داخل محاكمة أنور رسلان #35: "حتى أنور رسلان كان ضحية"
محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب
المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا
التقرير 35 لمراقبة المحاكمة
تاريخ الجلسة: 5 أيار/مايو، 2021
تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.
الملخّص/أبرز النقاط: [1]
في اليوم 72 من المحاكمة، استمعت المحكمة إلى شهادة فايز سارة، وهو صحفي وكاتب وسياسي سوري يبلغ من العمر 70 عامًا ويُقيم في لندن. حيث ناقش خلفيته كقيادي في المعارضة في السبعينيات من القرن الماضي ومشاركته في الائتلاف الوطني. كما وصف فايز سارة تجاربه الثلاث في الاعتقال. وخلال اعتقاله الأخير في 2011، أُخِذ لفترة وجيزة إلى الفرع 251 حيث تعرّض للإهانة من قبل مجموعة من عناصر المخابرات قبل أن يحقق معه شخص لم يستطع رؤيته. وعَلِم فيما بعد أن أنور رسلان كان هو من أجرى التحقيق. وأكّد فايز سارة أن هذه المحاكمة تذهب إلى ما هو أبعد من أنور؛ فالأمر يتعلق بمحاسبة النظام السوري الذي كان أنور ضحية له أيضًا.
اليوم الثاني والسبعون للمحاكمة – 5 أيار/مايو 2020
بدأت الجلسة في الساعة 9:30 صباحًا، بحضور ثمانية أشخاص وثلاثة ممثلين من الصحافة، ومنهم رسام المحكمة.
مثل الادعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. ولم يكن محامي المدعين كروكر حاضرًا.
سُمح للمحامي محمد بعدم ارتداء عباءته من قبل القاضي كيربر التي قالت إن وقار المحكمة لن يتضرر.
أكدت القاضي كيربر وصول فايز سارة إلى ألمانيا في اليوم السابق. كما أعلنت أن الجلسة ستبدأ في الساعة 10:30 صباحًا يوم 19 أيار/مايو 2021، وأن الشاهد الذي تمت دعوته لحضور الجلسات في 19-20 أيار/مايو قد يتمكن أو لا يتمكن من الحضور – حيث إن احتمالية حضوره كانت 50%. وحتى إذا لم يحضر الشاهد، فستنعقد الجلسة.
***
[استراحة لمدة 30 دقيقة لانتظار فايز سارة]
***
وصل فايز سارة الساعة 10:05 صباحًا. وتمت تلاوة التعليمات وإبلاغ فايز سارة بحقوقه كشاهد.
شهادة فايز سارة
سألت القاضي كيربر فايز سارة عمّا إذا كان له علاقة قرابة بالمتهم سواء بالنسب أو المصاهرة. فنفى فايز سارة ذلك. حيث كانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها المتهم، ولم يكن يعرفه.
استجواب من قبل القاضي كيربر
شكر فايز سارة القاضي كيربر قبل الإدلاء بشهادته وقال إنه يشرفه الحضور في محكمة تخدم السوريين الذين تعرضوا للظلم. ثم روى قصته. حيث اعتقل فايز سارة للمرة الأولى في 29 آذار/مارس 1978 بسبب مشاركته في أنشطة مؤيدة للمعارضة. وأُطلِق سراحه في 10 شباط/فبراير 1980. واحتُجز أثناء ذلك في الفرع 251. واعتُقل فايز سارة للمرة الثانية في الفرع 251 بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير 2008 لكونه زعيم معارضة شارك في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي. حيث عقدت له جلسة استماع في المحكمة مع 12 من زملائه وحُكم عليه بالسجن لمدة 30 شهرًا. وأُطلِق سراحه قبل ثمانية أشهر من ثورة آذار/مارس لعام 2011.
وعند بدء الثورة، قال فايز سارة على الفور إنه من مؤيديها. وبعد ذلك، في 30 نيسان/أبريل 2011 داهمت دورية من قوات الأمن الداخلي مكتب فايز سارة واعتقلته (أمام زوجته) واقتادته إلى فرع الخطيب حيث كان يُنظَرُ إليه بازدراء منذ لحظة دخوله. وكانت فترة الاعتقال هذه بالنسبة لفايز سارة أسوأ بكثير من تعاملاته السابقة مع أجهزة المخابرات. فعند وصوله في البداية، كانت يداه مقيدتين خلف ظهره وكان معصوب العينين. ودخل إلى غرفةٍ حيث استقبله مجموعة من الموظفين. وقاموا بإهانته باستخدام لغة لا تُقال عادة "للمعتقلين من الفئة الخاصة" الذين يحظون بتقدير كبير، ثم نقلوه إلى غرفة مجاورة. ولم يكن يستطيع الرؤية (لأنه كان معصوب العينين)، لكنه سمع أحدهم يقول، "أحضروا كرسيًا للسيد فايز سارة". فشعر فايز سارة بقدر أكبر من الأمان بعض الشيء بعد أن تمت الإشارة إليه على أنه "سيد". حيث كانت تلك الإشارة تعني أنه كان معروفًا لدى المحقق، على عكس الأشخاص الموجودين في الغرفة السابقة الذين كان من الواضح أنهم لم يعرفوه استنادًا إلى أنهم قاموا بإهانته.
سأل المحقق فايز سارة عمّا إذا كان قد نظّم مظاهرات في مسجد محمد في حي مساكن برزة. فنفى فايز سارة التهمة وقال بإنه لم يكن يعرف حيًا اسمه مساكن برزة أو مسجد محمد. وبأنه لم يكن يصلي حتى. فسأل المحقق عن سبب ظهور فايز سارة على قناة الجزيرة ومهاجمته للإعلام السوري. فأكد فايز سارة أنه تحدث لقناة الجزيرة وانتقد الإعلام السوري. حيث كان هذا التحقيق في الأساس تلخيصًا لموقف قناة الجزيرة الذي حدث قبل ثلاثة أيام من اعتقاله. [أشار إلى أنه هو وأنور كانا يبتسمان كما لو أنهما قد سمعا قصة حدثت منذ عشر سنوات.] وبعد التحقيق، تم نقله إلى الفرع 285 – في كفرسوسة، برفقة جورج صبرا (الذي أصبح رئيسًا لمجلس المعارضة). ثم تم نقلهما إلى سجن عدرا حيث بقيا هناك لمدة شهر قبل الإفراج عنهما في 11 أيار/مايو 2011. حيث كان أحد أصدقاء فايز سارة محاميًا، ودفع كفالة فايز سارة البالغة 5,000 ليرة (100 دولار أمريكي).
استجواب من قبل القاضي فيدنير
أشار القاضي فيدنير إلى أن فايز سارة كان ناشطًا سياسيًا. وطلب من فايز سارة أن يصف موقفه في المعارضة وأنشطته قبل اعتقاله. فأوضح فايز سارة أنه كان في المعارضة اليسارية لحافظ الأسد في السبعينيات. وبأن النظام قد سَجَنَ كل معارضيه في ذلك الوقت. حيث اعتُقِل فايز سارة بدون جلسة استماع في المحكمة لهذا السبب. وتم اتهامه بتأسيس منظمة غير رسمية ضد الحكومة ("أو شيء من هذا القبيل")، ودام اعتقاله لأكثر من شهر بقليل.
سأل فيدنير عن سبب اعتقال فايز سارة للمرة الثانية في عام 2008. فأوضح فايز سارة أنه بعد إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي (حوالي 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2007)، اتصل ضابط مخابرات بفايز سارة وطلب التحدث معه شخصيًا. وعلى الرغم من أن الضابط قال إن الأمر كان عاجلًا، إلا أن فايز سارة رفض التحدث معه. واستمر الضابط في الاتصال وقام فايز سارة بتجاهله. وتم اعتقال فايز سارة في 3 كانون الثاني/يناير 2008 من مكتبه. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقال له فيها "أنت رهن الاعتقال" أثناء اعتقاله، الأمر الذي ذكّر فايز سارة بمسرحية مصرية. ثم اقتيد إلى الفرع 251 حيث استلم أوراقًا (بقي في السيارة خارج الفرع 251 – وأحضرها الضباط). ثم اقتيد إلى الفرع 285.
