ألغت جائحة كورونا جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. هذا ما كانت أسر الم?
في آذار/مارس من هذا العام، كان من المقرر أن يحضر المركز السوري للعدالة والمساءلة، إلى جانب عدد من العائلات السورية التي اختطف تنظيم داعش أحباءها، جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. حيث تضمّنت بعثة المناصرة فعالية جانبية مع العائلات في محاولة للفت الانتباه إلى الوضع المأساوي للأشخاص المفقودين في شمال شرق سوريا. وتم إلغاء رحلة المناصرة بسبب جائحة كورونا، لكن المركز السوري للعدالة والمساءلة لا يزال يرغب في مشاركة قصص هذه العائلات ومطالبها.
قبل أكثر من عام، أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش عن الهزيمة الإقليمية للتنظيم الإرهابي. ورأت مئات أو حتى آلاف العائلات التي اختطف داعش أحباءها هذه الهزيمة كفرصة للبحث عن أولئك الذين فُقدوا منذ سنوات. حيث يقول خالد إبراهيم، الذي اختطف داعش أخاه وائل عام 2013، “كانت نهاية سيطرة داعش على الأراضي السورية فرصة نادرة لجميع العائلات التي ما فتئت تكافح من أجل الكشف عن مصير المفقودين”.
ومنذ هزيمة داعش، لم يتولَّ التحالف الذي دحر داعش ولا السلطات المحلية زمام القيادة للبحث عن الأشخاص المفقودين في ظل حكم داعش. حيث يقول محمد أمين، الذي اختُطف ابنه محمد ويس في آب/أغسطس 2013، “نعيش حالة دائمة من القلق والخوف والحزن واليأس”. ويدعو المركز السوري للعدالة والمساءلة صنّاع القرار والمنصّات الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان إلى إعطاء الأولوية لهذه القضية وإنهاء معاناة العائلات.
وكان معظم الأشخاص الذين اختطفهم داعش يعملون في مجال الإغاثة بالإضافة إلى صحفيين ونشطاء؛ حيث كانوا أول من احتجّ على التنظيم الإرهابية عند ظهوره. ويصف إبراهيم شقيقه الذي فُقد في عام 2013 بأنه “طائر حر”. ويضيف، “كان وائل ناشطاً ثورياً، وقاد العديد من الاحتجاجات السلمية ضد داعش في حلب”. قاد العديد من الاحتجاجات السلمية ضد الحكومة السورية وتنظيم داعش في حلب. وإن وائل متزوج ولديه ثلاثة أولاد؛ مريم وعبد الحي ومروة، ولا أحد منهم يعرف ما حدث لوالدهم. وعندما حذّر أمين وعائلته ابنه ويس من الاختطاف أو التوقيف، أجاب ويس قائلاً، “أنتم من علّمني أن أقف بجانب شعبنا خلال المصاعب، فكيف لا نساعدهم عندما يكونون في حاجة ماسة إلينا لإيصال الغذاء والدواء إليهم”. وحاولت العديد من العائلات بكل ما أوتيت من قوة أن تجمع أي معلومات عن الأشخاص المفقودين، ولكن جهودها باءت بالفشل.
وائل ابراهيم، ناشط سوري خطفته داعش فى ٢٠١٣
وفي حين أن هناك الكثير من الأفراد المشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش محتجزون لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أنه لم يتم جمع سوى النّذر اليسير من المعلومات حول ما قد يعرفه هؤلاء المشتبه بهم بشأن الأشخاص الذين اعتقلهم داعش. وينسحب نفس الوضع على مقاتلي داعش الذين تتم محاكمتهم حالياً في محاكم أوروبية. حيث قال إبراهيم: “على السلطات الالتزام بمساعدة العائلات في بحثها عن أحبائها بما في ذلك جمع المعلومات من مقاتلي داعش بموجب القوانين الدولية”.
وبالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف أكثر من 20 مقبرة جماعية في مناطق كانت خاضعة لسيطرة داعش. ويجب أن تكون عملية استخراج الجثث والرفات من هذه القبور وإعادتها إلى العائلات على نحو مسؤول أولوية دولية. وفي الوقت الذي يُشيد فيه المركز السوري للعدالة والمساءلة بالجهود الهائلة التي يبذلها فريق الاستجابة الأولي على أرض الواقع، وقد أطلق المركز السوري برنامجاً للتدريب عن بعد، ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لتزويد الفريق بالموارد والتدريب المباشر على الأرض. وبعد السيطرة على جائحة كورونا، يجب على السلطات على الأرض وحلفائها الدوليين أن ييسّروا وصول الخبراء الدوليين للمساعدة في عمليات استخراج الجثث.
وكلما طال انتظارنا لاتخاذ هذه الإجراءات، خسرنا فرصاً أكثر. وترى عائلات المفقودين المجتمع الدولي لاعباً رئيسياً في البحث عن أحبائهم وإن قيادته في هذه القضية مطلوبة بشكل عاجل الآن أكثر من أي وقت مضى.
اقرأ تقرير تقييم الاحتياجات الذي أعدّه المركز السوري للعدالة والمساءلة حول برنامجه للأشخاص المفقودين هنا.
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.