3 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #39: الصدمة النفسية والعدل والسياسة

داخل محاكمة أنور رسلان #39: الصدمة النفسية والعدل والسياسة

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 39 لمراقبة المحاكمة

تواريخ الجلسات: 30 حزيران/يونيو و1 تموز/يوليو، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط: [1]

اليوم التاسع والسبعون – 30 حزيران/يونيو، 2021

أدلى P38، فنّي طبّي يبلغ من العمر 59 عامًا، بشهادته بشأن توقيفه من قبل قوات الأمن السورية واعتقاله في فرع الخطيب. وتمكن من الشرح بالتفصيل للمحكمة كيف اعتُقل بالقرب من مزرعته وكيف قام موكب سيارات مسلحة وسيارات جيب وحافلات صغيرة باعتقال أشخاص آخرين في طريقهم إلى الفرع 251. ووقع أحد الاعتقالات في مزرعة أخرى حيث يبدو أن صبيًا في الخامسة عشر من عمره قد قُتل، ونٌزعت أعضاؤه من قبل عناصر الأمن، الذين قاموا بعد ذلك باعتقال أشقائه الثلاثة الأصغر.

اليوم الثمانون – 1 تموز/يوليو، 2021

لخّص القضاة في البداية الحوار الذي جرى مع شاهد استدعاه القضاة، لكنه أخبرهم في النهاية أنه لن يكون متاحًا للإدلاء بشهادته من داخل قاعة المحكمة في هذه المحاكمة. ثم استمعت المحكمة إلى شهادة كريستيان كنابمان، ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية الذي استجوب هذا الشاهد في السابق. وأوضح كنابمان للمحكمة أن الشاهد أُصيب بصدمة نفسية على ما يبدو عندما شهد وفاة شخصٍ بقيت جثته بجانب الشاهد لعدة ساعات. ونظرًا لاستجواب الشاهد من قبل وحدة جرائم الحرب التابعة للشرطة الفرنسية، تم أيضًا تلاوة الترجمة الألمانية للمحضر في المحكمة.

اليوم التاسع والسبعون – 30 حزيران/يونيو، 2021

بدأت الجلسة الساعة 10:35 صباحًا بحضور سبعة أشخاص وصحفيَين. لم يطلب أي صحفي معتمد الحصول على الترجمة العربية. مثل الادّعاء العام المدّعيان العامان كلينجه وبولتس. لم يكن محاميا المدّعين د. كروكر وبانز حاضرين. كما انضمت محامية المدّعين د. أوميشين في وقت متأخر، وكذلك فعل بوكر، أحد محامي الدفاع عن أنور.

شهادة P38

رافق P38 محاميه سيباستيان شارمر. وأُبلغ P38 عن حقوقه وواجباته بصفته شاهدًا. ونفى وجود علاقة قرابة مع أنور رسلان عن طريق النسب أو المصاهرة.

أفسحت رئيسة المحكمة القاضي كيربر المجال للقاضي فيدنير لاستجواب P38.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أوضح القاضي فيدنير بدايةً أنه على الرغم من أن P38 استُجوب بالفعل من قبل الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية (BKA) في عام 2019، فإن ما سيُعد مهمًا هو شهادته في المحكمة. وأضاف أن المحكمة مهتمةٌ بشكل خاص بالظروف المحيطة بإلقاء القبض على P38 واعتقاله. طلب فيدنير من P38 أن يصف كيف اعتُقل وما حدث بعد ذلك وكيف نُقل إلى الفرع المعني. أوضح P38 أنه كان يذهب إلى العمل كل صباح في الساعة 7:30. حيث ذهب أيضًا إلى العمل الساعة 7:30 صباحًا في [حُجِبت المعلومات]، 2012، [حُجِبت المعلومات]. وكان يعيش في حي خارج المدينة [دمشق] [حُجِبت المعلومات]. قال P38 إنه كانت هناك عمليات تفتيش في حيه في هذا اليوم. وأُوقف على بعد حوالي 300 متر من منزله. قال للمحكمة إنه تذكر هذه المسافة لأنها المسافة بين الطريق ومنزله. وصف P38 أنه كانت هناك عربة مصفحة واحدة وكانت أمام سيارته سيارة جيب رباعية الدفع بكابينة مزدوجة ومدفع رشاش على صندوق الشاحنة. كان هناك أيضا رجل وراء هذا الرشاش. أُجبر P38 على ترك سيارته واقتاده عدة رجال إلى الجيب. كان عليه أن يجلس في الخلف على المقعد الأوسط. وكان هناك شاب ملثم يجلس على يمينه وآخر على يساره. أخبر P38 المحكمة أنه اعتُقل بسبب مذكرة، وتعرف على هوية الرجل على يمينه. حيث كان جاسوسًا معروفًا من أحد الفروع. ثم توجه الرّتل إلى [حُجِبت المعلومات].

أوضح P38 للمحكمة أنه لم يكن لديهم عصابات العينين عندما اعتُقل، لذلك وضعوا قميصه الداخلي فوق رأسه. لذلك كان P38 قادرًا على رؤية ما حدث عن يمينه ويساره. وقال للمحكمة إن الرّتل توقف عند أحد ساحات الشبيحة حيث كان العديد من أفراد الجيش والعديد من الأشخاص الآخرين ينتظرون. كانت هناك أيضا أربع حافلات عسكرية خضراء. كان على P38 الصعود على متن إحدى هذه الحافلات الفارغة. وكان يجلس في الصف الأخير على مقعد مرتفع. وعلى الرغم من أن سترته كانت على وجهه، إلا أنه تمكن من رؤية الوجوه على يمينه ويساره. عندما دخل P38 الحافلة، تعرض للضرب بعقب بندقية من قبل ضابط برتبة معينة. سأل الضابط P38: "مشافي ميدانية؟" وأوضح P38 للمحكمة أنه استنتج من أقوال الضابط أنه كان متّهمًا بتجهيز مشافٍ ميدانية كبيرة. قال P38 إنه كان عليه الانتظار في الحافلة لساعة. وكان بمفرده مع السائق وشخصين مسلحين يحرسان الحافلة.

بدأت الحافلة بالقيادة شرقًا بعد ساعة واحدة. قال P38 إنها كانت تُجري ما كان أشبه بدورية مع حافلات أخرى. وأوضح أن الدورية كانت بقيادة سيارة مصفحة، تليها سيارة جيب، والحافلة التي كان P38 بداخلها تباعًا. وأضاف P38 أنه لم يكن يُراقب جيدًا لأنه كان يجلس أعلى من الأشخاص الذين كانوا بجانبه. وكان بإمكانه رفع قميصه وأن يرى إلى أين كانوا يقودون. قال P38 إن الحافلة سارت من [حُجِبت المعلومات] إلى [حُجِبت المعلومات]، وهي مدينة قريبة جدًا. ثم استدارت الدورية يسارًا لمسافة كيلومترين تقريبًا حتى وصلوا إلى مفترق طرق حيث قادوا لمسافة كيلومتر واحد إلى أن وصلوا إلى مفترق طرق على شكل حرف T وتوقفوا هناك. أضاف P38 أنه يعرف المواقع لأنه كان من هذه المنطقة. ثم توقفت الحافلات على الجانب الأيمن من الشارع للسماح للسيارات الأخرى بالمرور. وأضاف P38 أنه لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأشخاص في الحافلة. كان هو وشخص آخر وجنود وحسب. تابع P38 واصفًا أن عدة أشخاص غادروا الحافلات وبقي شخصان مسلحان فقط في الحافلة. وذهب الأشخاص الذين غادروا الحافلات إلى [حُجِبت المعلومات]. وأضاف P38 أنه عرف المنطقة جيدًا لأنه كان يعيش في [حُجِبت المعلومات]. وقال P38 إنه سمع إطلاق عيارات نارية بعد ثلاثين دقيقة من توقف الحافلات. واستمرت المواجهة قرابة العشر دقائق واستمر إطلاق العيارات النارية حوالي ثلاثين دقيقة. وصف P38 أنه لم يسمع أي طلقات أخرى بعد ثلاثين دقيقة. إلا أنه لاحظ أن بعض المركبات اقتربت جدًا من الجانب الأيمن للحافلات (كما كان واضحًا من موقعه). حدد P38 إحدى المركبات على أنها روسية الصنع من نوع بي أم بي (BMP).

أخبر P38 المحكمة أنه شهد في هذا الموقف أمرًا تقشعر له الأبدان، وأنه لم يقدر على نسيانه إلى يومنا هذا. حيث كان هناك طفل يبلغ من العمر حوالي 15 عامًا أمام سيارة، وكان متكئًا على السيارة دون أن تلمس قدماه الأرض. كانت أعضاء الطفل الداخلية خارج جسده، وكان جسده كله ممزقًا، وكان الدم في كل مكان. قال P38 "كان بالإمكان رؤية كل شيء." أضاف أنه على الرغم من أن وجه الطفل كان مغطى بالدماء، إلا أن P38 استطاع تمييز أن عمر هذا الشخص لم يتجاوز الستة عشر عامًا. قال P38 إنه بعد فترة وجيزة، وُضع ثلاثة أطفال داخل الحافلة. ولم يتجاوز أصغرهم الخمس سنوات وكان أكبرهم يبلغ عشر سنوات تقريبًا. وفقًا لـP38، كانوا جميعًا يبكون ويرتجفون من شدة الخوف. وقال P38 إن الأطفال كانوا يجلسون بجانبه. حيث وضع يده على رأس الطفل البالغ من العمر خمس سنوات والذي كان جالسًا بجانبه مباشرة. كانوا جميعًا خائفين وعندما سألهم P38 عن سبب بكائهم، أخبروه إن شقيقهم قُتل. قال P38 إن الحافلة ذهبت بعد ذلك إلى دمشق. وأضاف أن المكان الذي حدث فيه كل هذا كان في [حُجِبت المعلومات] حيث يمكنك الذهاب إلى [حُجِبت المعلومات] و[حُجِبت المعلومات]. قال P38 إنه لا يمكن أن ينسى هذا الحدث أبدًا.

أضاف P38 أن المحكمة ستقوم بالنظر في الجرائم المرتكبة في فرع الخطيب. إلا أنه سيبقى هناك جرائم في الشوارع في سوريا لا يعرفها أحد. قال إن هناك مشفيين شرقي دوما. وكان أحدهما عيادة للأمراض النفسية والآخر كان عيادة للأمراض الجلدية. وضم الأخير أيضًا فرعًا لأمن الدولة، حيث كان يُؤخذ المعتقلون قبل نقلهم إلى فرع أمن الدولة في دوما. قال P38 إنه بقي في هذا المشفى لمدة ساعة قبل نقله إلى فرع أمن الدولة في دوما. وأضاف أنه كان يعرف المنطقة جيدًا. وأوضح P38 للمحكمة أنه كان قادرًا على قراءة ما كان مكتوبًا على حاويات القمامة على جانب الطريق. وبناءً على ذلك، كان قادرًا على معرفة المكان الذي كانوا يقودون فيه. وبحسب P38، كان عليه وعلى معتقلين آخرين البقاء في فرع أمن الدولة في دوما حتى الساعة 11 مساءً. ثم كان عليهم الصعود إلى حافلة حمراء تتسع لـ24 شخصًا. وكانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم بأربطة بلاستيكية.

تدخل القاضي فيدنير، متسائلًا عمّا إذا كان P38 يعني أربطة الكابلات [كان المترجم مترددًا في ترجمة المصطلح عندما استخدمه P38 لأول مرة وبدا غير متأكد من المصطلحات الألمانية الصحيحة]. أكّد P38 أنه كان يتحدث عن الأربطة المتوفرة بألوان مختلفة مثل الأحمر والأبيض. لا يمكن فتح أربطة الكابلات هذه ثانيةً بعد ربطها. ومن الممكن فكها فقط باستخدام قوة 100 نيوتن. ووضح P38 أن الحافلة وصلت إلى فرع الخطيب في دمشق بعد 20 دقيقة تقريبًا. وأضاف أنه كان يعرف المنطقة جيدًا. وقادوا لمسافة 14 كيلومترًا ودخلوا الفرع من الخلف.

سأل القاضي فيدنير P38 عمّا إذا كان بإمكانه تمييز أنه كان فرع الخطيب عند وصولهم أو إذا كانت عيناه معصوبتين. فقال P38 إن عينيه كانتا مغطاتين بقميصه فقط. وأضاف أن أربعة عشر أو خمسة عشر شخصا آخرين كانوا في نفس الحافلة. وأنه التقى بهم في فرع دوما حيث عرّفوا بأنفسهم، وهكذا تعرفوا على بعضهم البعض. أخبر P38 المحكمة أنه كان يعرف المدينة جيدًا لأنه غالبًا ما كان يعمل في مشفى الهلال الأحمر بصفته فنّيا طبيّا. كما كان عليه أن يعمل في [حُجِبت المعلومات] التي كانت قريبة من فرع الخطيب. ووفقًا لـP38، لم يكن أعمى تمامًا لأنه كان قادرًا على الرؤية من خلال قميصه وكان يعرف المنطقة جيدًا.

أراد فيدنير معرفة ما حدث بعد وصولهم إلى الفرع. فقال P38 إن الحافلة دخلت الفرع وتوقفت في موقف للسيارات حيث اصطفت عدة سيارات هناك. كان P38 جالسًا في أخر الحافلة في الصف الأخير وكان أمامه حوالي أربعة عشر شخصًا. قال إنه كان يدرك جيدًا أن الجميع سيتعرضون للضرب. إلا أنه تعرّض لضربات أقل نظرًا لأنه كان آخر من غادر الحافلة. وصف P38 أنهم عندما غادروا الحافلة، كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم. وبمجرد أن وضع P38 إحدى قدميه على الأرض، تعرّض للضرب على ظهره و"تدحرج على الأرض مثل الكرة". ولأنه كان آخر من غادر الحافلة، اصطدم بصديق [كان يمشي أمامه]. قال P38 إنه وقف مواجهًا إطارات الحافلة. ثم كان على المعتقلين الجلوس على الأرض ورؤوسهم إلى أسفل. ووفقًا لـP38، استقبلهم عدد من الأشخاص "بحفل ترحيب". حيث حصلوا جميعًا على عصي لضرب الناس.

تذكر P38 أنها كانت تمطر في ذلك اليوم. وكان موقف السيارات الذي وصلوا إليه مسقوفًا وتساقط المطر على السطح. قال P38 إن [حفل الترحيب] استمر حوالي ساعة واحدة، وربما أقل. حيث تعرّضوا للضرب بجميع أنواع الأدوات ورُكلوا بالأحذية العسكرية وضُربوا بالأيدي وربما بنوع من الكابلات. وبعد مرور ساعة اقتيدوا إلى داخل المبنى، إلى القبو الذي كان يقع على بعد خمس أو ست درجات إلى الأسفل. وصف P38 كيف وصلوا إلى غرفة يمكن من خلالها الذهاب إلى غرف أخرى. وأُخذ إلى غرفة كبيرة مساحتها 9م2 بجوار سلم عرضه متر واحد تقريبًا. عندما اقتيدوا إلى الزنازين، كانوا تقريبًا 14 أو 15 شخصًا. وصف P38 أن باب الزنزانة كان أمامه مباشرة. وكان هناك فجوة بمقدار 15 سم بين الباب والأرض. أشار P38 إلى أنه لم يكن معصوب العينين في هذا الموقف. كان على جميع المعتقلين الجلوس أمام هذا الباب. وكان الباب أمام P38 مباشرة، وتمكن من معرفة أن هناك معتقلين خلف الباب لأنه رأى أقدامهم. قال P38 إن السجّانين كانوا يقفون خلف المعتقلين [الذين كان عليهم الانتظار أمام الباب]، وظلوا يضربونهم لنحو ثلاثين دقيقة.

أشار P38 إلى أنه كان جالسًا بجوار الباب مباشرةً وبجانبه شخص على يمينه وسجّان يقف خلفه. عندما رأى P38 أقدام الناس خلف الباب، حاول أن يدغدغهم، ليبدأ الناس في الضحك ويتمكن من سماعهم. وفقًا لـP38، استمر الضرب لمدة ثلاثين دقيقة تقريبًا قبل أن يضطر أحد المعتقلين إلى الوقوف أمام مكتب على اليسار. كان هناك رجل يجلس خلف المكتب. وكان له شعر كثيف [كان المترجم مرتبكًا بشأن الكلمات التي استعملها P38، انظر الشرح أدناه] وأبيض ولحية غلب عليها البياض لا يتجاوز طولها 1 سم. وكان الرجل يرتدي نظارات سميكة وكان شخص آخر بجانبه يدون الملاحظات. وصف P38 كذلك قيام جندي كان يقف أمام المكتب بتفتيش المعتقلين. حيث كان عليهم المجيء إلى المكتب واحدًا تلو الآخر. قال P38 إنهم استعادوا وثائقهم التي كان عليهم تسليمها في دوما. كان الأشخاص خلف المكتب على ما يبدو يكتبون المعلومات الشخصية للمعتقلين. كان P38 آخر معتقل جاء إلى المكتب. وصف P38 أنه كان على من استُدعي إلى المكتب خلع ملابسه بالكامل وأن يتّخذ وضعية القرفصاء ثلاث مرات.

كان الاستمرار صعبًا على P38، لذلك عرضت عليه رئيسة المحكمة كيربر أخذ قسط من الراحة وشجعته على شرب بعض من الماء الذي كان أمامه.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

أوضح المترجم للمحكمة أن P38 كان يتحدث باللغة العربية الفصحى ولذلك كان اختياره لبعض الكلمات مفاجئًا في بعض الأحيان. وأضاف أنه عندما ترجم "شعرا كثيفا"، فإن P38 عنى "شعرا كثيفا ممتلئا".

واصل القاضي فيدنير استجوابه بسؤال P38 عن المكان الذي نُقل إليه بالضبط بعد وصوله إلى الفرع، وكيف بدا القبو والزنازين. فقال P38 إنه بعد أن كان عليهم الانتظار لمدة ثلاثين دقيقة ودُونت معلومات كل معتقل، تم تقسيمهم إلى زنازين مختلفة. وأوضح للمحكمة أنه عندما كان عليه تقديم معلوماته [عند طاولة المكتب] كانت هناك زنزانة جماعية على جانبه الأيمن، وعلى يساره، وخلفه كذلك. كان هناك ممر خلف طاولة المكتب لكن P38 لم يعرف إلى أين كان يؤدي. ووصف أنه كان عليه خلع ملابسه وتقديم معلومات شخصية وصودرت أمواله وسُجّلت قيمتها. كان P38 يحمل دولارات أمريكية معه، ولذلك صفعه الشخص الذي أخذ الملاحظات على وجهه. أخبر هذا الشخص P38 أن المبلغ النقدي الذي كان يحمله كان أكثر من راتبه السنوي.

تدخل فيدنير، وسأل عمّا إذا كان P38 يحمل معه الكثير من المال. فقال P38 إنه كان لديه 3,155 دولارًا و850 ليرة سورية تقريبًا.

أراد فيدنير معرفة ما إذا استعاد المال عند إطلاق سراحه. فأكّد P38 ذلك، مضيفًا أنه استعاده بأكمله كما كان عندما اضطر إلى تسليمه.

تابع P38 واصفًا كيف نُقل إلى الزنزانة خلفه حيث لم يكن قادرًا على الوقوف فيها، وكان الجو فيها حارًا وكانت رائحتها نفاذة. لم يكن حجم الزنزانة يتجاوز 25 م2 وكان بداخلها أكثر من 100 شخص. قال P38 إن درجة حرارة الزنزانة ورطوبتها كانتا مرتفعتين. وكان من الممكن فيها القرفصة ولكن دون الاستلقاء أو أي شيء. وكان هناك مرحاض واحد فقط داخل الزنزانة وكان الماء يسيل على الدوام. كان على المرء أن يقف في طابور لاستخدام المرحاض. قال P38 أيضًا إنه كان هناك العديد من الجرحى والمرضى في الزنزانة. وقال إن هذا ما كابده في أول ليلة له هناك. وبالنسبة للطعام، أوضح P38 أنه أُعطي رغيف خبز مسطح واحد عمره يومين أو ثلاثة أيام وبالتالي لم يكن صالحًا للأكل. بالإضافة إلى الخبز، حصلوا على حوالي 4 كيلوغرامات من البرغل في وعاء واحد كبير. وعندما اضطروا إلى تقسيمها بين المعتقلين في الزنزانة، لم يحصلو إلا على ملعقة واحدة من البرغل لكل شخص. قال P38 إنه إذا تذكر بشكل صحيح، فقد كان وقت الطعام في فترة ما بعد الظهر ومرة ثانية بعد خمس أو ست ساعات تقريبًا. وفقًا لـP38، تضمنت الوجبة الثانية من الطعام نصف رغيف خبز مسطح وحبة إلى أربع حبات زيتون. إلا أن الزيتون كان أخضرًا ومرًّا للغاية. خلص P38 إلى أن هذا هو كل ما يمكن أن يقوله عن الطعام. وأضاف أنه لم تكن هناك رعاية طبية. حيث كان هناك مرضى سكري والعديد من الجرحى في زنزانته. إلا أنه وفقًا لـP38، لم يكن على المرء قضاء الكثير من الوقت في هذه الزنزانة. وسرعان ما تم تقسيم الناس بين الفروع المختلفة حسب التهمة الموجّهة إليهم.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن المرضى والجرحى الذين رآهم P38 في زنزانته. فوصف P38 للمحكمة أن المعتقل الذي جلس بجانبه، [حُجِب الاسم] من [حُجِبت المعلومات] الذي كان يعمل مهندسًا مدنيًا، وكان مصابًا بالسكري وطلب من السجّانين أدوية. قال P38 إن أصابع قدمي هذا الشخص تعفّنت. لذلك خلع P38 قميصه الداخلي ومزقه. ووضع السجين قدميه على ساقي P38 وقام P38بتنظيف أصابع قدميه. قال P38 إنه اعتُقل مع هذا الشخص لمدة 18 يومًا قبل نقله إلى مكان آخر. تابع P38 موضحًا أنه كان هناك مريض آخر. وكان يبلغ من العمر 20 عامًا وكان من [حُجِبت المعلومات]. اقتيد إلى الزنزانة ليلًا، ويمكن للمرء أن يعرف أن أصابعه كُسرت بواسطة حذاء عسكري (بسطار). حيث كانت أصابعه مُزرقّة، وأصيب في أعلى ذراعه. قال P38 إن السجناء سألوا هذا الشخص كيف اعتُقل. فأخبرهم أنه تم تفتيش منزله، وأنه أراد الهروب. وأنه قُبض عليه لاحقًا واعتُقل.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P38 يتذكر شخصًا مشلولًا. فأشار P38 إلى أنه كان هناك شاب، في نفس عمر P38تقريبًا. وكان يعمل [حُجِبت المعلومات]. وتذكر P38 المعتقل الآخر، [حُجِب الاسم]، وقد أحضر هذا المعتقل إلى الزنزانة وعرّف به، قائلًا اسمه، وأنه من [حُجِبت المعلومات]. أشار P38 إلى أن هذا المعتقل فقد عقله. حيث كان يتبول ويتغوط [كان المترجم مرتبكًا بشأن اختيار P38للكلمات هنا] في نفس المكان. ولم يستطع الوقوف على قدميه. قال P38 إن هذا الشخص أصيب بالشلل والجنون بسبب التعذيب. وكان على زملائه المعتقلين حمله إلى المرحاض عدة مرات وتنظيفه. أضاف P38 أنه بمجرد حصولهم على الطعام، كان هذا الشخص قادرًا على تناوله بالكامل، ولم يكن يشبع أبدًا.

أراد فيدنير معرفة ما إذا حُقق مع P38، وكيف حُقق معه، وماذا حدث أثناء التحقيقات. فقال P38 إنه حُقق معه لمدة ستة أيام. وكان التحقيق الأول في اليوم الثاني بعد وصوله. حيث حُقق معه عشر مرات في المجموع مع فترات راحة قصيرة بينهم. وأضاف P38 أنه حُقق معه لمدة أربعة أيام ولمدة ستة أيام. وأنه اعتُقل لأن أحدهم قال شيئًا عنه. أوضح P38للمحكمة أنه كان يعمل ضمن فريق يقوم بتجهيز المشافي في دمشق وجميع أنحاء سوريا. وكان هناك مهندسون وأطباء في الفريق. كما اعتُقل أحد الأطباء، وهو جراح عظام يُدعى [حُجِب الاسم]، في فرع الخطيب. وأضاف P38 أنه لن يتمكن من القدوم إلى ألمانيا للإدلاء بشهادته.

سأل فيدنير عمّا حدث لـP38 أثناء التحقيق معه. فأجاب P38 أنه أراد ثلاثين ثانية إضافية ليتم حديثه، قائلًا إن صديقه اعتُقل في فرع الخطيب وتعرض للتعذيب على يد أنور رسلان نفسه. حيث أن أنور رسلان صفع هذا الشخص، مع أنه طبيب، أثناء التحقيق معه.

تدخلت رئيسة المحكمة القاضي كيربر، وسألت كيف عرف P38 بذلك. فقال P38 إن هذا الشخص صديقه وأنهما كانا على اتصال دائم.

أوضحت كيربر أن المحكمة تُبدي اهتمامًا أكبر بما كابده P38 شخصيَا. وأن ما سمعه من الآخرين سيكون له أهمية ثانوية فحسب. أضافت كيربر أنها تعلم أنه من المروع تذكُّر مثل هذا الأمر لكنها طلبت من P38 أن يحاول على كل الأحوال أن يتذكر لأن ذلك سيكون مهمًا للمحكمة. قال P38 إنه ذكر هذا فقط لأنه أراد تذكير المُتّهم بهذا الموقف. وفقًا لـP38، قال أنور "يا خائن الآن تعرفت علي" عندما سقطت العصابة عن صديق P38 بعد أن صُفع. [تحدث محامي P38 إليه لمدة دقيقة].

أراد القاضي فيدنير معرفة ما إذا رأى P38 أنور بنفسه أثناء اعتقاله في فرع الخطيب. فقال P38 إنه لم ير أنور رسلان في الخطيب أو في أي فرع آخر. وأضاف أنه عندما كان يقتاد أحدهم للتحقيق، كان يتم عصب عينيه ولم يكن قادرًا إلا على رؤية قدميه عند صعوده إلى الطابق العلوي.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن تحقيق P38، والأسئلة التي طُرحت عليه، وما إذا تعرّض لسوء المعاملة. وقال إنه أراد معرفة المزيد عن كيفية إجراء التحقيق. فقال P38 إن إحدى التحقيقات أُجريت في نفس الطابق [الذي كانت فيه الزنازين]. حيث أخُرج من زنزانته، وكان عليه الاستدارة يمينًا والصعود بضع درجات. وكان يرتدي سروالًا قصيرًا فحسب وكان عليه الركوع على الأرض عندما بدأ التحقيق. قال إنه من الواضح أن المحقق لم يكن لديه أي شيء ضده باستثناء المذكرة المكتوبة. سُئل P38 عن عمله وعن عدد وحدات الطوارئ التي جهزها. وأنكر كل شيء وكان يُضرب من الخلف في كل مرة أنكر فيها أمرًا. أضاف P38 أنه كان يتعرض للضرب/التعذيب باستمرار على ظهره أثناء التحقيق. وكان عليه أن يجثو على الأرض. كانت الأرض مغطاة بالماء. وسئل أسئلة عن المشافي وتسليح الثوار. قال P38 إنه لا علاقة له بذلك. وكان عمله مرتبطًا فقط بالمساعدة الطبية.

سأل فيدنير عمّا إذا أعطى المحقق أوامر بضرب P38. فأوضح P38 أنه حُقق معه على مدى ما كان مجموعه عشرة أيام. حيث حُقق معه مرتين في اليوم في ستة أيام، وفي أربعة أيام حُقق معه مرة واحدة في اليوم. قال P38 إنه يعتقد أن عدة تحقيقات أُجريت في مواقع مختلفة. ذات مرة، عندما حُقق معه في أحد الطوابق العليا، طلب منه المحقق التعاون وتقديم معلومات حول ما كان يحدث في مسقط رأسه. كان P38 دائمًا ما يقول إنه لم يكن له علاقة بهؤلاء الأشخاص وأنه لم يقف مع أي جهة. وعندما عُرض عليه التعاون، رفض. ثم قال المحقق للشخص الذي يقف وراء P38"خذ هذا الحيوان واشرح له كيف تسير الأمور وكيف من المفترض أن يتعاون". قال P38 إنه تعرض بعد ذلك للركل في أعضائه التناسلية وسقط على الأرض بسبب الألم. أوضح P38 أنه لم يعرف من ركله، لكنه رُكل بعد أن أعطى المحقق التعليمات التي تذكرها للتو. وتذكر P38 أنه تعرض للضرب في كل تحقيق لكنه لم يكن يعرف المصدر. ونقُل بعد 18 يومًا إلى فرع آخر.

أشار فيدنير إلى أن P38 أخبر الشرطة الألمانية أن ضابط التحقيق أعطى أحيانًا تعليمات مشفرة للتعذيب. فعلى سبيل المثال، كان يقول "يبدو أنه لا يريد التعاون". أوضح P38للشرطة أنه كان يُضرب بعد ذلك مباشرة. لم يكن أمرًا مباشرًا بل كان دعوة للتعذيب. فأكّد P38 ذلك، مضيفًا أن أكثر الأوقات التي تعرّض فيها للتعذيب، كانت عندما كان ضابط التحقيق يقول الجملة التي كررها للتو في المحكمة.

أشار فيدنير إلى أن P38 قال إن الأرضية كانت مغطاة بالماء وطلب منه شرح ما حدث. فقال P38 إنه كان عليه أن يجثو أثناء التحقيق. وشعر أن الأرض كانت مبللة وشعر أحيانًا أن جسده كان يرتجف.

سأل فيدنير من أين جاء ذلك. فقال P38 إنه جاء من الأرض.

سأل فيدنير عمّا إذا تعرض P38 للصعق بالكهرباء أو ما إذا كان شيئًا آخر. فقال P38 إنها ربما كانت صعقات كهربائية. إلا أنها كانت ضعيفة نسبيًا وكانت عن طريق الماء.

أشار فيدنير إلى أن P38 أخبر الشرطة أن الأرضية كانت موصولة بالكهرباء التي انتقلت بالتالي إلى جسده. فأكّد P38 ذلك، مضيفًا أن قوتها لم تكن كبيرة.

أراد فيدنير معرفة ما إذ تعرض P38 لسوء المعاملة في الخطيب بوسائل أخرى أيضًا. فأوضح P38 أنه في فرع الخطيب، يتعرض المرء بشكل عام للضرب على ظهره بالكابلات أو بأنابيب بلاستيكية. وأضاف أن الصفعات على وجهه وعلى أذنه كانت الأسوأ.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك شيء مميز  بالنسبة للكابلات. قال P38 إن الكابلات كانت أداة للتعذيب. ووصفها بأنها كابلات كهربائية من KKM بقطر سنتيمتر واحد. كانت الكابلات مغلفة بالبلاستيك والمعدن وطبقة ثانية من البلاستيك. وأضاف P38 أنه تعرض للضرب بهذه الكابلات عدة مرات.

سأل فيدنير عمّا إذا كان الجزء المعدني مُعرى من البلاستيك. فقال P38 إنه لم يكن يعرف.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت هناك وسائل أخرى لسوء المعاملة مثل التعليق (الشَبْح). فقال P38 إن المعتقلين كانوا يُعلّقون عادة داخل الزنزانة.

قال P38، مجيبًا على سؤال من القاضي فيدنير، إنه إذا كان هناك شغب داخل الزنزانة على سبيل المثال، فإن السجّانين كانوا يدخلون الزنزانة ويختارون أحد المعتقلين. ثم يقف السجّانون أمام هذا الشخص ويربطون يديه ويرفعونهما عند الباب. قال P38 إنه كان هناك فتحة معدنية صغيرة عند الباب حيث كان يُعلّق الناس من أيديهم، مع ربط معاصمهم بشريط بلاستيكي. وكانت قدما هذا الشخص بالكاد تلمس الأرض. قال P38 إن المعتقلين كانوا يُتركون على هذه الوضعية لفترة أطول حتى يُفتح الباب مرة أخرى. وأضاف أن الباب كان يُفتح للخارج وفي كل مرة يُفتح كان الشخص المعلق يصطدم بالحائط.

سأل فيدنير عن عدد المرات التي حدث فيها هذا لـP38. فقال P38 إنه حدث مرات عديدة، كثيرًا. [تدخل مترجم المحكمة الشفوي قائلًا إنه ترجم السؤال بشكل صحيح على أنه يشير إلى P38 نفسه، لكن يبدو أن P38 لم يفهم ذلك.]

سأل فيدنير عن عدد المرات التي عُلّق فيها P38. فقال P38 ربما حدث لمرة واحدة.

سأل فيدنير عن عدد المرات التي حدث فيها هذا لمعتقلين آخرين. فقال P38 إنه كان يحدث بشكل يومي.

أشار فيدنير إلى أن P38 أخبر الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية عن الدولاب وطلب منه أن يصف المقصود بذلك وما إذا تعرض له. فقال P38 إنه لا يستطيع التذكر.

تحدث محامي P38 إليه وطلب استراحة قصيرة.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن القضاة ليس لديهم سوى عدد قليل من الأسئلة الإضافية قبل استراحة الغداء.

سأل القاضي فيدنير متى اعتُقل P38. فقال P38 إنه اعتُقل في [حُجِبت المعلومات]، 2012.

قال فيدنير إن لديه سؤالًا حول ظروف الاعتقال، مشيرًا إلى أن P38 ذكر أن أكثر من 100 شخص كانوا معتقلين في زنزانة واحدة. سأل فيدنير P38 عن حجم هذه الزنزانة. فقال P38 إن حجمها لم يتجاوز 25 أو 30 م2.

أشار فيدنير إلى إخبار P38 للشرطة بأن مساحة الزنزانة كانت 5x10 مترًا، وسأل عمّا إذا كان ذلك ممكنًا. فقال P38 إنه بالكاد استطاع التقدير، لكنه لا يعتقد أنها كانت عشرة أمتار. أوضح أن الباب كان على الجانب الأوسع، وكان هو مقابل الباب. وجلس حوالي أربعة أشخاص إلى يمينه وسبعة إلى ثمانية أشخاص على يساره. خلص P38 إلى أن عرض الزنزانة لم يتجاوز ستة أمتار.

[وصل المحامي بوكر، أحد محامي الدفاع عن أنور]

أراد فيدنير أن يعرف كيف كان الناس يشربون داخل الزنزانة. فقال P38 إنه كان لديهم أربع أو خمس زجاجات أو علب بلاستيكية بحجم 1.5 لتر تقريبًا. وكانوا يملئونها بالماء من الصنبور في المرحاض. وأضاف أنه كان هناك صنبور في المرحاض بخرطوم حيث كان الماء يجري دون توقف. وكان ذلك هو الماء الذي كانوا يشربونه في الزنزانة.

أشار فيدنير إلى إخبار P38 الشرطة الجنائية الاتحادية أنهم كانوا يحصلون على الماء من صنبور باستخدام زجاجة كبيرة، وأنه كان هناك زجاجة واحدة فقط في الزنزانة. أخبر P38 المحكمة أنه لا يمكنه تذكر العدد بالضبط، لكن كان هناك العديد من المعتقلين. قال P38 إنه كان يشرب الماء من الصنبور عندما كان يستخدم المرحاض.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن الحرارة والظروف الأخرى في الزنزانة، مشيرًا إلى أن P38 أخبر الشرطة الجنائية الاتحادية أن الجو كان حارًا داخل الزنزانة بسبب أنبوب الصرف الصحي وأنبوب الماء الساخن. ووصف أن درجة الحرارة كانت 35 درجة مئوية داخل الزنزانة، وأن مياه التكثيف كانت تتساقط من السقف. فأكّد P38 للمحكمة أنه كان هناك أنبوبان مختلفان: أحدهما كان أنبوب التدفئة فوق الأرض مباشرة والآخر كان في السقف ولكنه لم يكن ينقل الحرارة. وأضاف P38 أن الرطوبة داخل الزنزانة كانت لا تطاق.

سأل فيدنير عن الحشرات والأمراض الجلدية. فأكّد P38 أنه كانت هناك حشرات في الزنزانة. ولم يكن يرتدي نظارته في الزنزانة لأنها صودرت. وكان يحمل الحشرات بأصابعه ويعطيها لزملائه المعتقلين لقتلها. أضاف P38 أن القمل كان في كل مكان.

أشار فيدنير إلى أن P38 أخبر الشرطة الجنائية الاتحادية أن العديد من المعتقلين كانوا يعانون من الجَرَب. فأكّد P38 ذلك.

أشار فيدنير إلى قول P38 إنه حُقق معه عدة مرات، وسأله عمّا إذا أُجريت جميع التحقيقات في الطابق العلوي كما ذكر P38 سابقًا، أو إذا حدث بعضها في القبو حيث توجد الزنازين. فقال P38 إنه كان عليه الصعود حوالي أربع مرات إلى الطابق العلوي للتحقيقات. لكن كانت هناك أيضًا تحقيقات في الطابق السفلي: حيث كان عليه مغادرة الزنزانة، وصعود بعض الدرجات إلى الطابق العلوي، ثم خمس أو ست درجات للأعلى، ثم الانعطاف يمينًا. قال P38 إنه يفترض أن هذه الغرفة كانت صغيرة جدًا لأنه كان يسمع استجابة الصوت من الجدران.

سأل فيدنير عمّا إذا كان بإمكان P38 سماع أشخاص آخرين يتعرضون للتعذيب أثناء اعتقاله في الزنزانة. فقال P38 إنه كان بإمكانه سماع ذلك يوميًا. كان شيئا عاديا. كان هناك الكثير من الأشخاص [المعتقلين]، ولم تنته التحقيقات أبدًا.

قال فيدنير إنه أراد التحدث سريعًا عن عواقب سوء المعاملة على P38. استشهد من محضر الشرطة الجنائية الاتحادية الذي وصف فيه P38 أنه بسبب حفل الترحيب، كان وجهه منتفخًا للغاية، وكان بإمكانه بالكاد فتح عينيه لأن السجّانين أمسكوه من شعره وصفعوه على وجهه. فأكّد P38 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا عانى P38 من أي عواقب جسدية أخرى من سوء المعاملة في فرع الخطيب. فأوضح P38 أن الاعتقال كان قبل تسع سنوات، واختفت الأثار المرئية. ربما لا يزال لديه ندبة في الجزء العلوي من ساقه. أضاف أنه بسبب تعرضه للركل في أعضائه التناسلية، واجه صعوبات في التبول بسبب إصابات في تلك المنطقة. وصف P38 أنه ظل يتبول دمًا لعدة أيام بعد تعرضه للركل في أعضائه التناسلية. وأضاف أنه لا يستطيع وصف التعذيب: يمكن للمرء أن يشعر بالضربة الأولى والثانية. إلا أنه لن يشعر بأي شيء بعد ذلك. قال P38 إنه شعر بالشلل بعد ذلك ولم يستطع تذكر التفاصيل.

قال فيدنير لا بأس، وسأل P38 عمّا إذا فقد من وزنه مباشرة بعد الاعتقال بسبب اعتقاله. قال P38 إنه من الطبيعي أن يفقد المرء وزنه بعد تناول قطعة خبز واحدة فقط لمدة شهر. ببساطة، يتحتم على المرء أن يفقد وزنه في هذه الحالة. وأضاف P38 أنه إذا كان هناك رقم قياسي عالمي في موسوعة غينيس لفقدان الوزن، فستفوز به السجون السورية.

أشار فيدنير إلى أن P38 أخبر الشرطة الجنائية الاتحادية أنه فقد الكثير من وزنه بعد 18 يومًا، وأنه مزق سرواله القصير واستخدمه كحزام. فأشار P38 إلى أنه أخبر المحكمة أنه مزق قميصه الداخلي لتنظيف أصابع قدمي أحد زملائه المعتقلين. ثم أخذ أجزاء من القميص الداخلي لاستخدامها كحزام. أضاف P38 أنه استخدم قميصه الداخلي وليس سرواله القصير.

تابع فيدنير متسائلًا عمّا تمكن P38 من رؤيته في المشافي. وسأل P38 عمّا إذا رأى الناس وهم يتعرضون لسوء المعاملة، مضيفًا أنه يريد أن يعرف ما الذي تعرّض له P38 نفسه، وإذا حدث ذلك، فمتى. فقال P38 إن ذلك كان في عام 2012 حيث عمل بصفته فنّيا طبيّا. وكان لديه معارف في مشافٍ مختلفة. حيث قام بإصلاح أشياء في مشافٍ حكومية وقام بتجهيزه. وكان في مشافٍ جنوبي دمشق.

أراد فيدنير معرفة اسم المشفى. فقال P38 إن اسمه كان [حُجِبت المعلومات]. وأنه استُدعي إلى المشفى عدة مرات. ووصف P38 أن المشفى كان به قسم يُجرى فيه تشريح ما بعد الوفاة. وكان لهذا القسم مدخل منفصل. قال P38 إنه استُدعي إلى هناك عدة مرات لإصلاح بعض الأجهزة. ذات مرة، قيل له أن يصلح الإضاءة في غرفة الطوارئ. وعندما جاء، رأى جثة تُشرّح. ولم يكن يعرف من كان هذا أو سبب وجوده هناك. قال P38 إنه انتهى بسرعة من التصليحات، مضيفًا أن هذا كان كل ما تمكن من رؤيته هناك.

سأل فيدنير عمّا إذا لاحظ P38 أي تفاصيل حول الجثة. فقال P38 إنه افترض أن الأعضاء الداخلية كانت مفقودة. وسمع لاحقًا أن الاتجار بالأعضاء كان أمرًا شائعًا جدًا. وأضاف أنه ليس خبيرًا بالموضوع ليجزم بأن الأعضاء كانت مفقودة بالتأكيد.

أشار فيدنير إلى أن P38 أخبر الشرطة الجنائية الاتحادية أن وجه الجثة كان مصابًا، ولهذا افترض أن الشخص ربما تعرض للاعتقال. فأكّد P38 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا شهد P38 أخذ المعتقلين إلى مشافٍ. فقال P38 إنه شهد نقل المعتقلين إلى مشفى في دمشق. ووفقًا لـP38، لا يمكن القول إن هذا المشفى كان مخصصًا للمدنيين بل كان عبارة عن وحدة طوارئ. حيث كان عدد المسلحين أكبر من المدنيين. قال P38 إنه لم يكن يُسمح للمرء إلا بالنظر، دون الكلام. قال P38 إنه كان يعلم هو وآخرون أن الجرحى نُقلوا إلى هناك بعد المظاهرات ثم اختفوا.

أراد فيدنير معرفة ما إذا رأى P38 ذلك أو سمع من الآخرين. فأوضح P38 أنه يعرف شخصًا واحدًا اصطحبه هناك. في البداية أخذ الشخص إلى طبيب خاص ثم إلى مشفى المجتهد. وصار هذا الشخص في عداد المفقودين منذ ذلك الحين. أضاف P38 أنه كان يعرف هذا الشخص ووالديه.

سأل فيدنير عمّا إذا شهد P38 إساءة المعاملة في المشافي بشكل شخصي. فأوضح P38 أن المشافي تحولت إلى ما كان أشبه بفرع المخابرات. فإذا غادر أحد فرع المخابرات، فإنه يكون معصوب العينين، وإذا حدث شيء هناك، يتعرض للضرب.

أراد فيدنير معرفة ما إذا رأى P38 شيئًا من هذا القبيل. فقال P38 إنه رأى شخصيًا أناسًا يتعرضون للضرب على أيدي قوات الأمن في المشافي.

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن القضاة ليس لديهم أسئلة أخرى. سأل محامي الشاهد/المدّعي، شارمر، إذا كان لدى الأطراف الأخرى أسئلة لموكله. فقالت المدّعي العام بولتس إن لديهم بضعة أسئلة فقط، لحوالي عشر دقائق. وقال محامي الدفاع بوكر إنه يجب عليه التحدث إلى زميله أولًا، لكنه يفترض أن لديهم أيضًا بعض الأسئلة فحسب.

***

[استراحة لمدة 75 دقيقة]

***

استجواب من قبل المدّعي العام

شكرت المدّعي العام بولتس P38 على حضوره إلى المحكمة وسألته عمّا إذا كان ضحية للعنف الجنسي أثناء اعتقاله. نفى P38 ذلك.

سألت بولتس عمّا إذا سمع عن وقوع آخرين ضحايا للعنف الجنسي. نفى P38 ذلك.

تابعت بولتس متسائلة عمّا إذا رأى P38 قتلى أثناء اعتقاله أو أشخاصا أصيبوا بجروح خطيرة بحيث يمكن للمرء أن يفترض أنهم سيتوفون بسبب نقص الرعاية الطبية. فقال P38 إنه رأى مصابين لكنه لا يعرف ماذا حدث لهم بعد ذلك.

سألت بولتس عمّا إذا رأى قتلى. نفى P38 ذلك.

أشار المدّعي العام كلينجه إلى أن P38 ذكر اجتماعا طارئا/اجتماع أزمة للحكومة السورية بعد بداية الثورة وطلب من P38 وصف ذلك بمزيد من التفصيل. لم يفهم P38 السؤال. فأوضح كلينجه أن P38 أخبر الشرطة الجنائية الاتحادية عن اجتماع طارئ/أزمة، وطلب منه وصف ذلك بمزيد من التفصيل: أي ما إذا كانت مؤسسة دائمة أو بالأحرى اجتماعًا لمرة واحدة. فأوضح P38 أن الاسم الفعلي هو "خلية الأزمة". وكانت مجموعة من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع ممن شكلوا هذا المجلس للتعامل مع قضايا البلاد في ذلك الوقت. أكّد P38 أنه لا يقصد قضايا البلاد بشكل عام بل المظاهرات. وقال إن انفجارًا وقع في أحد اجتماعاتهم وقُتل فيه عدد من الضباط الأعضاء. أضاف P38 أن هذا كان كل ما يعرفه. [تدخل مترجم المحكمة المسؤول عن الترجمة الشفوية للمُتّهم، موضحًا أن مصطلح "خلية الأزمة" هو الاختصار الشائع لما يسمى بالخلية المركزية لإدارة الأزمة (CCM).]

أراد كلينجه أن يعرف من كان الأعضاء. فقال P38 إن الأعضاء كانوا معروفين. كان من بينهم وزير الداخلية ووزير الدفاع. قال P38 إن الحكومة أعلنت عن هذا. حيث غطت وسائل الإعلام الحكومية الانفجار. وتوفرت المعلومات في وسائل الإعلام.

سأل كلينجه عمّا إذا حصل P38 على جميع المعلومات من وسائل الإعلام. فأكّد P38 أن كل سوري كان على علم بذلك.

أشار كلينجه إلى أن P38 أخبر الشرطة أنه تظاهر في مرحلة مبكرة، وسأل P38 عن ردود فعل الحكومة السورية على الاحتجاجات. فأوضح P38 أنه لم يشارك في هذه المظاهرات، مضيفًا أن الترجمة عند الشرطة قد تكون خاطئة. حيث أنه رأى وشهد بنفسه تلك المظاهرات والناس وهم يُقتلون. إلا أنه لم يشارك فيها.

أراد كلينجه أن يعرف أين وقعت هذه المظاهرات، وكيف وأين قُتل الناس. فقال P38 إن "كل ذلك" لم يبدأ على شكل مظاهرات بل كان إضرابًا في هريرة بعد أن تعرض تاجر للضرب من قبل الشرطة. ثم حدثت مشكلة الأطفال في درعا. قال P38 إن أظافر الأطفال قُلعت لأنهم كتبوا شعارات على الحائط.

سأل كلينجه متى وقعت الحادثة مع الأطفال في درعا. فقال P38 إنها وقعت في بداية المظاهرات في ربيع 2011. وكانت معظم المظاهرات في الميدان في دمشق. قال P38 إنه شاهد هذه المظاهرات عندما كان يعمل فنّيا طبيا في مشفى [حُجِبت المعلومات]. ووفقًا لـP38، كان المشفى في منطقة مرتفعة، وكان يعمل في أحد الطوابق العليا، لذا كان بإمكانه رؤية المظاهرات.

أوضح P38 أن الحادثة التي شهد فيها مقتل أشخاص وقعت في [حُجِبت المعلومات]. ولم يستطع تذكر التاريخ بالضبط، لكنها كانت في الجمعة العظيمة وهي مناسبة خاصة للمسيحيين. حيث كان P38 يقود سيارته في طريقه إلى عائلته، عندما وصل إلى نقطة تفتيش في منتصف الشارع المؤدي إلى المزرعة. كان هذا مقابل مظاهرة لم تكن تحدث في مدينة، بل في ميدان. كان على P38 مغادرة سيارته عندما رأى أشخاصًا يطلقون العيارات النارية على المتظاهرين. قال P38 إن العيارات النارية أُطلقت من سيارة كانت تستهدف المتظاهرين. ورأى كيف سقط الناس على الأرض على بعد 300 أو 400 متر من مكان وجوده تقريبًا. قال P38 إنه كان عليه الاستلقاء على بطنه عندما غادر سيارته. وعندما استدار، رأى شخصًا آخر ملقى بجانبه. كان هذا الشخص يرتدي ملابس بيضاء. كان [حُجِب الاسم]. وكان [حُجِبت المعلومات]. قال P38 إنه تحدث إليه، وأنه أخبر P38 أنه كان ممنوعًا من الذهاب إلى الجانب الآخر حيث كانت سيارة إسعاف تنتظر. خلص P38 إلى أن الناس تعرّضوا لعيارات نارية ولكن لم يُسمح لسيارة الإسعاف بالوصول إلى هناك ومساعدتهم. وعلم لاحقًا أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب العديد لأن الناس لم يُنقلوا إلى مشفى حكومي بل إلى مشافٍ ميدانية تم إنشاؤها في [حُجِبت المعلومات]. قال P38 إن جميع الجرحى كانوا من هذه البلدة ولم يكن معهم أسلحة. وتلقوا العلاج الطبي لفترة طويلة. قال P38 إنه أشرف على الرعاية الطبية وأرسل الأطباء. وكان على بعض المصابين الخضوع لعملية جراحية. وكان ذلك بواسطة [حُجِب الاسم] الذي يعيش الآن في العراق. قال P38 إن هذا حدث عندما رأى بنفسه تعرّض المتظاهرين للإصابة بعيارات نارية. كما أنه شهد مظاهرات في الميدان في دمشق، إلا أنه لم يصب أحد هناك.

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن الجمعة العظيمة كانت في 22 نيسان/أبريل، 2011.

سأل المدّعي العام كلينجه P38 في أي عام حدث هذا. فقال P38 إنه كان في عام 2012.

سأل كلينجه عمّا إذا كان عام 2012 أم 2011. فقال P38 إنه كان عام 2012، موضحًا أنه لم يكن هناك إطلاق عيارات نارية في البداية في عام 2011. حيث بدأت المظاهرات في الربيع وكان يوم الجمعة العظيمة في فصل الربيع. لذلك لا بدّ أنه كان في يوم الجمعة العظيمة في عام 2012.

أشار كلينجه إلى أن P38 لم ير أنور في فرع الخطيب، وسأل متى علم بوجود أنور. فقال P38 إنه سمع عنه عندما كان في سوريا لكنه لم يره. أشار P38 إلى أنه عندما حُقق معه في الطابق العلوي، كان بإمكانه أن يسمع المحقق يتحدث. وكان المحقق والسجّان يتحدثان عندما قال المحقق "ربّوا الحيوان". قال P38 إنه يعتقد أن هذا كان ما سمعه إضافة للكلمات "اجعل ليلته سوداء". [قال مترجم المحكمة إن هذا سيُترجم إلى الألمانية لـ"اجعل حياته جحيمًا"]. أوضح P38 أن الأطفال في سوريا يتعلمون اللغة العربية الفصحى في المدرسة ولكن هناك العديد من اللهجات المختلفة. استطاع أن يميز من اللهجة المستخدمة لكلمة "سوداء" أن الشخص كان من وسط سوريا. وأضاف P38 أنه رأى أنور فقط في المحكمة.