سأل فيدنير ما إذا كان فايز سارة قد أدين بأي تهمة في عام 2008. فقال فايز سارة إنه نُقل إلى محكمة الجنايات الثانية في دمشق. حيث كان هناك جلسات محاكمة ومحامين. ووُجّهَت إليه تهمة إضعاف الشعور القومي وتقويض الإرادة الوطنية وتأسيس منظمة معارضة. وبأنّ هذه التُّهم يمكن أن توجَّه إلى أي شخص.
أشار فيدنير إلى تصريح فايز سارة بأنه قد أُطلق سراحه قبل ثمانية أشهر من بدء الثورة في 2011. وسأل فيدنير ما إذا كان فايز سارة عضوًا نشطًا في المعارضة في ذلك الوقت، وإذا كان الأمر كذلك، فماذا كانت أنشطته. فأوضح فايز سارة أنه استغرق ستة أو سبعة أشهر لتقييم وضعه بعد إطلاق سراحه من السجن. لكنه كان مهتمًا بما يحدث في سوريا. حيث توقع نشوب ثورة واعتقد أن النظام قد توقّع ذلك أيضًا. وفي شباط/فبراير 2011 طلب العميد توفيق يونس (رئيس الفرع 251) التحدث إلى فايز سارة. وأشار فايز سارة إلى أنه لم يكن ناشطًا في هذه الفترة. حيث لم تكن هناك [جماعات معارضة] باستثناء إعلان دمشق ولم يكن فايز سارة مشاركًا فيه.
سأل فيدنير إذا كان فايز سارة قد شارك في مظاهرات. فأكد فايز سارة ذلك.
سأل فيدنير فايز سارة عن الوضع في نيسان/أبريل 2011، وما إذا كانت هناك مظاهرات في هذه الفترة، وكيف كان رد فعل النظام. فأوضح فايز سارة أن [النظام] حاول إخبار الناس أنه لن يحدث شيء في سوريا، وبأنه إذا حدث شيء ما، فسيحل النظام المشكلة. وعلى الرغم من ذلك، أعرب الناس عن قلقهم من ثورة محتملة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي غرف الدردشة السرية. وقبل شهرين من اندلاع الثورة، أقام الشباب فعاليات أمام سفارات الدول الأخرى التي كانت تشهد ثورات، مثل مصر وليبيا وتونس. حيث كان فايز سارة يعرف العديد من هؤلاء الأشخاص، والذين كان من بينهم أعضاء سابقون في المجتمع المدني وسياسيون سابقون. ولم يحضر هذه الفعاليات سوى بضع عشرات من الأشخاص. حيث أشعل الناس الشموع وهتفوا وغنوا وتناقشوا.
سأل فيدنير عمّا إذا كان رد فعل النظام عنيفًا على مظاهرات نسيان/أبريل 2011. فأكد فايز سارة ذلك. وأشار إلى أن النظام يستخدم العنف، ولكن ليس كعادةٍ: [أي أن المسألة الأساسية] هي أن [النظام] لا يعرف كيف يتواصل مع الناس. حيث حاول المتظاهرون خلال ربيع دمشق أن يسألوا النظام كيف ينبغي عليهم التواصل معه. ولم يرغبوا في أن تكون حركتهم سرية أو أن يُحدثوا التغيير باستخدام العنف. بل أرادوا [حوارًا مفتوحًا] وأرادوها سلمية. ولكن حتى المتظاهرون الذين قالوا إنهم أرادوها سلمية تعرضوا للضرب والاعتقال. لذلك، فإن الجواب البسيط هو نعم [كان رد فعل النظام عنيفًا] بدءًا من درعا في 18 آذار/مارس 2011.
سأل فيدنير عمّا إذا كان سبب اعتقال فايز سارة هو مشاركته في المظاهرات وتنظيمها. فأوضح فايز سارة أنه متّهم فقط بتنظيم مظاهرات في مسجد محمد في مساكن برزة. وقد قال للمحقق بإنه لم يكن يعرف حتى حيًا اسمه مساكن برزة، وبأنه إذا أراد تنظيم مظاهرة، لكان قد نظّمها بالقرب من مكتبه لأنه قريب من مسجد الحسن [مسجد معروف في حي الميدان حيث كانت تبدأ المظاهرات منه غالبًا]. وبأنه قد شارك في المظاهرات.
سأل فيدنير فايز سارة عمّا إذا كان من الممكن أن يكون هناك سبب آخر لاعتقاله. فاعتقد فايز سارة أن السبب قد يكون مناظرة على قناة الجزيرة أو لقاء رسميا حضره مع سميرة المسالمة المنشقة عن النظام ورئيسة تحرير صحيفة تشرين المرتبطة بالقصر الرئاسي، بالإضافة إلى العميد مناف طلاس (المقرب من بشار [الأسد] وابن مصطفى طلاس) وعمران الزعبي (الذي أصبح وزيرًا للإعلام في حكومة رياض حجاب بعد ذلك بفترة وجيزة).
أوضحت كيربر أن السبب الرسمي لاعتقال فايز سارة هو أنه قام بتنظيم مظاهرات. وسألت فايز سارة إذا كانت هناك أسباب أخرى، مثل أن أحدهم قام بإبلاغ جهاز المخابرات عنه. فلم يعتقد فايز سارة أن سبب اعتقاله هو أنه تم الإبلاغ عنه. حيث تم الإبلاغ عنه عدة مرات من قبل [ولم يتم اعتقاله]. لذلك، إما أنهم أرادوا اعتقاله بأي طريقة ممكنة، أو كان هناك سوء فهم.
سألت كيربر عمّا إذا كانت السلطات على علم باجتماع فايز سارة مع قناة الجزيرة. فأكد فايز سارة ذلك.
أشار فيدنير إلى قول فايز سارة بأنه لم ير أنور من قبل، غير أن فايز سارة أخبر الشرطة أن أنور قام بالتحقيق معه. فسأل فيدنير كيف علم فايز سارة أن أنور قام بالتحقيق معه. فأوضح فايز سارة أنه كان في اسطنبول كعضو في الائتلاف بعد ثلاث سنوات من التحقيق معه في الفرع 251. وقال ممثل الائتلاف [محمد المروح] لفايز سارة إنه قد تحدث مع أنور عنه. [قال فايز سارة في البداية إن اسم ممثل الائتلاف هو محمد المطرود، ولكنه قام بتوضيح الاسم بعد الاستراحة.] وخلال تلك المحادثة، قال أنور لـ[محمد المروح] إنه قد حقّق مع فايز سارة وسأل [محمد]عن رقم هاتف فايز سارة. وكان هذا عندما علم فايز سارة أن أنور قام بالتحقيق معه وسبب قوله [في بداية الجلسة] أن هذه كانت المرة الأولى التي يرى فيها أنور (هو أنه كان معصوب العينين أثناء التحقيق الفعلي).
***
[استراحة لمدة 15 دقيقة]
***
سأل فيدنير إذا كان فايز سارة على اتصال شخصي مع أنور بعد أن علم بأن أنور قام بالتحقيق معه. فنفى فايز سارة ذلك. حيث أعطى محمد رقم هاتف فايز سارة لأنور، ولكن لم يحدث شيء بعد ذلك.
سأل فيدنير ما إذا كان فايز سارة على علم بأنور عندما كان فايز سارة لا يزال في سوريا. فقال فايز سارة إنه كان على علم بأنور بشكل عام. حيث كان هناك حديث عن أنور، ولكن فايز سارة كان يعلم أن الكثير من الأقاويل في سوريا لم تكن بالضرورة صحيحة.
سأل فيدنير فايز سارة عمّا قاله الناس عن أنور. فأوضح فايز سارة أن لا أحد كان يعتقد أن أنور [كان قديسًا]. حيث قالوا إنه كان ضابطًا في المخابرات ورئيس قسم التحقيق، وإنه كان "جسمو لبّيس"، وإنه كما يقوم صاحب عمل بطرد موظف لا يقوم بعمله، فإن أجهزة المخابرات تقوم بطرد الضابط الذي لا قيمة له بالنسبة لهم.
سأل فيدنير فايز سارة عن تجاربه الشخصية وكيف عامله أنور في عام 2011. فأوضح فايز سارة أنه لم يستطع فصل [حسن المعاملة] التي تلقاها من قبل أنور عن الطريقة التي تعرض بها للإهانة والتهديد من قبل الموظفين الآخرين. وكانت هذه هي المرة الأولى التي شعر فيها بأنه مدفوع للرد بطريقة تبرر عقوبته أو موته. وشعر بأن المعاملة كانت متداخلة لأن الموظفين ما كانوا ليفعلوا شيئًا لن يوافق عليه أنور. ولم يكن يعتقد أن أنور كان طيبا، وبأن الأشخاص الذين أحاطوا به فقط كانوا بذيئين (وهو ما قاله بعض الموالين للحكومة عن الأسد والأشخاص المقرّبين منه).
اقتبس فيدنير قول أنور: "عومل [فايز سارة] واستُقبل بحفاوة. حيث قُدّم له شيء يشربه واستمر التحقيق لمدة ساعة". فأوضح فايز سارة أن أنور طلب من موظفيه إحضار كرسي لفايز سارة. ولكن فايز سارة توقّع بأن أنور تذكر كيف رفض فايز سارة الجلوس ولم يُقدَّم له شيء يشربه، كما أن فايز سارة لم يطلب شيئا ليشربه. وقد عرف فايز سارة عشرات الأشخاص الذين تم استدعاؤهم لشرب القهوة وبقوا في السجن لمدة عشرين عامًا.
سأل فيدنير عن سمعة الفرع 251. فقال فايز سارة إن الفرع 251 كان له علاقة بكل شيء. حيث تأسس في بداية السبعينيات ليكون فرعًا محليًا في دمشق. وأصبح النقيب فريد النقري رئيسًا للفرع. وقد اعتقل فيما بعد وتعرض للتعذيب في الفرع 251 لأنه عمل في حزب البعث العراقي. وأصبح محمد خيربك [الذي كان يُعرف بأبو وائل] الرئيس الجديد للفرع وخدم لمدة عشرين عامًا. وكان عميدًا ذا نفوذ في أجهزة المخابرات. حيث غير سياسات الفرع لتعكس المواقف السياسية، مثل العلاقة مع الشيعة العراقيين والقوى السياسية اللبنانية، ومكانة الشعب في الحكومة السورية والأنشطة التجارية. وكان أحد الضباط القلائل الذين كانوا على صلة مباشرة بحافظ الأسد.
أشار فيدنير إلى أن فايز سارة اعتُقِل عدة مرات في الفرع 251. وسأل عمّا إذا كان فايز سارة قد لاحظ أي تغيرات في ظروف الاعتقال قبل وبعد 2011. فقال فايز سارة إنه كان فقط يمر بالفرع خلال آخر اعتقالين له، لذلك لم يرَ أي شيء لأنه اقتيد مباشرة إلى المحقق ثم غادر. وعندما اعتُقِل في عام 1978، تم التحقيق مع فايز سارة وتعذيبه ورأى سجناء آخرين وسجّانين. ثم تم استخدام أساليب إجرامية. غير أنه لم يواجه شخصيًا [أي أساليب إجرامية] في عام 2008 أو 2011، باستثناء مجموعة الموظفين [الذين أطلق عليهم فايز سارة اسم "شلّة الزعران"، استخدم المترجم مصطلح "الشباب السيئين" خلال كافة مراحل الشهادة.] الذين كانوا في الغرفة المجاورة حيث تم التحقيق معه.
سأل فيدنير ما إذا كان فايز سارة قد تعرض لسوء معاملة في عام 2011 غير ما سبق وأن وصفه. فأوضح فايز سارة أن الوضع الذي وصفه استمر لمدة 15-30 دقيقة فقط. كما تم وضعه هو وجورج صبرا في زنزانة بحجم طاولة كانت أمامه [2x1 متر] بارتفاع أعلى بقليل من رأس فايز سارة [حيث كان يبلغ طوله 185 سم]. وبعد حوالي 30 دقيقة، تم إحضار شخص ثالث أكبر بثلاث مرات من فايز سارة إلى الزنزانة. وكان هذا الرجل من بلدة المعضمية المجاورة لدمشق وحي المزة حيث ارتكبت أبشع الجرائم. اعتقد فايز سارة أن هذه كانت "أسوأ" [حالات] التعذيب ولم يكن هناك شيء أسوأ من ذلك. وأشار إلى كيف طالبت القاضي كيربر باستراحة لأن التهوية في قاعة المحكمة كانت سيئة. "فتخيل كيف كان الهواء هناك ومدى احتقار البشر." حيث كان هذا مثالا على التعذيب المطبق على السجناء.
طلب فيدنير من فايز سارة تأكيد عدم تعرضه للعنف الجسدي. فأكد فايز سارة ذلك.
سأل فيدنير فايز سارة لماذا يعتقد أنه لم يتعرض للضرب أو للعنف الجسدي. فقال فايز سارة إن الأشخاص الذين تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء الثورة هم من الشباب ولم يكن لديهم ملفات لدى أجهزة المخابرات. غير أن الأشخاص ممن لديهم ملفات كبيرة مثل فايز سارة لم يتعرضوا للضرب لأن أجهزة المخابرات كانت تعرف كل شيء عنهم. حيث إنه عندما يذهب شخص ما إلى جهاز المخابرات، يُعطى ورقة وقلمًا، ثم يُطلب منه كتابة كل شيء عن نفسه منذ ولادته حتى اللحظة الحالية. حيث اضطر فايز سارة لفعل ذلك عدة مرات. واعتاد أن يقول لأجهزة المخابرات أن "هذا لا يكفي. خذوا المزيد من الورق". والآن تريد أجهزة المخابرات التعرف على المعتقلين الجدد، وخاصة الشباب منهم، لذلك يقومون بضربهم وإجبارهم للحصول على معلومات. وسمع فايز سارة العديد من الروايات المؤكدة حيث لم يتمكن الناس من مغادرة [الاعتقال] حتى كتبوا بيانًا بأنهم أعضاء في جماعات مسلحة وأنهم قتلوا أفرادًا من قوات الأمن والجيش. ولم يكونوا بحاجة لتعذيب فايز سارة لأن لديهم بالفعل معلومات عنه.
أشار فيدنير إلى تصريح فايز سارة خلال استجواب الشرطة بأن المعتقلين يعاملون بشكل مختلف حسب أعمارهم، وصحتهم، ومنصبهم، والتغطية الإعلامية لقضاياهم. وتساءل فيدنير عمّا إذا كانت هذه العوامل من بين الأسباب التي أدت إلى معاملة فايز سارة بشكل جيد نسبيًا. فأكد فايز سارة ذلك.
***
[استراحة غداء لمدة ساعة]
***
لم يكن لدى الادعاء العام أي أسئلة.
استجواب من قبل محامِيَي الدفاع بوكر وفراتسكي
أشار محامي الدفاع بوكر إلى أن فايز سارة اعتُقِل في 20 نيسان/أبريل 2011. وسأل عمّا إذا كان التحقيق قد تم في نفس اليوم. فأكد فايز سارة ذلك.
سأل بوكر فايز سارة عن المدة التي قضاها [في الفرع 251] قبل مغادرته. فأوضح فايز سارة أنه لم يُسمح له بارتداء ساعته أثناء اعتقاله، لكنه قدّر أنه أمضى 30 دقيقة بين مجموعة العناصر و [أنور]. حيث كانت هناك إجراءات، مثل تسليم خاتم اليد والمال. ونُقِل هو وجورج إلى الفرع 285 في نفس اليوم. واستغرق هذا كله قرابة أربع أو خمس ساعات.
أشار بوكر إلى أن فايز سارة سمع صوت تقليب صفحات [أثناء التحقيق]. وسأل ما إذا كان فايز سارة قد رأى أو سمع أي شيء آخر. فأوضح فايز سارة أنه سمع صوت تقليب الصفحات ولم يرها لأنه كان معصوب العينين. وبأنه كان يرى قليلًا من أسفل العصابة، ولكن لم يرَ أمامه.
سأل بوكر ما إذا كان فايز سارة قد سمع أي شخص آخر في الغرفة. فلم يكن فايز سارة يعلم إذا كان هناك أي شخص آخر. حيث سمع صوت الشخص الذي حقّق معه فقط.
سأل بوكر عمّا إذا كان فايز سارة يعلم أنه تم التحقيق معه بشأن محتوى الأوراق. فلم يكن فايز سارة يعلم ذلك. حيث كان يعلم فقط أن هناك أصواتًا وأسئلة. وأضاف أنه أطلق سراحه من عدرا مع شخصين آخرين: جورج صبرا وكمال شيخو ...
تدخل بوكر وسأل عمّا إذا كان للأوراق علاقة بالتحقيق. فنفى فايز سارة ذلك. وسأل عمّا إذا كان بوكر يريد معرفة محتوى الأوراق (التي عرفها بعد التحقيق). فقال بوكر لا، حيث سبق وأن تمت الإجابة عن سؤاله.
سأل محامي الدفاع فراتسكي إذا كان فايز سارة يعرف أحمد الجربا. فقال فايز سارة إن أحمد كان صديقه وأنهما عملا سويًا في الائتلاف الوطني [السوري].
سأل فراتسكي إذا كان فايز سارة قد قابل أحمدفي منزله. فقال فايز سارة إنه التقى بأحمد مئات المرات، لذا على فراتسكي توضيح ما إذا كان يشير إلى مناسبة معينة.
فسأل فراتسكي عن اسطنبول، أتاكوي. فقال فايز سارة إن أتاكوي هو المكان الذي يعيش فيه [أحمد].
سأل فراتسكي إذا كان قد جرى لقاء بين أحمد ومنذر أقبيق. فقال فايز سارة أنهما عَمِلا معًا.
سأل فراتسكي عمّا إذا كانا قد التقيا بأنور. فلم [يعتقد] فايز سارة ذلك، إلا إذا كان هناك اجتماع لم يكن أنور معروفًا فيه.
قال فراتسكي إن هذا ممكنًا من الناحية النظرية. فأضاف فايز سارة "ومن الناحية العملية".
سأل بوكر إذا كان فايز سارة قد تعرف على روبرت فورد. فقال فايز سارة نعم، السفير الامريكي.
سأل بوكر عمّا إذا كان روبرت قد تحدث عن أنور في الاجتماع مع أحمد. فقال فايز سارة إنه من المهم توضيح أنه لم يكن يعرف أنور قبل قصته مع محمد المروح. وأكد بأن اليوم كانت هي المرة الأولى التي يرى فيها أنور.
لم يكن لدى بوكر المزيد من الأسئلة.
سأل القاضي فيدنير ما إذا كان فايز سارة على علم بأي شيء عن أنشطة أنور المؤيدة للمعارضة. فأوضح فايز سارة أنه لم يكن يحب وجوده في مؤتمر جنيف قط، رغم أنه كان مناصرًا للمفاوضات ولإيجاد حل لسوريا. وبأنه لم يتم إخباره بأن أنور سيكون في جنيف. حيث علم ذلك فيما بعد وظن أنه كان من ترتيب أحمد الجربا. وقد كان من الطبيعي أن يأتي الرئيس بمن يريد دون أن يخبر الآخرين. ولم يعارض فايز سارة وجود أشخاص مثل أنور طالما قالوا إنهم مع التحالف. وبالنسبة لفايز سارة، فإن [المحاكمة] لا تتعلق بأنور، وإنما تتعلق بإدانة النظام بطريقة ما. وبأنه "حتى أنور رسلان هو ضحية للنظام مثل باقي السوريين". سواء كان دوره جيدًا أم سيئًا، فقد [تعرض] لترهيب النظام أو للمعتقدات الزائفة لهؤلاء الأشخاص. ولا يزال فايز سارة حتى بعد عشر سنوات غير قادر على فهم كيف يمكن أن يكون الناس موالين للنظام بينما يعاني الأطفال من الجوع والموت ويعيشون [كالحيوانات]. وأضاف فايز سارة أنه ليس بعيدًا عن أنظار المحكمة أن ترى أن إدانة النظام أهم من إدانة الأفراد الذين أجبرهم النظام على التصرف بهذه الطريقة. وشكر المحكمة وتمنى لها النجاح في محاولتها لتحقيق العدالة.
سمحت القاضي كيربر للشاهد بالانصراف. وشكر فايز سارة المحكمة مجددًا، وشكر المترجم لتحمله أخطائه.
أعلنت كيربر أنه تم إلغاء جلسة اليوم التالي. وأن جلسة يوم 19 أيار/مايو ستبدأ في الساعة 10:30 صباحًا. وكان هناك احتمالية 50% بأن يشارك الشاهد المقرر يومي 19 و20 أيار/مايو.
رُفِعَت الجلسة الساعة 1:55 بعد الظهر.
ستكون المحاكمة القادمة في 19 أيار/مايو، 2021، الساعة 9:30 صباحًا.
[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] والمعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون”. يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.
______________________________________________
لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.