ما الذي فهمه كوفي أنان بشأن سوريا
المبعوث الخاص المشترك لسوريا كوفي أنان يقدّم إحاطة للصحافة بعد اجتماع مع مجموعة العمل الخاصة بسوريا في حزيران/يونيو 2012. المصدر: بعثة الولايات المتحدة في جنيف
في الأيام التي تلت وفاة الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، كتب أشخاص عديدون إشادات عن فترة ولايته في الأمم المتحدة ودوره في التوسط في السلام في كينيا وتيمور الشرقية. غير أن دور أنان كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى سوريا لقي اهتماماً ضئيلاً نسبياً. وكان أنان أول دبلوماسي يشغل هذا المنصب، حيث تم تعيينه في شباط/فبراير 2012، في الأشهر الأولى للنزاع. واستمر أنان، الذي اشتهر بصلابته واستعداده للعمل بجدّ على نزاعات تبدو مستعصية، في ذلك المنصب أقل من ستة أشهر. وفي الوقت الذي حققت فيه خطة أنان للسلام ذات النقاط الست بعض النجاح المبدئي، بما في ذلك وقف إطلاق النار لفترة وجيزة في نيسان/أبريل 2012، فإن محاولاته للوساطة كانت دون جدوى في نهاية المطاف. حيث أن حكومة الأسد، التي وافقت في البداية على الخطة، أوقفت التعاون، وكان المجتمع الدولي، وبالتحديد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، منقسماً ومشتتاً. وبينما كرّس أنان حياته المهنية لبذل جهود دبلوماسية، فقد فهم أنان أنه عندما يتعلق الأمر بسوريا، فإن منصبه كمبعوث كان مهمة مستحيلة. وكما أشار في استقالته: “كمبعوث، لا يمكنني أن أرغب في تحقيق السلام أكثر من الفرقاء، أو أكثر من مجلس الأمن أو المجتمع الدولي.”
وبمجرّد استقالته، طرح أنان السؤال التالي: “هل مجتمعنا مجتمعٌ دولي سيتّخذ إجراءات للدفاع عن أكثر الفئات ضعفاً في عالمنا ويقدّم التضحيات اللازمة للمساعدة؟” خلال الست سنوات التي تلت ذلك، كان الجواب لا مدوّية. فقد خذل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سوريا مراراً وتكراراً، وما زال يفعل ذلك. وفي عام 2012، اعتقد أنان أن المجتمع الدولي يملك القدرة على إحداث تغيير حقيقي في سوريا، إذا اختار القادة ذلك المسعى. ويبقى رأيه صحيحاً حتى يومنا هذا. حيث يمكن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والقوى الإقليمية منع الهجمات على المدنيين في إدلب، وحماية اللاجئين من العودة غير الطوعية، والتأثير في إعادة الإعمار بشكل عادل، وإعطاء الأولوية للعدالة وسيادة القانون في المفاوضات. ولم يقتصر الأمر على عدم اتخاذ هذه الإجراءات فحسب، بل وتمّ اختطاف عملية السلام في الأمم المتحدة برمتها لصالح المحادثات التي تقودها روسيا في أستانا.
وفي منصبه كمبعوث خاص للأمم المتحدة، سرعان ما أدرك أنان أنه لم يكن لديه خيار سوى الاستقالة عندما لم تلتزم أي من الجهات الفاعلة ذات الصلة بالمشاركة الجادة في عملية سلام عادل وشامل. واليوم، ما زال السوريون ينتظرون السلام و”التضحيات الضرورية” من قادتهم والقادة الآخرين في جميع أنحاء العالم، وهو ذات الأمر الذي دعا أنان إليه بأسلوب بليغ منذ ست سنوات.
لمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر.