داخل محاكمة أنور رسلان #25: قاعة جديدة تثير مخاوف قديمة بشأن الشفافية
محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب
المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا
التقرير 25 لمراقبة المحاكمة
تاريخ الجلسة: 27 و28 كانون الثاني/يناير، 2021
تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.
الملخّص/أبرز النقاط: [1]
اليوم السابع والخمسون للمحاكمة – 27 كانون الثاني/يناير، 2021
أدلى السيد هورل، وهو مفتش جنائي في الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية (BKA)، بشهادته حول استجوابه لشاهد لم يتم الكشف عن هويته تم اعتقاله وتعذيبه مرتين في فرع الخطيب. وقبل الجلسة، أبلغ الشاهد المحكمة أنه لن يدلي بشهادته حضوريًا لأسباب خاصة.
أعلنت القاضي كيربر، رئيسة المحكمة، أنه سيتم الفصل بين محاكمة أنور رسلان ومحاكمة إياد الغريب في 17 شباط/فبراير، 2021. وسيصدر الحكم في قضية إياد في 24 شباط/فبراير، 2021.
اليوم الثامن والخمسون للمحاكمة – 28 كانون الثاني/يناير، 2021
شهد المدعي والشاهد P27، وهو سوري يبلغ من العمر 32 عامًا، بشأن اعتقاله في فرع الخطيب وجلسات التحقيق المختلفة التي كان عليه مواجهتها. وأكّدت شهادته ما قاله العديد من الشهود الآخرين أمام المحكمة في وقت سابق: حيث تعرّض المعتقلون في الخطيب للضرب من لحظة وصولهم إلى الفرع وحتى زنزانتهم. وكان يسود الاكتظاظ والظروف غير الإنسانية وغير الصحية. ولم يحصل المعتقلون على قدرٍ كافٍ من الطعام. وأخبر P27 المحكمة كذلك أنه تعرّض للضرب أثناء جلستَي التحقيق معه في الخطيب، غير أنه لم يستطع تحديد أنور على أنه المحقق الذي حقّق معه لأنه كان معصوب العينين أثناء جلستَي التحقيق.
اليوم السابع والخمسون للمحاكمة – 27 كانون الثاني/يناير، 2021
بدأت الجلسة متأخرة 20 دقيقة في تمام الساعة 9:50 صباحًا. حيث عُقدت في قاعة محكمة جديدة تقع في المبنى الرئيسي للمحكمة الإقليمية العليا في كوبلنتس. ومن الآن فصاعدًا، ستعقد جميع جلسات الاستماع لمحاكمة أنور رسلان / إياد الغريب في هذه القاعة، والتي تم تجديدها خصيصًا لهذه المحاكمة. وحضر خمسة ممثلين عن وسائل الإعلام وخمسة أشخاص.[2] وحضر الدكتور بير ستول كبديل لمحامي المدعين الدكتور باتريك كروكر، وحضرت شارلوت فورستر بالدينيوس كبديل لمحامي المدعين خبيب علي محمد. دخل المتهم إياد الغريب القاعة من باب جانبي يؤدي إلى شرفة الجمهور، وكان مقيد اليدين ويرافقه ضابطان. كان عليه أن يمشي بين الجمهور ليصل إلى مقعده. ودخل المتهم أنور رسلان من باب مختلف يقع بين محامي المدعين والمترجمين الشفويين للمحكمة.
قامت القاضي كيربر - قبل الافتتاح الرسمي للجلسة وبينما كان المصور لا يزال داخل قاعة المحكمة - بشكر جميع الأشخاص الذين شاركوا في تجديد مكتبة المحكمة السابقة وتحويلها إلى قاعة محكمة. وقدّمت شكرًا خاصًا لإدارة المحكمة التي شجعت "بشكل كبير" على عملية التجديد، ولموظفي المحكمة الذين ساعدوا في بناء وإقامة قواطع زجاجية بين كل مقعد، ولموظفي المحكمة الذين "قاموا بمساندة" زملائهم أثناء انشغالهم بالتجديد، وللفنيين.
وبمجرد مغادرة المصور للقاعة، وشروع القاضي كيربر بجلسة الاستماع رسميًا، طلبت من أحد المترجمين الشفويين في المحكمة إطلاع الأطراف على مراسلاته مع الشاهد الذي تم استدعاؤه لهذا اليوم، ولكنه أخبر المحكمة سابقًا أنه لن يكون قادرًا على حضور جلسة الاستماع. حيث أوضح المترجم أنه عندما اتصل بالشاهد لأول مرة نيابة عن المحكمة، قال الشاهد إنه لن يتمكن من القدوم إلى كوبلنتس إلا بعد أن يتعامل مع بعض الأمور الخاصة. وفقًا للمترجم، قام الشاهد بالردّ عليه بعد فترة وقال إنه لن يأتي إلى كوبلنتس لأسباب خاصة، غير أنه سيقوم بإبلاغ المترجم على الفور إذا تغير أي شيء. وقال المترجم كذلك إنه أخبر الشاهد أنه سيبلغ المحكمة بقراره.
شكرت القاضي كيربر رئيسة المحكمة المترجم وقالت بأن المحكمة، كما تم إعلانه مسبقًا، ستستمع بدلًا من ذلك إلى شهادة السيد هورل، المفتش الجنائي في الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية، والذي كان حاضرًا أثناء استجواب الشاهد.[3]
شهادة المفتش الجنائي هورل
تمت تلاوة التعليمات على هورل وأُبلغ بحقوقه بصفته شاهدًا. وعندما حاول التأكيد على أنه فهم كل شيء، كانت هناك مشاكل تقنية في الصوت.[4] وطلبت القاضي كيربر من هورل التحدث بصوت أعلى وطلبت من الجمهور أن يقوموا بإعلامها وإعلام القضاة الآخرين كلما واجهوا صعوبات في نظام الصوت.
استجواب من قبل القاضي كيربر[5]
بيّنتالقاضي كيربر بأن هورل كان يعلم سبب استدعائه بصفة شاهدٍ في ذلك اليوم. فأكّد هورل ذلك، مضيفًا أنه تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته حول استجواب مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية لـ[حُجب الاسم].
طلبت القاضي كيربر من هورل شرح سبب استجواب الشاهد ومتى وكيف حدث الاستجواب. فأوضح هورل أنه كان يكمل تدريبه في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في ذلك الوقت، حيث طلب رئيسه، كبير المفتشين الجنائيين دويسنج، منه ومن زميلته أن يسافرا إلى فرنسا للاستماع إلى شاهد قامت الشرطة الفرنسية باستجوابه سابقًا. ووفقًا لهورل، فقد كان الشاهد قادرًا على التواصل بشكل جيد مع المترجم. حيث أكد الشاهد ذلك لهورل وزميلته باللغة الإنجليزية. ثم تم إبلاغ الشاهد بحقوقه وواجباته بموجب القانون الألماني.
شكرت القاضي كيربرهورل على هذه المعلومات وانتقلت إلى القاضي فيدنير لتجنب تكرار الأسئلة.
استجواب من قبل القاضي فيدنير
سأل القاضي فيدنير هورل عن أسباب قرار مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية باستجواب الشاهد بأنفسهم، على الرغم من الاستجوابات السابقة التي أجرتها الشرطة الفرنسية. فقال هورل إنه تلقى ترجمات المقابلات ذات الصلة من الشرطة الفرنسية استعدادًا لإجراء مقابلة مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. ولكن، بما أنه لم يقم هو بنفسه باتخاذ القرار باستجواب الشاهد مرة أخرى، فلم يستطع توضيح الأسباب الكامنة وراء ذلك.
تدخلت القاضي كيربر لإبلاغ الأطراف بالمكان الذي يمكنهم العثور فيه على مَحاضِر المقابلات في ملف القضية.
تابع القاضي فيدنير طالبًا من هورل أن يصف كيف جرى الاستجواب وأن يشير إلى ما قاله الشاهد. فأوضح هورل أنهم أبلغوا الشاهد أولًا بحقوقه وواجباته بموجب القانون الألماني. وقالوا له أن يطلب استراحة كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وأن يتناول المشروبات والوجبات الخفيفة التي قدموها عندما يريد. ثم قام هورل بمقارنة المعلومات الشخصية التي قدمها الشاهد مع ترجمات المَحاضر الفرنسية. وقامت زميلة هورل بسؤال الشاهد عن هذه المعلومات (الدراسة والمهنة في سوريا) وما إذا كان أي شيء قد تغير منذ آخر استجواب له. فأخبرهم الشاهد أنه كان لا يزال يحضّر لرسالة الدكتوراه [في عام 2019]، وبأن والدته وشقيقته تعيشان الآن في فرنسا أيضًا. ثم سألت زميلة هورل الشاهد عن اعتقاله. فأوضح الشاهد أنه تم اعتقاله لأول مرة في أيار/مايو 2011 بطريقة غير اعتيادية نسبيًا. حيث تلقى مكالمة تخبره بالحضور إلى الجسر الأبيض [حيث يقع القسم 40] في اليوم التالي. وقامت صديقته في اليوم التالي بتوصيله إلى المكان. وكان عليه أن يسلم أغراضه الشخصية إلى الضباط بمجرد وصوله. وتم نقله إلى غرفة أخرى حيث كان عليه الانتظار في ممر. ثم نُقل بعد ذلك إلى "غرفة مزدحمة". وأوضح الشاهد لهورل وزميلته أن الناس كانوا يدخلون ويغادرون هذه الغرفة بينما كان تلفازٌ مشغّلًا في الخلفية. وتم استجوابه بشأن منشوراته على الفيسبوك، الأمر الذي وجده محيرًا حيث تمت دعوته سابقًا من قبل الناطقة باسم الحكومة، السيدة شعبان، لحضور اجتماع في آذار/مارس 2011. ولم يستطع الشاهد فهم سبب استجوابه. وطُلب منه في النهاية العودة إلى الغرفة الأولى ثم سُمح له بالعودة إلى المنزل. فذهب الشاهد إلى المنزل مع صديقته، ولكن طُلب منه العودة في اليوم التالي.
سأل القاضي فيدنير هورل عمّا إذا كان الشاهد قد ذكر اسم رئيس هذا الفرع. فأشار هورل إلى أن الشاهد لم يتمكن من تذكر الاسم. وقام هورل وزملاؤه بعرض صور المتهمَين على الشاهد، غير أن الشاهد كان قد سمع عن أنور رسلان من أصدقائه ومعارفه في وقت لاحق فقط.
سأل فيدنير عمّا إذا كان الشاهد لم يتمكن من التعرف على المتهمَين في الصور. فأكّد هورل ذلك، مضيفًا بأن الشاهد علم باسم المتهمَين من أصدقائه.
أراد فيدنير معرفة أسماء هؤلاء الأصدقاء. فقال هورل إن الشاهد ذكر اسم أنور البُنّي الذي سبق أن تم استجوابه بصفة شاهدٍ من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية عندما قاموا بإجراء مقابلة مع الشاهد. أما الاسم الثاني الذي ذكره فقد كان مازن درويش.
قال فيدنير إنه يريد العودة إلى أول جلسة تحقيق مع الشاهد وسأل هورل عمّا إذا كان الشاهد يعرف اسم رئيس الفرع. فأوضح هورل أن الشاهد علم أن حافظ مخلوف كان الرئيس، ولكن هورل لم يكن متأكدًا مما إذا كان الشاهد قد حدد هوية حافظ مخلوف كرئيس لهذا الفرع أم كرئيس لجهاز المخابرات العامة.
استشهد فيدنير بمحضر مقابلة الشاهد مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية عندما أخبر الشاهد هورل وزميلته أن حافظ مخلوف كان رئيس الفرع. وبأن الشاهد افترض بأنه تم اعتقاله لأنه نشر أمورًا سلبية عن بشار الأسد وعن رامي، شقيق حافظ مخلوف، على الفيسبوك. فأكّد هورل أن الشاهد قال ذلك.
أشار فيدنير إلى أن الشاهد كان على اتصال مع الناطقة باسم بشار الأسد وسأل هورل عن علاقة الشاهد بالحكومة. أوضح هورل أن الشاهد كان يرى نفسه كعضو في المعارضة. وبأن الناطقة باسم بشار الأسد قامت بدعوة الشباب لمناقشة كيفية تجنب حدوث ثورة في سوريا.
أراد فيدنير معرفة قصة الشاهد بعد اعتقاله لأول مرة. فأشار هورل إلى أنه طُلب من الشاهد العودة إلى الجسر الأبيض [القسم 40]. وكانت الإجراءات أسرع مما كانت عليه في اليوم الأول. حيث إنه وفقًا لهورل، فقد تم نقل الشاهد إلى الغرفة الأولى مرة أخرى. ولم يكن معصوب العينين ولم تكن يداه مقيدتين. ثم تم نقله إلى مبنى آخر حيث كان عليه تقديم بياناته الشخصية. وبعد ذلك، تم تعصيب عينيه ووضعه في سيارة مع أربعة سجّانين. ونقلوه إلى مبنى آخر وقاموا بإهانته وضربه طوال الطريق.
سأل فيدنير عمّا إذا كان الشاهد قد ذكر رقم الفرع الأول. فأشار هورل إلى أن الشاهد قد ذكر الرقمين 40 و41، غير أن هورل لم يكن متأكدًا في أي مرحلة من المقابلة قام الشاهد بذكر هذه الأرقام.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الشاهد قد تعرض للعنف في هذه الفروع [40 و41]. فقال هورل إنه لا يمكنه نَسب الأرقام إلى إفادات معينة. وأضاف هورل أن الشاهد لم يصف المعاملة على أنها عنف، بل أوضح أن الضرب كان يستخدم لترهيب المعتقلين. كما كانوا يتعرضون للضرب عندما كان عليهم الانتظار في الممر، ولكن الشاهد لم يعدّ ذلك عنفًا حقيقيًا.
سأل فيدنير عن رقم الفرع. فقال هورل إن الشاهد قال إنه كان في الخطيب. ولم يقدم الشاهد رقمًا، وأوضح أنه عرف مكان وجوده في وقت لاحق فقط.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الشاهد قد حدّد مكان اعتقاله على أنه الخطيب. فأكّد هورل ذلك، مضيفًا أن الشاهد قال إنه علم عن الخطيب لأول مرة أثناء محاكمته، ثم علم عنه مرة أخرى بعد الإفراج عنه عندما أخبره أصدقاؤه بذلك.
سأل فيدنير هورل عن الحالة العامة المتعلقة بمقابلته مع الشاهد. فأوضح هورل أنه كان يقوم بكتابة محضر المقابلة، وبالتالي لا يمكنه قول الكثير فيما يتعلق بسلوك الشاهد أثناء المقابلة. غير أنه يمكنه إخبار المحكمة بأن الشاهد واجه صعوبة في الحديث عن التعذيب في الخطيب. ووفقًا لهورل، فقد تحدث الشاهد في البداية بكل حرية أثناء المقابلة وقدم إجابات طويلة. أما عندما سُئل عن التعذيب في الخطيب، فقد قدم إجابات قصيرة للغاية واضطر إلى تصحيح كلامه عدة مرات.
طلب فيدنير من هورل أن يشرح للمحكمة ما قاله الشاهد له ولزميلته حول الوضع والظروف في الخطيب. وفقًا لهورل، فقد قال الشاهد إن سجانَين اقتاداه إلى غرفة في البداية. حيث كان ضابط وسجّان ينتظران في هذه الغرفة. وأدرك الشاهد أن السجّان كان يتكلم بلهجة المنطقة الساحلية في سوريا. ثم كان على الشاهد أن يخلع سرواله وحزامه وخضع للتفتيش. وأوضح هورل كذلك أن الشاهد أخبرهم بأنه كان عليه أن يجلس بوضعية القرفصاء أثناء تفتيشه. وعرَض لهورل وزميلته الحركة التي كان عليه القيام بها. وبعد ذلك، كان عليه الوقوف مواجهًا الحائط. وعندما قام بمجاملة سجّان أصلع، قام السجّان بضربه. وعندما اقتاده هذا السجّان إلى الزنزانة، قال له السجّان إنه قام بضربه لأنه قام بمجاملته. فخَلُصَ الشاهد إلى أن رتبة السجّان كانت أقل من بقية الموجودين في الغرفة.
أراد فيدنير معرفة الوصف الذي قدّمه الشاهد للزنزانة. فأوضح هورل أن الشاهد أخبرهم بأن حجم الزنزانة كان 1×1.5 متر وأن الشيء الوحيد الذي كان داخل الزنزانة هو بطانية قذرة. وكان المرحاض خارج الزنزانة. وتم إدخال الطعام إلى الزنزانة من خلال فجوة صغيرة تحت الباب. وفقًا لهورل، دخل جرذ ذات مرة إلى الزنزانة من خلال هذه الفجوة، فقرر الشاهد تغطيتها بالبطانية.
سأل فيدنير عمّا إذا كان قد تم التحقيق مع الشاهد في الخطيب. فأكّد هورل ذلك، مضيفًا أنه تم أخذ الشاهد من الزنزانة في الليلة الأولى وتم التحقيق معه بشأن منشوراته على الفيسبوك وعلاقته بالمتظاهرين ومشاركته في المظاهرات. وأُعيد إلى الزنزانة، ثم اقتيد للتحقيق مرة أخرى في صباح اليوم التالي. وسأل السجّانون الشاهد عن كلمة المرور الخاصة بحسابه على الفيسبوك، ولكنهم لم يكتبوها بشكل صحيح. فتعرّض للتعذيب. وقال هورل إن الشاهد أوضح أنه تعرض للتعذيب أثناء جلسة التحقيق الثانية معه، وتذكر بأنه كان هناك ضوء النهار بالفعل، لذلك لابد أن ذلك حدث في الصباح. وشمل التعذيب التعرض للضرب والركل على رأسه والضرب بالسياط والفلقة.
طلب فيدنير مزيدًا من التفاصيل حول التعرّض للركل. فقال هورل إن الشاهد أخبرهم بأنه تعرض للركل على رأسه.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الشاهد قد ذكر بأنه تعرف على أي شخص. فأوضح هورل أن زميلته سألت الشاهد نفس السؤال عدة مرات. أجاب بأنه يمكنه التعرف على السجّان الأصلع، الذي وصفه أيضًا بأنه كان في مثل طوله (حوالي 1.75 مترًا).
سأل فيدنير عمّا إذا كان الشاهد قال أي شيء عن المحققين. فقال هورل إن الشاهد أخبرهم أنه تم التحقيق معه من قبل ضابطَيْ تحقيق مختلفَين. ضابط قام بالتحقيق معه في الليل وآخر في الصباح.
أراد فيدنير معرفة المزيد عن جلسة التحقيق الثانية وعن الأسئلة حول كلمة المرور الخاصة بحساب الشاهد على الفيسبوك. فأوضح هورل أن الشاهد أخبرهم أنه عندما وصل إلى الخطيب لأول مرة، تم التحقيق معه بشأن منشوراته على فيسبوك، ثم في وقت لاحق أثناء جلسة التحقيق الثانية حُقّق معه بشأن كلمات المرور. ولكن، لم يتمكن الشاهد من العثور على تفسير لماذا كان عليه الخضوع لتحقيقين منفصلين.
تابع فيدنير سؤاله لهورل عمّا إذا كان الشاهد يعرف عن معتقلين آخرين تعرّضوا للتعذيب أيضًا. فأوضح هورل أنه عندما قامت زميلته بسؤال الشاهد عن الخطيب، طلبت منه أيضًا إنشاء رسم تخطيطي للمكان. حيث كان ذلك عندما قام الشاهد بتحديد الجهة التي سمع منها أصوات صراخ وميّز بين غرف التحقيق وغرف التعذيب. سمع الشاهد أصوات صراخ ذكور فقط من تلك الجهة، ولكن كان هناك أيضًا أصوات صراخ إناث قادمة من جهة مختلفة في الليل. وفقًا لهورل، أوضح الشاهد أنه كان يسمع أصوات صراخ ذكور في الغالب وأنه كان يسمع جلسات تحقيق من زنزانته. وأشار إلى أنه إذا اعترف شخص ما بالتهمة الموجهة من قبل المحقق "ازدادت شدة التعذيب".
سأل فيدنير متى تم اعتقال الشاهد. فقال هورل إنه اعتُقل مرتين. كانت المرة الأولى في عام 2011. وذكر الشاهد تاريخًا محددًا خلال استجوابه مع الشرطة الفرنسية، ولكنه غالبًا لم يتمكن من تذكر تواريخ دقيقة أثناء الاستجواب مع هورل وزملائه. وكان الاعتقال الثاني في نيسان/أبريل 2012 حيث احتجز الشاهد لمدة شهر، من 12 نيسان/أبريل 2012 حتى 12 أيار/مايو 2012 بحسب ما قاله الشاهد للشرطة الفرنسية.
أراد فيدنير معرفة أي اعتقال الذي وصفه هورل للتو. فقال هورل إنه كان يشير إلى الاعتقال الأول للشاهد.
أشار فيدنير إلى أن هورل ذكر رسومًا تخطيطية قام الشاهد برسمها. فأكّد هورل ذلك، موضحًا أن زميلته طلبت من الشاهد رسم مخطط للزنازين وتحديد مكان اعتقاله على الرسم. وأضاف هورل أن الشاهد كثيرًا ما قام بتحديد منطقة عامة على الرسم وحدد موقع الفرع بناءً على المباني المحيطة.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان هورل وزميلته قد سألا الشاهد عن أقوال معينة أدلى بها سابقًا إلى الشرطة الفرنسية. فلم يتمكن هورل من التذكر، ولكنهما قاما بالتأكيد بالإشارة إلى الأسئلة التي طرحتها الشرطة الفرنسية عندما سألا الشاهد عن معلوماته الشخصية. وأوضح هورل كذلك أنه لا يتذكر ما إذا كانت زميلته قد طرحت أسئلة إضافية تتعلق بالأسئلة التي طرحتها الشرطة الفرنسية. كما أن هورل لم يكن يعلم ماهية الوثائق التي سبق وأن استلمها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية من الشرطة الفرنسية في وقت الاستجواب.
قال فيدنير بأن هذا كان سيكون سؤاله التالي، فيما يتعلق بالوثائق التي استلمها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية من الشرطة الفرنسية. فقال هورل إنه تلقى ترجمتين لمحاضر الاستجواب من قبل الشرطة الفرنسية ومرفقين قدمها الشاهد إلى الشرطة الفرنسية: وهما محضر التحقيق ولائحة اتهام.
طلب فيدنير من هورل مواصلة وصف اعتقال الشاهد. فقال هورل إنه بعد إعادة الشاهد إلى المنفردة، تم التحقيق معه مرة أخرى بعد ثلاثة أيام. حيث تم التحقيق معه بشأن أشخاص معينين وبشأن سيارته. غير أنه لم يكن لديه سيارة وقت اعتقاله وقد أربكه هذا السؤال. واكتشف لاحقًا أنه كان يُزعم بأن شخصًا ما أطلق النار من سيارته على مظاهرة. ووفقًا للشاهد، فقد دلّ هذا التحقيق على أن الأشخاص في الخطيب لم يكونوا يعرفون أسباب اعتقاله.
أراد فيدنير معرفة ما حدث للشاهد بعد اعتقاله والتحقيق معه في الخطيب. فقال هورل إن الشاهد نُقل إلى كفرسوسة في اليوم الذي حُقق معه بشأن سيارته. ونُقل الشاهد إلى زنزانة أكبر في كفرسوسة (مكان كالصالة الكبيرة) حيث كان يتعرض باستمرار للحرمان من النوم. ثم نُقل إلى قصر العدل حيث طَلَب من شخص إبلاغ شقيقه، والذي وصل في النهاية إلى قصر العدل مع محامي الشاهد وصديقته. ثم أطلق سراح الشاهد. وفي المرة الثانية التي اعتُقِل فيها الشاهد، كان في لقاء مع صديقين في مقهى عندما داهمت قوات الأمن المكان. واقتيد إلى مركز احتجاز تابع للمخابرات الجوية يقع بالقرب من سفارتي الإمارات العربية المتحدة وقطر ومكتبة الأسد الوطنية. حيث تم التحقيق معه بشأن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به ثم نُقل إلى فرع المخابرات الجوية في المزة. وقبل وقت قصير من إطلاق سراح الشاهد (بعد شهر واحد من الاعتقال) كان عليه الخضوع لتحقيق آخر. وقبل التحقيق معه، أُجبر على أن يجثو على ركبتيه وأن يشاهد التحقيق مع صديقته [حُجب الاسم]. وبعد التحقيق معه، نُقل إلى زنزانة جماعية لمدة أسبوعين حيث كان عليه تدوين اعتراف والتوقيع عليه. ولم يتم التحقيق معه بعد ذلك مرة أخرى. ثم نُقل إلى مكان آخر لمدة ثلاث ليالٍ وأربعة أيام. حيث طلب الشاهد من معتقل آخر الاتصال بشقيقه وإبلاغه بمكان وجود الشاهد. وتمكن شقيقه من خلال دفع رشاوى بمبالغ كبيرة من زيارة الشاهد، الذي تم استجوابه بعد ذلك مرة أخرى. وقام شقيق الشاهد بدفع رشاوى إضافية لتدبير إطلاق سراح الشاهد. ولكن، طُلِب من الشاهد أن يأتي إلى قصر العدل مرة أخرى. حيث أخبره أشخاص هناك أنهم لن يكونوا مسؤولين عن قضيته وأنه بحاجة للعودة إلى القصر مرة أخرى. ولم يقم الشاهد بالذهاب إلى الفروع أو إلى القصر مُجددًا خوفًا من أن يعتقل مرة أخرى.
ذكر فيدنير أن الشاهد غير موجود في كوبلنتس. وسأل هورل عمّا إذا كان يعرف سبب عدم حضور الشاهد وما إذا كان الشاهد مترددًا بعض الشيء أثناء استجوابه مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. فأشار هورل إلى أن الشاهد قال له ولزميلته إنه كان يريد نسيان كل شيء وبالتالي لم يتمكن من تذكر التفاصيل. ولم يقم الشاهد بتقديم مزيد من التفاصيل.
[ما يلي هو إعادة إنشاء للرسم التخطيطي الذي قدّمه الشاهد بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من رؤيته في المحكمة.]
أراد فيدنير معرفة إذا كان الشاهد قد ذكر ما إذا كانت جميع الغرف التي شملها في الرسم التخطيطي موجودة في نفس الطابق. فقال هورل إنه فهم الأمر على هذا النحو.
سأل فيدنير عمّا إذا كانت الغرف موجودة في القبو. فقال هورل إن الشاهد وصف أنه كان عليه نزول بعض الدرجات.
قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إن لديها سؤالين آخرَين. السؤال الأول كان توضيح ما إذا كان الشاهد معصوب العينين أثناء التحقيق معه. فأراد هورل أن يعرف إلى أي تحقيق كانت القاضي كيربر تشير. فقالت كيربر إنها كانت تتحدث عن التحقيق الثاني في الخطيب. فلم يستطع هورل التذكر. حيث كان بإمكانه تذكر أوصاف الشاهد فيما يتعلق بالجسر الأبيض [القسم 40] بشكل جيد، ولكنه لا يستطيع تذكر أوصاف الخطيب والتي كانت غير منتظمة للغاية. حيث اضطرت زميلة هورل والمترجم الشفوي إلى طلب توضيحات لعدة مرات.
أرادت القاضي كيربر معرفة ما إذا كان مَحضر التحقيق الخاص بالشاهد [الوثيقة التي قدمها للشرطة الفرنسية] قد تمت مناقشته أثناء استجواب مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. فقال هورل إنه لا يستطيع التذكر. حيث إنه نظر في جميع الوثائق استعدادًا لشهادته في المحكمة، لكنه لم يتذكر ما هي الوثائق التي كانت متاحة لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في وقت الاستجواب في عام 2019.
استجواب من قبل المدعي العام
أرادت المدعي العام بولتس معرفة ما إذا كان الشاهد قد ذكر الجروح التي أصيب بها في الخطيب. فقال هورل إن الشاهد قال للشرطة الفرنسية إنه أصيب بجروح في جميع أنحاء ظهره، واحتاج إلى علاج طبي لها بعد محاكمته [الاعتقال الأول]. غير أنه في المقابلة مع الشرطة الألمانية، لم يذكر الشاهد سوى الفلقة والضرب الذي تعرّض له. وأضاف هورل أن الشاهد لم يقل شيئًا عن إصابات محددة.
سألت بولتس عمّا إذا كان الشاهد قد رأى جثثًا أو أشخاصًا يموتون في الخطيب. فأوضح هورل أن الشاهد قال للشرطة الفرنسية أنه بشكل عام كان متأكدًا من أن أشخاصًا ماتوا هناك، غير أنه لم يَرَ جثثًا أبدًا. وأضاف هورل أن الشاهد أوضح بأنه في بعض الأحيان لم يعد المعتقلون الآخرون في زنزانته إلى الزنزانة. ولكنه لم يستطع الجزم بما حدث لهم بالضبط.
أرادت بولتس معرفة ما إذا كان الشاهد قد وصف الحالة الغذائية في الخطيب. فنفى هورل ذلك.
طرحت بولتس نفس السؤال فيما يتعلق بالعلاج الطبي. فأشار هورل إلى أن الشاهد أبلغ الشرطة الفرنسية بهذا الأمر، غير أن زميلته لم تقم بطرح المزيد من الأسئلة حول هذا الموضوع.
أرادت بولتس معرفة ما إذا كان الشاهد قد ذكر وجود عنف جنسي في الخطيب. فأوضح هورل أنه وزميلته لم يسألا عن ذلك بشكل صريح. وأضاف هورل أن الشاهد قال إنه سأل المعتقلين الذكور في كفرسوسة عن ذلك [العنف الجنسي]، ولكنهم لم يذكروا شيئًا.
استجواب من قبل محامي الدفاع
أشار بوكر محامي دفاع أنور رسلانإلى أن الشاهد كان يعلم باسم أنور رسلان من أنور البُنّي ومازن درويش وسأل هورل عمّا إذا كان الشاهد قد حصل أيضًا على معلومات [حول القضية] من وسائل الإعلام. فأوضح هورل أن الشاهد أخبرهم بأنه علم باسم أنور من وسائل إعلام عربية ومن أصدقاء.
استشهد بوكر بمحضر مقابلة الشاهد مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية التي قال خلالها إنه كان يعلم بأمر عقيد قام بالانشقاق عن النظام اسمه أنور رسلان. فأجاب هورل أنه إذا كان مكتوبًا في المحضر كذلك، فلا بد من أن يكون ذلك ما قاله الشاهد لهم.
لخص بوكر أن الشاهد ذكر محضر التحقيق الذي أجري له، والجروح الموجودة على ظهره والجثث، غير أنه قام فقط بإخبار الشرطة الفرنسية بذلك. وأراد بوكر معرفة سبب عدم طرح مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أي أسئلة حول هذه المسائل. فقال هورل إنه لا يعرف، حيث اقتصر عمله على كتابة محضر الاستجواب. وإذا أراد بوكر مزيدًا من المعلومات حول الأسباب الكامنة وراء طرح أسئلة معينة، فعليه أن يسأل زميلة هورل.
سأل بوكر عمّا إذا كان هورل بالتالي على علم بأشياء معينة فقط من محضر الاستجواب لدى الشرطة الفرنسية. فأكّد هورل ذلك، مضيفًا بأن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية قد حصل على الترجمة الألمانية.
خلص بوكر إلى أن الشاهد لم يُدلِ بإفادات محددة لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. فقال هورل إن الشاهد في الوقع أدلى بتعليقات غلب عليها الطابع العام، مضيفًا أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية يعرف كل هذه التفاصيل قبل إجراء المقابلة مع الشاهد.
استجواب من قبل محامي المدعين
أراد محامي المدعين شارمر معرفة ما إذا كان مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية قد استشهد بمحضر المقابلة مع الشرطة الفرنسية أثناء مقابلة مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية مع الشاهد. فأكّد هورل ذلك، مضيفًا بأنهم أشاروا فقط إلى المقابلة مع الشرطة الفرنسية بخصوص المعلومات الشخصية للشاهد.
خلص شارمر إلى أن زميلة هورل بالتالي لم تستخدم محضر المقابلة مع الشرطة الفرنسية لسؤال الشاهد عن الموضوع الفعلي. فقال هورل إنه لا يستطيع تذكر كل ما قيل خلال المقابلة، ولكن إذا كانت زميلته قد قامت بالإشارة إلى محضر الشرطة الفرنسية، فستكون هناك ملاحظات حول ذلك في محضر المقابلة باللغة الألمانية.
استشهد شارمر بالمحضر باللغة الألمانية الذي ذُكر فيه أن زميلة هورل استشهدت بمحضر الشرطة الفرنسية فيما يتعلق بالمعلومات الشخصية للشاهد وبأن الشاهد سُئل عمّا إذا كان يريد إضافة أو تغيير أي شيء. فأوضح هورل أن زميلته أجرت المقابلة الخاصة بها حول الموضوع، لذلك لم تشر إلى محضر الشرطة الفرنسية في ذلك الوقت.
أشارشارمر إلى أن الشاهد قال لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنه كان عليه أن يخلع حزامه وسرواله وأن يجلس بوضعية القرفصاء. فأراد شارمر معرفة ما إذا كان الشاهد عاريًا تمامًا. فقال هورل إن الشاهد أخبرهم أنه كان عليه خلع حزامه وسرواله.
أراد شارمر معرفة أي أجزاء من جسم الشاهد تم تفتيشها. فقال هورل إنه تم تفتيش ساقي الشاهد.
استشهد شارمر بمحضر المقابلة التي أجراها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، والتي قال خلالها الشاهد إنه كان عليه خلع حزامه وسرواله والجلوس بوضعية القرفصاء. وأوضح كذلك أن السجّانين قاموا بتفتيشه للتحقق مما إذا كان يخفي أي شيء بين رجليه. وبحسب المَحضر، فقد وقف الشاهد ليبين كيف كان التفتيش. وأضاف شارمر أن الشاهد أبلغ الشرطة الفرنسية أيضًا أنه كان عاريًا. فقال هورل إن الشاهد قال لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنه كان عليه خلع حزامه وسرواله.
أراد شارمر معرفة ما إذا كانت زميلة هورل قد طرحت المزيد من الأسئلة حول التفتيش. فقال هورل إنه لا يستطيع التذكر.
سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة عمّا إذا كان قد تم إعادة ترجمة محضر مقابلة مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية وتلاوتها على الشاهد. فأكّد هورل ذلك، مضيفًا أنهم قاموا بمراجعة كل جملة وقام هو بنفسه بتصحيح المحضر الألماني وفقًا لتعليقات الشاهد.
صُرفَ هورل كشاهد.
أوضحت القاضي كيربر أنه بعد استراحة قصيرة، سيتم قراءة تقرير مكون من صفحتين ونصف من معهد ماكس بلانك حول القانون الجنائي السوري، وسيُدلي القضاة ببيانهم بشأن تقديم محامي دفاع إياد الغريب طلبًا للاستماع إلى خبير في الخطوط للتأكد من صحة الإفادة التي أدلى بها إياد الغريب المكتوب بخط اليد.
***
[استراحة لمدة 10 دقائق]
***
أوضحت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أن القاضي فيدنير سيتلو الآن تقريرًا من معهد ماكس بلانك لدراسة الجريمة والأمن والقانون من عام 2019.
[بسبب الصعوبات الفنية المذكورة أعلاه، لم يتمكن مراقب المحاكمة من فهم تفاصيل التقرير]
استند التقرير إلى طلب من المحامي بوكر وُجِّه إلى معهد ماكس بلانك للحصول على وصف للوضع القانوني في سوريا، خاصة فيما يتعلق بالقتل والإصابات الجسدية.
قدم التقرير تفاصيل عن العقوبات ذات الصلة بالقتل والأذى الجسدي بموجب القانون الجنائي السوري، والتي تبدأ من عقوبة العمل القسري إلى عقوبة الإعدام. كما أوضح موقف القانون فيما يتعلق بالأذى الجسدي مع ما يترتب على ذلك من حوادث مميتة. وبحسب التقرير، فإن القوانين ذات الصلة سارية منذ كانون الثاني/يناير لعام 2011.
وبعد قراءة التقرير، أعلنت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أن القضاة سيتلون الآن أمر المحكمة بشأن الطلب المقدم من قبل محامي دفاع إياد الغريب للاستماع إلى شاهد خبير يمكنه تأكيد صحة الإفادة التي أدلى بها إياد.
[ما يلي هو إعادة إنشاء لأمر المحكمة بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة فهمه في المحكمة]
أمر المحكمة بشأن طلب محامي دفاع إياد المقدم بتاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر 2020 للاستماع إلى خبير في الخطوط لتأكيد صحة الإفادة المكتوبة بخط اليد التي أدلى بها إياد.
تم رفض الطلب لأن الحقيقة التي كان من المفترض إثباتها قد تم إثباتها بالفعل للأسباب التالية:
1) أوضح الطلب المقدم الذي تم تقديم الإفادة معه كدليل في 9 كانون الأول/ديسمبر، 2020 كيف تلقى محامي الدفاع شوستر الإفادة المكتوبة بخط اليد. حيث كانت شهادة شوستر التي وصف فيها أسباب كتابة إياد للإفادة، وكذلك كيف تلقى شوستر الإفادة وطلب ترجمته، منطقية ومفصلة. ويبدو أن التوقيع على الإفادة المكتوبة بخط اليد هو نفس توقيع إياد على محضر استجوابه مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. كما أكد مترجمو المحكمة محتوى الإفادة. لذلك ليس لدى المحكمة أدنى شك في صحة الإفادة.
2) قام المتهم بالاعتراف بنفسه بأنه صاحب الإفادة. وأوضحت الإفادة المكتوبة بخط اليد، تجنبًا للإدلاء بإفادة شفوية، بالتفصيل مشاعر المتهم، كما أوضحت الجوانب المتعلقة بالمحاكمة.
3) يكاد يكون من المستحيل أن تكون الإفادة مُنتحلة. علاوة على ذلك، لم يكن هناك سبب لأن تكون الإفادة مُنتحلة.
ولهذه الأسباب، رفضت المحكمة طلب الاستماع إلى شاهد آخر، مع تأكيد صحة الإفادة المكتوبة بخط اليد.
أشارت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى أن المدعين العامين طلبوا فصل المحاكمة. وقالت إن المحكمة ستوافق على هذا الطلب وستقوم بفصل المحاكمة في شباط/فبراير 2021. أما فيما يتعلق بإجراءات يوم فصل المحاكمة، فستتابع المحكمة الاستماع إلى القضيتين معًا وستقوم بتلاوة وثائق قبل فصل المحاكمة رسميًا. وستُلغى مواعيد محاكمة أنور رسلان التي كانت مقررة في 18 و24 و25 شباط/ فبراير 2021. وستستمر محاكمة أنور رسلان في 10 آذار/مارس 2021. وستنتهي المحكمة من أخذ الأدلة في محاكمة إياد الغريب في 18 شباط /فبراير 2021. وفي نفس اليوم، سيقوم المدعون العامون بإلقاء بيانهم النهائي. وستستمع المحكمة إلى البيان النهائي لمحامي دفاع إياد في 18 شباط /فبراير 2021 وستمنح المتهم فرصة الإدلاء بإفادة ختامية بنفسه. وسيتم إصدار الحكم في القضية المرفوعة ضد إياد الغريب في 24 شباط /فبراير 2021. وخلصت القاضي كيربر إلى أن هذه الخطة يمكن أن تتغير في ضوء الوضع العام غير المستقر [جائحة كورونا]. [طلبت القاضي كيربر من المترجمين الشفويين إخبار الجمهور بكل ما تقوله حول هذه المسألة].
كما أعلنت كيربر أن محامي دفاع إياد سيحصل على نسخة رقمية من أجزاء معينة من ملف القضية في التحضير للمرافعة. ويمكن لجميع الأطراف الأخرى الحصول على النسخة الورقية من ملف القضية كالمعتاد.
أراد بوكر محامي دفاع أنور رسلان توضيح الجدول الزمني ليوم 17 شباط /فبراير 2021. فقالت القاضي كيربر إن المحكمة ستقرأ التقارير المتعلقة بـ[الخلية المركزية لإدارة الأزمات] في ذلك اليوم.
رُفِعَت الجلسة الساعة 11:30 صباحًا.
اليوم الثامن والخمسون للمحاكمة – 28 كانون الثاني/يناير، 2021
بدأت الجلسة في الساعة 9:30 صباحًا بحضور أربعة أشخاص وأربعة من ممثلي الصحافة في شرفة الجمهور.[6] قبل بدء الجلسة رسميًا، اعتذرت القاضي كيربر رئيسة المحكمة عن المشاكل التقنية وسألت الحضور عمّا إذا كان بإمكانهم سماعها، وطلبت منهم رفع أيديهم كلما واجهوا صعوبات في متابعة جلسات المحاكمة.[7]
شهادة P27
مَثَل P27، الذي كان يضع قبعة صغيرة وكمامة وجه بسبب فايروس كورونا، رفقة محاميته، الدكتورة آنا أوميشين. وأبلغت القاضي كيربر رئيسة المحكمة P27 عن حقوقه وواجباته كمدع وشاهد. وقالت إنه لا بأس إن كان P27 لا يريد أن يتم التعرّف عليه وإن كان يريد أن يضع قبعة صغيرة وكمامة وجه لذلك الغرض. كما قالت إنه يمكنه أن يبقيهما، غير أنه يجب أن يخلعهما لثانية واحدة للتعريف بنفسه. وبعد تحديد هوية P27، سألت القاضي كيربر P27 عن معلوماته الشخصية. فقال P27 إنه أخبر محاميته بالفعل أن عائلته لا تزال تعيش في سوريا، ولهذا السبب يفضل تدوين معلوماته بدلًا من ذكرها في المحكمة. وتحدثت الدكتورة أوميشين، محامية P27، إلى P27 قبل أن يطلب استراحة قصيرة.
أمرت القاضي كيربر باستراحة لمدة 5 دقائق وأخبرت الدكتورة أوميشين بإبلاغ P27 مرة أخرى بالأنظمة الإجرائية ذات الصلة.
***
[استراحة لمدة 15 دقيقة]
***
قامت الدكتورة أوميشين، بعد تقديم المشورة لموكلها، بمخاطبة المدعين العامين وأجرت نقاشًا قصيرًا مع رئيسة المحكمة ومحامي المدعين ومحامي الدفاع.
قالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إن الدكتورة أوميشين قدمت اقتراحًا جيدًا حول كيفية التعامل مع الوضع.[8] وأشارت كيربر إلى أن المحكمة تعرف بالفعل اسم P27 كما ذكرت للتو عندما أبلغته بحقوقه وواجباته. وسألت كيربر P27 عن عمره. فقال P27 إنه يبلغ من العمر 32 عامًا. وسألته كيربر عمّا إذا كانت تربطه بالمتهم علاقة قرابة سواء بالنسب أو المصاهرة. فنفى P27 ذلك.
أوضحت كيربر أنها ستطرح أسئلة عامة إلى حد ما، وبأنه كلما شعر P27 بعدم الارتياح في الإجابة، يجب عليه استشارة محاميته الدكتورة أوميشين. وأشارت كيربر إلى أن P27 دخل في نزاع مع "النظام السوري" وطلبت منه تقديم لمحة عامة تقريبية حول كيفية دخوله في نزاع مع النظام وأين تم اعتقاله. فأوضح P27 أنه في عام 2011 في بداية الثورة، شارك في تنسيق المظاهرات [ولأن الصوت كان منخفضًا، سألت القاضي كيربر الجمهور عمّا إذا كانوا قادرين على فهم كل شيء وطلبت من P27 تقريب الميكروفون إليه]. وتابع P27 ليوضح أنه شارك في تنسيق المظاهرات في بداية الثورة عام 2011. وأضاف بأنه لم يكن هناك تنسيقية فعلية في محافظته. وكان لا يزال طالبًا في ذلك الوقت وبأنه كان يبلغ من العمر 23 عامًا. وقال إنه كان لديه مكتب به أجهزة تسجيل. كما أوضح P27 أنهم أعلنوا عن مظاهرات عبر "منشورات"، أوراق صغيرة تحتوي معلومات حول تاريخ ووقت ومكان المظاهرات. وقال P27 إنه كان مسؤولًا عن طباعة هذه الأوراق، موضحًا أن ذلك حدث في عام 2011. وأوضح P27 أيضًا أن الوضع في عام 2012 كان مماثلًا. حيث تم تنسيق المظاهرات في ذلك الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال P27 إنه قام بدعم منظمات محلية مختلفة في ذلك الوقت، وفي البداية قام بدعم المنظمة الموجودة في مدينته الأصلية. [أجرى P27 استشارة قصيرة مع محاميته الدكتورة أوميشين]. وقال P27 للمحكمة إنه واصل عمله في السنوات التالية. ووفقًا لـP27 فقد تغيرت الأنشطة بشكل طفيف في عام 2013 [2014].[9] وقال إن العمل التنظيمي بأكمله تم على المستوى المحلي. وعمل هو بنفسه لدى منظمات محلية مختلفة وعمل مع الحكومة المؤقتة. وقال P27 إنه واصل عمله في ألمانيا أيضًا.
قالت كيربر إنها تريد الرجوع إلى الأحداث في عام 2011 وسألت P27 عمّا حدث له في ذلك الوقت. قال P27 إنه اعتُقل لأول مرة في 1 أيار/مايو 2011 ثم اعتُقل مرة ثانية في أواخر عام 2011. وأوضح أن الاعتقالين الأول والثاني كانا في نفس المدينة ولم يُنقل إلى فروع أخرى. ووفقًا لـP27، فقد استمر اعتقاله الأول يومين في شعبة المخابرات العسكرية، بينما استمر اعتقاله الثاني لمدة شهر.
أرادت كيربر معرفة أين تم اعتقال P27 بالضبط وكيف حدث ذلك.فأوضح P27أن كلا الاعتقالين حدثا في الرقة. وبالمقارنة مع اعتقاله الثالث، لم يكن هذان الاعتقالان بهذا السوء. كما قال P27 إنه اعتُقل لدى إدارة المخابرات العامة في المرتين، ولكن كان هناك اختلافات في المعاملة. حيث إنه في المرة الأولى، لم يتعرّض للتعذيب بطريقة الشّبْح، ولم يستخدم السجّانون "أي أدوات صلبة".
سألت كيربر عن الفرع الذي اعتُقل P27 فيه، وكيف علم بمكان اعتقاله. فأوضح P27 أن اعتقاله الأخير كان في عام 2012، حيث اعتُقل في الرقة ثم نُقل إلى دمشق عبر دير الزور وحمص. وقال إن الاعتقال الثالث هذا كان هو الأسوأ وأوضح أنه نُقل من الرقة إلى دير الزور في أيار/مايو حيث كان عليه البقاء في دير الزور لمدة 4-5 أيام. وقال P27 إنه لا يستطيع التذكر بالضبط، لكنه يتذكر بأنه تم التحقيق معه مرة أو مرتين. وقال "إنهم" كانوا يريدون معرفة الكثير عن أصدقائه وعن أنشطتهم. ووفقًا لـP27، فقد غلب على الأسئلة الطابع العام إلى حد ما، وقال "إنهم" لم يطلبوا معلومات محددة. وأوضح P27 كذلك أنه نُقل بعد ذلك إلى حمص، حيث لم يتم التحقيق معه على الإطلاق. ثم نُقِل بواسطة وسيلة نقل للمعتقلين من قبل الشرطة وكان عليه البقاء لدى الشرطة العسكرية في حمص لمدة ليلة واحدة. وقال P27 إنه نُقل بعد ذلك إلى القابون في دمشق. وأوضح أن هذا الفرع تابع أيضًا للشرطة العسكرية. وأضاف أنه على حد علمه فقد كان مخفرًا. وخلص P27 إلى أن جميع الأوصاف التي قدّمها تستند إلى تجربته الشخصية وليست ذات طابع عام.
ذكّرت كيربر P27 بتقريب الميكروفون إليه حتى يتمكن الجميع من سماعه. وتابع P27 موضحًا أنه نُقل من القابون إلى فرع إدارة المخابرات الجوية وكان عليه البقاء ليومين قبل أن يتم نقله مرة أخرى، حيث نُقل هذه المرة إلى فرع فلسطين [الفرع 235]. وقال P27 إن هذه كانت "نهاية رحلته". وأوضح أنه كان عليه البقاء في فرع فلسطين لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا قبل أن يُعرض على محكمة في دمشق حيث أطلق سراحه. وأشار P27 إلى أنه ذكر سابقًا الطابع العام للتحقيقات وقال إن فرع فلسطين هو الفرع الوحيد الذي طرح فيه المحققون أسئلة محددة وكان يبدو أنهم يعرفون الكثير من التفاصيل عنه وعن أصدقائه وعائلته. قال P27 إن اعتقاله في الخطيب كان قصيرًا نسبيًا، حيث اقتصر على 3-4 أيام. وقال إنه اكتشف لاحقًا أنه كان معتقلًا في الخطيب، غير أنه لم يستطع تحديد ما إذا كان قد علم ذلك وهو في طريقه إلى هناك أم عند وصوله. وخلص P27 إلى أنه كان عليه البقاء في الخطيب لمدة 3-4 أيام وتم التحقيق معه مرتين. استغرق التحقيق الأول من ساعتين إلى ثلاث ساعات والثاني حوالي ساعة واحدة.
استجواب من قبل القاضي فيدنير
أشار القاضي فيدنير إلى أن P27 اكتشف لاحقًا أنه كان معتقلًا في الخطيب وأراد معرفة من أين علم بذلك. فطلب P27 من فيدنير تكرار الأسئلة لأنه لم يتمكن من الفهم بسبب مشاكل تقنية. فسأل فيدنير P27 من الذي أخبره بأنه كان معتقلًا في الخطيب. فقال P27 إنه لا يستطيع التذكر بالضبط. غير أنه قد تم إرفاق أسمائهم ورقم الفرع بالمعتقلين أثناء نقلهم. لذلك لم يتمكن من تذكر ما إذا كان قد علم بمكان اعتقاله من هذه الأوراق أم علم بذلك عند وصوله. وأضاف P27 أنه في الحقيقة اكتشف متأخرًا أنه كان معتقلًا في الخطيب، الفرع 251.
استشهد فيدنير بمحضر مقابلة P27 مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية حيث قال إن معتقلين آخرين في الخطيب قاموا بإخباره بمكان وجوده. فأكّد P27 ذلك.
أوضح فيدنير أنه سيقوم بطرح أسئلته المتعلقة بالثورة السورية بترتيب زمني. وأشار إلى أن P27 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أنه كان من أوائل الأشخاص الذين شاركوا في الثورة. وأراد فيدنير معرفة متى بدأ "هذا"، وما الذي فعلهP27 بالضبط وكيف كان رد فعل قوات الأمن على المظاهرات في البداية. فقال P27 إنه كان في الرقة حيث جرت المظاهرة الأولى في 25 نيسان/أبريل 2011. وقال إنه قام بالمشاركة في جميع المظاهرات، موضحًا أنهم قاموا بتنسيق المظاهرات عبر منتديات الإنترنت المختلفة. وقال P27 إنهم كانوا، على سبيل المثال، يقومون بتنسيق مظاهرة ستقام يوم الأربعاء، [وكانت مهمته طباعة المنشورات]. حيث كانت هذه المنشورات عبارة عن أوراق صغيرة تحتوي على معلومات تفصيلية حول المظاهرة.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P27 قد شارك في المظاهرات. فأكّد P27 ذلك، مضيفًا أنه شارك في كل مظاهرة تقريبًا.
سأل فيدنير عن رد فعل قوات الأمن، وسواء كان هناك تطور [في رد فعلهم على المتظاهرين] وكيف استخدموا العنف. فأوضح P27 أنه في بداية المظاهرات كانت قوات الأمن في محافظته تخاف من ردة فعل الناس في الشوارع. ووفقًا لـP27، فلم تكن قوات الأمن عنيفة تجاه المتظاهرين لمدة عام. وأضاف بأن بعض الشبيّحة كانوا يأتون إلى بعض القرى بين الحين والآخر فقط.
ذكّرت القاضي كيربرP27 بضرورة تقريب الميكروفون تجاهه، حيث لم يتمكن بعض الأشخاص من الجمهور من فهم ما كان يقوله. فأوضح P27أن قوات الأمن كانت دائمًا مدعومة من قبل الشبّيحة.
أراد القاضي فيدنير معرفة ما فعلته قوات الأمن والشبيّحة بالضبط، وما إذا كانوا قد تدخّلوا. فقال P27 إن الشباب وكبار السن شاركوا في المظاهرات ولم يتمكن أي أحد من تفريقهم. غير أن [قوات الأمن والشبّيحة] حاولوا تفريق المظاهرات، ونجحوا بذلك في كثير من الأحيان حيث تم إبلاغهم بالتفاصيل مسبقًا.
سأل فيدنير عمّا يعنيهP27 بكلمة "تفريق"، وفيما إذا كانت قوات الأمن استخدمت أسلحة أم أن الأمر اقتصر على التحدث مع المتظاهرين. فأوضح P27 أن قوات الأمن كانت دائمًا تحمل أسلحة، ولكنها لم تقم باستخدامها حتى قُتل علي البابنسي. ووفقًا لـP27، فإن علي البابنسي كان أول من قُتل باستخدام السلاح في الرقة.
أراد فيدنير معرفة متى حدث ذلك. فقال P27 بإن ذلك حدث في آذار/مارس 2012، موضحًا أن قوات الأمن كانت تعلم أن المظاهرات كانت تنطلق من المساجد. وقال P27 إنها كانت تنطلق عادة بعد صلاة الجمعة أو في الأعياد الدينية. كما أوضح P27 كذلك أنه بمجرد الإعلان عن موعد المظاهرة، كان هو وزملاؤه يأخذون منشوراتهم. وعادة، في الحالات التي كان فيها تاريخ المظاهرات ووقتها ومكانها معروفًا، كانت قوات الأمن والشبّيحة في انتظارهم بالفعل، لمحاولة منع تنظيم المظاهرات. ووفقًا لـP27، فقد كانت قوات الأمن والشبّيحة يحاولون تفريق المظاهرات بُعَيد انطلاقها عن طريق اعتقال الأشخاص وحتى باستخدام الهراوات.
وقبل أن يطرح القاضي فيدنير أسئلته التالية، قامت القاضي كيربر بتذكير P27 بتقريب الميكروفون إليه ورفع صوته، حتى يتمكن جميع الأشخاص في الخلف من سماعه.
سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان P27 قد رأى جرحى أو قتلى في المظاهرات بسبب قوات الأمن. فقال P27 إنه رأى أمامه عدة جرحى. وفيما يتعلق بالوفيات، أوضح أن أول شخص مات في مظاهرة في عام 2012 هو الشخص الذي ذكره للتو.
تابع فيدنير ليسأل P27 عن وقت وصوله إلى الخطيب، وكيف تم نقله إلى هناك وكيف تم استقباله. فقال P27، إنه كما ذكر للتو، فقد تم تقييد المعتقلين بسلسلة طويلة ونُقلوا في شاحنة تبريد. وأوضح أنهم اضطروا إلى وضع عصابة عينين طوال الوقت. كما قال P27 إنه لم يتمكن من تذكر رقم زنزانته، غير أن معتقلين آخرين أخبروه بالرقم.
أشار فيدنير إلى أن P27 ذكر حافلة في وقت سابق وأراد توضيح ما إذا كان قد تم نقله بالحافلة أو على متن شاحنة. فأوضح P27 أنه لم يكن يتحدث عن حافلة مثل الموجودة هنا [في ألمانيا] بل عن سيارة بيضاء. وقال إن كل المعتقلين في سوريا يعرفون ما الذي يتحدث عنه. حيث بدت السيارة وكأنها شاحنة تبريد تستخدم لنقل اللحوم.
ذكر فيدنير مصطلح "حفلة الاستقبال". فقال P27 إنه بإمكانه وصف تجاربه الشخصية فقط. وأوضح أن جميع المعتقلين كانوا مقيدين بسلسلة واحدة من خلال الأصفاد التي كانوا مقيدين بها. حيث خرجوا من الشاحنة/الحافلة وهم مقيدون بهذه السلسلة وبمجرد فك قيودهم، كان عليهم الوقوف في صف بمواجهة الحائط. ووفقًا لـP27، فقد كان عليهم الوقوف بهذا الشكل لعدة دقائق حتى اكتمال عملية التسجيل. ولكنهم اضطروا للتعرض إلى "اعتداءات" السجّانين خلال الوقت الذي كان عليهم فيه الانتظار في الصف. وقال P27 إن المعتقلين نُقلوا بعد ذلك إلى البوابة المؤدية إلى ساحة الفرع حيث تعرضوا للضرب. ولم يكن الضرب "قاسيا". بل تم استخدامه كوسيلة للترهيب. وبمجرد دخولهم المبنى، تم تفتيشهم واضطروا إلى خلع ملابسهم حتى أصبحوا عراة. وقال P27 إنهم اضطروا إلى القيام بحركة معينة والجلوس بوضعية القرفصاء خلال هذا الإجراء. وتعرضوا للترهيب طوال الوقت حتى وصلوا إلى زنزانتهم.
سأل فيدنير كيف تم ترهيبهم بالضبط. فأوضح P27 أن كل سجّان كان لديه نوع من الأدوات، مثل هراوة، أو قطعة من الجلد، إلخ. وقال P27 إنه لا يعتقد أن توزيع الأدوات كان منسقًا أو منظمًا. ووصف بأنه كان هناك سجّان يقوم بضرب المعتقلين بأداته بعد كل خمسة أمتار. وخلص P27 إلى أنه منذ لحظة مغادرتهم الحافلة/الشاحنة حتى وصولهم إلى الزنزانة، تعرضوا للضرب بشكل مستمر على جميع أنحاء أجسادهم.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P27 بالداخل أم بالخارج عندما كان عاريًا. فقال P27 إنه كان بالداخل.
سأل فيدنير عمّا إذا كانوا قد استعادوا ملابسهم. فأكّد P27 ذلك.
أراد فيدنير معرفة مكان زنزانة P27، ونوعها وعدد الأشخاص الذين كانوا بداخلها. قال P27 إنه لا يستطيع التذكر بالضبط؛ ولم يتمكن حتى من تحديد ما إذا كانت [الزنزانة] في الطابق الأرضي أم في القبو. وأوضح أنه بمجرد دخولهم وترك أغراضهم الشخصية، ذهبوا إلى ممر طويل نسبيًا. وافترض أنه كان هناك درج في نهاية الممر. ووفقًا لـP27، فقد كان حجم الزنزانة حوالي 4×3 متر (مثل المساحة الموجودة أمامه في قاعة المحكمة).
أشار فيدنير إلى أن P27 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أن حجم الزنزانة كان يبلغ 3×5 متر، وسأل P27 عن عدد الأشخاص الموجودين داخل الزنزانة. فقال P27 إنه كان هناك حوالي 100 شخص في الداخل.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان هناك زنازين أخرى ومن الذي اعتُقل في هذه الزنازين. فقال P27 إنه لا يمكنه سوى وصف ما شعر به. حيث أنه بناءً على أصوات الصراخ، خمن بأنه كان هناك المزيد من الزنازين، منها زنزانة نساء بجوار زنزانته.
سأل فيدنير عمّا إذا كان قد سمع عن تعرّض شخص ما لسوء المعاملة. فقال P27 إنه كان يسمع صراخًا وأصواتًا طوال الوقت. وكان صوت الصراخ عاليًا بشكل خاص في ساعات الصباح وقرابة الظهر. أوضح P27 أنه لا يستطيع تقديم وقت محدد، ولكنه خمّن بأنه كان حوالي الساعة 10 صباحًا والساعة الثانية والسادسة مساء.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت أصوات الصراخ تأتي من داخل المبنى أم من خارجه. فقال P27 إنها كانت من الداخل.
سأل فيدنير P27 عمّا إذا كان أي شخص في زنزانته قد أخبره بما حدث له. فقال P27 إنه كان من الصعب التحدث. حيث كان الجميع خائفين لدرجة أنه لم يقم أي أحد منهم بقول أي شيء. وأضاف P27 أنه لم يقم أي أحد بالتحدث عمّا إذا كان قد تعرض للضرب أو عن مدة التحقيق معه. غير أن P27 قد رأى إصابات في جميع أنحاء أجساد رفاقه المعتقلين.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت القاعدة هي أن يتم تعذيب الجميع، مشيرًا إلى أن P27 قال إن كل شخص في زنزانته قد تعرض للتعذيب. فأكّد P27 ذلك.
أراد فيدنير معرفة كيف علم P27 عن هذا. فقال P27 إنه بالطبع لا يمكنه تقديم إحصائية؛ حيث كان بالأحرى تقديرًا. وأضاف أن كل من في الزنزانة تقريبًا ظهرت عليهم آثار التعذيب. وبأنه كان يعرف أحدهم، [حُجب الاسم].
سأل فيدنير عن آثار التعذيب التي شاهدها P27. فأوضح P27 أنه كان بالإمكان رؤية آثار التعذيب من خلال الملابس التي كانت ممزقة في كثير من الحالات، وبأنه كان هناك شخصان مصابان بكسور في العظام. وقال P27 إن العديد من الأشخاص ظهرت على معاصمهم آثار التعذيب بسبب تعرضهم للتعذيب بطريقة الشّبْح.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P27 قد رأى أشخاصًا ينزفون، أو رأى آثار ضرب أو كدمات. فقال P27 إنه بالطبع كان الكثير من الأشخاص يعانون من كدمات، حيث كان سببها الضرب المبرح في أغلب الأحيان. وأصيب هو نفسه بنزيف بسبب جرح في أذنه، ولكن الآخرين لم يكونوا مغطَّين بالدماء. وقال P27 إنه هو نفسه لم يشهد أي إصابات خطيرة أو مميتة.
سأل فيدنير P27 عمّا حدث له أثناء التحقيق. قال P27 إن جلسة التحقيقالأولى استمرت حوالي 3-4 ساعات. حيث كان معصوب العينين ويقف بمواجهة الحائط. وفقًا لـP27، حقّق معه شخص أو شخصان. كان أحدهم يتكلم بلهجة شمال شرقي سوريا.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان التحقيق قد حدث في نفس الطابق أو ما إذا كان قد تم نقل P27 إلى مكان آخر. فقال P27 إنه يعتقد أنه كان عليه نزول أو صعود بعض الدرجات. غير أنه كان هناك خمس درجات فقط، لذلك لا بد أنه كان في نفس الطابق.
سأل فيدنير عمّا إذا كان P27 قد تعرض لسوء المعاملة أثناء التحقيق معه. فأوضح P27 أنه في الواقع، لم يرد المحققون إلّا معرفة أمور عامة. وافترض P27 أنه لم تكن لديهم أي فكرة عن سبب اعتقاله. حيث غلب على الأسئلة الطابع العام إلى حد ما، وكانت تتعلق بما فعله، ومن كانوا أصدقاءه ولماذا ذهب إلى أماكن معينة. وأضاف P27 أنه أبلغ الشرطة الألمانية أنه لم يتعرض للتعذيب. وقال لهم إنه تعرض للضرب أثناء جلسة التحقيق الثانية حيث تعرّض إلى صعق بالكهرباء. وأشار P27 إلى أنه أخبر الشرطة الألمانية بأنه تعرض للضرب بقطعة من الجلد.
أراد فيدنير معرفة ما كان P27 يتذكره عن جلسة التحقيق معه في هذه اللحظة بالذات. وسأل P27 عمّا إذا كان قد تعرض لسوء المعاملة وإذا كان الأمر كذلك، فكيف. تدخلت محامية P27، الدكتورة أوميشين، وقالت إنه وفقًا لـP27، فإن التعذيب وسوء المعاملة لهما معنيان مختلفان.
طلب فيدنير من P27 أن يصف ما حدث فحسب. فقال P27 إن الدكتورة أوميشين أوضحت ما كان يريد قوله، مضيفًا أنه سبق له أن أوضح ما حدث أثناء جلسات التحقيق في الخطيب. ولكنه خضع لجلسات تحقيق أكثر في فرع فلسطين.
قال فيدنير إنه أراد التركيز على الخطيب، وسأل P27 عمّا إذا كان قد تعرض للضرب أثناء التحقيق معه هناك وما الذي يمكنه تذكره من جلسات التحقيق. فقال P27 إنه سبق وأن ذكر أنه تعرّض للضرب بأدوات مختلفة، وأنه أراد فقط أن يشرح للشرطة بأنه تعرض للضرب أيضًا بأداة مصنوعة من البلاستيك الصلب، ربما كان حزامًا مطاطيًا مسنّنًا. كما قال P27 إنه تعرض للضرب في السيارة/ الحافلة/ الشاحنة على جميع أنحاء جسده. وقال إنه كان بإمكان المرء أن يعرف بأن الغرض من الضرب ليس التسبب بمقتل الشخص، وإنما إلحاق إصابات خطيرة.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الضرب قد حدث كرد فعل على الإجابات التي تقدّم بها P27 أم أنه حدث بشكل اعتباطي. قال P27 إنه تعرّض للضرب أحيانًا كردّ فعل، وأحيانا دون سبب.
استشهد فيدنير بمحضر مقابلة P27 مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الذي قال فيه إنه قبل التحقيق معه كان عليه الانتظار لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات. حيث كان عليه الوقوف خلال هذا الوقت وتعرّض للضرب والركل بقسوة. كما قال لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنه لا يعرف ما إذا كان الضرب نتيجة لرد فعل لأشياء معينة، غير أنه كان لديه انطباع أنه كلما كان الشخص يتعب، استخدم السجّان حزامًا مطاطيًا مسنّنًا لمواصلة ضربه. وفقًا لـP27، فإنه لم يُعاني من كسور في العظام، غير أن المعتقلين الآخرين عانوا من ذلك. فأكّد P27 هذه الإفادة.
طلبت محامية P27، الدكتورة أوميشين، استراحة لمدة 10 دقائق.
***
[استراحة لمدة 25 دقيقة] [10]
***
ذكَّرت القاضي كيربر، رئيسة المحكمة، جميع الأطراف بضرورة تقريب الميكروفون دائمًا عند التحدث، حتى يتمكن كل فرد من الجمهور من فهمهم.
قال القاضي فيدنير إن لديه المزيد من الأسئلة حول أول تحقيق خضع له P27 في الخطيب. حيث أراد معرفة ما إذا كانت غرفة التحقيق قريبة أو بعيدة عن زنزانة P27. قال P27 إنهم مشوا إلى مكان التحقيق لمدة دقيقة أو دقيقتين.
استشهد فيدنير بمحضر مقابلة P27 مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الذي قال فيه إن مكان التحقيق كان بعيدًا عن الزنزانة. وكانت تفوح من المنطقة التي كانت فيها الزنازين رائحة قوية، غير أنه لم تكن هناك رائحة في مكان التحقيق. فأكّد P27 ذلك.
أشار فيدنير إلى أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية سأل P27 أيضًا عن الطابق التي تم فيه التحقيق. وفقًا لمحضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، أوضح P27 أنه افترض بأن الزنازين كانت في القبو، حيث لم يكن هناك ضوء النهار. وعلى الرغم من أنه كان معصوب العينين، إلا أنه شعر بأن المكان كان أكثر إشراقًا في مكان التحقيق. فأكّد P27 ذلك مرة أخرى.
أراد فيدنير معرفة عدد الأشخاص الذين حضروا جلسة التحقيق الأولى مع P27. فقال P27 إنه كان هناك شخص أو شخصان.
سأل فيدنير عمّا إذا كانا قد تحدثا مع بعضهما البعض. فأكّد P27 ذلك.
سأل فيدنير عمّا إذا صدرت أوامر بضربه. فقال P27 إنه صدرت أوامر بضربه، ولكن لا يمكنه أن يجزم بذلك. وأضاف أنه تم التحقيق معه من قبل شخص واحد فقط.
سأل فيدنير عن التسلسل الهرمي بين الشخصين. فقال P27 إنه افترض بأن أحد الأشخاص في جلسة التحقيق الثانية كان برتبة معينة، حيث خاطبه الآخرون بلقب "سيدي".
أراد فيدنير معرفة ما إذا اضطر P27 أن يجلس القرفصاء في أول تحقيق له. فقال P27 إن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية طرح عليه نفس السؤال، غير أنه لم يتمكن من تذكر ما إذا اضطر أن يقف أم يجثو على ركبتيه.
أشار فيدنير إلى أنه عندما سأل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية P27 عن أجزاء جسده التي تعرّض للضرب عليها، أجاب أنه تعرض للضرب على جميع أنحاء جسده، مضيفًا أنه في كل استراحة، كان عليه أن يجلس بوضعية القرفصاء ثلاث إلى خمس مرات. ثم تعرض للضرب والركل ليتمكن السجّانون من زرع الخوف والرعب في قلبه. كما قال لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنه تعرّض للضرب أيضًا كرد فعل على إجاباته. فأكّد P27 ذلك.
سأل فيدنير P27 عمّا أراد المحققون معرفته منه. فقال P27 إنه كان لديه انطباع بأن الأشخاص الموجودين في التحقيق لا يعرفون ما يُزعم بأنه قام به وليس لديهم معلومات عنه أو عن الأشخاص في مجموعته. غير أن P27 أضاف بأن هذا كان فقط انطباعه الشخصي.
أشار فيدنير إلى أنه تم التحقيق مع P27 للمرة الثانية. فأكّد P27 ذلك.
سأل فيدنير عن الإجراء. فأوضح P27 أنه كان مشابهًا للتحقيق الأول، ولكنه كان أقصر.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P27 قد تعرض للضرب/ لسوء المعاملة أثناء التحقيق الثاني. فأكّد P27 ذلك. سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك شخصان أيضا للتحقيق معه. فقال P27 إنه كان هناك شخصان، وربما أكثر.
خلص فيدنير إلى أنه كان هناك ثلاثة أشخاص. فأكّد P27 ذلك.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان هناك أي شيء مميز بشأن الشخص الثالث. فتدخل بوكر محامي دفاع أنور رسلان قائلًا إن P27 لم يؤكد وجود شخص ثالث. فقال فيدنير إنه فهم أن P27 أوضح بأنه كان هناك شخص ثالث. فأوضح P27 أنه خلال جلسة التحقيق الأولى، كان هناك بالتأكيد شخص أو شخصان. ولم يكن الاثنان حاضرين طوال الوقت. وفي جلسة التحقيق الثانية، كان هناك شخصان وشخص ثالث. وأوضح P27 أنه لا يعرف ما إذا كان الشخص الثالث حاضرًا طوال الوقت. حيث لم يتمكن من رؤيتهم وميّز بينهم فقط من خلال لهجتهم وصوتهم. وقال إن أحدهم كان بتحدث بلهجة الساحل. ولم يتحدث الشخصان الآخران بتلك اللهجة.
أكد فيدنير أن P27 أبلغ مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بنفس المعلومات، حيث أوضح لهم بأنه لم يتمكن من أن يجزم أن الأشخاص الثلاثة كانوا حاضرين طوال الوقت. كما استشهد فيدنير بمحضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية قائلًا إن P27 ذكر أن الشخص الثالث كان يأتي من وقت لآخر وكان يُخاطَب بلقب "سيدي". وفقًا لـP27، فقد قام هذا الشخص أيضًا بطرح أسئلة عليه وكان رئيس الشخصين الآخرين. فأكّد P27 هذه الإفادة.
تابع فيدنير سؤال P27 عن الظروف العامة للاعتقال في الخطيب، خاصة فيما يتعلق بالهواء والغذاء والنظافة. فقال P27 إن وضع النظافة كان سيئًا للغاية. وكان الهواء شديد الرطوبة بسبب كثرة الأشخاص. وقال P27 أيضًا إن العديد من الأشخاص اضطروا إلى ارتداء قمصانهم بالمقلوب لأنها كانت متسخة للغاية ومغطاة بالذباب. وفقًا لـP27، فقد أصيب العديد من المعتقلين بحساسية شديدة. قال إنه لا يستطيع معرفة ما إذا كان هناك علاج طبي في الخطيب، ولكنه لم يشهد أي علاج طبي. أما فيما يتعلق بالطعام، فقد ذكر P27 أنهم كانوا يحصلون على وجبتين فقط في اليوم. في أغلب الأحيان كانوا يحصلون على الأرز أو البطاطس أو حساء العدس السوري. وأضاف P27 أنه لم يكن هناك مكيفات هواء في الزنزانة. حيث كانت هذه هي الطريقة التي أمكنه بها معرفة ما إذا كان داخل الزنزانة أم في مكان آخر. وقال إن الزنزانة كانت شديدة الحرارة وخانقة، ولها رائحة قوية. وأوضح P27 أنه على الرغم من أن الزنزانة كانت مفصولة بباب فقط، إلا أنه كان هناك فرق كبير فيما يتعلق بنوعية الهواء داخل الزنزانة وفي الممر. وقال P27 إنه كان هناك مرحاض واحد فقط داخل الزنزانة، وكان يفصله عن الزنزانة قطعة قماش فقط. وكان على جميع المعتقلين أن يشربوا من نفس الزجاجة البلاستيكية.
سأل فيدنير عن الحالة العامة للمعتقلين الآخرين وأراد معرفة ما إذا كان بعض المعتقلين مرضى. فقال P27 إن العديد من الأشخاص كان لديهم آثار معينة على أجسامهم، ولكنه لم يتمكن من معرفة ما إذا كان هناك أشخاص يعانون من أمراض مزمنة.
استشهد فيدنير بمحضر مقابلة P27 مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، الذي قال خلالها إن المعتقلين تم احتجازهم لفترات زمنية مختلفة تتراوح من أيام إلى شهور. وكان الكثير منهم نحيفين للغاية وكان أحدهم مصابًا بالسكري لكنه لم يتلق أي دواء في الخطيب. فأكّد P27 هذه الإفادة.
أشار فيدنير إلى أن P27 ذكر آثار التعذيب بأسلوب الشّبْح على معاصم زملائه المعتقلين. وسأل فيدنير P27 كيف علم أن هذه الآثار سببها التعذيب بالشّبْح، وإذا ما قد سمع عن هذا الأسلوب من الآخرين أم أنه شاهده بنفسه. فقال P27 إنه لم يشاهده بنفسه.
سأل فيدنير عمّا إذا كان P27 رأى أي أدوات مثل حلقات أو خطافات. فنفى P27 ذلك، موضحًا أنه مع وجود عصابة على عينيه لم يستطع رؤية سوى الهراوات وقطع الجلد الصلب التي سبق وأن وصفها. وأضاف أنه في الزنزانة الجماعية، كانت هناك أدوات في السقف، ولكن لم يتم تعليق أحد هناك.
أراد فيدنير معرفة كيف علم P27 بهذا الأسلوب [الشّبْح – تعليق الشخص من ذراعيه دون أن تلامس قدماه الأرض]. فأوضح P27 أنه تعرّض للشّبْح في فرع فلسطين، مضيفًا أن هذا هو المكان الذي شاهد فيه جميع أساليب التعذيب وتمكن بعد ذلك من التفريق بينها.
سأل فيدنير عمّا إذا كان أي شخص في الخطيب قد ذكر أي شيء عن التعذيب. فأكّد P27 ذلك،موضحًا أن معظمهم تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق. وقال P27 إنه لم يسأل أي شخص بشكل مباشر؛ حيث تحدثوا عن ذلك بشكل عام. وقال إنه في كل مرة يعود فيها الأشخاص من التحقيق، كان يرى آثار التعذيب على أجسادهم. كما أوضح P27 أن المعتقلين كانوا يقدمون النصائح لبعضهم البعض.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان أي شخص قد أخبر P27 بشكل صريح عن الشّبْح. فقالت محامية P27، الدكتورة أوميشين، إن موكلها قد أجاب بالفعل على السؤال. فتدخلت القاضي كيربر رئيسة المحكمة، قائلةً إن P27 لم يجب على السؤال بعد. فقال P27 "نعم".
أراد فيدنير توضيح ما إذا كان P27 يعني أن شخصًا ما أخبره بالفعل عن الشّبْح. فقال P27 إنهم كانوا يتحدثون عن أشياء حدثت قبل تسع سنوات، ولكن إذا لم تخنه الذاكرة، فقد أخبره أحدهم عن الشّبْح بشكل صريح.
سأل فيدنير عمّا إذا كان أي شخص قد ذكر بشكل صريح أساليب أخرى [للتعذيب] مثل الصعق بالكهرباء. فأكّد P27 ذلك.
طلب فيدنير من P27 الالتفات إلى يمينه وأراد معرفة ما إذا كان P27 قد تعرّف على أحد المتهمين من "ذلك الوقت". فنفى P27 ذلك، موضحًا أنه لم يتعرف على أي شخص من ذلك الوقت، غير أنه كما قال بالفعل لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، فقد تعرف على أحدهم من وسائل التواصل الاجتماعي.
تدخل بوكر محامي دفاع أنور وسأل عمّا شاهده P27 بالضبط على "وسائل التواصل الاجتماعي". فقال P27 إنه رأى صورة لأنور رسلان على وسائل التواصل الاجتماعي.
تابع فيدنير سؤال P27 عمّا إذا كان أقاربه قد أُبلِغوا باعتقاله وعرفوا بمكان وجوده. فنفى P27 ذلك، مضيفًا أن عائلته علمت فقط أنه كان في القابون بمجرد إطلاق سراحه من فرع فلسطين. ووفقًا لـP27، فقد علموا بذلك من خلال أطراف ثالثة.
أشار فيدنير إلى أن P27 اعتُقل في مراكز احتجاز مختلفة وطلَب من P27 – مع علمه أن هذا سيكون طلبًا غريبًا وصعبًا – أن يقارن الخطيب بفرع فلسطين وأن يقول ما إذا كان الخطيب أفضل أم أسوأ من حيث الوضع العام وسوء المعاملة. فقال P27 إن لحظة وصوله إلى الفرعين، منذ أن غادر الحافلة حتى دخوله الزنزانة، كانت متشابهة. ولكن كان هناك اختلاف واحد يتعلق بعدد جلسات التحقيق ومدتها، حيث كان عددها أكبر ومدتها أطول في فرع فلسطين. وأضاف P27 أن الضرب في فرع فلسطين كان أكثر شدة وشمل حالات ضربٍ مميتة.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P27 قد سمع أي شيء عن الاعتداء الجنسي في الخطيب. فقال P27 إنه لم يسمع أي شيء عن هذا الأمر عندما كان هناك، ولكنه سمع بذلك بمجرد إطلاق سراحه.
أشار فيدنير إلى أن P27 أخبر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أنه سمع من زملائه المعتقلين في فرع فلسطين عن الاعتداء الجنسي وحالات اغتصاب المعتقلين في الخطيب. حيث أوضح P27 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أنه سمع عن هذه الحالات فقط. فأكّد P27 هذه الإفادة.
قال فيدنير إن لديه سؤالًا آخر لـP27، إذا كان مرتاحًا في الإجابة عليه. سأل فيدنير P27 عمّا إذا كان يعاني من أي آثار جسدية أو نفسية من فترة وجوده في الخطيب. فقال P27 إنه لم يصب بأذى جسدي من الخطيب وبأن الأضرار النفسية التي لحقت به كانت تتعلق بطوال فترة اعتقاله. وقال فيدنير إنه كان على علم بذلك. وأضاف P27 أنه إذا سمحت المحكمة بذلك، فإنه يريد أن يضيف بأنه بينما كان يلتبس عليه الأمر من وقت لآخر فيما يتعلق بتفاصيل معينة مثل ما إذا كان قد صعد طابقًا أم نزل طابقًا أم عدد الأشخاص، إلا أنه متأكد من أن الخطيب مكان فظيع وأن وصفه بالفظيع هو وصف لطيف. وبعد استشارة قصيرة مع محاميته، أضاف P27 أن الدكتورة أوميشين قامت بتذكيره بأنه تلقى علاجًا نفسيًا لمدة سنة ونصف بعد اعتقاله.
استجواب من قبل المدعي العام
أشارت المدعي العام بولتس إلى أن P27 رأى صورة أنور على وسائل التواصل الاجتماعي وسألته عمّا إذا كان لديه أي معلومات حول ما فعله أنور بعد مغادرته سوريا أو حول ما فعله على الإطلاق. فسأل P27 عمّا إذا كانت بولتس تريد معرفة ما إذا كان يعرف ما فعله أنور. فأكدت بولتس ذلك. فقال P27 إنه كان رئيس التحقيق في الخطيب.
أرادت بولتس معرفة كيف علم P27 بذلك. فقال P27 إنه في عام 2013 أو 2014 قام بالتحدث إلى صديق في تركيا. حيث أخبره هذا الصديق بأن أنور انضم إلى المعارضة وعمل سابقًا في الخطيب.
سألت بولتس عمّا إذا كان P27 قد صدق كلام صديقه عندما أخبره بأن أنور انضم إلى المعارضة. فأوضح P27 أنه لم يستوعب المعلومة، لأن كلمة "محقق" كانت مخيفة بالفعل في حد ذاتها.
أرادت بولتس معرفة ما إذا كان أنور، خلال فترة وجوده مع المعارضة، "قد قدّم أي شيء أو كان ذا قيمة بالنسبة للمعارضة"؟ فقال P27 إنه لا يستطيع تقديم إجابة.
استجواب من قبل محامي الدفاع
أراد بوكر محامي دفاع أنور معرفة ما إذا كان بإمكان P27 تصور بأن أنور قام بالمشاركة في مؤتمر للمعارضة في مصر. فقال P27 إنه سمع عن ذلك من خلال وسائل الإعلام.
سأل بوكر P27 متى سمع عن ذلك. [كان على القاضي فيدنير تذكير بوكر بالتحدث بصوت أعلى حتى يتمكن الجميع من سماعه.] وأشار بوكر إلى أن P27 ذكر سابقًا أنه سمع عن أنور في عام 2013/2014 تقريبًا، وطلب من P27 تأكيد ذلك. فلم يعرف P27 ما كان يشير إليه بوكر. فأوضح بوكر أنه كان يتحدث عن مشاركة أنور في مؤتمر بمصر. فأوضح P27 أنه سمع عن شخص منشق برتبة محقق. ولكنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك في 2013 أو 2014.
أشار بوكر إلى أن P27 قال للشرطة إنه علم بانضمام أنور إلى المعارضة في وقت "تحرير الرقة". وسأل بوكر P27 عمّا إذا كان يتذكر الإفادة وما إذا كان بإمكانه توضيح متى سمع عن ذلك. فسأل P27 عمّا إذا كان بوكر يريد معرفة ما إذا كان قد سمع عن الإفادة في 2013 أم في 2016. فأوضح بوكر أنه يريد معرفة ما إذا كان P27 قد سمع عن [انضمام أنور إلى المعارضة] في عام 2013 أم في عام 2014. فطلبت محامية P27، الدكتورة أوميشين، من بوكر تقديم المزيد من السياق. فأشار بوكر إلى أن P27 قال إنه سمع عن أنور رسلان، لذلك كان سؤاله متى سمع عنه بالضبط. وكرر بوكر الاستشهاد بمحضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. فقال P27 إنه لا يستطيع تذكر التاريخ بالضبط؛ ولكن كان ذلك بين نهاية عام 2013 ومنتصف عام 2014.
أراد بوكر معرفة ما إذا كان صحيحًا أن P27 قد حصل على معلومات عن المؤتمر في وقت قريب من "وقت تحرير الرقة". فلم يعرف P27 ما إذا كان قد صاغها من قبل على هذا النحو. فطلب بوكر من الدكتورة أوميشين أن تأخذ الكلمة. فقرأت الدكتورة أوميشين القسم ذا الصلة من مقابلة P27 مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. حيث قال P27 إنه [كما ورد من الاستشهاد بمقابلة مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية التي قرأتها الدكتورة أوميشين] قد عَلم بالفعل عن المؤتمر في وقت "تحرير الرقة".
أراد فراتسكي، محامي دفاع أنور رسلان الثاني، معرفة لماذا شعر P27 بأن انضمام أنور رسلان إلى المعارضة كان أمرًا غير طبيعي. فقال P27 إنه لا يعرف أنور شخصيًا، لكنه تساءل لماذا انضم أنور إلى المعارضة عندما سمع أسماء أخرى [لأشخاص انضموا إلى المعارضة]. وأضاف أن انشقاق رئيس التحقيق في فرع مخابرات لم يكن غريبًا في حد ذاته، إلا أن الرتبة/ المنصب بدا مخيفًا لـP27 وأصدقائه.
أراد فراتسكي معرفة ما إذا كان P27 يعرف "موظفين سابقين لدى النظام" انضموا إلى المعارضة. فأكّد P27 ذلك.
سأل فراتسكي لماذا بدا غريبًا بالنسبة لـP27 أن ينضم أنور إلى المعارضة إذا كان P27 قد سمع عن حالات مماثلة. فقال P27 إنه في كثير من الأحيان كان يحدث بأن ينشق الأشخاص وينضموا إلى المعارضة. ولكنه لم يكن يريد تصديق أن محققًا ربما يكون قد قام بالتحقيق معه قد فعل شيئا كهذا. وخلص P27 إلى أنه لا يستطيع تحديد ما إذا كان أنور هو الشخص الذي حقق معه بالفعل أم لا.
أشار شوستر محامي دفاع إياد الغريب إلى أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية سأل P27 عن المظاهرات وأخبرهم عن العشائر التي حكمت المنطقة. وطلب شوستر من P27 شرح ما يعنيه بذلك. فلم يفهم P27 السؤال. فأشار شوستر إلى إفادة P27 بأن قوات الأمن كانت تحاول توخي الحذر في بداية التظاهرات لأنها كانت تعلم بأن المنطقة كانت تحكمها العشائر. فأوضح P27 أن مصطلح "تحكمها" ربما لن يكون أفضل تعبير، ولكن المنطقة كانت مسيطر عليها من قبل العشائر. وأضاف P27 أن هذا لم يكن رأيه؛ حيث يمكن للشخص البحث عن ذلك على جوجل (الإنترنت).
قال شوستر إنه يحاول فهم جميع جوانب النزاع السوري، ولكنه لا يتمكن من فهمها دائمًا. لهذا السبب قام بطرح هذا السؤال على P27. وطلب من P27 مزيدًا من التفاصيل حول العلاقة بين العشائر ورد فعل الحكومة الحَذر. فقال P27 إنه بعد فترة، أصبحت الحكومة أكثر ثقة في ردود أفعالها. وأضاف أنه في عام 2011 كانت الحكومة حذرة إلى حد ما بسبب العشائر في المنطقة. وأوضح P27 أنه إذا قُتل شخص من إحدى العشائر، على سبيل المثال، فإن الحكومة كانت تخشى رد فعل العشيرة وبأن العشيرة قد تعارض الحكومة.
أراد شوستر معرفة العشائر التي كان P27 يتحدث عنها وسأله عن أسمائها وأعراقها. فقال P27 إن هناك أشخاصًا على علم بهذا الموضوع أكثر منه.
سأل شوستر عمّا إذا كان صحيحًا أن الغالبية في الرقة كانوا من السُنّة. فقال P27 إنه إذا كان شوستر يريد إحصائيات، فعليه أن يسأل شخصًا آخر لأنه في الواقع لا يستطيع الإجابة على السؤال.
سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة شوستر عمّا إذا كان راضيًا عن الإجابات. فأكّد شوستر ذلك.
استجواب من قبل محامي المدعين
سألت محامية P27، الدكتورة أوميشين، P27 عمّا إذا كان يعتقد أن أنور رسلان انضم بالفعل إلى المعارضة. فقال P27 إنه سيكون من الصعب الإجابة على هذا السؤال.
تدخل بوكر محامي دفاع أنور قائلًا إن السؤال قد تمت الإجابة عليه بالفعل وأن جميع الأسئلة يجب أن تتعلق بحقائق وليس بتخمينات. فقالت الدكتورة أوميشين إنها راضية عن الإجابة على أي حال.
كما ذكر بوكر بأن الجدول الزمني للأسابيع المقبلة كان محيرًا. وطلب من القضاة توضيحه. فكررت القاضي كيربر رئيسة المحكمة والقاضي فيدنير الجدول الزمني للأسابيع المقبلة.
رُفِعَت الجلسة الساعة 12:15 بعد الظهر.
ستكون المحاكمة القادمة في 3 شباط/فبراير، 2021.
[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] والمعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون”. يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.
[2] لم يطلب أحد الحصول علىالترجمة إلى اللغة العربية. وحسبما أُعلِن في العام الماضي، فلم تقم القاضي كيربر بسؤال الجمهور بشكل صريح عن طلبهم بالحصول على الترجمة الشفوية.
[3] وفقًا للمادة 48 (1) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني (StPO)، يجب على كل شاهد أن يمتثل لأمر الاستدعاء الصادر عن المحكمة. وإذا لم يمثل الشاهد أمام المحكمة للإدلاء بشهادته، فقد يُطلب منه/ منها دفع تكاليف عدم حضوره/ حضورها بالإضافة إلى دفع غرامة أو الخضوع إلى الاحتجاز الإداري. وقد يُجبر الشاهد أيضًا على المثول أمام المحكمة (المادة 51 (1) من نفس القانون). ولكن، لا ينطبق هذا إذا قام الشاهد بتبرير غيابه/غيابها في حينه وبشكلٍ كاف (المادة 51 (2) من نفس القانون). حيث تُعد الأسباب العائلية أو التعرض لحالة تهديد أعذارًا كافية. غير أنه وفقًا لقانون الإجراءات الجنائية الألماني (المادة 250 من القانون)، فلا يمكن قراءة محضر الاستجواب السابق للشاهد، في حالة عدم مثول الشاهد أمام المحكمة. وبدلًا من ذلك، يمكن للسلطة التي قامت باستجواب الشاهد سابقًا – التي تمثلها الشرطة الجنائية الاتحادية في القضية الحالية – أن تقوم بتقديم شهادة مباشرة أكثر. لذلك قررت المحكمة الاستماع إلى مسؤول الشرطة الجنائية الاتحادية لإدراج الأوصاف التي تقدّم بها الشاهد في جلسة الاستماع الرئيسية دون أن يقوم الشاهد بالإدلاء بشهادته في المحكمة بنفسه.
[4] ملاحظة من مراقب المحاكمة: حدثت مشكلات تقنية تتعلق بالصوت أثناء جلسة الاستماع بأكملها. وقالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة للجمهور في البداية أنه ينبغي عليهم رفع أيديهم إذا لم يتمكنوا من فهم ما يقال. اضطر الجمهور، وفيهم الأشخاص الناطقون باللغة الألمانية، إلى رفع أيديهم عدة مرات. وأكدت إدارة المحكمة خلال فترة استراحة قصيرة أن المشكلة ستحل في الوقت المناسب. غير أن ذلك فرض صعوبات إضافية على الجمهور الناطق باللغة العربية في متابعة الجلسات.
[5] ملاحظة من مراقب المحاكمة: لغرض هذا التقرير، سيُستخدم مصطلح "الشاهد" لوصف الشخص الذي قام هورل وزميلته بإجراء مقابلة معه بصفتهما ضابطين جنائيين في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. وستتم الإشارة إلى الشاهد الفعلي لهذه الجلسة، المفتش الجنائي هورل، باسمه.
[6] لم يطلب أحد الحصول على الترجمة إلى اللغة العربية. وحسبما أُعلِن في العام الماضي، فلم تقم القاضي كيربر بسؤال الجمهور بشكل صريح عن طلبهم بالحصول على الترجمة الشفوية.
[7] ملاحظة من مراقب المحاكمة: تم إصلاح المشكلات التقنية المتعلقة بالصوت في شرفة الجمهور في الجلسة التالية، انظرالمحاكمة رقم 26.
[8] ملاحظة من مراقب المحاكمة: لم يتضح ما اقترحته الدكتورة أوميشين بالضبط.
[9] ملاحظة من مراقب المحاكمة: قال المترجم الشفوي "2013"، بينما سمع الجمهور P27 يقول "2014".
[10] ملاحظة من مراقب المحاكمة: خلال الاستراحة، خاطب القضاة الجمهور لطلب تعليقاتهم بشأن الصوت. وبعد نقاش قصير، تلقت المرأة الوحيدة الناطقة باللغة العربية، وهي صحفية غير معتمدة، جهازًا لسماع الشهادة الأصلية للشاهد. ولكنها كانت لا تزال غير قادرة على فهم الأقوال باللغة الألمانية، لأنها لم تتمكن من الحصول على الترجمة الشفوية. وأضافت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أن إعطاء الجهاز لن يكون سابقة للطلبات المستقبلية، لأنه حدث فقط بسبب الوضع وبسبب حقيقة أن عدد الأشخاص في الجمهور كان قليلًا جدًا. وتم رفض حصول الجمهور على أجهزة لقناة الترجمة الألمانية، لأن أطراف القضية كانوا يستخدموها.
______________________________
لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والملاحظات، يُرجى التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected] ومتابعتنا على الفيسبوك وتويتر. ويرجى الاشتراك في النشرة الإخبارية الصادرة عن المركز السوري للحصول على تحديثات حول عملنا.