة P39 كانوا من حمص وكان يزورهم دائمًا.

أشار فراتسكي إلى أنه بحسب P39 فقد كان خضر وأنور يتهامسان وأن P39 لم يفهمهما. فأكد P39 ذلك. وتساءل فراتسكي كيف تمكن P39 من تمييز اللهجة إذا لم يفهمها. فقال P39 إنه لم يتمكن من سماع جمل كاملة، لكنه سمع كلمات وفهمها.

سأل فراتسكي P39 ما الذي يميز اللهجة الحمصية. فقال P39 إن الناس من حمص يستخدمون نطقًا مختلفًا لنهايات محددة لبعض الكلمات ["بيكسروا"]. وذكر P39 صفة مميزة للهجة الحمصية للتوضيح: فكلمة كُبّة تنطق "كُبِّة" بدلًا من "كِبِّة" [وكمثال آخر لفظ P39 جملة باللهجة الحمصية دون مزيد من الشرح] وأشار P39 إلى أن اللهجة الحمصية محبوبة في سوريا كما أن أهل حمص محبوبون أيضًا لأنهم يتمتعون بروح الدعابة.

أشار فراتسكي إلى أنه في التحقيق الثاني أزيلت عصابة العينين وعرض خضر صورًا على P39. وسأل فراتسكي P39 إذا ما عُصِبت عيناه مرة أخرى. فأوضح P39 أنهم طلبوا منه أن يجثوا على ركبتيه. وجعل خضر P39 ينظر إلى الأرض. وكان [خضر] مقابل P39، ورفع العصابة بيده وكان لديه بضع صفحات من الصور؛ حيث أظهرت الصفحة الأولى زوجة P39. ثم سأل خضر P39 من تكون، فقال P39 إنها زوجته. وأظهرت الصفحة الثانية ابنة P39 وظهرت ابنته الأخرى في الصفحة الثالثة. وفي الصفحة التي تليها ظهر مشهد عام للمظاهرة. وفقًا لـP39، بدأ خضر في إهانة P39 بقول جملٍ مثل: "كيف تسمح لزوجتك العاهرة بالمشاركة في مظاهرة". قال P39 إنه سيكون من المستحيل أن ينسى ذلك. ثم ركل خضر P39 على كتفيه واندفع P39 لمسافة 1.5 متر تقريبًا. وبعد ذلك استدعى خضر عناصر آخرين بدأوا بضرب P39.

سأل فراتسكي P39 عمّا إذا كان قد عُصبت عيناه مرة أخرى. فأجاب P39 بنعم، لأنه بعد [عرض] الصور، عصب [خضر] عينيه مرة أخرى. سأل فراتسكي P39 متى عُصبت عيناه مرة أخرى. فتدخل شارمر وأشار إلى أن P39 قد أجاب بالفعل وأن فراتسكي ربما لم يفهم ذلك. أوضحت كيربر لفراتسكي كيف شرح P39 أن عصابة العين لم يتم إزالتها بالكامل؛ بل تم رفعها [أشارت إلى جبهتها] ثم تم إنزالها مرة أخرى [أشارت إلى عينيها] بعد عرض الصور على P39.

سأل فراتسكي P39 متى قام المحقق بإنزال العصابة مرة أخرى. فقال P39 إنه بعد أن انتهى [خضر] من [عرض] الصور أنزلها من جديد؛ فكانت هكذا وأصبحت هكذا [قلّد P39 كما فعلت كيربر؛ مشيرا إلى الجبهة ثم العينين].

سأل فراتسكي عمّا إذا كان صحيحًا أن عيني P39 كانت مغطاة. فأكّد P39 ذلك.

سأل فراتسكي عمّا إذا كانت العصابة قد أزيلت بعد الضرب أو بعد إخراجه من الغرفة. فقال P39 إنهم بعد أن انتهوا من ضربه، قال لهم [خضر] أن يأخذوا P39 إلى الخارج. وكان P39 مستلقيًا على بطنه وقاموا بجره من قدميه/ساقيه إلى الممر. وفي تلك الحالة، فكوا الرباط البلاستيكي من يديه وقدميه، ونزعوا العصابة عن عينيه، وأمروه بأخذ ملابسه والذهاب إلى الغرفة [الزنزانة]. سأل فراتسكي عمّا إذا كانوا قد أزالوا العصابة عن عينيه بينما كان [خضر] لا يزال في الغرفة. فقال P39 لا، حيث طلب منهم [خضر] أن يُخرجوا P39 من الغرفة وسحبوه من ساقيه/قدميه إلى الخارج.

سأل زيوروفسكي P39 عن المدة التي تستغرقها جلسة العلاج الخاصة به. فقال P39 حوالي ساعة، ربما 50 دقيقة.

سأل زيوروفسكي عن المواضيع التي تحدثوا عنها في جلسات العلاج. فقال P39 إن الطبيب النفسي سأله عن طفولته وشبابه وما شابه ذلك في جلستين. وبعد ذلك دخلا في تفاصيل الاعتقال والكابلات وجلسات الصعق [التعذيب] بالصدمات الكهربائية. وتحدثا عن المشاكل التي واجهها P39 بعد إطلاق سراحه. وأفاد P39 بأنه أصبح شخصًا عصبيًا وينفعل بسهولة وسرعة. وأشار P39 إلى أنه قد طلّق زوجته بسبب خلاف بينهما. وأضاف أن النظام دمر منزله بغارات جوية ودمر مصنعه أيضًا. وقال P39 إنه محطم نفسيًا لآخر درجة.

سأل زيوروفسكي P39 إذا كان بإمكانه تقدير المدة التي تحدثا فيها عن التجارب التي عاشها أثناء احتجازه. فتدخل شارمر قائلًا إنه يريد أن يناقش مع P39 ما إذا كان يرغب في التحدث عن جلسات العلاج الخاصة به.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

أشار شارمر إلى أنه يمكن لزيوروفسكي طرح أسئلة تتعلق بالقضية.

سأل زيوروفسكي P39 إذا كان بإمكانه تقدير المدة التي تحدثا فيها عن تجربة اعتقاله. فقال P39 إنهما تحدثا عن اعتقاله قرابة جلستين، وفي كل جلسة عندما يطرح موضوع الاعتقال تحدث عنه حوالي 10 دقائق.

سأل زيوروفسكي عمّا إذا كان P39 قد أخبر طبيبه النفسي عن موعده "اليوم". فأجاب P39 أنه [الطبيب النفسي] كان يعلم قبل أسبوع أن P39 سيأتي [إلى المحكمة]. غير أن الطبيب، بعد أن سأل زيوروفسكي عن ذلك، لا يعرف موضوع جلسة المحاكمة. وكانت بقية جلسات [العلاج] تدور حول كوابيس P39 وقام [الطبيب النفسي] بإعطاء P39 دواء مضادًا للاكتئاب لفترة مؤقتة.

سأل فراتسكي P39 عن رده على سؤال الشرطة له عن سبب طلب اللجوء في ألمانيا. فقال P39 إنه أثناء استجواب الشرطة وقت [التقدم بطلب] اللجوء، سألوه من الذي عذبه فقال "خضر خضور"، حيث سُئل "من عذبك؟". فسأله فراتسكي عمّا إذا كان قد قال إن خضر هو من قام بتعذيبه واستجوابه. فقال P39 إنه [خضر] عذبه، ولكن "بحضور مَن؟ أنور".

طلب فراتسكي من المترجم الفوري أن يكرّر الجزء الأخير من الإجابة لأنه لم يستطع سماعه. فكرّر المترجم الجواب.

سأل فراتسكي P39 إذا كان قد سمع أوامر من أنور بتعذيبه. فقال P39 إنه سمع همسًا. وأضاف P39 أنه لا يتخيل [يعتقد] أن عقيدًا، مثل [أنور]، سيعذب الناس بيديه [بنفسه]، وبدون أوامر، لا يعتقد P39 أن أي عنصر سيتصرف [من تلقاء نفسه].

أراد فراتسكي توضيح ما إذا كان هذا هو افتراض P39، ولكن P39 قال لا، هذا ليس افتراضًا؛ فهذا معروف بشكل عام.

استجواب من قبل محامي المدعي

سأل شارمر P39 إذا كان هناك أفراد آخرون من عائلته قد اعتقلوا في فرع الخطيب. فنفى P39 ذلك، مضيفًا أن أحد أفراد عائلته اعتُقِل في فرع فلسطين.

قال شارمر إن اللهجة الحمصية يتحدث بها عدد من الناس. وطلب شارمر من P39 توضيح ما إذا كان قادرًا على التعرف على أنور من خلال صوته أيضًا وليس فقط من خلال لهجته. فقال P39 بالتأكيد. وأوضح P39 أنه [إذا] تحدث مع شخص ما على الهاتف لمدة 15 دقيقة واتصل به هذا الشخص في اليوم التالي، فسيكون قادرًا على التعرف عليه حتى بدون رؤيته.

[صُرفَ P39 كشاهد]

قال P39 إنه يريد أن يشكر المحكمة والحكومة الألمانية، ويود أن يؤكد أنه يشعر بالارتياح للعيش في ألمانيا.

أعلنت كيربر أنه تم إلغاء جلسة اليوم التالي.

رُفِعَت الجلسة الساعة 2:10 بعد الظهر.

ستكون المحاكمة القادمة في 14 تموز/يوليو، 2021، الساعة 9:30 صباحًا.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] والمعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون”. يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

[2] ملاحظة من مراقب المحاكمة: استخدم P39 كلمة عربية قد تعني " تصوير مقاطع فيديو" أو " التقاط صور فوتوغرافية". وعلى الأرجح أنه قصد المعنى الثاني، حيث ذكر في البداية أنه التقط الصور.

[3] ملاحظة من مراقب المحاكمة: أشار الشاهد أحيانًا إلى القسم 40 باعتباره الفرع 40. في التقرير سيشار إليه على أنه القسم 40 لغرض الاتساق.

[4] قال P39"متر" بالبداية، ثم تأكد المترجم من أن P39 كان يعني "متر مربع".

[5] ملاحظة من مراقب المحاكمة: لم يحدد P39 ما إذا كانت ضربة خفيفة أم ضربات قوية، ولكن من السياق يمكن فهمها على أنها ضربات خفيفة بالمسدس على رأس P39.

[6] أوضح المترجم أن الكلمة التي يستخدمها P39 يمكن أن تعني الساقين والقدمين.

[7] راجع الحاشية رقم 3

______________________________________________

لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.