أراد كلينجه أن يعرف متى سمع P38 لأول مرة عن أنور: أي قبل أم بعد اعتقاله في [حُجِبت المعلومات]، 2012. فقال P38 إنه كان من المعروف أن أنور كان يعمل في هذا الفرع لأن مكان عمل كل ضابط كان معروفًا. قال P38 إنه كان يعرف اسم أنور قبل اعتقاله.

سأل كلينجه إذا كان P38 يعرف أيضًا موقف أنور. نفى P38 ذلك.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P38 يعرف في أي فرع كان أنور يعمل. فأكّد P38 أنه كان يعلم قبل تحقيقه أن أنور كان يعمل في فرع الخطيب.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار محامي الدفاع فراتسكي إلى أن P38 كان على علم بأنور قبل تحقيقه وسأل عمّا إذا أخبر P38 الشرطة أيضًا عن أشخاص آخرين في الفرع. فأكّد P38 ذلك، قائلًا إنه هناك تسلسلا هرميا معينا في الفروع المختلفة. لكن الناس في سوريا كانوا يعرفون في كثير من الأحيان ضباطا معينين.

أشار فراتسكي إلى أن P38 أخبر الشرطة أن توفيق يونس كان رئيس فرع الخطيب، لكنه يعتقد أن حافظ مخلوف هو من كان يقود الفرع فعليًا بسبب فرعه في الجسر الأبيض ولأنه ابن خال بشار الأسد. فأكّد P38 ذلك، قائلًا إن حافظ مخلوف لعب دورًا مهمًا جدًا باعتباره ابن خال الرئيس. ووفقًا لـP38، فهو معروف في سوريا وكان هو المسؤول.

طلب فراتسكي من P38 أن يقدّم معلومات محددة حول سلطة حافظ مخلوف في فرع الخطيب. فقال P38 إنه لا علم له لأنه لا يستطيع أن يعرف لأنه لم يكن موظفًا في الفرع.

استجواب من قبل محامي المدّعين

أشار شارمر محامي P38 إلى أن P38 أخبر الشرطة أنه تعرّض للصعق بالكهرباء على شحمتي أذنيه وحلمتيه، عندما سئل عن طرق التعذيب التي كابدها شخصيًا. أكّد P38 أنه اعتُقل أكثر من مرة في فرع الخطيب وإدارة المخابرات الجوية.

قال شارمر إن P38 أبلغ الشرطة أن هذا حدث في الخطيب، متسائلًا عمّا إذا كان ذلك صحيحًا. فقال P38 إنه لا يتذكر بالضبط لكنه تعرض للتعذيب بهذا بالشكل. حيث كان هناك جهاز صغير به يصدر منه صعقات كهربائية في الجزء الأمامي من الجهاز. ثم وُضع الجهاز على أذنه أو حلمتيه. وأضاف P38 أنه كان في فرع الخطيب مياه على الأرض وكانت الصعقات الكهربائية تمرُّ من خلالها.

سألت رئيسة المحكمة القاضي كيربر عن المكان الذي تلقى فيه P38 الصعقات الكهربائية على أذنه وحلمتيه. وأضافت أن بإمكان P38 إخبار المحكمة إذا لم يكن يتذكر. فقال P38 إنه لا يتذكر ما إذا حدث ذلك في فرع الخطيب أم في إدارة المخابرات الجوية.

شكرت القاضي كيربر P38 على إدلائه بشهادته وقالت له إن له الحرية في الذهاب أو البقاء في قاعة المحكمة.

قال محامي P38 إنه سيحتفظ بالتعليق بموجب المادة 257 II من قانون الإجراءات الجنائية الألماني (StPO).

صُرف P38 بصفته شاهدًا. وشكر المحكمة على اهتمامها، مضيفًا أنه يأمل في أن ينال كل مجرمي الحرب السوريين العقوبة العادلة. وجلس مع الجمهور.

مسائل إدارية

تابعت القاضي كيربر شرح القضايا الإدارية. وقالت إن الشخص الذي طلب في السابق المثول بصفته مدعيًا استُجوب الآن من قبل الشرطة الجنائية الاتحادية وأرسلت الشرطة الجنائية الاتحادية محضر الاستجواب دون ملاحق. وقالت للأطراف إن بإمكانهم الإدلاء ببيانات ذات صلة حتى 6 تموز/يوليو، وأيضًا ببيان بشأن قبول محامٍ عند الاقتضاء.

تابعت القاضي كيربر موضحةً أن المحكمة استدعت في البداية شاهدًا مختلفًا لهذا اليوم واليوم الذي يليه. حيث قال هذا الشاهد للقضاة في أيار/مايو إنه لن يحضر للإدلاء بشهادته في المحكمة. إلا أن الشاهد تواصل مع القضاة مؤخرًا طالبًا إجراء مكالمة هاتفية. تحدث القاضي فيدنير بمساعدة أحد مترجمي المحكمة الشفويين إلى الشاهد عبر الهاتف. ثم قال الشاهد إنه كان مستعدًا للإدلاء بشهادته. قالت كيربر إن الشاهد سيتلقى قريبًا استدعاءً في 2 و3 أيلول/سبتمبر. تابعت كيربر واصفةً أن ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية كنابمان الذي استُدعي في اليوم التالي قد استُدعي في البداية للإدلاء بشهادته بشأن استجوابه للشاهد المذكور أعلاه. وبما أنه سيكون في هذا الآن تكرار لا داعي له، فإن كنابمان سيدلي بشهادته بدلًا من ذلك بشأن استجوابه للشاهد [حُجِب الاسم/FR18] الذي استُجوب أيضًا من قبل الشرطة الفرنسية. غير أن الضابط المعني لن يكون على استعداد للإدلاء بشهادته في المحكمة. وأضافت كيربر أن المحكمة ستقدم ملخصًا للبلاغات والإجراءات ذات الصلة، وتعتزم تلاوة الترجمة الألمانية لمحضر استجواب الشرطة الفرنسية.

أفسحت كيربر المجال لمحامي الدفاع بوكر الذي أبلغ المحكمة مؤخرًا بتعديل طلبه. أوضح بوكر أنه بعد تقديم طلبه لفحص ملفات معينة، لاحظ وهو في طريقه إلى المنزل أن هذه الملفات لن تكون لدى المحكمة. ولذلك عدّل طلبه ليشمل إحالة الملفات من المدّعي العام الاتحادي.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا أراد أي من الأطراف الإدلاء ببيان حول هذا التعديل. فأوضح المدّعي العام كلينجه أنه لا يمكن لأحد أن يفحص الملفات التي لا صلة لها بالقضية الحالية إلا إذا كان هناك ما يبرر هذا الاهتمام، وطلب من بوكر تحديد طلبه في هذا الصدد. ووصف كلينجه أن مكتب المدّعي العام الاتحادي كان يجري تحقيقًا هيكليًا بشأن النزاع السوري منذ عام 2011. وأكّد لبوكر أن المدّعين العامين سيحيلون جميع أدلة الإدانة والبراءة من هذه الملفات. وإن لم يكن هذا كافيًا لبوكر، فعليه تحديد طلبه. خلص كلينجه إلى أنه استُمع إلى أكثر من 100 شاهد، وجُمعت معلومات مفتوحة المصدر، وصدرت طلبات المساعدة القانونية المتبادلة. وأن فحص ملف التحقيق الهيكلي بأكمله سيكون ببساطة مستحيلًا.

قال بوكر إن لا شك لديه بأن المدّعين العامين سيفعلون ذلك وأنهم سيحيلون جميع المعلومات ذات الصلة. إلا أن شهادة الشهود التي أٌدلي بها الأسبوع الماضي أظهرت أن هناك احتمالًا بأنه لن يُنظر في شهادات معينة. ووفقًا لبوكر، ربما لا تزال بعض الشهادات موجودة في مكان ما في هذا الملف. وأضاف أنه سيترك طلبه كما هو الآن، حيث سيكون في إجازة لمدة أربعة أسابيع. وأعرب عن أمله في أن توافق المحكمة على طلبه، وإلا فإنه سيجري التعديلات ذات الصلة.

فأجاب كلينجه بأن بوكر بحاجة إلى تقديم ادعاء كافٍ بأن هناك مصلحة قائمة بالنسبة له لفحص كامل ملف القضية الخاص بالتحقيق الهيكلي. حيث أنه ليس هناك أي اهتمام بملف هذه القضية من وجهة نظر المدّعين العامين ولم يحدث أي شيء ذي صلة بالقضية الحالية. كما عرض السماح لشخص بالبحثفي كل شيء للتحقق مرة أخرى ومعرفة ما إن كان هناك شهود إضافيون.

أضاف بوكر أن المحكمة استمعت بالفعل إلى العديد من الأمور التي لم تكن ذات صلة مباشرة بالقضية، على سبيل المثال الشهادات المتعلقة بأحداث عام 2007. وقال إنه يفضل مراجعة ملف القضية بنفسه.

أضاف كلينجه أنه سيكون من المستحيل ببساطة على بوكر الخوض في التحقيق الهيكلي بأكمله.

سأل بوكر عمّا كان عليه توقعه بالنسبة لحجم الملف. فقال كلينجه إن بوكر ليس الشخص الوحيد المهتم بملف قضية المدّعي العام الاتحادي حول التحقيق الهيكلي، حيث سيكون هناك اهتمام كبير من الآخرين أيضًا.

رُفعت الجلسة الساعة 2:55 بعد الظهر.

ستُستأنف المحاكمة في 1 تموز/يوليو، 2021.

اليوم الثمانون – 1 تموز/يوليو، 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:50 صباحًا بحضور خمسة أشخاص وصحفيَين. لم يطلب أي من الصحفيين المعتمدين الحصول على الترجمة العربية. ومثل الادّعاء العام المدّعيان العامان كلينجه وبولتس. لم يكن محاميا المدّعين بانز ود. كروكر حاضرين.

افتتحت القاضي كيربر الجلسة بالإشارة إلى أن الشاهد [حُجِب الاسم] [FR18] استُجوب من قبل الشرطة الألمانية والفرنسية. وأضافت أن القضاة لخصوا بالفعل محادثتهم عبر البريد الإلكتروني مع FR18 في يوم محاكمة سابق [19 أيار/مايو]. وفي نهاية المطاف، أبلغ FR18 المحكمة كتابيًا في 11 أيار/مايو، 2021 أنه لن يحضر للإدلاء بشهادته في المحكمة. لذلك استدعى القضاة الضابط الذي قاد الاستجواب نيابة عن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية.

شهادة كريستيان كنابمان

أُبلغ كنابمان بحقوقه وواجباته بصفته شاهدًا، وجرى تأكيد معلوماته الشخصية مرة أخرى.

طلبت القاضي كيربر من كنابمان أولًا أن يخبر المحكمة عن استجوابه لـFR18. فأوضح كنابمان أنه وزميلته استجوبا FR18 في [حُجِبت المعلومات]. وسبق أن استجوبت الشرطة الفرنسية FR18 في عام 2017. حيث قال في ذلك الوقت إنه اعتُقل ثلاث مرات لأنه كان ناشطًا. وأنه بقي أثناء اعتقاله الثالث في فرع الخطيب والقسم 40 لبضعة أيام. لذلك كلف المدّعي العام الاتحادي الألماني مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية باستجواب FR18 مجددًا. وفقًا لكنابمان، فإن FR18 يبلغ الآن 33 عامًا وذكر في استجوابه الأول أنه درس القانون في سوريا وفرنسا. أوضح كنابمان أنه وزميلته قاما سريعًا بالتحقق مرة أخرى من معلومات FR18 الشخصية، وأضاف إلى استجوابهما أنه كان يعمل لصالح منظمة [حُجِبت المعلومات]. وقال كنابمان إنهما لم يريدا تكرار جميع الأسئلة التي طرحها زميلهما الفرنسي. وأن FR18 أخبرهما في بداية المقابلة، عند الساعة 10 صباحًا، أنه سيكون متاحًا فقط حتى 2:30 بعد الظهر. لذلك لم يطرح كنابمان وزميلته جميع الأسئلة كما كان مخططًا له في البداية. حيث بدأ الاستجواب من خلال عرض مجموعة مختارة من صور الشرطة الجنائية الاتحادية على FR18 والتي كانا يستخدمانها بانتظام ليتعرف الأشخاص على أنور رسلان. وقال كنابمان إن FR18 لم يتعرف على أي شخص في الصور ولم يتعرف على أنور رسلان في أي من الصور. ولم يعرف FR18 اسم أنور إلا من خلال وسائل الإعلام.

وصف كنابمان كيف قدم FR18 وجهة نظره بشأن تحقيقات الشرطة الجنائية الاتحادية في هذه القضية بمبادرة منه. وقال لكنابمان وزميلته إنه لم يكن راضيًا عن اعتقال أنور رسلان وإياد الغريب لأنهم بذلك أرسلوا إشارة خاطئة للمعارضة السورية، وأحبطوا عزيمة المنشقين المحتملين. وفقًا لـFR18، ستكون ألمانيا وفرنسا بذلك متواطئتين مع النظام السوري. قال كنابمان إن FR18 أوضح ثلاث مرات أنه اتّهم أنور بارتكاب جرائم معينة، لكنه اعتقد أن اعتقاله كان خطأ. وأشار إلى قائمة بالمشتبه بهم البديلين الذين يجب اعتقالهم، لأنهم كانوا لا يزالون إلى جانب النظام السوري. أخبر كنابمان المحكمة أنه أوضح لـFR18 أن الشرطة الجنائية الاتحادية ستحتاج إلى أدلة كافية لإجراء أي اعتقالات، وإذا كان بحوزته مثل هذه الأدلة، فبإمكانه إرسالها إليهم. قال كنابمان إنه شرح الوضع القانوني لـFR18، إلا أن FR18 لم يتواصل معهم بشأن أي دليل.

أشار كنابمان إلى أن FR18 قدم بعد ذلك مجموعة مختارة من صور الشرطة الجنائية الاتحادية لإياد الغريب. ولم يتعرف FR18 على أي شخص، وقال للشرطة الجنائية الاتحادية إنه سمع اسم إياد لأول مرة بعد اعتقاله في ألمانيا فحسب. وأوضح FR18 أنه كان يعمل مع جهات اتصال في المخابرات السورية، وكان بعضهم في فرع الخطيب. تم الكشف عن هذا التعاون وسمع FR18 من أصدقائه أن [حُجِب الاسم] اعتُقل وتوفي في الاعتقال.

تدخلت القاضي كيربر قائلةً إن القضاة كان لديهم سؤال إضافي. قال القاضي فيدنير إنه بالنسبة لأقوال FR18، فقد أراد معرفة ما إذا قال FR18 أي شيء عن تقديم أنور معلومات للسلطات الألمانية. فقال كنابمان إن FR18 أخبره أن أنور أرسل المعلومات إلى السلطات الألمانية والفرنسية والأمريكية. وأنه حصل في المقابل على حق اللجوء في ألمانيا.

سأل فيدنير عمّا إذا قال FR18 كيف عرف ذلك. نفى كنابمان ذلك.

أراد فيدنير كذلك معرفة ما إذا قال FR18 أي شيء عن عائلته في سوريا. فأوضح كنابمان أنه في سياق أقواله حول سبب عدم رضاه عن اعتقال أنور، قال FR18 للشرطة الجنائية الاتحادية إنه كان قلقًا بشأن سلامة عائلته التي كانت لا تزال في سوريا وأنشطة المعارضة.

طلبت القاضي كيربر من كنابمان أن يصف كيف اعتُقل FR18. أشار كنابمان إلى أن FR18 أخبر الشرطة الفرنسية أنه اعتُقل للمرة الثالثة في [حُجِبت المعلومات] 2012، ونُقل إلى القسم 40 حيث تعرض للتعذيب المستمر لمدة يومين. وأوضح كنابمان أن الشرطة الجنائية الاتحادية أرادت الحديث عن فرع الخطيب. فأخبرهم FR18 أنه نُقل إلى الخطيب حيث كان عليهالإقامة لمدة أربعة أيام قبل نقله إلى مقر إدارة المخابرات العامة السورية في كفر سوسة. وقال كنابمان إنه عرض هو وزميلته قبل ذلك على FR18 صورة للمبنى الذي حددته الشرطة الجنائية الاتحادية على أنه المقر الرئيسي لإدارة المخابرات العامة. وحدد FR18 المبنى على أنه فرع الميدان والذي هو مقر إدارة المخابرات العامة.

سأل كنابمان وزميلته FR18 بعد ذلك كيف عرف أنه كان في القسم 40 والخطيب. فأوضح FR18 أنه بالنسبة للقسم 40، فلم يبعد سوى ثلاث دقائق عن المظاهرة. وكان قادرًا على تتبع الطريق إلى هناك وعرف الموقع. وبالنسبة للخطيب، قال FR18 إن ذلك حدث في الليل وكان ظلامًا. كان عليه أن ينزل رأسه إلى أسفل وضُرب بعقب البندقية. أضاف FR18 أنه كان من الطبيعي أن يُنقل أحدهم من القسم 40 إلى الخطيب، وقال إن ذلك كان اعتياديًا. وأوضح كذلك أنه كان من المعروف أنه سيُلقى القبض على الأشخاص وسيعتقلون على هذا النحو. وقد توقع بالفعل عند اعتقاله أنه سينتهي به المطاف في فرع الخطيب. ثم تحقق ذلك عندما وصل إلى الزنزانة هناك حيث التقى بصديقين أخبراه أنهم في كانوا فرع الخطيب.

سألت القاضي كيربر ما إذا ذكر FR18 أي أسماء. نفى كنابمان ذلك، وقال إن FR18 لم يكن يعرف عدد المرات التي حُقق فيها معه لكنه أخبر الشرطة الجنائية الاتحادية عندما سُئل أن ذلك حدث عدة مرات. وعند سؤاله عمّا حدث في التحقيقات، قال FR18 إنه اقتيد من الزنزانة، معصوب العينين، ويداه مقيدتان، ووُضع في غرفة. كان على FR18 في هذه الغرفة أن يقف ورأسه لأسفل بينما كان معصوب العينين ويداه مقيدتان. ووقف شخص أمامه هناك وكان يطرح الأسئلة. وقام شخصان آخران، لم يتمكن FR18 من تحديد مكانهما في الغرفة، بضربه دائمًا عند كل إجابة يقدمها. أما بالنسبة لأساليب التعذيب، قال FR18 إنه تعرّض للضرب بالأيدي واللكمات والعصي. كما تعرّض للضرب من قبل ضابط التحقيق وصُعق بالكهرباء، لا سيما على أعضائه التناسلية وعنقه. وعلاوة على ذلك، قُيدت يداه فوق رأسه وعُلّق من معصميه. أطلق FR18 على هذه الطريقة اسم الشَّبْح. وقال كنابمان إن FR18 قال للشرطة الجنائية الاتحادية إنه ظل مُعلّقًا لعدة ساعات. كما قال FR18 إنه رفض ذات مرة شرب الماء. لذلك أُجبر على شرب الكثير من الماء وربط قضيبه برباط مطاطي. وفقًا لكنابمان، أخبر FR18 الشرطة الفرنسية أن هذا كان أمرًا مروعا بالنسبة له، وكان يخشى أنه سيموت.

سألت كيربر عن ألقاب السجّانين. فقال كنابمان إن FR18 أخبر الشرطة أن أحد السجّانين كان يُدعى "ميماتي"، وأنه كان متوحشًا للغاية. كان هذا وفقًا لكنابمان كل ما قاله FR18 عن الألقاب.

أرادت كيربر معرفة ما قاله FR18 للشرطة الجنائية الاتحادية بخصوص المتوفين. فأكّد كنابمان أن FR18 قال إنه رأى أشخاصًا متوفين في الخطيب. وأخبر FR18 الشرطة الفرنسية أنه شهد تعرض شخص للشَّبْح والتعذيب والضرب ومن ثم توفي. قال كنابمان إن FR18 انهار عندما سأله عمّا حدث بالضبط وبدا متوترًا. ثم أوضح FR18 أنه تلقى علاجًا نفسيًا اجتماعيًا لمدة عامين. وأنه لم يرد الحديث عن هذا الحدث وتفادى الإجابة عن السؤال. أخبره كنابمان أنه لا يمكنه بالطبع إجباره، لكنه عرض عليه أن يتحدث الاثنان دون حضور زميلة كنابمان وبدون المترجم. وقال كنابمان لـFR18 إنه من الممكن أن يُسأل عن هذه الحدثة مرة أخرى، حتى في المحكمة. طلب FR18 بعد ذلك استراحة وذهب مباشرة إلى المرحاض. وبدا لكنابمان أن FR18 تقيأ بناءً على علامات جسدية مثل ارتجاف FR18. لذلك قرر عدم طرح أي أسئلة أخرى حول هذه الحادثة. وقال FR18 إنه استطاع بعد خمس دقائق تأكيد أنه أخبر الشرطة الفرنسية بالفعل بشأن الحادثة: أن الشخص مات تحت التعذيب وكان ميتًا بالتأكيد. قال كنابمان إنه بعد ذلك لم يطرح أي أسئلة أخرى حول هذا الموضوع. وكان عليهم إنهاء الاستجواب بسبب نفاد الوقت.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا أُبلغ FR18 بحقوقه وواجباته بصفته شاهدًا. فقال كنابمان بالطبع.

سألت كيربر إذا كان هناك أي مشاكل مع المترجم. فأوضح كنابمان أن الشاهد أراد أن يُدلي بشهادته باللغة الفرنسية. كان مترجم الشرطة الجنائية الاتحادية يتحدث الفرنسية واستطاع مساعدته وفقًا لذلك. أخبر FR18 كنابمان أنه لم يعد يرغب في التحدث باللغة العربية وأنه تمنى أن يترك هذه التجارب خلفه.

أشارت كيربر إلى أن FR18 ذكر قبل الاستجواب أن لديه موعدًا مهمًا وسأل كنابمان عمّا إذا كان هذا هو سبب إنهاء الاستجواب. فأكّد كنابمان ذلك، مضيفًا أنهم بدأوا إعادة الترجمة لكنهم لم يتمكنوا من الانتهاء حتى الساعة 2:30 مساءً. إلا أن FR18 أصرّ على الذهاب. لذلك اتفقوا على استكمال إعادة الترجمة في صباح اليوم التالي.

خلصت كيربر إلى أنه أُعيدت ترجمة كل شيء لـFR18. فأكّد كنابمان ذلك.

قالت كيربر إن FR18 أبلغ الشرطة الفرنسية بوفاة شخصين. فأكّد كنابمان أن FR18 ذكر أن شخصين ربما توفيا. إلا أن FR18 قام بتقديم معلومات أكثر دقة في استجواب الشرطة الجنائية الاتحادية: حيث رأى FR18 الشخص الثاني في "فرع الميدان"، أي مقر إدارة المخابرات العامة. وأضاف كنابمان أنه كان هناك العديد من الفروع في هذا المبنى، على سبيل المثال الفرع 285. أخبر FR18 الشرطة الجنائية الاتحادية أن الشخص الذي كان هناك كان أكبر سنًا. وأنه تعرض للتعذيب وسقط على الأرض عندما ضُرب بعقب بندقية. وقال FR18 إنه توفي على الأرجح.

أراد فيدنير أن يعرف متى حدث اعتقال FR18 للمرة الثالثة. فقال كنابمان إنه كان في [حُجبت المعلومات]  2012.

أشار فيدنير إلى نهاية استجواب الشرطة الجنائية الاتحادية حيث كان المحضر قصيرًا نسبيًا بعد السؤال حول المتوفين. أراد فيدنير معرفة ما إذا ظن كنابمان بأن FR18 لن يجيب على أي أسئلة أخرى في ذلك اليوم أم إذا كان ذلك بسبب نفاذ الوقت. فأوضح كنابمان أن مواصلة الاستجواب في هذه المرحلة كان أكثر أهمية بالنسبة له، إلا أن الوقت كان ينفد ببساطة. وأضاف أن هذا كان كل ما سمعه من FR18. فقد رفض FR18 الإجابة حتى بعد أن أكّد كنابمان على الأهمية الكبيرة لشهادته. حيث كان هذا [الشخص المتوفي في فرع الخطيب] هو الشيء الوحيد الذي لم يرغب FR18 في الحديث عنه.

خلص فيدنير إلى أن إنهاء الاستجواب كان لسببين. فأكّد كنابمان ذلك، قائلًا إنه كان سيواصل الاستجواب لو أنه شعر بأن FR18 كان مستعدًا لتقديم المزيد من المعلومات. ولكن نظرًا لأن الأمر لم يكن كذلك، فقد بدأ في إعادة الترجمة.

أشار فيدنير إلى طلب كنابمان من FR18 أن يصف كيف توفي الشخص في الخطيب وسأل كنابمان عمّا أجاب FR18. فقال كنابمان إن FR18 أخبره أن الشخص توفي تحت التعذيب.

أراد فيدنير أيضًا معرفة رد FR18 عندما سئل عمّا إذا كان متأكدًا من وفاة الشخص. فقال كنابمان إن FR18 كان متأكدًا تمامًا. وأضاف كنابمان أن FR18 أبلغ الشرطة الفرنسية سابقًا أن الشخص ظل معلقًا بجانبه عندما كان ميتًا. قال كنابمان إنه لذلك لم يطرح أي أسئلة أخرى حول ذلك.

أشار فيدنير إلى أن FR18 أراد العودة ليتم إعادة ترجمة محضر المقابلة له، وسأل كنابمان متى حدث هذا. قال كنابمان إنهم اتفقوا على أن يأتي FR18 في الساعة 9:30، لكنه لم يتذكر ما إذا حضر FR18 في الوقت المحدد. إلا أن إعادة الترجمة أُنهيت بحلول الساعة 10:37 صباحًا.

سأل فيدنير عمّا إذا حاول كنابمان طرح المزيد من الأسئلة على FR18 عندما عاد ليتم إعادة ترجمة محضر المقابلة له. نفى كنابمان ذلك. وأراد فيدنير معرفة السبب. فأوضح كنابمان أنه حدد وزميلته في البداية موعدًا لاستجواب آخر في ذلك الوقت وكان عليهما نقله إلى وقت لاحق. فقد يطول الاستجواب بسهولة. لذلك أكمل إعادة الترجمة وبدأ في الاستجواب الآخر.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن الجو العام أثناء الاستجواب، وما إذا كان FR18 متوترًا وما إذا أجاب بشكل عفوي وبصدق. فقال كنابمان إنه لا يذكر أن FR18 لم يكن صادقًا في أي مرحلة. حيث كان FR18 واضحًا جدًا في رأيه وانتقد السلطات الألمانية لتحقيقاتها. لذلك لم يكن لدى كنابمان شكوك حول الأقوال التي تحمل إدانة التي أدلى بها FR18.

قال فيدنير إنه لاحظ من المحضر أن FR18 تحدث بشكل مكثف عن رأيه الشخصي والاعتقالات في البداية، لكنه أصبح يقدم بعد ذلك إجابات مختصرة قبل نهاية الاستجواب. سأل فيدنير كنابمان عن شعوره حيال ذلك. فأوضح كنابمان أن وفاة أحد زملاء FR18 المعتقلين كان في البداية أهم جانب من جوانب استجواب الشرطة الجنائية الاتحادية. قال كنابمان إنه فوجئ جدًا بأن FR18 وصف تعذيبه هو ولكنه رفض الحديث عندما أرادوا التحدث عن شخص آخر وحتى أنه ظهرت عليه علامات جسدية. قال كنابمان إنه فوجئ ولكنه كان من الواضح أن FR18 لن يجيب على أي أسئلة أخرى.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان كنابمان صدّق FR18 [أي صدّق رفضه ورد فعله الجسدي]. فأكّد كنابمان ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا أظهر FR18 أي رد فعل عندما أوضح له كنابمان أن هذا سيكون ذا صلة للمحاكمة في المحكمة. وأشار كنابمان إلى أنه بعد أن عرض على FR18 التحدث عن الأمر بدون زميلته والمترجم، لم يُظهر FR18 أي رد فعل عندما أوضح كنابمان له أهمية شهادته للمحاكمة في المحكمة. ووفقًا لكنابمان، لم يقل FR18 إنه لا يريد الحضور والإدلاء بشهادته في المحكمة، ولم يكن واضحًا أن FR18 لم يرغب في الحضور.

أراد فيدنير معرفة ما إذا حاولت الشرطة الجنائية الاتحادية استجواب FR18 مرة أخرى. فقال كنابمان إنه ليس على علم بأي جهود في هذا الصدد. وأضاف أنه على الرغم من عدم تمكنه من الوصول إلى جميع الملفات، إلا أنه كان على يقين من أنه كان سيشارك في ذلك لو حاولت الشرطة الجنائية الاتحادية استجواب FR18 مرة أخرى.

استجواب من قبل محامي المدّعين

قال محامي المدّعين شولتس إن لديه سؤال تحتمل إجابته "نعم أو لا" بخصوص إحدى ملاحظات كنابمان على ملف. وسمحت القاضي كيربر لشولتس بطرح سؤاله. أشار شولتس إلى أن كنابمان استجوب [حُجِب الاسم] أيضًا. تدخلت القاضي كيربر، قائلةً إنه ستتاح للمحكمة على الأرجح فرصة الاستماع إلى هذا الشاهد شخصيًا. فقال شولتس إنه يريد فقط أن يعرف عن ملف صوتي ذي صلة، وما إذا كان متاحًا. سمحت القاضي كيربر لشولتس بطرح سؤاله. قال شولتس إن هناك ملفا صوتيا على الواتساب يتضمن [حُجِب الاسم] وأنور رسلان. فأوضح كنابمان أنه حفظ الملف على قرص مضغوط. وأن الترجمة الألمانية متاحة كتابيًا بينما حُفظت النسخة العربية [الأصل] على القرص المضغوط. وقال كنابمان إن القرص المضغوط والترجمة المكتوبة موجودان في ملف القضية.

صُرف كنابمان بصفته شاهدًا.

مسائل إدارية

تابعت القاضي كيربر موضحةً أنه بسبب رفض FR18 الإدلاء بشهادته في المحكمة، أراد القضاة استدعاء الضابط الفرنسي المعني الذي قام باستجوابه. إلا أن هذا لم يكن ممكنًا. وقالت كيربر إنها ستلخص الآن جهود القضاة لاستدعاء الضابط الفرنسي. أضاف القاضي فيدنير أنه اتصل بمفتش من الشرطة الجنائية الاتحادية للاتصال بزملائه الفرنسيين والترتيب للاتصال بالضابط الفرنسي.

قالت كيربر إن ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية أوضح في 7 حزيران/يونيو، 2020 في رسالة بريد إلكتروني إلى القاضي فيدنير أنه اتصل بزملائه من وحدة جرائم الحرب التابعة للشرطة الفرنسية وتحدث عن استجواب FR18. وقال إن الزميل المعني الذي قاد الاستجواب لم يعد يعمل لدى الشرطة الفرنسية، لكنهم أكّدوا أنهم سيحاولون الاتصال به.

قالت كيربر كذلك إن القاضي فيدنير تلقى بريدًا إلكترونيًا آخر من ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية في 9 حزيران/يونيو، 2020، أوضح فيه أن زميله الفرنسي أخبره أن الضابط المعني تقاعد. وأنها اتصلت به لتسأله عمّا إذا كان على استعداد للإدلاء بشهادته في المحكمة، لكنه رفض. وأكّد الزميل الفرنسي على ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية أن يبحث عن ضابط آخر كان حاضرا في الاستجواب.

أوضحت كيربر أن فيدنير تلقى بريدًا إلكترونيًا من ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية في نفس اليوم، قائلًا إن الزميل الفرنسي فحص محضر الاستجواب وعلم بوجود ضابط واحد فقط. وأنه إذا كان هناك ضابط ثان، فإن ذلك كان سيدوّن في المحضر. أخبر ضابط الشرطة الجنائية الاتحادية فيدنير أن الزملاء الفرنسيين لن يتمكنوا من حل هذه المشكلة.

أوضحت القاضي كيربر لذلك أن القضاة كانوا مستعدين لتلاوة الترجمة الألمانية لمحضر الاستجواب الفرنسي. وافق المدّعي العام كلينجه ومحامي الدفاع بوكر على ذلك.

قرار المحكمة بشأن الأدلة من المحضر الفرنسي

تلت القاضي كيربر قرار المحكمة التالي:

[استند القسم التالي على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة ولا يمثل نسخة كاملة أو دقيقة من القرار].

قرر القضاة تلاوة الترجمة الألمانية للمحضر الفرنسي لاستجواب [FR18] مع الشرطة الفرنسية بشأن [حُجِبت المعلومات] 2017، للأسباب التالية:

1) تعذّر استجواب الشاهد في المحكمة (بموجب المادة 251 Iرقم (3) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني (StPO)). حيث أنه استُدعي مرتين ولم يمثل في كلا المرتين في 6 و7 كانون الثاني/يناير، 2021 و19 و20 أيار/مايو، 2021.

فيما يتعلق بقراره بعدم الحضور في كانون الثاني/يناير، أوضح الشاهد أنه سيكون من المستحيل من الناحية النفسية أن يشهد أمام المحكمة. وطلب المزيد من الوقت. لذلك اتفق القضاة والشاهد على موعد في أيار/مايو. وتم التواصل مع الشاهد عبر البريد الإلكتروني عدة مرات. وأجاب في النهاية في أيار/مايو، قائلًا إنه لن يدلي بشهادته في المحكمة بالتأكيد، وقدم عدة أسباب لقراره. ولم يجب على المحاولات الإضافية للتواصل معه ولم يمثل أمام المحكمة في الموعد المحدد.

2) تعذرت شهادة الضابط الفرنسي الذي استجوب الشاهد.

كان هناك ضابط واحد فقط حاضر في الاستجواب. وقد تقاعد هذا الشخص الآن ولم يوافق على أن يُدلي بشهادته في المحكمة.

أوضحت القاضي كيربر أن أحد مترجمي المحكمة الشفويين كان محلفًا أيضًا بصفته مترجمًا للغة الفرنسية. وكان لديه نسخة من المحضر الفرنسي بالإضافة إلى الترجمة الألمانية المكتوبة أمامه للتحقق من صحة الترجمة الألمانية.

تلاوة مقابلة التحقيق الفرنسية

[القسم التالي هو نسخة مُعاد صياغتها للترجمة الألمانية للمحضر الفرنسي، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

استُجوب [FR18] من قبل وحدة جرائم الحرب التابعة للشرطة الفرنسية بشأن [حُجِبت المعلومات]. وقدم الشاهد معلوماته الشخصية (وُلد في [حُجِبت المعلومات]).

أدى المترجم الشفوي اليمين الدستورية.

وُضّح لـFR18 أنه استُجوب بسبب التحقيقات التي أجرتها السلطات الفرنسية التي بدأت بعد أن تلقى وزير الخارجية الفرنسي ما يسمى بملفات قيصر في [حُجِبت المعلومات]، 2015.

عندما سُئل عن موعد قدومه إلى فرنسا، أوضح FR18 أنه دخل فرنسا كلاجئ عبر الأردن في [حُجِبت المعلومات] 2012.

قال FR18 إنه يدرس [حُجِبت المعلومات].

سُئل عمّا إذا أدلى بشهادته من قبل حول هذه الحادثة في سوريا. نفى FR18 ذلك.

أرادت الشرطة الفرنسية أن تعرف متى غادر FR18 سوريا. فقال FR18 إنه غادر في نيسان/أبريل [حُجِبت المعلومات]، 2012.

سئل كذلك عن مكان إقامته في سوريا. فأوضح FR18 أنه كان يعيش في دمشق، على بعد 15 دقيقة تقريبًا، شمال وسط المدينة في شقة مملوكة لوالديه. وعاش هناك لوحده.

عندما سئل عن دينه وعن دين/عرق والديه ووظيفتي والديه، قال FR18 إنه ملحد. وأن والديه كرديان مسلمان وأن والده انتقل من [حُجِبت المعلومات] إلى دمشق. وقال FR18 إن والده كان يعمل محاميًا لوزير الصحة وكان في [حُجِبت المعلومات] وقت الاستجواب، تمامًا مثل شقيقي FR18وشقيقته.

أرادت الشرطة الفرنسية معرفة ما إذا تلقى FR18 تعليمًا جامعيًا. فأكّد FR18 أنه درس [حُجِبت المعلومات] في سوريا لكنه اضطر إلى التوقف مؤقتًا عن الدراسة بسبب الثورة وأنه الآن يواصل دراسته في فرنسا.

طُلب من FR18 شرح مسار حياته المهنية. فقال FR18 إنه عمل في منظمة [حُجِبت المعلومات]. وعملت المنظمة على [حُجِبت المعلومات]. قاد FR18 بعض ورش العمل لهذه المنظمة. ودرس القانون من 2010 إلى 2011 عندما "بدأت الأحداث".

سألت الشرطة الفرنسية عمّا إذا كان FR18 عضوًا في حزب سياسي في سوريا. نفى FR18 ذلك، موضحًا أنه كان إلزاميا على كل شخص في سوريا ابتداء من الصف الثامن أن يكون عضوا في حزب البعث. وأوضح أنه لم يُسمح للناس على سبيل المثال بتقديم الامتحانات إذا لم يكونوا أعضاء في الحزب. لذلك كان FR18 عضوًا في الحزب ولكنه كان معارضًا له فعليًا. فقد أيد إعلان شبيبة دمشق. وقال FR18 إنه تعاطف مع ذلك وشارك في اجتماعات سرية حول الديمقراطية. وكان [حُجِبت المعلومات] أحد الموقعين على إعلان دمشق عام 2006.

عندما سُئل عن علاقات أو صلات بأعضاء في الحكومة [السورية]، نفى FR18 ذلك.

سُئل FR18 السؤال نفسه عن قوات الأمن والميليشيات؛ ونفى ذلك مرة أخرى.

كما أرادت الشرطة الفرنسية معرفة سبب مغادرة FR18 سوريا. فأوضح FR18 أنه اعتُقل ثلاث مرات وخشي أن يُعتقل مرة أخرى. وقال إنه تعرض للتهديد بالتصفية في المرة القادمة التي يُعتقل فيها لأنه كان عضوًا في المعارضة المسلحة [تدخل محامي المدّعي، شارمر، قائلًا إن المصطلح الفرنسي يجب أن يُترجم على أنه ناشط وليس عضو في المعارضة المسلحة. فأكّد مترجم المحكمة ذلك.].

سُئل FR18 كذلك عمّا حدث له عندما بدأت الاحتجاجات في عام 2011. فأوضح FR18 أن الاحتجاجات كانت قد بدأت في تونس فعليًا. لذلك تجمّع مع حوالي 15 صديقًا أمام السفارة التونسية، لكن جهاز المخابرات أبعدهم عن المكان. وقاموا بتجمع آخر أمام السفارة المصرية مع حوالي 100 متظاهر. أشار FR18 إلى أن عميدًا أخبرهم أنه حيفلّت علينا الهمج/المتوحشين تبعه ونحن عم نغني أغاني الثورة. لذلك اضطروا إلى مغادرة المكان. أوضح FR18 أن شخصًا في الولايات المتحدة الأمريكية نشر أشياء على الفيسبوك حول الاعتقالات في ليبيا. قال إن هذا كان قبل الثورة وإنه كان هناك المزيد من المظاهرات بمجرد اندلاع الثورة.

كانت الأولى في 15 آذار/مارس، 2011 واستمرت 25 دقيقة تقريبًا وردد الناس شعارات فيها. واعتُقل أشخاص في هذه المظاهرة، ولكن كان هناك واحدة أخرى في اليوم التالي. وقال FR18 إن شخصين قُتلا في مظاهرة في درعا ووقعت المزيد من المظاهرات في دمشق. قمعت القوات الأمنية مظاهرة أمام الجامع الأموي. وحدث الأمر ذاته في دوما مع وفاة شخصين. أوضح FR18 أن الجنازات في الأيام التالية تحولت إلى مظاهرات منظمة. ووفقًا لـFR18، اعتُقل المزيد من الأشخاص في الأسبوع التالي. وقال إن المظاهرات حدثت في كل ساحة في دمشق وأمام المساجد. قال FR18 إنه كُلّف بتصوير الاحتجاجات في الميدان. وأنه اعتُقل في نهاية نيسان/أبريل 2011. كما اعتقل جهاز المخابرات 40 شخصًا آخر. وقاموا بضرب الناس، وسجّلوا بياناتهم الشخصية واقتادوهم إلى فرع في الميدان بالقرب من مشفى المجتهد.

قال FR18 إنه وُضع في زنزانة وتعرض للتعذيب، من بين ضروب التعذيب الأخرى، بالصعق بالكهرباء بشكل يومي. وقال إنه لم يُحقق معه لكنه نفى مشاركته في المظاهرة. تعرض المعتقلون للضرب ببنادق الكلاشينكوف وهم في طريقهم إلى المرحاض. وسقط أحد المعتقلين بجوار FR18 على الأرض من الضرب وربما توفي [للتوضيح انظر المحادثة في النهاية]. وفقًا لـFR18، فقد تعرض أحدهم للضرب دون سبب ولم يحصل على الطعام. قال FR18 إنه مرّ بالمظاهرة فحسب وبالتالي أُطلق سراحه بعد ثلاثة أيام. قال FR18 إنه واصل المشاركة في المظاهرات عندما اعتقلت قوات الأمن صديقًا له. وذهب FR18 لعائلته ليبلغهم بذلك.

أوضح FR18للشرطة الفرنسية أنه لم يمكث أبدًا في نفس المكان لأكثر من يومين. وأنه أسس جماعة لتنظيم وتصوير المظاهرات وشارك في اجتماعات سرية مع قيادات الجماعة في حلب ودمشق والرقة ودير الزور. قال FR18 إنهم كانوا خائفين من نشوب نزاع.

اعتُقل للمرة الثانية في [حُجِبت المعلومات] 2011، في مقهى في دمشق مع أحد عشر صديقًا بسبب جاسوس. قال FR18 إنهم اقتيدوا إلى فرع قريب من البنك المركزي حيث حُقق معه لمدة شهرين. وتعرض للتعذيب بالفلقة والصعق بالكهرباء في أول يومين وظل يقاوم لمدة ثمانية أيام قبل أن يبدأ في إضراب عن الطعام. وأشار FR18 إلى أن المعتقلين تمكنوا من ترتيب إطلاق سراح امرأتين أبلغتا بدورهما الجميع بكل ما حدث. أوضح FR18 كذلك أنه كان بإمكانه نزع العصابة عن عينيه. وتعرض للتحقيق من قبل شخص اسمه طارق لأول إحدى عشرة مرة. وكان المسؤول هو العقيد وسام اسمندر. حيث اقتيد FR18 من زنزانته على يد وسام في اليوم التاسع والعشرين، وضُرب بالكابلات وعُذّب بالصعق بالكهرباء، لأنهم اكتشفوا أن المرأتين كانتا ناشطتين مسلحتين. قال FR18 إن التعذيب كان يستخدم كعقوبة. وأشار إلى أنه اعتُقل مع أصدقائه وأنه تعرض للتعذيب لمدة ساعة لتقديم معلومات عن أصدقائه. وعندما رفض، تعرض للتعذيب. قال FR18 إنه اعتُقل في زنزانة منفردة لمدة 40 يومًا قبل أن يتظاهر بالجنون، ليُنقل إلى زنزانة جماعية. كان عدد المعتقلين في الزنزانة الجماعية يختلف حسب ما إذا كانت هناك اعتقالات كبيرة. حيث كانت في بعض الأحيان فارغة عند نقل الأشخاص إلى مكان آخر، وفي بعض الأحيان تكون مكتظة بعد الاعتقالات الكبيرة، إلا أن كمية الطعام كانت كافية. وأضاف FR18 أن الوضع اختلف بعد عام 2012 الذي كان فيه الطعام أقل وظروف الاعتقال أسوأ.

قال إنه نُقل إلى سجن عدرا بعد أن مثل أمام قاض. ونُقل إلى هناك مع [حُجِبت المعلومات]. وصف FR18 السجن بأنه سجن 5 نجوم. وأضاف أنه أُطلق سراحه، على الأرجح بعد عفو رئاسي. وقال للشرطة الفرنسية إنه يفترض أنه أُطلق سراح أصدقائه لنفس السبب. ذهب FR18 إلى دمشق بعد إطلاق سراحه. وقال إن الجيش السوري الحر في ذلك الوقت قصف المدن. التقى بالجيش السوري الحر في الزبداني وكان يقوم بتغطية صحفية عنهم. حيث أُعجب بما كانوا يفعلونه ورافقهم بصفته صحفيًا أجنبيًا ومراسل حرب في حمص وإدلب. قال FR18 إنه كان هناك وجود كثيف للجيش في دمشق، وبقي في الزبداني لمدة شهر. استعادت الحكومة المدينة في شباط/فبراير 2012. وبقي الجيش السوري الحر، لكن FR18 ذهب إلى دمشق أثناء القتال. ونظم في دمشق مظاهرات بمناسبة الذكرى الأولى للثورة.

قال FR18للشرطة الفرنسية إنه اعتقل للمرة الثالثة في آذار/مارس [حُجِبت المعلومات]، 2012. حيث اعتُقل من قبل القسم 40التابع لحافظ مخلوف في الجسر الأبيض بالقرب من المشفى الفرنسي أو الإيطالي. وتعرض للتعذيب هناك بشكل مستمر لمدة يومين. ووصف FR18 أنه تعرض للتعذيب بالصعق بالكهرباء، وعُصبت عيناه وضُرب وفقد الوعي. ثم أُوقظ بالماء. قال إنه ببساطة لم يكن هناك أي استراحة. وأوضح كذلك للشرطة الفرنسية أنه أخذ هوية جندي ميت قبل ذلك بوقت. حاول الأشخاص في القسم 40إجباره على الاعتراف بأنه كان في الواقع [حُجِب الاسم]، لكن FR18 ظل ينفي ذلك. ثم نُقل إلى الخطيب. أوضح FR18 للشرطة الفرنسية أن هذا كان الإجراء المعتاد [النقل من القسم 40 إلى الخطيب]. وبقي في الخطيب 4 أيام وتعرض فيه أيضا للتعذيب. وكان معتقلًا في زنزانة جماعية مع 150 معتقلًا آخر. أشار FR18 إلى أنه عُذّب عن طريق الشَّبْح لمدة يوم تقريبًا. وقال إنه أُجبر أيضًا على شرب الماء قبل ربط قضيبه. قال FR18 إنه اعتقد أنه كان سيموت في هذه اللحظة، لكنه لم يقل أي شيء. وفي اليوم الرابع نُقل إلى فرع الميدان ومشفى المجتهد حيث تعرض للتعذيب لمدة ستة أيام. قال FR18 إن أظافره قُلعت لكنه ظل ينكر كل شيء. ثم قرر أنه فقد عقله: وظل يبتسم أثناء تعرضه للصعق بالكهرباء. أراد الناس هناك التقاط صورة له، لكنه كان يبتسم دائمًا. لذلك تعرض للضرب. قال FR18 إنه بقي في زنزانة منفردة أُطلق سراحه في نهاية آذار/مارس، 2012. ثم ذهب إلى الأردن.

سألت الشرطة الفرنسية FR18 من كان صاحب القرار عند اعتقاله. فقال FR18 إنه لم يكن يعرف، مضيفًا أن فروع جهاز المخابرات كانت تعمل ضد المظاهرات. وأنهم نفذوا اعتقالات واسعة النطاق. أشار FR18 أنه اعتُقل مع أحد عشر صديقًا في مقهى. وقال إن العقيد وسام استجوبهم، ويُزعم أنه كان قد توفي وقت حدوث استجواب الشرطة الفرنسية. كما أوضح FR18 أنه لم يقابل قاضيا عادلًا عندما كان معتقلًا في الفروع الأمنية. لم يقابل أي قاضٍ إلا عندما نُقل إلى سجن عدرا.

سُئل FR18 عمّا إذا أُبلغ أقاربه بمكان وجوده. نفى FR18 ذلك، مضيفًا أنه لم يُبلّغ أي شخص بهذا الأمر. ولم يعرف المعتقلون أنفسهم أين كانوا.

أرادت الشرطة الفرنسية معرفة أسماء ضباط أو جنود. فقال FR18 إنه لا يعرف سوى أسماء طارق ووسام. وأضاف أنه لم يعرف أي أسماء أخرى لأنه كان معصوب العينين.

سُئل FR18 عمّا إذا شهد عمليات قتل أثناء اعتقاله. فأكّد FR18 أن مسنا توفي جرّاء الشَّبْح في فرع الخطيب. وظلت جثته معلقةً إلى أن أُزيلت في نهاية المطاف. ومن المرجح أن شخصًا آخر توفي بسبب تعرضه للضرب ببندقية كلاشينكوف وهو في طريقه إلى المرحاض. قال FR18 إنه لم يشهد أي إعدام، بل كان الناس يموتون بسبب سوء المعاملة. وأضاف أن هناك وسائل تعذيب مروعة مثل حفر أقدام الناس بالمثقاب. قال FR18 إن العصابة كانت تُنزع في بعض الأحيان ليرى المعتقلين المُعذبين كتحذير.

إجابةً على سؤال حول المعتقلين الفرنسيين في الفرع، نفى FR18 معرفة أي منهم.

ذكرت الشرطة الفرنسية أسماء العديد من المواطنين الفرنسيين ثنائيي الجنسية، وسألت FR18 عمّا إذا كان يعرف أي شيء عنهم. نفى FR18 ذلك.

سُئل FR18 أيضًا عمّا إذا كان يعرف أشخاصًا موجودين في فرنسا أو في الاتحاد الأوروبي مسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب. نفى FR18 ذلك.

ثم سُئل عمّا إذا كان يعرف أشخاصًا في فرنسا شهدوا مثل هذه الجرائم. فأكّد FR18 ذلك، قائلًا إنه سيتصل بهم ويسألهم عمّا إذا كانوا على استعداد للإدلاء بشهادتهم.

عندما سُئل عمّا إذا كان يريد إضافة أي شيء، قال FR18 إنه يأمل أن تكون شهادته مفيدة لمحاسبة المجرمين.

أكّد FR18 صحة المحضر بعد إعادة الترجمة في نفس اليوم.

تساءل المدّعي العام كلينجه عمّا إذا كان المصطلح الفرنسي المترجم إلى الألمانية على أنه "ناشط مسلح" يجب أن يُترجم بدلًا من ذلك إلى ناشط. فأكّد مترجم المحكمة اقتراح كلينجه.

سأل كلينجه كذلك عن المصطلح المترجم إلى جهاز المخابرات. فقال المترجم إن الترجمة الصحيحة هي أمن الدولة.

أضاف المترجم أن الترجمة كانت أن شخصًا ما "ربما توفي" ولكن الترجمة الصحيحة هي أنه توفي بالتأكيد. أوضح المترجم أيضًا أن اسم ‘Tarak’ كُتب بشكل غير صحيح وأن اسم والد FR18 بالتالي مكتوب بشكل خاطئ أيضًا.

قال محامي المدّعين، شارمر، إنه مستعد للإدلاء بأقواله كما ذكر أمس [انظر سياق يوم المحاكمة السابق]. قال شارمر إنه من الواضح أن الشهود والناجين المصابين بصدمات نفسية كان لديهم قدرة محدودة على تذكر الأشياء. وهذا ما أظهره الشاهد الذي حضر الأمس. حيث كان قادرًا على تذكر العديد من التفاصيل مثل ما كان مكتوبًا على حاويات القمامة لكنه لم يستطع تذكر تفاصيل معينة حول تعذيبه. قال شارمر إن هذا كان نتيجة واضحة للصدمة لأن العقل البشري يعمل على دفن ذكريات معينة. خلص شارمر إلى أن هذا سيُشكل جانبًا مهمًا عند تقييم الأدلة وطلب من القضاة أن يضعوا ذلك في الاعتبار.

رُفعت الجلسة الساعة 11:05 صباحًا

ستُعقد الجلسة التالية في 7 تموز/يوليو، 2021.


[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.